tamer.page.tl
  النفاق
 

نعيش اليوم مع داء خطير ومرض عضال تفشى في أوصال الأمة حتى أوصل الأمة إلى ما هي فيه ، حتى تجرأ على الأمة أحفاد القردة والخنازير ، هذا المرض الخطير أخطر من الكفر والشرك بالله وقد تحدث الله عنه في القرآن في آيات كثيرة ليبين شأن هؤلاء وليفضح مؤامرتهم ومخططاتهم ، نعيش اليوم مع مرض

النفاق

إن أخطر الأمراض كما يقول الأطباء هي الأمراض التي ليس لها أعراض ، فالمرض الذي تكون له أعراض كالحرارة في الجسد ، أو ورم في بعض الأعضاء هذا مرض هين ، من السهل أن نعرفه أو من السهل أن يذهب إلى الطبيب المعالج فيعالجه ، ولكن أخطر الأمراض هي الأمراض التي ليس له أعراض يكون المرض خامدا ، ثم فجأة يظهر فيودي بصاحبه إلى الهلاك ، كذلك النفاق فإن النفاق هدم من الداخل ، والمنافقون يهدمون الأمة من داخلها ، إذا كيف لك أن تتعرف على رجل تسمى باسمك ، إنهم يتسمون بأسماء الأنبياء والمرسلين والصالحين فتجد أحدهم يسمى أحمد ، ومحمد ، وعليّا ..... وهم لا يريدون إلا أن يدمروا الأمة ويدمروا كيانها ،  فإن الله في سورة البقرة  قد وصف المؤمنين في 3   آيات ووصف الكفار في 3  آيات ووصف المنافقين في أكثر من  13  آية  لعظم شأنهم بل إنه قد سمى سورة في القرآن بالكامل باسم سورة المنافقين لتفضح مؤامراتهم ، كما سمى سورة آخرى بالفاضحة وهي سورة التوبة كل هذا ليبين الله لنا أن في المجتمع الإسلامي أناس يصلون كما نصلى ويقومون كما نقوم ويزكون كما نزكي ويحجون كما نحج ولكن قلوبهم سوداء فإن خطرهم على الأمة أخطر من الكفار ، وقد أمر الله نبيه صلى عليه وسلم بشن حربا على المنافقين فقال تعالى في آيتين [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ][التوبة : 73] وقد وعدهم بالعذاب المقيم قال تعالى :[ وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ][التوبة : 68] بل إن الله قد أعد للمنافقين عذابا دون عذاب الكافرين فقال الله تعالى :[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً][النساء : 145] ثم أمر المسلمين أن يتعرفوا على مخططاتهم ، وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت الله عز وجل فضح مؤامراتهم لكل ذي لب ، فأعظم شيء أنهم يتفقون مع أعداء المسلمين فإذا ظهرت الشيوعية كانوا معها على الإسلام ، وإذا كانت الرأسمالية كانوا معها على الإسلام ، وإذا ظهرت العلمانية كانوا معها ضد الإسلام ، فالمنافقين دائما مع أعداء الأمة ، فالرسول ذهب إلى يهود بني النضير يطلب أن يعينوه في دية الرجلين الذين قتلهما عمرو ابن أمية الضمري فما كان منهم إلا أن أرادوا أن يقضوا على رسول الله فقالوا لأحدهم اصعد على سطح البيت وألق على محمد حجر فإذا مات صاحب الدعوة انقضت دعوته فنزل الوحي على رسول الله يخبره بما يخططه اليهود ، فما كان من الرسول إلا أن ترك مكانه ورجع إلى المدينة ونزلت الآيات الإلهية بإجلاء يهود بني النضير من المدينة فأرسل إليهم رسول الله محمد بن مسلمة بأن يتركوا المدينة لأنهم نقضوا العهود والمواثيق التي أبرمها الرسول معهم حين دخل المدينة ، فأرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول فقال يا معشر يهود لا تتركوا أماكنكم ولا تخرجوا من دياركم ولئن طلب منكم محمد أن تتركوا مدينتكم لا تتركوها فإن معي ثلاثمائة من الرجال لئن حبستم حبسوا معكم ولئن قوتلتم قاتلوا دونكم وظل يمني اليهود حتى جاء رسول الله فحاصرهم فما كان من الرجل إلا أن أخلف وعده مع اليهود فنزل قول الله تعالى فاضحا قوله [أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ (12)][الحشر 11-12]

