tamer.page.tl
  مالك والناس
 

سنذكر اليوم قصة إنما ذكرت للعظة والعبرة ، أراد جحا أن يعلم ولده درسًا فقال له يا بني تعال لأعلمك شيئا مهما في حياتك فقال الولد تفضل يا أبتي ، سار جحا مع ابنه داخل السوق، وقد اتخذا من حمارهما وسيلة نقل لهما· ركب جحا على الحمار بعد أن أتعبه المشي وأضناه السير، وجعل ابنه يمشي إلى جانبه وهو راكب، فتأملهما الناس ورمقوهما بأنظارهم، واتبعوا سهام النظرة بسهام التعليق قائلين: انظروا إلى هذا الرجل الذي لا يرحم صغيراً، ركب الحمار واستمتع بالراحة، وترك ابنه الصغير المسكين يسير على قدميه أهذه صنيعة أب رحيم رؤوم؟! أين الشفقة والرأفة التي يبدو أنها نزعت من قلب جحا·يبدو أن جحا كان سمّاعاً لكلام الناس، فنزل من الحمار، وآثر ابنه ليركب على الحمار، ويستمتع بالنقل جالساً بدلاً من السير، وسار هو على قدميه إلى جانب ابنه الراكب وحماره المركوب·واصل الناس رمق جحا وابنه وحماره بأسهم عيونهم، واتبعوها بسهام التعليقات ثانية فقالوا: أين البر بالوالد من تصرف هذا الولد العاق الذي آثر نفسه على والده فركب مركباً وثيراً على متن الحمار، وترك والده الرجل الكبير يسير راجلاً؟!هل هذا جزاء الأب أن يسير على قدميه ويعاني من التعب والنصب، بينما الابن مستمتع بالركوب على الحمار؟!أراد جحا أن يوقف حديث الناس السلبي عنه وعن ابنه وعن حمارهما، فأومأ إلى ابنه أن اركب معي على الحمار، ففعل الابن، وأردف جحا ابنه على ظهر الحمار، فلم يتوقف الناس عن رمقهما بأعين النقد والانتقاد، وقالوا: أي رحمة هذه التي نزعها الله من قلب هذا الرجل وابنه؟! ألا يرحمان الحيوان، حيث أثقلاه بركوبهما سوياً على ظهره؟! واصل جحا وابنه النزول إلى أحاديث الناس، والتواكب معها، والتأثر بها، فنزل ابنه عن الحمار، ولم يركب أحد منهما عليه، بل سار الابن والأب إلى جانب الحمار·واستمرت أسهم الناس ترمق الثلاثة، الحمار، وجحا، وابنه، وتبعت سهام النظر سهام الحديث، فقالوا: أي حمق هذا، وأي غباء لدى هذا الرجل وابنه، يمشيان راجلين، ويتركان حماراً إنما وجد ليركب عليه، يسير دون أن يركب عليه أحد، ومالكه وابنه يسيران على قدميهما!
يقال إن جحا وابنه حملا الحمار على ظهريهما، وخرجا من السوق احتجاجاً على حديث الناس عنهما، هذا الذي لم يتوقف عن نقدهما في كل حالاتهما مع الحمار راكبين وراجلين وبين بين!فقال جحا لأبنه : يا بني إنك لم تجرب الأمور
وإن رضى الناس غاية لا تدرك .

