الضالة المنشودة ( سكينة النفس – السعادة )
1- هذه ليست السعادة 2- السعادة ها هنا 3- كيف أكون سعيدا
في زمن كثرت فيه الهموم والكروب زاد فيه ضيق الصدور اجتمعت على المرء الأحزان من كل جانب ما بين غلاء الأسعار وضيق العيش ومعالجة الزوجات والأولاد أو حرمان ذلك هم بالليل وهم بالنهار .......... الكل يبحث علم عن ضالة منشودة نبغيها كلنا أنها السعادة
* يظن الكثير أنه يمكن في ظل هذه الحياة المادية الطاغية أن يجدها في المال والمنصب والجاه ولكن الواقع يرد عليه بلسان الحال كلا فكم من الناس ذوو المال والمنصب ما سعد رغم ما أوتوا الملك حسين بن طلال تابع على عرش الأردن 45 سنة ملك من 16 سنة إلى سن 63 بعد صراع مرير مع السرطان قال في الفصل الأخير من كتابه "مهمتى كملك "
( أعتقد أنه من اليسير جدا إدراك السعادة في هذه الدنيا سواء كان المرء ملكا أو انسان علويا ما هي السعادة بالنسبة بالأغلبية العظمى من الناس إنها الوصول إلى عمل مغر ممتع أو راتب جيد وأسرة لطيفة ورحلات من وقت لآخر وصدقات وتناول أشهى المأكلات والمشروبات
لقد كان كل ذلك في تناول يدي لكن هل هذا يعني حقا أنني سعيد ؟ لا أعتقد ذلك ؟ )
* تتعلق أنظارنا بالشهوة لو أنني ابن لاعب كرة لو أنني مشهور أنور وجدي كان يحلم بالشهرة التي تجعله يملك مليون جنيه حتى لو أخذ الله عافيته وصل إلى ما تمني ولكنه ابتلي بمرض خبيث أقلق مضجعه وأذهب نومه وارق فؤاده ومنعه حتى أطايب الكلام يقول أحد أصدقائه تكون اللحمه أمامه ولا يستطيع أن يأكلها ماذا صنعت له الشهرة ؟!!!!!!!!!
* ولو تعدينا ذلك إلى دول العالم الأول إلى الكفرة والملحد من الأوروبيين والأمريكيين نجد أنهم يعيشون أرقى المستويات جربوا الخمور والنساء والمخدرات وكل المتع الدنيوية فما سعدوا ولكن النتيجة عكسية تماما
* الأحصائيات تؤكد أن ضحايا الإكتئاب في العالم وصلوا إلى 200 مليون شخص أكثرهم من دول العالم المتقدم
ينتحر سنويا في أمريكا أكثر من 25000 شخص
* أكثر دول أوروبا ابتليت شعار جنسي يؤدي بها إلى الإغتصاب وكثرة أطفال السفاح مع كل هذه المتع وهذه الحريات وهذه الخيرات
نيويورك التي لا تغيب عنها الشمس يقول أحد مفكريها كولن ولسن نيويورك غطاء جميل بحالة من التعاسة والشتاء
تقف مندهشا بكل ما تسمع من حقائق وما ترى من مغريات تبحث عن السر غير وعليك العليم الخبير [فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) ][طه : 123-127] مَعِيشَةً ضَنْكًا لأننا أعرضنا عن ذكر الله وما علمنا موطن السعادة الحقيقي المدفن في حال الغير سعداء منا يرى أننا طلبنا المتع الحسية ونسينا أن الإنسان جسد وروح طبناها في المتع الحسية ونسينا أن هناك متع أعلى معنوية طلبناها للدنيا ونسينا ان الغاية العظمى من الآخرة طلبناها من الناس ونسينا أنها لا تأتي إلا من الله
إن هذا طلب في غير موضعها وهذا هو حال الأكثرين منا طلبناها في غير موضعها فعدنا كم يعود طالب اللؤلؤ في الصحراء صفر اليدين مجهود البدن كسير النفس خائب الرجاء !!!
