tamer.page.tl
  أخطار وعقوبات الزنا
 

أخطار وعقوبات الزنا

انتهينا في اللقاء السابق من الحديث الأول عن أم الفواحش"الزنا" وكان هذا الحديث تحت عنوان"فاحشة الزنا بين الفطرة والواقع" واليوم مع الحديث الثاني عن هذه الفاحشة وعنوانه "فاحشة الزنا أخطار وعقوبات" والذي يندرج تحت عنصرين

1.    أهم خطورات الزنا

2.    تلك حدود الله

أما عن الأول:

فإن خطورات الزنا تتعدد وتتنوع وبعضها أعظم من بعض وكل خطورة منها كافية بأن تجعل العاقل يرتدع عن هذه الفاحشة ويتبرأ من قائد الشهوة وسائق الهوى الذي يقوده إلى هذه الخطورات وأهمهاً

·       اقترانه بالشرك بالله تعالى في كتابه

فقد قرنه الحق تبارك وتعالى بالشرك في كتابه الكريم ونفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحبه مطلق الإيمان , وفي ذلك يقول سبحانه[وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا][ الفرقان]

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ »متفق عليه

وفي حديث لأبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ كَالظُّلَّةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ عَادَ إِلَيْهِ الإِيمَانُ »أبو داود والترمذي وصححه الألباني

وما أجمل كلمات ابن القيم التي تدل على قوة استنباطه للطائف القرآن وتعمقه في فهم

كتاب الله , يقول الإمام"وقد وسم الله سبحانه الشرك والزنا واللواطة بالنجاسة والخبث في كتابه دون سائر الذنوب وإن كانت مشتملة على ذلك لكن الذي وقع في القرآن قوله تعالى : [يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ][ التوبة : 28 ] وقوله تعالى في حق اللوطية : [ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين] [ الأنبياء : 74 ] وقالت اللوطية : [أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ][ النمل : 56 ] فأقروا مع شركهم وكفرهم أنهم هم الأخابث الأنجاس وأن لوطا وآله مطهرون من ذلك باجتنابهم له وقال تعالى في حق الزناة : الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات... ولهذا كانت نجاسة الزنا واللواطة أغلظ من غيرها من النجاسات من جهة أنها تفسد القلب وتضعف توحيده جدا ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركا فكلما كان الشرك في العبد أغلب كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر وكلما كان أعظم إخلاصا كان منها أبعد كما قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام : [كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين], لما كانت هذه حال الزنا كان قرينا للشرك في كتاب الله فقال[الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ][ النور(3)] إغاثة اللهفان بتصرف

·       الزنا يمحق الحسنات

فهذه الجريمة تأتي على حسنات المسلم وطاعاته فتأكلها كما تأكل النار الحطب, وكفى بذلك خطرا, كيف يمكن أن يتحمل المسلم أن يعبد الله ويطيعه سنوات عمره ثم تأتي هذه الفاحشة فتذهب بكل ذلك , أما دليل ذلك فعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلت فذكرت الله لازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاءه سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين أو الرغيف ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له ) ابن حبان في صحيحه وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف

·       الزاني لا يستجاب دعاؤه

إذ كيف يقبل الله عز وجل عليه بالقبول لدعائه وقد انتهك حرمته واستحل محارمه وليس أحد أغير من الله,ألا فليعلم الزاني أنه لطالما أصرَّ على ما يفعل فإن الله يحول بينه وبين أبواب السماء أن تفتح له وهذه من أعظم الخطورات وأشقها على النفس فما عرف الصادقون من الله عقوبة أعظم من عقوبة إعراض الله عن العبد, أما الدليل على أنه لا يستجاب دعاؤه فعن عثمان بن أبي العاص قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادى منادٍ، هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ - أقول لكل زانٍ : أما لك حاجة عند الله في صحة أو أولاد أو غير ذلك- فلا يبقى مسلمٌ يدعو إلا استجاب الله له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراً) أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح, ومعنى تسعى بفرجها أي تتكسب به, فإذا كان هذا حال من تتكسب بالزنا فالذين يصنعونه جرأة على الله وعدم مراعاة لحدوده وحرمه أولى بالحجب عنه سبحانه

