ما زال الحديث موصولاً عن الانحرافات الجنسية وذلك بعد أن ذكرنا في اللقاء السابق خطر شهوة الجنس عموماً وكيف وأنها تدمر كل شيء بل لا يشك منصف في هذه الأيام أن أخطر ما تواجهه أمتنا هو شهوات الجنس.
نتحدث اليوم عن أول هذه الانحرافات وأمها بل إنها أم الفواحش كلها ألا وهي فاحشة الزنا وصدق ابن القيم حين قال" والزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة فلا تجد زانيا معه ورع ولا وفاء بعهد ولا صدق في حديث ولا محافظة على صديق ولا غيرة تامة على أهله فالغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء وعدم المراقبة وعدم الأنفة للحرم وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته000" روضة المحبين
ولست مبالغاً حين أصف الزنا بأم الفواحش خاصة وأنَّا نحارب عن طريقه في الداخل والخارج بل إن كثيراً من ممالك الإسلام ضاعت بسببه ونسأل الله الحفظ والعافية, ومما يدل على ذلك,قصة طريفة ذكرها أحد علماء الإسلام, تبرهن على تركيز أعداء الإسلام على هذا السلاح في غزوهم للأندلس, يقول راويها" أتعلمون كيف ضاعت الأندلس يا مسلمين؟ لقد أعدَّ الفرنجة جيشاً لهذه المهمة, وقبل أن يتحرك هذا الجيش, تنكر أحد جواسيسهم في صورة تاجر- لقد أرادوا أن يعرفوا حال المسلمين أولاً- وفي أول خطوة داخل أراضي الأندلس الإسلامية التقى هذا الجاسوس المتنكر بصبي مسلم كان واقفاً يبكي تحت ظل شجرة, قال الجاسوس للصبي لماذا تبكي؟ هل تريد طعاماً , أو مالاً , أم تقبل مني هذه الهدية؟ فأمسك الصبي المسلم بيد الجاسوس ثم ألقى بهديته على الأرض قائلاً: أتظنني طفلاً حتى تضحك عَليَّ بهذه اللُّعبة؟!! فوجئ الجاسوس بالإجابة , واعترته دهشة, ورعشة ثم أردف قائلاً: إذن لماذا تبكي؟ قال الصبي: أبكي لأني أخرج كل يوم في الصباح للتدريب على الرمي في هذه المنطقة, وقد رأيت طائرين فوق هذه الشجرة, فأردت أن أصيدهما بضربةٍ واحدةٍ, غير أن طائراً واحداً سقط, بينما طار الآخر ونجا, لهذا حزنت, حزنت لأنني عجزت عن صيد طائرين بضربة واحدة, وأخشى أن يفاجئنا العدو فلا أقتل منهم الكثير بهذه الحربة, واستدار الجاسوس راجعاً على الفور, وأمام هيئة قيادة جيش الغزو, قال لكبير كهنته بعد أن قصَّ عليه القصة: هكذا يفكر الأطفال فكيف بالرجال من ذوي الخبرة في القتال؟!!فقال له الكاهن: وما العمل؟ قال: عليكم بالنساء والخمر, إن هذا هو السلاح الحقيقي في معركة الغد"((انظر: كتاب أفيقوا أيها المسلمون قبل أن تدفعوا الجزية: عبد الودود شلبي))
والحديث الأول عن هذه الفاحشة يندرج تحت ثلاثة عناصر
· العنصر الأول : بغض الزنا فطرة إنسانية
· العنصر الثاني : المتهم الأول في هذه الفاحشة
· العنصر الثالث : واقع مرٌّ
أما عن الأول:
فإن الله عز وجل فطر الإنسان على بغض الزنا حتى كان ذلك عند أصحاب الفطر السليمة لا يحتاج إلى كتاب منزل أو رسول مرسل, وأدلة ذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة منها:
1- روى أبو نعيم والخرائطي وابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس والبيهقي، وأبو نعيم، وابن عساكر عن عكرمة عنه"أن عبد المطلب لما خرج بابنه ليزوجه مر به على امرأة كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل ؟ فقال عبد الله:
أما الحرام فالممات دونـــه ** والحل لا حل فأستبينه
يحمي الكريم عرضه ودينه ** فكيف بالأمر الذي تبغينه
ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب فأقام عندها ثلاثا، ثم مر على تلك المرأة فلم تقل له شيئا، فقال لها: مالك لا تعرضين علي ما عرضت علي بالأمس ؟ فقالت: من أنت ؟ قال: أنا فلان,قالت: ما أنت هو، ولئن كنت ذاك لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن، ما صنعت بعدي ؟ فأخبرها,فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكن رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراده فاذهب إلى زوجك فأخبرها أنها حملت خير أهل الأرض"((انظر:سبل الهدى والرشاد/ محمد بن يوسف الصالحي الشامي))
2- قال الله تعالى[وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ][الأنعام(151) ] قال صاحب تفسير المنار" كل ما سمي في التنزيل فاحشة فهو مما ثبت قبحه شرعا وعقلاً وكان أهل الجاهلية يستقبحون الزنا ويعدونه من أكبر العار"
3- عن ابن عباس قوله:(ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، قال: كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسًا في السر، ويستقبحونه في العلانية، فحرَّم الله الزنا في السرّ والعلانية" تفسير الطبري
4- عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيَعةَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِتُبَايَعَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ فَغَيَّرْتُهَا بِحِنَّاءَ ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكِي بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقِي ، وَلاَ تَزْنِي ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟! قَالَ : وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلاَدًا نَقْتُلُهُمْ ؟! قَالَتْ : فَبَايَعْتُهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : جَمْرَتَيْنِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ"أخرجه أبو يعلى
