من أسرار الحج
1-الكعبة عبر التاريخ 2- من اسرار الحج 3-وصايا إلى كل حاج
ها هو قد بدأ موسم الخشية ، موسم المغفرة ، حيث يسافر الحجاج إلى بيت الله الحرام ، يسافرون تاركين ورائهم كل العلائق ، ولا يمنعهم عن الرحيل إلى ربهم عائق ، راحلون للبيعة ، راحلون للبيعة ، راحلون شوقا وحبا ، بذلوا من أموالهم وأوقاتهم وصولا للبيت ، تعالوا بنا لنعيش مع هذا البيت ، نرجع بعجلة الزمن إلى الوراء ، لنقرأ تاريخ هذا البيت العتيق
1-الكعبة عبر التاريخ
لقد سمى الله عز وجل في كتابة هذا البيت بأسماء عديدة ، سماه بالبيت العتيق قال تعالى :[ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ][الحج : 29] سماه ببكة قال تعالى :[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ][آل عمران : 96] ونسبه إلى نفسه قال تعالى :[ َعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ][البقرة : 125] وقد اختلف العلماء في أول من بنى البيت ، فبعضهم قال الملائكة ، وقيل آدم ، وقيل شيث ، وقيل ابراهيم وهكذا
ولكن الأكثرون على أن البيت كان موجود قبل ابراهيم عليه السلام واستدلوا بقوله تعالى :[وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ][البقرة : 127]
ولكن كيف بنى ابراهيم البيت ؟
لما أنجبت هاجر من ابراهيم عليه السلام غارت سارة ، فطلبت من ابراهيم أن يخرج بهاجر بعيدا عنها ، فأخذ ابراهيم هاجر وذهب إلى البلد الحرام ، وكانت أنذاك مكانا فقرًا ، لا أنيس فيها ولا جليس ، فلما أوصلهما إلى الحرم تركها هي و رضيعها وقفل راجعا فقالت له يا ابراهيم إلى من تذهب وتتركنا وابراهيم لا يرد عليها فقالت له في الثالثة ، يا ابراهيم ءالله أمرك بهذا فقال بلى قالت إذن لن يضيعنا ، وفجر الله ماء زمزم لهاجر ورضيعها إكراما لها ، واستجابة لدعوة ابراهيم قال تعالى :[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ][إبراهيم : 37]
وعاش اسماعيل الرضيع مع أمه وظل يكبر عاما بعد عام وابراهيم يزوره كل زمن ليطمئن على حالهم ، حتى أمره الله ببناء البيت قال تعالى : [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ][البقرة : 127] قال تعالى :[ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ][الحج : 26] ولما وصلا إلى منتهى متناول اليد ، طلب ابراهيم من اسماعيل أن يأتي له بحجر حتى يعلو عليه ، ويتم البناء ، فرفع الله ذكر ابراهيم قال تعالى :[ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ][البقرة : 125] ثم طلب منه أن ينادي في الناس بالحج قال تعالى :[ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ][الحج : 27] ثم استقرت بعض القبائل العربية عند البيت مثل العماليق وجرهم وتصدع بناء البيت أكثر من مرة بسبب السيول والعوامل المؤثرة في البناء وقد ذكر بناء العماليق وجرهم رواه ابن أبي شيبة وابن راهويه وابن جرير وابن أبي حاتم في الدلائل على أن بناء ابراهيم لبث ماشاء الله أن يلبث ثم انهدم فبنته العمالقة ثم انهدم فبنته جرهم ثم قصي بن كلاب ثم نقله الزبير بن بكار وجزم بم به الماوردي ، ثم مرت السنون حتى قامت قريش ببناء الكعبة وذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات وكان بناء الكعبة على هيئة حجارة منضودة موضوعة بعضها فوق بعض من غير طين مما يجعل السيول لا تجتاح مكة بين الحين والآخر تؤثر على متانة الكعبة فتصدعت جدرانها حتى كادت أن تنهار ، فقررت قريش إعادة بنائها ولكن كيف تم ذلك