·       وساء سبيلاً

والمعنى : ساء طريقاً,وساء سلوكاً,وساء منهجاً,وساء وسيلة,وساء غاية,وقد نكَّر الله لفظة سبيلاً حتى يعلم المسلم أن ذلك يدل على أن عقوبة الله في ذلك لا يدرى من أين تأتي, وما انتشار الأمراض الغريبة والخطيرة التي يتسبب فيها الزنا كالزهري والسيلان والهربس والإيدز وغيرها -عنا ببعيد وليست هذه الأمراض إلا جزئية من جزئيات قوله تعالى" وساء سبيلاً".

إن أعظم مشكلة نواجهها الأمة الإسلامية الآن هي فقد الثقة واليقين فيما قال الله سبحانه وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! لو أن طبيباً بارعاً وثقت فيه وشكوت له مرضاً معيناً فنهاك عن بعض المأكولات مثلاً لامتثلت أمره وأعطيت أوامره صفة القداسة في تنفيذها بحذافيرها فما بالنا والذي أخبرنا بكوارث الزنا وآثاره هو الله سبحانه والذي قال" وساء سبيلا"وفصل ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا في أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ »ابن ماجه وحسنه الألباني, فتدبر قوله صلى الله عليه وسلم " لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا" وكيف وأنه يدل وبدقة متناهية على الأوضاع المرضية الصعبة التي تمر بها أغلب الأمة الإسلامية,كما تلحظ أن قوله " فشا فيهم..."يدل على أن المجتمع كله يصطلي بنار هذه الفاحشة وذلك لأن من واجباته أن يحفظ نفسه بنفسه من انتشار هذه الفاحشة فإذا أهمل ذلك جاء العقاب عاماً وهذا بخلاف بعقاب الأمراض الخطيرة التي تأتي من ممارسة هذه الفاحشة خاصةً - فعَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تَزَالُ أُمَّتِى بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ »أحمد بسند حسن

