tamer.page.tl
  مبشرات الساعة
 

بشريات الساعة وعلاماتها التي لم تقع بعد

بشريات الساعة

وهذه البشريات التي تحملها بعض علامات الساعة الصغرى تعد كالكرامة للمؤمن حيث يشعر من خلالها بإكرام الله له وتفضيله إياه على سائر خلقه إضافة لما قد يكون فيها من تبشيره بالنصر والتمكين والعزة سواء في مجتمعه أو فيما يحمله بين طيات صدره وجوانح قلبه من هموم أمته ومن هذه البشريات

1-    غربة الدين

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ » أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه وابن حبان وأحمد ، وفي رواية الترمذي"فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِى مِنْ سُنَّتِى"وعند أحمد" قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ « الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ"في أخرى"فَقِيلَ مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أُنَاسٌ صَالِحُونَ فِى أُنَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ" وعند ابن ماجه" النزاع من القبائل" يقول أحد شراح الحديث"فإذا صار الأمر إلى هذا ، كان المؤمن فيهم كالمؤمن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النازع من القبيلة مهاجر مفارق أهله ، وماله ، ووطنه ، مؤمن بالله مصدق به وبرسوله ، والله عز وجل مدح المؤمنين بإيمانهم بالغيب ، فقال يؤمنون بالغيب وكان إيمان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غيبا وشهودا ، فإنهم آمنوا بالله واليوم الآخر غيبا ، وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم شهودا وعيانا ، ينزل عليهم الوحي ، ويرون الآيات ، ويشاهدون المعجزات ، وآخر هذه الأمة يؤمنون بما آمن به أوائلهم غيبا ، ويؤمنون غيبا بما آمن به أوائلهم شهودا ، وهو إيمانهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنهم لا يشاهدون النبي صلى الله عليه وسلم عينا ، ولذلك صاروا أعجب الناس إيمانا"والواقع يشهد بذلك فالملتزم الآن كأنه في غربة يفعل شيئا لا يفعله الناس غريب في بيته وبين أهله والغربة واضحة في كل مظاهر حياتنا

2.    فشيء غريب أن تجد مسلما خاصة الشباب- ملتزما بالصلوات في جماعة

3.    شيء غريب أن تجد من لا يقتني جهاز تلفاز ودش عليه مئات القنوات غثها وثمينها

4.    شيء غريب أن تجد شابا ملتزما لا يعرف للتدخين طريقا ولا للغناء سبيلا ولا للعلاقات المحرمة مسلكا

5.    شيء غريب أن تضيق الدنيا بالإنسان فيفزع إلى الرحمن وتجتمع عليه الكربات فيهرع إلى

الصلوات

6.  شيء غريب أن يراعي المسلم أكل الحلال فلا يغش ولا يطفف في الكيل والميزان ولا يرابي ولا يأكل أموال الناس بالباطل

7.    شيء غريب أن يظلم الإنسان فيعفو وأن يهضم حقه فيسامح وأن يملك العقوبة فيرحم

8.  شيء غريب أن يحافظ المسلم على دروس العلم وأن يتحرك لها تحركا دءوبا وأن يحمل هم الإسلام بكل ما أوتي من قوة حتى لو كلفه ذلك حياته وما يملك

9.    شيء غريب أن يهتم المسلم بحاجات إخوانه وأن يرجو لهم النجاة في الدنيا والآخرة فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وإن أوذي في سبيل ذلك

10.    شيء غريب أن ترى جلسة للمسلمين تخلو من الغيبة والسخرية والاستهزاء والكلام فيما لا يعني

في ظل هذا الركام الهائل من مظاهر الغربة التي يلقاها المسلم يأتي حديث النبي ليفشي عنه همه ويذهب عنه حزنه " فطوبى للغرباء"

وإذا شعر المسلم بذلك فإنها بشرى الله ورسوله له وما أجمل أن يعيش الغريب بجسده مع الناس وبروحه مع أول غرباء الاسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يعايش بقلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتاق الى رؤياه ولقائه ففي حديث مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ». قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَنْتُمْ أَصْحَابِى وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ». فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِى كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلاَ هَلُمَّ. فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا » مالك ، والشافعى ، وأحمد ، ومسلم ، والنسائى ، وابن ماجه ، وابن حبان هؤلاء الذين آمنوا به ولم يروه، الذين أوذوا في سبيل محبته واتباع سنته، الذين يلقون السخرية والاستهزاء كلما تمسكوا بتعاليمه وشرعته، يتمنى أحدهم لو رأى رسول الله بأهله وماله" فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِى لِى حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِى يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِى بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ »أخرجه مسلم وقال العلامة المناوي"هذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع وقد وجد في كل عصر من يود ذلك ممن لا يحصى حتى قال بعض الأكابر لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عشت ذلك اليوم" فيض القدير