قال ابن هشام : فَلَمّا بَلَغَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِبُنْيَانِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانُوا يُهِمّونَ بِذَلِكَ لِيُسَقّفُوهَا وَيَهَابُونَ هَدْمَهَا إنما كَانَتْ رَضْمًا فَوْقَ الْقَامَةِ وَكَانَ الْبَحْرُ قَدْ رَمَى بِسَفِينَةٍ إلَى جُدّةَ لِرَجُلٍ مِنْ تُجّارِ الرّومِ ، فَتَحَطّمَتْ فَأَخَذُوا خَشَبَهَا ، فَأَعَدّوهُ لِتَسْقِيفِهَا ، وَكَانَ بِمَكّةَ رَجُلٌ قِبْطِيّ نَجّارٌ فَتَهَيّأَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بَعْضُ مَا يُصْلِحُهَا . وَكَانَتْ حَيّةً تَخْرَجُ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ الّتِي كَانَ يُطْرَحُ فِيهَا مَا يُهْدَى لَهَا كُلّ يَوْمٍ فَتَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَتْ مِمّا يَهَابُونَ وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إلّا احْزَأَلّتْ وَكَشّتْ وَفَتَحَتْ فَاهَا ، وَكَانُوا يَهَابُونَهَا . فَبَيْنَا هِيَ ذَاتُ يَوْمٍ تَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ ، كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ بَعَثَ اللّهُ إلَيْهَا طَائِرًا فَاخْتَطَفَهَا ، فَذَهَبَ بِهَا ؛ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : إنّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللّهُ قَدْ رَضِيَ مَا أَرَدْنَا ، فَلَمّا أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ فِي هَدْمِهَا وَبِنَائِهَا ، قَامَ أَبُو وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ مَخْزُومٍ فَتَنَاوَلَ مِنْ الْكَعْبَةَ حَجَرًا ، فَوَثَبَ مِنْ يَدِهِ حَتّى رَجَعَ إلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلّا طَيّبًا ، لَا يَدْخُلُ فِيهَا مَهْرُ بِغَيّ وَلَا بَيْعُ رِبًا ، وَلَا مُظْلَمَةُ أَحَدٍ مِنْ النّاسِ ، ثُمّ إنّ النّاسَ هَابُوا هَدْمَهَا وَفَرِقُوا مِنْهُ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ : أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فِي هَدْمِهَا ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ثُمّ قَامَ عَلَيْهَا ، وَهُوَ يَقُولُ اللّهُمّ لَمْ تُرَعْ ، اللّهُمّ إنّا لَا نُرِيدُ إلّا الْخَيْرَ . ثُمّ هَدَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الرّكْنَيْنِ فَتَرَبّصَ النّاسُ تِلْكَ اللّيْلَةَ وَقَالُوا : نَنْظُرُ فَإِنْ أُصِيبَ لَمْ نَهْدِمْ مِنْهَا شَيْئًا وَرَدَدْنَاهَا كَمَا كَانَتْ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ فَقَدْ رَضِيَ اللّهُ صُنْعَنَا ، فَهَدَمْنَا . فَأَصْبَحَ الْوَلِيدُ مِنْ لَيْلَتِهِ غَادِيًا عَلَى عَمَلِهِ فَهَدَمَ وَهَدَمَ النّاسُ مَعَهُ حَتّى إذَا انْتَهَى الْهَدْمُ بِهِمْ إلَى الْأَسَاسِ أَسَاسِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَامُ ، أَفْضَوْا إلَى حِجَارَةٍ خُضْرٍ كَالْأَسْنِمَةِ آخِذٌ بَعْضُهَا بَعْضًا ، ثُمّ إنّ الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ جَمَعَتْ الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهَا ، كُلّ قَبِيلَةٍ تَجْمَعُ عَلَى حِدَةٍ ثُمّ بَنَوْهَا ، حَتّى بَلَغَ الْبُنْيَانِ مَوْضِعَ الرّكْنِ فَاخْتَصَمُوا فِيهِ كُلّ قَبِيلَةٍ تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهُ إلَى مَوْضِعِهِ دُونَ الْأُخْرَى ، حَتّى تَحَاوَزُوا وَتَحَالَفُوا ،فقال أَبُو أُمّيّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرِ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَكَانَ عَائِذٌ أَسَنّ قُرَيْشٍ كُلّهَا ؛ قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَوّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ يَقْضِي بَيْنَكُمْ فِيهِ فَفَعَلُوا . فَكَانَ أَوّلَ دَاخِلٍ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمّا رَأَوْهُ قَالُوا : هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا ، هَذَا مُحَمّدٌ ؛ فَلَمّا انْتَهَى إلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هَلُمّ إلَيّ ثَوْبًا ، فَأُتِيَ بِهِ فَأَخَذَ الرّكْنَ فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ . ثُمّ قَالَ لِتَأْخُذَ كُلّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنْ الثّوْبِ ثُمّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا ، فَفَعَلُوا : حَتّى إذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ ثُمّ بَنَى عَلَيْهِ .
