tamer.page.tl
  جاءكم رمضان فلتفرحوا
 

جاءكم رمضان فلتفرحوا

قال تعالى : [قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ] [يونس : 58]

إن شهر رمضان ليس كسائر الشهور ، إنما هو شهر خصه الله بفضائل كثيرة ومزايا عديدة ، هذه المزايا لا توجد في شهر من الشهور كرمضان ، فرمضان شهر القرآن ، وهو شهر الجود والإحسان ، وهو شهر الحب والإنعام ، ورمضان هو شهر تغلق فيه أبواب النيران ، رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان ، ورمضان شهرٌ يكثر الله فيه العتق من النيران ، وما هي إلا أيامٌ ويقبل فيها علينا رمضان بنفحاته وبركاته ، لذا كان من الواجب علينا أن نعلم كيف نحسن استغلال هذا الشهر المبارك ؟ فرمضان كما ذكرت هو شهر القرآن والبركات والنفحات فكيف نتعرض لهذه البركات ، وكما عودتكم فسوف يكون الحديث مكثفا في هذه العناصر التالية :

1-فضائل وبركات رمضان

2-وظائف المسلمين في هذا الشهر المبارك

3-هدنة قبل رمضان

4-تمرينات الإستعداد

 أولا ً فضائل ونفحات رمضان :

إن رمضان شهر النفحات والبركات ويكفيه شرفا  أنه  الشهر أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيه القرآن ففي حديث وائلة بن الأسقع أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان ، و أنزلت التوراة لست مضت من رمضان ، و أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان ، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان

الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 1497 خلاصة حكم المحدث: حسن

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمران بن داود القطان ضعفه يحيى ووثقه ابن حبان وقال أحمد : أرجو أن يكون صالح الحديث . وبقية رجاله ثقات

وقد قال الله عنه في القرآن قال تعالى :[ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وََبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ] [البقرة : 185] وقال أيضا [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ] [الدخان : 3]فرمضان هو الشهر الذي أنزل فيه دستور هذه الأمة ومنهاج حياتها فهذا القرآن الذي أخرج العرب من غيابات الضلالة إلى نور الهداية ، هذا القرآن الذي جعل العرب يرتقوا من الوحل إلى نعيم جنات الله عز وجل ، هذا القرآن الذي استطاع أن يحول العرب من عبيد للأمم إلى قادة للأمم ،هذا القرآن نزل في شهر القرآن

2-رمضان شهر الشفاعة فالصيام يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، فمن أسعد يومه بالصيام في نهار رمضان وليله بالقرآن أكرمه الله عز وجل في البرزخ أو بعد الممات بشفاعة القرآن قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عمرو « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ . وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ . قَالَ فَيُشَفَّعَانِ » .رواه أحمد والطبرانى كما فى مجمع الزوائد وأبو نعيم فى الحلية ، والحاكم ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن ابن عمرو قال الهيثمى رجال الطبرانى رجال الصحيح وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم . وقال الأباني وشعيب الأرنؤوط ضعيف وقال بعض السلف إذا أُدْخِلَ العبد القبر قال أحد الملائكة للآخر شم رأسه فيشم رأسه فيقول للملك الآخر وجدت في رأسه القرآن فيقول شم قلبه فيشم قلبه فيقول وجدت في قلبه الصيام فيقول شم قدميه أو رجليه فيقول وجدت في قدمية طول القيام فيقول الملك إن هذا عبد حفظ نفسه فحفظه الله

3-رمضان شهر تكفير السيئات ورفع الدرجات فإذا كثرت سيئاتك فأكثر من العبادة في رمضان فتمحى سيئاتك وتبدل سيئاتك حسنات قال رسول الله من حديث  أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » . وفي روايه  « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » وفي رواية لأحمد « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ » .  رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد وفي الحديث الآخر الصحيح   عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » . رواه مسلم وأحمد بل قال ابن المنذر رحمه الله تعالى رواية عن بعض أهل العلم مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً كان رمضان مكفرا لذنوبه حتى الكبائر إن كان هذا خلاف ما قاله جمهور العلماء