* غاضب رجل زوجته فقال لها متوعدا لأشقينك قالت في هدوء لا تستطيع أن تشقيني كما لا تملك أن تسعدني قال في حنق وكيف لا استطيع قالت لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أ زينة الحلي والحلل لحرمتني منها ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون قال وما هو قالت أن أجد سعادتي في غيماني وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي
* هذا مثل ما قال ابن تيمية وقت أن سجنوه وماذا يصنع بي أعدائي وجنتي في قلبي وإن حبسي خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة
إن طالبها لغير القلب وطالبها في غير موضعها وسيعود كما يعود
هذه القصة قصة طبيب بريطاني مع داعية وليسمع بذلك كل من أصيب بمرض كالسرطان وغيره دخل داعية إلى مستشفى ليجرى له جراحه كلما دخل عليه وجده مبتسما فقال له الطبيب أنا كلما دخلت عليك أجدك سعيد ألا تحزن قال أأنت سعيد مع كل ذلك المرض قال نعم سعيد قال الطبيب أما أنا فعندي مشكلة تأرقني فقال وما ههي فقال الطبيب عندي كثير من المال وكثير من العقارات وضاجعت كثيرا من النساء وشربت الخمور وجربت كل متع الحياة ومع ذلك أن أشعر بالحزن لذلك ذهبت إل كثير من الأطباء النفسيين حتى يعالجونني فما نفع ، جربت الإنتحار أكثر من مرة هل يمكن أن أتبين معنى السعادة أو أن أحصل على مثل سعادتك هذه التي أراها على وجهك قال نعم يمكن ولكن أسالك عدة أسئلة فأجبني عنها بصدق فقال سل عما بد لك قال له هذا الشيخ : إن أردت أن تمتع عينيك ماذا تصنع ؟ قال أنظر إلى منظر جميل أو امراة حسناء وإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل ؟ قال اسمع موسيقى هادئة وإذا أردت أن تمته أنفك ماذا تفعل أشم رأئحة طيبة قال له أرايت أن أردن أن تمتع عينيك أن تشم رائحة طيبة قال لا وإن أردت أن تمتع أنفك هل يمكن أن تسمع موسيقى هادئه قال لا قال لماذا قال لأن كل عضو من أعضاء جسمك له متعته الخاصة قال وصلنا إلى ما أريد قال كيف وصلت غلى ما أريد قال وكيف وصلنا إلى ما تريد؟ قال له أين تشعر بالهم والحزن قال في هذه المنطقة أي القلب قال هذه المنطقة ليس لها إلا متعة واحدة قال له ما هذه المتعة أجبني بها قال متعة هذا الجزء الوحيدة أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن تسجد بين يدي ربك جل وعلا سجدة يزول عنك كل الهموم والأحزان ، أول ما قال له ذلك قال حدثني عن الإسلام وبعد عدة أيام وشهور دخل هذا الطبيب على هذا المسلم ووجهه يتخلل فرحا وقال أبشر فإني أشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله – الله أكبر إنه الدواء الذي لا يوجد غيره أن تكون لله ومع الله ولله وصدق الله إذ أخبر بهذه الحقيقة حيث قال تعالى : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) ][يونس :57-58] قال تعالى : [فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)][الأنعام 125-126] قال تعالى : [أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ][الزمر : 22] فعلا اعلم تماما اليقين ما دام القلب فرحا مسرورا فالسعادة ها هنا لو دققنا النظر لرأينا أن كل نما نحزن عليه ويصيبنا الحزن ما هو إلا دنيا تحوي متعا حسية تتسبب في إلقاء الهموم والكروب داخل القلب لذا كانت السعادة ها هنا
كيف أكون سعيدًا ؟ كيف يمكن أن أصل بهذا القلب إلى السعادة
فكل من يعاني كربا أو يعاني مشكلة يحفظ هذه الخمس : هذه الخمس تأتي على القلب فتزيل ما به من هموم وأحزان
أولا الرضا عن الله
أن ترضى عن الله بكل ما آتاك الله عز وجل ، فالذي يجعل هذه الهموم والكروب في قلوبنا أن أكثرنا غير راض ٍعن الله، يعطيه الله عز وجل المال وهو غير قانع ، يعطيه الله عز وجل العمل ويتمنى غيره ويعطيه الله الأولاد ويتمنى غيرهم هذا حال أكثرنا فهو غير راضٍعن الله والرضا عن الله هو شيء عظيم ، يذوق به المرء حلاوة الإيمان فإن الإيمان له طعم لذيذ أحلى من أي طعم ممكن أن نأكله ولذا قال الصادق المصدوق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا رواه أحمد ومسلم والترمذى وقال : حسن صحيح . وابن حبان. وأخرجه أيضًا : البزار ، وأبو يعلى
مع كل العناء الذي وجدوه إلا أنك تجده في قمة السعادة
* أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم أبو بكر رضي الله عنه وسلم يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا
رواه أحمد والترمذي وأبو داود والدارمي وقال الترمذي حسن هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ألا يستحي أحدنا وهو يرفع يديه إلى السماء ويقول يا رب ارضى عني وهو غير راض عن الله
* الإمام أحمد كان مملوءا بالسعادة مع أنه كان * يخيط ثوبه بيديه * عنده ثلاث غرف من طين يسكنها وليسمع أصحاب الأموال والعقارات وليعلموا أنهم تاركون ذلك
* لا يجد إلا كسر الخبز مع الزيت * حذاؤه ظل عنده 17 سنة يخيطه ويرققه
* يأكل اللحم في الشهر مرة * يصوم غالب الأيام
الإمام ابن تيمية لم يكن عنده منصب ولا جاه ولا زوجه وأولاد وكان له غرفة بجوار مسجد لبني أمية يسكنها ومع ذلك لا يجد أكثر من الخبز مع الزيت إذا أكل وله ثوبان يغير هذا بهذا
وكان يقول إنه ليمر بالقلب حالات يرقص طربا من الفرح بالله والأنس به أقول إن كان أهل الجنة في مثل نا أنا فيه من العيش إنهم لفي عيش طيب