ولما حوصر عبد الله بن الزبير من جهة يزيد تضعضعت الكعبة من الرمي بالمنجنيق فهدمها أيام خلافته ، وبناها على قواعد ابراهيم عليه السلام وأعاد طولها وأدخل من الحجر الأذرع المذكورة وجعل لها بابان وذلك لما بلغه عن خالته عائشة كما في الصحيحين ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا وأدخلت فيها الحجر فأعادها ابن الزبير بناء الكعبة كما قال رسول الله ىصلى الله عليه وسلم لما وزاد في ارتفاعها عشرة أذرع وجعل لها بابان باب بالمشرق وباب بالمغرب يدخل الناس من باب ويخرجون من باب ، وجاءت في غاية البهاء والحسن
وفي عهد عبد الملك بن مروان لما قتل الحجاج ابن الزبير كتب إلى عبد الملك بن مروان - وهو الخليفة يومئذ - فيما صنعه ابن الزبير - واعتقدوا أنه فعل ذلك من تلقاء نفسه - فأمر بإعادتها إلى ما كانت عليه عند بناء قريش لها وقد جَاءَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَعْرُوفُ بِالْقُبَاعِ وَهُوَ أَخُو عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الشّاعِرِ وَمَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَحَدّثَاهُ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - بِالْحَدِيثِ الْمُتَقَدّمِ فَنَدِمَ على إذنه للحجاج في هدم الكعبة ولعن الحجاج
فَلَمّا قَامَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ ، وَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَهَا عَلَى مَا بَنَاهَا ابْنُ الزّبَيْرِ وَشَاوَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : أَنْشُدُك اللّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ تَجْعَلَ هَذَا الْبَيْتَ ألعوبة مَلْعَبَةً لِلْمُلُوكِ بَعْدَك يَشَاءُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يُغَيّرَهُ إلّا غَيّرَهُ فَتَذْهَبُ هَيْبَتُهُ مِنْ قُلُوبِ النّاسِ فَصَرَفَهُ عَنْ رَأْيِهِ فِيهِ
وآخر بناء للكعبة فكان في العصر العثماني عام 1040 هـ عندما اجتاحت مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام حتى وصل ارتفاعها إلى القناديل المعلقة ، عندها أمر محمد على باشا والي مصر مهندسين مهرة وعمالا يهدمون الكعبة ويعيدون بناءها واستمر البناء نصف سنة وكلفهم ذلك أموال باهظة ، وما زالت الكعبة شايخة حتى ياتي الأحباش في آخر الزمان لهدم الكعبة واستخراج كنز الكعبة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فِى آخِرِ الزَّمَانِ يَظْهَرُ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ عَلَى الْكَعْبَةِ - قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - فَيَهْدِمُهَا » . تحفة 13330 معتلى 9500 رواه أحمد يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبش رواه الحاكم في المستدرك ذو السويقتين: هما تصغير ساق الإِنسان، صغَّرهما لرقتهما. خَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ " (1) رواه أحمد وقالوا ضعيف
كلها أحاديث على أنه في آخر الزمان ستهدم الكعبة على يد الأحباش
2- من أسرار الحج
1- تحقيق العبودية لله
والعبودية نوعان عبودية عامة وعبودية خاصة ،أما العبودية العامة وهي عبودية القهر والتسخير ويشترك فيها جميع المخلوقات من حجر وشجر ودواب ومؤمن وكافر أما الثانية فهي عبودية الذل والحب والخضوع وهي عبودية المؤمنين لمالك يوم الدين
وعبودية الله هي الغاية من خلق الإنس والجن قال تعالى :[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ][الذاريات : 56]
وهي الغاية من إرسال الرسل قال تعالى :[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ][النحل : 36]
فموسى عليه السلام أول ما أوحي إليه قال تعالى :[ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ][طه : 14]
وأول ما نطق به عيسى عليه السلام قال تعالى :[ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً] [مريم : 30] قال تعالى :[ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ][مريم : 36]
ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال تعالى :[وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ][الحجر : 99]
إن عبودية الله هي أشرف المقامات ، واسمى الغايات ، وبها ينال العبد أعلى الدرجات شرف الله بها رسوله في الدعوة فقال:[ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ][الجن : 19] وشرفه بها في الإسراء فقال :[ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ][الإسراء : 1]
انظر إلى الكون من حولك ستجده خاضعًا لله عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رسول الله عليه وسلم : " إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، إِلَّا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا عَاصِيَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ " رواه أحمد صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن
قال تعالى :[ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ][الإسراء : 44] قال تعالى :[وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ][الرعد : 15]
إن الحيوانات تخاف من يوم الجمعة لأنها تعلم أن الساعة ستقوم في يوم الجمعة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَيْنِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وفي حديث وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ ( معناه مصغية ) يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ،رواه أحمد بسند صحيح