5- حَديث مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَى الَّذِينَ حَصَرُوهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ فَقَالَ عُثْمَانُ أفي الْقَوْمِ طَلْحَةُ قَالَ طَلْحَةُ نَعَمْ. قَالَ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُسَلِّمُ عَلَى قَوْمٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَلاَ يَرُدُّونَ قَالَ قَدْ رَدَدْتُ. قَالَ مَا هَكَذَا الرَّدُّ أُسْمِعُكَ وَلاَ تُسْمِعُنِى يَا طَلْحَةُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يُحِلُّ دَمَ الْمُسْلِمِ إِلاَّ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاَثٍ أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ أَوْ يَزْنِى بَعْدَ إِحْصَانِهِ أَوْ يَقْتُلَ نَفْساً فَيُقْتَلَ بِهَا ». قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ. فَكَبَّرَ عُثْمَانُ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَنْكَرْتُ اللَّهَ مُنْذُ عَرَفْتُهُ وَلاَ زَنَيْتُ في جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ في إِسْلاَمٍ وَقَدْ تَرَكْتُهُ في الْجَاهِلِيَّةِ تَكَرُّهاً وَفِى الإِسْلاَمِ تَعَفُّفاً وَمَا قَتَلْتُ نَفْساً يَحِلُّ بِهَا قَتْلِى" أخرجه أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح
6- حتى عند اليهود جاء في سفر التثنية" إذا وجد رجل مضطجعاً مع امرأة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة فينزع الشر من إسرائيل"
وقد اقتضت الفطرة ذلك لأن الزنا جريمة نكراء تهدم البيوت الرفيعة وتطأطئ الرؤوس العالية وتسود الوجوه البيض وتخرس الألسنة البليغة وتغير حال صاحبها من الشرف الى العار ومن الشجاعة الى الجبن ومن الكرامة الى الذلة والهوان بل وتهوي بأطول الناس أعناقاً وأسماهم مقاماً وأعرقهم عزا إلى هاوية من الذل والحقارة التي تؤدي إلى نزع ثوب الجاه مهما اتسع ونباهة الذكر مهما بعدت.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه من المتهم الأول في هذه الفاحشة؟
ولو بحثنا عن إجابة هذا السؤال لوجدنا أن المتهم الأول هو المرأة- ولم نقل المتهم الوحيد وإنما قلنا الأول- وليس ذلك تبريراً للرجل أو تحزباً لجانبه ولكن لأن المرأة هي السبب الرئيس في قيام عملية الزنا, وذلك راجع الى أهميتها في حفظ الكيان الاجتماعي وأنها منه بمنزلة القلب من الجسد إذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله.
والدليل على أنها المتهم الأول في ذلك أن الله تعالى حين ذكر هذه الفاحشة بدأ بها فقال[الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ][النور(2)] بخلاف حد السرقة مثلاً حيث بدأ الله فيه بالرجل فقال[وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ][المائدة(38)]
وقد بدأ بها ربنا جل وعلا لأنها الباعث عليه فلو أرادت امرأة أن تغوي مائة رجل لاستطاعت ولو أراد مائة رجل إغواء امرأة على الزنا وهي لا تريده لما استطاعوا إلا كرهاً ورحم الله سعيد بن المسيب وقد عمشت إحدى عينيه وعميت الأخرى وبلغ ثمانين سنة يقول"قال ما بعث الله نبيا فيما خلا إلا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء ولا شيء أخوف عندي منهن وما بالمدينة بيت أدخله إلا بيتي وبيت ابنتي أغتسل فيه يوم الجمعة ثم أروح"((إحياء علوم الدين)),إضافة إلى أن الزنا منها أقبح وجرمه أشنع لما يترتب عليه من تلطيخ فراش الرجل وفساد الأنساب وإلحاق العار بالعشيرة والفضيحة حيث ظهور الحمل وبيان أمرها, ولأجل ذلك أمرها الشارع بحفظ نفسها من كل ما يحرك الساكن عند الرجل أياً ما كانت الحاسة التي تتعلق به
· فنهاها أن تحرك حاسة النظر عنده فقال[ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى][ الأحزاب(33)]
· وعن حاسة السمع فقال[ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا" ][الأحزاب(32)] وقال[وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ][النور(31)]
· وعن حاسة الشم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ وَالْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِىَ كَذَا وَكَذَا يَعْنِى زَانِيَةً »النسائي وأبو داود والترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
· وعن حاسة اللمس فقال عليه السلام" لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمس امرأة لا تحل له" الطبراني في الكبير وصححه الألباني, وقوله أيضاً" إني لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِى لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِى لاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلِ قَوْلِى لاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ »النسائي وابن حبان وأحمد بسند صحيح
وكل هذه النصوص لتعلم المرأة أنها لأهم الأسباب لوقوع هذه الفاحشة وأعظم جند إبليس إن تسببت في بث الفتنة في المجتمع أياً ما كانت صورتها وأنها من خير جند الله إن عفَّت نفسها وحفظت ربها وأهلها وزوجها, وهذا كما قدَّمنا لا يمنع وجود رجال كالذئاب البشرية إن لم يكونوا أحط منها ونسأل الله أن يهدي جميع نساء المسلمين ورجالهم.
