tamer.page.tl
  آباء في قفص الإنهام
 

آباء في قفص الإتهام

كثيرًا يشتكي الأباء من عقوق أبنائهم وينسون أنهم قد عقوا أبنائهم قبل أن يعقوهم لهذا سنتحدث عن حقوق الأبناء على الأباء

1- حقوق الأبناء                     2- ما ذنبها                                3- جاهلية رواد المساجد

لقاؤنا اليوم مع نعمة عظيمة وفائدة جليلة ، مع من تقر العيون ، وتبتهج به النفوس ، مع من نجوع ليشبعوا ، ونتعرى ليلبسوا ، ونظمأ ليشربوا ، ونسهر ليناموا ، مع فلذات الأكباد ، مع الأولاد .

الأولاد نعمة تضرع من أجلها الأنبياء والصالحون

زكريا سأل ربه فقال :[ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ][آل عمران : 38]

وعباد الله الأحبار قالوا [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ][الفرقان : 74]

·       الأبناء نعمة أو نقمة على الأبناء ، بأيدينا أن نجعلهم من عباد الله الصالحين أو من المفسدين المجرمين

لذا جعل الله مسؤلية تربية الأولاد مسؤلية عظيمة قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ][التحريم : 6]

وقد حكى الله القرآن تربية الرجل الصالح لولده عن طريق الوصيه قال تعالى :[ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ][لقمان : 13]

* وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الطفل الصغير يولد على الإسلام فأبواه من ينصرانه أو يمجسانه    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ » . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) الآيَةَ . رواه مسلم وأبوداود ومالك وأحمد والحميدي

ولدتك امك باكيا مستصرخا ***  والناس حولك يضحكون سرورا

فعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا *** فى يوم موتك ضاحكا مسرورا

ولكن كما قلنا في بداية الكلام كثيرًا يشتكي الأباء من عقوق أبنائهم وينسون أنهم قد عقوا أبنائهم قبل أن يعقوهم لهذا سنتحدث عن حقوق الأبناء على الأباء

حقوق الأبناء

1-  إختيار الزوجة الصالحة

 فالنبي صلى الله عليه وسلم حث كل مقبل على الزواج أن يظفر بذات الدين مهما استطاع إلى ذلك سبيلاً لأن ذات الدين هي نعم العون للزوج على طاعة ربه ونعم العون له على تربية أبنائه قال صلى الله عليه وسلم  تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه).
وقال صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع. وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم من حديث ابن عمرو.
وحث ولي المرأة على حسن اختيار الزوج لموليته ففي الحديث (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض). أخرجه الترمذي حسنه الألباني.

* أنس بن مالك وتربية أمه

عن حميد عن أنس قال أخذت أم سليم بيدي مقدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فأتت بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت هذا ابني وهو غلام كاتب  قال فخدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعته أسأت أو بئس ما صنعت

 وعن سيار بن ربيعة قال سمعت أنس بن مالك يقول ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله خويدمك إدع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده واطل عمره واغفر ذنبه

·       وهل ربي مالك ا إلا أمه ، حين أراد  وهو غلام ان يتجه للغناء ، فغيرت مسار حياته وألبسته لباس طلبة العلم وقالت له اذهب وتعلم على يد ربيعة بن عبد الرحمن واستفد من عمله قبل علمه

·       وهل ربي سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث إلا أمه يوم قالت له : اذهب واطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي

وهل يرتجى لأطفال كمال ***  إذا ارتضعن ثدياً ناقصات؟
الام مدرسة اذا اعددتها ***  اعددت شعبا طيب الاعراق
2- أن تختار له أسما حسنا

وقد حث الإسلام على اختيار الإسم الحسن لما كانت الأسماء قوالب للمعاغني ودالة عليها ، اقتضت الحكمة أن يكون بينهما ترابط وتناسب

* عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ » . رواه أبو داود وأحمد والدارمي وابن حبان في صحيحه

* عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ » رواه مسلم

* عَنْ أَبِى وَهْبٍ الْجُشَمِىِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ » . رواه أبو داود والنسائي وأحمد

* روى مسلم عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِى فَقَالُوا إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا . فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ « إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ » .

* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ » . وفي روايه « لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ » . رواه مسلم

3- العقيقة

والسنة أن تذبح العقيقة يوم السابع من ولادة الطفل ، فإن لم يتيسر ففي يوم الرابع عشر ، وإلا في يوم الحادي والعشرين وإلا في أي يوم يكون

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال  العقيقة تذبح لسبع ولأربع عشرة ولإحدى وعشرين رواه البيهقي

ذبح العقيقة عن المولود ذكراً كان أو أنثى شكراً لله على نعمته واعترافاً بفضله عن الذكر شاتان وعن الجارية شاة. وفي مشروعية الذبح عن الأنثى إبطال لما كانت عليه الجاهلية من كراهة البنات والشعور بالغضاضة والنقص عند البشارة بهن فكما أن الابن نعمة فكذلك البنت وإن كان لا ينكر تفاوت النعم. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل غلام رهينة بعقيقته ، تذبح عنه يوم السابع ، ويحلق رأسه ، ويسمى » رواه أبو داود وصححه الترمذي. وعن أم كرز رضي الله عنها قالت : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة ). رواه ابو داود وصححه الألباني

4- الختان

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رِوَايَة ً عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْفِطْرَةُ خَمْسٌ - أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ - الْخِتَانُ ، وَالاِسْتِحْدَادُ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ » . رواه البخاري ومسلم   

ومما يدل على أن الختان كان معروفا عن العرب حديث البخاري في مثل حمزه  خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ

قال ابن المنذر في شرح الحديث ليس في هذا الباب نص يثبت في الختان وليس لوقت وجوب الختان خبر يرجع إليه ولا سنة نستعمل ، والأشياء على الإباحة ملا يحظر شيء منها إلا بحجة ، ووقائع الأحوال لا تدل على الوجوب

5- النفقة

وتجب نفقة الولد على والده بما يحفظ عليه حياته من نفقه ورضاع وطعام وكسوة ومسكن وتأديب ..............

وهذه النفقة وزاجبة للأولاد الذكور حتى يبلغوا ويقدروا على الكسب وللبنات حتى يتزوجن

* كما يجب على الوالد أن يتحرى ألا يطعم أولادهع إلا حلالاً ففي حديث عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ   ..... وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ رواه مسلم

6- الإرضاع

قال تعالى :[ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ][البقرة : 233]

7- القدوة

قال تعالى :[ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ][البقرة : 44]

يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم

تأمر ولدك بالصدق وأنت أول من يكذب أمامه ، تطلب منه ألا يغتاب ويشاهدك ليل نهار تخوض في أعراض المسلمين

* وقد كان المصطفى قدوة في العبادة والزهد والتربية والشجاعة والسياسة بكل مميادين الحياة

8- أمرهم بالصلاة

روى أحمد بسند صحيح   قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ » قال تعالى :[ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى] [طه : 132]

9- تعليمهم العلم النافع

10- أبعادهم عن رفقة السؤء :

قال تعالى :[ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ] [الزخرف : 67]

وقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه { والله لو صمت النهار لا افطره وقمت الليل لا انامه وأنفقت مالي غلقا غلقا في سبيل الله , أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصية لخشيت أن يكبني الله على وجهي في النار

قال الشافعي رحمه الله

أحب الصالحين ولست منهم *** لعلى أنا أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارتهالمعاصي *** ولو كنا سواء في البضاعة

 

عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي

11- معرفة ميوله واتجاهه العلمي

قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود :لا تسعف الشاب بعد أن يكبر على ما ينافي طبعه

فقد قال الرسول لحسان اهجهم وجبريل معك

وقال لأبي أقرؤؤكم أبي

وقال لزيد أفرضكم زيد               وقال لخالد سيف من سيوف الله

وقال  لعليّ أقضاكم علي              وقال لمعاذ أعلمكم بالحلال والحرام

معنى الكلام أن النبي كان يعرف ميول أصحابه

ثانيا ما ذنبها

إن بعض الأسر والآباء لا  يتقون الله في بناتهم ، كم من أخت أخبرتني أن أباها قققد حرمها من الميراث لأنها أنثى ، ولا يريد الوالدان أن يخرج الميراث عن أولادهما الذكور ، لأنهم سيبقون اسمه في الحياة.

