ما زال المسلم في معصرة المنايا يحاول أن يحصل على مجموعة الأعداء التي الذي يحجبون بينه وبين ربه ، وإن أعظم جناية يقرها العقل الإنساني وأعظم مصيبة يبتلى بها المسلم هي مصيبة حجب القلب عن الرب أن يحجب الله جل وعلا بينك وبينه ، وما حجب الله جل وعلا ولكن كثير من الأعداء حالوا بينك وبين الله ولك أن تتخيل أو نتخيل سويا أن القيامة قد قامت وأن الخلائق من أولها إلى آخرها مجموعة بين يدي رب العزة جل وعلا لايخفى على الله منهم شيء وكأني باسمي أو اسمك ينادى عليه من المحجون عن جل وعلا ، ينادى إليه من أهل الشقاء ونسأل الله لنا ولكم السلامة ، كلذلك بما كسبته يداك ، بما على قلبه جناه يبحث يحاول أن يجد المتهم الأول في هذه القضية يذهب إلى القاتلة الدنيا التي لطالما أغرته التي يتهمها فتقول له ما لي ومالك أنما أنا خارجة عنك وما أغويتك وما أغريتك إلا برغبتك يذهب إلى الدنيا فيجد الصنم الأكبر الهوى فيمسك بتلابيبه فيقول له أنت الذي أوردتني المهالك وقدتني إلى الشهوات والملذات فيرد عليه الهوى إليك عني فإنك تعلقت بالشهوات والملذات هذا حق ولكني كنت خارجا عنك وما أدركتني إلا عند الكبر بعد أن أدركت أن هذه شهوة أو لذه ثم بعد ذلك يذهب إلى العدوالأكبرالذي بين عداوته صراحه من أول أن خلق الله آدم إلى الشيطان فيقول له أنت السبب أنت المتهم الأول في هذه القضية أنت المتهم في هذه الجناية التي جنيت على قلبي ، أنت السبب في حجبي عن ربي لكن يجد الشيطان صاغرًا ذليلا خاضعا جاثيا على ركبتيه قبل أن يكمل الإنسان اتهامه للشيطان يقول له الشيطان ليس لي أي ذنب إما تريد أنت أن تعرف المتهم الأول نعم أريد أن أعرف المتهم الأول ، والمتهم الأول يصرح به الشيطان ويذكره الله على لسانه في سورة الخليل ابراهيم فيقول الله عز وجل وتخيل المنظر يوم القيامة أنت والشيطان يقول الله في ذلك [وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ إذن ما السبب وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم هذا هو المتهم الأول مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ][إبراهيم : 22] بعد ذلك يتحدد السؤال عن المتهم الأول لأنك قد عرفت أن المتهم الأول في هذه القضية هو نفسك هذا هو موضوعي حديث اليوم المتهم الأول العدو الأعظم النفس وقد صدق الإمام ابن القيم رحمه الله حين قال اتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم وتباين سولكهم على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الربّ – من كتاب إغاثة اللهفان من طرق الشيطان لإبن القيم وحتى يكون موضوعنا عن المتهم الأول مترابطًا ومتصلاً نجعله وكالعادة في ثلاث نقاط نتحدث فيها عن هذا المتهم :
نتحدث في أولها عظماء ومشاهير يعترفون
وفي ثانيها عن آفة في الواقع المعاصر
وفي ثالثها وأخيرها المحاسبة أولى خطوات الخلاص
اسال الله العلي القدير أن يجنبنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأن يجعلنامن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، كما اسال الله العلي القدير أن يفتح لهذا الحديث القلوب والآذان إنه لا موفق لذلك إلا الله
أما عن الأول عظماء ومشاهير يعترفون فإن هؤلاء قد بينهم ربنا في كتابه كلهم أقر بأن النفس هي السبب وهذا حتى تعضد ما قد ذكر في المقدمة ويكون عندك الخلفية الكاملة أن النفس هي المتهم الأول وأننا ما اتهمناه زورا وبهتانا وإنما هناك كثيرمن العظماء والمشاهير اعترفوا بذلك وأول هؤلاء العظماء من الأنبياء عليهم السلام هو أبو البشر آدم : آدم أول ماخلقه الله وأسكنه جنته وأسجد له الملائكة وحذره الله منالشيطان ومن أن ياكلمن شجرة معينة فلما أغراه الشيطان ومالت نفسه إلى الخلود في الدنيا بعض الشيء ، وجذبه الهوى شيئا ما ، وبعد ذلك خالف وعصى فأكل من الشجرة كما ذكر ربنا بعد أن خرجا من الجنة بأمر من الله جل وعلا رجع إلى ربه سبحانه وتعالى يقر ويعترف أن السبب في هذا كله هو النفس ولذا رجع ظلمه عليها فقال حين رجع إلى الله :[ قَالاَ هو وزوجته رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا هي النفس وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ][الأعراف : 23] وغفرالله له بعد أن ابتلاه بهذا الذنب [ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ][طه : 122] ولكن المهم أن آدم اعترف أن النفس هي المتهم الأول وبعد ذلك يأتي كليم الله موسى عليه السلام يكبر في أحضان فرعون عدو الله ويتربى ثم