بعد ذلك نطل على الواقع
فنرى – وللأسف الشديد- واقعا مشيناً قد حوى بين طياته مظاهر هذه الفاحشة بكل صورها, وقد قلت بكل صورها لأنه ليس كل الزنا على درجة واحدة ولكنه يتفاوت في عظم جرمه وذلك راجع إلى مدى انتهاك الحرمة والآثار المترتبة عليه في الأمة, والمصيبة كل المصيبة أن واقعنا يعاني من كل هذه المظاهر وما من نوع منها إلا وله عندي قصص واقعية أغلبها وقع فيما حولنا مما يبين عظم المصيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أولاً : زنا المحارم
وهذا أعظم مظاهر الزنا وأخطر صوره حين ترى المسلم قد انحطَّ من درج الإنسانية الى درك الحيوانية بل وصار أحط من خنزير نظراً لتفاوت ما بينهما وما آتاه الله من عقل يقول ابن القيم" وأما إن كانت الفاحشة مع ذي رحم محرم فذلك الهلك كل الهلك ويجب قتل الفاعل بكل حال عند الإمام أحمد وغيره" روضة المحبين
والحجة في قبح ذلك وعقوبته
· قول الله[وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا][النساء(22) ] فانظر الى الفارق بينه وبين قوله تعالى[ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا][الإسراء (32) ]قال ابن حجر الهيتمي"وَاعْلَمْ أَنَّ مَرَاتِبَ الْقُبْحِ ثَلَاثَةٌ : عَقْلِيٌّ وَشَرْعِيٌّ وَعَادِيٌّ ؛ { فَاحِشَةً } إشَارَةٌ لِلْأَوَّلِ ، { وَمَقْتًا } إشَارَةٌ لِلثَّانِي ، { وَسَاءَ سَبِيلًا } إشَارَةٌ لِلثَّالِثِ ، وَمَنْ اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الْوُجُوهُ فَقَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الْقُبْحِ"
· عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَقِيتُ خَالِي وَمَعَهُ الرَّايَةُ فَقُلْتُ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ أَوْ أَقْتُلَهُ وَآخُذَ مَالَهُِِِِ" أحمد والنسائي(صحيح)
· أتي الحجاج برجل قد اغتصب أخته على نفسها فقال احبسوه وسلوا من هاهنا من أصحاب محمد فسألوا عبد الرحمن بن مطرف فقال سمعت رسول الله يقول من تخطى الحرمتين-أى تزوج محرمة كزوجة أبيه بعقد . وإنما كان متخطيا حرمتين لأنه جمع بين كبيرتين : إحداهما عقد نكاح على من حرم الله عقد النكاح عليه بنص تنزيله . والثانية : إتيانه فرجًا محرمًا عليه- فخطوا وسطه بالسيف"(الخرائطى فى مساوئ الأخلاق ، والطبرانى ، والبيهقى فى شعب الإيمان,وابن عساكر عن عبد الله بن أبى مطرف)وأفتى ابن عباس رضي الله عنهما بمثل ذلك وقال عمر بن شيبة حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة قال أتي الحجاج برجل زنى بأخته فسأل عنها عبد الله فقال يضرب بالسيف فأمر به الحجاج فضرب عنقه بالسيف"روضة المحبين
والقصص الواقعي يشهد بذلك
القصة الأولى
كنت ألقي محاضرة أسبوعية في منطقة "الكيلو أربعة ونص بالقاهرة" للسيدات في مُجمَّع " الشيخ كشك" فتحدثت يوما عن واجبات الزوجة نحو زوجها وجاء الحديث عن عدم جواز أن تسأل المرأة زوجها طلاقها من غير بأس , فجاءتني امرأة قد تجاوزت الخمسين تقول إنها قد طلبت الطلاق من زوجها وطلقت بالفعل, قلت ما السبب؟ قالت كان يسافر الخارج وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتين وكان كثيرًا ما يرميني بالفاحشة فقلت لها : هذا أمر عظيم, قالت ليس لهذا طلبت الطلاق ولكن لأنه يعامل ابنته الكبرى - 31 سنة- معاملة زوجته, والله كدت أصعق قلت لها كيف ذلك؟ قالت هذا الأمر عادي وتكرر منهما كثيراً ورأيتهما بعيني, قلت والبنت؟ قالت تقول : إن أبي مريض نفسي وأنا أعينه على الشفاء (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
القصة الثانية
قصة قرأتها على الشبكة العالمية"الإنترنت" تقول:
