tamer.page.tl
  عذاب القبر بين الحقيقة والأوهام
 

عذاب القبر بين الحقائق والأوهام

1- ما أشبة اليوم بالبارحة                             2- شبه وأباطيل                                3- من داخل القبور

 

يخرج علينا في هذا الزمان من ينكر عذاب القبر ولا يؤمن بذلك وما أشبه الليلة بالبارحة في عدم غرابة هذا القول وقدمه حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فيما ذكر ابن عباس 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ  الرَّجْمَ حَقٌّ فَلَا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ , وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُمَا , وَإِنَّهُ سَيَكُونُ أُنَاسٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ , وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتُحِشُوا رواه أحمد وابن عبد البر ، مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/ 755) وَهُوَ ضَعِيفٌ.

حقا لقد ظهر هؤلاء ويا أمير المؤمنين ، ظهر الذين يكذبون بعذاب القبر حتى يخرج إلينا واحد من دعاتهم المستشار أحمد يؤلف كتابا يسميه أوهام عذاب القبر وينكر فيه هذه المسألة هو وجمع كثير ممن حوله

-    ظهر هؤلاء الذين سماهم علمأؤنا بالقرآنين .لإعتمادهم على القرآن وحده أو العقلانيين ، الإعتماد على العقل وحده وكان سلفنا أصدق وأقوى تسمية منا حيث سماهم القرطبي ت 671 هـ  بالملاحدة فقال في التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 371)

أنكرت الملحدة من تمذهب من الإسلاميين بمذهب الفلاسفة: عذاب القبر وأنه ليس له حقيقة، واحتجوا بأن قالوا: إنا نكشف القبر فلم نجد فيه ملائكة عمياً صماً يضربون الناس بفطاطيس من حديد ولا نجد فيه حيات ولا ثعابين ولا نيراناً ولا تنانين.

-      قال ابن القيم بالملاحدة والزنادقة (ت 751 ) فقال الروح (ص: 61)

وهى قول للسائل ما جوابنا للملاحدة والزنادقة المنكرين

 لعذاب القبر وسعته وضيقه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وكون الميت لا يجلس ولا يقعد فيه

 قالوا فانا نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة عميا صما يضربون الموتى بمطارق من حديد ولا نجد هناك حيات ولا ثعابين ولا نيرانا تأجج ولو كشفنا حالة من الأحوال لوجدناه لم يتغير ولو وضعنا على عينيه الزئبق وعلى صدره الخردل لوجدناه على حاله ....................

- وكذلك وصف الإمام أحمد ( المتوفى سنة 241هـ )

-    فما يردد ويقال الآن ليس إلا نضح زندقة وإلحاد قديمين يضربان بجذورهما إلى أبعد مما نتصور للدرجة التي تجعل هؤلاء المفسدين قد عاصروا السلف وقالوا مقالتهم تلك وها هم أتباعهم يرددونها على مرور عشرات القرون وصدق الله [أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ] [الذاريات: 53]

-       إن اليهود أحط أهل الأرض كانوا يعترفون بعذاب القبر
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَتَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أَنْعَمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ قَالَتَا:

-       إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَ: «صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا»، فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ [1]

رواه البخاري- الفتح 11 (6366) واللفظ له، ومسلم (903).[2]

أهم الشبه التي يستندون إليهما

1- الجانب العقلي
حيث يقولون إنا نفتح القبر ولا نرى فيه عذابا ولا ضيقا أو سعة ثم كيف يتسع لجلوسه وإتيان ملائكة وسؤاله ، ثم ليس كل الناس  يقبر فالمصلوب والغريق والحريق كيف يعذب أو ينعم وليس له قبرا أصلاً
والجواب  عن ذلك
أولا ليس كل الأمور يؤخذ عن طريق العقل مجردا عن النص لأن هناك أمورا لا يستطيع العقل إدراك كنهها إذ أنه مأطور  - إطار الزمان والمكان الحسيين وتحكيمه في كل الأشياء مجردًا عن النص أصل البلاء الذي يعيشه كثير من المسلمين حتى  في عباداتهم وما جعل الله العقل إلا تابعا للنص وما أدراك في فهمه وما لم يدركه رد علمه إلى الله قال الله [هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ][آل عمران : 7]
ثانيا الإسلام بكل عقائده وتشريعاته وأخلاقه غيب فالشهادة ماتراه بالعيان والغيب ما غاب عنا وهذا يجب الإيمان به إذ ثبت بكتاب الله وسنة صحيحة صريحة وذلك أصل من أصول الإيمان قال الله تعالى :[ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ][البقرة : 3] وقال رسول الله في حديث جبريل

ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَرُسُلِهِ، وَكُتُبِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا مِنْهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، المشهور سنن ابن ماجه (1/ 24)

ثالثا إن الله قد جعل بالعقل أشياء مؤكدة على عذاب القبر جعل الله الدور ثلاثة دار الدنيا ودوار البرزخ قال تعالى :[ َمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ][المؤمنون : 100] والدار الآخرة ولكل منهم حياة ففي الدنيا نرى كيف حياتنا ولو كيفية حياتنا ولو تأملناها لرأينا أن الإنسان جسم وروح فإذا تألم الجسم يتعين الروح التألم لتعلق الروح به لذلك قالوا وما بروح بميت إيلام فإذا أحضرنا ميت وقطعناجسده فإنه لا يحس لعدم وجود الروح وقد كان يحس لوجود الروح -   وفي البرزخ بالعكس  العذاب والنعيم يكون في الأصل للروح والبدن يتبعه في ذلك وإن كنا لا نرى ذلك وفي الآخرة للأثنين معا
وتأمل بعقلك حال النائم وما يكون فيه من نعيم أو عذاب يحدث لروحه فقد يرى حلما شائقا يشمل على شهوة عظيمة ويشعر بلذة غامرة وأنت بجواره لا تشعر بذلك ولا تنكره إذا قصه عليك ، وكذا العكس بل يمكن أن يرى أنه يضرب أو يتشاجر مع أحد فيقوم ويرى أثر الضرب على جسده أو بعض الألم في مكان الألم فباي شيء يحدث ذلك ، أنه بالروح التي يتوفاها الله جلا وعلا يجري عليها هذه الأشياء التي تؤمن بها ولا ننكرها بعقولنا مع عدم علمنا بكفهها وحقيقتها

وقد أرانا الله من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علما المن وفقه الله وعصمة وصدق من قال

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً    ***   وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ[3]
رابعا هناك الكثير من الأشياء الغيبية التي نؤمن بها ولا تنكرها عقولنا لها فمن أنزل القرآن الله جل وعلا هل رأيتموه ، هل تستطيعون أن تحكموا على هذا بعقولكم ، بواسطة من نزل القرآن على رسول الله بواسطة جبريل  بالوحي على رسول الله من من الصحابة رأى جبريل   مرات معدودة وبعد ذلك كان الوحي ينزل على رسول الله فيخبر أصحابه فيكتبونه ويصدقونه والأمة كلها على ذلك ولو أنكرت هذه الحقيقة لأنكر القرآن لأنكر الدين كله وهذا هو المقصود ، وكذا عالم الجن الذين نؤمن حياتهم ورؤيتهم لنا ولا نرى شيئا من ذلك بأعيننا ، وكذلك الموت وفيض روح الميت ومجيء ملائكة الرحمة أو العذاب ونحن بجواره لا نعلم شيئا من ذلك وصدق الله [فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) ][الواقعة: 83 - 87]  

ففقدان الوجدان لا يعني فقدان الوجود وعدم الإحساس لا يعني افحساس بالعدم ولا مانع من رد روح المصلوب وتحريق وعذابها لأن ذلك واقع على الروح وقد ذكرناها كثيرا من الشياء التي تحدث ونؤمن مع عدم وقوفنا عليها

2- الجانب النقلي
لم يرد في القرآن ما يدل على عذاب القبر صريحا

والجواب

أولاً قد ورد في القرآن ما يدل على عذاب القبر ولكن لا يفهمون والآيات الدالة بمفهوم الخطاب على ذلك كثيرة ولو أننا أردنا أن يقول لنا القرآن هناك عذاب قبر لتوقفت أكثر أحكام الشريعة لذلك ولكن الله جاء بالقرآن لنستخرج منه أنوار أحكامه بعد الإيمان به فمثلا الزنا حرام ما الدليل على ذلك قال تعالى [وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ] [المعارج:29-30 ]فهنا دلت الآية على أن الجماع للزوجة حلال وملك اليمين إلا المستثني من ذلك أي شيء آخر فهو حرام أما الزنا واللواط والسُحاق والإستمناء فهم حرام  قال تعالى :[ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)][الرعد : 19]