4-رمضان شهر ليلة القدر ههذه اليلة التي جعل الله صيامها وقيامها مكفرًا لذنوب ألف شهر أي يكفر ذنوب 83 عاما قال الله تعالى :[ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)] [القدر : 1-5] وقال في حديث آخر عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »  رواه البخاري والنسائي وأحمد

5-رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ومردة الجن فيا من وقع في أوحال المعاصي ها قد غلقت أبواب النيران ، ويا من أردت طاعة الرحمن ها قد فتحت أبواب الجنان ، فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر ،إذا لم تتب في رمضان فمتى ستتوب ، إذا لم تكفر معاصيك في رمضان فمتى ستكفر ، إذا لم ترفع درجاتك في رمضان فمتى سترفع درجاتك ، قال رسول الله عن رمضان  « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ » رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان ، والحاكم ، وأبو نعيم فى الحلية ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وفى السنن الكبرى عن أبى هريرة  وحسنه الألباني

6-رمضان شهر الطاعات فالطاعة في رمضان ليست كالطاعة في سائر الشهور ، فالطاعة في رمضان مضاعفة الأجر ، ربما تقوم ليلة في رمضان تكفيك العمر كله ، وقد تصوم يوما في رمضان يكفيك صيام عمرك كله ، ربما تذكر الله في رمضان فيكفيك الله عز وجل ذكر العمر كله ،

فرمضان شهر خير ونفحات وخيرات ، ولكن في عجالة ما هي وظائف الناس في رمضان؟

1-شهر رمضان هو شهر إطعام الطعام فأكثر في رمضان من إطعام الطعام للمساكين ولا تحقر شربة تفطر بها صائما ، فإن لك في كل فطرة صائم أجر صيامه من غير أن ينقص من أجره شيء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ قَالَ « تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ » .رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا » . فَقَامَ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ » رواه الترمذي وصححه الألباني فأكثر في رمضان من إطعام المساكين ورب لقمة تدخل في جوف مسكين تكفيك أبد الأباد ، كان عبد الله بن عمر يصوم النهار وكان لا يفطر إلا ومعه أحد الناس وكان إذا تصدق تصدق بالسكر ثم يقول يا رب اللهم إنك تعلم أن أحب الطعام إلي هو السكر وأنت قلت في كتابك [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ][آل عمران : 92]فأنا يا رب أنفق أفضل مما أحب ، وكان السلف يأتون بالفقراء والمساكين ويقفون يروحون عليهم بالمراوح فهو صائم ويحضر مسكين مفطر فيطعمه الطعام ويقف على رأسه يروح له بالمراوح حتى يطعم في طمأنية وسلام

2-رمضان شهر القرآن انظروا إلى رفوفكم وإلى مصاحفكم المغبرة ، هذه المصاحف في البيوت قد امتلأت ترابا ، لقد حان الوقت لئن تخرج هذه المصاحف من أدراجها ، فها هو قد أقبل رمضان شهر القرآن ، ولقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أقبل رمضان تركوا مجالس العلم والدرس تفرغوا لقراءة القرآن  ، كان محمد بن شهاب الزهري لإمام أهل الحديث وأميرهم في الحديث كان إذا دخل شهر رمضان ترك قراءة الحديث وتفرغ لقراءة القرآن  ، وكان محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى ناصر السنة كما ذكر عنه الربيع بن سليمان كان يختم القرآن في رمضان 30 ختمة وفي بعض روايات الربيع أنه كان يختم القرآن في نهار رمضان ختمة وفي ليلة ختمة فبذلك يختم في رمضان 60 ختمة ، وكان بعض السلف رضوان الله عليهم كما روي عن مجاهد أمام التفسير كان يختم كل ليلة ختمة بين صلاة المغرب والعشاء وكان يؤخرون العشاء إلى منتصف الليل أو آخره ، وكان البخاري رحمه الله تعالى يختم القرآن كل ليلة في رمضان ، وكان بعض السلف إذا كان في غير رمضان يختم كل 6 أيام فإذا جاء رمضان ختم كل ليلة ختمة ، وكان مالك رحمه الله تعالى إذا جاء رمضان ترك مدارسة الحديث ويقول رمضان هذا شهر القرآن لا شهر مدارسة الحديث ،فأعد سلاحك في رمضان وأعد مصحفك فهذا آوان جنى الثمار