2- صدق رؤيا المؤمن

وتعد هذه العلامة كالكرامة المؤيدة لما قبلها حيث يؤنس ربنا جل وعلا الغرباء بالرؤيا الصادقة كرؤياه أنه حج أو اعتمر أو وسع الله عليه في رزق أو فرج عنه هم - ينعم من خلالها بمعايشة فترة من فترات الوحي المبارك حيث ظل رسول الله نحوا من ستة أشهر لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وهذا يختص بما يتعلق بالخير سواء للرائي أو لغيره من إخوانه والحديث الدال على هذه العلامة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ »أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له ، لكن ذلك مشروط بشرط الصدق فكلما كان المؤمن صادقا مع ربه ومع الناس كلما صدقت رؤياه لذا قال ابن حجر" وإنما كان كذلك لأن من كثر صدقه تنور قلبه وقوي إدراكه فانتقشت فيه المعاني على وجه الصحة وكذلك من كان غالب حاله الصدق في يقظته استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلا صدقا وهذا بخلاف الكاذب والمخلط فإنه يفسد قلبه ويظلم فلا يرى إلا تخليطا وأضغاثا وقد يندر المنام أحيانا فيرى الصادق ما لا يصح ويرى الكاذب ما يصح ولكن الأغلب الأكثر ما تقدم"وقال بن أبي جمرة "معنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب أنها تقع غالبا على الوجه الذي لا يحتاج إلى تعبير فلا يدخلها الكذب بخلاف ما قبل ذلك فإنها قد يخفى تأويلها فيعبرها العابر فلا تقع كما قال فيصدق دخول الكذب فيها بهذا الاعتبار قال والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا كما في الحديث بدأ الإسلام غريبا فيقل أنيس المؤمن ومعينه في ذلك الوقت فيكرم بالرؤيا الصادقة" فتح الباري

 

علامات لم تقع بعد

العلامات التي لم تقع بعد يمكن أن نقسمها على غرار ما تم في علامات الساعة الصغرى من محذرات ومنجيات ومبشرات

1.    أما المحذرات

·   فأهمها شيوع الزنى حتى يكون على قوارع الطرقات وقد دل على ذلك حديث أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال : و الذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول : لو واريتها وراء هذا الحائط " رواه أبو يعلى قال حسين سليم أسد : إسناده قوي، وتدبر الحديث الآخر في ذلك لترى كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين ثالوث الخطر المهلك للحرث والنسل " الجهل والخمر والزنى" ربطا غاية في الدقة لما سيكون عليه حال المسلمين والذي أرانا نقترب منه إلا أن يرحمنا الله ، عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق والفاسقان ذليلان فيها إن تكلما قهرا واضطهدا وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا ويلعن آخر الأمة أولها ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ ألا وار منها وراء الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وتابعني" أخرجه الطبراني في معجمه الكبير وقال الهيثمي: فيه على بن يزيد ،وهو متروك، والناظر في نهاية الحديث يرى العلاج مقرونا بعظيم الجزاء