هذه هي الحقيقة التي أتعبت الناس لذلك كان حديثنا معكم عن

مالك والناس

إذا نظرنا إلى واقع الناس وجدنا شيئا عجيبا فهم يتأثرون بالناس ، ويعملون للناس ، ويجملون للناس  ، وينافقون للناس ، ويغيرون أوامر الله وشرع الله إرضاءًا للناس ، بل وربما ارتكبوا المحرمات من أجل كلام الناس ، فإذا نظرت إلى حال المسلمين في جل أفراحهم إلا من رحم الله تجد في رقص وأغاني و DJ  يبدأون الزواج بالمحرمات فتقول له طيب هات شيخ أو شغل أناشيد إسلامية أو شعل قرآن وسيكون الفرح هو نفس الفرح ، والفرح لا يكون إلا في القلب ، فيقول لك الناس سيأكلوا وجوهنا ( سينتقدونا و يعايرونا ) ماذا سيقول عنا الناس لابد أن نفرح ، بل الاناس في أفراحهم يأتي بالمخدرات وبالبانجو والحشيشس وما إلى ذلك من أصناف المحرمات وبعضهم يأتي بالراقصات في الأفراح فتقول له لماذا فيقول لك لأننا دفعنا مجاملات للناس ونريد أن نأخذها ماذا سيقول عنا الناس فجاري وجار جاري أحضر راقصة وخمور ..........فتأتي بالمحرمات من أجل كلام الناس ، وفي أحزانهم على نفس الشاكلة فتجدهم لا يصرفون على والدهم جنيها واحدا في حياته فإذا مات الرجل قاموا بعمل السرادقات وجاؤا بالمقرئين وأعطوهم الأموال ، وهذه الأموال قد تكون أموال يتامى ، فإذا ما سألت أحدهم لقد مات الرجل فلماذا هذا الإسراف في المال والأموال أموال يتامى فيقول لك الناس سيأكلوا وجوهنا ( سينتقدونا و يعايرونا ) ماذا سيقول عنا الناس ؟ هو الذي مات كان كلب ! لأبد من أن نفعل له ، في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل كلام الناس، وأنا أسأل كل واحد من القارئين لهذه العبارات كم مرة ركبت فيها وسيلة من وسائل المواصلات ورأيت المنكر والحرام بعينيك وسكت  ولم تفعل شيء خوف من الله أم من كلام الناس ، ألم تحدثك نفسك حينما رأيته يستفز مشاعر الآخرين بالأغاني وحدثتك نفسك أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ثم جاءك شيطانك فقال لك هذا ليس من شانك هل أنت من ستصلح الدنيا ؟ طيب يمكن يسمعك كلمتين يسمم بها بدنك كن في حالك أفضل ، لقد تركنا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من كلام الناس وقس على هذا كثيرًا ، بل خوفا من كلام الناس جعلنا الأعراف والتقاليد هي التي تعبد من دون الله ، هي زوجتك لما لا تسلم على أخوتك ؟ هذا هو عرف بلادنا حتى ولو كان هذا يصادم أمر رسول الله ، أخوك ذهب إلى بيتك فلم يجدك لما لم تفتح له زوجتك الباب ، فإذذا قلت لا يجوز لأخي أن يدخل بيتي وأنا غير موجود بالبيت يا ولد نحن تربينا على هذا والدنيا أمان فأصبحنا نعبجد الأعراقف والتقاليد من دون الله ، وتركنا شرع الله عز وجل خلف ظهورنا ، بل وللأسف الشديد وبكل ألم وحسرة في بعض الملتزمين وجدنا لكلام الناس قيمة كثيرًا ما شهدنا أفراحا لبعض إخواننا ويفرح كثير أن اتصل بكبار الدعاة لماذا؟ ليشهد فرحه وكلما جلس في مجلس مع بعض أقرانه تحدث فلان الفلاني هو الذي كتب لي عقد الزواج ، إن الشيخ الفلاني هو الذي أعلن نكاحي ، إذا هو أحضر الشيخ من أجل السمعة ، بل وبعضهم كما أعرف يذهب إلى بعض العلماء  ولا يحضر إلا درسًا أو درسين وربما ما قرأ على الشيخ إلا مقدمة كتابه فتجده كلما جلس في مجلس قال أنا طالب علم وأنه تعلم على يد الشيخ الفلاني ، وفي الحقيقة هو من العلم فارغ ، إن كل ما يشغله هو حديث الناس عنه . هذه هي المصيبة أننا أصبحنا لا ننشغل إلا بكلام الناس ، ماذا سيقول الناس عني ؟وبماذا سيتحدث الناس عني ؟ الناس سينتقدوننا فلابد أن نعمل من أجل إرضاء الناس ، ولذلك أنا أهمس في أذنك وأقول لك بكل صدق وصراحة هل يوم القيامة سيحاسب الناس على فعلتك ، كثيرًا ما تفعل  لكي يكون لك حجمٌ وقدر عند الناس  ، هل فكرت يوما في قدرك عند الله؟ أأنت عند الله كبير أم صغير ؟ أأنت عند الله مشهورٌ أم مغمور ؟ حاولت بشتى الطرق أن تظهر بين الناس وأن يتحدث الناس عنك ، وان يذكر اسمك على كل لسان فهل فكرت يوما هل أنت معروفا عند الله ، لذلك أقول لك مقاييس الله عز وجل للبشر فإذا أردت أن تعرف حجمك عند الله بماذا يرفع الله فلان ويضع علان ؟ بماذا يكون فلان عند الله من الأولياء الصالحين ويكون فلان من كبار الفجار المفسدين

