لمن خلقت النار
العناصر
1- عرفوا ففزعوا 2- وهل خلقت النار إلا لي 3- وما أدراك ما هيه
يا من ذكر الموت وما اعتبر ، وما سمع عن القبر وظلماته وما تأثر ، يا من قرأ عن النار وما تغير ، أما تخشى أن يطرحك الله في النار ولا يبالي
إلى أهل الشهوات والملذات ، إلى من ليل نهار يرتكبون المحرمات ، إلى من كل حياتهم سهوٌ وغفلات ، إلى الذين يتكبرون على الذين خلقهم رب البريات ، إلى الذين صاررت قلوبهم كالحجارة ، ولكن الحجارة تحول إلى فتات ، أما هؤلاء فلا تؤثر فيهم العظات.
ترى لمن خلقت النار ؟
عوتب يزيد الرقاشي على كثرة بكائه فقيل له لو خلقت النار لك ما زدت على هذا قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟ الم تقرأ قوله تعالى :[ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ][الرحمن : 31]ألم تقرأ[يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) ] [الرحمن : 35] فسقط مغشيا عليه فحركه فإذا به قد مات
من الناس الآن من يعتقد أن النار خلقت له ، والله لو علمنا ذلك ، لرجعنا وامتنعنا عن معاصينا ، مصيبتنا أننا نعصى الله ولا نتوب ، نتمادى في العصيان ولا تؤدب ، إتكالا على شفاعة النبي مرة ، وعلى سعة رحمة الله مرات
لقد كان السلف على خلاف حالنا تماما ، تهجد وتنبتل وطاعات ، كانوا من اللذكرين الله كثيرا والذاكرات ، ومع كل هذا فالخوف يملأ قلوبهم ، والدموع تفيض من عيونهم ........... ترى لماذا؟............. لأنهم عرفوا ففزعوا
1- عمر بن الخطاب
سمع رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى : [ إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع ] قال عمر : قسم و رب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه
2- علي بن الفضيل
هل تعلمون ما الذي أمات العليّ بن الفضيل ؟ ما الذي أهلكه ؟ كان يصلي يوما خلف أبوه وأبوه لا يدري بحاله فكان يقرأ سورة الصافات فبلغ قول الحق جل جلاله [احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) ] [الصافات : 22 - 24] سمع الآية فما أطاق وصلت من أذنيه إلى قلبه فتفتت القلب وتفتت الجوارح فمات ، أنت لم تحس الآية أنت غير مستشعر لها ولكن يوم القيامة ستستشعر هذا الموقف عندما تقف أما الملك ، هذا الملك الذي عصيته كثيرًا كثيرًا ، وسترك كثيرًا كثيرًا وما هتك سترك ، كنت تخاف الناس وما كنت تخافه ، كنت تستحي من الناس وما كنت تستحي منه [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ(24)]قال تعالى :[ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ][الأنعام : 30]
3- علي بن الحسين
قال ابو نوح الأنصاري وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين و هو ساجد فجعلوا ينادونه : يا ابن رسول الله النار فما رفع رأسه حتى أطفئت فقيل : ما الذي ألهاك عنها ؟ قال : النار الأخرى
4- سفيان الثوري
و عن أبي مهدي قال : ما كان سفيان الثوري ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : النار النار شغلني ذكر النار عن النوم و الشهوات ثم يتوضأ و يقول على أثر وضوئه : اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم و ما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار
5- أميه بنت الورع
و كانت من الخائفين و كانت إذا ذكرت النار قالت أدخلوا النار وأكلوا من النار وشربوا من النار وعاشوا ثم تبكي وكان بكاؤها أطول من ذلك و كانت كأنها حبة على مقلى و كانت إذا ذكرت النار بكت و أبكت دما و ما رأيت أحدا أشد خوفا و لا أكثر بكاء منها
6- رجل يموت
عن عبد الرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع تاليا يتلو :
[ إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ] فتمايل فلما قال التالي : [ لا يفتر عنهم و هم فيه مبلسون ] سقط في الماء فمات
7- أويس القرني
و عن عطاء الخراساني كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير و يسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط
8- عبد الله بن حنظلة
عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت عبد الله بن حنظلة يوما و هو على فراشه و عدته من علته فتلا رجل عنده هذه الآية : [ لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش ] فبكى حتى ظننت أنه نفسه ستخرج و قال : صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه فقال قائل : يا أبا عبد الرحمن اقعد قال : منعني القعود ذكر جهنم و لا أدري لعلي أجدهم
