حس بالله علشان ياما سترك
من أعظم نعم الله تعالى علينا أن سترنا والستر هو الإخفاء والغطاء فالله جل وعلا ستير ، ستير إذ غطي عيوبنا وفضائحنا ستير إذ أخفى ما لا نحب أن نظهره ولولا ذلك ما استرحنا وما استطعنا أن نعيش مع من حولنا في سعادة وأمان، ولعل الكثيرين منا إذا أطلق لفظ الستر يظنه ستر الله علينا في معاصينا وما أعظمه من ستر لولاه لما استطعنا أن نمشي بين الناس ، غير أن أنواع الستر أعظم من أن تحصى ولو عرفناها لامتلأت قلوبنا لله حباً ومنه حياءا وإليه شوقاً، وتلكم هي بعض أنواع ستر الله علينا لعلنا نشعر بالله جل وعلا
أولاً : ستر العافية
والعافية أعظم ستر يستر به الله جل وعلا عبده فكم من مرض فضح صاحبه وكم من مرض أفقر صاحبه وكم من مرض أذل صاحبه وكم من مرض تمنى صاحبه الموت لما يلقى من العناء والشدة
تعيش في الدنيا مستور ومع ذلك تتهم ربك بضيق عيشك ، أما نظرت في نفسك إلى ستر العافية
-" أنور وجدي تمنى لو يعطى مليون جنيه والسرطان فأعطيها وأعطيه فكان لا يستطيع أن يأكل ما يريد يدعو أصدقاءه حتى يأكلوا هم ما يشتهي هو !!! لا إله إلا الله
- دخل رجل على بعض الصالحين يشكو له فقره وحاله فقال هل تبيع عينك بمائتي ألف قال لا قال أذنك قال لا ...حتى عد له سائر أعضائه وفي كلٍ يقول لا فقال له الرجل اذهب فإني أرى معك الملايين وأنت لا تحمد الله عليها لأنك لا تراها حقاً
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
- والله لقد كان لي قريب مريض في مستشفى المقاولون رأيتهم يضعون له خرطوم القسطرة في ذكره حتى يبول والتي تضع له الخرطوم ممرضة والله استحييت حياءاً شديداً وتذكرت لو أني مكانه، لأجل ذلك كانت العافية من أعظم الستر ولعل هذا هو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بها صباحاً ومساءاً فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِى وَحِينَ يُصْبِحُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ في دِينِى وَدُنْيَاىَ وَأَهْلِى ومالي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِى وَآمِنْ رَوْعَاتِى اللَّهُمَّ احْفَظْنِى مِنْ بَيْنِ يَدَىَّ وَمِنْ خَلْفِى وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ
شِمَالِى وَمِنْ فَوْقِى وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِى »()
- زرنا مريضاً في إحدى المستشفيات عالية السعر فقال " أريد أن أخرج حتى لا أفتضح" عنده الكبد والأنيميا وغيرها وتمنى الخروج حتى لا يفضح رجل ميسور الحال بعض الشيء لكن المرض يمكن أن يفضحه
- وآخر ذكر لي أنه كان يدخر (60000)جنيه فأصيب بجلطة فذهبت كلها وصار ذليلاً لهذا وذاك ينتظر الإحسان والمصيبة أني عرفت أنه كان وادعاً هذا المبلغ في البريد ويأكل مما يخرج منه شهرياً قلت صدق الله " يمحق الله الربا"، والله أحيانا لا يكون في بيتي سوى ثلاثين جنيه مثلاً – شيء يسبب الهم – لكني حين أذكر العافية يزول هذا الهم أقول : لعلي أرزق مالاً كثيراً فيذهب مع المرض وأذكر كلمة كثيراً ما سمعتها من أمي منذ صغري والله ما فهمت معناها إلا من وقت قريب كانت تدعو فتقول " ربنا يستر الفقر بالعافية" وما أجمل هذا الحديث "قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ « سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ»()
ثانياً : سترك على المعصية
لو كل واحد منا تذكر معاصيه وتذكر أن الله كان يسمعه ويراه وقتها ومع ذلك ستره لا بد أن ينخلع قلبه حياءاً من الله إن كان به حياة
- أنت فاكر لما أغلقت الباب على نفسك لتفعل العادة السرية أو لتشاهد فيلم إباحي "ربنا سترك"
- فاكر وأنت على علاقة مع فلانة وكنت تكلمها وتلتقي معها والله أعلم ماذا كان يحدث بينكم " ربنا كان يراك ويراها بس سترك وسترها"
- فاكر وأنت بتخطط لفلان علشان تنتقم منه أو تدبر له مصيبة " ربنا علم بذلك ورغم ذلك سترك"
- فاكرة وأنتي بتفكري في فلان وترسمي في خيالك صور لا يعلم مدى فظاعتها إلا الله " ربنا شافِك وشاف الصور اللي في خيالك ومع ذلك سترك"
- فاكر يا طالب ويا طالبة واحنا في المدرسة ولا في الجامعة وبنكلم فلان ولا علان وما نتخيلش أن يرانا آباؤنا على هذا الحال " ربنا رأى وستر"
- فاكر وأنت بتسرق أو بتزني وما حدش شافك والموضوع ده جرأك علشان تعاود فعلك أكثر من
مرة " يا أحمق ربنا شافك وسترك"
- خد بالك ربنا يمهل ولا يهمل " روي أن رجلاً زنى في عهد عمر ، فقال والله ما زنيت إلا هذه ، فقال عمر كذبت إن الله لا يفضح عبده في أول مرة"()
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية :
وهو الحيي فليس يفضح عبده ..... عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه بستره ..... فهو السّتّير وصاحب الغفران
وهو الحليم فلا يعجل عبده*** بعقوبة ليتوب من عصيان
وهو العفو فعفوه وسع الورى*** لولاه غار الأرض بالسكان
وهو الصبور على أذى أعدائه*** شتموه بل نسبوه للبهتان
قالوا له ولد وليس يعيدنا*** شتما وتكذيبا من الإنسان
هذا وذاك بسمعه وبعلمه*** لو شاء عاجلهم بكل هوان
لكن يعافيهم ويرزقهم وهم*** يؤذونه بالشرك والكفران