كان شاباً كثير الجلوس في البيت عـديم الرغبة في الخروج إلى الخارج ذلك الشاب لم يكن جلوسه في البيت على غـرار انّه لا يرغب في الاختلاط بجلساء السوء إنما كان لعلاقة والعياذ بالله مع شقيقته التي تصغره في السن بحوالي أربـع سنوات علاقة غير شرعيّه منذ ما يقارب السنتين دون علم أحد من أسرته المتكونة من ثلاث بنات وشخصه وشقيق آخر له هذا وليس ذلك الشيء ما تـوقف عنـده طموح ذلك الشاب اللعين إنما وبصورة لم يسبق لها مثيل أقدم على ما هو أبشع من ذلك إذ أتفق مع شقيقته التي أقنعها بأن يخطبها من والـده لغرض أن يتزوج بها,ذهب الشاب إلى والـده وأخبره أنّـه يرغب في الـزواج فما كان من الأب إلاّ أن أستبشر بـذلك الخبـر وفرح فرحاً شديداً وقال له: والبنت اللي عاوزها مين؟ رد عليه الابن وقـال له أنا عاوزأتكلم معك بكل صــراحة,وتـوعـدني بأنك ما تتعصب,فـرد عليه الأب وقال يا ولـدي تكلم والله إنك شـوقتني وأنا أوعدك باللي عاوزه بس اتكلم فكانت والله العظيم الكارثة وتكلم الولـد وقال0أريـد أن أتـزوج فـلانة 0قال الأب بنت مين؟ قال الولـد أختي فلانة فأنا أولى بها من غيري والــدين يسر والمراد هو أن تتفهم الأمر وتساعـدني,الأب ذهـل واستنكر ما يسمع إنما كان عنده أمل بأن ما كان يقال مجـرد حلم ولكن الواقع كان أمـرّ من الخيال , أستمر في صمت غريب لمـدة دقائق والولد كان يعتقـد بأن الأب يفكر في الأمر لكي يــرد عليه بالموافقة وبعـد فترة بسيطة ردّ الأب على ابنه وقال يا ولـدي لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم على بـركة الله ولكن لازم أستشير أمّك فهي لا بـد أن يكون لها رأي فقال مش لازم طالما أنت وافقت فكل شيء انتهى لكن الأب أصر على وجـود الأم التي استـدعيت ليلة الجمعة من ذلك الأسبـوع وحينما سمعت بالخبر أغمي عليها ونقلت للمستشفى وقال الأب لابنه لا تخاف إن شاء الله هتشفى وأفهمها بعدين بيني وبينها,ثم قال الأب لولـده بكـره الجمعة روح صلي وبعـد الصلاة قل للإمام والمؤذن أبوي يـريـدكم في أمـر ضروري ولا تخبـرهم علشان أنا بطريقتي أشرح لهم وأقنعهم,وبالفعل حضر الإمـام والمـؤذن والعريس وبعـد أن دخلـوا على الأب قالوا خير يا أبو فلان قال لهم خير إن شاء الله ولـدي يـريـد أن يتـزوج وحبيت إنكم تكونـوا شهـود رد المؤذن وقال بارك الله فيه0قال الأب للـولـد تكلم قل لهم من اللي عاوز تتزوجها تـردد الـولـد ثم قال بكل بجاحة فلانة 0قال أبوه عارفين من فلانة قالوا لا قال دي أخته بنت أمه وأبـوه فصـرخـوا جميعا ورددوا لعنة الله عليك يا فاسق0قال الأب هل شهـدتم على ما قال قالوا نعم فما من الأب إلاّ أن أخـرج سلاح رشاش به ثلاثــون طلقه وفرّغـه في صـــدر ذلك الشاب الفاسق وسلّم نفسه للشرطة وشهـد الشهـــود على القصة وأخـرج الأب كأن لم يفعل شيءَ.
القصة الثالثة
في الجرائد المصرية
أم مات زوجها وتركها وابنها البالغ من العمر حوالي عشرين سنة, وبعد مدة ليست باليسيرة من موته – سنوات- ظهرت عليها بعض التعب الغريب فذهبت الى الطبيب ليخبرها بالصاعق’"أنت حامل" جن جنون المرأة كيف حدث ذلك؟ وكررت الكشف عند أكثر من طبيب ليؤكدوا لها الخبر وبع أن أعياها التفكير كيف تم ذلك؟ تذكرت أن أبنها يعود من سهره ويصر على شرب الشاي معها من يده وشكت أن يكون في الشاي منوِّم لأنها لا تذكر ما يحدث بعده, فأعدت لابنها هذه كميناً وجهزت سكيناً وكالعادة جاء الولد وجهَّز الشاي وشربته المرأة وتناومت فما كان من ابنها إلا أن يتجرد من ملابسه ويبدأ فيجردها من ملابسها ليزني بها, وما كان منها إلا أن انهالت عليه ضرباً بالسكين حتى أنفذت مقاتله.