مقاييس الله عز وجل للبشر:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِى قَوْلِهِ ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ) قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ حَمْدِى زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّى شَيْنٌ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « ذَاكَ اللَّهُ تَعَالَى » . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . رواه الترمذي

ومعنى الحديث : رجل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم  فقال :

إن مدحي زينٌ --- وإن ذمي شينٌ

معنى الكلام عندما أمدح أحد فهو الممدوح في المجتمع فإذا كنت رئيسا في مجلة وذكرت أحد بخير ذكره المجتمع كله بخير ، وكذلك من ذممته فهو مذمومٌ عند الناس ، فسمعه رسول الله فقال له ذاك الله الذي إذا مدحك مدحت في العالمين ووضع لك القبول في الناس وإذا ذمك الله فأنت مذموم عند الناس ولو كنت أعظم العظماء ، فهل سعيت أن يكون لك قدر عند الله ؟ فالله عز وجل لا ينظر إلى غناك وفقرك فربما تكون أثرى الأثرياء تلبس أفخم الثياب وتركب أفخم السيارات ، وتعيش في أحسن عيشه ، ومع ذلك ليس لك عند الله حجم ، قال رسول الله كما في حديث أبو هريرة « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » . تحفة 14823 - 2564/34  رواه مسلم

إنها لا تقاس بالمال

صحابي من صحابة النبي اسمه جليبيب وجليبيب هذا كان فقير الحال رث الثياب ، ليس معروفا بين الصحابة   في وجهه دمامةٌ ، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التزويج، فقال: إذا تجدني كاسدًا. فقال: "غير أنك عند الله ليس بكاسدٍ" . وإسناده صحيح.

وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ ؟ أَمْ لَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " . فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي . قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " . قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ " .: قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ . فَقَالَتْ: نِعِمَّ . وَنُعْمَةُ عَيْنِي . فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ . فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ لَا . لَعَمْرُ اللهِ لَا نُزَوَّجُهُ . فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا: قَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟ ادْفَعُونِي ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي . فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ . قَالَ: فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ " قَالُوا: نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا . قَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ " قَالُوا: لَا . قَالَ: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا " . قَالَ: " فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى " . قَالَ: فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ . هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا اللهم أني شهيدٌ على أن جليبيب مات شهيًدا هلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا " . قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا وقال لم يكن هناك أغنى منها في الأنصار لأنها رضين بأمر الله ورسوله رواه أحمد إسناده صحيح على شرط مسلم

جليبيب هذا لو أراد أن ينكح ابنتك ، أكنت ترضاه لأبنتك زوجا ؟ فمقايس الله عز وجل لا تقاس بالمال ولا تقاس بالأجسام وحجمها فربما يكون رجل ٌ مفتول العضلات قوي البنية ولكنه لا يساوي عند الله جناح بعوضة ففي الحديث المتفق عليه  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّه لَيَأْتِى الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَقَالَ اقْرَءُوا ( فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) » . وَعَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ مِثْلَهُ . تحفة 13877  متفق عليه