3-رمضان شهر الدعاء فإن الله عز وجل عندما تكلم عن الصيام ختمها بقوله [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ][البقرة : 186] كل هذا لأن الله عز وجل يريد أن ينبه الهمم فأكثر من الدعاء وجهز أدعيتك من الأن فرب دعوة تقبل منك في رمضان تكون عز الأبد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح الحاكم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "لاتعجزوا فى الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد" وكذلك حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الملحين فى الدعاء"

4-رمضان شهر الإنفاق فجهز مالا للإنفاق في رمضان وكما ننفق كثيرًا كثيرًا في رمضان على الطعام والشراب ننفق على الفقراء والمساكين في رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .  رواه البخاري من حديث ابن عباس وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلا أبدا حتى قال القائل عنه

تَعَوّدَ بسط الكف حتى لو أنه -------ثناها لحاجة لم تجبه أنامله

فلو لم يكن في كفه غير روحه----- لجاد بها , فليتق الله سائله

تَعَوّدَ بسط الكف أي أنه تعود على الأنفاق في كل وقت حتى لو أنه ثناها لحاجة حتى ولو مرت به ضائقىة وأراد أن يمنع نفسه من الأنفاق لم تجبه أنامله لم توافقه يده على ذلك فأنفق وهو محتاج ولو لم يملك شيئا غير روحه لأعطاها لسائله فليتق الله سائله

ففي صحيح مسلم   عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ - قَالَ - فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِى عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ وقال عنه صفوان بن أميه لقد لاأعطاني رسول الله وأعطاني ولقد كان من أبغض الناس إلى قلبي ولقد صار يعطيني ويعطيني حتى صار أحب الخلق إلى قلبي

ولكن أهم ما في الموضوع كيف تستعد لرمضان ؟وكيف نصلح من أنفسنا قبل أن يدخل علينا شهر الصيام والقرآن ؟

1-لابد من هدنة مع النفس هذه الهدنة تسترجع فيها ماضيك ،هذا العام الذي مضى كم قصرت فيه ؟ وكم كسبت فيه من سيئات ؟ لقي أحد الناس أخ له يوما لو دخل عليك ملك الموت ليقبض روحك هل هذه الحالة التي أنت عليها أترضاها للموت؟ قال لا ، وأنا أسألك لو دخل عليك ملك الموت الأن هل الحالة التي أنت فيها الآن أترضاها للموت أي أتحب أن تموت عليها ، فقال له هل لك نفسان إذا ماتت أحدهما عملت بالآخرى؟ قال لا  قال فإذا دخل عليك ملك الموت هل تستطيع أن تدفع عنك هجمة المنون؟ قال لا قال عقل لا يستطيع أن يدفع عن نفسه كل هذا ويعصي الله إلى الآن لا أظن أن به عقل ، فها هو قد أقبل رمضان وما هي إلا أياما معدودات ويدخل علينا رمضان ببركاته ونفحاته ، فلا بد من من هدنة مع النفس فلا بد أن تقف مع نفسك وقفة صادقة هل الحالة التي أنت عليها حالة مؤمن بحق؟ حالة رجل ينتظر الموت في كل لحظة ، حالة مؤمن يستعد للقاء الله عز وجل والعرض عليه ، فلا بد أن تقف مع نفسك وقفة صادقة تحاسب فيها نفسك  وتعاقب فيها نفسك وتعاهدها على الطاعة وتشارطها وتشترط عليها إن قصرت سيكون جزاءك أن تحرمي من شيء تحبينه كذلك إن قصرت عليك أن تعاقبها

2-هدنة في العمل لابد قبل أن تدخل إلى رمضان أن تدخل وأنت خالي الذهن من كل شيء ،لإغذا كانت هناك مشحنات وخلافات في العمل فلا بد أن تفتح يدك للمصالحة حتى ولو كان هذا على حساب نفسك ، حتى ولو كان هذا على حساب كرامتك فأنت تريد أن تدخل رمضان وليس بينك وبين الآخرين مشاحنة ، فأصلح ما بين إخوانك في العمل