ومن أدلة ذلك

1-  قال تعالى :[وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)][الأنعام: 93]
ووجه الأدلالة أن الملائكة تقول لهم ذلك يوم الموت [
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ] وهذا يدل على أن ذلك يحدث يوم موته وهو مقبور ولو تأخرنا ذلك يوم القيامة لما صح أن يقول لهم [الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ]

2-  قال الله [فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ] [غافر : 45] هذا الخطاب بحالهم في قبورهم لأن الله قال بعدها[النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ][غافر : 46] والجمهور على ذلك كما في الفتح

3-  قال تعالى :[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ][السجدة : 21] وقد قال ابن عباس فيها دليل على عذاب القبر وفي الآية شيء لأن عذاب في الدنيا يستدعي رجوعهم من الكفر ولم يكن ذلك ليخفي على حبر الأمة لكن فهم منها عذاب القبر لوجود من التبغضية ولم يقل ربنا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

4-  قال تعالى :[وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ][السجدة : 21]وقد قال ابن عباس فيها دليل على عذاب القبر وفي الآية شيء لأن عذاب في الدنيا يستدعي رجوعهم من الكفر ولم يكن ذلك ليخفى على حبر الأمة لكن فهم منها عذاب القبر لوجود التبغضية ولم يقل ربنا [وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ][السجدة : 21]

5-  قال تعالى :[ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ][التوبة : 101]
هذا للمنافقين والمرة الأولى في الدنيا بعقاب الله أو بأيدي المؤمنين والثانية في القبر والعذاب العظيم يوم القيامة

6-  قال تعالى :[فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) ][الواقعة: 83 - 96]  فذكرها هنا أحكام الأرواح عند الموت وذكرها في أول السورة أحكامها يوم المعاد الكبر ليدل على أنها هذه الأقسام الثلاثة ترى العذاب أو النعيم في القبر والذي ذكر في الأول المقصود به القيامة [إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7)]هذا إذا تكرر في آخر السورة ليدل على القبر وقدم ذلك على هذا لتقديم الغاية للعناية إذ هي أهم وأولى بالذكر فالغاية هي يوم القيامة أي حتى يكون أدعى للمسلم أن يتحرك من أول السورة

7-   قال تعالى :[ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً ][نوح : 25] قال الأوسي وغيره : هي نار البرزخ والدليل على ذلك :

a.     الفاء إذ إنها للتعقيب

b.    التعبير بالفعل الماضي ليدل على أن ذلك قد حصل لهم قوم نوح

ثانيا السنة وهي القاسم المشترك للقرآن

1-  عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا (4) عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ " رواه أحمد بإسناد صحيح

2-  قال تعالى : [وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ][النحل : 44] حتى السنة سماها ربنا الذكر
ومن الأحاديث

1-   عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِى يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِى الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ » . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِى إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ - قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِى السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِى ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ - قَالَ - فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ - يَعْنِى بِهَا - عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِى تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِى فِى عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّى مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى - قَالَ - فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِىَ الإِسْلاَمُ . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ . فَيُنَادِى مُنَادٍ فِى السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِى فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ - قَالَ - فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِى قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ - قَالَ - وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ . فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى وَمَالِى . قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِى إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ - قَالَ - فَتُفَرَّقُ فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِى تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ ) « فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِى سِجِّينٍ فِى الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً » . ثُمَّ قَرَأَ ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ ) « فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ . فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ » رواه أحمد بإسناد صحيح

2-  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمُ الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ « قُولُوا اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ » . رواه أحمد إسناده صحيح على شرط مسلم

3-  عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَتَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أَنْعَمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ قَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَ: «صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا»، فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ متفق عليه

ثالثا الواقع النبوي وما بعده

1-  سماعه صلى الله عليه وسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ « أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ » . قَالَ فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِداً وَعَلَى هَذَا وَاحِداً ثُمَّ قَالَ « لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا » متفق عليه

2-  سماع البهائم عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،  قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ[4] فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ - قَالَ: كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ - فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ رواه مسلم
وهنا قول النبي ^
فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ»

وفيه علة إخفاء ذلك عن باقي البشر فمن الذي يطيق أن يعيش وأبوه يعذب أو أمه أو أنيسه يتقلب في النار نسأل الله السلامة

3- لطيفة
قال بعض أهل العلم : ولهذا السبب كان يذهب الناس بدوابهم إذا ....... إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين والمبتدعة كالإسماعلية والقرامطة الشيعة وغيرهم ففي مصر والشام فإن أصحاب الخيل يقصدون قبورهم لذلك كم يقدون قبور اليهود والنصارى فإذا سمعت الخيل عذاب القبر أحدث ذلك لها فزعا وحرارة تخرج ما في بطنها فيذهب .........