-عبد الله بن مسعود كيف كان طوله ؟ كيف كان عرضه ؟ أو سمك جسده ؟ أنه رجل ليس له من الطول إلا ستين ذراعا أي 60 سم أمره رسول الله يوما أن يركب بعض الشجر ليأتي له عود أراك أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِى سِوَاكاً مِنَ الأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مِمَّ تَضْحَكُونَ » . قَالُوا يَا نَبِىَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ . فَقَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِى الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ » . { 1/421 } معتلى 5495 مجمع 9/289  رواه أحمد صحيح لغيره

وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره  هذا حديث صحيح الإسناد منهم البراء بن مالك كان ضعيف الجسد نحيل البنية كان شجاعا يحب الجهاد في سبيل الله ويمنى أن ينال الشهادة يوما فذهب المسلمون إلى فتح بلاد الفرس وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء ان رسول الله. صلى الله عليه وسلم قال انك لو اقسمت على الله لابرك فاقسم على الله فقال اقسمت عليك يا رب لما منحتنا اكتافهم فمنحوا اكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا اقسم يا براء على ربك فقال اقسمت عليك يا رب لما منحتنا اكتافهم والحقتني بنبيي. صلى الله عليه وسلم فمنحوا اكتافهم وقتل البراء شهيدا. لو كان البراء موجود بيننا كيف سيكون قدره بين الناس ؟ ولكن مقاييس الله عز وجل ليست كمقاييس البشر إنها لا تقاس بالمنصب مدير أو رئيس أو عامل ففرعون أعطاه الله قوة وجبروت بلغ من سطوته انه كان يذبح الأطفال في وضح النهار ، إذا قال كلمة جميع المصريون يستمعون كلامه ، ومع ذلك كان عند الله حقيرًا  قال تعالى :[ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً كان يقول [يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ] [الزخرف : 51] فأرد الله أن تجري من فوقه حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ][يونس : 90] فرد الله عليه ساخرًا من [آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)][يونس 91-92 ] فالرجل كان في الدنيا ذا منصب ولكنه عند الله حقير

بلال بن رباح كان عبدًا أسود اللون حبشي الأصل فإذا بحثت له في غير الإسلام لن تجد اسمه ولا ذكرًا فما الذي رفع ذكر بلال وجعل له أفضل نيشان في التاريخ بلال مؤذن الرسول  إذن فالله لا تكون مقايسه إلا بصلاح النفوس والقلوب والأعمال فقدرك عند الله لا يكون إلا بصلاحك قلبك وعملك لا بكلام الناس عنك ، فإذا كنت ذا منصب أو جاه أو قوة أو مال الله لا يعترف بذلك  فالله لا ينظر إلا إلى قلبك وعملك لذلك أسوء ما في الأمر أن يتوجه قلبك إلى الناس وأن تكون دائما تبحث عن إرضاء الناس .

حقيقة الناس

 لذلك أقول لك يا مسكين : هذه حقيقة الناس لتعلم أن الناس لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضررا  أقولها مرة آخرى لتعلم أن الناس لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضررا  فأنت تكذب وتتنمق وتفعل وتفعل من أجل الناس وفي النهاية لن يكون إلا ما قدره الله لك ، رئيسك هذا الذي تنافقه في لحظة قد يفارق الحياة ، في لحظة قد يتحول قلبه نحوك قال تعالى :[ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] [آل عمران : 26] فالذي يضر وينفع ويعز ويزل هو الله ، فتخيل أن رئيسك قال لك سأعطيك 100 ألف والله قال لك لا ، فمن الذي تكون مشيئته إنه الله ، لذلك بعض السلف قال وهو يعلم حقيقة الناس : خرجت من بطن أمي وحيدا ، وسأدخل إلى قبري وحيدًا ، وسأقف يوم القيامة للحساب وحدي فما لي والناس وقال وهيب بن ورد : خالطت الناس خمسين سنة فما وجدت واحدًا منهم غفر لي ما بيني وبينه ، ولا ستر علي عورة ، ولا أمنته إذا غضب ، فالإغترار بهؤلاء حمق كبير فأن يتوجه قلبك إلى الناس هذا من حمقك ، وكان الشاعر يقول

إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا

ثانيا قلوب العباد بين يدى الله ففي لحظة تكون صديقي وفي لحظة تكون عدوي فمن الذي حول قلبك حبا وكراهة إنه الله  عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ » ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ » . تحفة 8851 معتلى 5263 رواه مسلم فالناس في بحظوة يحبون وفي لحظة يكرهون ، والواقع أكبر دليل على هذا ، فرئيسك الذي يحبك قد يوسوسون له فيكرهك فمن الذي حول قلبه إنه الله ، والناس من طبيعتهم أنه يحبون فضائح الأخرين ومعايبهم وهذه حقيقة في البشر ، فالناس الذين تفعل من أجلهم عندما تسقط سيكونون أول المهاجمين لك ، لذلك اجلس مع بعض الناس وقل له تعرف فلان إن فلان فيه أشياء جميلة وفيه خطأ واحد ، فإذا ما ظللت تتكلم عن نجاحاته أخذ يقول لك ثم ماذا يريد أن يعلم عيوبك ، وهذه طبيعة البشر أنهم يبحثون عن المعايب والأخطاء ويتمنون الأخطاء للأخرين ورحم الله الغزالي حين قال وهو يناجي نفسه هذه النفس المتشوقه لثناء الناس : ولعلك يا نفس قد أثرك حب الناس ، ولعلك يا نفس قد أثرك حب الجاه أوما تعلمين يا نفس أن الجاه لا معنى له إلا ميل قلوب الناس إليه ، فاحسبي يا نفس أن كل من على وجه الأرض فد سجد لك وأطاعك ، أوما تعلمين يا نفس أن لن تجدين أحد يبكي عليك ممن سجد لك وأطاعك  [هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً [مريم : 98]

فإذا كنت متعلقا بالناس وحب ثناءهم عليهم  فكيف أتخلص من هذه الورطه ؟

في الحديث المتفق عليه من حديث سهل الساعدي قَالَ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَا تَقُولُونَ فِى هَذَا الرَّجُلِ قَالُوا رَأْيَكَ فِى . هَذَا نَقُولُ هَذَا مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا حَرِىٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ . فَسَكَتَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَا تَقُولُونَ فِى هَذَا » . قَالُوا نَقُولُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِىٌّ إِنْ خَطَبَ لَمْ يُنْكَحْ وَإِنْ شَفَعَ لاَ يُشَفَّعْ وَإِنْ قَالَ لاَ يُسْمَعْ لِقَوْلِهِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لَهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا » . تحفة  4720 رواه ابن ماجه

1-لابد أن تعرف حقيقة من تعبد فإنه وللأسف الشديد ويألمني كثيرًا أنه أصبح بعض إخواننا يتعبدون الأسماء ، ولا أنسى بعض إخواننا في أحد المساجد حين قالوا أنه كان هناك شيخ كبير جاء ليخطب الجمعة ثم اعتذر قبل الجمعة بخمس دقائق فقام بعض الناس منصرفا من المسجد ، والكثير من يذهب خلف الدعاة الكبار لا ليطلبوا العلم ولا ليزيل عنهم حجاب الجهل إنما لكي يخبر الناس أنه كان يحضر للشيخ الفلاني ، فمما يؤلم أن القلوب أصبحت تتعبد الأسماء ، فإذا سمعت عن مشهور من المشاهير في مسجد رأيت الألوف المألفة ولو تكلم شخص آخر في نفس الموضوع ونفس الشكل لن تجد أحد يحضر ، لماذا؟ لأن القلوب أصبحت متعلقة بالأشخاص وهذا مرض خطير عليك أن تتخلص منه ، أنت تعبد الله ملك الملوك ، هذا الإلة العظيم إذا عرفته أحببته ، هذا الإله الذي يستوي عنده السر والعلانية ، هذا الإله الذي يعلم السر وأخفى ، قلوب العباد إليه جميعا مصغية  ، والسر عنده علانية كيف تتركه وتتوجه إلى مخلق ضعيف لا يملك لك نفعا ولا ضرا ، يوم القيامة سياتي أناس قاموا بأفضل العبادات فإذا بهم حطب جهنم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ . قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ . فَقَدْ قِيلَ . ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ . قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ . وَقَرَأْتَ الْقَرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ . فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ . وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ . فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ » . تحفة 13482 - 1905/  152 رواه مسلم لذلك هذه الخطبة مراجعة للنفس ألم تقرأوا قوله تعالى : [قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)][الكهف : 103 104 ] عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ » . تحفة 14013 - 2985/  46 رواه مسلم و ابن ماجه وأحمد