9- عطاء السلمي
و قال سرار أبو عبد الله : عاتبت عطاء السلمي في كثرة بكائه فقال لي : يا سرار كيف تعاتبني في شيء ليس هو لي ؟ إني إذا ذكرت أهل النار و ما ينزل بهم من عذاب الله عز و جل و عقابه تمثلت لي نفسي بهم فكيف لنفس تغل يداها إلى عنقها و تسحب إلى النار أن لا تبكي و تصيح ؟ و كيف لنفس تعذب أن لا تبكي ؟
10- يزيد بن مرثد
للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن مرثد : مالي أرى عينك لا تجف ؟ قال : و ما مسألتك عنه ؟ قلت : عسى الله أن ينفعني به قال : يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار و الله لو لم يوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين
أنا لا أقصد من هذا أن أقنطكم من رحمة الله ، ولكن أريد أن يكون هناك توازن ، فعصيان مع حسن الظن أماني وغرور ، وخوف مع قنوط خطأ في معرفة العزيز الغفور
وكان بعض السلف يقول : من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ و من عبده بالخوف وحده فهو حروري و من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق و من عبده بالخوف و الرجاء و المحبة فهو موحد مؤمن ( التخويف من النار لإبن رجب الحنبلي )
وقد بين الله ورسوله أصناف وأوصاف أهل النار ، اذكررها واحذر نفسي وإخواني مع
وهل خلقت النار إلا لي
أنا اعلم أن الحديث قد يكون مفزعا ورهيبا ولكني أتمثل قول الحسن حينما سأله أحدهم إننا نجالس أقواما يخوفوك بالله حتى تكاد قلوبنا أن تنخلع ممن صدورنا فقال الحسن : إنك إن تجالس أقواما يخوفونك بالله حتى يدركك الأمن يوم القيامة ، خير من أن تجالس أقواما يؤمنوك بالله ثم يدركك الخوف يوم القيامة
أخي ترى ما هي أوصاف أهل النار ومن هم الذين سيدخلونها من المسلمين نعم سيدركهم الشفاعات ولكن بعد أن يذوقوا من عذابها ويصطلوا بلهبها ولكن من يقدر على هذا
1- أيها المتكبر
قال تعالى :[ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ] [غافر : 60]
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِى صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِى جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةِ الْخَبَالِ » رواه الترمذي. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ فَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِى الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ . وَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِى الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ أَنْتِ عَذَابِى أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ - وَرُبَّمَا قَالَ أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ - وَقَالَ لِهَذِهِ أَنْتِ رَحْمَتِى أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا » . رواه مسلم والترمذي وأحمد
2- المرأة التي لا تشكر زوجها
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ صلى الله عليه وسلم « إِنِّى رَأَيْتُ الْجَنَّةَ ، فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُوداً ، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ، وَأُرِيتُ النَّارَ ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ » . قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « بِكُفْرِهِنَّ » . قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ « يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ » رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد
3- الطغيان وإيثار الدنيا
قال تعالى :[ فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) ][النازعات 37 – 39 ]
4- واسمع إلى هذه الأوصاف
في صحيح مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِى خُطْبَتِهِ « وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ - قَالَ - وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعاً لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً وَالْخَائِنُ الَّذِى لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ » . وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ « وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ » . وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو غَسَّانَ فِى حَدِيثِهِ « وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ » .
الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ وهذا القسم شر أقسام الناس ، ونفوسهم ساقطه لأنهم ليس لهم هم في طلب الدنيا والآخرة ، وإنما همه شهوة بطنه وفرجه ، كيف أنفق له ، وهو تبع للناس خادم عليهم طواف عليهم سائل لهم
وَالْخَائِنُ الَّذِى لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ وهو الذي يخون في أخقر الأشياء
وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ وهو الذي يظهر الخير ويبطن الشر لقصد التوصل إلى أموال الناس وأهليهم
الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ وكلاهما ينشأ من الشح وهو شدة الحرص على ما ليس له من الوجوه المحرمة ، وينشأ عنه البخل وهو أمساك الإنسان ما في يده والإمتناع من إخراج في وجوههم التي أمره بها
وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ وهو سيء الخلق الفحاش
عن عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ . أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ « ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ » . أَوْ « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ » . فَلَمَّا دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْكَلاَمَ . فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ مَا قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِى الْقَوْلِ . فَقَالَ « أَىْ عَائِشَةُ ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ - أَوْ وَدَعَهُ - النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ » رواه البخاري ومسلم
5- إقرأ قوله تعالى :[ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)][المدثر 42-47] عن قتادة في قوله : وكنا نخوض مع الخائضين قال : يقولون : كلما غوى غاو غوينا معه
6- إنذار إلى المتبرجات
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا » . رواه مسلم وأحمد
هل أجد من هؤلاء يحتمل حر جهنم ، هل تقدر على حرارة شمعة ، فكيف بحر النار ، عافانا الله وإياكم
وأخيرا :[وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ]
- أنت عارف الطعام آيه؟
1-الطعام غسلين قال تعالى :[وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ (37)] والغسلين شجرة من النار ياكلون منها حتى تمتلأ بطونهم ، فتغلي في بطونهم كم يغلي الماء الشديد الحرارة عن ابن عباس : من غسلين قال : هو صديد أهل النار
2-الطعام زقوم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِى دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
قال تعالى :[ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) ][الصافات 62-70] قال تعالى :[ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)][الدخان 43-50]
3-الطعام الضريع قال تعالى [لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ ][الغاشية : 6]
4-طعام ذا غصه قال تعالى :[ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)][المزمل 12-13]
- أتدرون ما هو الشراب في جهنم ؟
يشربون ماء قد بلغت درجة حرارته الدرجة القصوى " الحميم " قال تعالى :[ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)][ص 57-58]
يسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن وراءه عذاب غليظ. أما شرابها فاستمع إلى ما يقول ربنا وخالقنا: [ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ] . [ الكهف 29 ]
شراب بارد يحرق من شدة البرد الغساق هل جربت أن تشرب القيح والدم الصديد كالمهل
والمهل هو القيح والدم الأسود كعكر الزيت
أما السلاسل والأغلال
قال تعالى :[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ][غافر 69-72] قال تعالى :[ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ] [ الحاقة 32 ] يؤخذ بالنواصي والأقدام أي أن ناصية رأسه تجمع إلى قدميه من وراء ظهره ،
الملابس والأسرة
قال تعالى :[وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50)][ابراهيم 49-50] والقطران هنا لسرعة إشتعال النار فيها
قال تعالى :[ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) ][الزمر 16] [لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) ][الأعراف 41]
وقود النار
قال تعالى :[ فاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ][البقرة 24] قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ][التحريم : 6]
قال تعالى :[ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ][الأنبياء : 98]
الجسم يكبر في صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ضِرْسُ الْكَافِرِ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ » . ةلا تقولين هذا للكافر فأنت مسلمة عاصية رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِى مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا » . رواه ابن ماجه باسناد حسن
فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذابا من كان له نعلان يغلي منهما دماغه ما يرى أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم،رواه البخاري و مسلم و أحمد والترمذي وابن حبان صحيح , أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان، وعذابهم أشد عذاب وما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم [ خمسين ألف سنة ] [ المعارج 4 ] لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا فيها شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أكبادهم جوعا، ثم انصرف بهم إلى النار، فيسقون من عين آنية قد آذى حرها واشتد نضجها فلو رأيتهم وقد أسكنوا دار ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك مبهمة المهالك قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي يسحبون فيها على وجوههم مغلولين النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم إنما يرى المجرمون عرضا عسكريا مرعبا فترى جهنم غاضبة لا أحد يستطيع أن يفلت منها قال تعالى : [تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) ] [الملك 8-9] قال تعالى : [وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14) ] [الفرقان 13-14] قال تعالى : [وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ] [الفجر : 23] قال تعالى : [وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً ] [الكهف : 100] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا » . رواه مسلم والترمذي صحيح والزمام : هو ناحية ... أي أن جهنم تأتي يوم القيامة لها 70 ألف ناحية وكل ناحية منها يجرها 70 ألف ملك قال تعالى : [قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) ] [ق 27-30] فلا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يطأ الله بقدمه على جهنم فتنزوي بعضها عى بعض ... عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ . وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ » . رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وقال الترمذي حسن صحيح وقال الألباني صحيح