يدخل المدينة على حين غفلة من أهلها فيجد ما ذكر الله في سورة القصص رجلين يقتتلان أحدهما اسرائيلي من شيعته والآخر قبطي فرعوني فاستغاثه الإسرائيلي على هذا الفرعوني وقد كان مظلوما وقد استنغاث الإسرائيلي على القبطي بموسى عليه السلام فوكز هذا القبطي بلطمة في وجهه لاتقتل ولا قصد أن يقتله ولكن لقوته ولئن الله أرادان يموت هذا الرجل مات بعد أن رأه أنه مات اعترف موسى بأن هذا هو الشيطان ومع أن الشيطان هو من أغرى فإن هذا الظلم صدر من النفس ورجع إليها يحكي الله عنه ذلك فيقول [وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) ثم ماذا يا موسى قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) ][القصص : 15-16] - اللهم اغفر لنا سائر ذنوبنا – موسى يعترف ان النفس هي المتهم وبعد ذلك يتوب
ومن المشاهير الذين اعترفوا في القرآن ملكة سبأ التي ذكر الله قصتها في سورة النمل - والله إن القرآن ليحوي على درر ولكن للأسف غفلنا كثيرًًا عن كتاب ربنا جل وعلا صدق الله إذ قال [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) ][النساء 82] هذه الملكة التي كانت تعبد وقومها الشمس من دون الله وكلنا يعرف القصة وقد أتى بهذه الحقيقة الداعية العظيم الهدهد وبعد أن أوصل إلى سليمان هذه الحقيقة أراد سليمان أن يدعوها وقومها فدعاها لتزوره بعد أن بعث إليها كتابا وجهز لها صرحا أي بناءا عظيما ممردا أي أملس من قوارير اي من زجاج يجري الماء تحته وقد بنى لها هذا البناء بعد أن جاء الذي عنده علم من الكتاب بعرشها وغيرهم قال غير ذلك وقد بنىسليمان هذا الصرح حتى يعلمها أن هذا الملك أعظم من ملكها وأن هذا الملك وملكها له مالك واحد هو الله حتى قال الحسن البصري رحمه الله ولقد علمت العلجة أي غير المسلمة الكافرة كما نقول نحن عن الكفار الروم علوج أن ملك سيمان أعظم من ملكها بعد أن دعها سليمان وأدخلها هذا الصرح وعرفت الحقيقة التي كانت غائبة عنها وأن هناك إله معدودا واحدا حقيق أن يعبد ولا يعبد غيره أيقنت أن النفس هي السبب يقول الله عز وجل في هذه القصة [قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ][النمل : 44] إذن اعترفت أن النفس هي المتهم الأول هذه امرأة من مشاهير القرآن ، وتأتي لتشاركهافي ذلك زليخة إمرأة العزيز لتعترف إعترافا صريحا لا شبهة فيه أن النفس هي المتهم الأول بعد أن يقضى على الصديق ابن الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف عليه السلام بالسجن وبعد بضع سنين يرىالملك رؤى عجيبة فيفسرها له يوسف في سورةسماها الله باسم الصديق وبعد أنيفسرله الرؤيا ويعجب الملك من تفسيره إياها يريد أن يقدم عليه يوسف ليكون بجواره لا يرضى يوسف أن يخرج من السجن إلا أن تظهر برائته مما اتهم به إلا أن يعترف النسوة التي قطعن أيديهن أن مافعل شيئا يمكن أن يشتبه به وأن امرأة العزيز هي التي راودته عن نفسها وبعد ذلك لاتجد محيصاعن ذلك فتعترف بأن الشيطان ليس هو السبب وأن الهوى لا ذنب عليها وكذلك الدنيا لا ذنب عليها وأن الذي زين ذلمك هو النفس وأنها المتهم الأول قال الله في سياق هذه القصة [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)][يوسف : 52-53] هل هناك عظماء غير آدم وموسى وملكة سبأ وامرأة العزيز نعم وحتى في جانبالجريمة ترجع إلى النفس التي ذكرها الله تعالى في قرآنه قصة ابني آدم بين قابيل وهابيل والقصة يحكيها ربنا تفصيلا في سورة المائدة في ربعها الثالث [ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ] ثم يذكر الخلاف بينهما وأنه تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل فحسد قابيل أخاه هابيل وعزم على أن يقتله ولكنمن الذي دفعه إلى قتله إنها النفس لقد قال ربناجل وعلا ذلك [قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) لم يرتدع لأن النفوس جبلت على ذلك السوء والمعاصي فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)][المائدة : 27-30] وفي قضية مشابهة لها بين أخوة يوسف الذين أرادوا أن يختطفوا هذه الزهرة من أبيهم بعد أن رأوا حب أبيهم إليه حسدا وحقدا من عند أنفسهم وقرروا قتله وتراجعوا عن ذلك وعزموا على قتله وغيروا رأيهم عن ذلك إلى أن يرموه في غيابة الجب وجاوا أبيهم عشاء يبكون يقلون إن الذئب قد أكله والذئب بريء من أكله أول ما يسمع يعقوب ذلك وهو أعرف الناس بان العدو الأول للإنسان هو نفسه يقول لهم [قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)][سورة