وليستمع كل منا إلى هذه القصة الواقعية بأذنه وليعيها قلبه ففيها من العظة والعبرة

والدلالة على قوله تعالى " وساء سبيلا" ما فيها, إنها قصة شاب وصل إلى المرحلة الجامعية بعد كَد وتعب وعناء , ولم يبق على تخرجه من الجامعة ألا عام واحد , قرر أن يسافر إلى الخارج دون علم الأهل , لأنه يعرف جيداً أن والديه سوف يرفضان مبدأ فكرة السفر إلى الخارج للسياحة كما تعود شباب هذا الجيل هذا الشاب عندما راودته فكرة السفر إلى الخارج قبل انتهاء العام الدراسي بثلاثة اشهر تقريباً بدأ يسأل نفسه ويجادلها حتى يخترع الأكاذيب والأباطيل التي تقنع والديه بسفرة إلى الخارج وفى نهاية المجادلة والمحاورة مع نفسه وصل إلى عذر وحل نهائي يستطيع عن طريقه إقناع والديه وتحقيق حلمه ورغبته هذا الحل هو أن يقول لوالده : إنه سوف يسافر إلى إحدى المدن داخل وطنه للترويح عن النفس بعد عناء عام كامل حافل بالجد والاجتهاد والمثابرة .اقتنع الوالد المسكين بكلام ولده واستسلم لمغرياته وأعذاره, ووافق على سفره إلى المدينة التي حددها له قام هذا الشاب بالإسراع في تجهيز نفسه قبل أن يرجع الأب في كلامه وأول شئ بدأ به هو التقدم بطلب إلى مدير الجوازات لاستخراج جواز سفر , وتحقق له ما كان يريده وينقصه استخراج الجواز دون علم الأهل.عاد إلى منزل الأهل فرحاً مروراً , بشوش الوجه فقد أنجز أهم عمل يساعده في رحلته الداخلية كما زعم .في اليوم المحدد للسفر طلب هذا الشاب من والدة أن يعطيه مبلغاً معيناً يساعده على قضاء حوائجه في هذه الرحلة والتي لا تستغرق أكثر من أسبوعين ...وافق الوالد وأعطى ولده المبلغ الذي يكفيه لمده أسبوعين , ... ودع هذا الشاب أهله وانطلق إلى أحد أصدقائه لكي يوصله إلى المطار وفى طريقهم إلى المطار صارح هذا الشاب صديقه وقال له : إنني لن أسافر إلى المدينة التي زعمت إنني مسافر إليها بل سوف أسافر إلى الخارج ولأنك صديقي فإني أصارحك وأرجو ألا تخبر أهلي بهذا الموضوع ,فهذا سر بيني وبينك , وسيكون بيننا اتصال هاتفي عن طريقه نأخذ الأخبار من بعضنا استقبل الصديق الخبر دون أن يحاول مع الشاب في الرجوع عن فعلته هذه جلس هذا الشاب هو وصديقه في صالة المغادرين للرحلات الدولية بالمطار بانتظار موظف المطار ليعلن موعد إقلاع الرحلة ....... وما هي إلا لحظات حتى أعلن عن قرب إقلاع الرحلة الدولية المتجه إلى .......ودع هذا الشاب صاحبه وصعد إلى الطائرة دون تردد في العودة بل على العكس كان فرحاً مسرورا بهذه الرحلة وبعد مرور عدة ساعات وصل هذا الشاب إلى المدينة التي يقصدها ونزل بمطارها واستقل سيارة أجرة متجهاً إلى أحد الفنادق المتوسطه لقضاء فترة الراحة والاستجمام بها بعد تعب وإرهاق ألم به أثناء السفر.عند دخوله الفندق طلب من الموظف الاستقبال بالفندق أن يعطيه غرفه ذات سرير واحد , ثم طلب منه مشروباً روحيا كما يقال , وهو نوع من المسكرات ، فهو في عجلة من أمره يريد أن يلحق السهرة فقد جاء في وقت قد بدأت فيه السهرة في الفندق .دخل الشاب غرفته وغير ملابسه بعد أن اغتسل وما هي إلا لحظات حتى دخلت عليه فتاة جميلة وسيمة ذات جسم رشيق , كاسية عارية وبيدها ما طلبه .اندهش الشاب من المنظر الذي أمامه وقام بفرك عينه فهو بين مصدق ومكذب ثم أخذ الكأس وقال لها بكل احترام وتقدير : (( شكراً جزيلاً )) باللغة الإنجليزية .ذهبت هذه الفتاة وهو مازال مستغرقا في التفكير , وصورتها لا تفارق عينه ,فهذه أول مرة في حياته يرى مثل هذه المغريات , وفتاة بهذا الجمال والجسم والرشاقة وبهذه الملابس .وبالرغم من التعب والإرهاق لم يُبال بل استغرق في الشرب والتفكير حتى وصل إلى حل ......