نقطة من غيث نعم الخلق
نريد في هذا اللقاء أن نتعرف على بعض نعم الله علينا في أجسادنا لندرك مدى رحمة الله بنا وحلمه علينا وكرمه إيانا وصدق الله"يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ" وليس هذه النعم إلا أمثلة وإلا فإن المرء يحار حين يطلع على أسرار نعمة من نعم الله المبثوثة في التركيب الإنساني حيث يراها أم النعم وكأنه لا يوجد أهم منها في بدن الإنسان وهذا تماما مثلما تقرأ عن أحد الصحابة فتراه قد حاز المكارم كلها وكأنه لم يدع لغيره شيء فتراهم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها إلا ما فضلهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعضهم البعض0
1- الكلى والمثانة ونعمة قضاء الحاجة
2- الكبد ووظائفه
3- ألم نجعل له عينين
4- نعمة البيان
5- نعمة التنفس
1- الكلى والمثانة ونعمة قضاء الحاجة
- يفرز الإنسان البالغ حوالي لترين من اللعاب في اليوم
- يبلغ الطول الإجمالي للقناة الهضمية حوالي 9 متر
- يبلغ طول الأمعاء في الإنسان البالغ حوالي 10 أضعاف طول جسمه
- المعدة تجدد غشائها الداخلي كل أسبوعين حتى لا تهضم عصارتها المعدة نفسها
- توجد في المعدة حوالي 35 مليون غدة تفرز المواد الهضمية
- توجد 22 عظمة في جمجمة الإنسان البالغ
- يستخدم الإنسان حوالي 100 عضلة عند الكلام ويستخدم 17 عضلة عند الابتسام بينما يستخدم 42 عضلة عند العبوس ويستخدم حوالي 200 عضلة عند المشي العادي
الكلية والمسالك البولية
- تستهلك الكليتان 12% من كمية الأكسجين الموجود في الدم
- تصفي الكليتان حوالي لتر ونصف من الدم كل دقيقة
- يكون كليتي إنسان عمره 70 سنة قد قامتا بتصفية حوالي 4 مليون لتر من الدم
- توجد بالكلية حوالي مليون أنبوب صغير إذا ما وضعت في خط واحد بلغ طولها 40 ميل
- الوحدات التي تتكون منها الكلية تسمى الكبيبة وعددها 2 مليون خلية
- كمية الدم التي تمر في الكليتين يومياً1800لتر
- في الكليتين (2) مليون وحدة تصفية طولها مجتمعة مئة كيلو متر
- أداة فرز لحمض البول الذي في الدم ، والكلية فيها احتياط يقدر بعشرين ضعفاً تقريباً
والكلية فيها طريق طوله مئة كيلو متر ، والدم يعبره في اليوم خمس مرات الكُليتان من أخطر أجهزة الجسم ، لأن الكُلية تتولى تصفية الدم من حمض البول ، وحمض البول نتاج الاستقلاب ، وهذا الحمض إذا زاد عن حده تسمم الإنسان ، فالكُلية مُهمتها تنقية الدم من الأشياء التي تؤذيه ، وتعيد برمجة الدم ، وتعير نسبه الدقيقة ، طبعاً نتيجة هذه التصفية هو البول ، والكُليتان يسقط منهما في كل عشرين ثانية نقطتان ، تصور لو لم تكن المثانة ، لو فكرنا تفكيراً منهجياً بتصور افتقاد المثانة ، ما الحل ؟ لابد من نزول نقطتين كل عشرين ثانية باستمرار ، فالإنسان يحتاج إلى فوط ، وهذه مشكلة كبيرة جداً ، من باب تكريم الله لهذا الإنسان أودع الله تعالى في جسم الإنسان هذه المثانة ، هذه تجمع البول لساعاتٍ طويلة لسبع ساعات ، أو أكثر ، ثم تفرغ في وقت محدود ، لكن بحسب العلوم الحديثة لو أن هذه المثانة ليس فيها عضلات ، البول لا ينزل تماماً كما لو جئت بمستودع للماء ، أحكمت إغلاقه من علٍ ، الصنبور إذا فتحته الماء لا ينزل ، يحتاج إلى ضغط ، فلا يمكن أن ينزل ما في هذه المثانة إلا بأنبوب هوائي هذا شيء مستحيل ، لذلك ربنا جلّ جلاله جعل في هذه المثانة عضلات قابضة ، فلمجرد أن يريد الإنسان أن يفرغ هذه المثانة تتقلص العضلات فيفرغ كل ما فيها ، لذلك من باب تكريم الله للإنسان أن هذه المثانة يتجمع فيها مفرزات الكُليتين لساعاتٍ طويلة ، تبقى نظيفاً مهفهفاً ، متعطراً ، في لقاء ، في سفر ، في اجتماع ، في إلقاء درس ، في إدارة عمل ، و من حين لآخر تفرغ هذه المثانة
الكبد ووظائفه
1- تركيبه التشريحي المعجز
- أكبر عضو داخل البدن حيث يزن حوالي (1.5) كجم في الإنسان العادي
- في الكبد (300) مليار خلية تتجدد كلية كل أربعة أشهر ولا يستطيع إنسان العيش بدون كبد ثلاث ساعات
- الكبد يستطيع بناء نفسه فلو أن جراحاً استأصل أربعة أخماسه لأعاد بناء نفسه إذ أسرع الخلايا انقساماً خلايا الكبد
- كل خلية في الكبد تقوم بوظائفه كاملة بخلاف أي عضو غيره
2- الإعجاز الوظيفي " الفسيولوجي"
- قال بعض علماء الطب له (500) وظيفة وقال البعض الآخر (700) وظيفة وقال آخرون بل
وظائفه بالآلاف وأهم هذه الوظائف
1- عمليات الكبد الوظيفية تقوم على الدم ومكوناته لهذا نجده ينظم كل عمليات وظائف الجسم من خلال ملايين القرارات التي يعطيها لكل أجهزته علاوة على العمليات الكيماوية التي يقوم بها
2- يقوم باستغلال الطعام وتصنيعه بعد استقباله من الجهاز الهضمي
3- يقوم بتنيظم كمية السكر بالدم وما يزيد عن الحاجة يخزنه كنشاء حيواني glycogen ليحوله لسكر عند الحاجة تحويل ومن ثم تنظيم مستواه في الدم
4- تكسير الدهون و تحويلها إلى كولسترول
5- التخلص من الأمونيا و تكوين البروتينات الممتصة لتجلط الدم
6- التخلص من السموم و الكحول والعجيب أنه يتعامل معها وكأنه عاقل فإما أن يفرز عليها مادة فيعطلها أو يقيدها عن وظيفتها الإيذائية أو يطردها خارج الجسم مع البول وكل ذلك حسب حالة هذه السموم
7- تكوين الصفراء والتي تقوم بتكسير ما يأكله الإنسان من دهون
8- يخزن الدم حيث يستوعب (1500) سنتيمتر مكعب من الدم فإذا حدث حادث أو ولادة أو غيرها وفقد فيها بعض الدم فإن غدة الكظر تصدر أمراً للكبد بتحرير جزء من الدم المخزون لتعويض الدم المفقود
9- تخزين البروتين والفيتامينات فإذا حصل انقطاع في الطعام والشراب عوض الكبد هذا النقص حتى قال الأطباء "ما الجوع في حقيقته إلا نقص في مخزون الكبد بدليل أن الجائع إذا اضطر لأن يبقى بدون أكل مدة يتحمل ذلك دون تعب لماذا؟ لأن الكبد قد عوضه بمخزونه.