وكانت بعض القبائل تكره البنات إما خشية الفقر ،وإما أنها عورة تحتاج إلى صيانة وعناية ، وإما أنها تسبى فخشي على عرضها أن ينتهك

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَ رواه البخاري

قال تعالى :[ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ][النحل : 58]

قال تعالى :[ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ][الزخرف : 17]

قال تعالى :[وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ][النحل : 56] وقال الله ناعيا عليهم فعلهم

قال تعالى :[ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ][الأنعام : 140]

ذكر أن رجلا يقال له: أبو حمزة الضبي تزوج من امرأة اسمها رباب  طلب من امرأته أن تلد له غلاما، فولدت له بنتا ، فغضب غضبا شديدا ثم ولدت له أخرى فهجرها عاما، وكان  يأتي جيرانه فيقيل عندهم يستريح ظهرا ويبيت ، فمر بعد ذلك بخبائها (بخيمتها) فسمعها تداعب وليدتها وتقول:

ما لأبي حمـزة لا يأتينا  *** يظل في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا ***  تالله ماذاك في أيدينا                       

ونحن كالأرض لزارعينا ***  نخرج ما قد زرعوه فينا

فكأنها نبهت في نفسه أمرا فدخل وقبل وليدته وقبل زوجته ورضي بعطاء الله.

* جاء الإسلام فأبطل ما كان عليه أهل الجاهلية  من كراهية البنات ، وحرم المعاملة السيئة التي كانت تعامل بها قال تعالى :[ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً ][النساء : 7]

إن أوس بن ثابت الانصاري توفى وترك امرأة يقال لها أم كحة وثلاث

بنات له منها، فقام رجلان هما ابنا عم الميت ووصياه، يقال لهما سويد وعرفجة، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته شيئا ولا بناته، وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرا، إنما يورثون الرجال الكبار، وكانوا يقولون: لا يعطى إلا من قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنيمة، فجاءت أم كحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي بنات وأنا امرأة وليس عندي ما أنفق عليهن، وقد ترك أبوهن مالا حسنا وهو عند سويد وعرفجة لم يعطياني ولا بناته من المال شيئا وهن في حجري، ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأسا فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله ولدها لا يركب فرسا ولا يحمل كلا ولا ينكى عدوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصرفوا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن، فانصرفوا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.  قوله: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) الآية.

ثم أنزل الله قوله: (يوصيكم الله في أولادكم) الآية.

وقد كرم الله المرأة ومنع اضطهادها

1- عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ » رواه البخاري ومسلم  

2- عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ جَاءَتْنِى مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِى كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِى شَأْنُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِى صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ » . رواه مسلم

3-   عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ » . وَضَمَّ أَصَابِعَهُ رواه مسلم

على كل حال نقول للذين يكرهون البنات

1-  إن كل شيء بقدر الله فهو الذي يعطي الولد والبنت قال تعالى :[ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ][الشورى : 49-50 ] فإن الله عليم بما يصلحك قادر على أن يرزقك بما شاء وقتما شاء

2-  كما أنك لا تعلم الخير ، فربما يكون الولد سببا في شقائك ولتعتبر يإبنتي شعيب فقد تزوجت أحدهما بنبي الله موسى

3-  واحذرمن عضل البنات قال تعالى :[ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ][النور : 33]

ثالثا مع العدل بين الأولاد

ومع جاهلية رواد المساجد

إن مما يدمي القلب ويحزن النفس أن نجد جاهلية ثانية كجاهلية الأولى ، هذه الجاهلية ليس يعيشها العصاة إنما يعيشها بعض رواد المساجد من القائمين الركعين الساجدين

إنني على يقين تام أن معظم حالات العقوق يكون الوالدان هماالسبب الرئيسي فيها

·       أب أعطى كل مايملك لأبن من أبنائه وحرم الباقون حقدوا عليه ثم ورطوه ماديا في جنايات ، حتى دفعوه للإنتحار

جاء شاب إلى أحد الدعاة فأخبره أن والده ترك  مائة مليون وكتبها كلها باسم وأن أولاده فواحد يملك هذه الملايين والآخر يأكل من عمل يده في  البنزينات ، لكن الذي كتبت له الأموال كانصالحااتقيا ، فقسم كل شيء بحوزته على أخوته بالتساوي