وهو أن ينزل إلى المرقص أو البار الموجود بالفندق , لكي يشبع عينه بالنظر ويشبع معدته بالشرب ناسياً ومتناسياً للأهل والوطن ودون وازع ديني يردعه دخل المرقص وهو متردد وخائف بل يرتجف من الخوف فهو لا يفهم لهجة الحاضرين وليس معه من العلم إلا القليل , جلس الشاب في إحدى زوايا المرقص ينظر إلى الفتيات الكاسيات العاريات وهن يرقصن ويترنحن يمنه ويسرة بسبب المشروبات وهو فاغر فاه يريد أن يشاركهم ولكن الخوف يمنعه .وما هي إلا لحظات حتى جاءته فتاة تشبه الفتاة التي قابلها في غرفته ولكن بلباس مختلف فجلست معه على نفس الطاولة وطلب لها بعض المشروبات الغازية ودار بينهما حديث مبدئي ..تسأله ويسأله وأثناء الحديث اتضح أن الفتاة التي جلست معه هي نفس الفتاة الموظفة بالفندق والتي جاءت له بالطلب في غرفته .وعندما سألها لماذا غيرت ملابسها .....ملابس العمل الكاسية العارية .... وجاءت للجلوس معه ؟؟؟قالت له : أنا موظفة بهذا الفندق منذ عدة سنوات وأقوم بتوصيل الطلبات للمقيمين داخل الفندق من مختلف الجنسيات وعندما تنتهي فترة عملي أقوم بتغير ملابسي وأنزل إلى المرقص كي أتعرف على نزلاء الفندق الجدد وأجلس معهم وقد جلست معك لأنني عرفت أنك من دولة ......عن طريق موظف الاستقبال وأحببت أن أعرفك على نفسي وعلى نظام الفندق هنا .بعد قضاء ثلاث ساعات أو أربع في المرقص نهض هذا الشاب من مكانه وهو لا يستطيع الحراك فقامت الفتاة بمساعدته حتى أوصلته إلى غرفته وما إن وصل الغرفة حتى رمى بنفسه على السرير دون حراك وغط في نوم عميق .وفى الصباح استيقظ من نومه مندهشاً من منظرة ومستغرباً من وجود الفتاة بجانبه فنهض مفزوعاً وقال لها : ماذا حدث .. ؟؟ وماذا تفعلين هنا .. ؟؟ ومن سمح لك بالدخول والمبيت معي .. ؟؟فقالت : اهدأ فأنت فعلت كذا وسمحت لي بالدخول , والمبيت معك على علم من إدارة الفندق بذلك واطمئن لن يصيبك أذى ثم قامت بتهدئته بنوع من العذوبة والحنان حتى استسلم إلى مغرياتها ,ورجع إلى سريره يكمل نومه .وعندما استيقظ من نومه مرة أخرى وجد الفتاة أمامه قد أحضرت له بعض الأطعمة والمشروبات وهيأت الجو المناسب للتحدث والأكل مع بعضهما قام هذا الشاب وهو يحس بدوار وصداع فاخذ حماماً لكي يكون نشيطاً ثم عاد وجلس مع الفتاة وأكلا وشربا , بعد ذلك نهضا واستعدا للخروج خارج الفندق والتجول داخل المدينة والتعرف على معالمها مع علم الإدارة أيضاً بذلك فهذا نوع من عملها لكي تكسب صداقة النزيل وتغريه وفى نهاية المطاف تأخذ منه كل ما تريد لمصلحه الفندق وتعطيه كل ما يريد وأهمها .......وبعد قضاء أجمل الأوقات وأسعدها عادا إلى الفندق وواصلا سهرتهما بشرب المسكرات والزنا وهكذا مدة إقامته في الفندق سهر وشرب وزنا حتى انتهى الأسبوعان وهى المدة التي حددها لأهله وقبل أن تنقضي هذه المدة بيوم ذهب لتأكيد الحجز ثم إلى السوق لشراء بعض الهدايا للأهل والأصدقاء ثم عاد للفندق لتكمله السهرة فيه .وفى الصباح وقبل موعد السفر بساعة ودع الشاب محبوبته وداعاً حاراً ووعدها بالمجئ مرة أخرى عندما تكون الفرصة سانحة له وأخذ منها عنوانها ورقم هاتفها وأيضاً مجموعة صور فوتوغرافية تجمع بينهما .وقبل أن يخرج من الفندق أخبرته برغبتها في المجئ معه لكي تودعه وهو راكب الطائرة متوجهاً إلى وطنه وأهله فوافق .عاد هذا الشاب إلى وطنه وهو في أشد الفرح والسرور لمقابله الأهل والأصدقاء وفى نفس الوقت في أشد الحزن والأسى على فراق محبوبته الفتاة الجميلة التي ودعته في المطار .كان الذي استقبله في المطار هو صديقه الذي أوصله المطار عند سفره فقام هذا الشاب يحدث صاحبه ويفتخر بما فعله في تلك المدينة من معاص ويرغب صديقه بالسفر معه في المرة القادمة .