كثيرٌ ما نعاني من أزمة اقتصادية خصوصا من يعايش مجتمعاتنا وتضيق المعاش وكثيرا ما نشتكي من زيادة الأسعار وغلاء المعيشة واللهث وراء المعاش وأصبحت هذه سمات العصرالذي نعيشه وأصبح الإنسان منا قد ينسى قضايا الإسلام من أجل لقمة العيش ، وكذلك قد يضيع الإنسان منا حق الله وراء الدنيا ، لماذا لأننا نريد أن نحى حياة طيبة ونريد أن نعيش عيشة هنيئة وأصبحنا لا نشعر بالسعادة ، في خضم هذه الأحداث ووسط مجريات هذه الأمور يتذكر المسلم الصادق كنز مفقودا بينه ربنا جل وعلا وحث عليه نبيناصلى الله عليه وسلم وبين أنه من أعظم الأمور التي ممكن أن يعيشها الأنسان عيشة هنيئة وأن يحي بها المسلم حياة طيبة إذا التزم وخصوصا وأن هذا الكنز مايمتاز به المسلمون عن غيرهم فلا يعطيه الله جل وعلا إلا لمن يؤمن به ويتقيه هذا الكنز نسابق فيه أمم الأرض المادية أو كل الذين لايعترفون إلا بالأمور الحسية الرقمية الدقيقة
لذلك كان لابد عن البحث عن ذلك الكنز المفقود الذي كان في أسلافنا وكانوا سعداء مع وجود الغلاء وارتفاع الأسعار هذا الكنز المفقود هو البركة
البركة
هذا الكنز المفقود الذي غادر بيوتنا ونسال الله أن يعيده إلينا سنتحدث فيه من خلال هذه العناصر
1- حقيقة البركة 2- البركة مفتاح الحياة السعيدة 3- ما مفتاح البركات 4 - كيف تعود البركة إلي حياتنا
أما عن حقيقة البركة فإن علمائنا عندما تعرضوا لمفهوم البركة ومعناها قالوا إن البركة تعني كثرة الخير وهناءة العيش والزيادة والنماء بمعنى أن يحيى الإنسان حياة طيبة وأن يعيش عيشة هنيئة وأن يرى نفسه أن من أسعد البشر في العالم مع أنه من الممكن أن يكون الوارد أقل من الصادر أو مقدرات الإستهلاك أكثر بكثير من واردات الدخل عليه أو المرتب الذي نعيش به حياةً لايساوي أبدًا التي يمكن يصرفها كذلك بالنسبة للمسكن والزوجة وغيرها لأن البركة تعم كل هؤلاء فحقيقتها كثرة الخير في هذه الأشياء ونمائها حتى وإن لم يكن هذا النماء نماءا حسيا ولكن تشعر فيه بسعة العيش ورغد الحياة الطيبة التي نحياها في ظل البركة التي أول ما تبسط وجود الحياة الضيقة وهناءة العيش للمسلم ، وعلى ذلك تعم البركة كل مظاهر الحياة فإذا نظرت إليها في المال وجدت أنها تعني كثرته وزيادته ، وإذا نظرت إليها في الدار وجدت أنها تعني سكونها وهدوءها ، إذا نظرت إليها في الأسرة وجدت أنها تعني انسجامها وتفاهمها ، وإذا نظرت إليها في العيال وجدت أنها تعني أدبهم وحسن أخلاقهم ، وإذا نظرت إليها في الوقت وجدت أنها تعني القيام بالمصالح الكثيرة في أقل وقت ممكن ، وكذلك بالنسبة للعمر وجدت أنها تعني أن يحصل الإنسان أشياءًا عظيمة فيعمر محدود جدًا ، كما وفق الله تعالى نبيه المبارك حيث دعى النبي في ثلاث وعشرين سنة إلى توحيد الله ورأى توحيد الله يملأ الدنيا في حياته ذلك بعينه هذه بركة في العمر ، كثرة التحصيل في أقل وقت ممكن ، فالإمام الشافعي لم يتجاوز الخمسين سنة حين مات مع أن علمه يستفاد به إلى قيام الساعة حتى قال الإمام أحمد بن حنبل : ما أحد مس محبرة ولا قلماً إلا وللشافعي في عنقه منة وحقيقة كل مظهر من هذه المظاهر أكثر من أن تحصى في سيرة نبيناصلى الله عليه وسلم أو في تاريخنا الإسلامي لصحابة رسول الله والتابعين بعده ، إن البركة تعني توابع الخير والعيش في رحابة ، هذه التي يمكن أن يتسع لها صدرك حتى وإن ضاقت في الظاهر ، لهذا لما وصف الله جل وعلا البيت الحرام قال [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ][آل عمران : 96]وصفه الله بالبركة تنظر إليه في هذه الأيام في موسم الحج فترى أكثر من 3 ملايين حاج كيف يسعهم هذا