3-هدنة في البيت  أولا عليك أن تصلح علاقاتك في البيت ومع الإخوة بعضهم البعض ،فنحن نحتاج وبالأخص أن نصلح علاقات الأباء مع الأبناء ، فكيف نريد أن نصل إلى الله والأولاد لا تنتهى مشاكساتهم مع بعضهم البعض ،  كيف نصل إلى الله في رمضان والزوج دائم الخصام مع زوجته ، كيف نصل إلى الله في رمضان والأب دائم الشجار مع الأبناء والعكس ، فنحن نحتاج إلى أمة مترابطة ، فإذا ترابطة الأسرة أخذنا بيد بعضنا البعض في رمضان إلى الله فكيف تجتمع أسرة على القرآن لا تحب بعضها بعضًا ، كيف تجتمع أسرة على الذكر والتراويح ولا يحتمل أحدهم الآخر ، ثانيا اجلس مع أولادك وزجتك في البيت قبل رمضان وما هي إلا أياما وضع خطة كيف ستستغل رمضان ؟واكتبها على ورق واشترط عليهم أنها لابد أن تنفذ هذه الخطة في رمضان ولا تنسى أن تكتبوا ذلك فإن أمر الكتابة مهم جدا

4-هدنة من الخروج خارج البيت أصبح من أجل متطبات البيت الرجل يظل خارج البيت بالعشرين ساعة ، فحاول قدر جهدك أن تقلل من الخروج ما ةاستطعت واجلس مع أولادك وحاول أن تجلي مع زوجتك في رمضان فإنك في حالة إصلاح لمن حولك ولنفسك

5-هدنة مع كثرة استهلاك الأعضاء فأعضاؤك تعبت من كثرة معاصيك ، فلا بد أن تعطى أعضائك هدنة ،فلا بد أن تعطى عينيك هدنة من النظر إلى الحرام  ، أما تعبت عيناك من كثرة النظر إلى الأفلام والمسلسلات ،أما تعبت عيناك من النظر إلى النساء المتبرجات ، أما تعبت آذناك من الإستماع إلى الحرام ،  أما تعبت يداك من كثرة كتابة الحرام ، أما تعبت قدماك من المشي إلى الحرام ، آن لأعضائك أن تستريح قبل رمضان ،فأرح عينيك بالتفكر والتدبر في كتاب الله وفي ملكوته ، وأرح أذنيك بالإستماع إلى القرآن ومجالس العلم ، وأرح قدميك من المشي إلى الحرام وامشي بها إلى المساجد وإلى حوائج المسلمين

6-هدنة من كثرة الهموم  الناس قبل رمضان بشهر أو شهرين مهمومون بنوبة الغلاء ، ماذا سنفعل في رمضان ؟ كيف ستكون ميزانية البيت في رمضان في ظل هذا الغلاء ، ارح نفسك من كل هذا واجعل لك هما واحدًا في رمضان لابديل لك عن الجنة فرمضان هو شهر الجنةواجعل هذا هو هدفك ،فأرح نفسك من هموم المنزل وتدابير الحياة ، واجعل هدفك هو غرضاء الله عز وجل

7-هدنة مع الوالدين والأرحام الذي خاصم وعادى اشد الناس له وهو أبويه أو أقرابه هذه هي الفرصة قد جاءتك ،اتصل عليه لله وقل له رمضان شهر المغفرة وشهر العفو وإني قد عفوت عنك واستسمحك أن تعفو عني رجاء أن يعفو الله عني ،فأصلح ما بين أقرانك وزويك وأقربائك وأرحامك وخاصة مع والديك ، فكيف ترجو الرحمة والمغفرة وأنت عاق لوالديك ؟ كيف ترجو أن توفق في ليلة القدر وأنت تسب والديك