وصل الشاب إلى منزل أهله فرحاً مسروراً يحمل في حقيبته الهدايا الجميلة والغريبة التي لا يستطيع أحد أن يكشف من أين مصدرها وهل من الوطن أم من بلد أخر استقبل والده وإخوته وجلس معهم عدة دقائق معدودة , ثم استأذن من الأهل معتذراً بالنوم والتعب والإرهاق وصعد إلى غرفته لينام , وعندما امتد على سريره جلس يتذكر أيامه الحلوة التي قضاها فى تلك المدينة مع تلك الفتاة الجميلة وقام بإعادة شريط الذكريات من لحظه وصوله المدينة حتى صعوده الطائرة في طريق العودة .وفى اليوم الثاني جلس الشاب مع والديه يتبادلان الحديث حول رحلته هذه وكيف قضاها وأين .. ؟؟والابن يجيب على أسئلتهم بالأكاذيب والأباطيل حتى لا يشك والده في أنه سافر إلى الخارج ,وبعد ما يقارب السنة أصبح هذا الشاب من خريجي الجامعة ومن موظفي إحدى الشركات يشغل منصباً عالياً .. له كلمته وسمعته بعد هذه السنين رجع الشاب في التفكير في الفتاة الجميلة حتى قرر أن يتزوج من إحدى قريباته لكي ينساها بتاتاً ففاتح والده بموضوع الزواج فوافق الأب وأبدى رغبته في انه يتمنى أن تكون ابنه أخيه زوجه لابنه .فوافق هذا الشاب على الزواج من ابنه عمه وقام بالاستعداد لإنهاء أمور الخطوبة والعقد وحفل الزفاف بعد أن تحدد كل شئ في وقت قصير جداً أخذ هذا الشاب أجازة لمدة شهر من مقر عمله لأنه يرغب بالزواج ,وبعد أن تمت مراسم حفل الزفاف بمدة قصيرة قضى أول شهر من زواجه بين الأهل والأصدقاء في وطنه .وبعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر أصبحت زوجته حاملاً وسوف يكون أباً فعند سماعه لهذا الخبر فرح فرحاً شديداً ولم تكن الدنيا تسع لفرحته هذه انتظر الشاب فترة الحمل بكل شوق فهو يعد الليالي والأيام والساعات والدقائق ينتظر أول مولود له ومتى يقال له : ألف مبروك رزقت بولد أو بنت .... وفى يوم من الأيام وقبل ولادة زوجته بشهر تقريباً حصل لهذا الشاب حادث مروع أدى إلى إصابته في الرأس نتج عنه نزيف في قاع الجمجمة أُدخل من خلاله المستشفى في قسم العناية المركزة , وبعد مرور أسبوعين من الحادث بدأ يفيق هذا الشاب من غيبوبته حيث سبب له النزيف غيبوبة وبدأت حالته تتحسن .بعد شهر نُقلت زوجة هذا الشاب إلى المستشفى حيث بدأت علامات وأعراض الولادة تظهر عليها وفعلاً ولدت هذه الزوجة ورزقت بمولود ذكر ,ووصل خبر الولادة إلى الشاب وأنه رُزق بمولد ذكر ففرح فرحاً شديداً لأنه أصبح أباً وبدأت حالته في تحسن مستمر .وفجأة وفى يوم من الأيام بدأت تظهر علامات غريبة على هذا الشاب ارتفاع في درجات الحرارة , عرق ليلى غزير , تضخم في الغدد اللمفاوية وخاصة الموجودة في العنق وتحت الإبط , إسهال ونقص في الوزن , سعال شديد وجاف .عند ذلك قرر الأطباء عمل تحاليل مخبرية وفحوصات عاجله لمعرفة السبب فهذه كلها علامات الإصابة بمرض العصر (( الإيدز((أظهرت جميع نتائج التحاليل أن ها الشاب مصاب بالإيدز ويؤكدها جميع الأطباء والاستشاريين بالمستشفى من مختلف التخصصات , كل هذه التحاليل والفحوصات عُملت دون علم الأهل بنتائجها فتم نقل الشاب إلى غرفه معزولة بعيداً عن المرضى الآخرين ومُنعت الزيارة عنه فقلق أهل الشاب عليه وسألوا الطبيب عن سبب العزل لابنهم .فأخذ الطبيب والد الشاب إلى مكتب الخدمة الاجتماعية بالمستشفى وأخبره بحالة ابنه وما هو المرض الحقيقي الذي يعانى منه الآن بغض النظر عن الحادث الذي وقع له .كانت الصدمة للأب والأهل , فقال الأب كيف أصيب بهذا المرض ؟؟ ومتى ؟؟ وتجمع في مخيلتهم مائة سؤال وسؤال .وفى نهاية الأمر قرر الأب أن يدخل إلى ابنه في غرفته ويستأذن الطبيب في زيارة ابنه فوافق الطبيب ودخل الأب على ابنه وهو يبكى تتساقط دمعاته من عينه
