خلاصة الخبر في المهدي المنتظر
هذا هو اللقاء السابع عشر مع حضراتكم في هذه السلسلة المباركة سلسلة القلوب سلسلة الغيوب سلسلة الدار الآخرة وكنا في اللقاء السابق قد انتهينا من ذكر علامات الساعة الصغرى وها نحن على أعتاب العلامات الكبرى للساعة والتي إذا جاءت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل غير أن هناك حلقة وصل بين العلامات الصغرى والكبرى هذه الحلقة تعد تصفية للمحاربين للإسلام وظهوراً لنور الإسلام الأعظم وتمهيداً لاستقبال العلامات الكبرى وتمحيصاً للمؤمنين الصادقين من المنافقين الكاذبين وبطل هذه الحلقة رجل من بيت النبوة فلن يصلح آخر هذا الأمر الا بما صلح به أوله إنه المحمدي الرباني الملقب بالمهدي إنهم المهدي المنتظر حديث اليوم الذي نطوف فيه حول هذه الشخصية الربانية ونتعرف على حقائقها وما دار حولها من اشكاليت حديث في غاية الأهمية خاصة في مرحلة التغيير الراهنة التي نعايشها فأعيروني أفهاماً يقظة وقلوباً واعية وأسماعاً مصغية لعل الحديث يفيد فقد قال الله" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"
وهذا الحديث يندرج مع حضراتكم في ثلاث نقاط
1- خبر المهدي وفتنة الجهلاء به
2- البيان النبوي التفصيلي لخليفة لشخصية المهدي
3- وماذا بعد؟
أما عن الأول خبر المهدي وفتنة الجهلاء به فإن شخصية المهدي كانت في كثير من أيام التاريخ كنزا ثمينا استغله العملاء يستغوون به الجهلاء وسبب ذلك فتنة دهماء وليس ذلك إلا لجهلنا بسنة سيد الأنبياء ولعل أشهر المفتونين بالمهدي
1- المنكرون للمهدي
ومن المسلمين قوم أنكروا وجود المهدي على اعتبار أنه أسطورة من الأساطير أو خبط من الخرافات ولا تدري كيف يجرؤ هؤلاء على تكذيب خبر النبي الصحيح بل إن علماء السنة قالوا " روى أخبار المهدي جماعة من الصحابة وكثير من التابعين بروايات متعددة تفيد في مجموعها العلم القطعي البالغ حد التواتر المعنوي وعليه فالإيمان به واجب" وليت هذه الجرأة مهعا دليل صحيح أو حتى ضعيف ولكنها خضعت كلها لتحكيم العقل أو شهوة الشهرة التي قال عنها الأعرابي حين قضى حاجته في طريق الناس فلاموه على ذلك خشية أن يلعنه من يتلبس بها فقال "أردت أن أذكر ولو باللعن" وليس هذا الأمر بغريب على بيئاتنا فلقد رأينا بعض المسلمين المنتسبين الى الفكر والعلم والثقافة أحيانا ينكرون الشفاعة وعذب القبر وغير ذلك من الأمور الغيبية وليس ذلك بغريب إنما العجب كل العجب ممن ينسب الى العلم الديني أو مؤسساته وينكر مثل هذه الأشياء فهذا رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر يكتب بتاريخ 4 من شهر الله المحرم1424هـ/7/3/2003م في الصفحة الأولى بعنوان"الكلمة أمانة والشائعات هدامة" ما مفاده"أقول لهؤلاء وأولئك إنه لا يوجد مهدي منتظر وإنما يوجد المسيح الذي يحكم بشريعة محمد عليهما السلام وتطلق كلمة المهدي المنتظر مجازا عليه....أما ما عدا ذلك فغير صحيح بل هراء وعواء وضلال وإضلال.."