4-  قصة واقعية
قال عبد الحق الإشبيلي حدثني الفقيه أبو الحكم بن برخان فقيه عالم عامل ثقة أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرق إشبيلية فلما فرغوا من دفنه فقعدوا نااحية يتحدثون فإذا دابة ترعى قريبا منهم فإذا الدابة قد أقبلت مسرعة فجعلت أذانها عليها كأنها تسمع ثم ولت فارة ثم عادت فعلت ذلك ثلاث مرات قال أبو الحكم فذكرت عذاب القبر وحديث النبي صلى الله عليه وسلم  ،............ إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَاباً تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا » [5]

 

من داخل القبور
قال ابن تيمية
قد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناما بعض عذاب القبر ويعلمون ذلك ويتحققونه وعندنا من ذلك أمور كثيرة :

1-   عذاب أبو جهل
* عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ، بِجَنَبَاتِ بَدْرٍ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْأَرْضِ فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ يُمْسِكُ بِطَرْفِهَا أَسْوَدُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَّةٌ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَا أَدْرِي عَرَفَنِي أَمْ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لِي الْأَسْوَدُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْقِهِ ثُمَّ اجْتَذَبَهُ جَذْبَةً وَدَخَلَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَاكَ، فَقَالَ لِي: «وَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ ذَاكَ أَبُو جَهْلٍ وَذَاكَ عَذَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَضَرَبَهُ بِمِرْزَبَّتِهِ حَتَّى غَيَّبَهُ فِي الْأَرْضِ رواه الطبراني في الأوسط خلاصة حكم المحدث: فيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف‏‏
* عن ابن عمر قال : سافرت سفرا فرأيت رجلا يخرج من الأرض فينادينى يا عبد الله اسقنى فوالله ما أدرى ينادى باسمى أو كان ينادى الرجل الرجل لا يعرفه قال فيخرج على أثره رجل فى يده مرزبة من حديد فيضرب بها رأسه فيغيب فى الأرض ثم يخرج من مكان آخر فيقول يا عبد الله اسقنى ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقدمت على النبى  - صلى الله عليه وسلم -  فأخبرته فقال ذاك أبو جهل لا يزال يفعل به ذلك إلى يوم القيامة (الديلمى) رواه ابن أبي شيبة

2-   قبر مكاس جابي المال أو الأتاوه أو من ياخذ مالا ظلما
قال ابن القيم حدثنى صاحبنا أبو عبد الله محمد بن الرزيز الحرانى أنه خرج من داره بعد العصر بآمد إلى بستان قال فلما كان قبل غروب الشمس توسطت القبور فاذا بقبر منها وهو جمرة نار مثل كوز الزجاج والميت في وسطه فجعلت أمسح عينى واقول انائم أنا ام يقظان ثم التفت إلى سور المدينة وقلت والله ما انا بنائم ثم ذهبت إلى أهلى وأنا مدهوش فأتونى بطعام فلم استطع أن آكل ثم دخلت البلد فسألت عن صاحب القبر فإذا به مكاس قد توفي ذلك اليوم  الروح (ص: 67)

3-   عقوق الوالدة
* عن العوام بن حوشب رضي الله عنه قال نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس الحمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا فقالت امرأة ترى تلك العجوز قلت ما لها قالت تلك أم هذا قلت وما كان قصته قالت كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر فيقول لها إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار قالت فمات بعد العصر قالت فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر الترغيب والترهيب رواه الأصبهاني وغيره وقال الأصبهاني حدث أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه

4-   ترك الصلاة
*

 



-       [1]  سنن النسائي (4/ 105) 

[2]  [حكم الألباني] صحيح

[3]  المتنبي

[4] [ ش (حادت به) أي مالت عن الطريق ونفرت (فلولا أن لا تدافنوا) أصله تتدافنوا فحذفت إحدى التاءين وفي الكلام حذف يعني لولا مخافة أن لا تدافنوا]

 

[5]  حديث عائشة دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَتَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ ........

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free