المكان ، يطفون كلهم حول البيت لكن المؤمن الصادق منهم - والذي جرب يعرف ذلك - يرى كأنه يعيش في عالم واحده يرى من التعب ما لايراه أكثرنا في عظيم العطاوات وفي واسع الأراضي والسكن لكن اللهقد حكم له بالبركة فقال مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فالقضية ليست حسابات رقمية ليست قضية أشياء تراه بأعيننا ولكن البركة عبارة عن سر من الله جل وعلاهذا السر يلقيه ربنا في الأشياء الحسية فيجعلها في الواقع الممكن بل هي الشيء الواسع المحقق تتعجب حين الإنسان يعيش في ظل البركة كيف يمكن أن يكفيه مرتبه ذلك بعض الناس الذين يلتزمون طاعة ربهم أو الكتاب والسنة يمكن أن يعيش في ظلال البركة ، كيف يمكن أن يعيش بهذا المبلغ فيرد عليك اللطيف الخبير إنها البركة ،كذلك توجد البركة في الأشخاص فهذا عيسى عليه السلام عندما تكلم في المهد قال تعالى :[ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ][مريم : 31] من هو هذا المبارك وهذه الصفة والأمر شاسعا بين الصفة والإسم نسأل الله أن يرزقنا الصفة ويصلح شأن الإسم وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ قال ابن القيم رحمه الله تعالى : المبارك هذا هو الذي يتبع به أينما حل، ولهذا اتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيوم أن أخذته حليمة السعدية ورأت من بركاته هي وزوجها قال لها زوجها : إنه غلام مبارك ويوم أن مر رسول الله على أم معبد الخزاعية وحلب تلك الشاة التي كادت تموت هزالا فقربها رسول الله بعد أن كاد تتموت بعدأن استأذنها ووضع يده على ضرعها فأتى الضرع باللبن فشرب رسول الله وشرب أبي بكر وشرب دليلهما المشرك ثم ملأرسول الله القطع الذي أعطته إياها حتى جاء زوجها فرأي اللبن الوفير فقال يا أم معبد ما الذي حدث لا شيء حدث غير أنه مر علينا رجل مبارك صلى الله عليه وسلم إذن هذه أشياء وضعها الله في الأشخاص كما وضعا في الأشياء فالغاية كل الغاية أن يحصل المسلم في النهاية على هذا الكنز المفقود
البركة مفتاح الحياة السعيدة
كيف ذلك ؟
لأنها كما ذكرنا سر من الله جل وعلا يوسع به ربناجل وعلا على الضيق ، ويكثر ربنا من القليل ، ويجمل بها الله القبيح لذلك جعلها رسول الله غاية عظمى يمكن أن يسعى المسلم خلفها إذا أراد أن يبدأ حياة طيبة – إذا أردت أن تعيش في راحة ابحث عن البركة – وقد بين الرسول في أكثر من حديث يرد به عليك يشتمل على أكثر من مظهر من مظاهر الحياة تبين أن البركة هي غاية عظمى على سبيل المثال
1- الزواج حين كان الناس ينتشر قوما في بعضهم البعض في التهنئة بعضم البعض بقول بالرفاء والبنين فنهى النبي عن ذلك وقال لاتقول ذلك وإنما قولوا أشياء نحفظها كلنا بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير سبحان الله ما الذي جعل البركة تدخل في هذا الأمر إنها تعنى انسجامها وتفاهمها ، حتى يكون البيت مستكينا هادئا
2- الإستخارة إذا كان هناك أمر لا تعرف أن تأخذ في قرار فاستخير الله عز وجل في حديث جابرالمشهور عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِى وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِى وَيَسِّرْهُ لِى ثُمَّ بَارِكْ لِى فِيهِ ، ............» . رواه البخاري وأبوداود والترمذي وابن ماجه وأحمد
3- الطعام والحديث في الترمذي وأبوداود وابن ماجه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ . وَإِذَا سُقِىَ لَبْناً فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ . فَإِنَّهُ لَيْسَ شَىْءٌ يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلاَّ اللَّبَنُ » .