- والرد على مثل هذا الكلام لا يكون إلا بدليل ويكفي من الدليل ورود أكثر من عشرين حديثا صحيحا ذكر المهدي باسمه وصفته وأكثر من أربعين إماما من أئمة الحديث خرجوا أحاديث المهدي على رأسهم أصحاب السنن وأكثر من ثلاثين عالما أفردوا هذا الأمر بالتصنيف على رأسهم الامام أبو داود وابن كثير والسيوطي وبعد كل ذلك أذكر مبدأ مؤمن آل فرعون وما أجمله من مبدأ لو أخذ به المنكرون لهذه الغيبيات والذي قال فيه" وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"وحاشا لعلمائنا من الكذب على رسول الله فهم شهودنا ولكنه من قبيل مجاراة الخصم على ما يدعي لتقطع حجته عقلا ونقلا
2- الشيعة الإمامية
وعقيدة المهدي المنتظر عندهم من العقائد الثابتة غير أنهم يتخبطون فيها خبطاً جعلهم أضحوكة بني آدم والذي جرهم إلى ذلك هو الهوى وليس على الأرض إله يعبد من دون الله أبغض من هوى متبع ودليل ذلك أنهم يدعون أنه محمد بن الحسن العسكري وأنه اختفى من أعدائه يوما وسيظهر فيملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ولا امتناع من طول عمره وامتداده كعيسى عليه السلام يقول ابن القيم عن معتقدهم ذلك في كتابه المنار المنيف" وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمس مئة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم اخرج يا مولانا اخرج يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ودأبه ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل"
ولعل الذي دعاهم إلى ذلك وجرأهم عليه هو ادعاء زعيمهم ذلك وهو الفاجر عبيد الله الشيعي الذي لقب نفسه بالمهدي المنتظر وأسس في تونس مدينة له سماها المهدية وأراد بهذه الدعوى أن يستغوي الجهلة من أبناء الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله
3- مهدي العامة
وقد ادعى بعض العامة المهدية أو تعلق بها ويبدو أن ذلك يكون نتيجة عدم الرسوخ في العلم أو الجهل المفرط أو الأمل في التعلق بالمخلص ومن العجيب أني قابلت رجلاً منذ ما يزيد على ثماني سنوات في طريقي بالقطار من القاهرة إلى الإسماعيلية فركب معنا مهندس يعمل في منيا القمح وأخذ يدعوني أنا وعم لي إلى الإيمان به لأنه المهدي المنتظر وأنه يجب علينا تصديقه فقلت له ما اسمك قال "مصطفى إبراهيم" وكنت وقتها لا أذكر شيئا عن المهدي غير موافقته لاسم رسول الله"محمد بن عبد الله" فذكرت له هذا الحديث فقال ليس هذا هو المعنى وإنما المراد مصطفى للقب رسول الله والنسبة إلى أبيه إبراهيم ثم عاد إلى الدعوة إلى الإيمان به وأخرج قطعة من جريدة فيها خبر عنه أمسكتها وقرأت الخبر وجدته يقول" مختل عقليا يهجم على إحدى مذيعات التليفزيون ويطلب الزواج منها ويدعي أنه المهدي المنتظر" قلت سبحان الله !!! الرجل يعلن عن حقيقته وبعدها حاولت الاختصار معه حتى جاء المكان الذي نزل فيه فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
ولم يقتصر الأمر على ذلك بالنسبة للمدعين للمهدية وإنما ذكر ابن القيم وغيره كثير منهم كمحمد بن تومرت في المغرب والمهدي الرافضي الملحد عبيد الله بم ميمون القداح وكثير من ملوك القرامطة ومهدي السودان ومهدي الهند وغيرهم كثير
وإن دل ذلك فإنما يدل على الجهل المتفشي في أمة الإسلام إضافة إلى بيان أن أمور الغيب وجه من أعظم وجوه الفتنة التي يدخل من بابها أعداؤنا سواء كان هذا الغيب ماضٍ أو مستقبل ولا أدل على ذلك من الشيعة وعقائدهم المختلفة حول أصول الإسلام وشرائعه لذا علمنا ديننا طريقا سديدا للتعامل مع هذا الغيب يتمثل في نقطتين
1- وروده في القرآن الكريم أو إثبات صحة نقله عن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ولعل
علم الإسناد عندنا من أدق العلوم وأقواها ولا يوجد في أمة من الأمم وهو الحافظ لأصول هذا الدين وصدق ابن المبارك حين قال " الْإِسْنَادُ مِنْ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ" أخرجه مسلم
2- الإيمان به إذا ثبت وتفويض ما يشكل علينا إلى علم الله قال الله"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
وأما عن بيان هذه الشخصية من كلام سيد البشر فكما يلي:-
1- اسمه وصفته
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا » أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان وأحمد بألفاظ مختلفة وهو صحيح
- عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمَهْدِىُّ مِنِّى أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الأَنْفِ يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ »أبو داود والطبراني وغيرهما بسند صحيح،والأجلى : محسور مقدم الرأس من الشعر أو نصف الرأس أو هو دون الصلع،والأقنى : الدقيق