بل إنها تستريح إن مات كافر أو فاجر في هذه الأرض عَنْ أَبِى قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِىٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ « مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ . فَقَالَ « الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ » . تحفة 12128 - 950/61 رواه البخاري ومسلم والنسائي واحمد
عبودية البقرة والذئب
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ « بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا ، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ » . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ . فَقَالَ « فَإِنِّى أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - وَمَا هُمَا ثَمَّ - وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِى غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّى فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ ، يَوْمَ لاَ رَاعِىَ لَهَا غَيْرِى » . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ . قَالَ « فَإِنِّى أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ » . وَمَا هُمَا ثَمَّ . أطرافه 2324 ، 3663 ، 3690 - تحفة 14972 رواه البخاري وأحمد
عبودية الذئب
وفي مسند أحمد عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِى فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ أَلاَ تَتَّقِى اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّى رِزْقاً سَاقُهُ اللَّهُ إِلَىَّ . فَقَالَ يَا عَجَبِى ذِئْبٌ مُقْعِى عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِى كَلاَمَ الإِنْسِ . فَقَالَ الذِّئْبُ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ . قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِى يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنُودِىَ الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِى « أَخْبِرْهُمْ » . فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « صَدَقَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعَْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ » . { 3/84 } تحفة 4371 معتلى 8564 مجمع 8/291
عبودية الديك
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ » . قَالَ أَبِى قَالَ أَبُو النَّضْرِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبِّ الدِّيكِ وَقَالَ « إِنَّهُ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ » . رواه أحمد وفي رواية لأبي داود عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلاَةِ » . تحفة 3758 رواه أبو داود وصححه الألباني
عبودية النبات
قال تعالى:[ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ][الرحمن : 6]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، كَأَنِّي أُصَلِّي إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، فَقَرَأْتُ السَّجْدَةَ فَسَجَدْتُ ، فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي ، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ : اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا ، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا ، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَرَأَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ.رواه ابن ماجه والترمذي قال الترمذي : حسن غريب قال الشيخ الألباني : حسن
والشجر تلبي مع الحاج ويشهد للمؤذن
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّى إِلاَّ لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا » . تحفة 4735 رواه ابن ماجه قال الشيخ الألباني : صحيح
عن أَبُو سَعِيدٍ الخدري إِذَا كُنْتَ فِى الْبَوَادِى فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالأَذَانِ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لاَ يَسْمَعُهُ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَجَرٌ وَلاَ حَجَرٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ » . تحفة 4105 رواه البخاري وابن ماجه وأحمد والحميدي رواه مالك والنسائي
فالكون كله في عبادة لله ، وأنت غافل عن ذكر الله قال تعالى :[ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ][عبس : 17] فاستشعر وأنت في الحج أن الكون كله يسبح ربه قال تعالى :[ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ][سبأ : 10] إن معنى التلبية هي أنني مقيم يا رب على طاعتك
2-ليست العلاقة بينك وبين الكائنات علاقة بغض وكره
فأنت لا تعادي الأشجار والحجر إنما تعادي عبادتها من دون الله ،الحيوان يجب أن تحسن إليه عند الذبح ، ولا بل إن من سقى كلب دخل رجل الجنة ، أما أن تعبد البقرة من دون الله هذا هو الذي ينبذه الإسلام بل ويحاربه ، وكذلك أنت لا تكره الحجر فإن حجرًا شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأحد جبل يحبنا ونحبه أما أن تعبد الأصنام وهذا هو المرفوض في الإسلام .