دعاء القنوت عن عائشة رضي الله عنها قالت أخبرني الحسن بن علي رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاء القنوت في الوتر : اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت رواه الطبراني والبيهقي وابن حبان بارك لنا فيما أعطيت لم يقل أريد أن أكون غنيا ولا مليونيرا ولكن بارك لي فيما رزقت لهذا فهذا يعتبر مفتاح الحياة السعيدة
لذلك تجد لما جاءت أم سليم أم أنس بن مالك بعد أن دخل المدينة جاءت بأنس وهو ابن عشر سنين خويدمك أنس جئت به ليخدمك فسرت بذلك رسول الله فَقَالَتْ أُمِّى أم سليم يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ . قَالَ فَدَعَا لِى بِكُلِّ خَيْرٍ وَكَانَ فِى آخِرِ مَا دَعَا لِى بِهِ أَنْ قَالَ « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ » . رواه مسلم يمكن أن يكثر مالك ولا تجد السعادة فيه ويمكن أن يكثر عيالك ولكن ستجدهم عاقين لك ليس فيهم البركة ، وممكن أن تكون زوجتك من أجمل النساء ولكن لاتشعرمعها بالحياة الهانئة ، ممكن أنت عيش في أوسع الأماكن والبيوت والقصور ولكن تجد أن هذا البيت ضيق على قلبك لذلك كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ يقول أنس فكنت أكثر الصحابة مالا وولدا ، ما مات أنس بن مالك رضي الله عنه إلا ورأى بضعا وتسعين ولدًا له ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ببركة البركة .
لكن ما هي الأسباب التي أدت إلى محق البركة؟
3- ما مفتاح البركات
إذن فالغاية المنشودة التي تحقق الحياة السعيدة للإنسان في الدنيا بعد طاعة الله عز وجل أو قرينة بطاعة الله جلا وعلا هي أن تكون نتيجة هذه الطاعة بركات من الله جل وعلا ، لذلك تنظر إلى البركة التي افتقدناها مع أننا نحصل على الكثير من الأموال فاليوم قد تجد الشخص لا يقل راتبه على300 جنيه هذا المرتب كان يتقاضاه العظماء منذ20 سنة أو أقل من ذلك لكن غلاء الأسعار وضيق العيش لايكفي في هذا الوقت ، نعم لا يكفي ولكن إذا وجدت البركة فو الله إذا وجدت البركة امتلأت الحياة أمانا وسعادة هذا الذي قال الله وبين الله أن مفتاح الحياة السعيدة في البركة بين ربنا جل وعلا وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعظم ما يمكن أن يمحق البركات هو محاربة رب الأرض والسماوات بالمعاصي والموبقات
الذنوب كيف تريد أن تحصل على البركة بأكلك للحرام ؟ كيف تنتظر البركة بعد ذلك ؟
لقد قال ربنا في عبارات وجيزة جدا قال تعالى : [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ][الأعراف : 96] نحن نظن أننا نعصى الله جل وعلا ونرزق ونعيش ولكن إذا محقت هذه البركة كان هذا أعظم عقاب من الله جل وعلا في زوجته في مسكنه في أولاده في الدنيا لذلك وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ لقد كذبوا الرسل وكذبوا أوامر الله جل وعلا حين بين لهم أن اتباع أوامر الله هو الذي يجلب البركة ، لقد كذبوا رسول الله مع تصديقهم لهم قولا فقد بين لهم رسول الله الأشياء التي تجلب البركة ومع ذلك ما اتبعوها أليس هذا بتكذيب ، فيوم أن تترك الصلاة في جماعة لكي تجري على معاشك ورد في الأثر لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة وَلَـكِن كَذَّبُواْ ويزيل ربنا الآية فيقول فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ في عبارات جميلة في تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله : كان القياس أنه يقول سبحانه: بما كانوا يكتسبون لأن الحرام الإنسان يكتسبها بيده فهذا الحرف الزائد يدل على زيادة في المعنى وهذا المعنى الزائد هو الذي يفرق بين الحلال والحرام فمثلا إذا أراد رجل أن يجامع زوجته في الحلال بسهولة ويسر فهذا نقول عنه كسب أما في الحرام فيسبق هذا مكالمات واجتمعات وإنفاق ويعاني معاناة شديدة لأنه في الحرام أمور زياده فنقول له اكتسب إذن لماذا قال يكسبون ولم يقل يكتسبون قال الشيخ رحمه الله من كثرة فعلهم للمعصية صارت عندهم سهلة يسيرة فعبرالله عنها بقوله يكسبون ولم يقل يكتسبون لو أخذت هذا الكلام ونظرت إلى الواقع وجدت أن الرشوة حق مكتسب لدى كل مرتشي ، الزنا أصبح منتشرًا في كل مكان ، لذلك محقت البركات ونزلت الويلات وأغلقت السموات عن نزول هذه البركات وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ يظن أهل الحرام أننا أن طففنا في الميزان ونغش في المكيال والميزان ونفعل كل الحرام لا تجلب عليك البركة وإن جلبت لك الغنى ، وابحث عن البركة ولاتبحث عن الغني وانظر إلى تعبير الملك حين تحدث عن الربا فقال [يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ][البقرة : 276] عندما تحدث