- وهو من ولد الحسن على الأرجح لذا قَالَ عَلِىٌّ - رضي الله عنه - وَنَظَرَ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِى الْخُلُقِ وَلاَ يُشْبِهُهُ فِى الْخَلْقِ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً..."أبو داود
- يقول ابن القيم " وأكثر الأحاديث تدل على هذا وأن المهدي من ولد الحسن وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها"
2- مخرجه ومدة حكمه
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَكُونُ
اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِى النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ -صلى الله عليه وسلم- وَيُلْقِى الإِسْلاَمُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ هِشَامٍ « تِسْعَ سِنِينَ ». وَقَالَ بَعْضُهُمْ « سَبْعَ سِنِينَ »أبو داوود بسند صحيح
3- علامات خروجه
- يحسر الفرات عن جبل من ذهب فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّى أَكُونُ أَنَا الَّذِى أَنْجُو »أخرجه مسلم
- ينادى باسمه من السماء فعن أبي أَبَا أُمَامَةَ ، قَالَ : لَيُنَادَيَنَّ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّمَاءِ لاَ يُنْكِرُهُ الذَّلِيلُ وَلاَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ الْعَزِيزُ" ابن أبي شيبة وقال محقق الإشاعة إسناده حسن ،وعن على قال : إذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه فلا يكون لهم ذكر غيره (أبو نعيم ، وابن المنادى في الملاحم)
- الناصرون له من المشرق فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَمَّا رَآهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ قَالَ فَقُلْتُ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ فَلَا يُعْطَوْنَهُ فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلَا يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلَئُوهَا جَوْرًا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ"ابن ماجه والبزار وابن أبي شيبة وضعفه الألباني ،وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ" ابن ماجه وغيره بسند صحيح
- خروج كنوز الأرض فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : الزموا هذه الطاعة و الجماعة
فإنه حبل الله الذي أمر به وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة وإن الله تعالى لم يخلق شيئا قط إلا جعل له منتهى وإن هذه الدين قد تم وإنه صائر إلى نقصان وإن أمارة ذلك أن تقطع الأرحام ويؤخذ المال بغير حقه ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته ولا يعود عليه بشيء ويطوف السائل بين الجمعتين لا يوضع في يده شيء فبينما هم كذلك إذ خارت خوار البقر يحسب كل الناس إنما خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة لا ينفع بعد ذلك شيء من الذهب والفضة" أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص
- اختلاف الناس وكثرة المال فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قُصِرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ- كثير- فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ" ابن ماجه والترمذي بسند صحيح
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا صِحَاحًا قَالَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنًى وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ فَمَا يَقُومُ مِنْ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ فَيَقُولُ ائْتِ السَّدَّانَ يَعْنِي الْخَازِنَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا فَيَقُولُ لَهُ احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ قَالَ فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ" قال الهيثمي في المجمع: رواه الترمذي وغيره باختصار كثير ورواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات
- تصوير دقيق للأحداث
بعد أن يظهر المهدي ويطالب الناس بالبيعة له يلجأ إلى الكعبة المشرفة فينصره قوم من المسلمين ليس لهم منعة ولا عدد ولا عدة وبينما المهدي يبايع إذا بقوم من المسلمين – لعلهم بعض الأمراء الخائفين على زوال سلطانهم أو الشيعة- قد علموا بالأمر فيجيئون إلى المهدي وأتباعه ليقاتلوهم حتى إذا اقتربوا منهم خسف الله بهم الأرض فابتلعتهم وقد جاءت ألفاظ الأحاديث تصف حالة الخسف بالجيش وكأنك تراه وبينما الجيش يقصد المهدي على جناح السرعة إذا بكتيبة القلب قد خسف بهم فاختفت عن آخرها وغاصت في الأرض فلم يبق لها أثر ولا عين فيطير صواب باقي الجيش ويتملكه الرعب والخوف وينادي بعضهم بعضا فتنادي كتيبة المقدمة كتيبة المؤخرة فيأتيهم العذاب قبل الجواب ويسبق الخسف رد التناد ويتجلجل الجميع في باطن الأرض ولا ينو إلا رجل أو رجلان أو أكثر يخبرون المهدي بالخبر ويخبرون الناس بما حدث بالجيش وأدلة ذلك
