مسكنات علامات الساعة
أولا ما معنى المسكنات إنها تعني الأشياء التي تسكن ألم المسلم والتي تهدأ من روعه والتى تعينه على أن يرضى بمقدور الله جل وعلا ، ذلك أننا تهيب بنا أحداث يمكن أحيانا أن تصيبنا باليأس والأحباط ، يمكن أحيانا أن تصيبنا بالقنوط والهلع ، يمكن ان تفسد ثقتنا في كتاب ربنا وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لولا ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه العلامات لتسكن ألم المسلم وتهينه على الرضا بمقدور الله جل وعلا ، خاصة إذا علم المسلم صدق القدر هذه الأحداث التي أخبر بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما تنظر إلى هذه العلامات يمكن أن تهدء من ألم وتسكن من روعك
أولها ما حدث من فتنة عظيمة بعد رسول الله ومات كان بين الصحابيين الجلاليين بين على ومعاوية رضي الله عنهم
هذه الفتنة إذا تتبع المسلم عنها يمكن أن يصيبه بعض الألم لما حدث بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أي شيء يتقاتلون ، وفي أي شيء يتنازعون ، إنها معركة بين فريقين مسلمين قائداها صحابيين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب ضحيتها 70 ألف نفس كما ذكر ابن حجر في فتح الباري في معركة صفين وبعض المؤرخين زاد على هذا العدد حين تسمع هذا الخبر يهز كيانك ما هذا الذي يحدث بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حين تعلم أن القدر كان مع تحدث عن ذلك تستريح نفسيا ، حين تعلم أن كلا الفريقين كان يدعو إلى الحق أو على الحق تستريح نفسيا ، فلا تظلم أحد الفريقين أو تتهم أحدهما بالظلم ، وهذا ما وقعتفيه طوائف الضلال في العالم الإسلامي فبعضهم ادعى محبة على بن أبي طالب رضي الله عنه والإنتصار له وأنه كان على حق طول الخط فرمى معاوية بالفسوق والضلال والظلم بل والكفر أحيانا والخلود في النار هؤلاء هم الروفض الشيعة ، والبعض الآخر خرج على سيدنا على رضي الله عنه مدعيا أنه رضي بالتحكيم وهؤلاء هم الخوارج ، في حين لو استقرأنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن الأمر أهون من ذلك حين يتعرض المسلم الصادق لقضية كهذه هذا الذي دل عليه حديث نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام البخاري وغيره عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ إذن فهما من علامات الساعة ، فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ، من منهم الظالم يا رسول الله دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيباً مِنْ ثَلاَثِينَ ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ » رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد قال ابن حجر في فتح الباري وَقَوْله ( دَعْوَاهُمَا وَاحِدَة ) أَيْ دِينهمَا وَاحِد لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَتَسَمَّى بِالْإِسْلَامِ , أَوْ الْمُرَاد أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ الْمُحِقّ , أي أنه هو الذي على الحق وصاحبه على غير ذلك وحين تدخل إلى هذه المقتلة في محاولة أن تنصف فريق على الآخر وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ إِذْ ذَاكَ إِمَام الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلهمْ يَوْمَئِذٍ بِاتِّفَاقِ أَهْل السُّنَّة , وكان علىّ على الحق من معاوية وكان من أهم هذه العلامات على أن عليّ هو من كان على الحق أو اقرب إلى الحق مقتل عمار بن ياسر الذي قال عنه رسول الله « وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، وكان عمار من جنود عليّ وقتل على يد فئة معاوية رضي الله عنه ، ليس في هذا إشكال ولكن الإشكال حين يخوض الخائضون في معاوية رضي الله عنه وذريته حين يقتل بعضم أو يكفر بعضهم على سيدنا معاوية ، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في كلمتين بأن دعوتهما واحدة أَيْ دِينهمَا وَاحِد لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَتَسَمَّى بِالْإِسْلَامِ أي ما خرج كل منهما من الإسلام ، سيدنا عمر بن عبد العزيز حينما يذكر هذه القصة قال : هذه قتنة نجى الله منها شيوخنا فلا نلوث بها ألسنتنا ، في فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر (13/ 86) وقد أخرج ابن عساكر في ترجمة معاوية من طريق ابن منده أن الإمام المحدث أبو زرعة الرازي رحمه الله جاءه رجل فقال له إني أبغض معاوية، قال له لم؟ قال لأنه قاتل عليا بغير حق؛ فقال له أبو زرعة: رب معاوية رب رحيم وخصم معاوية خصم كريم فما دخولك بينهما؟ فمعاوية كاتب من كتاب الوحي ومعاوية مات رسول الله وهو عليه راض
فدعواهما واحدة أي أنهما على الإسلام وما خرج عن الإسلام فهذه قتنة نجى الله منها شيوخنا فلا نلوث بها ألسنتنا
والأن سنذكر العلامة الثانية التي تتعلق بدين المسلم وهناك علامات تتعلق بدنيا المسلم
أما العلامة التي طوينا الزمن لنذكرها والتي تتعلق بدين المسلم وتهدأروعه فهي
ثانيها ما حدث للأمة من نكبات وحصار ودخول للأمريكان روعت المسلمين وقتها ، هذه الأحداث أذعرت كثيرا من المسلمين لفقد عزتهم للإسلام ، يمكن أن يكون ارتد بعضهم شكا في موعد الله لنا وفي نصرتهم ، ولكن حين تنظر إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فتخيل أنه هذا الأمر ذكر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ليسكن ألم المسلمين ، وهذه المسكنات لا يمكن أن نقف عندها فقط ، حينما حدثنا عن هذه العلامات قلنا ليس من باب أن هذه العلامات لا تتغير فليس من باب الإستسلام لها لمظنة أنها المقدور ، ولكن لدفع المقدور بالمقدور ولكن ندفع أقدار الله بأقدار الله فحين قال عمر بن الخطاب لأبي عبيدة الجراح نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ فحين نذكر هذه العلامات لا نذكرها للإستسلام لها باعتبار أنها قدر نعمل ما استطعنا لمحاولة تفاديها تماما كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام حين رأى الملك وأوَّلها له يوسف عليه السلام وحاول ان يصلح ما رأوه الملك حتى تفادى المجاعة التي كانت تحدث في زمانه ،إذن فهذا ليس استسلاما للمقدور بقدر ما هو دفع للقدر حين ترجع إلى أحداث العراق ترى حديثا عند الإمام مسلم رحمه الله تعالى قال فيه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ – والقفيز هو مكيال والدرهم عملة لأهل العراق يمنعون ذلك . قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ – الروم الأمريكان أو غيرهم . ثُمَّ قَالَ يُوشِكَ أَهْلُ الشَّأْمِ – سوريا وما حولها أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْىٌ- والمد هو مكيال والدرينار عملة لأهل الشام يمنعون ذلك . قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ . ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِى خَلِيفَةٌ يَحْثِى الْمَالَ حَثْياً لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً » رواه مسلم وأحمد
العلماء المحدثون كثيرٌ منهم قال أن احتلال العراق وحصارهم عام 1991 م وما حدث من أحداث بعدها هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بل قالوا إن الشام سيأتي دورها ، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى له معنيان أن هذه البلاد ستدخل الإسلام وستدفع الجزية مَعْنَاهُ أَنَّ الْكُفَّار الَّذِينَ عَلَيْهِمْ الْجِزْيَة تَقْوَى شَوْكَتهمْ فِي آخِر الزَّمَان فَيَمْتَنِعُونَ مِمَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ مِنْ الْجِزْيَة وَالْخَرَاج وَغَيْر ذَلِكَ .
والثاني وهو أقرب للصواب سوف تعلي وتستسولي على هذه البلاد وليس حتما أنهم يستولون على هذه البلاد استعمارا ولكن يستولون بملكهم للمقدرات الإقتصادية هذا هو الواقع الذي نراه
بل إن مصر سيأتي دورها في ذلك التي ذكرت في حديث عند مسلم أيضا قال فيه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا – والإردب هو مكيال أهل مصر والدينار عملتهم - وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ » . رواه مسلم وأبو داود وأحمد أي حتى مصر يمكن أن تكون في هذا الحصار الإقتصادي ولكن ما الذي يريده حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو الإستعداد لدفع ذلك والإمام النووي في شرح صحيح مسلم قال والظاهر استيلاء الروم على ذلك يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقت أن أن كان المسلمون سادة الدنيا بأسرها ولا يملك المسلم الأن إلا ان يقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأى علامة كهذه سكن ألمه ، وسكن وجع نفسه ، وتأهب لمواجهة هذا الحصار الإقتصادي أو لمواجهة هذه الملكية الإقتصادية لسائر دول المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ثالثا ارتفاع قدر السفهاء
أما ما يتعلق بالدنيا من علامات الساعة والتي تسكن ألمنا والتي تجعلنا لا نرضى بالمقدور ونسعى على دفعه فإن أولها يتعلق بالعلماء والدعاة إلا الله خاصة في هذا الزمان الذين رأوا أن غيرهم قد استعلى في زمانهم ، أن غيرهم قد ملك الدنيا ، أن غيرهم له قيمة وأنهم لا قيمة لهم إلا من رحم الله جل وعلا ، فأهل الفن الأن أهل رسالة سامية ، فأهل المجون واللعب لهم الوجاهة الإجتماعية في المجتمع ، أهل الغناء والمجون هم النجوم في مجتمعاتنا ، فالتسليط الإعلامي على هؤلاء حتى فيما يتعلق بقضايا الدين إذا أردت أن تجمع المسلمين والعرب على كلمة سواء ظهر مجموعة من المغنيين بالحلم العربي ، إذا أردت أن تطهر القدس ظهر كثير من المغنيين بأغاني عن القدس ، ويتكلم كثير من علماءنا في القضايا التي تهم المسلمين في دنياهم أو دينهم ومع ذلك لا عبرة لما يقولون إذا لا مكان لهم ، فلا قيمة لهم بل يمكن أن نحسد أحد العلماء لأنه نال حظا من الدنيا ، نال شهرة أو نال مكانة أو نال قدرا مرموقا في المجتمع ، نال وضعا اجتماعيا عاليا ، نال حظا عاليا من الدنيا من عقارات أو سيارات أو محلات ثم نترك أهل الباطل الذين حازوا بباطلهم ولهوهم كل هذه الدنيا ، فحين ينظر العلماء والدعاة إلى أن الوضع أصبح مقلوبا فيأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم ليسكن ألم هؤلاء العلماء والدعاة ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والإمام الترمذي في الصحيح عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعَ » . صحيحه الألباني , المشكاة ( 2365 / التحقيق الثانى ) قال شراح الحديث واللكع هو صغير العلم والعقل أو اللئيم تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (6/ 452) وقد صدق رسول الله حين تنظر لهذه العلامة فهي صورة شفافة لواقعنا المعاصر
من الذي أحدث ذلك ذالك هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ليصبر العلماء والدعاة ويخاطب جموع المسلمين ويقول لهم إن أمر العلماء والدعاة أعظم من ذلك إن الإسفاف بالعلوم الشرعية والقرآن الكريم أمر ٌ عظيم ، أمرٌ لا يقره ربنا ولا يرضاه نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يصبر العلماء والدعاة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعَ وإذا نظرت إلى عموم الناس لوجدت وضعا غريبا أليما في الصدور أننا نجد أن كثير من البشر يمكن أن يتكلم في أمر الأمة عامة حتى وإن لم يكن له في ذلك علم وتنظر إلى وجوههم وترى [سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ] [الفتح: 29] وتنظر إلى كلامهم فتتذكر قول الله [وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ][محمد: 30] العدو الوحيد لهم هو الإسلام رغم أن أغلب ما كتب في بطاقاتهم مسلم ، ما الذي يحدث؟! ما قلب الأوضاع هذا ؟! ، ما هذا الوضع الذي نعيشه نحن المسلمين ؟ ولكن حين تنظر إلى السنة تجد حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يطمئنك بعض الشيء روي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « سَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ- الخداع هو المكر والحيلة ونسب إلى السنوات مجازا كأن أهل هذا الزمن أهل مكر وخداع وحيلو يظنون أنهم يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء حين يحاول أن يسرق مالك حين يحاول أن يهتك عرضك حين يحاول أن ينال منك نصيب دنيويا أو دينيا - يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ » رواه ابن ماجة وأحمد صححه الألباني , السلسلة الصحيحة ( 1887 )
والله حين ترى البرامج الإعلامية الأن وترى الذين يحضرونهم من العلمانيين واللبراليين وغيرهم ثم تستعرض حديث النبي صلى الله عليه وسلم فتقول سبحان الله الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ يسمونه بعالم من علماء السياسة ، دكتور في السياسة تجد شهره منكوش ووجه لا خلاق له وتجد حتى كلامه في أي شيء مفيد ومع ذلك يتكلم في إصلاح الأمة – يتكلم في الإصلاح السياسي والإقتصادي فإذا تحدث عن الإسلام هذا هو المحظور ، عن اي شيء يتحدثون ، يلعقون كما يلعق أباءهم وأجدادهم من الأمريكان والأوروبين وغيرهم هؤلاء قدوتهم وصدق رسول الله الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ هؤلاء الرُّوَيْبِضَةُ لابد من أن يوقفوا عند حد يخبرنا بذلك النبي ليسكن ألمًا ويخبرنا بالمقدور وحسب وإنما لابد أن ندفع الأقدار بالأقدار ، رغم ان أغلب هذه الأقدار إن لم يكن كلها قد وقعت بسب المسلمين أنفسهم وصدق الله حين قال [أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ] [آل عمران: 165]
منجيات علامات الساعة
وهي العلامات التي أخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم وبين في نفس الخبر الدواء الشافي لهذه البلايا وذلك بأن المسلم في مجتمعه يقع بين بليتين عظيمتين أولهما البلية التي تتعلق بفتن الشهوات من أفلام ومسلسلات وعلاقات محرمة وزنا وسحاق ولواط وغيرها ........... والثانية البلية التي تتعلق فتن الشبوهات هذه التي تفتن المسلم في دينية ، هذه الفتن التي تفتن المسلم في أصوله في القرآن والسنة ، حين يتبع هواه ويترك كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين يُأَول القرآن والسنة على وفق ما يريده هو لا على ما يريده الله ورسوله ، فالمسلم بين هاتين البليتين في أن يقع في فتن الشهوات أو فتن الشبوهات وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من العلامات المنجيات وما يتعلق في فتن الشهوات أخبر به النبي في حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يُوشِكُ أَنْ يَأْتِىَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ أي قد ذهبت عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا » . وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقَالُوا وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فنحن نعايش هذا الزمان كثيرٌ منا من ابتلي بالمخدرات والزنا وغيرها .........والكثيرون منّا لا عهد لهم مع الله قَالَ هذه هي المنجية ، هذا هو الحل « تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ ما عرفتم أنه حق فخذوه وما عرفتم أنه منكر فاتركوه وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ ثم ماذا وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ قالوا المعنى خَاصَّتِكُمْ أي أهل الرأي والصلاح والدين منكم سيروا سيرهم وقيل خَاصَّتِكُمْ أي خاصة أنفسكم أي لا علاقة لكم بالعامة وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ لأن العالم في هذا الزمان سيكونون على غير حق قال الله تعالى :[ قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ] [المائدة : 100] ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا »رواه الترمذي وقال : حسن غريب . ومن غريب الحديث : "إمعة" : أى لا رأى له ولا عزم . ضعيف الجامع الصغير ( 6271 ) » . رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد هذا حديث صحيح الإسناد
فالنجاة في :
1. تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ
2. وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ
3. وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ
4. وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتَكُمْ
إذا أخذنا هذا الحديث ورأينا الواقع وجدنا أن الكثير منا يتبع امر العامة لا امر النبي صلى الله عليه وسلم يعني التبرج منتشر ، دائما أنت من رواد المسجد ولكن كيف لبنتك أن تكون بهذا المظهر تلبس بنطلون أو بدي أو غير ذلك فعندما تساله يقول لك يا عم الشيخ الناس كلها كده ، متدين يقيم فرحا لإبنه أو بنته تجد الDJ والمخدرات وكذا وكذا فعندما تساله يقول لك يا عم الشيخ الناس كلها كده ، ملتزم يموت أحد أقاربه فيدفع له سرادق يددفع له الآلاف الجنيهات ويدفع لله صدقة فيما هو أقل من ذلك فإذا قيل له يا أخي اتق الله هذه ليست سنة النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عم الشيخ الناس كلها كده ، الناس كلها كده أصبحنا نسمعها كثيرا في التبرج وفي الغناء وفي المسلسلات وفي الدشات ...........حتى في العلوم الدينية لا نتوجه إليها بل نتوجه لغيرها لأن كل الناس كده --- هذا مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى لنفس الحديث عند أبي داود بسند صحيح عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ انظر إلى الحرص – حرص عبد الله بن عمرو بن العاص - فَقُلْتُ كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ – عبد الله بن عمرو يسال لنا فإنه ما أدرك هذا الزمان - قَالَ الْزَمْ بَيْتَكَ وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ رواه أبو داود ، حسن صحيح , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
إن الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا والله لو أن كل الناس أطاعوه وعصيته أنت لأدخلك الله النار ولا يبالي ، ولو أن كل الناس أضاعوه وأطعته انت لأدخلهم الله النار كلهم وأدخلك أنت الجنة ولا يبالي ، ومن أعظم ما يقع في فتن الشهوات سببه إتباع أمر العامة ، فهذه العلامة يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر ما ينجينا من فتن الشهوات
أما عن فتن الشبوهات
فقد وردت في الحديث الذي أخرجة الإمام أبو داود والإمام ابن ماجه والبيهقي الطبراني والحاكم وأحمد بسند حسن عَنْ عوف بن مالك َ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْجَمَاعَةُ » قال شراح الحديث وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، لأنه أخبر عن غيب فهو لا يعرف عدد فرق اليهود والنصارى [إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ][النجم : 4] ثم بعد ذلك أخبر بأمر أمته. قال شراح الحديث هي أمة الإجابة لأن أمة النبي صلى الله عليه وسلم قسمان أمة دعوة وأمة إجابة
أمة الدعوة هي الإنس والجن من أول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم كلهم ويدخل فيها اليهود والنصارى والمجوس وسائر التيارات الموجودة الأن وحتى قيام الساعة هذه تدخل ضمن أمة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها أمة الدعوة فمن لم يؤمن من هذه الفرق بالنبي صلى الله عليه وسلم فليس له إلا النار حتى وإن كان له نبي آمن به يعني حتى ولو أن النصارى مثلا بان عيسى عبد الله وروح الله وكلمته وليس ابن الله ولم يامنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فهم في النار والدليل على ذلك حديث النبي الذي عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
أمة الإجابة هي كل من آمن بالله يعني 73 فرقة ليسوا بكفرة كفرا صريحا إنما هم مخالفون لإجابة النبي صلى الله لعيه وسلم عندهم نقص في الشهادة أن محمد رسول الله فالشهادة جزئين لا إله إلا الله & محمد رسول الله ليس عدهم خلل في لا إله إلا الله وإنما الخلل في محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك حكم عليهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم في النار حينما تعرض العلماء لشرح هذا الحديث اختلفوا في كيف يقسمون هذه الفرق قال علماءنا أفضل من قام بتقسيم هذه الفرق يوسف بن أسباط & عبد الله بن المبارك رحمهما الله حيث قالا إن أصول البدع ترجع إلى أربع فرق : ( 72 فرقة )
1. الروافض
2. الخوارج
3. القدرية
4. المرجئة
· الروافض هؤلاء هم الشيعة أو ولاة الشيعة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويقدسون عليا وأهل بيته ويخرجون كثيرا من أصحاب النبي صلى الله وسلم من الحق ويتهمونهم بالضلال لأنهم عانوا معاوية رضي الله عنه في مقاتلة علّي رضي الله عنه
· الخوارج وهؤلاء هم عكسهم هؤلاء الذين خرجوا على علّي بن أبي طالب
· القدرية وهؤلاء روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا بشأنهم « الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ .............» أبو داود وابن ماجه وأحمد حسن. هؤلاء ينكرون القدرة والعلم لله جل وعلا بل ويقولون لا قدر فسموا بالقدرية ولكن ما معنى لا قدر إذا فعلت الأمر لا يعلمه الله إلا حين أفعله لذلك ابن عباس رحمه الله قال قول الله تعالى :[ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ] [القمر : 48-49] هذه الآية نزلت في القدرية كان الله جل وعلا يخبرهم بجزاءهم يوم يلقون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر
- المرجئة وهي الفرقة التي قالت بإرجاء الأعمال فالأعمال لا تفيد في الإيمان فلا ينفع مع الكفر طاعة & ولا يضر مع الإيمان معصية يعني مؤمن وزنا وسرق وترك الصلاة وما زكى ما فعل شيء من فرائض الإسلام إلا أنه مؤمن هذا يدخل الجنة ولا تضره هذه المعاصي مع أن الله جل وعلا ورسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن الإيمان قول وعمل واعتقاد فهو قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان
هذه الأربعة تنقسم إلى 18 فرقة فإذا ضربنا 18 × 4 = 72 هذان العالمان الجليلان قالوا بأن هذه هي أصول البدع فذكر 72 فرقة في النار هي المقصودة ثم الواحدة التي في الجنة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل النجاة على أنها علامة منجية ما أنا عليه وأصحابي هذا الذي قال الله عنه في الحديث القدسي وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا على كل باب ما فتحتم لهم حتى يأتوا خلفك يا محمد وهذا الذي قال عنه الله [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ] [آل عمران: 31]