يوسف 18] وهذا موسى السامري الذي بعد أن ذهب موسى لملاقاة ربه الذي صنع العجل فعبده بني اسرائيل فلما لامه على ذلك موسى وعاتبه قال [َ قالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)][طه 95-96] إذن النفس هي التي فعلت كل ذلك إذن الذي يقودني إلى أي شهوة أو معصية هو النفس ، والذي يمكن أن يجعلنا مقصرين في أي طاعة أو قربة إلى الله هو النفس ، والمتهم الأول الذي يحجب بينك وبين ربك هو النفس ، بعد أن عرفت ذلك وتيققنت من ذلك على فإن آفة من الواقع عظيمة جدًا تتعلق بالجانب المادي يعيشها أنا وأنت نعيشهاجميعا ي محتمعنا هذا ولابد أن تحفظها في نفسها هكذا إذا كنت تريد أن تخون نفسك هذه الأفة اسمها أو يمكن أن نعبرعنها بقولنا غياب الوعي عن عيب النفس يمكن أن أدرك تماما يعمل صالحا أو غيرصالح قريبا أو غير قريب ولكن أن أعرف عيب نفسي – نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا – فأعظم مصيبة في الواقع هي غياب النفس عن عيب النفس والمصيبة كل المصيبة أن هذه الأفة تولد مصبتين كلاهما أعظم من الآخرى ، أول مصيبة تولدها هذه الأفة هو الحكم على الآخرين والإنشغال بهم يمكن بسهولة أن أحكم على غيري يمكن بسهولة أن أعتني بشؤن غيري مع أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ » رواه الترمذي ومالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني وقال شعيب الأرناؤوط حسن بشواهده ، مالك ومالي أنت في وادٍ وأنا في واد ، لماذا تحاول أن تتبعني لماذا تحكم على ؟ الأمر يتعدى ذلك تتبع عوراتهم وعثراتهم وأنا جالس في الشارع في المقهى ، حتى في المساجد فلان هذا متهم بالكذب اتهمه بالكذب وأنا أخبث الناس اتهم هذا بالمعصية والله يعلم مايستره عليّ في معاصيّ وأنا أبعد شيء عن الإلتزام بما قال الله وقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لماذا كل هذا التعب ؟ إن الحسن البصري رضي الله عنه قال كلمات يمكن أن تكتب بميزان الذهب قال فيها : لا يستحق أحدٌ حقيقة الإيمان لا يكون مؤمن حقيقي حتى لا يعيب الناس بعيب هو فيه كلنا عيوب مع ذلك نحكم على الآخرين بالعيوب نرى القذاةفي أعين الآخرين ولا نرى الشجرة في أعيننا ولا يأمر بإصلاح عيوبهم حتى يبدأ بصلاح ذلك من نفسه فإنه إذا فعل ذلك لم يصلح عيباً إلا وجد في نفسه عيباً آخر فينبغي له أن يصلحه فإذا فعل ذلك شغل بخاصة نفسه عن عيب غيره والمصيبة أننا يمكن أن نتعدى ذلك بالحكم على الظاهر بالحكم على النيات ونقول فلان هذا منافق ، فلان هذا مرأي ن فلان هذا يحب الشهرة ، أو تعلم هو يفعل هذا لماذا؟ حتى يقولوا منفق أو غير ذلك يا أخي سبحان الله إنالله سبحانه وتعالى قال [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ][المائدة 105] اكتفيت بنفسك حتى تحكم على النيات إذا كنت أنت لا تستطيع أن تحكم أن هذا العمل محض لله أم لا السلف كانوا يتهمون أنفسهم بذلك أحدهم يناجي ربه فيقول اللهم إني أدعي أني عملت هذا العمل ابتغاء وجهك فإن لم يكن لوجهك فقوم نيتي فيه سبحان الله لا يستطيع أن يحكم على نيته وأنا أحكم عليها ، والإخلاص كما بين سلفنا الصالح بين العبد وربه الملك لايستطيع أن يطلع عليه ولا الشيطان لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولاشيطان فيفسده كما ذكر ومع ذلك أحكم أنا عليه [أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ][مريم 78] مالي وللنيات مالي وللحكم على الاخرين سيرنا أنفسنا أربابا أي ألهة نحكم على الناس هذا سيء وهذا حسن هذا طائع وهذا عاصي مع أن كلمة كهذه يمكن أن تودي بنا أسفل السافلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عن أَبُي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كَانَ رَجُلاَنِ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِى الْعِبَادَةِ فَكَانَ لاَ يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ أَقْصِرْ . فَوَجَدَهُ يَوْماً عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِى وَرَبِّى أَبُعِثْتَ عَلَىَّ رَقِيباً فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ . فَقُبِضَ أَرْوَاحُهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِى عَالِماً أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِى يَدِى قَادِراً وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِى وَقَالَ لِلآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ » . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ . رواه أبوداود وأحمد وصححه الألباني ألا تخاف من ذلك بحكمك على الآخرين مع أن تكون دؤم طاعة ربي ، سيدنا عيسى عليه السلام ينصح في ذلك فيقول لا تنظروا إلى الناس كأنكم أرباب. . وانظروا إليهم كأنكم عبيد.. واعلموا أن الناس معاف ومبتلى فإذا مكنت معاف فارحم أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
