tamer.page.tl
  تماما مثله
 

قال تعالى :وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا
النساء 140
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس , عَنْ الْعَلَاء بْن الْمِنْهَال , عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة , قَالَ : أَخَذَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَوْمًا عَلَى شَرَاب ( خمر ), فَضَرَبَهُمْ وَفِيهِمْ صَائِم , فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا صَائِم فَتَلَا : { فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْره إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلهمْ } . تفسير الطبري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة . فضلا . يتبعون مجالس الذكر . فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم . وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم . حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا . فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء . قال فيسألهم الله عز وجل ، وهو أعلم بهم : من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض ، يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك . قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا . أي رب ! قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟ قالوا : ويستجيرونك . قال : ومم يستجيرونني ؟ قالوا : من نارك . يا رب ! قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيف لو رأوا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونك . قال فيقول : قد غفرت لهم . فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا . قال فيقولون : رب ! فيهم فلان . عبد خطاء . إنما مر فجلس معهم . قال فيقول : وله غفرت . هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2689
خلاصة الدرجة: صحيح
وهكذا نلاحظ أن الجليس الصالح ينفعك و الجليس السيء يضرك فحرص على الجيد وأنك تحصل على نفس الأجر إن صاحب الأتقياء وجالستهم وتحصل على نفس الأجر إن صاحبت الفجار وجالستهم.

 فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. وقد روي عن عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم، فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية «إنكم إذا مثلهم » أي إن الرضا بالمعصية معصية؛ ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم. وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة
تفسير القرطبي

وقد قال الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه 

واختر قرينـك واصطفيه تفاخـراً --- إن القرين إلى المقارن ينسب

إن الغـني من الرجـال مكـرم --- وتراه يرجى ما لديه ويرهب

ويبش بالـترحيب عند قـدومه --- ويقام عند سلامه ويقرب

والفقـر شين للرجـال فإنـه --- يزرى به الشهم الأديب الأنسب

واخفض جناحـك للأقارب كلهم --- بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا

ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً --- إن الكذوب لبئس خلاً يصحب

وذر الحسود ولو صفا لك مـرةً --- أبعده عن رؤياك لايستجلب

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن --- ثرثارةً في كل ناد تخطب

واحفظ لسانك واحترز من لفظه --- فالمرء يسلم باللسان ويعطب

والسر فاكتمه ولا تنـطق بـه --- فهو الأسير لديك إذ لا ينشب

يعطيك من طرف اللسان حـلاوة --- ويروغ منك كما يروغ الثعلب

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free