كذلك يطعنون في نيات حملة التوحيد من حملة الدعوة فدائما يشككون في نوايا العلماء فيقولون  هؤلاء يظهرون على الفضائيات من أجل كسب المال والحصول على الملايين ، إن هؤلاء يظهرون في الفضائيات من أجل الحصول على الشهرة ، وهذا عالم مسير لا يعمل إلا لإرضاء الحكام ، هذه الممثلة إنما تابت لأنها حصلت على الملايين ، إن  الذين يجاهدون للزود عن المسلمين إنهم سئموا الحياة فأقدموا على الإنتحار قال الله عنهم [الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ][التوبة : 79] كذلك من صفاتهم أنهم يسخرون حتى من رسول الله ، وسخروا من صاحب الدعوة ومن شعائر الدين ، وليس أدل على ذلك مما نجد الأن فقد وجدنا أناس من جلدتنا من ينكرون سنة رسول الله ويسمون بالقرآنين وهم لا يعرفون عن القرآن شيئا ، تجرؤا على البخاري رحمه الله تعالى فأنكروا كثيرًا من الأحاديث ، وتجرؤا على صحيح سنة رسول الله لأنها لا توافق أهوائهم أو إن شئت قلت ساداتهم من الغرب ، إحداهن كتبت في إحدى المجلات إذا كنا بعض النساء يلبسن أكفان الموتى وتقصد الحجاب  فهؤلاء يردن منا أن نرجه إلى عصور الإنحطاط ، فأصبح العفاف والحجاب وصمة عار فتريد هذه المرآة من نساء المسلمات أن يخرجن متبرجات أو من غير ثياب بل ويسخرون من كبار العلماء والدعاه ، بل بعض المجلات كانت تسخر من شيخ الأزهر السابق وتقول هو لا يحسن إلا الظهور على الشاشات والأناقة ، بل إن بعضهم وصلت به الوقاحة أن يتجر على صاحب الدعوة رسول الله فقال كيف يكون محمدًا معصوما أليس هو بشر يتكلم كما نتكلم ويمزح كما نمزح إذن لا عصمة لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد حدث هذا على عهد رسول الله فرد الله على هؤلاء [يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ][التوبة : 64-65]بعضهم يمثل المسرحيات ليطلق النكات الضحكات على صحابة رسول الله ويستهزأ ببعض آيات القرآن روى ابن عمر أن رجلاً من المنافقين قال في غزوة تبوك ما رأيت مثل هؤلاء القوم أرعب قلوباً ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أي أنهم يأكلون كثيرا وجبناء عند الحرب ، فقال واحد من الصحابة : كذبت ولأنت منافق ، ثم ذهب ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد القرآن قد سبقه . فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله وكان قد ركب ناقته ، فقال يا رسول الله إنما كنا نلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به الطريق ، وكان يقول إنما كنا نخوض ونلعب . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ] ، فهذا هو ديدن المنافقين وأسلوبهم الإستهزاء بالموحدين ، كذلك بث روح اليأس في المسلمين فتجد بعض الكتاب يكتب إنه لا عودة للإسلام ولن تقوم للإسلام قائمة ، إن الإسلام لا يصلح لها العهد والعصر ، إن الدولة القادمة للغرب والإسلام قد ولى عهده وبعض العوام وكثير من الناس أصابه الإحباط واليأس ولقد فعلوا هذا على عهد رسول الله ، خرج رسول الله في غزوة أحد ومعه 1000 رجل من أصحابه وفيهم 300 على رأسهم عبد الله بن أبي فلما بلغوا مكانا يسمى الشوط بين المدينة وأحد أراد عبد الله أن يبث روح الأحباط في المسلمين فقال : أطاعهم وعصاني لقد قلت له نريد أن نقاتل في المدينة وما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس فرجع بمن تبعه من قومه من أهل النفاق والريب انخذل  عنه عبد الله بثلث الناس، فأنزل الله [مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ][آل عمران : 179] المنافقون لا يحبون التحاكم إلى شريعة الله