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ عَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى مَنَامِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ شَيْئًا فِى مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقَالَ « الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِى يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ ». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ. قَالَ « نَعَمْ فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ » عبث : اضطرب بجسمه وحرك يديه كالدافع شيئا أو الآخذ، أخرجه مسلم
- عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ يَقُولُ أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِمْ وَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِمْ فَلَا يَبْقَى إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ" أخرجه مسلم وابن ماجه والنسائي وأحمد
- وفي حديث ذكر فيه اسم أمير هذا الجيش ومكانه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق و عامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء و يقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لاَ يَمْنَعُ ذنَبَ تَلْعَةٍ - مثل يُضْرَبُ للذَّلِيلِ الحَقيرِ- ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم" قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص
4- معارك المهدي
1- قتال المهدي للروم
- عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى - عادة- ألا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتْ السَّاعَةُ قَالَ فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ فَقَالَ عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي قَالَ نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ" أخرجه مسلم وابن حبان وأحمد
2- قتال المهدي للهند
عن أبى هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند : يغزو الهند بكم جيش
يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل يغفر الله ذنوبهم، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام "أخرجه نعيم بن حماد وفي سنده مقال
3- قتال المهدي لتركيا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا قَالَ ثَوْرٌ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ فَقَالَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ" أخرجه مسلم
والمهدي سيحارب الفكر العلماني الذي يعبده القادة الأتراك ولا بأس بأن يساعده على ذلك المسلمون المتمسكون بدينهم في تركيا
وماذا بعد؟
إن أحاديث المهدي التي أخبر رسولُ الله أنه سيجمع الأمة ويملأ الأرض عدلاً... من المبشرات التي تبعث الأمل في نفس المسلم هذا حق لكن:ليست المشكلة في خروج المهدي ولكن المشكلة الحقيقية في مدى استعداد الأمة لهذا الدين ومدى استقامتها على نهجه وإذا تحققت هذه الاستقامة كان خروج المهدي بمثابة المجازاة للأمة على استقامتها فيسلك بها المهدي سبيل النجاة,ومن هنا فلا يتصور خروج المهدي إلا بعد أن يوجد مهديون كثيرون في الأمة يمهدون له جهده وييسرون له السبيل للوصول إلى ما يريد فالأثر المبارك الذي يحدثه المهدي في الأرض لا يكون بسبب جهده فقط وإنما بسبب جهد رعيل من الربانيين والصديقين ممن يمهدون لجهده ولنا في الأمم السابقة عبرة, فاليهود بعث الله لهم بعض الأنبياء في بعض الفترات بمثابة إقامة الحجة عليهم وذلك لخبث نفوسهم وتمكن الهوى من قلوبهم وعدم استعدادهم لحمل أعباء الرسالة فما كان منهم إلا أن تخلصوا من أنبيائهم في تلك المراحل إما بقتلهم أو بقتل قدسيتهم في نفوسهم من خلال تكذيبهم والمهدي مهما بلغ فلن يبلغ درجة أدنى نبي فإن وجد في أمة سيطرت عليها الأهواء وتمكن منها حب الدنيا ولم يجد رعيلاً من الربانيين الذين يحملون معه أعباء الرسالة بهمة عالية فعند ذلك لا يتصور أن يعدو خروجه من باب إقامة الحجة ولن يكون حظه في الأمة بأفضل من حظ بعض أنبياء بني إسرائيل.
وعلى ذلك يمكن القول بأن خروج المهدي لا يدل على مرحلة خروج قائد معه النصرة الربانية بقدر ما يدل على ميلاد أمة ونضوجها للقيام بأعباء الرسالة وقيادة العالم كله نحو الهدى والرشاد فما خروج المهدي إلا جائزة لأمة استعدت للقيام بأعباء الرسالة وكانت جديرة بالعزة والتمكين