tamer.page.tl
  صندوق الوارد
 

صندوق الوارد

1- رسائل الله للخلق عامة         2- رسائل الله للعاصين والغافلين    3- ماذا لو كنت أنت الرسالة        4- بارقة أمل

أيها الأخوة الكرام : جل الحاضرين الأن يحمل جوالا محمول وفي هذا الجوال أيقونة تسمى صندوق الوارد ، هذه الأيقونة مخصصة لإستقبال الرسائل الواردة ، إذا أرسل إليك حبيب برسالة أول ما تفعل هو أنك تذهب غلى هذه الإيقونة لتفتح الرسالة ، وإن كنت من أهل القراءة استطعت قراءة الرسالة ، وبعضنا يفتح الرسالة ويقرأها ويتعامل عما جاء فيه من موعظة .

هكذا القلب هو أشبة بصندوق الوارد ، ترد عليه الرسالة تلو الرسالة ، قلب يعي الرسالة ويفهمها ، وقلب يظل طيلة حياته لا يفهم الرسائل ، وقلب يفهم الرسالة ولكنه يتغافل عنها

أيها الأخوة والأخوات والأباء والأمهات

ومع عنصرنا الأول الرسائل العامة

لقد أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتب ، وأنزل معهم المعجزات براهين صادقات ورسائل ربانيات ليخرجوا الخلق من عبودية الخلق إلى عبودية خالق الكائنات
* قال تعالى :[
ّرُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ][النساء : 165]

1-  نوح عليه السلام
* قال تعالى :[ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ][نوح : 1]

2-  صالح عليه السلام
* قال تعالى :[ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) ][الأعراف : 73]
* قال تعالى :[ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) ][القمر : 27]

3-  موسى عليه السلام والسحرة
* ذهب موسى وهارون عليهما السلام  لدعوة عدو الله فرعون وقال الله لهما :[ [فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)] [طه: 44] فأعرض فرعون وجادل وهو مستيقن بصدق موسى ، وجمع فرعون السحرة لميقات يوم معلوم ، وجاء السحرة وهم يقسمون بعزة فرعون أنهم لهم الغالبين ، جاءوا والدنيا تملأ قلوبهم ، وطلبوا من موسى أن يلقي عصاه ، فقال لهم موسى [قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونََ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ] [الشعراء: 43، 44] قال تعالى :[ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)] [الأعراف: 116] كانوا عتاة جباهذة ولكن الرسالة التي يحملها موسى أشد [فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50)][الشعراء : 45-50] السحرة فهموا الرسالة لما رأوا المعجزة وفرعون تكبد وعاند [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ][النمل : 14]

4-  القرآن والوليد
سمع القرآن من النبي ^  وذاق حلاوته وقال إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق وإنّه يعلو وما يعلى عليه. يا الأله هذا كلام من ذاق ، فلماذا تنكر واشترى الأباق حتى قال [فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ][المدّثر : 24]

هذا على مستوى علموم الخلق ، أما على مستوى أتباع سيد الخلق ، فقد تنوعت الرسائل من الله ، تنبه الغافلين ، وتدل الحائرين ، وتوقظ النائمين وتثبت السائرين .........هذه الرسائل قد تكون موت حبيب أو صديق ، وقد تكون مرضا ، وقد تكون موعظة من داعية صادق ، وقد تكون آية أو آيات تسمع من القرآن ، قد تكون رؤية منامية

1-  موت وفراق حبيب أو صديق أو رفيق

a.     الثلاثة الذين ذهبوا للزنى

b.    باقي على جهنم 60 كيلو

c.     محمد يرجع عن الغناء والحفلات

d.    الشيخ ووفاة سالم

e.     النور الذي أضاء حياتي

2-  المرض

يقول الشيخ العريفي في كتاب ذكريات تائب

ولا أنسى ذلك الشاب الذي عرفته أثناء دراسته الجامعية .. شاباً من أحسن من رأيت منظراً وقواماً .. يتفجر الشباب والصحة من جوانبه .. لكنه كان من عامة الشباب ..