تعامل مع النبات برفق ولا تقطع شجرا في الحرم ولكن أن نعتقد في الحجر النفع والضر فلا عَنْ أَبِى وَاقِدٍ اللَّيْثِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ . فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِىُّ اسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ . وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ . تحفة 15516 - 2180 رواه الترمذي بسند صحيح وأحمد وحين تعلق الناس بشجرة الرضوان أمر عمر بقطعها وهي الشجرة التي قال عنها الله [لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ][الفتح : 18]
3-إستشعر وانت تلبس إحرامك بكامل إرادتك ، وأنت تغتسل أنك ستلف في كفنك شئت ام أبيت وسيغسل جسدك شئت أم أبيت فلتتجهز لهذا اليوم
4-استشعر وانت تطوف بالبيت أن الكون كله في حالة طواف فالإلكترونيات تدور حول النواة في الذرة ، والأرض تدور حول نفسها فينتج اليل والنهار ،وتدور حول الشمس فينتج فصول السنة الأربعة ، والشمس مع المجموعة الشمسية تدور حول نجم يسمى فيجا ، فالكون كله في حالة طواف فاستشعر وانت تطوف ان الكون كله يطوف معك
5-تقبيل الحجر
استشعر أن الحجر يمين الله في أرضه ، وانك تبايع الله ، بيعة على التوبة ، بيعة على ترك الحرام وإيذاء الناس ، بيعة على الإستقامة ، بيعة على العمل للإسلام
وها أنت ذا تقترب من الملتزم والملتزم هو مكان بين الحجر الأسود وباب الكعبة وهذا المكان وضع فيه رسول الله وجهه (خده) ورفع يديه ووضع راحتيه على البيت وأزلق بطنه وبكى وقال هنا تسكب العبرات يا عمر رواه ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة والبزار وقال الألباني ضعيف جدا
استشعر في هذا المكان أنك قريب جدا من حبيب قلبك رسول الله
6- استشعر وأنت على الصفا والمروة أن حالك كحال العبد الذي يتردد على سيد ليعلمه بصدق عزمه على خدمته وأنه إن قبل المحسنين قبلك معهم وإن كنت من المسيئين .