عن الربا قال يمحق وعندما تحدث عن الصدقات قال يربي فالبعد عن هذا المنهج هو الذي يمحق البركات اسمع بالله عليك هذا الحديث وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ ، فَمَنْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيه من الذي يدعو لك رسول الله قد لا نفطن لذلك ولكن اسمع لحديث رسول الله في الترمذي بسند صحيح ِ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِىِّ قَالَ دَفَعَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَاراً لأَشْتَرِىَ لَهُ شَاةً فَاشْتَرَيْتُ لَهُ شَاتَيْنِ فَبِعْتُ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجِئْتُ بِالشَّاةِ وَالدِّينَارِ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم . فَذَكَرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ فَقَالَ لَهُ « بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِى صَفْقَةِ يَمِينِكَ » . فَكَانَ يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ مكان التجارة في الكوفه فَيَرْبَحُ الرِّبْحَ الْعَظِيمَ فَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَالاً ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي ، فَمَنْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيه وفي الطبراني زيادة قال فيها وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ رواه ابن سعد ، وأحمد عن معاوية بن أبى سفيان ، قال المناوى : بإسناد حسن) أخرجه أحمد (4/92 ، رقم 16883) . وأخرجه أيضًا : ابن قانع (3/72) ، والطبرانى (19/350 ، رقم 815) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (7/280 ، رقم 10307) .
فهذه هي ممحيات البركات : البعد عن منهج رب الأرض والسماوات وقد صدق رسول الله حيث قال عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا - أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا - فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِى بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا » . رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد قد تكسب فيه مالا قليل ولكن لن يبارك الله لك فيه قديمرض ابنك فتخسرالأموال ويموت من أجل مالا حرام
احذر معصية الله عز وجل في نعمه خاصة وفي أكل الحرام لأن ذلك أعظم ماحيٍ للبركات – نسال الله العلي القدير أن يبارك لنا في كل ما أعطنا إنه لاقارد على ذلك إلا الله
كيف تعود البركة إلي حياتنا ؟ الأسباب الموجبه لنزول البركة :
6 أسباب 2 منهم متعلقين بالله ، و2منهم متعلقين بالبيت ، و2 منهم متعلقين بالمال
2 متعلقين بالله
1- الرضا عن الله في كل شيء نسأل الله أن يرزقنا الرضا فيما قسم بمعنىأي ما كان هذا القسم في الزوجه في المسكن قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (2) " أَنَّ اللهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ، بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ " رواه أحمد إسناده صحيح، رجاله ثقاْت رجال الشيخين وهوشيء قلبي أن يرضى قلبك عن الله ونذكر بقصة أبي بكر
2- المحافظة على صلاة الفجر في جماعة في وقته في المسجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لمن صلى الفجر فقال في الحديث الذي يرويه عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِىِّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بُكُورِهَا » . وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشاً بَعَثَهُمْ فِى أَوَّلِ النَّهَارِ لأنه وقت مباركا . وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِراً وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهُوَ صَخْرُ بْنُ وَدَاعَةَ . رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي وصححه الألباني ولم يدعو في أي صلاة آخرى فكان أحد الصحابة ينتظر بعد صلاة الفجر مباشرة ويرسل تجارته فيصيب بها خيرا كثيرا وقال أيضا عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ هذه من البركات ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ » .رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد ومالك
2- متعلقين بالبيت والأهل
1- الأعمال النبوية اليومية مثل
1- قراءة القراءن الكريم في البيت والعمل وكل مكان فإن الله يقول [وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ][الأنعام : 155]