10- تحويل السكريات إلى بروتين والعكس والسكر إلى دسم والعكس وهذه خاصية مهمة جدا يقوم بها عند نقص أحد هذه العناصر وتوفر الآخر كل ذلك ليحدث التوازن الذي يحفظ للجسم حياته
11- يقوم الكبد بتعيير السكر بمعنى أنه يمكن أن يدخله بنسب عالية جداً فيعمل على ضبطه ليخرج
الدم من الكبد بنسبته المثالية 1.5/1000
12- يكون الكبد عنصر التجلط وعنصر التميع وبهذا يكون الدم على حالته المثالية فلو لم يفرز عنصر التميع لصار الدم كالوحل في الشرايين ولو لم يفرز التجلط لنزف الإنسان دمه كله من أصغر جرح
13- يفرز الكبد بروتين يحدد نسبة الماء في الجسم ولهذا من التهب كبده أصيب بالاستسقاء بمعنى أن الجسم يخزن من الماء فوق حاجته وذلك لخلل الكبد
14- يلعب دورا كبيرا في توازن الهورمونات الذكرية testosterone hormone والأنثوية hormone estrogen. وفي حالة تليف الكبد المزمن نجد أن ثمة خللا يظهر علي المريض ولا سيما مدمن الخمر فتظهر عليه أعراض الأنوثة
15- يحافظ علي مستوي الجلوكوز والكولسترول بالدم لذا فأمراض الكبد تقلل من كفاءته للقيام بهذه المهام الحيوية للجسم
16- يقوم بصنع العصارة المرارية ويفرزها في الأمعاء لهضم الدهون بها
17- في حالة الصيام وعوز السكر بالدم يمكن للكبد تخزين البروتينات والدهون والكربوهيدرات وتحويلها إلي سكر أو دهون أو بروتينات عند الحاجة إليها
18- الكبد يفتح الشهية لهذا عندما يتليف أو يلتهب نفقد شهيتنا للطعام
وهذا قليل من كثير مما يقوم به هذا الجهاز الخطير من بين عشرات الأجهزة في جسمك والجدير بالذكر أني سمعت قصة من أحد إخواني عن رجل أصابه تليف بالكبد فأراد أن يقوم بعملية زراعة كبد وقرر عملها في الصين ترى كم كلفته ؟ كلفته (750000جنيه) وأنت تتهم ربك بتضييقه عليك في عيشك!!! قتل الإنسان ما أكفره!!
التنفس والرئة
- في كل دقيقة تنفس، يأخذ الإنسان العادي معدل 6 لتر من الهواء إلى رئتيه
- حجم الهواء الذي يستنشقه الإنسان سنوياً ؟5 مليون لتر
- يبلغ عدد الحويصلات الهوائية في الرئتين375 مليون خلية
- في الغشاء الداخلي للفم (500000) خلية تموت كل خمس دقائق ليحل محلها مثلها
- في الرئتين 700مليون سنخ رئوي كعنفود العنب لو نشرت هذه الأسناخ لاحتلت مائتي متر مربع ، وتخفق الرئتان في اليوم 25 ألف مرة وتستنشق 180 متر مكعب هواء
- بالأنف عشرون مليون عصب شمي
- هذا بعض ما في عملية التنفس أما عما يتعلق بالحسابات الدنيوية فالإنسان يتنفس (2) لتر أكسجين في الدقيقة بواقع(2×60×24)=2880لتر في اليوم وسعر اللتر أكسجين يساوي(14 جنيه)×2880= 40320جنيه يومياً هذه لله عندك أكسجين فقط"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
"ألم نجعل له عينين"
- قال رسول الله "خرج من عندي خليلي جبريل آنفًا فقال يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدًا من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعًا في ثلاثين ذراعًا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله له عينًا عذبة بعرض الإصبع تَبِض بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج في كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدًا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول له الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول الله للملائكة قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه فيقول أدخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادى رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تك شيئًا فيقول أنت يا رب فيقول كان ذلك من قبلك أو برحمتي فيقول بل برحمتك فيقول من قواك لعبادة خمسمائة عام فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدًا ففعلت ذلك بك فيقول أنت يا رب فقال الله فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي فأدخله الله الجنة قال جبريل إنما الأشياء برحمة الله يا محمد (الحكيم ، والحاكم وتعقب ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والضياء عن جابر)
نعم الله في نعمة البصر
هل تعلم أن
1- عدد عضلات العين(6) عضلات
2- بالشبكية مئة مليون مُستقبل بالمليمتر مربع ويخرج من العين إلى الدماغ عصب بصري يحوي
(500000) ليف عصبي
3- العين آيةٌ كبيرةٌ جداً دالةٌ على عظمة الله ، أولاً : وضعت في المحجر ، لئلا يتلفها الإنسان بحركته العشوائية ، ثانياً : القرنية في العين شفافة شفافية تامة ، لأن القرنية لها نظامٌ خاص في التغذية ، لو أن القرنية في العين غُذيت كما تغذى جميع الأنسجة في الجسم لرئيت ضمن شبكة ، لكن القرنية وحدها تتغذى عن طريق الحلول ، فالخلية الأولى تأخذ غذاءها وغذاء جارتها ، ويتسرب الغذاء عبر الغشاء الخلوي دون أن تكون هناك شعيراتٌ تعيق الرؤية ، إذاً شفافية القرنية شيءٌ مدهش،القُزحية ، القُزحية هويةٌ للإنسان ليس على وجه الأرض إنسانٌ تشبه قُزحيته قُزحية إنسان آخر ، وهذه الحقيقة ليست قديمة بل حديثة ، اعتمدت في طبع شكل القُزحية على جوازات السفر ، جواز السفر لا يمكن أن يُزور ، أي القُزحية هويةٌ للإنسان مثل البصمة ، لكن بالمناسبة صار للإنسان عدد كبير بالهويات ، فقُزحية العين ينفرد بها ، الآن هناك أقفال صنعت للعالم الغربي لا يمكن أن تفتح إلا من قبل صاحبها ، يضع عينيه على القفل فيفتح الآن الشبكية ، هي محرق العدسة ، بها تنطبع الأخيلة عليها ، أعلى آلة تصوير احترافية رقمية بمحرقها عشرة آلاف مستقبل ضوئي بالمليمتر المربع ، بينما بشبكية العين يوجد بالمليمتر المربع مئة مليون مستقبل ضوئي ، من أجل دقة الرؤية ، فالعين البشرية تفرق بين ثمانية ملايين لون ، ولو أن اللون درّج ثمانمئة ألف درجة لفرقت العين السليمة بين درجتين ، صنع الله الذي أتقن كل شيء .