تذكر هاجر وترددها بين الصفا والمروة بحثا عن قطرات من الماء لإررواء ظمأ طفلها ، ومدى حبها لهذا الرضيع وتذكر كم أسات إلى أمك التي سهرت على راحتك وكيف أنها جاعت لتشبعك أأعطت وما انتظرت منك شيئا
7-يوم عرفة
الناس على عرفات مجتمعون ،وفي سيئاتهم يفكرون ، وللمغفرة يرجون ، وللعبرات يسكبون ،اجتمعوا من مواطن شتى ، على ألوان شتى ، يتكلمون بلغات مختلفة ، يطلبون حاجات قد تكون متنوعة ،ألا يذكرك هذا بيوم الحشر الأعظم قال تعالى :[ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ][فصلت : 19] قال تعالى :[ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ] [الصافات : 22] قال تعالى :[ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً (48)][الكهف 47-48 ]
8-إرغم أنف الشيطان
إن رمي الجمرات رمز لإظهار عداوتك للشيطان ، ولكنه كما بايعت ربك بالطاعة ، فإنك نبايعه على إغاظة وعداوة إبليس ، فلا يكون أول رجوعك إلى بيتك نصرة الشيطان عليك قال تعالى :[ ِإِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ][فاطر : 6] قال تعالى :[ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً][النساء : 119]
9-إذبح هواك فبل أن تذبح هديك
قا ل تعالى : [فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ][القصص : 50]قال تعالى :[ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ][الجاثية : 23]
تذكر ابراهيم الذي هم بالتضحية بولده تنفيذا لأمر الله قال تعالى :[ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)][الصافات :107-111]
ثالثا وصايا إلى الحجيج
1-إعلان التوبة إلى الله عز وجل قال تعالى : [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ][النور : 31]
2-رد المظالم للأصحابها عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ » . قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِى مَنْ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . تحفة 14073 - 2418 رواه مسلم والترمذي وأحمد
3-أداء الديون عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ » . تحفة 12920 رواه البخاري وأحمد
4- أن يكون النفقة من حلال مات رجل في طريق مكة فحفروا له فدفنوه ونسوا الفأس في لحده ، فكشفوا عنه التراب ليأخذوا الفاس فإذا رأسه وعنقه قد جمعا في حلقة الفأس ،فردوا عليه التراب ورجعوا إلى أهله فسألأوهم عنه فقالوا صحب رجلا فأخذ ماله فكان يحج منه
إذا حججت بماله أصله سحت --- فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة --- ما كل من حج بيت الله مبرور
5-ألا تقصد بحجك رياء ولا سمعة
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي رَحْلٍ لَهُ: " لَبَّيْكَ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " تَوَاضُعًا فِي رَحْلِهِ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِى رَحْلٍ لَهُ « لَبَّيْكَ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشَ الآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ » . تَوَاضُعاً فِى رَحْلِهِ . تحفة 563 معتلى 445 رواه أحمد وقال شعيب الأرناؤوط حديث صحيح، وهذا إسناد قوي،
كان بعض المتقدمين يحج ماشيا على قدميه كل عام فكان ليلة نائما قي فراشه ، فطلبت منه أمه شربة ماء فصعب على نفسه أن يقوم من فراشه حتى يسقي أمه الماء فتذكر حجه ماشيا كل عام ، وأنه لا يشق عليه ، فحاسب نفسه فرأى أنه لا يهونه إلا رؤية الناس له ومدحهم إياه فعلم انه كان مدخولا
6-اختر رفقة صالحة
رافق بُهْيم العجلي وكان من البكائين ، ورجل تاجر موسر ، فلما كان يوم خروجهم للسف بكى بهيم حتى قطرت دموعه عل صدره ، ثم قطرت على الأرض وقال ذكرت بهذه الرحلة الرحلة إلى الله ثم علا صوته بالنحيب ، فكره رفيقه التاجر منه ذلك وخشى أن ينغص عليه سفره معه من كثرة بكائه ، فلما قدما من الحج جاء الرجل الذي رافقهما ليسلم عليهما فبدأبالتاجر فسلم عليه وسأله عن حاله مع بهيم فقال له والله ما ظننت أن في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل علي في النفقة وهو معدم وأنا موسر، ويتفضل علي في الخدمة وأنا شاب قوي وهو شيخ ضعيف، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قال: فقلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرهه من طويل بكائه? قال: ألفت والله ذاك البكاء وسر قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا أهل الرفقة. قال: ثم والله ألفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا والمصير واحد? قال: فجعلوا والله يبكون ونبكي.
قال: ثم خرجت من عنده فأتيت بهيما فسلمت عليه وقلت: كيف رأيت صاحبك? قال: كخير صاحب، كثير الذكر لله عز وجل طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة محتمل الهفوات للرفيق، جزاك الله عني خيرا.