إنه لبرد الرضا بالله
* لكل شيء إذا ضيعته عوضٌ، وليس لله إن ضيعت من عوض
ثانيا النظر إلى الجانب المشرق في التعامل مع الله من وجهة نظرك
لابد من إلغاء نظرة الندية في التعامل مع الله ، لابد من مسخ الإعتراضات وضجر والسخط على الله ودائما تنظر غلى ما يسؤنا به اللله من وجهة نظرنا مع العلم أن الله أن الله لا تنفعة طاعة ولا تضره معصية قال تعالى :[ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) ][النساء :147] فهو ما ابتلاك إلا ليعافيك وما أخذ منك إلا ليعطيك وما حرمك غلا ليعلمك
كما عليك أن تثق ان اختيار الله خير من اختيارك لنفسك فهذه حليمة السعدية وحادثة أخذها لرسول الله لترضعه دعنا نسمع قصتها منها هي عَنْ حَلِيمَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَتْ: خَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ لَمْ تُبْقِ شَيْئًا، وَمَعِي زَوْجِي، وَمَعَنَا شَارِفٌ لَنَا، وَاللَّهِ مَا إِنْ يَبِضُّ عَلَيْنَا بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي صَبِيٌّ لِي إِنْ نَنَامَ لَيْلَتَنَا مِنْ بُكَائِهِ مَا فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ لَمْ تَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، وَإِنَّمَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ الرَّضَاعَةِ مِنْ وَالِدِ الْمَوْلُودِ، وَكَانَ يَتِيمًا، وَكُنَّا نَقُولُ: يَتِيمًا مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمُّهُ بِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ صَوَاحِبِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ صَبِيًّا غَيْرِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أَرْجِعَ وَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا وَقَدْ أَخَذَ صَوَاحِبِي، فَقُلْتُ لِزَوْجِي: وَاللَّهِ لَأَرْجِعَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخَذْتُهُ وَرَجَعْتُ إِلَى رَحْلِي، فَقَالَ زَوْجِي: قَدْ أَخَذْتِيهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَذَاكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقَالَ: قَدْ أَصَبْتِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ خَيْرًا، [ص:245] قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ جَعَلْتُهُ فِي حِجْرِي أَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيِي بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، وَشَرِبَ أَخُوهُ - يَعْنِي ابْنَهَا - حَتَّى رَوِيَ، وَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفِنَا مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا بِهَا حَافِلٌ فَحَلَبَهَا مِنَ اللَّبَنِ مَا شِئْنَا، وَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، وَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، وَبِتْنَا لَيْلَتَنَا تِلْكَ شِبَاعًا رُوَاءً، وَقَدْ نَامَ صِبْيَانُنَا، يَقُولُ أَبُوهُ يَعْنِي زَوْجَهَا: وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أُرَاكِ إِلَّا قَدْ أَصَبْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً، قَدْ نَامَ صَبِيُّنَا، وَرَوِيَ، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْنَا، فَوَاللَّهِ لَخَرَجَتْ أَتَانِي أَمَامَ الرَّكْبِ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: وَيْحَكِ كُفِّي عَنَّا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ بِأَتَانِكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَأَقُولُ: بَلَى وَاللَّهِ، وَهِيَ قُدَّامُنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَقَدِمْنَا عَلَى أَجْدَبِ أَرْضِ اللَّهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ إِنْ كَانُوا لَيُسَرِّحُونَ أَغْنَامَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا، وَيَسْرَحُ رَاعِي غَنَمِي فَتَرُوحُ بِطَانًا لَبَنًا حُفَّلًا، وَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا هَالِكَةً، مَا لَهَا مِنْ لَبَنٍ، قَالَتْ: فَنَشْرَبُ مَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ، وَمَا مِنَ الْحَاضِرِ أَحَدٌ يَحْلُبُ قَطْرَةً وَلَا يَجِدُهَا، فَيَقُولُونَ لِرِعَائِهِمْ: وَيْلَكُمْ أَلَا تَسْرَحُونَ حَيْثُ يَسْرَحُ رَاعِي حَلِيمَةَ، فَيَسْرَحُونَ فِي الشِّعْبِ الَّذِي تَسْرَحُ فِيهِ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ، وَتَرُوحُ غَنَمِي لَبَنًا حُفَّلًا
أام وجدت جانبا مشرقا أنعم الله به عليك
لك عين وقت أن حرمها أخرون ، لك أعضاء وقت أن حرمها أخرون ، لك عقل وقت أن حرمها أخرون ، لك وظيفة وقت أن حرمها أخرون ، لك لسان وقت أن حرمه أخرون ، لك زوجه وقت أن حرمها أخرون ، لك الإسلام وقت أن حرمها أخرون
قال أحد السلف : ما من مصيبة إلا وأرى فيها أربع نعم
أولها لم تكن في ديني ولم تكن أكبر منها ورزقت ثوابها وإلهمت الحمد عليها
ثالثا الذكر
والمطلوب أن تتخذ ذكرات من الكتاب والسنة يسهل عليك وتجعله رفيقك " تسبح وتهلل ونكبر واستغفار ، صلاة على النبي ، قرأءة قرآن ، صلاة نافلة .............."