- هناك نقطة دقيقة أن هذه العين فيها ماء ، والإنسان أحياناً يذهب إلى بلاد باردة ، فنلندا مثلاً تهبط الحرارة فيها إلى ثمانية وستين تحت الصفر ، تصور إنساناً يعيش في هذا البلد، يضع على رأسه قبعة ، يرتدي ثياباً صوفية ، يضع في يديه قفازات ، يلبس جوارب صوفية ، حذاء فيه فرو ، معطف ، يمكن أن يتلافى كل أسباب البرد ، لكن ليس بإمكانه أن يغلق عينيه ، كيف يمشي في الطريق ؟ إذاً ماء العين يلامس جواً درجة حرارته تقدر بثمانية وستين تحت الصفر ، فهذا الماء ينبغي أن يتجمد قطعاً ويفقد الإنسان بصره ، ما هي حكمة خالقنا جلّ جلاله ؟ أودع في ماء العين مادةً مضادةً للتجمد
كيف ترى ؟
الصورة مجموعة نقاط ضوئية تتفاعل مع مادة كيماوية في الشبكية فإذا تفاعلت معها شُحنت هذه
الصورة عبر العصب البصري إلى الدماغ ، هذه الصورة عبارة عن تيار كهربائي متفاوت الشدة ، ينطبع في مركز المخ فأنت ترى الأشياء بحجمها الحقيقي ، وبألوانها الدقيقة ، والعين البشرية
تفرق بين ثمانية ملايين لون
نظرة إلى بديع صنع الله ولطفه
- إن شكل الثعبان ينطبع على شبكية العين إحساساً ، العين لا تقرأ الصورة لكن تختزن الصورة ، الصورة تشحن إلى الدماغ إلى مركز البصر ، في مركز البصر ملفاتٌ كثيرة هي الخبرات ، وهناك ملف الثعبان ، من أين جاء هذا الملف ؟ من قصصٍ سمعها الإنسان من جدتهِ عن ثعبانٍ ظهر في بيتٍ عربيٍ قديم ، أو من بحثٍ قرأهُ في المدرسة ، أو من منتدى ، أو من متحف رأى فيه بعض الثعابين ، أنا مرة كنت في بلد إسلامي دخلت إلى متحف للثعابين بيني وبين ثعبان طوله تقريباً عشرة أمتار أربعة سنتمتر بيني وبينه بلور سماكته ثمانية ميليمتر ، فالإنسان من مشاهداته ، ومن قراءاته ، ومن خبراته ، ومن قصصه ، يشكل عنده ملف الثعابين أو مفهوم الثعبان ، فالصورة على الشبكية وقعت ، العين لا تقرأها العين تنقلها إلى الدماغ إلى مركز الرؤية ، في هذا المركز تقرأ الصورة ، تقرأ في ضوء ملفات ما يشاهد الإنسان في هذه الصورة ، فالدماغ رأس الجهاز العصبي ، رأس الجهاز العصبي يدرك أن أمامه حيواناً ، لدغته قاتلة ، الدماغ ماذا يفعل ؟ الآن اطلع الدماغ بعد قراءة الصورة على الخطر ، هو ملك الجهاز العصبي ، والجهاز العصبي أوامره كهربائية ، عنده ملكة إلى جانبه هي ملكة الجهاز الهرموني ، هذه الملكة لا يزيد وزنها عن نصف غرام ، تدير كل الغدد الصماء في الجسم ، هذه الغدة هي الملكة ، ولأنه ملك ولأنها ملكة يلتمس الملك من الملكة أن تواجه الخطر ، الآن انتقلت المهمة إلى الغدة النخامية ، الغدة النخامية من رعاياها وزير داخليةٍ فوق الكلية اسمه الكظر، الكظر يتلقى أمراً من الغدة النخامية بمواجهة الخطر ماذا يفعل ؟ يرسل أمراً إلى القلب ليرفع النبض إلى مئة وثمانين نبضة ، وأمراً آخر إلى الرئتين يرفع وجيبهما ، وأما الثالث إلى الأوعية المحيطة بالجلد فتضيق لمعتها ، ومع ضيق لمعتها يصفر الإنسان ، فالخائف يسرع نبض قلبه، ويزداد وجيب رئتيه ، ويصفر لونه ، وأما الأمر الرابع إلى الكبد بإطلاق كمية سكر إضافية، لو فحصنا دم الخائف لوجدنا السكر في أعلى مستوى ، وأما الخامس إلى الكبد بإطلاق هرمون التجلط ، لأن الدم بين حالة التجلط والتميع الوضع مناسب عند الخوف ، يزداد تجلط الدم لئلا يسيح بضربةٍ مفاجئة ، إذاً خمسة أوامر يصدرها الكظر إلى القلب ، وإلى الرئتين ، وإلى الكبد ، وإلى الأوعية ، ما الذي يحصل ؟ يرتفع النبض ، هناك خطر ، هناك مواجهة ، هناك هروب ،هناك حركة ، هذا الخطر يقتضي جهداً طارئ ، الجهد الطارئ يقتضي دماً كثيفاً ، الدم الكثيف يأتي من سرعة حركة الدم في الأوعية ، حركة الدم سريعة تحتاج إلى نبض سريع ، إذاً الأمر بدأ برؤية الثعبان على شبكية العين ، و انتقاله إلى مركز الرؤية في الدماغ ، و إدراك الدماغ الخطر ، و التماسه من الغدةِ الدماغية أن تواجهَ الخطر ، و الغدة النخامية أرسلت أمراً إلى الكظر ، و الكظر تولى تنفيذ أوامر تفصيلية ، بدءاً من رفع نبضِ القلبِ ، و رفعِ وجيب الرئتين ، وتضييق لمعة الأوعية المحيطة ودفعِ قسمٍ من السكر إلى الدم ، وهرمون التجلط
- يقول ابن القيم"ثم اقتضت حكمة الرب الخالق سبحانه أن جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة فلا يجاوزه الحيوان ولا يقطعه داخلا إلى باطن الأذن بل إذا وصل إليه اعمل الحيلة في رجوعه وجعل ماء العينين ملحا ليحفظها فإنها شحمة قابلة للفساد فكانت ملوحة مائها صيانة لها وحفظا وجعل ماء الفم عذبا حلوا ليدرك به طعوم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كان على غير هذه الصفة لأحالها إلى طبيعته كما أن من عرض لفمه المرارة استمر طعم الأشياء التي ليست بمرة كما قيل
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا"
نعمة البيان
قال الله" الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)"
- هناك أسئلة كثيرة بقيت دون جواب حول اللسان واللغة.. كيف يتحدث الطفل وهو في الثالثة من عمره؟ وهل يتعلم ذلك من خلال ما يسمعه من بيئته؟ ومن الذي يلقنه قواعد اللغة وقواعد اللسان.. التي عجز العلماء عن وضع أصولها وقواعدها على أكمل وجه حتى الآن؟ وكيف تسيل الكلمات من فمه بشكل انسيابي لائق موافقاً قواعد اللغة المعقدة؟ ثم كيف تنجح الكلمات والجمل لتشكيل الأصول اللغوية وإعطاء الشرح والمعنى ؟ ولماذا تشكلت أكثر من ستة آلاف لغة متفرقة؟ ولماذا.. كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي ينطق وبقية الأحياء لا تستطيع الكلام؟ ماذا يحصل في أذهاننا حتى تتحول كل ذلك إلى كلمات وجمل؟ والجملة التي تصدر عن الإنسان لم تعرف بعد حقيقتها لما فيها من العمليات الدقيقة والمعقدة ومن الواضح أن النطق لا يؤخذ من خلال التعلم أو التعليم... لأنه لا أحد يعلمنا أسس آلاف الجمل والكلمات التي نعرفها.. وبالأصل تعليمها غير ممكن فمثلاً: عندما يتحدث المرء يؤلف جملاً نظامية مع أن المتحدث لا يعرف شيئاً عن الأساسيات المعقدة الموجودة في الكلمات والجمل التي ينظمها ويستطيع أن ينطق بسهولة ويُسر منظماً جملاً ربما لأول مرة تخرج من فمه كل هذا بعفوية بالغة.. ودون أن يشعر بها هذا العلم اللساني المعقد لم يستطع علماء اللسانيات المشهورين أن يُعرّفوه تماماً والشيء الأكثر وضوحاً هو أننا لم نأخذ علم النطق من آبائنا ولا من غيرهما إذا كنا لا نستطيع أن نضبط الكلمات الخارجة من أفواهنا فيجب أن يكون ثمة قوة خفية تلهمنا وتعطينا العلم والمعرفة.. كي نؤلف جملاً من كلمات هذه القدرة هي قدرة الخالق العظيم وهو صاحب العزة والعلم والمالك لكل شيء إن الله يلهم الإنسان ويجعله يتكلم.. ولا يستطيع إنسان ما أن يفتح فاه ولو بكلمة واحدة بغير إذن الله.. إن مهارة التكلم هبةٌ من الله للإنسان
نظرة إلى نظام التكلم المعجز: في اللحظة التي يريد الإنسان أن يتلكم تصل سلسلة من الأوامر إلى الحبال الصوتية واللسان ومن هناك إلى عضلات الفكين آتياً من الدماغ إن المنطقة التي تحوي أنظمة الكلام في الدماغ ترسل الأوامر الضرورية لكل العضلات التي تقوم بواجباتها أثناء الكلام قبل كل شيءٍ تقوم الرئة على جلب الهواء الساخن وهو المادة الخاصة للنطق يدخل الهواء عن طريق الأنف ومن ثَمَّ إلى الفراغات الموجودة فيه ومن الحنجرة إلى قناة التنفس ثم إلى الأوعية القصبية ثم إلى الرئتين ويمتزج الأوكسجين الموجود في الهواء مع الدم الموجود في الرئتين وفي هذه الأثناء يطرح غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الخارج والهواء الخارج من الرئتين يمر بالحبال الصوتية الذي يشبه الستائر، وتتحرك بحسب تأثير غضروف صغير مربوط بها،تم تصوير الحبال الصوتية بكاميرات ذات سرعة فائقة. كل الاحتمالات الواردة في الصورة تتم خلال عِشرِ ثانية هذا التصميم المتقن للحبال الصوتية يجعلنا نتكلم قبل النطق تكون الحبال الصوتية بوضعية مفتوحة. وعند الكلام تُجمع الحبال الصوتية في مكان واحد وتهتز من جراء الهواء الخارج عند الزفير ،بنية الأنف والفم على تُعطى كافة المواصفات الخاصة للصوت. وفي الوقت الذي تبدأ فيه الكلمات بالخروج من هذا القسم بسلاسة يأخذ اللسان وضعاً بين اقتراب من سقف الفم أو ابتعاد بمسافات محددة.. وتتقلص الشفاه وتتوسع.. وتتحرك في هذه العملية عضلات كثيرة بشكل سريع وحتى يتحقق النطق عند كل واحدٍ منا بشكل سليم يجب أن تكون هذه العملية كاملة دون أي نقص ،أفلا نلاحظ أن هذه العملية المعقدة والكاملة تتم بشكل ميسر وكامل وبدون نقص إذن من الذي برمج دماغ الإنسان مسبقاً للقيام بهذه العملية المعقدة إنه الله تعالى الله خلق السماوات والأرض،فهل فكرت يوما في هذه النعمة ونظرت إلى الصم والبكم؟هل تخيلت يوما نفسك لا تستطيع أن تعبر عما تريده؟- هل حمدت الله على ما آتاك من بيان حبب فيك كل من حولك رغم قدرته على تعطيل هذه النعمة بل ونعمه كلها؟هل فكرت أنك تعيش مع زوجتك التي تحب بالبيان وتعيش مع أصحابك في العمل بالبيان وتعيش مع كل من يحبك بالبيان؟ ترى كيف يكون حالك لو فقدته "علمه البيان"