انقطعت العلاقة بيننا بعد تخرجه ..

وذات يوم ..اتصل بي وطلب مني زيارته وقال : أنا لا أستطيع زيارتك .. ولا تسألني لماذا ! إذا جئتني عرفت السبب ! قال هذه العبارات بصوت حزين ..

وصف لي طريق منزله .. طرقت الباب .. فتح لي أخوه الصغير .. ثم أدخلني إلى غرفة صاحبي ..فإذا هو على سرير أبيض .. بجانبه عكاز ..وجهاز يُلبس في الرِّجل لأجل المشي .. ومجموعة من الأدوية .. أما هو فجسد متهالك .. ملقى على السرير .. حاول جاهداً أن يقف على قدميه للسلام .. لكنه لم يستطع ..جلست عند رأسه .. أدافع عبراتي ..

قلت له : عفواً لم أعلم بمرضك من قبل ، ولكن ماذا أصابك ؟ ألم تتخرج من الكلية ؟ ألم تكن تحدثني أنك سوف تتزوج ، وتبني منزلاً .. وتشتري سيارة ..

قال : نعم ، ولكن حدث ما لم يكن في حسباني ..

تخرجت قبل أشهر معدودة ، وعملت في وظيفة مرموقة .. ومضت عليَّ الأيام .. لا يكدر صفوها إلا صداع ينتابني أحياناً ..

ثم بدأ الصداع يشتد .. ويصاحبه ضعف في النظر ..

حتى اشتدّ ذلك عليّ في أحد الأيام ، فذهبت إلى أحد المستشفيات .. فلما قابلني الطبيب ، عمل لي التحاليل .. ثم طلب إجراء أشعة دقيقة على الرأس ..

فلما أجريت الأشعة .. أخذ يقلب أوراقها بين يديه .. وهو يردد : لا حول ولا قوة إلا بالله ..

ثم رفع سماعة الهاتف ، واستدعى مجموعة من كبار الأطباء ..

وبدؤوا جميعاً يقلبون نتائج التحاليل .. ويتأملون صور الأشعة .. ويتحدثون باللغة الإنجليزية ، ويسارقونني النظر ..

مضت قرابة ساعة على هذا الحال .. وأنا في حال لا أُحسد عليه ..

وكنت أقول في نفسي .. المسألة حلّها سهل : حبة أو حبتان من مسكن الصداع مع قطرة للعين ، وينتهي كل شيء !!وفجأة التفت إلي أحدهم وقال :

اسمع يا فلان .. التقارير والأشعة تدل ! على أنك مصاب بورم في رأسك ، حجمه يزداد بسرعة مُخيفة ، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل ، وفي أي لحظة قد يزداد الضغط .. فتنفجر عروق العين .. فتصاب بالعمى .. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ .. ثم تموت !!..

صحت بأعلى صوتي ..

يا دكتور !!.. ماذا ؟ ..كيف ؟ ..متى ؟ ..كيف ورم ؟ .. وأنا في هذه السن ؟ ..أعوذ بالله !..سرطان ؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

قال : نعم ، ورم .. ولا بدّ من علاجه بسرعة ؛ الليلة ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات اللازمة ، وفي الصباح نزيل جزءاً من عظم الجمجمة ونخرج الورم ثم نعيد العظم مرة أخرى ..ثم مدّ إليَّ أوراق العملية ! لأوقّعها .. فرفضت توقيعها .. وخرجت ..

وأنا أدافع عبراتي .. وأتفكر .. أين أذهب ؟! إلى البيت ..أم أرجع إلى المستشفى ؟ .. وبعد تفكير سريع قررت أن أذهب إلى مستشفى آخر ..

وبعدما أجريت لي التحليلات والأشعة .. أجبرني الطبيب بما أخبرني به صاحبه .. وطلب المسارعة بإجراء العملية ..

فكانت الصدمة عليّ أهون .. اتصلت بوالدي .. فحضر إليَّ في المستشفى ..

شيخ كبير تجاوز السبعين .. فلما رآني فزع من وجوم وجهي ..

