تربية الأولاد في الإسلام
مقدمة
الأولاد هم غراس الحياة وقطوف الأمل ، هم قرة العيون ، هم زهور الأمة وبراعمها ، وهم البشرى قال تعالى :[ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً ][مريم : 7]، وهم قرة العين قال تعالى :[رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً] [الفرقان : 74] ، وهم زينة الحياة الدنيا [الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ][الكهف : 46] ، وهم المودة والرحمة [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] [الروم : 21] قال العلماء : المودة والرحمة هم الأولاد ، وهم هبة الله لك [وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ][الأنعام : 84] قال تعالى :[ َوَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى ] [الأنبياء : 90] قال تعالى : [وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ] [ص : 30] يقول الدكتور النابلسي : امراة في لوس أنجلوس جاءت إليه بعد أن ألقى كلمة قال : وبعد أن انتهت كلمتى اقتربت مني امرأة محجبة قالت لي : أنا أخت فلان بن فلان صديقي في الشام قلت أهلا وسهلا فإذا تنفجر في البكاء قلت خير إن شاء الله ، قالت : ابنتي راقصة وابني ملحد
فوائد تربية الأولاد
1-صدقة جارية
روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له قال ابن القيم رحمه الله : إن الله سبحانه وتعالى يسأل اللهالوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده ، فإنه كما أن للأب على أمه حقا فللإبن على أبيه حق ، فمن أهمل تعلم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد وإنما جاء فسادهم من قبل الأباء وأهما لا هم لهم وترك تعليمهم فرائض اللدين وسننه ، فأما عوهم صغارًا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا أباءهم كبارًا
2-قوا أنفسكم وأهليكم نارا
فأولادك أنت المسؤل عنهم أمام الله تعالى قال سبحانه [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ][التحريم : 6] عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتَهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِىَ مَسْئُولَةٌ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ » . تحفة 7528 معتلى 4600 رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد
3-صبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية :
قال تعالى : [صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ ][البقرة : 138] فتربية الأولاد تساهم بشكل فعال في إنشاء جيل صالح يصلح المجتمع بصلاحه ، ويستطيع أن ينشر الخير والفضيلة في المجتمع
4- ولد صالح يدعو لك
قال تعالى : [ َوَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ] [الإسراء : 24] قال تعالى :[ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ][إبراهيم : 41]
5-تحصين الطفل ضد الأفكار الهدامة
فعندما يقوم المربى بتربية الولد تربية اسلامية عن طريق التخلية والتحلية ( لابد من تخلية نفسك من المعاصي والذنوب ثم تحليتها بالقرب من الله بالطاعات ) ويعرفه الأخطاء الشائعة في المجتمع ويصحح الأخطاء التي يراها في تعاملاته في المجتمع وفي وسائل الإعلام فإنه بهذا يحصنه ضد الأفكار الهدامة.
6-إكتشاف المواهب وتنمية القدرات :
كل مطرب تسمعه الأن كان طفلا صغيرًا ، صوته جميلا اكتشفه من اكتشفه ونمى مواهبة وأثقلها ، فكان المطرب الفلاني المشهور ، وكذا الممثل والطبيب والمهندس والعالم وغيرهم |