وهو يقول : اصدقني القول يا ابني أريد إجابة على أسئلتي واستفساراتي فقال الابن وهو لا يدرى بالموضوع : أصدقك القول يا أبى , فسأله والده وقال : أين سافرت ؟؟ومع من ؟؟ فقال الشاب : سافرت إلى مدينة كذا المدينة التي حددها داخل وطنه سابقاً
لكي يوافق والده على سفرة ومع أصدقائي ؟؟ فقال الأب : تكذب على , لقد سافرت إلى مدينة في الخارج مدينة يُحل فيها الحرام , وشربت الخمر والمسكرات , أليس كذلك ؟؟فأجاب الشاب بقوله : نعم فقال الوالد : إنا لله وإنا إليه راجعون ولم يكمل مقولته هذه حتى أصيب بصدمة نتج عنها شلل رباعي, علم الشاب أنه السبب في ما حصل لوالده , ولكنه لم يعلم إلى الآن أنه مُصاب بمرض الإيدز علم الأهل بما فيهم زوجته بحالته فقررت هي أيضاً أن تزوره في غرفته فذهبت إليه ودخلت عليه وهى باكية وقالت له : لقد ظلمتني وظلمت ابنك الرضيع والذي لم ولن تراه بعد اليوم فقال : كيف ظلمتك وظلمت ابني وكيف تقولين : إنني لم ولن أراه بعد اليوم ؟؟فقالت : ها تعرف ما هو مرضك ولماذا أصيب عمى بشلل رباعي ؟!فقال في تخوف : مجرد إصابة في الرأس بسبب الحادث الذي وقع لي فقالت : يا ليته هكذا ؟؟فقال : إذاً ما هو مرضى أخبريني ؟؟فقالت وهى تبكى بكاءً شديداً : إنك مصاب بالإيدز.فقال : ماذا؟؟؟؟مرض الإيدز!!!فأصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته على الفور .... والزوجة واقفة أمامه تنظر إليه معتقدة أنه قد أُغمى عليه بسبب هول الخبر , فاستدعت الطبيب ليراه ؟؟وعند فحصه اتضح أنه قد فارق الحياة فأخبر الطبيب زوجته بحالته فسقطت مغشياً عليها ودخل الأهل الغرفة بعد سماعهم صراخ الزوجة ينظرون إليها وإلى زوجها وهما في حالة يُرثى لها وقاموا بنقل الزوجة إلى قسم الإسعاف بالمستشفى وقام موظفو القسم بتجهيز الشاب المتوفى وتكفينه مؤقتاً حتى يكتمل جميع الأوراق الخاصة بحالات الوفاة بالقسم وفى اليوم التالي وبين بكاء النساء والأطفال قام أقرباء الشاب المتوفى بالذهاب إلى المستشفى لاستلام جثته ودفنه ووضعه في أول منزل له من منازل الآخرة .ومع مرور الوقت اكتشف الأطباء أن هذه الزوجة وابنها مصابان بمرض الإيدز فتحطمت الزوجة وأصيبت بحالة هستيرية عندما علمت بأنها مصابة هي وابنها بالإيدز ونُقلت إلى مستشفى الصحة النفسية على الفور , وفى مستشفى الصحة النفسية بدأت تزداد حالة الزوجة سوءاً حتى أُصيبت بالجنون فُعزلت عن جميع المرضى حتى لا تؤذيهم ومُنعت الزيارة عنها أيضاً .وذات يوم من الأيام طلب والد هذه الزوجة من الطبيب المعالج بالسماح له بأخذ الزوجة إلى المنزل لترى ابنها وأمها , فوافق الطبيب على ذلك بعد أن تعهد والد الزوجة بأنه مسئول عما ستفعله هذه الفتاة من أذية لنفسها ولابنها .
وفى المنزل عندما شاهدت الزوجة طفلها احتضنته بقوة وهى تبكى وتضحك
واضعة وجهه على صدرها فانقطع نفس الطفل ومات بين يدها وهى ما زالت تحتضنه  حاول والد الزوجة أن يأخذ الطفل من يد أمه فلم يستطع وبعد عدة محاولات أخذ الطفل
ولكن بعد فوات الأوان وعندما شاهدت الزوجة طفلها بدون حراك قامت بالرقص والضحك والبكاء معاً وهى تقول : مات لقد مات ؟؟فذهبت مسرعة إلى المطبخ وأخذت سكيناً وقامت بتهديد أبيها وأمها ثم صعدت إلى غرفتها وأغلقت على نفسها الباب ثم ربطت حبل بالمروحة وشنقت نفسها ... فقام والدها بالاتصال بالشرطة لمساعدته فهو كبير في السن وما هي إلا لحظات حتى وصلت الشرطة إلى العنوان ودخل رجال الشرطة المنزل فأخبرهم والد الفتاة بالقصة وأن ابنته في غرفتها في الدور العلوي صعد رجال الشرطة إلى الغرفة وكسروا الباب فوجدوا الفتاة معلقة بحبل مربوط بالمروحة وقد فارقت الحياة , وهكذا نهاية الشاب وأسرته والسبب في ذلك كله هو هذه الفاحشة الملعونة وصدق الله حين قال" وساء سبيلاً"