لاَ تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ الْعِبَادِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ , وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيد يصيبون ويخطأون , فَإِنَّمَا النَّاسُ رَجُلاَنِ : مُبْتَلًى وَمُعَافًى , فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلاَءِ ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ.رواه مالك وابن أبي شيبة وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وفي الترغيب والترهيب الربيع بن الخثيم الذي قال عنه عبد الله بن مسعود يا أبا يزيد لو رأك رسول الله لأحبك دخلوا عليه مرة فذكروا رجل من العصاة المذنبين المشهورين بذلك انظر بماذا رد وبماذا قال؟ أول ما ذكروا له هذا الرجل يريدون حكما له فقال لهم والله إني لست براض عن نفسي أفحكم على غيري ثم بين أبي يزيد الأفة التي نعيشها فقال إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على أنفسهم حلية الأولياء ، أول من قتل الإمام الحسين رضي الله عنه في كربلاء إن تكلم الربيع بن الخثيم يتكلم اليوم لأنهم ضيعوا رجلا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا أبا يزيد البقاء لله ما الذي حدث؟ فقد قتل اليوم ابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون أن يفلت كلمة فإذا به نظر إلى السماء فَقَرَأَ هذه الآية: «اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» الزمر: 46. الطبقات الكبرى لأبن سعد سبحان الله قرأ آية في كتاب الله حتى لا يغتاب أحد بلسانه
فأول مصيبة تولدها هذه الأفة الحكم على الآخرين والإنشغال بهم ونسال الله أن يشغلنا بذنوبنا عن ذنوب غيرنا
أما الثانية فتأتي متابعة لها بعد أن انشغلت بغيرى تأتي مصيبة الرضا عن النفس من منا يخاف من أن يكون من أهل النار ؟ من منا يحكم على نفسه بالتقصير مع أن هذا ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيد الإستغفار لا بد أن يكون بين شفتيك صباحا ومساءا لذلك لابد وأن يكون سيد الإستغفار عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فالمؤمن يعترف دائما بذنبه لله كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فالمؤمن بين منة تحتاج إلى شكر وبين معصية يعترف إلى الله جل وعلا بها ، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " . قَالَ: " إِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " رواه أحمد ، وابن أبى شيبة ، والبخارى ، والنسائى ، وابن حبان إسناده صحيح على شرط البخاري ، ممكن أن تكون لحظات من سخطك على نفسك من عدمرضاك لنفسك تساوي عبادة سنوات معنى ذلك أنك إذا فكرت في ذنب فعلته فهذه عبادة نعم هذه عبادة ، فعدم الرضا عن النفس وذمها والسخط عليها عبادة ، ويحك ما الذي جعلك تقصرين في جنب الله ، ما الذي جعلك تفعلين كذا وكذا هذه عبادة ولكي تعلم فوائد عدم الرضا عن النفس نذكر قصة عن عن وهب بن منبه أن رجلا تعبد زمانا ثم بدت له إلى الله عز و جل حاجة فصام سبعين سبتا لأنهم كانوا يعظمون السبت فصام سبعين سبتا أي حوالي سنة وخمسة أي ما يزيد على ستة عشر شهرًا يأكل في كل سبت إحدى عشرة تمرة ثم سأل حاجته فلم يعطها فرجع إلى نفسه فقال منك أتيت أنت إذا قمت ليلة تسال الله ولم يعطك الله تتهم الله سبحان الله ما اتهمت نفسك يوما فقال منك أتيت لو كان فيك خير أعطيت حاجتك فنزل إليه عند ذلك ملك فقال يا ابن آدم ساعتك هذه خير من عبادتك التي مضت وقد قضى الله حاجتك من كتاب ذم الهوى لإبن الجوزي يعني التبكيت وعدم الرضا عن النفس هذه خير من عبادة هذه المدة الطويلة سبحان الله وليس قصة عابد بني اسرائيل وحسب أو هذا الفضل عند بني إسرائيل وحسب هي من تعلمنا ذلك إنما القرآن علمنا أن هناك أقوام مهما عملوا من طاعات يخافون ولا يقضون على أنفسهم لو قمت ليلة صليت فيها بإحدى عشرة ركعة تصبح وقد طرقت الجنة بيدك مع أن كل عبادة فعلتها لولا توفيق الله ما صنعتها كما قال علماء سلفنا