والذي يسمع مثل هذه القصص يرعب كيف ذلك؟ لا أمان لأب ولا لابن ولا لأخ 000إلخ, إلا أنني أقول : ليس ذلك هو المراد, إننا قرأنا هذه القصص من فصلها الأخير ولو عرفناها من بدايتها لتغير الأمر, ومع أننا لم نقف على بداياتها إلا أنه لا بد من التسليم لله وأنه لا بد من خلل شرعي حدث في كل قصة من هذه القصص, يتعجب الكثيرون حين يعرفون مثلاً أدب الاستئذان في الإسلام وتعليمه حتى للأطفال, أو من وجوب حفظ عورة البنت أمام أخيها أو أبيها حسب ما جاء في الشرع ونقول: دا أخوها أو أبوها يعني هيفكر فيها؟ سبحان الله !!!!
إن الذي خلق يعلم ما خلق ومن خلق ووالله ما هذا الذي يحدث إلا لمخالفة القوانين الشرعية التي وضعها لحفظنا وصدق الله[ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ][ النور]
ثانياً : زنا الجيران
وهذا يأتي في فحشه وفظاعته بعد زنا المحارم, حيث أن الجار هو المأمن لجاره فكيف يخونه؟!! مصيبة وأيما مصيبة حين ينقلب الحارس الى حابس والحامي الى حرامي والحافظ الى لافظ , وإذا فقدت الأمان مع جارك ووصل الأمر لأن يخونك فلا خير في الحياة ولهذا جاء عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ». قَالُوا وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الْجَارُ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ قَالَ « شَرُّهُ »أحمد واللفظ له والبخاري ومسلم بلفظ آخر, والمدقق الآن يجد أن زنا الجيران قد كثر وانتشر خاصة إذا علمنا أن حدود الجار من سمع النداء أو أنه أربعون داراً من كل جانب, والإعلام المضلل يروج لمثل ذلك فكثيراً ما تجد علاقات الحب والغرام في المسلسلات والأفلام قائمة على الجيران ونسأل الله أن يهدي القائمين عليه, ولك أن تعرف مدى خطورته بهذا الحديث
عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود قال قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ « أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ » قَالَ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ « ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ ، أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ » . قَالَ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ « ثُمَّ أَنْ تُزَانِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ » البخاري
وعن الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ قَالَ لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ"أحمد وصححه الألباني.
هذا عما جاء في الشرع من تغليظ لهذا الأمر والذي لا تجد له كثير اهتمام في كثير من واقع المسلمين, وإليكم الجانب الواقعي في قصص تعبر عن سوء هذا الواقع
القصة الأولى
قضية صلح رجل وامرأته دعيت إليها في منطقة تسمى"الفلاحة"بجوار مسكني وكان الذي دعاني صديق لي وحاصل القصة أن أخاه الأكبر قد حلف يمين طلاق على زوجته وهو يريد أن يعرف ما حكم هذا اليمين؟ وبعد أن أخبرته الحكم وغادرت منزله خرج معي أخوه – الذي اصطحبني إليه – وأخذ يخبرني بأسباب مشكلته مع زوجته وأن المشكلة تكمن في أن أخاه قد تعرف على جارته ونشأت بينهما علاقة محرمة انتهت بالزنا!!! قلت لا إله إلا الله فقال:المصيبة ليست في الزنا ولكنها في أن هذه الجارة تركت هي وزوجها المكان ولا زالت العلاقة مستمرة هذه شيء والشيء الآخر أنه أنجب منها في الحرام قلت أعوذ بالله وما الذي أدراك أنت؟ قال هو أخبرني ولما سألته هل يعرف أبناءه من أبناء زوج هذه المرأة قال : نعم يعرفهم بواسطة المرأة!!!
والله لو حُكِيَتْ لي هذه القصة لشككت فيها ولكني سمعتها بأذني من بعض أطرافها, أولا يدري هؤلاء مدى جرم ما يفعلون,عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمُلاَعَنَةِ « أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ رَجُلاً لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ فِى شَىْءٍ وَلاَ يُدْخِلُهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ احْتَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »النسائي وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه وضعفه الألباني.
القصة الثانية
عايش مع زوجة جاره
وهذه قصة حكاها لى أحد إخواننا ويقسم على ما حدث يقول: رجل من عندنا – إحدى محافظات الدلتا- كان يعمل في القاهرة ويعود الى البلد يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع , هذا الرجل متزوج وقد أنجب ثلاثة أولاد وبنت , في يوم أخبره أكبر أبنائه – عشر سنوات تقريباً – أنه رأى فلان – جارهم- ينام مع أمه,نزل الخبر على الرجل كالصاعقة لكنه قال لابنه لا تخبر أحداً بذلك, وسافر الى القاهرة كالعادة ورجع بعد يوم على غير المعتاد, وفي وقت متأخر من الليل – حوالي الثانية صباحاً- دخل بيته ليجد جاره مع زوجته وهو ينام معها جن جنون الرجل وكاد يقتلهما إلا أن الصوت قد علا فجاءه بعض جيرانه واستطاعوا السيطرة عليه واكتفى بطلاقها على الإبراء الى غير رجعة, المصيبة في هذه القصة أن :
- جارهم هذا كان متزوجاً غير أنه كان يدعو زوجته كثيراً أن تزور أهلها
- أنه ظل طيلة سنوات ينام مع جارته تلك بحيلة شيطانية وهي أنه فتح باباً بينه وبين غرفة نوم جارته ووضع الدولاب ساتراً له وكذلك من ناحية المرأة فإذا أراد أن يذهب إليها لا يحتاج الى خروج من بيته أو دخول لبيتها أو مرور على أبنائها ولكن من غرفته الى غرفتها مباشرة
- أن أمام البيت مسجد يكبر فيه للصلاة ويعلو فيه اسم الله خمس مرات,قلت سبحان الله!!! ما لفت سمعهما مرة هذا النداء الله أكبر حقاً ما أحلم الله على عباده!!!