* ولا يذهب الهم ويجلب السعادة خير من الذكر فإنه بأنواعه كالحبل له كلابيب فإذا استنشق الإنسان النفس الممزوج بحبل الذكر أخذ كل كلوب من أنواعه بهم من الهموم فلا يخرج الإنسان النفس إلا والذكر قد اجتث الهم من جذوره
* لذا كان الحبيب إذا حزبه أمر نادى : أرحنا بالصلاة يا بلال فإذا واجهتك المشكلات والهموم التي كالجبال فعليك بافضل الذكر أرحنا بها يا بلال وقد أخبر الله أنها طمأنينة القلب أفضل طرقها سبحانه قال تعالى :[الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)][الرعد : 28]
رابعا الشعور بالله
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قَالَ : قدِم رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأةٌ مِنَ السَّبْيِ تَسْعَى ، إِذْ وَجَدَتْ صَبياً في السَّبْيِ أخَذَتْهُ فَألْزَقَتهُ بِبَطْنِهَا فَأَرضَعَتْهُ ، فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أتَرَوْنَ هذِهِ المَرْأةَ طَارِحَةً وَلَدَها في النَّارِ ؟ )) قُلْنَا : لاَ وَاللهِ . فَقَالَ : (( للهُ أرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هذِهِ بِوَلَدِهَا )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
واستشعر أسماءه العظيمة الرقراقة " الرحيم – الرحمن – العفو – الرؤوف –الغفور –الجليل – الحكيم – الخبير – اللطيف –العليم"
أتظن أن هناك شيئا يجري في ملك الله بغير مراد الله
قال ابن القيم عشاق الدنيا سكارى ولولا سكرتهم بحبها لأستفاقوا مما يلاقونه فيها من العذاب
ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الإجتماع عليه والفرار غليه
وفيه نيران حسرات لا يطئفها إلا لارضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه
وفيه فاقه لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الديا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا قال تعالى :[ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ][النمل ]
خامسا ليكن شيخك رسول الله
المنزل
لقد كان رسول الله يعيش في بيت من الطين والحجارة قصير البناء يقول الحسن البصري كنت أمسك أطول سقف في حجر النبي بيدي
ما فيه من المتع
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ر أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلاَىَ فِى قِبْلَتِهِ ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِى ، فَقَبَضْتُ رِجْلَىَّ ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا . قَالَتْ وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ رواه البخاري
مكان النوم
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِهِ فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشاً أَوْثَرَ مِنْ هَذَا فَقَالَ « مَا لِى وَلِلدُّنْيَا مَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ فِى يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا » رواه أحمد
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِى ، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِى شَهْرَيْنِ ، وَمَا أُوقِدَتْ فِى أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم نَارٌ . فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتِ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهِمْ ، فَيَسْقِينَا . متفق عليه
المصائب
* يخنقه أحدهم حتى يكاد يموت * يلقي عليه سلا جذور
* يضرب ويمتهن في الطائف * يسبونه ويرمونه بالشعر والجنون والكهانة والسحر
* يرمونه حتى في عرضه * ما حدث له في أحد
مصائب الموت
* يموت عمه الذي كان يحميه * بعده بخمس وثلاثين يوما تموت خديجة
* يموت كل أبناءه في حياته
المرض
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً . قَالَ « أَجَلْ إِنِّى أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ » . قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ « أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا » رواه البخاري
المغريات
* تعرض عليه أن يجعل له جبال مكة ذهبا * يعرض عليه أن يطبق الأخشبين
ومع كل ذلك كان أسعد الناس لأنه أبى أن يجعل لله نيرلا فهل لنا فيه الأسوة في كل مكلوم إلى كل محزون ، وإلى كل مكروب هذا هو رسول الله ؟!