ثانياً :تلك حدود الله

وهذا العنصر يتحدث عن حد الله جل وعلا على من يرتكب فاحشة الزنا وليس بالضرورة إذا عطلت الحدود ألا نعرفها ولكن العكس هو الصحيح فمعرفة حد الله في هذه الفاحشة مما يجعل المسلم ينفر منها ويرتدع ما دام الله عز وجل هو الذي حدها

وحدُّ هذه الجريمة في شرع ربنا هي:

·       الرجم بالحجارة حتى الموت

وهذا في حق الزاني المحصن- المتزوج- وكذا المرأة ولا يعني ذلك أنه لا بد وأن يكون الزواج قائماً ولكن لطالما تحقق في حق الرجل أو المرأة  ثم زنيا فحدهما الرجم حتى

ولو كان هناك طلاق أو موت أو خلافات زوجية وتمت الفاحشة أثناء ذلك.

·       الجلد مائة جلدة مع التغريب سنة

وهذا في حق من زنى ولم يتزوج بعد سواء للرجل أو المرأة

ودليل هذا الحد قول الله تعالى" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ][النور(2) ]ومن السنة حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ" مسلم

وحد الزنا بهذه الصورة من أعظم الحدود وأفظعها حيث اختص من بين سائر الحدود بثلاث خصائص

1- القتل فيه بأبشع القتلات - الرجم- وحيث خفف كان الجلد مائة مع التغريب سنة وذلك ليجمع بين عقوبة البدن وعقوبة القلب

2- نهى الله عباده المؤمنين أن تأخذهم رأفة بالزناة والزواني في إقامة الحد

3- أراد الله فضحهم بأن يقام الحد على مرأى ومسمع من المؤمنين وذلك في الآية السابقة.

ولك أن تتخيل فظاعة العقوبة وهوان الزناة على الله تعالى خاصة المحصن حين يحفر له أو للزانية حفرة وتضرب بالحجارة حتى الموت,والله لو أن كلباً قتل بهذه الطريقة لاستدر عاطفتك فكيف وهذا إنسان!!! لكنه هان على نفسه فهان على الله والذي لا يشك فيه عاقل أن الله لا يظلم أحداً

وهنا أود أن أبين أن كثيراً من الملحدين والمستشرقين ومن تبعهم من المسلمين ظاهراً أنكروا واستبشعوا هذا الحد قائلين بأنه لا يتناسب مع الجرم خاصة في ظل الحريات الجنسية والإباحية اللامحدودة التي يدعون إليها, ولا بد أن يعلم المسلم من أين يحارب وكيف يمكن أن يذبَّ هذه الشبه عن ربه أولاً ثم عن الإسلام ورسوله بعد ذلك.