ثالثاً : زنا المغيبة
والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها في سفر جهاد أو معاش أو طاعة أياً ما كانت, وهذا كثير فيمن يسافرون الى دول الخليج وغيرها.
وهذا الزنا للمغيبة يقع كثيراً بدافع من النساء المغيبات أنفسهن, وإني أتعجب كيف لا تتقي المرأة ربها وتحفظ غيبة زوجها, لكنه ملام أيضاً فلو أنه اختارها ذات دين ما فعلت ذلك أبى إلا الجمال والمال والحسب وأبى الله إلا الدين, وحتى لا نعمم يمكن أن يكون قد خبب على بعض الأزواج وعندها فأمرهم الى الله فإليه المشتكى وعليه التكلان.
لتعلم كل امرأة أن حفظها لغيبة زوجها من علامات صلاحه وخيريتها فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خَيْرُ النِّسَاءِ الَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا قَالَ : وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ" النساء(34)أخرجه الطيالسي والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهو حسن بمختلف طرقه
فليست من المؤمنات حق الإيمان من لم تحفظ زوجها في غيبته ولا يوجد أي مبرر لهل حتى تقع في هذه الفاحشة, ولله در هذه المغيبة التي مر عليها عمر بن الخطاب في عسسه, وإني أطلب من كل امرأة أن تصغي إلى هذه القصة
عن السائب بن جبير مولى ابن عباس وكان قد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما زلت أسمع حديث عمر بن الخطاب أنه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيرا إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقة عليها بابها وهي تقول
تطاول هذا الليل تسري كواكبه *** وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
ألاعبه طورا وطورا كأنمـــــا *** بدا قمرا في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربــــه *** لطيف الحشا لا تحتويه أقاربه
فو الله لولا الله لا شيء غيره *** لنفض من هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيبا موكــلا *** بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه
مَخَافةُ ربي والحياءُ يَصُدُّني *** وإكرامُ بَعْلي أن تُنَالَ مَرَاكِبُهْ
ثم تنفست الصعداء وقالت لهان على عمر بن الخطاب وحشتي وغيبة زوجي عني
وعمر واقف يستمع قولها فقال لها يرحمك الله يرحمك الله ثم وجه إليها بكسوة ونفقة وكتب في أن يقدم عليها زوجها" ذم الهوى / ابن الجوزي"
فانظر الى ما ختمت به المرأة شعرها"مخافة الله, الحياء, وحفظ زوجها"
وإذا كان الأمر في غاية الخطورة للمغيبة أن تمكن منها غير زوجها فإن الأمر خطير أيضاً في حق الزاني, هذا الذي لم يحفظ غيبة مسلم قد خرج في طاعة الله وفي سبيله أياً ما كان سبب هذه الغيبة ويكفي لمعرفة فظاعة الأمر هذا الحديث, وليسمعه كل من وقع على امرأة غاب عنها زوجها أو أنه يريد ذلك.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُرْمَةُ نِسَاءِ
الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ- تخيل هذا التشبيه المفزع- وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ إِلَّا وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ فَمَا ظَنُّكُمْ"وفي رواية"ما أرى يدع من حسناته شيئًا"أحمد،ومسلم،وأبو داود، والنسائي
ومع كل هذا التحذير تجد الواقع مراً , وإليكم بعضاً من قصصه.
القصة الأولى
خيانة وسرقة وغش وقتل
وهي قصة ذكرها لي أحد إخواننا وأنها حدثت في إحدى أحياء القاهرة وخلاصتها أن " امرأة عشقت شاباً سائقاً وزوجها في السعودية فبعثت له تقنعه بفكرة تشغيل الفلوس وأنها تريد أن تشتري ميكروباص حتى ينمو المال, صدق الرجل ذلك فبعث إليها بالمال واشترت الميكروباص ليكون عشيقها سائقه وذلك حتى تعينه على العيش من جانب, ومن جانب آخر يدخل ويخرج بلا رقابة, وذات يوم اتصلت ابنة هذا الرجل عليه تخبره بوجود علاقة مريبة للسائق مع أمها, لم يصدق الرجل نفسه , نزل من السعودية وواجه المرأة بالخبر فأنكرت ثم اتصلت بعشيقها تخبره بأن زوجها قد عرف وسوف ينغص عليهم متعهم فما كان منه إلا أن فكر في قتله ودبر لذلك وبالفعل أخذه هو وصاحب له الى مكان لا بشر فيه وقتلاه وأحرقا جثته, ولاحظت البنت غيبة والدها فأخبرت عمها بذلك وبما حدث فعرفت المرأة ذلك فأخبرت عشيقها الذي فكر أن يتخلص من ابنتها أيضاً ولكن أراد الله أن يفضحا فحاول يستدرجها وعلم عمها بذلك فاتصل بالشرطة التي أتمت القبض عليه واعترف بكل ما صنع وجيء بالحيَّة التي أغرته بذلك فاعترفت هي أيضاً ونال الاثنان جزاء خيانتهما فالله يمهل ولا يهمل.