ورسوله هذه طبيعتهم فإذا جاء الأمر من عند الله أو من عند رسوله حكم عقله ، فما وافق هواه وعقله أخذ به ، وما خالف هواه وعقله رده ، ألا ترى معي من يقرأ السنه ثم يقول لك هذا الحديث لا يوافق العقل حتى ولو كان في البخارى ، وهذا الحديث لا يوافق العلم الحديث ولو كان في صحيح مسلم ، فأخذ يسقط من سنة المصطفى من لا يوافق هواه ، والله عز وجل فضحهم فقال [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ][النساء : 60]فالمنافقون عبيد الشهوات وعبيد عقولهم ، لا يريدون إلا أن يفسدوا شباب الأمة ، بنى بعض المنافقين مسجدا وسموه مسجد ضرار ثم أتى من بنى مسجد الضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة وانا نحب ان تأتينا فتصلي لنا فيه قال إني على جناح سفر ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه ، وكان أبو عامر قد ذهب إلى ملك الروم لكي يحضر جند من الروم يبيتون في المسجد ويدبرون مخططاتهم ، فلما رجع نزل بذي أوان على ساعة من المدينة فأنزل الله في المسجد ( والذين اتخذزا مسجدا ضررا وكفرا ) إلى آخر القصة فدعا مالك بن الدخشن ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي فقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه ففعلا ، وقد وجدنا شباب لا تعرف عن الإسلام شيئا فوجدناهم يتجرأون على أوامر الله وأوامر الشرع [وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 107 ) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)] [التوبة :  107 - 108] فلا بد للأمة أن تعرف مخططات الأعداء وديدن المنافقين أنه يشهدون المنتديات العامة ودور الثقافة ، ويكتبون في المجلات ويكثرون الحلف ويقولون نحن لا نقصد إلا أن ننقي تراث الأمة من التحريف  ، والله قال عنهم [يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ][التوبة : 96]  ، عبد الله بن أبي أراد أن يفرق المسلمين ويوجد بينهم العصبية وذلك في حرب المريسيع حتى أنه قد كادت أن تقوم حرب بين النهاجرين والأنصار قال جاورناهم وجاوزناهم حتى تجرأوا علينا والله ما أجد مثلا لي ولهم  إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ، عنى بالأعز : نفسه ، وبالأذل ، رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضر الموقعة أنذاك زيد بن أرقم وكان آنذاك صغير السن فذهب إلى رسول الله فقص عليه الخبر فجاء عبد الله وحلف للنبي أنه ما قال فأنزل الله [إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2][المنافقون : 1-2 ] المنافقون لا تؤثر فيهم موعظة لأنه قد مات قلبه قال الله تعالى :[ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ][البقرة : 7] وكما قال الحق [وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ][الأنعام : 25]وقال أيضا [وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ][محمد : 16] وهم لا يحبون التحاكم إلى الله ورسوله ديدنهم أنهم يستهزؤن بأوامر الشرع وصاحب الدعوة ، أنهم شر يجب التخلص منه فبغداد مثلا سقطت في الصباح من الذي أدخل الأعداء ؟ إنهم المنافقون ، الأندلس الذي ظل فيها الإسلام قابعا 8 قرون من الذي باعها ؟ إنهم المنافقون ، الخلافة العثمانية من الذي أسقطها على يد أتاترك ؟ إنهم المنافقون ، الصليبيون من الذي أدخلهم بلاد المسلمين فظلوا أكثر من 90 عاما ؟ إنهم المنافقون ، فالمنافقون شر على الأمة وهم أخطر على الأمة من أعدائها الخارجيين ، فلا بد للأمة من وقفة لتعلم العدو من الصديق ، ولكن أخطر ما في الأمر أن تكون أنت أيضا منافق وأنت لا تدري؟