2-لتعلم حقيقة الناس أكرموك أو أهانك  أنت مشهور بين الناس أم لا فبماذا سيفيدك الناس عند الموت؟ فالذي كانوا يصفقون له جلس على خشبة الغسل والمجهول للناس جلس على خشبة الغسل أيضا ، بعث يوما الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز برسالة فقال له : يا عمر بن عبد العزيز كأنك بالموت قد قدم ، وكأنك بالدنيا قد فنيت أي تخيل أن كل ما أنت فيه ذهب فبماذا سيفيدك كلام الناس فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز كأني بالآخرة قدمت وكأن الدنيا قد  وليت [وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ] [الأعلى : 17] ورحم الله رابعة حين قالت

فليتـك تحلو والحيـاة مريـرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب

اذا صح منك الود فالكل هين ***وكل الذي فوق التراب تراب

وليت الذي بيني وبينـك عامر *** وبيني وبين العالمين خـراب

3-حاسب نفسك وقف مع نفسك وقفة بصدق ، أنا أعمل لمن ؟ ، قلبي متعلق بمن ؟ أيحب ويبغض من أجل المصلحة أم من أجل الله ، وخاصة الذين يعملون من أجل الدعوة فيكونون أول من تسعر بهم جهنم أسأل الله وإياكم أن يجنبني جهنم ، لذلك كان السلف يحاسبوا أنفسهم فكان الحسن البصري يقول إذا تصدقت تثبت قبل أن أخرجها ( أي سألت نفسي لم أخرجها لله أم للناس ) وكان بعضهم يقول من أصلح أمر نفسه كان لله محصيا

4-أخفي أعمالك وأنت تجاهر بعملك ماذا تقصد؟ أتريد أن تعرفك الناس وأن يذكروك ويعلو ذكرك بين الناس ، فإذا أخفيت عملك في جنح الظلام فاعلم أن الله يراك ويعرف فعلك وسيجازيك على هذا الفعل وأختم بما قاله أحد أئمة الشافعيةقلما أشرف على الوفاة  قال لتلميذه لقد ألفت هذه الكتب كلها لوجه الله تعالى فإذا حضرتني الوفاة فأمسك يدي فإن أفلتت فإني عملت لغير الله فألفها في نهر دجلة وإن قبضت يدك علي يدي فاطبعها فلما مات قبض يده على يده فطبع الكتب ، إنهم أناس لا يبحثون عن الظهور وعن الشهرة إتما يبحثون هل قبل العمل أم لا

اللهم اجعلني من الذين يستعمون القول فيستمعون أحسنه ، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم إنا نعوذ بك من قتنة الناس ، ونعوذ بك من النفاق للناس ، ومن العمل للناس ، ومن الرياء للناس ، اللهم طهر قلوبنا يا رب الناس ، اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ، ولا تجعل لأحد فيها شيئ ، اللهم لا تجعل فيها شائبة رياء أو سمعة ، اللهم ما كان من أعمالنا غير صالح فطهره ، اللهم ما كان من أعمالنا غير خالص فخلصه ، اللهم خلص نياتنا ، اللهم نسألك الإخلاص في النيات ، اللهم نسألك الإخلاص في الأقوال ، اللهم نسألك الإخلاص في الأعمال ، اللهم نسألك الإخلاص على كل حال ، اللهم لا تجعلنا من الأخسرين أعمالا ، وتجعلنا من الذين يقال لهم يوم القيامة [وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ][الزمر : 47]

 

رابط تحميل الخطبة الصوتية

   http://www.mediafire.com/?2jz10rymkon

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free