8-هدنة مع الذنوب والمعاصي إن من أكثر الإحجبة التي تحجبك عن الطاعة هي الذنوب ، فإذا امتلأ القلب بالمعاصي والجوارح بالذنوب كان هذا حجابًا عن طاعة الله والتوفيق لها ، فهذا الذي إلى الأن يتكلم مع البنات في الهاتف ، والذي يمارس الزنا عيانا بيانا ، والذي إلى الأن ياكل لحوم المسلمين ،والذي لا يزال غلى الأن يكذب في وعده ، والذي لا يزال إلى الأن يشتم المسلمين والمسلمات ، والذي إلى الأن يقع في أعراض المسلمات العفيفات ، آن لك أن تترك الذنوب والمعاصي ، فيا من تشرب الدخان آن لك أن تقلع ، يا من تفعل الحرام آن لك أن تتوب ، يا من تقع في الزنا ومكالمة البنات آن لك أن تقلع وتتوب ، فنحتاج قبل رمضان أن نوقف النفس عن شهواتها وملذاتها وحرماتها والمعاصي ، نحتاج قبل أن يقدم علينا رمضان إلى تدريبات الإستعداد

4-تمرينات الإستعداد

هذه التمرينات كما يقول أهل الرياضة أشبه بدورة مغلقة ، عن طريقها ترفع لياقتك البدنية ، وتحسن من شأنك ، وتقوي بدنك ، حتى إذا بدأت المباراة كنت من الفائزين الأوائل ولكن ما هي هذه التمرينات؟

1-تمرين التوبة فنحن نحتاج قبل أن يدخل علينا رمضان إلى التوبة وأن تمرن نفسك على التوبة لله عز وجل ، والتوبة ليس المقصود بها أن تقول استغفر الله العظيم وأتوب إليه ، كلا ، فكيف تكون باللسان وأنت مقيم على المعصية ، إنما هو يحتاج إلى إقلاع بحق ، فهو يحتاج إلى عزم أكيد ، وليس هناك توبة إلا بتوفيق الله عز وجل لك قال تعالى : [ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ ] [التوبة : 118] ولماذا أتوب ؟وهل أنا أعصي الله ؟ هذه الكبائر التي انت واقع فيها إليست تحتاج إلى توبة ، الغيبة والنميمة التي أصبحت فاكهة المجالس إلا تحتاج إلى توبة  ، بعض الذنوب الصغيرة التي اعتدتها واستمريت فيها فأصبحت كبيرة الأ تستحق توبة ،أليست مداومة النظر كبيرة ، أكل الحرام أليست هذه كبائر نحتاج أن نتوب منها ، وقد طلب الله منا التوبة ولكن ليست أي توبة [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً ][التحريم :8 ] التوبة من هذه الأوقات الكثيرة التي تضيع في الأحاديث التافهه ، التليفونات  المحمولة وخطوط الشحن هي نعمة ولكنها تصبح نقمة فهي تأخذ من دخل البيت وتستمر بالساعات ثم ينتهي الحديث ولا تجد فائدة من الكلام ، لقد أصبح المحمول فيأيد كل الناس والكثير يحمله للتباهي ،فأوقات تضيع أليست هذه ذنوب تحتاج إلى توبة ، تجد بعضهم شاردًا بذهنه تسأله فيما تفكر يقول لك لا شيء أليست هذه الأوقات الضائعة ذنوب تحتاج إلى توبة ،وسائل المواصلات التي نغفل فيها عن ذكر الله فهذا الوقت الذي ضاع  أليست ذنوب تحتاج إلى توبة ، أليس من الأفضل قراءة القرآن أو ذكر الله خير من هذا الصمت

2-التدريب على تعظيم الشعائر شهر رمضان شعيرة معظمة عند الله ، فتجد كثير من المسلمين يفطرون في الطرقات في نهار رمضان ، يستفزون بذلك مشاعر المسلمين ، تجد كذلك تجد بعض النساء يخرجن متبرجات أكثر من قبل رمضان ، والله عز وجل يقول [ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ][الحج : 32] فنحتاج  إلى أن نعرف رمضان ، ونحتاج أن نعظم رمضان وأن نعظم الصيام والقيام فيه