الصالح إن شكرك يحتاج إلى شكر وحمدك يحتاج إلى حمد فقالوا كيف ذلك قال لولا وفقك الله إلى الشكر والحمد لما قمت بالشكر والحمد هكذا قال المسلمون الأوائل يحكي القرآن عنهم ذلك فيقول الله عز وجل واستمع إلى المؤمنين الصفوة قال الله في سورة سماها باسمهم سورة المؤمنون [إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) ][المؤمنون 57-61] السيدة عائشة أول ما تسمع ذلك من النبي والحديث في الترمذي وأحمد فتقول قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ " الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ " أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ ؟ قَالَ: " لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ - " أَوْ " لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ - " وَلَكِنَّهُ " الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ " وصححه الترمذي وقال شعيب الأرناؤوط إسناده ضعيف وصححه الألباني وعلى العكس تماما افتخرأني من الساعة الثانية صباحا أصلي حتى آذان الفجر والحمد لله أنا أقوم الليل إلا قليل رضا عظيم عن النفس معكل هذا الرضايغتر الإنسان بنفسه ويعجب كل الرضا وما أعظمها من آفة ، آفة الرضا عن النفس ، إن العظام الأوائل رحمهم الله جل وعلا كانوايلمون أنفسهم ويبكتونها كثيرا فهذه الصديقة بنت الصديق يقول عقبة بن صهبان قال : قلت لعائشة : أرأيت قول الله تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله } الآية ؟ قالت : أما السابق فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهد له بالجنة هذا أعلى الدرجات . وأما المقتصد فمن اتبع آثارهم فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم . وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا . وكلهم في الجنة قال : فجعلت نفسها معنا رواه الطبراني في معجمه الأوسط و الحاكم في مستدركه وأخرجه الطيالسي في "مسنده" قال الألباني : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإن الصلت بن دينار متفق على ضعفه ، بل قال أحمد وغيره : "متروك الحديث" .
وقال الحافظ في "التقريب" : "متروك ناصبي" .
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أحد التابعين أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ رواه البخاري ، النفاق وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم ما رضوا عن أنفسهم قط لاموا أنفسهم وعاوبوا أنفسهم تقصيرها ، قال التابعي الجليل محمد بن واسع الأزدي لو أن للذنوب رائحة تفوح لما استطاع أحد منكم أن يبلغ مني لما يصيبه من أذى رائحتي رواه ابن الجوزي في كتابه بستان الواعظين ، وهذا مالك بن دينار لو وقف بباب المسجد واحد فقال يخرج أشركم رجلا إليّ لما كان والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجلا بفضل قوة أو سعي إحياء علوم الدين ، سبحان الله كل هذا لماذا؟ عدم رضاء عن أنفسهم ، لا يرضون أبدًا عن هذه النفس لأنهم يعلمون عيوبها حتى في أحلك المواقف عند الموت ، فهذا سفيان الثوري وهو يموت يدخل عليه حماد بن سلمة فيقول أبشر يا أبا عبد الله أولست أمنت ممن تخافه على من كنت تخافه وتقدم على من ترجوه إنك مقبل على ما كنت ترجوه وهو أرحم الراحمين. فبكى سفيان وقال: أسألك باللـه ياحماد أتظن أن مثلى ينجوا من النار؟!! فقال أي إني والله لأرجو ذلك ، الفاروق عمر وقد شهد له الرسول في حياته أنه في الجنة ومع ذلك وقد قتل شهيدا ينامعلىفخذ ابنه فيقول ويلك لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني فقال ابن عباس هون عليك يا أمير المؤمنين فقد: أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليت أمارة المسلمين فعدلت ومت شهيدًا ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ فنظر إليه عمر وقال: أعد علي مقالتك فأعادها عليه ابن عباس فقال إن المغرور من غررتموه والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت لأحببت أن أفتدي به من هول المطلع يوم القيامة ويقول في مقولة آخرى لو أن المنادي يوم القيامة قال كل الناس يدخلون الجنة إلا واحد لخشيتأن أكون أنا لا يرضى عن نفسه أبدًا لماذا لأنه لا يأمن مكر الله وقد علمهم وعلمنا ربنا فقال [أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ][الأعراف : 99] نختم بوصية محمد بن مالك النخعي رحمه الله أحد السلف الصالح قال لأبي أيوب يحذره : يا أبا ايوب احذر