سورة ق
القرآن العظيم هو دستور أمة النبي صلى الله عليه وسلم ومعينها الأول الذي أراد عز وجل أن يكون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة ، في هذه الأونة ، وفي هذه الأيام نجد أنه قد ابتعد كثير من المسلمين عن وحي السماء وعن الشعور بحلاوة وعظمة وجمال رب الأرباب سبحانه وأصبح كثيرا ما يشدنا في مواعظنا قصة غريبة محكمة الحبكة أو أبيات شعر موزونة القافية أو كلمات سجع متناسقة النغم لكن أن يتحرك قلب المؤمن إلى كلام رب العالمين وأن يغير القرآن في سلوكنا ، أن يغير القرآن في اتجاهاتنا هذا من لا يحظى به إلا من رحم الله جل وعلا مع أن غالب نهج النبي في مواعظه كان التركيز على كتاب الله لأنه العامل الأول على هز القلوب المؤمنة التي ملأها الإيمان بالله ومحبته والعمل بطاعته والحذر من معصيته لذا قال بن عثيمين رحمه الله : من تحرك للشعر والقصص أكثر فيتهم قلبه لماذا لأن كلام الله هو الأصل هو الأساس لذا كانت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه وخطبه لا تكاد تخلو خطبه من كتاب الله وعلى هذا جمهور العلماء بل وربما تعدى الأمر ذلك فتكون الخطبة كلها من كتاب الله مع بعض الكلمات اليسيرات من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم يعني ولمّا كانت أهمية القرآن عظيمة في جذب القلوب إلى حضرة علام الغيوب أُثر عن النبي أنه كان يمكن أن تكون خطبته كلها من كتاب الله والدليل على ذلك ما ذكره الإمام ابن عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع أن ذلك كان بعض فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأورد في ذلك حديث في الإمام مسلم وذكر من ذلك مسلم في صحيحه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لعمرة رضي الله عنهما. أن النبي كان يقرأ يوم الجمعة بـ ق والقرآن المجيد يخطب بها رواه مسلم 872
عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِداً سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ وَمَا أَخَذْتُ ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) إِلاَّ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ . رواه مسلم والنسائي وأبو داود وأحمد معنى ذلك أن النبي يركز التركيز الشديد على كتاب ربنا جل وعلا وفي كتاب الله خاصة على هذه السورة المباركة حتى إن العلماء لما ذكروا شرح الحديث قالوا إن رسول الله ركز على سورة ق والقرآن المجيد لما فيها البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة والنواهي التي يمكن أن تنهى أي طاغية عن أي معصية يلم بها أو أن تقبل بأي طائع على الله جل وعلا إذ صحت القلوب ووقع القرآن موقعه لذا علق الإمام النووى بقوله ويستحب قراءة ق أو بعضها في كل خطبة جمعة معنى ذلك ما اتخذ القرآن أثره وإنما الذي اتخذ هو قلوبنا – ونسال الله أن يمن علينا بقلوب - رحم الله مالك بن دينار حين قال يا أهل القرآن يا أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ماذا صنع القرآن بقلوبكم ؟ إن القرآن للقلوب كالغيث للأرض لو أن الأرض تسقى ولاتنبت غالبا أي أرض صلبه وفيها حبة واحدة لأنبتت تلك الحبة كما نرى النبات ينبت بين الأحجار لأنه قد استوفي البيئة الني يمكن أن ينبت فيها فلو أن للقلوب حياة أو إيمانا لأنبتت لما يتلى عليها من كتاب ربنا من أجل ذلك ومن أجل هذه المقدمة أن نطلبق في هذه اليوم العظيم المبارك وأن نخطب كما كان يخطب رسول الله بسورة ق ، ترى هل يمكن أن نكون كما كانوا ؟ هل يمكن أن تؤثر في قلوبنا كما أثرت في قلوبهم ؟ هذا هو المرتجى -نسأل الله أن يمن علينا بقلوب خاشعة وبأعين دامعة وجوارح مخبتة إنه ولي ذلك ومولاه فأعيروني القلوب والأسماع وأسماع القلوب قبل أسماع الرؤوس عسى أن نخرج بموعظة بليغة من هذه السورة المباركة أسأل الله لنا ولكم ذلك
ومع تلاوة السورة
سورة ق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
[ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45)][سورة ق ]
اللهم اجعلنا ممن يخاف يالقرآن وعيد ، اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياء لأبصارنا جلاء ولأسقامنا دواء ولذنوبنا ممحصا وعن النيران مخلصا وإلى الجنة سائقا وقائدا
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ فِى الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْراً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ » . وفي روايه فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ رواه البخاري ومسلم
نسال الله أن في هذا اليوم العظيم تكون هذه الساعة
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدمنا وانصرنا على القوم الكافرين
اللهم ثبت على الحق أقدامنا ، اللهم ارزقنا الإخلاص في النيات ، وارزقنا الإخلاص في الأعمال وارزقنا الإخلاص على كل حال ، اللهم اشف مريضنا ، وارحم ميتنا ، واغث ملهوفنا وأطعم جائعنا ، اللهمفرج الكرب عن المكروبين اللهم نفث الهم عن المهمومين وفك أسر المؤسورين ، اللهم احفظنا بالقرآن قائمين ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين و اللهم احفظنا بالإسلام قاعدين اللهم احفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين اللهم ارحمنا عند الموت وارحمنا عند سكرات الموت ، اللهم ارحمنا إذا ما غسلونا ، اللهم ارحمنا إذا ما على أعناقهم حملونا ، اللهم ارحمنا إذا ما صلوا علينا، اللهم ارحمنا إذا ما أدخلونا في قبورنا تحت الجنادل والتراب وحدنا ، اللهم ارحمنا إذا ما ورانا التراب ، اللهم ارحمنا إذا ما كان الدود أنيسنا، وأرحمنا إذا كان الملائكة جليسنا، اللهم ارحمنا إذا صار التراب مضجعنا، اللهم ارحمنا إذا وارانا التراب واندرس رسمنا وفارقنا الأهل والأصحاب وتركنا الأهل والأحباب وعرضنا يا ربنا للحساب ، لا منجي ساعتها إلا أنت فاللهم نجينا ساعتها من سوء العذاب ، رحماك بالمستضعفين يا الله ، رحماك بالمستضعفين يا الله، رحماك بالمجرمين يا الله، رحماك بالنادمين يا الله، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ، نسألك اللهم حسن الخاتمة ، نسألك اللهم حسن الخاتمة ، نسألك اللهم حسن الخاتمة وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
|