القصة الثانية
مأساة سجين
كان شاباً يحضر دروس العلم ويحافظ عليها لمجموعة من كبار العلماء أمثال الشيخ نشأت وغيره, وكان يتمنى الزواج بامرأة متدينة رسمها في خياله وانطبعت صوتها في ذهنه بنقابها الحيي ولباسها الفضفاض الشرعي وزينتها الباطنة العامرة بالإيمان,واتفق مع صديق له أن يتزوج أخت زوجته وذهبا لخطبتها إلا أن أخاها أبى لأن هذا الرجل يعمل بالجيش فما كان من صاحبه إلا أن عرض عليه ابنة خاله, سأله عن تدينها فقال له" هي بتصلي وتصوم وتقول حاضر ونعم" وقد رأى هو بعض الخلل في بيتهم فالشتم وسب الدين ينتشر فيهم إضافة الى التليفزيون والغناء والتدخين, ومع ذلك تمادى في طريقه وتزوجها أملاً في صلاحها مما كانت عليه من هذه المعاصي الهينة – في نظر كثير من الناس- وبدأت الحياة كأي حياة زوجية لا تخلو من المشكلات العادية, المشكلة أن ترمومتره الإيماني بدأ ينخفض فترك الدروس واعتاد على التلفاز000إلا أن الثوابت ما زالت عنده وبين الحين والآخر يثار موضوع تدين زوجته ونقابها وغير ذلك ثم ينتهي الأمر باستسلامه للواقع, حتى عودها على حضور دروس نساء فارتدت النقاب وسارت الحياة وأنجبت منه بنت وولد وكانت الحادثة!!!
أصيب بحادثة أقعدته عن العمل وساءت ظروفه المعيشية وبع فترة عرض عليه أحد أصدقائه أن يساعده بأن يعطيه مبلغ ويتاجر في الملابس مع زوجته, وافق على ذلك وأخذ صديقه عليه إيصال أمانة بالمبلغ وظلوا يعملون حتى كانت الكارثة!!!
جاءته زوجته يوما فقالت له " صاحبك عينه زايغة وبيبصلي وعاوز مني000لدرجة أنه طلب مني خلعك, جن جنون الرجل وأحدث مشكلة مع صديقه وقاطعه فطالبه بالمبلغ,اقترض مبلغ كبير علشان يشتغل منه ويسدد صاحبه لكنه فوجئ بعد سداده بوصل آخر يخرجه هذا الرجل ضده زوراً لكنه ثبت عليه فحكم عليه بستة أشهر,في هذه الأثناء خالطه صديق آخر وصارا يعملان سوياً حتى قرر أن يقضي هذه العقوبة حتى لا يفصل من عمله,وسجن الرجل وساءت حالة الزوجة - على حكايتها له رغم أنني كنت أعلم أن كثيراً من أهل الخير كانوا يعينونها – وظل الرجل يقضي مدة سجنه حتى جاء اليوم العاصف!!!!
زارته امرأته في سجنه وأخذت تبكي وتشكو أخاه وأنه اتهمها في عرضها لأنه وجد صديقه عندها مع أنه جاء ليساعدها بمبلغ مالي,اتصل الرجل بأخيه ليتأكد من صحة
الخبر ويعرف ما الذي يجري فأخبره أخوه بالمأساة!!
قال له : إن صاحبه هذا كان يتردد كثيراً على زوجته في شقته حتى شعر به الجيران ثم صار عندهم يقينٌ في علاقته بها فقرروا أن يمسكوه عندها وتربصوا له في يوم حيث دخل البيت في الساعة السابعة مساءاً وانتظروا خروجه فلم يخرج حتى الساعة الثالثة صباحاً, كان الجيران قد اتصلوا بي – أخيه – فجئت وطرقنا الباب ففتحت بعدما هددوها بكسر الباب وأنكرت وجود أحد فدخلت فوجدت الرجل بالداخل فعل الجيران معه ما فعلوا ثم جعلته يوقع على وصل أمانة هو وهي وأخذ صاحب البيت هذه الإيصالات إضافة إلى تليفون الزاني المحمول, وقمتُ بطردها إلى أهلها وأغلقتُ الشقة.