فقلت له : تعلم يا أبي أني أشكو من صداع دائم .. والفحوصات تدلُّ على وجود ورم في الرأس ولا بدّ من إجراء عملية عاجلة ..

سمع أبي هذه الكلمات فصاح : لا حول ولا قوة إلا بالله ..

ثم جلس على الأرض .. وهو يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون .. إذاً نرسلك إلى أخيك في أمريكا .. قال هذه الكلمات وهو يتذكر معاناته منذ سنة كاملة مع أخي الأكبر الذي يعالج منذ سنة من مرض السرطان .. كم رأيت أبي يبكي في الهاتف وهو يكلمه .. كم كان يدعو له آخر الليل ..أخذت أنظر إلى أبي ودموعه تجري على خديه .. وهو يرى أولاده يموتون بين يديه .. فأخي خالد توفي قبل سنتين في حادث سيارة .. وأخي الأكبر يصارع الموت في أمريكا .. وأنا في أول طريق لا تعرف نهايته ..

سافرت إلى أمريكا .. وصلنا إلى المستشفى .. عملوا لي الفحوصات بسرعة .. وفي الصباح أدخلوني غرفة العمليات .. حلق الطبيب شعر رأسي .. وبعد أن خدرني .. قطع فروة رأسي على هيئة دائرية .. ثم بدأ ينشر الجمجمة .. حتى نزع أعلاها .. ووضع العظم بجانبه .. ثم أخرج الورم .. مضت ساعة وساعتان .. والعملية تسير على ما يرام ..

وفجأة .. اضطرب الدم في عروق الدماغ .. ثم توقف الدم في الشرايين وأصابتني جلطة في الدماغ .. فاضطرب الطبيب وحرّك - خطئاً بعض أجزاء المخ .. فأصابني شلل نصفي في الجزء الأيسر من جسمي ..فلما رأى الطبيب ذلك أنهى ما تبقى من العملية بسرعة .. وأعاد عظم الجمجمة إلى مكانه .. وغطى بالجلد فوقه .. وخيّط المكان ..

ثم حملوني إلى غرفة العناية المركزة الـ ( إنْ عاشَ ) ..مكثت بعد العملية في غيبوبة تامة لمدة خمس ساعات .. ثم أصابتني جلطة في الرجل اليسرى .. فحملوني سريعاً إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري وعالجوا الجلطة .. ثم أعادوني إلى غرفة الـ ( إنْ عاشَ ) ..

استقرّت حالتي أربع ساعات ثم أُصبت بنزيف شديد في الرئة ..!! .. حملوني سريعاً إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري مرة أخرى وعالجوا النزيف .. ثم أعادوني إلى غرفة الـ ( إنْ عاشَ ) .. ضاق الطبيب بأمري ذرعاً .. أمراض متتابعة .. حالة متقلبة .. مفاجآت لا آخر لها ..استقرّت حالتي أربعاً وعشرين ساعة .. أحس الطبيب بشيء من الانتعاش والسرور .. وفجأة بدأت درجة حرارة جسدي ترتفع بشكل مخيف .. أجرى الطبيب فحصاً سريعاً عليَّ .. فاكتشف أن العظم الذي استخرج الورم من تحته قد أصابه التهاب شديد ..!!

استدعى الطبيب فريق العمليات .. ثم حملوني كالجنازة .. وألقوني على سرير في غرفة العمليات ..بدأت أنظر إليهم .. لا أملك من أمري شيئاً ..

رفعت بصري إلى السماء .. بكيت .. وأخذت أردد متضرعاً ..

رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .. ثم رفعت بصري إلى السماء وقلت :

يا أرحم الراحمين .. إن كانت هذه عقوبة .. فأسألك الرحمة والمغفرة .. وإن كانت بلاء فارزقني الصبر على البلاء وعظم لي الأجر والجزاء ..

ثم ذكرت هادم اللذات ..والله لقد عظمت كربتي .. وذهبت قوتي .. وغداً يصبح التراب فراشي ..عكري محدود .. ونَفَسي معدود .. وجسمي عما قريب يأكله الدود ..

آه إذا زلت يوم القيامة القدم .. وارتفع البكاء وطال الندم ..

ويلي إذا قدمت على من يحاسبني على الصغير والكبير ..

يوم تزل بالعصاة الأقدام .. وتكثر الآهات والآلام .. وتنقضي اللذات كأنها أحلام ..

ثم بكيت .. نعم بكيت .. وتمنيت البقاء في الدنيا .. لا لأجل التمتع بها .. وإنما لأصلح علاقتي بربي جل جلاله ..

وفجأة .. أقبل الطبيب إليَّ .. وأمر بتخديري تخديراً عامّاً .. ثم انتزع فروة الرأس التي تغطي العظم .. وأخرج العظم ووضعه جانباً .. ثم أعاد الجلد فوق الدماغ من غير عظم !! .. وبعد ساعات ..أفقت من إغمائي .. تحسست رأسي فإذا هو ليّن .. أين العظم ؟! .. سألت الطبيب : أين بقية رأسي ؟!! فقال لي بكل برود : عظمك يبقى عندنا لتعقيمه .. وبعد ستة أشهر تعالَ إلينا لنعيده مكانه !! ..مكثت في أمريكا شهراً واحداً ثم رجعت إلى الرياض .. وهاأنذا أنتظر انتهاء الأشهر الستة لأستعيد بقية رأسي !! ..وقد كنت في غفلة عن حياتي .. منغمساً في أمر معاشي ..ناسياً الموت والبلى .. حريصاً على الحياة الدنيا ..

لأما اليوم فقد ولدت من جديد ..ومضت الأيام .. وشُفي من الشلل واستطاع المشي ..

وبعد سبعة أشهر جئته زائراً فإذا وجهه متهلل مسرور ..

وناولني بطاقة يدعوني فيها إلى زواجه .. وأعرفه اليوم من أحرص الناس على فعل الخير ..

3-  رؤية منامية

a.     حبيبة تحكي رؤية منامية

b.    الشاب الأمريكي

c.     مالك بن دينار
كان شرطياً من شُرط بني العباس، وكان يشرب الخمر، وكان صادّاً نادّاً عن الله عز وجل، ويشاء الله عز وجل أن يتزوج بامرأة أحبها حباً عظيماً، لكنه كان لا يترك الخمر، يشربها في الصباح والمساء.ويشاء الله عز وجل أن يرزق بمولودة من هذه المرأة، فما كان منه إلا أن ملكت عليه لبه هذه الطفلة، وملكت عليه لبه، وملكت عليه قلبه، فكان لا ينتهي من عمله حتى يأتي إليها ليداعبها ويمازحها، وكان يؤتى بالخمر، فإذا رأته يشرب الخمر ذهبت وكأنها تريد أن تعتنقه، فأسقطت الخمر من يده وكأنها تقول: يا أبت اتقِ الله! ما الخمر لمسلم أبداً. هكذا حالها معه، وفي يوم من الأيام يأتي من عمله ويأتي ليداعبها ويلاعبها ويرميها فتسقط ميتة، فيحزن حزناً عظيماً، ويجِدُ عليها وَجْداً عظيماً، فما كان منه في تلك الليلة -كما يخبر عن نفسه- إلا أن شرب الخمر، ثم شرب ثم شرب حتى الثمالة، قال: ثم نمت في تلك الليلة وبي من الهمِّ ما لا يعلمه إلا الله، قال: فرأيت -فيما يرى النائم- كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس قد خرجوا من القبور حفاة عراة غرلاً بُهماً، يدوك الناس في عرصات القيامة، وإذ بهذا الثعبان العظيم فاغراً فاه، يقصدني من بين هؤلاء الخلق جميعهم، ويأتي إليَّ يريد أن يبتلعني، قال: وأهرب منه ويطاردني، وأهرب منه ويطاردني، كاد قلبي أن يخرج من بين أضلاعي، وإذا أنا بهذا الشيخ الحسن السَّمْت، الرجل الوقور، قال: فتقدمت إليه فقلت: بالله عليك أنقذني، قال: لا أستطيع، ولكن اذهب إلى من ينقذك.قال: فبقي يطاردني، فما وقفت إلا على شفير جهنم قال: فبقى من ورائي، وجهنم من أمامي.قال: فقلت أرمي بنفسي في جهنم، وإذا بهاتف يهتف، ويقول: ارجع، لست من أهلها.قال: فرجعت لأدوك في عرصات القيامة وهو ورائي يطاردني، ورجعت إلى ذلك الشيخ الوقور، فقلت له: أسألك بالله أن أنقذني أو دلني، قال: فأما إنقاذك فلا، ولكني أدلُّك على ذلك القصر، لعل لك فيه وديعة.قال: فانطلقت إلى القصر، وهو لا يزال يطاردني، قال: وإذا بهذا القصر من زبرجد وياقوت، مكلل باللؤلؤ والجوهر، وإذا بالسُتُر ينادي بفتحها: افتحوا السُتُر، قال: ففتحت الستر عن أطفال مثل فلق القمر، وإذا بكل واحدة وواحد ينظر إلى هذا المنظر المهول، وإذا بابنتي من بينهن تقول: أبتاه! ثم ترمي بنفسها من القصر بيني وبين الثعبان، قال: ثم تقول للثعبان بيمناها -هكذا- فينصرف. فتضرب على لحيتي، ثم تضرب على صدري، وتقول: أبتاه! {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] قلت: بل آن! بل آن! ثم قلت: ما ذاك الثعبان؟ قالت: ذلك عملك السيء كاد يرديك في جهنم، قال: وما ذلك الشيخ الوقور؟ قالت: ذلك عملك الحسن ضعفته حتى ما استطاع أن يقاوم عملك السيء، قال: ثم تضرب صدري ثانية، وتقول: أبتاه! {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} [الحديد:16].

قال: ففزعت من نومي، وقلت: بل آن! بل آن! قال: ثم توضأت، ثم انطلقت إلى المسجد، فذهبت لأداء صلاة الفجر، قال: وإذا بالإمام يقرأ الفاتحة، ثم يبدأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] فقلت: والله ما كأنه يعني إلا إياي.

محاضرة للدكتور عمر عبد الكافي

d.    سماع آية أو آيات من القرآن
عن أبي هاشم المذكر قال أردت البصرة فجئت إلى سفينة أكتريها وفيها رجل ومعه جارية فقال الرجل ليس هاهنا موضع فسألته الجارية أن يحملني فحملني فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوضع فقال أنزلوا ذلك المسكين ليتغدى فأنزلت على أني مسكين فلما تغدينا قال يا جارية هاتي شرابك فشرب وأمرها أن تسقيني فقلت رحمك الله إن للضيف حقا فتركني فلما دب في النبيذ قال يا جارية هاتي العود وهاتي ما عندك فأخذت العود وغنت تقول ... وكنا كغصني بانة ليس واحد ... يزول على الخلان عن رأي واحد ... تبدل بي خلا فخاللت غيره ... وخليته لما أراد تباعدي ... فلو أن كفي لم تردني أبنتها ... ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي ألا قبح الرحمن كل مماذق ... يكون أخا في الخفض لا في الشدائد ... ثم التفت إلي فقال أتحسن مثل هذا فقلت أحسن خيرا منه فقرأت إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت فجعل الشيخ يبكي فلما انتهيت إلى قوله وإذا الصحف نشرت قال الشيخ يا جارية اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى وألقى ما معه من الشراب في الماء وكسر العود ثم دنا إلي فاعتنقني وقال يا أخي أترى الله يقبل توبتي فقلت إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين قال فواخيته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات قبلي فرأيته في المنام فقلت له إلى م صرت قال إلى الجنة قلت بم صرت إلى الجنة قال بقراءتك علي وإذا الصحف نشرت التوابين لإبن قدامة

e.     موعظة من أب صادق

حبيب في الله هذه رسائل تأتيك وتأتيني ، وتبلغك وتبلغني فيا من تأتيه البينات ليل نهار ، إنها رسائل من الآخرين لك ولكن يا ترى لو كنت أنت الرسالة

1-   ماتوا وهم يسمعون الأغاني

2-   مات في القبر

3-   رجا الزمالك يموت في الحمام

4-    تموت بعد التوبة

5-   تموت وهي معترضة على الله

6-   طبيب في العناية المركزة يحكي

7-   مات وهو يرى مقعده في الجنة 

إنما كانت هذه الرسائل لتجعلك تفيق من سكرتك ، وتنتبه من غفلتك ، وتعود إلى فطرتك ، حتى تستنشق عبير السعادة في دنياك قبل آخرتك

وأخيرا بارقة أمل

1-  الله يناديك
* قال تعالى : [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ][الزمر : 53]
* قال تعالى :[
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ][النساء : 27]
* عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً " سنن الترمذي ت شاكر (5/ 548) وصححه الألباني

2-  هل تصدق أن الله يفرح بتوبتك
ففي الصحيحين عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَهُوَ عَمُّهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِى ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِى وَأَنَا رَبُّكَ . أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ » رواه البخاري ومسلم واللفظ له

3-  هيا فمن لك غيره
* عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ " رواه البخاري
*
قال تعالى :[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] [آل عمران : 135]
*
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " . قَالَ: " إِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَالَهَا بَعْدَمَا يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " رواه البخاري
*
عن بعض العارفين: "
أنه حصل له شرود وإباق من سيده فرأى في بعض السكك بابا قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكرا فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤيه غير والدته فرجع مكسور القلب حزينا فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي أين تذهب عني؟ ومن يؤيك سواي؟ ألم أقل لك: لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك؟ ثم أخذته ودخلت".
فتأمل قول الأم "لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة".

وكان أبو عثمان ينشد:
أسأت ولم أحسن وجئتك هارباً ... وأين لعبد من مواليه مهرب

يؤمل غفراناً فإن خاب ظنه ... فما أحد منه على الأرض أخيب
المنتظم (4/ 72، بترقيم الشاملة آليا)

هيا إبك وادع في الدياجي ولا تتبع الأماني ................... هيا لا تتردد   وقل
(أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ .......... على وجل مما به أنت عارفُ.)

(يخافُ ذُنُوباً لم يغبْ عنك غَيْبُها .......... ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائفُ.)

 (ومن ذا الذي يرجو سِواك ويتقي .......... ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ.)

 (فيا سيدي، لا تُخزِني في صحيفتي .......... إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ)

 (وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما .......... يصدُّ ذوو ودي ويجفو المُوالِفُ.)

 (لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي .......... أرجى لإسرافي فإني لتالفُ.)

هيا إياك أن تنسى      عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ^ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ رواه أحمد والحاكم والبخاري ومسلم صححه الألباني
وقال بعض الصالحين:

أسر الخطايا عند بابك واقف ... يخاف ويرجو الفضلَ والفضلُ أوسعُ

مقرُ بأثقال الذنوب ومكثر ... ويرجوك في غفرانا فهو يطمعُ
التذكرة للقرطبي

وقال بعض الصالحين:

يا كثير السيئات *** إن للموت سكرات

يا هاتك الحرمات *** إن للقبر ظلمات

يا صاحب الشهوات *** إن للنار زفرات

قبور موحشات *** عظام نخرات

يا أسير الغفلات إلى *** كم ذا التعامي عن أمور واضحات

وإلى كم أنت غارق *** في بحر الظلمات

لم يلن قلبك *** أصلا بالعظات

حتى متى يا أسير الغفلات *** حتى إذا قيل مات

يا أخي قد مضى العمر فات

فاغتنم العمر وبادر بالتقى قبل الممات

وتب وارجع وأقلع عن عظيم السيئات

واطلب الهدى ممن ترتجي منه الهبات

ثم نادي في الدياجي  يا مجيب الدعوات

اعف عنا يا رحيم وأقلنا العثرات

* فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free