النفاق كما قال أهل العلم نفاق عقدي ونفاق عملي  أما النفاق العقدي هو أن يظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ويبطن الكفر فهو في ظاهره مؤمن مع المؤمنين وفي باطنه كافر مع الكافرين والله قال عنهم [وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ( 14 ) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)][البقرة : 14-15] وهناك نوع آخر يسمى النفاق العملي هو مسلم صادق الإيمان  يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ظاهرا وباطنا ولكنه اتصف ببعض أهل النفاق وأخطر ما في هذا النوع أنه كلما زادت هذه الصفات في الشخص كلما اقترب من النفاق العقدي فيخشى أن يموت على حالة المنافقين الذين قال الله عنهم [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً][النساء : 145] وهذا الصنف رجل مسلم يصلي ويوحد الله ولكنه لا يصدق في حديثه ولكنه إذا ائتمن خان ولكنه إذا عاهد غدر ولكنه إذت خاصم فجر ما يتوققع وما لا يتوقع هذا الصنف كما قال عنه رسول الله البخاري من حديث عمرو بن العاص أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ » . تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ . طرفاه 2459 ، 3178 - تحفة 8931  رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد  وفي روايه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ » . أطرافه 2682 ، 2749 ، 6095 - تحفة 14341  رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد  فهذا النوع يكذب على كل الناس فتجده يكذب على شعبه إذا كان حاكما ، يكذب على أولاده إذا كان رب أسرة ، يكذب على موظفيه إذا مدير مؤسسة أو مديرا لمصنع فهو يكذب في كل مكان ؤيكذب في كل مجالات الحياة افهو يكذب على نفسه ، يكذب على أولاده ، يكذب على جيرانه ، يكذب على مجتمعه ، يكذب على أمته ، وهذا هو ما قال عنه رسول الله   وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً » . تحفة 9261 - 2607/105  رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ومالك وأحمد والحميدي بعض الناس يتلفظون بألفاظ لا تليق فيقول كلمة الكفر وهو لا يشعر ، فاعتاد أن يكذب لسانه     وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ رواه البخاري  عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِىَ أَدَقُّ فِى أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْمُوبِقَاتِ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ . تحفة 1129  رواه البخاري فاحذر الكذب  ثانيا إذا أعطيت عهدا فما الذي يضرك أن تفي بعهدك فإن أول عهد أعطيته لله أن تعبده لا تشرك به شيئا ، فإذا خالفت عهدك مع الله فأنت منافق ، أعطيت للناس العهود والمواثيق فلماذا تخلف الميثاق فالله عز يقول [ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ][الإسراء : 34] فالذي لا يقي بهده ولا ميزانه فهذا فيه من صفات المنافقين  والصنق الثالث فهو الذي يخون الأمانة فهو مؤتمن على أولاده لا يهتم إلا بحمع المال ولا بتربية العيال وفي النهايىة يخرج جيلا شاربين للمخدرات ويققول لقد جلبت لهم المال ، لقد ضيعت الأمانة ، فزوجتك في بيتك أمانة ستسأل عنها يوم القيامة ، وكذلك كرسيك ومنصبك أمانة ستسأل عنه يوم القيامة  ، جوارحك أمانة ستسأل عنها يوم القيامة ، قال رسول الله  « أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ » . تحفة 15708  رواه أبو داود والترمذي وأحمد والداراقطني قال الشيخ الألباني : صحيح  قال  النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتَهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِىَ مَسْئُولَةٌ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ » . تحفة 7528 معتلى 4600  رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد  فكل ما هو تحت يديك أمانة ستسأل عنها يوم القيامة ، وإذا خاصمت أو عاديت فلا يدفعك خضبك أن تظلم