2- التسمية قبل الأكل والدعاء بعد الفراغ منه بقولنا اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خير منه وقنا عذاب النار إلا في اللبن فنقول اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه للحديث السابق والأكل من أمامك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم « يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ » رواه البخاري لماذا فسر ذلك حديث آخر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ وَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ » . رواه الترمذي فإذا أكلت من وسط الطعام ذهبت البركة ثم تحمد الله فتقول عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا "
3- الإجتماع على الطعام لحديث النبي أن رجلا اشتكي من قلة البركة فقال له النبي لعل كل واحد منكم يأكل وحده ولا تجتمعون علي مائده واحده روي أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلاَ نَشْبَعُ . قَالَ « فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ » . قَالُوا نَعَمْ . قَالَ « فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُروا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ » . قَالَ أَبُو دَاوُدَ إِذَا كُنْتَ فِى وَلِيمَةٍ فَوُضِعَ الْعَشَاءُ فَلاَ تَأْكُلْ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ صَاحِبُ الدَّارِ . رواه أبو داود
4- السلام على أهل بيتك عن دخول البيت لحديث أنس بن مالك قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَا بُنَىَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ » رواه الترمذي
5- دخول المنزل والخروج من المنزل لحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » . قَالَ « يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِىَ وَكُفِىَ وَوُقِىَ » رواه أبو داود أليس كل هذا من البركة
2- صلة الأرحام وبرالوالدين لحديث أنس بن مالك قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » في مالك .............. لتصل رحمك ولكن كيف يزيد العمر والرزق والله يقول رفعت الأقلام وجفت الصحف والعمر محدد المقصود هنا بركة في العمر والمال والولد .............................
2 - متعلقين بالمال
1- الصدقة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً » رواه البخاري عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نقص مال من صدقة رواه الطبراني كيف هذا ؟ وأنا أخرج من جيبي مثلا 20 جنيه من مبلغ 100 جنيه إذن سينقص المال فكيف هذا ؟ سيبارك الله في 80 جنيها الباقيه ، أحد أصدقائي قال لي حاولت أن أصرف 20 جنيها لمدة 3 أيام وهي لا تريد أن تصرف فقد بارك الله فيها
2- الإقتصاد في المصروفاتكم وتدبير المنزل كم من الطعام يرمى يوميا في سلة المهملات ، قال تعالى :[ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ][الإسراء : 26] [وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ][الأعراف : 31] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ » رواه أحمد أي لا يفتقر من اقتصد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ » . رواه ابن ماجه روي عن بني اسرائيل أن رجل سئل موسى عليه السلام زيادة في الرزق فأعطاه الله زيادة في الرزق فلما كثر ماله وزاد رزقه طلب من سيدنا موسى عليه السلام ان يقلل له في رزقه فقال له الله قل للرجل يأكل خبزا مقدد ( ناشف ) فلما الكل الرجل الخبز بعد فترة زاد المال فقال الرجل لسيدنا موسى لقد فعلت ما قلت لي ومع ذلك زاد المال فسأل موسى ربه فقال له الله اسأل الرجل ماذا فعل فقال الرجل لقد كنت أكل الخبز في كل مكان وكان يتساقط على الأرض فوضعت على عنقي سلة كي يسقط الخبز المفتت في السلة ثم أجمعه فأكله فقال الله لموسى عليه السلام يا موسى رجل يحفظ نعمتي فكيف أنزعها منه
وأخيرا الدعاء بالبركة والإلحاح في الدعاء قد يفعل الكثير
روي أن امرأة استوقفت موسى عليه السلام وطلبت منه أن يدعو الله لها أن تنجب بالولد ، فلما ناجى موسى ربه نسي أمر المرأة فقال الذي لا يغفل ولا ينام يا موسى أد أمانتك فقال موسى إن أمتك هذا تطلب منك الولد فقال مالله يا موسى هي امرأة عقيم فكان الجواب شديد ولكن على موسى أن يخبر المرأة فلما أخبرها انصرفت المرأة وبعد أيام وشهور وسنين قابل موسى عليه السلام المرأة فوجد معها ولدًا فقال يا رب لقد أخبرتني أنها عقيم أي يا رب كيف رزقتها الولد وقد أخبرتني أنها عقيم فقال الله لقد ظلت تدعوني وتدعوني وتدعوني حتى استحيت منها حتى استحيت منها فأعطيتها سؤلهاوأنت أيضا إذا ضاقت عليك الدنيا فاستغفر الله من جميع الذنوب فإن الذنوب تزيل النعم وادعوا الله وحاول الأخذ بأسباب البركة
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه