اللقاء الثاني والعشرون :أهوال القيامة
هذه هي الجمعة الرابعة من شهر شعبان المبارك والذي نسأل الله أن يبارك لنا فيما تبقى منه ويبلغنا رمضان بأمن وأمان واستعداد كامل للصلاة والصيام والقيام وتوبة صادقة من سائر الذنوب والآثام ,وكنا قد تعودنا تخصيص هذه الجمعة لغسل القلوب وترقيقها بالحديث عن حلقة من حلقات الدار الآخرة وقد خرجنا عن هذه العادة في الشهرين الماضيين نظرا للظروف والأحداث التي مرت ببلادنا والتي استدعت منا الحديث عنها حتى نتماشى مع الواقع حاكمين عليه وموجهين لأحداثه من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونرجو من الله الإخلاص والإصابة, وها نحن نعود إلى سلسلة الدار الآخرة والتي انتهينا فيها في اللقاء الماضي من الحلقة الحادية والعشرين وكانت تحت عنوان " يوم يقوم الناس لرب العالمين " وتأتي هذه الحلقة لتخرجنا من طور هذا القيام للقاء الملك العلام نخرج لنساق إلى أرض المحشر ونرى أهوال القيامة وفظائعها لعل ذلك يحرك سكون قلوبنا ويحيي مواتها فما أفظعه من يوم وما أشده من موقف وما أرعبها من أهوال إنها "أهوال القيامة" والتي يأتي الحديث عنها في النقاط الثلاث التالية
1- هذا خوف العظماء فماذا عنا؟
2- يوم القيامة وكأنك تراه
3- من أي الفريقين أنت؟
أما عن الأول : فإنه الحديث عن بعض من هزَّهم هذا اليوم هزا وفرقوا منه فرقا واقشعرت جلودهم لخشيته وعظمته رغم ما كانوا عليه من العمل وما أعد لهم من الأجر وما عرفوا من مصيرهم الذي يستقر بهم في جوار الرحمن ونعيم الجنان
- وأول هؤلاء من أعطاه الله عز وجل مفاتيح الجنة فهو أول من يحرك حلقها بيده وأول من يدخلها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بكى من هول هذا اليوم حيث :
- ذكر الإمام القرطبي في التذكرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خوفني جبريل من يوم القيامة حتى أبكاني فقلت يا جبريل ألم يغفر لي ربي ذنبي ما تقدم و ما تأخر ؟ فقال لي يا محمد لتشهدن من هول ذلك اليوم ما ينسيك المغفرة"()
- إنه رسول الله الذي شاب من ذكر القرآن للقيامة وأهوالها فعَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ شِبْتَ ، قَالَ : شَيَّبَتْنِي هُودٌ ، وَالوَاقِعَةُ ، وَالمُرْسَلاَتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَ{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}() والمعنى كما ذكر شراح الحديث"أَيْ ضَعَّفَتْنِي وَوَهَّنَتْ عِظَامِي وَأَرْكَانِي لَمَّا أَوْقَعَتْنِي فِي الْهُمُومِ وَأَكْثَرَتْ أَحْزَانِي . ( هُودٌ ) ( وَالْوَاقِعَةُ ، وَالْمُرْسَلَاتُ )( وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) : أَيْ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَحْوَالِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ : يُرِيدُ أَنَّ اهْتِمَامِي بِمَا فِيهَا مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْمَثُلَاتِ النَّوَازِلِ بِالْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ أَخَذَ مِنِّي مَا أَخَذَهُ حَتَّى شِبْتُ قَبْلَ أَوَانِ الْمَشِيبِ – لكن ترى لأي شيء يبكي الأنه جاء بذنوب كالجبال أو أنه أغضب الكبير المتعال كلا والله فهو أحب خلق الله الى الله وإنما يخاف علينا بل ويبكي علينا خوفا من هذا اليوم الشديد الذي ما أعددنا له عدته ولا تأهبنا له أهبته فكم عصينا وكم ظلمنا وكم تجرأنا وكم سفكنا الدماء وكم خضنا في الأعراض ...الخ أكرر ما قاله التوبشتي حيث يقول في شرحه للحديث"يُرِيدُ - أي النبي- أَنَّ اهْتِمَامِي بِمَا فِيهَا مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْمَثُلَاتِ النَّوَازِلِ بِالْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ أَخَذَ مِنِّي مَا أَخَذَهُ حَتَّى شِبْتُ قَبْلَ أَوَانِ الْمَشِيبِ خَوْفًا عَلَى أُمَّتِي() وقد صدق ذلك الحديث الصحيح فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَلاَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِى إِبْرَاهِيمَ ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى) الآيَةَ وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ أُمَّتِى أُمَّتِى »وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِى أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ"()
- وهذا فاروق الأمة عمر يرتعد على فراش الشهادة من هول مطلع يوم القيامة فعن الشعبي عن بن عباس أنه دخل على عمر حين طعن، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين، أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس،وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقتلت شهيدا فقال: أعد، فأعاد فقال: المغرور من غررتموه، لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء، لافتديت به من هول المطلع"وقوله: "من هول المطلع"()
- وهذا شاب أسود الرأس واللحية في ريعان شبابه يراه أصحابه صبيحة يوم ورأسه أبيض
كالثغامة فيعجبون من ذلك فيقول لهم : نمت البارحة فرأيت في نومي كأن الناس قد حشروا إلى ربهم وإذا بنهر من لهب النار وإذا جسر يجوز عليه الناس يدعون بأسمائهم فناج وهالك والناس يقتادون بسلاسل إلى النار فمن هول ذلك أصبحت كما ترون"()
- عن وهيب بن الورد قال : « عجبا للعالم ، كيف تجيبه دواعي قلبه إلى ارتياح الضحك وقد علم
أن له في القيامة روعات وفزعات » ثم غشي عليه
هذا بعض ما شيبه وهذه بعض أهواله نتدبرها ونتفكر فيها عسى أن يغير ذلك من أنفسنا عسى أن نتوب إلى الله من سائر المعاصي والذنوب وإني أخاطب بهذه الأهوال كل من يعصي الله , أيها التاركون للصلاة أيها المانعون للزكاة يا من تدخنون , يا من تسمعون الغناء , يا من تشربون المخدرات يا من تخوضون في أعراض المسلمين والمسلمات يا من تأكلون الحرام وتغشون في البيع والشراء يا صاحب الذنب مهما كان وصاحب الجرم مهما هان هذه بعض أهوال يوم الفرقان يسمعها كل من له أذنان فمن تاب إلى الله أدركه العفو والغفران ومن أبى وعاند وطغى فالله قد أعد له في القيامة النيران وها هو يوم القيامة وكأنك تراه
1- صفة حشر الناس - خاصة العصاة الكفار من بني آدم - وقد خرجوا من قبورهم
- قال الله تعالى " فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"()
- قال الله تعالى "فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا"()
- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً »قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عَائِشَةُ الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ »()
2- الكون كله يضطرب ويتغير
- عن ابْنِ عُمَرَ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ
رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ» وفي رواية أخرى "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَلَمْ يَذْكُرْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ"()
- وهذا بعض ما في تفسير سورة التكوير, يقول الإمام القرطبي قوله تعالى : إذا الشمس كورت قال ابن عباس رضي الله عنه تكويرها إدخالها في العرش وقال : ذهاب ضوئها وقال الربيع بن خثيم كورت رمى بها و منه كورته فتكور أي سقط يقول القرطبي فهي تكور أي تلف ثم يمحى ضوءها ثم يرمى بها - وللعلم الشمس – وهي نجم من النجوم - تكبر الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة، أي جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمائة ألف أرض تخيل!!!- وقوله تعالى : وإذا النجوم انكدرت أي انتثرت قيل تتناثر من أيدي الملائكة لأنهم يموتون وقال ابن عباس رضي الله عنه : انكدرت تغيرت وأصل الانكدار الانصباب فتسقط في البحار فتصير معها نيراناً إذا ذهبت المياه وقوله وإذا الجبال سيرت أي تحول عن منزلة الحجارة فتكون كثيباً مهيلاً أي رملاً سائلاً وتكون كالعهن ، وتكون هباء منبثاً ، وتكون سراباً مثل السراب الذي ليس بشيء ، وقيل : إن الجبال بعد اندكاكها أنها تصير كالعهن من حر جهنم كما تصير السماء من حرها كالمهل وقوله وإذا العشار عطلت معناه : أنهم إذا قاموا من قبورهم وشاهد بعضهم بعضاً ورأوا الوحوش والدواب محشورة وفيها عشارهم التي كانت أنفس أموالهم لم يعبئوا بها ولم يهمهم أمرها وإنما خص العشار بالذكر لأنها أعز ما يكون على العرب وقوله وإذا الوحوش حشرت أي جمعت وقوله وإذا البحار سجرت أي أوقدت وصارت ناراً وقوله : وإذا النفوس زوجت أى تلحق كل شيعة شيعتها اليهود باليهود ، والنصارى بالنصارى ، والمجوس بالمجوس ، وكل من كان يعبد من دون الله شيئاً يلحق بعضهم ببعض والمنافقون بالمنافقين والمؤمنون بالمؤمنين وقوله : وإذا الموؤدة سئلت يعني بنات الجاهلية كانوا يدفنونهن أحياء قال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب وبعضهم يقرأ وإذا الموؤدة سئلت تعلق الجارية بأبيها فتقول بأي ذنب قتلتني ؟وقوله : وإذا الصحف نشرت أي للحساب وقوله : وإذا السماء كشطت والكشط والقشط سواء وهو القلع فكان المعنى قلعت فطويت وقوله : وإذا الجحيم سعرت أي أوقدت وقوله : وإذا الجنة أزلفت أي قربت لأهلها وأدنيت علمت نفس ما أحضرت أي من عملها وهو مثل قوله علمت نفس ما قدمت وأخرت ()
3- الشمس تدنو فوق الرؤوس
- عَن الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ »قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا يَعْنِى بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِى تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ « فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِى الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا » قَالَ وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ"()
- قال بعض السلف لو طلعت الشمس على الأرض كهيتئها يوم القيامة لأحرقت الأرض وذابت الصخر وجفت الأنهار وينتج عن هذا الجو الجوع الشديد والعطش الشديد والعذاب الشديد يقول عبد الله بن مسعود[ يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، وأعرى ما كانوا قط ، وأنصب ما كانوا فمن أطعم لله أطعمه ، ومن سقا لله سقاه ، ومن كسا لله كساه ، ومن عمل لله كفاه ، ومن نصر الله أراحه الله في ذلك اليوم"()
4- لكل امرئ منهم شأن يغنيه
لكن في كل هذه الشدائد أين أولادك الذين أكلت الحرام من أجلهم , أين زوجتك التي عققت أباك وأمك لأجلها أين أصحابك الذين حارت الله بسببهم أين أحبابك الذين أغضبت الله لترضيهم لا يعرفك منهم أحد ولا يقترب منك منهم أحد بل ويفرون منك كما يفر المجذوم من الأسد ذلك لتعلم أنه لا يستحق أحد أن يعصى الله لأجله واستمع الى هذه الآيات
- قال الله"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"()
- فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ"()يقول ابن كثير في تفسيره "{ يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وصاحبته وَبَنِيهِ } أي يراهم ويفر منهم؛ لأن الهول عظيم ، والخطب جليل ، قال عكرمة : يلقى الرجل زوجته فيقول لها : يا هذه أي بعل كنت لك؟ فتقول : نعم البعل كنت ، وتثني بخير ما استطاعت ، فيقول لها : فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنحو مما ترين ، فتقول له : ما أيسر ما طلبت ، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئاً أتخوف مثل الذي تخاف ، قال : وإن الرجل ليلقى ابنه فيعلق به فيقول : يا بني أي ولد كنت لك؟ فيثني بخير ، فيقول له : يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول ولده : يا أبتِ ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف ، فلا أستطيع أن أُعطيك شيئاً ، يقول الله تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وصاحبته وَبَنِيهِ } وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة : « حتى عيسى ابن مريم يقول : لا أسأله اليوم إلاّ نفسي ، لا أسأله مريم التي ولدتني »()
- وقد جاء في حديث عمر رضي الله عنه أنه قال لكعب الأحبار يا كعب : خوفنا هيجنا حدثنا نبهنا فقال كعب : يا أمير المؤمنين و الذي نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبياً لأتت عليك تارات و لا يهمك إلا نفسك و إن لجهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي منتخب إلا وقع جاثياً على ركبتيه ، حتى إن إبراهيم الخليل ليدلى بالخلة فيقول رب أنا خليلك إبراهيم لا أسألك اليوم إلا نفسي قال يا كعب : أين نجد ذلك في كتاب الله تعالى ؟ قال : قوله تعالى : يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت و هم لا يظلمون"()
- بل إن أمر الخصومة ليتعدى سائر الأحباب حتى يكون بين الروح والجسد فعن ابن عباس رضي الله عنه قال"ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد ، فتقول الروح : رب الروح منك أنت خلقته لم يكن لي يد أبطش بها و لا رجل أمشي بها و لا عين أبصر بها ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعف عليه أنواع العذاب ونجني فيقول الجسد : رب أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها ولا قدم أسعى بها ولا بصر أبصر به ولا سمع أسمع به فجاء هذا كشعاع الشمس فيه نطق لساني وبه أبصر عيني وبه مشت رجلي وبه سمعت أذني فضعف عليه أنواع العذاب ونجني قال : فيضرب الله لهما مثلاً أعمى ومقعد أدخلا بستاناً فيه ثمار فالأعمى لا يبصر والمقعد لا ينالها ، فنادى المقعد للأعمى ائتني فاحملني آكل وأطعمك فدنا منه فحمله فأصابا من الثمرة فعلى من يكون العذاب قالا : عليهما قال : عليكم جميعاً العذاب()
5- براءة المناصب والأموال من أصحابها
فلا ينفعك منصب ولا جاه ولا سلطان ولا مال , تبحث عن منصب ينجيك وعن جاه يساندك وعن مال يحميك فلا تجد, ليسمع ذلك أصحاب المال والجاه والسلطان الذين لا يقون الله فيما أنعم عليهم بل ويستخدمونه فيما حرم عليهم
- يقول الله "وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"()وعَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا أَكُنْتَ تَفْتَدِى بِهِ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لَهُ قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ »()
- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ"()
6- طول هذا اليوم
- سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا()
- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهُ إِلاَّ أُحْمِىَ عَلَيْهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهَا إِلاَّ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ - المستوي ليس فيه ارتفاعٌ ولا انخفاض- قَرْقَرٍ -المستوي الأملسُ من الأرض- كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ - يريد كمالَ حالها في القوة والسِّمن- تَسْتَنُّ عَلَيْهِ كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهَا إِلاَّ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ فَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا وَتَنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ- الملتوية القرن- وَلاَ جَلْحَاءُ - لا قرن لها- كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ »()
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا جمعكم الله عز وجل كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم ؟()
- عن أبي سعيد الخدري قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم يوما كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده انه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا"()
7- وجاء ربك والملك صفا صفا
- كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"()
- ذكر أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة عن ابن عباس رضي الله عنه و الضحاك فقال إن الخلائق إذا اجتمعوا في صعيد واحد الأولين والآخرين أمر الجليل جل جلاله بملائكة سماء الدنيا أن يتولوهم فيأخذ كل واحد منهم إنساناً وشخصاً من المبعوثين إنساً وجناً ووحشاً وطيراً وحولوهم إلى الأرض الثانية وهي أرض بيضاء من فضة نورية وصارت الملائكة من وراء العالمين حلقة واحدة ، فإذا هم أكثر من أهل الأرض بعشر مرات ، ثم إن الله سبحانه وتعالى يأمر ملائكة السماء الثانية فيحدقون بهم واحدة فإذا هم مثلهم عشرين مرة ثم تنزل ملائكة السماء الثالثة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة ، فإذا هم أكثر منهم ثلاثين ضعفاً ، ثم تنزل ملائكة السماء الرابعة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة أكثر منهم بأربعين صفاً ، ثم تنزل ملائكة السماء الخامسة فيحدقون من ورائهم حلقة واحدة فيكونون مثلهم خمسين مرة ، ثم تنزل ملائكة السماء السادسة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة وهم مثلهم ستين مرة ، ثم تنزل ملائكة السماء السابعة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة وهم مثلهم سبعين مرة والخلق تتداخل و تندمج حتى يعلو القدم ألف قدم لشدة
الزحام"()
8- وجيء يومئذ بجهنم
- وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي"()
- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"يؤتى بجهنم يومئذ، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"()
- وعن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ تغير لون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعرف في وجهه. حتى اشتد على أصحابه، ثم قال: [أقرأني جبريل كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا- الآية- وجئ يومئذ بجهنم ]قال علي رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، كيف يجاء بها؟ قال: (تؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام، يقود بكل زمام سبعون ألف ملك، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم تعرض لي جهنم فتقول: ما لي ولك يا محمد، إن الله قد حرم لحمك علي) فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي إلا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه يقول رب أمتي! رب أمتي"()
فتخيل كل هذه الأحداث وكل هذه الفظائع التي تنتظرني أنا وأنت أين سنذهب منها
مثل لنفسك أيها المغرور *** يوم القامة و السماء تمور
إذ كورت شمس النهار وأدنيت ***حتى على رأس العباد تسير
وإذا النجوم تساقطت *** وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور
وإذا البحار تفجرت من خوفها *** ورأيتها مثل الجحيم تفور
وإذا الجبال تقلعت بأصولها *** فرأيتها مثل السحاب تسير
وإذا العشار تعطلت وتخربت *** خلت الديار فما بها معمور
وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت *** وتقول للأملاك أين نسير
وإذا الموؤدة سئلت عن شأنها *** وبأي ذنب قتلها ميسور
وإذا الجليل طوى السما بيمينه *** طي السجل كتابه المنشور
وإذا الصحائف عند ذاك تساقطت *** تبدى لنا يوم القصاص أمور
وإذا الصحائف نشرت فتطايرت *** وتهتكت للمؤمنين ستور
وإذا السماء تكشطت عن أهلها *** ورأيت أفلاك السماء تدور
وإذا الجحيم تسعرت نيرانها *** فلها على أهل الذنوب زفير
وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت *** لفتى على طول البلاء صبور
وإذا الجنين بأمه متعلق *** يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جناية *** كيف المصر على الذنوب دهور
من أي الفريقين أنت؟
بعدما رأيته من أهوال القيامة لا بد وأن تعلم أن الناس يومها فريقان لا ثالث لهما , الفريق الأول من عمل لهذا اليوم واستعد له وجعله في حسبانه فخافه واتقاه وهؤلاء هم أهل الأمن من فزعه وهوله وعذابه ولقد دعا الله عباده لأن يكونوا من هذا الفريق حتى كانت آخر أية نزلت من القرآن على رسول الله "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" أما عن حال هؤلاء يوم القيامة فمما جاء فيه
- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ». فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَ « لَيْسَ كَذَلِكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ » متفق عليه
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلاَ ، قَالَ : وَعِزَّتِي لاَ أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ"البزار وابن حبان بسند حسن
وأما عن الآخر
- إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
- إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا
- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا وَمَالاً وَوَلَدًا وَسَخَّرْتُ لَكَ الأَنْعَامَ وَالْحَرْثَ وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ يَوْمَكَ هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لاَ فَيَقُولُ لَهُ الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِى » الترمذي وصححه