·   كذلك يحذر النبي نساء أمته خاصة من جرأتها على فعل هذه الفاحشة ويتهددها بفضحها فعن أبي سعيد الخدري عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ بَيْنَا أعراب فِى بَعْضِ نَوَاحِى الْمَدِينَةِ فِى غَنَمٍ لَهُ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ فَأَدْرَكَهُ الأَعْرَابِىُّ فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ وَهَجْهَجَهُ فَعَانَدَهُ الذِّئْبُ يَمْشِى ثُمَّ أَقْعَى مُسْتَذْفِراً بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُهُ فَقَالَ أَخَذْتَ رِزْقاً رَزَقَنِيهِ اللَّهُ. قَالَ وَاعَجَباً مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ مُسْتَذْفِرٍ بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُنِى. فَقَالَ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَتْرُكُ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ وَمَا أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى النَّخَلاَتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ نَبَإِ مَا قَدْ سَبَقَ وَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ فَنَعَقَ الأَعْرَابِىُّ بِغَنَمِهِ حَتَّى أَلْجَأَهَا إِلَى بَعْضِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ مَشَى إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى ضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيْنَ الأَعْرَابِىُّ صَاحِبُ الْغَنَمِ ». فَقَامَ الأَعْرَابِىُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا سَمِعْتَ وَمَا رَأَيْتَ ». فَحَدَّثَ الأَعْرَابِىُّ النَّاسَ بِمَا رَأَى مِنَ الذِّئْبِ وَسَمِعَ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ ذَلِكَ « صَدَقَ آيَاتٌ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ أَحَدُكُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَيُخْبِرَهُ نَعْلُهُ أَوْ سَوْطُهُ أَوْ عَصَاهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ »أخرجه أحمد والبيهقي وقال ابن كثير على شرط أهل السنن ولم يخرجوه (صحيح)

2.    وأما المنجيات

فأهمها الصدقة ودليلها حديث حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ

« تَصَدَّقُوا ، فَسَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَمْشِى الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ ، فَلاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا »البخاري ومسلم وعنون له مسلم  باب التَّرْغِيبِ فِى الصَّدَقَةِ قَبْلَ أَنْ لاَ يُوجَدَ مَنْ يَقْبَلُهَا ، وعن عَدِىِّ بْنَ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - قال كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَةَ ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكَ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ ، وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ أَلَمْ أُوتِكَ مَالاً فَلَيَقُولَنَّ بَلَى ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولاً فَلَيَقُولَنَّ بَلَى فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ »البخاري

3.    وأما البشريات فأهمها

1- خلافة على منهاج النبوة

عن حُذَيْفَة بن اليمان قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ »أخرجه أحمد بسند صحيح

وقد مرت النبوة والخلافة على منهاج النبوة في عهد الخلفاء الأربعة ثم الملك العضوض الوراثي في عصور الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ولا زالت بعض آثاره إلى اليوم في بعض الدول العربية ثم ملكا جبريا ويمكن أن يكون ما مر ببعض البلاد العربية الإسلامية من الحكم العسكري الجبري هو المراد بذلك ولم يبق إلا الخلافة على منهاج النبوة وإني لأرى أن أحداث كثير من بلدان العالم العربي الآن كمصر وليبيا وسوريا واليمن ممهدة لقيام الخلافة الراشدة التي لا تحتاج منا أكثر من الاستعداد لها والقيام بموجباتها ونسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا

2-    قتال اليهود

كلما ازدادت غطرسة اليهود على مسلمي فلسطين ورأينا سلبية الحكومات الاسلامية ونيرانا توقد في قلوب الصادقين من أبناء هذه الأمة من المغتاظين على أحفاد القردة والخنازير من أبناء يهود وهؤلاء الصادقين لا حول لهم ولا قوة لاحت في الأفق بشريات الانتصار الساحق على هؤلاء الكلاب من أبناء يهود وظهرت هذه البشريات في قول سيد البريات عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ »أخرجه مسلم

على أن هذه البشريات ليس مقصودها الخمول والاستسلام والرضا بالواقع نظراً لأن الصادق المصدوق أخبر بذلك,فقضية اليهود واستيلائهم على فلسطين ينبغي أن تكون قضية مصيرية بالنسبة للمسلم يتفاعل معها ويستعد بدينه وعلمه وعزمه ليكون جنديا في ميدان هذه المعركة لا أن ينتظر أن ينطق الحجر والشجر, إن أصحاب رسول الله أعمق الناس فهما للقرآن والسنة وأرضاهم بقضاء الله وقدره وقد سمعوا رسول الله يذكر الفتن بين يدي الساعة وكثيراً من العلامات ومع ذلك تفاعلوا معها وتباينت مواقفهم منها كلٌ مع شرع الله يدور وعليه يعتمد في التعامل معها وكانوا يدفعونها لأنهم يوقنون أن ما ذكر رسول الله يجري بقدر الله وما يصنعونه من دفع هذه الفتن من قدر الله أيضاً والعاقل من دفع أقدار الله بأقدار الله كدفع قدر المرض بقدر التداوي وقدر الفقر بقدر السعي وقدر الهزيمة بقدر تجنب أسبابها والأخذ بعوامل الانتصار

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free