نفسك على نفسك ، فإنى رأيت هموم المؤمنين فى الدنيا لاتنقضى وأيم الله لئن لم تأت الآخرة المؤمن بالسرور لقد اجتمع عليه الأمران هم الدنيا وشقاء الآخرة قال قلت أي أبا أيوب بأبى أنت وكيف لا تأتيه الآخرة بالسرور وهو ينصب لله فى دار الدنيا ويدأب قال يا أبا أيوب فكيف بالقبول وكيف بالسلامة هل تضمن أن يكون العمل مقبولا ثم قال كم من رجل يرى أنه قد أصلح شأنه قد أصلح قربانه قد أصلح همته قد أصلح عمله يجمع ذلك يوم القيامه ثم يضرب به وجهه كتاب صفة الصفوة ، إن أعظم آفة يمكن أن تقر في قلوبنا في هذا المجتمع فيما يتعلق بالنفس هي غياب الوعي عن عيب النفس ويتولد عنها مشكلتين كلاهما أعظم من الآخرى الأولى هي الحكم على الآخرين والإنشغال بهم والمفترض أن أدع ما لا يعنيني والثانية هي الرضا عن النفس أسال الله أن يبصرنا بعيوبنا
المحاسبة أولى خطوات الخلاص
قال تعالى :[قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) ][الأنبياء : 45-47] المحاسبة أولى خطوات الخلاص لماذا ؟
أولاً من أجل هذه الآية التي تليت وكثيرٌ غيرها في القرآن فإن الله لايظلم أحد فإن الله لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا في الميزان ونحن ما شاء الله علينا ملئ بالذنوب ملئ بالمعاصي ملئ بالتقصير- نسأل الله السلامة – ومع كل هذه المعاصي وكل هذا التقصير غافلون عن حساب ربنا للأسف - ونسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا – مع أن الإمام الحسن البصري رضي الله عنه قال المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا البعض منا يقول[ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ]عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " فأقول سحقا سحقا رواه مسلم وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبه والذي يعينك على حساب نفسك وسبحان الله اليوم عظيم والله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا يحصيها وبعد كل ذلك النفس أصلا خبيثة ،النفس أصلا أمارة بالسوء ، والنفس أصلا شريك خوان يعني أنا أريد أن أحاسب نفسي فلم أحاسب نفسي ما أنا أقوم الليل وأصوم النوافل وأقوم بالطاعات فلم أحاسب نفسي ؟ لأن أولا الحساب غدا يخف على من حاسب نفسه وربك سبحانه وتعالى لا يترك شاردة ولا واردة إلا أتى بها ثانيا من أجل طبيعة النفس أصلا يعني ميمون بن مهران قال لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه وملبسه كتاب آفات على الطريق تخيل اثنان شركاء في محل لو تركته هكذا ممكن يسرقكفلابد من أن تحاسبه يوميا إسبوعيا شهريا ، المهم أنك تحاسبه فانت تخاف وهو أمين فما بالك إذا كان خائن ستكون المحاسبة أشد فالمثل القديم يقول لو كنتم أخوة تحاسبوا والنفس كالشريك الخوان إن تركته ذهب بمالك ثم عضضت أنام الندم على ما فات ولكن كيف نحاسب أنفسنا؟ الإمام ابن القيم يبين لك طريقة المحاسبة :يقول هناك محاسبة قبل العمل ومحاسبة بعد العمل فقبل العمل تتعلق بالنيات قال الحسن : المؤمن دائما يقف عند الفعل فإن كان لله تقدم وإن كان لغير الله تأخر يعني أنا قبل أن أذهب لصلاة الفجر لم أنا ذاهب إلى المسجد لماذا؟ فإن كان لله أتقدم وإن كان لغير الله أتأخر [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ][الأنعام : 162] وكان الإمام الحسن يقول ذلك فيفعله هو ليس كمثلنا يقول ما لايفعل إنما يقول ويفعل يقول والله ما مشيت برجلي ولا لمست بيدي ولا نطق بلساني حتى أفكر أفي طاعة أم في معصية الله إلى أي مدى نحن نطبق هذا الموضوع ؟ أظن هذا بعيد عنا كثير أفي كل عمل نفكر فيه هذا تعب- سبحان الله – ما مشى ، ما لمس ، ما ينطق إلا فكر أفي طاعة أم في معصية الله فإن كان في طاعة الله تقدم وإن كان معصية الله تأخر أما المحاسبة بعد العمل على الطاعة في الصلاة مثلا قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا» رواه أبو داوود وقال الألباني حسن يا ترى أي صلاة أنت صليتها كتب لك منها أي شيء ترى الدرس الذي سمعتها سيكتب أم لا يكتب يحاسب نفسه على الطاعة هل هو مقصر فيها أم لا ويكمل ابن القيم وحق الله عز وجل في الطاعة لا يكون إلا بستة أشياء :
أولا إخلاص العمل فيها لله
وثانيا متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها
وثالثها النصيحة لله تعالى فيه يعني ياخذ غيره بالمعروف ، قال تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ][المائدة : 105] وخذ بالك النصيحة لله ثم الإقتداء قَال أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ هَذِهِ الْآيَةَ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة : 105] ، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغيِّرُوهُ ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ " (1) . وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ "
رابعا شهود مشهد الإحساس به الرقابه لله فتعلم أن الله مطلع عليك وأنت تعمل هذا العمل اعلم أن الله مطلع عليك هل يمكن أن يقبل الله منك هذا العمل وهو مطلع عليك جاء رجل الى الحسن البصري (رحمه الله) فقال: ما سر زهدك في الدنيا يا إمام؟
فقال أربعة أشياء: ذكر منها و علمت أن الله مطلع علي فاستحيت أن يراني على معصية. كذلك حديث جبريل المشهور ما هو الإحسان ؟ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ
خامسا شهود ذمة الله جل وعلا يعني أنك ترى أنكا ما أتيت هذا العمل إلا بمنةالله جل وعلا أي بفضل الله وتوفيقه
سادسا شهود التقصير : يعني تلوم نفسك على الطاعة يعني ياربي سامحني على تقصيري وظلمي سيدنا عمر بن الخطاب كان كثيرًا ما يقول وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم اغفر لي ظلمي وكفري، هذا عمرالذي كان يقوم الليل كله وكان لا ينام بالليل أو النهار كان ينام وهو جالس فلما سأل عن ذلك قال إذا نمت بالليل إضعت حق ربي..وإذا نمت بالنهار أضعت حق الرعية ومع ذلك يقول اللهم اغفر لي ظلمي وكفري فقال قائل: يا أمير
المؤمنين، هذا الظلم فما بال الكفر؟ قال: إن الإنسان لظلوم كفار (ابن أبى حاتم) [كنز العمال 5046]
لماذا هو ظلوم ؟ إن الله يقول وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ لأنه يضع هذه النعمة في غير موضعها وكفار لماذا لأن الله عز وجل يكرمه بها وينسبها إلى سواه في الحديث القدسي المشهور قال الله إنى والجن والإنس فى نبأ عظيم أخلق ويعبد غيرى وأرزق ويشكر غيرى وقد تكررت هذه الآية مرتين مرة في سورة ابراهيم [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ] ومرة في سورة النحل [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)] لأنه عظيم منة الله حتى على الظلم والكفر قابل معنين بمعنيين وكأن الله جل وعلا يقول للإنسان أن أعرف ظلمك وإن كنت ظلوما تضع هذه النعمة في غير موضعها التي أمرك الله بها تفعل الذنوب فيقول لك الله فإني غفور غفور غفور ثم إن كنت تسألوني فإني رحيم قابل معنين بمعنيين إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ & إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم علمنا ذلك فقال أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ لذلك إن تقصير الطاعة يمكن أن يسبق كثير من المعاصي لذلك أول شيء تفعله بعد الخروج من الصلاة هو استغفرالله ثلاثا كذلك بعد الخروج من الحمام تقول غفرانك لماذا ؟ من أجل التقصير في الطاعة فأول المحاسبة هو المحاسبة على الطاعة ثم يحضر ورقة وفي آخر النهار يحاسب نفسه صليت في جماعة P وإذا لم أصلي O وكذلك ثانيا على المعصية
ثالثا المباح ولكن ما هو المباح ؟ يقول الإمام ابن القيم في روضة المحبين واللذة أنواع منه ما هو حلال ومنها ما هو حرام ومنها ما هو مباح يعنى مثلا مشاهدة مباريات كرة القدم أهو حرام لا إنما هو مباح ما دامت لا تصد عن ذكر الله ولا عن واجب ولا تحتوى على محرم في ذاتها فلا يوجد مانع شرعي ولكن سبحان الله الناس درجات منهم الصالحون والمقربون وهكذا فالمؤمن المقرب يحاسب نفسه على المباح حتى قالوا أنك إذا نويت بلعبكومزاحك وجه الله أوجرت على ذلك فاللذة المحرمة تأخذك إلى النار واللذة المحمودة يؤجر عليها المرء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم" وفي بضع أحدكم أجر قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر قالوا نعم قال فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر" واللذة المباحة لا شيء فيها كاللهو واللعب إلا أن أصحاب الهمم العالية يتركون مثل هذه اللذات لأنه يعملون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق رواه مسلم ودائما نذكر موقف أبو بكر في محاسبة نفسه وهو قبل أن يموت يا عائشة إني أريد أن استخلف عمر لأنه ليس أحدأحب إلي منه وبعد شهر قال ماذا قلت عن عمر فقالت أنك قلت يا عائشة إني أردت أن استخلف عمر لأنه ليس أحد أحب إلي منه فقال أبو بكر لا يا عائشة أني اريد إني أردت أن استخلف عمر لأنه ليس أحد أعز علي منه سبحان الله كلمة محاسبة دقيقة جدا لأنه لو جعل أحب الناس عمر لأشرك في ذلك رسول الله الذي هو أحب إليه من كل شيء مع عمر ، سيدنا الربيع بن الخثيم كان يفعل هذا بالنهار يكتب كل أعماله وبعد ذلك حاسب نفسه ، سبحان الله [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ][سورة ق : 18] وعلماء اللغة العربية يقولون أن كل ما يقرب من الإنسان اربعة أشياء إما كلمة وإما كلام وإما كلم وإما قول فالكلمة أي لفظة يلفظها الإنسان محمد , أحمد , سماء , أرض ........ ، والكلام ما تركب من كلمتين أو اكثر ودل على معنى أو لا يفيد مثل خرج محمد إلى المسجد ، والكلم هو ما تركب من كلمتين فأفاد معنى [إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ][فاطر : 10] يفيد معنى ، القول هو أي شيء يخرج من اللسان مثل الهمهمه والنحنحه هل يكتب نعم يكتب قال أحد السلف لو كتب الإنسان ما قال لما تكلم بكلمة سيدنا ععمر بن الخطاب يحاسب نفسه كثيرا في مرة من المرات يقول أنس بن مالك سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوما وقد خرج وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في الحائط عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك رواه مالك ، وابن سعد ، وابن أبى الدنيا فى محاسبة النفس ، وأبو نعيم فى المعرفة ، وابن عساكر) [كنز العمال 35911]
، خليفته عمر بن عبد العزيز أول ما تولى خلافة المسلمين فأرسلوا إليه عمّة لهم كبيرة وقورة تكلّمه أن يُبقي لهم ما في أيديهم من أموال المسلمين،فأخذ قطعة من اللحم ووضعا على الفحم وقال لها أترضين أن يكون ابن أخيك من هذه القطعةفخرجت من عنده فلقيها أقاربه فقالت قولتها المشهورة تزوِّجون ابنكم من بنت عمر بن الخطاب، فكيف تريدون أن يكون أولادها؟ أو كما قالت. [يوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)][النحل :111] [وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)][الكهف : 49 ][ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) ][البقرة 281] سلم يارب - أحد التابعين كان توبة بن الصمة تلميذ الإمام الحسن البصري وغيرهم كان كثير المحاسبة لنفسه في يوم من الأيام حسب عمره 60 سنة فحسبه بالأيام فضرب السنوات في 12 والأشهر في 30 وهكذا فوجد أن عمره 21 ألف و500 يوم – سبحان الله فقال أنا الخطاء 21000 ذنب و 500 ذنب هذا على حساب أني أعمل في اليوم ذنبا واحدا فكيف وفي اليوم الواحد عشرات الذنوب بل الآلاف الذنوب واخذ يبكي حتى غشي عليه يقلبون فيه يمنة ويسرة فإذا هو قد مات سمعوا قائلا يقول يا لك من ركضة في الفردوس الأعلى ، وجد الفضيل بن عياض رجلاً فقال له: يا عبد الله كم بلغ عمرك؟ قال الرجل 60 عاما قال الفضيل: أنت منذ 60 سنة وأنت راحل إلى ربك يوشك أن تصل ففهم الرجل الجملة فقال: إن لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل أفهمتها فقال الرجل نعم فقال الفضيل من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤل، ومن علم أنه مسؤل فليعد للسؤال جوابًا .
إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
فيا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
ويا أبناء الخمسين! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
ويا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون، لقد أسرفتم !
هو نسيان نسيان أن نحاسب أنفسنا , والله أعظم مصيبة نسيان الحساب ونختم بحديث وقال الحسن في قوله تعالى ولا أقسم بالنفس اللوامة قال لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي ماذا أردت بأكلتي ماذا أردت بشربتي والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه
اللهم جنبنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
اللهم أرنا الهدى هدى فنتبعه وأرنا الباطل باطلا فنجتنبه ولا تكلناغلا انفسنا فنضلضلالا بعيدا ، اللهم إنا نسالك الإخلاص في النيات ونسالك الإخلاص في الأعمال ونسالك الإخلاص على كل حال
اللهم ارحمنا إذا ما أدخلونا في قبورنا تحت الجنادل والتراب وحدنا، اللهم ارحمنا إذا ما ورانا التراب، اللهم ارحمنا إذا ما كان الدود أنيسنا، وأرحمنا إذا كان الملائكة جليسنا، اللهم ارحمنا إذا صار التراب مضجعنا، اللهم ارحمنا إذا وارانا التراب واندرس رسمنا وفارقنا الأهل والأصحاب وتركنا الأهل والأحباب وعرضنا يا ربنا للحساب، لا منجي ساعتها إلا أنت فاللهم نجينا ساعتها من سوء العذاب