الأم التي تفضل أولادها على أولاد زوجها

* أخ له عمه كان يراها في المنام تلتهب نارا رأها مرة أو مرتين وثلاث مرات وهكذا على مدار 8 سنوات وتقول له كلمة واحدة الحليبات ، هذه الكلمة دفعته للتحقق ، حتى عرف أن لها أولاد ، ولها أولاد من زوجها ، فإذا سقت أولاد الحليب كان كامل الدسم ، أما إن سقت أولاد زوجها الحليب جعلت نصف الكوب لبنا ونصفه ماءً    الجزاء من جنس العمل

* بعض الأولاد محبوب لأنه يشبه أعمامه ، والآخر مكروه لأنه يشبه أخواله

* يعطي أولاد   إحدى زوجتين ما لا يعطي أولاد الآخرى، وربما أدخل بعضهم مدارس خاصة دون أولاد الآخرى

* يفضل أحدهم لأنها لأجمل أو الأصغر أو الأذكى

* بعض الأمهات توصي بذهبها بعد موتها لبناتها ، وهذا غير صحيح لأنه بوفاتها صار الذهب حقا للأولاد جميعا

* بعض الناس يوصي لبعض أولاده زيادة فوق نصيبهم

*  في بعض بيوت الغير ملتزمه ، يضيق على الملتزم لا تمشي مع السنية ، لا تصلي في مسجد كذا ، دائما حساب وعقاب ، أما غير الملتزم فهوالمحبوب يرجع في أي وقت ويفعل كل شيء ، معاكسات وتليفونات ، سهر على الأفلام والمسلسلات ولا اعتراض من أحد

*  في بعض الأسر إذا ولد مولود جديد ، تجد التقبيل والهدايا ، أما الأخ الأكبر  فقد صار ولدا من الدرجة الثانية ، لا يقبل ولاسؤال ولااهتمام ولاهدايا ، بالطبع هذا سيكون سببا رئيسيا لأن يكره أخاه

*  وإن شئتم إقروا قصة نبي الله يوسف  عليه السلام

*  إننا إذا سرنا مع أهواءنا وميولنا عققنا أولادنا ، نحب الأجمل والأذكي والأهدى والأكثر طاعة وكرهنا الآخرين ، لكن إذا أسرفنا مع منهج الله أشعنا الحب بين أولادنا.

 إن عدم التسوية بين الأخوة تسبب عندهم عقدا نفسية ، بل تكون سبباً رئيسيا في التحاسد بين الأخوة مما يدفعهم إلى العنف أحيانا. ( قصة يوسف )

* من ملخص الرويات التي وردت في صحيح مسلم

* عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لِابْنِهَا فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ ، اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ، الآ يسرك أن يكونوا لك في البر سواء ، قال بلى قال فإني لا أشهد

* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَفِى حَدِيثِ زُهَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِى حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا » رواه مسلم والنسائي 

* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِى وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً فَيَعْدِلُ فِى وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ » . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( عَذَابٌ مُهِينٌ ) رواه ابن ماجه وأحمد ضعيف أبي داود ( 495 ) , ( ,  المشكاة 3075 / التحقيق الثاني )

* إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم ، كما يحب أن تعدلوا بين أنفسكم

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 2183  خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً

* وروى ابن أبي الدنيا سمعت النعمان بن بشير ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف » حديث صحيح

* أن رجلا كان جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بني له فأخذه فقبله وأجلسه في حجره ثم جاءت بنية له فأخذها فأجلسها إلى جنبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فما عدلت بينهما

الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 5/394   خلاصة حكم المحدث: [فيه] عبد الله بن معاذ أرجو أنه لا بأس به

تنبيه

ومحل الحرمة أو الكراهة في التفضيل إن لم يكن لسبب شرعي ، فلو كان أحدهم مريضا أو مدينا لا يستطيع الكسب ولا الوفاء وحده بما يلزم بذلك جائز ، ويحمل من هذا تفضيل الصحابة بعض أولادهم على بعض ، لأن أبو بكر فضل عائشة على غيرها من أولاده ، وفضل عمر عاصم بشيء ، وفضل عبد الله بن عمر بعض أولاده على بعض

وروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه ضم ابنا له وكان يحبه فقال : يا فلان والله إني لأحبك ولا أستطيع أن أوثرك على أخيك بلقمة      إسناده مقبول

قال بعض السلف : إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم ، كما عليهم من الحق أن يبروك

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free