الرجل يسمع القصة ويكاد عقله يطير مما يسمع – وما أصعبها من أخبار نسأل الله أن يحفظ أعراضنا ويسترنا في الدنيا والآخرة – ومرت عليه الأيام الباقية كأنها سنوات وخرج بالفعل وذهب ليأخذ منها الأطفال وهي تبكي ولا زالت تنكر ما حدث لدرجة أن الزوج يقول لي : كدت أصدقها وأكذب كل ما سمعت حتى رجعت للبيت وطلبت من الله بيان الحق , وقابلت صاحب البيت فأعطاني الإيصالات والمحمول أخذت أقلِّب فيه فوجدت المصيبة الكبرى!!! عشر مكالمات سجلها صديقه لزوجته وهي تكلمه وتدعوه لأن يأتيها فهي لا تتحمل,تريد أن تستريح من النار التي بداخلها وشهوتها تتقد وجسدها يتطلع انتظاراً له000إلى غير ذلك من الكلام الذي تستحي الحرة أن تذكره في غرفة نومها ومع زوجها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخذ الرجل يبكي ثم قام يصلي لأن الله أظهر له الحق وأعجب ما ذكر لي قوله: والله يا شيخ قلَّبت في التليفون بعد ما صليت ما وجدت أي مقطع من القاطع المسجلة!!! قلت سبحان الله إنها فضيحة الله,جاء الرجل بابنته البالغة سبع سنوات وأمَّنها وأخذ يستخبرها عما كانت تصنع أمها فأخبرته ((أن عمو فلان – الزاني- كان يأتي فيبيت مع أمي في غرفتها فإذا دخل تغلق علينا الباب وتخوفنا بالعفريت, وتحط عباية سوداء في الصالة كنت أخاف منها خالص, وكانت أمي قبل ما تدخل أنت السجن تروح عنده البيت وتقوللي لو حد سألك قولى له كنا في العتبة)) وبهذا تأكد الرجل من الحقيقة والذي زاد من وضوحها عنده وجود غيارات داخلية وترنج وماكينة حلاقة لصاحبه في غرفة نومه!!! لله ما أقبحهما من زانيين!!!
اكتفى الرجل بطلاقها على الإبراء وأن يحرمها من أولادها بتنازلها عن حضانتهم, المصيبة أن شهوتها تلك لم تكتف بفضحها وضياعها وفقد أولادها وعائلها ولكنها أثَّرت على أبنائها فكانوا يتبولون لا إرادياً نتيجة للرعب الذي مكَّنته منهم في سبيل قضاء شهوتها, إضافة الى السلوك الجنسي الذي تعلمه الأطفال فقد ذكر لي الأب أنه رأى ابنه – خمس سنوات- ينام على أخته لولا أن نهره وضربه على ذلك ويبدو أن هذا نتج عما رأى من أمه مع الخائن, ألا قبح الله شهوة نهايتها الذلة والمهانة والدمار!!!
رابعا: زنا غير المحصنين من الشباب والفتيات
وما أكثر هذا النوع في بيئاتنا حتى أنه ظهر بصورة سمجة مقذذة منفرة, خاصة وأن البكارة كانت تمثل عاملا مهما لتحفظ المرأة نفسها فأزالت عمليات ترقيع الغشاء والبكارة الصينية هذا الخوف, فكثر الزنا القائم على علاقات الحب الكاذب أو الزنا العرفي وغير ذلك, ومن أقبح ما سمعت ورأيت من قصص
القصة الأولى
أبى أهلها زواجه منها فمكنته من نفسها
وهي قصة عايشتها بنفسي حيث كانت مع أحد الشباب الذين أعرفهم تقدم لخطبة البنت التي يحبها فرفضه أهلها لأنه لا يعمل فاستمرت علاقة الحب وتطورت فكانت تأتيه الى منزله – المكون من أربعة طوابق يسكن فيه مع أمه وأخواته البنات- فتصعد معه الى الطابق الرابع – على مرأى ومسمع من أمه وأخواته البنات- ويغلق عليهما الباب بالساعات وبعدها تعود البنت الى بيت أهلها, ترى أي شيء يصنعون؟!!!
القصة الثانية
جاءت تبكي بعدما خلا بها
بنت جاءت تشكو لي أحد الشباب كان على علاقة بها ورسم لها حياتهما وأنها شريكة حياته المستقبلية وصدَّقت ذلك واستمرت العلاقة بينهما حتى كان من تبجحه أن طلب منها أن تتصل به ليأتيها إذا لم يكن هناك أحد في بيتهم وبالفعل اتصلت به حين خلا البيت وذهب إليها وأغلقا عليهما الباب و0000الله أعلم بما حدث, المصيبة أن هذا الشاب على قدر من التدين بل ويشتهر بين الناس بلقب شيخ!!! ما أستر الله وما أحلمه!!
القصة الثالثة
حامل من مخطوبها
أخبرني أحد الدعاة من أصدقائي أن رجلاً اتصل به يريد مأذون يمكن أن يكتب عقد الزواج من مدة سبعة أشهر ماضية, فتعجبت وقلت له ولم؟ قال لأن المخطوبة حامل من خطيبها وهي الآن في الشهر السابع!!! ليسمع الآباء والأمهات ذلك لأن الإسلام يتهم حين تحارب العلاقة بين الخاطب ومخطوبته ولا حول ولا قوة إلا بالله0
وبــــــــعد
فكل ما مرَّ بنا يمثل بعض الواقع الذي نعيشه وإلا فالواقع طافح بالقصص المشين مع هذه الفاحشة ونسأل الله العفو والعافية