أما عن بعض الأسس التي يمكن أن تكون قواعد للرد على مثل هذه الشبهة وليس ذلك مستوفياً للرد عليها ولكنه بيان- فإنها كما يلي:

1.  ذكر الشيخ الشنقيطي حفظه الله ردا على هذه الشبهة في كتابه أضواء البيان قوله"الرجم عقوبة سماوية معقولة المعنى لأن الزاني لما أدخل فرجه في فرج امرأة على وجه الخيانة والغدر، فإنه ارتكب أخس جريمة عرفها الإنسان بهتك الأعراض، وعدم تقدير الحُرمات، والسعي في ضياع أنساب المجتمع الإنساني والمرأة التي تطاوعه في ذلك مثله ,ومن كان كذلك فهو نجس قذر لا يصلح للمصاحبة فعاقبه خالقه الحكيم الخبير بالقتل ليدفع شره البالغ غاية الخبث والخسة، وشر أمثاله عن المجتمع ويطهره هو من التنجيس بتلك القذارة التي ارتكب،وجعل قتلته أفظع قتلة لأن جَرِيمته أفظع جريمة،والجزاء من جنس العمل.

2.  وليس ذلك بعجيب حين نعلم أن الإسلام ليس بدعاً في ذلك وإنما عقوبة الرجم موجودة في اليهودية وأقرتها المسيحية فلم تنسخ فعَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَا تَجِدُونَ في التَّوْرَاةِ في شَأْنِ الرَّجْمِ » . فَقَالُوا نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ كَذَبْتُمْ ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ . فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا ، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ ارْفَعْ يَدَكَ . فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَقَالُوا صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ" متفق عليه

3.  ولعل أعجب شيء في هذا الحد أن بعض الحيوانات وجدته العقوبة المناسبة لخيانة الزنا, وقد ذكر الحافظ ابن حجر خبراً عجيباً في ذلك فقال"عن عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلاًّ رقيقا وتبعته فوقع عليها وأنا انظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيح ويومئ إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم" فتح الباري

فسبحان المدبر الحكيم الذي لا يصدر شيء إلا عن علمه وحكمته فما خلق شيئاً عبثاً وما قرر شيئاً ظلماً ولكنه خلق ويعلم ما خلق[ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ][الملك (14)]وإن أعظم بليةٍ أحاطت بمعظم المجتمعات الإسلامية هي تعطيل حدود الله, هذه الحدود التي شرعها الله لحفظ المجتمعات وأمن البشر وسيادة الطمأنينة والسعادة والتي هي الضمانة المثلى لقيام مجتمعات نقية طاهرة,وصدق الله حين قال[ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ][البقرة(183)]

لكن ليعلم كل زانٍ وزانية أنه وإن عطل الحد عليه في الدنيا فإنه سينالهما في الآخرة على أشد وأفظع ما يكون عليه,"قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَمَنْ مَاتَ مِنْ غَيْرِ حَدٍّ وَلَا تَوْبَةٍ عُذِّبَ فِي النَّارِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ ، كَمَا وَرَدَ أَنَّ فِي الزَّبُورِ مَكْتُوبًا : أَنَّ الزُّنَاةَ يُعَلَّقُونَ بِفُرُوجِهِمْ فِي النَّارِ وَيُضْرَبُونَ عَلَيْهَا بِسِيَاطٍ مِنْ حَدِيدٍ فَإِذَا اسْتَغَاثَ أَحَدُهُمْ مِنْ الضَّرْبِ نَادَتْهُ الزَّبَانِيَةُ أَيْنَ كَانَ هَذَا الصَّوْتُ وَأَنْتَ تَضْحَكُ وَتَفْرَحُ وَتَمْرَحُ وَلَا تُرَاقِبُ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا وَلَا تَسْتَحِي مِنْهُ" ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free