فغطاؤهم من نار وطعامهم من نار وشرابهم من نار ولباسهم من نار ومهادهم من نار فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع، وجر السلاسل يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها، تغلي بهم كغلي القدر وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور، يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق يتفجر الصديد من أفواههم وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم، كلما نضجت جلوده بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب أمانيهم فيها الهلاك وما لهم من أسرها فكاك، فما حال دار إذا تمنى أهلها تمنوا أن يموتوا؟ كيف بك لو رأيتهم وقد اسودت وجوههم؟ فهي أشد سوادا من الحميم، وعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم وقصمت ظهورهم، ومزقت جلودهم وغلّت أيديهم إلى أعناقهم وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفتتت منا الكبود، يا مالك العدمُ خير من هذا الوجود، فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقوى خطاب وأغلظ جواب [ إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ] [ الزخرف 77، 78 ] فينادون ربهم وقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم [ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا فإن عدنا فإنا ظالمون ] فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبهم بتوبيخ أشد من العذاب [اخسئوا فيها ولا تكلمون ] [ المؤمنون 106 - 110 ] فعند ذلك أطبقت عليهم وغلقت، فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزاد حسراتهم وتنقطع أصواتهم فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء، يبكون على تضييع أوقات الشباب ويتأسفون أسف أعظم من المصاب، ولكن هيهات هيهات ذهب العمل وجاء العقاب. نداءات أهل النار وصريخهم : قال محمد بن كعب القرظي فيما ذكره البيهقي
لأهل النار 5 نداءات يجابون في أربع منهم وفي الخامسة لا يتكلمون بعدها أبدًا
1-قال تعالى : [ قالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ] [غافر : 11] فيجابون قال تعالى : [ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ] [غافر : 12]
2-قال تعالى : [وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة : 12] فيجابون قال تعالى : [فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ] [السجدة : 14]
3-قال تعالى [أَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ] [إبراهيم : 44] فيجابون [أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ] [إبراهيم : 44]
4-قال تعالى : [وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ] [فاطر : 37] فيجابون قال تعالى : [أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ] [فاطر : 37]
5-قال تعالى : [قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)] [المؤمنون : 106-107] فيجابون قال تعالى : [قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ] [المؤمنون : 108]
فلا يتكلمون بعدها أبدًا ما هو إلا شهيق وزفير كأصوات الحمير
لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مغلول القيادة أزرقا
يساق إلى نار الجحيـم مسربلا سرابيل قطران لباساً محرقـا
إذا شربوا منها الصديد رأيتهـم يذوبون من حر الصديد تمزقا
أما أهل الإسلام فيسخفف عنهم الآلآم ولكن كلٌ بقدر عمله في جهنم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ وَمِنْهُمْ مَن تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ » . رواه أحمد هل تعلمون أن نارنا هذه هي جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلاَ أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعِيدَهَا فِيهَا »
أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لاَ يَمُوتُونَ فِيهَا وَلاَ يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ - أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ - فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْماً أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِىءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ . فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِى حَمِيلِ السَّيْلِ » رواه مسلم
دعوني على نفسي أنوح وأندب بدمع غزير وأكف يتصبب
دعوني على نفسي أنوح فإنني أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
وإني حقيق بالتضرع والبكا إذا ما هدا النوام والليل غيهب
وجالت دواعي الحزن من كل جانب وغارت نجوم الليل وانقض كوكب
كفى أن عيني بالدموع بخيلة وإني بآفات الذنوب معذب
فمن لي إذا نادى المنادي بمن عصى إلى أين إلجائي إلى أين أهرب
وقد ظهرت تلك الفضائح كلها وقد قرب الميزان والنار تلهب
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي لئن كنت في قاع الجحيم أعذب
فقد فاز بالملك العظيم عصابة تبيت قياما في دجى الليل ترهب
إذا أشرف الجبار من فوق عرشه وقد زينت حور الجنان الكواعب
فناداهم سهلا وأهلا ومرحبا أبحت لكم داري وما شئتم أطلبوا
1- خطباء السوء:
عن أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِى النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِى النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ أَىْ فُلاَنُ ، مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ » رواه البخاري وأحمد
2- شارب المسكرات
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " فَقَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ: " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ "، أَوْ " عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ رواه مسلم واحمد
3- النائحة إذا لم تتب من نائحتها
عنَّ أَبَي مَالِكٍ الأَشْعَرِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِى الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِى الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ » . وَقَالَ « النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ » . رواه مسلم
قال أبو غندر الدمشقي :
كان أويس القرني إذا نظر إلى الرؤوس المشوية يذكر هذه الآية ( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) فيقع مغشياً عليه حتى يظن الناظر إليه أنه مجنون
4- من قتل نفسه
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا » . رواه البخاري ومسلم
قال داود عليه السلام
إلهي لا صبر لي على حر شمسك ، فكيف صبري علي حر نارك ، ولا صبر لي على صوت رحمتك فكيف لي على صوت عذابك