7- حسن الخق مع إخوانك
عن أَبِي جُرَىٍّ الْهُجَيْمِىُّ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « « لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُعْطِىَ صِلَةَ الْحَبْلِ وَلَوْ أَنَ تُعْطِىَ شِسْعَ النَّعْلِ وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِى إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِى وَلَوْ أَنْ تُنَحِّىَ الشَّىْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوُحْشَانَ فِى الأَرْضِ وَإِنْ سَبَّكَ رَجُلٌ بِشَىْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ فِيهِ نَحْوَهُ فَلاَ تَسُبَّهُ فَيَكُونَ أَجْرُهُ لَكَ وَوِزْرُهُ عَلَيْهِ وَمَا سَرَّ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاعْمَلْ بِهِ وَمَا سَاءَ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاجْتَنِبْهُ » . { 3/483 } تحفة 15598 معتلى 1359 ل رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني
-جاء رجلان إلى ابن عوف يودعانه فسألأنه أن يوصيهما فقال لهما عليكما بكظم الغيظ وبذل الزاد ، فرأى أحدهما في المنام أن ابن عوف أهدى إلىهما حلتين
-وكان ابن عمر إن البر شيء هين ، وجه طليق وكلام لين
-كان رجلا من الصالحين يصحب إخوانه في سفر الجهاد وغيره ، فيشترط عليهم أن يخدمهم ، فإذا رأى رجلا يريد أن يغسل رأسه قال له هذا شرطي فيغسله ، فلما مات وجد أنه مكتوب من أهل الجنة فنظر فيها فإذا هي بين الجلد واللحم
7-أكثر من أعمال البر
قيام الليل – مساعدة الآخرين - الإنفاق – تلاوة القرآن – الذكر عموما .........
-كان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليلة أجمع في محمله يومئ إيماء ، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يشغل عنه بسماع صوت الحادي ، فلا يتفطن له
-وكان المغيرة بن الحكيم الصنعاني يحج من اليمن ماشيا وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلة ثلث القرآن ، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده ، فيلحق بالركب حتى لحق ، فربما لم يلحق بالركب إلا في آخر النهار
1-المحافظة على الصلاوات السنن
قال بعض العلماء : كنت في طريق الحج ، وكان الأمير يقف للناس في كل يوم لصلاة الفجر ، فينزل فيصلي ثم يركب ، فلما كان ذات يوم قرب طلوع الشمس ، ولم يقفوا الناس فناديتهم فلم يلتفتوا إلى ذلك ، فتوضات على المحمل ، ثم نزلت للصلاة على الأرض ،ووطنت نفسي على المشي إلى وقت نزولهم في الضحى ، وكانوا لا يتركون إلا قريب وقت الظهر مع علمي بمشقة ذلك على وأنه لا قدرة لي عليه ، فلما صليت وقضيت صلاتي ، نظرت إلى رفقتي فإذا هم وقوف ، وقد كانوا لو سئلوا ذلك لم يفعلوه ، فسألتهم عن سبب وقوفهم ، فقالوا لما نزلت تعرقلت مقاود الجمال بعضها في بعض فنحن في تخليصها حتى الأن ، قال فجئت وركبت وحمدت الله عز وجل ، وعلمت أنه ما قدم حق الله تعالى على هوى نفسه وراحتها إلا وراى سعادة الدنيا والآخرة
2-الإكثار من ذكر الله
عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ قَالَ « الْعَجُّ وَالثَّجُّ » . الْعَجُّ يَعْنِى رفع الصوت بالتَّلْبِيَةَ وَالثَّجُّ يَعْنِى إِهْرَاقَةُ الدَّمِ الهدي . تحفة 6608 رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي والدارقطني قال الشيخ الألباني : صحيح
8-إياك والمعاصي
قال تعالى :[ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ] [البقرة : 197]،عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ » . طرفاه 1819 ، 1820 - تحفة 13408 رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماحه وأحمد والدارمي والدارقطني والحميدي
يا راحلين إلى الحبيب ترفقوا--- فالقلب بين رحالكم وما لكم خلفته
ما لي سوى قلبي وفيه أذبته --- ما لي سوى دمعي فيك سكبته