من عاديت ، بعض الناس الذين يعرفون سقطات القانون ربما يجعلون الباطل حقا والحق باطلا من أجل كسب بعض المال ، يقف يدافع عن تاجر مخدرات وهو يعلم يقينا أنه تاجر مخدرات من أجل حفنة رخيصة من المال ، يقف مع بعض رجال الأعمال ويضع مسكينا ضعيفا في الحبس ، قال رسول الله « إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ » . طرفاه 4523 ، 7188 - تحفة 16248  رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد أي الذي إذا خاصم كان شديد الخصومة ، فإذا  هاصمك من الممكن أن يكتب فيك تقريرا ، إذا خاصمك من الممكن أن يزني بامرأتك ، إذا خاصمك من الممكن أن يجعلك تترك بيتك ، إذا خاصمك من الممكن أن يشهد عليك زورا قال رسول الله     وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، وَأَقْضِىَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئاً ، فَلاَ يَأْخُذْ ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ » . أطرافه 2458 ، 2680 ، 7169 ، 7181 ، 7185 - تحفة 18261  رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه ومالك وأحمد والدارقطني والحميدي فإذا خاصمت فاتق الله قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] [المائدة : 8] فهذا هو النفاق العملي لهذا كان السلف أخوف ما يكونون على أنفسهم أن يكونوا منافقين وهم لا يدرون ، انظر إلى حنظللة والحديث في صحيح مسلم  عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِىِّ قَالَ - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ - لَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيراً قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا . فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « وَمَا ذَاكَ » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيراً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِى وَفِى الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِى طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً » . ثَلاَثَ مَرَّاتٍ . تحفة 3448 - 2750/12  رواه مسلم والترمذي وأحمد هذا صحابي من صحابة رسول أخذ من فم رسول الله الوحي هو يخشى على نفسه النفاق ، وانت لم تصلي قيام ليبل ومرت عليك أشهور ما صليت الفجر ، عمر بن الخطاب فاروق الأمة ، عملاق الأمة ذهب يوما إلى حذيفة بن اليمان  وكان حذيفة أمين سر رسول الله استأمنه رسول الله على أسماء المنافقين فجلس إليه عمر وقال أستحلفك بالله أسماني عندك رسول الله قَدْ نَاشَدَهُ عُمَرُ: أَأَنَا مِنَ المُنَافِقِيْنَ؟ فَقَالَ: لاَ، وَلاَ أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَكَ. فسأله استحلفك بالله هل أحد من عمالي من المنافقين قال لا غير أن هناك واحد ولا أخبرك باسمه فظل عمر يتتبع أحوال الرعيه حتى علمه وعزله وكان عمر لا يصلي على أحد إلا إذا علم أن حذيفة خرج يصلي عليه فإذا صلى عليه حذيفة علم أنه ليس من المنافقين ، فاخشى على نفسك أن تكون من المنافقين وأنت لا تدري ، ولتخشى على نفسك أن يطرحك الله في النار وأنت لا تدري ألم تسمع قول الله تعالى :[ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) ] [الكهف : 103] فاحذر على نفسك من النفاق مرض عضال

أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اللهم جنبا النفاق ما ظهر منه وما بطن ، اللهم لا تحشرنا في زمرة المنافقين يوم القيامة ، واحشرنا في زمرة الصادقين يوم القيامة ، اللهم انتقم من المنافقين أعداء الدين يا رب العالمين ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم عليك بكل من آذى رسول ، اللهم عليك بكل من تجرأ على أحكام الله ، اللهم عليك بكل من خان الله ورسوله ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

لتحميل الخطبة الصوتية

http://www.mediafire.com/?xdh59tjz82csjwf

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free