3-تدريب الجوارح على الأنفة من المعاصي من الأن درب نفسك على ألا تكون عبدا للشهوات والملذات ، فأنت ما خلقت لتكون عبدًا لفتاة ساقطة ،أنت ما خلقت لتكون عبدًا للاعب ٍ يلعب بك كما يلعب بالكرة ، أنت ما خلقت لكي تكون عبدًا لممثلة ساقطة داعرة فاجرة ، أنت أعظم من هذا ، فعود نفسك من الأن على الأنفة من المعاصي ، هذا التلفاز الذي هو ماوى لكل شر أسألك بحقٍ أن تغلق التلفاز في رمضان ، نعم هناك فضائيات مسلمة كثيرة ولكن النفس أمارة بالسوء ،فإن لم تجعل وقتك يضيع في التنقل بين القنوات من غير أن تستفيد معلومة واحدة ، فتنقلك من قنوات القرآن غلى قنوان الفجور والشيطان واسألوا كل من جرب خطوات النفس ومفاسدها ، وجرب نفسك من الأن هل لو وجدت امرأة حسناء في الطريق هل ستغض بصرك في الطريق؟ أم هل ستسقط في بئر الحرمان والعصيان

4- تمارين الهمة والعزيمة كثير من المسلمين مصابون بداء الكسل يسقطون من أول ليلة في رمضان ،إذا صلى خلف شيخٍ يقرأ بجزء لا يستطيع الإستمرار ،فدرب نفسك على العزيمة ،ودرب نفسك على أن تكون اقوى من نفسك ،وافعل كما كان السلف ،كان بعض السلف يقوم الليلة ب7 أجزاء جرب نفسك وانظر أين هي من ذلك ؟ هل تستطيع أن تقوم الليل بآية واحدة ترددها جرب نفسك! هل تستطيع أن تقوم ليلة واحدة وأنت ساجد بين يدي الله في محراب بيتك جرب نفسك ، أبو مسلم الخولاني كان رحمه الله يصلي حتى تتورم قدماه وكان يعلق السوط ويقول لنفسه لأزحفن بك إلى الله زحفا حتى يكون الكلل منك لا مني ثم يقول لنفسه يا نفس أيظن أصحاب محمد أنهم يظفرون برسول الله وحدهم على الحوض يوم القيامة والله لنزاحمنهم على الحوض حتى يعلموا أنهم قد أخلفوا خلفهم رجال ،فارفع من شأنك ومن عزيمتك ،وقوي من نفسك

5-الإستحضار الذهني للحواس أصبحنا وللأسف الشديد نؤدي الصلوات بطريقة روتينية ، فأصبحت الصلاة لا تؤدي مرادها ،فاصبح الناس يصلون في المساجد ثم يخرجون يرتكبون الفواحش ،وأنا أدلك على أسهل طريقة وأحسن طريقة لللإستحضار الذهني للصلاة ،قبل أن تدخل لصلاة أغمض عينيك وجل بخاطرك بين يدي من ستقف ؟ وتأمل في وقفة يوم القيامة ثم صلي بيقين ستجد نفسك في هذه الصلاة خاشعا ،وبنفس المقياس قبل آذان المغرب بعشر دقائق أغمض عينيك وتفكر في حالك قبل آذان المغرب وبعد آذان المغرب بلحظات قبل الآذان كانت لا تأكل ولا تشرب وبعد الأذان أصبحت تأكل وتشرب لماذا لأنه جاءك الإذن من الملك فاتضع في ذهنك هذه الصورة ستجد للصيام لذة آخرى

6-ملاحظة المنة في الصباح الأن اتصل علي أحدهم وقال مات فلان وبالأمس اتصل على فلان وقال مات فلان وربما أموت وتموت الأن فيا من وفقك الله لرمضان إنما هذه نعمة تحتاج أن تشكر الله عليها [لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ][إبراهيم : 7]

7-تهدئة نمط الحياة إنما رمضان شهر واحد فإذا كنت تعمل بالعشرين ساعة ، يكفيك أن تعمل في رمضان عشر ساعات واجعل رمضان شهر توبة وشهر عبادة وشدد من نفسك وهدء من نمط حياتك فإن النمط السريع لا يساعد على تدبر قراءة القرآن والتراويح والصيام

أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اللهم بلغنا رمضان ووفقنا فيه للصيام والقيام وارزقنا فيه يا حنان يا منان

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر وصيام يومها

 

رابط تحميل الخطبة الصوتية

http://www.mediafire.com/?4p35b9858h7oiol

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free