- واستمع بقلبك إلى هذه القصص لعلها تهديك إلى الله"روي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه فقالوا يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفا أو يزيدون فقال موسى عليه السلام إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعا والشمس إلا حرارة فازداد موسى في تضرعه فأوحى الله إليه كيف أستجيب لكم فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم فقال موسى إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفا أو يزيدون فأوحى الله إليه منك النداء ومني البلاغ فقام مناديا وقال يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدا خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله وقال إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعا فاقبلني فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب فقال موسى إلهي وسيدي بماذا سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد فقال يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم فقال موسى إلهي أرني هذا العبد الطائع فقال يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني"()!!!"كفى بك عزاً أن ربك الله"
- عن مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ قال : « خَرَجْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِي وَأَنَا بِالْكُوفَةِ ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ ؛ وَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ ، فَمَرَرْتُ عَلَى بَابٍ ، فَسَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ وَبُكَاءَهُ ، فَوَقَفْتُ عَلَى الْبَابِ أَتَسَمَّعُ إِلَى أَنْ فَرَغَ مِنْ وِرْدِهِ ، فسمعته ينتحِبُ ، وهو يَقُولُ : وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ ؛ ما أردتُ بمعصيتك مخالفتك ، وما عَصيتك إذ عصيتك وأنا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرِّضٌ ، ولا بنظرك مستخفٍّ ، وأعلم إنك مشرفٌ عليّ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلَكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ، وَأَعَانَتْنِي عَلَى ذَلِكَ شِقْوَتِي ، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمَرْخِيُّ عَلَيَّ ؛ فَعَصَيْتُكَ بِجَهْلٍ وَخَالَفْتُكَ بِجَهْلٍ ؛ فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي ؟ ! وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي ؟ ! فَوَاسَوأتَاهُ مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ غَدًا إِذَا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ؛ أَفَمَعَ الْمُثْقِلِينَ أَحُطُّ أَمْ مَعَ الْمُخِفِّينَ أَجُوزُ ؟ ! وَيْلِي ! ! كُلَّمَا كَبِرَتْ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ، وَيْلِي ! ! كُلَّمَا طَالَ عُمْرِي كَثُرَتْ مَعَاصِيَّ ؛ فَمِنْ كَمْ أَتُوبُ وَفِي كَمْ أَعُودُ ؟ ! أَمَا آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي ؟ ! قَالَ مَنْصُورٌ : فَغُشِيَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِي"()
- وانظر إلى هذه الحكمة الجليلة لترى همم العارفين بربهم، يقول ابن عطاء الله في الحكم"الستر على قسمين : ستر عن المعصية وستر فيها فالعامة يطلبون من الله تعالى الستر فيها خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق والخاصة يطلبون من الله الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك الحق"
ثالثاً : ستر أمراض القلوب
إن القلب أخطر ما في البدن ولأجل ذلك جعله الله تعالى مكمن الأسرار فمنه القرب من الله ومنه البعد منه وبه النجاة وبه الهلكة وهو كما قال الصادق "أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ »() كما أنه موضع نظر الله تعالى فلا يطلع على ما في ضمير العبد إلا الله فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ »"() وهذا الستر جدير بأن يفكر المسلم في جمال تعامل الحق معه، يعني تخيل لو أن ما في القلوب يمكن أن يطلع عليه البشر ماذا ستكون النتيجة
- كثير من الناس سيبتعدون عنك لأنك تعاملهم بالبشر وأنت تعض عليهم الأنامل من الغيظ،فعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَآهُ قَالَ « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ »فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِى وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِى وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِى فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ »() وعن أبي الدرداء أنه قال: "إنَّا لَنَكْشرُ فِي وُجُوهِ أقْوَامٍ وَقُلُوبُنَا تَلْعَنُهُمْ"()
- ستسقط من نظر كثير من الناس لأنك تطمع فيما عندهم، وستقع في كثير من المشاكل مع الكثيرين لأنك تتمنى تدميرهم ومصابهم ولن ينتظروا ذلك حتى ينتقموا منك
- والمصيبة العظمى في الرياء، حين يعرف كل الناس أنك لا تعمل لله تصلي رياءاً وتبكي رياءاً وتذكر رياءاً، ولهذا قال الله "يوم تبلى السرائر" وقد قرأت أن أحد الدعاة إلى الله جاءه الموت فقال له أحد إخوانه قل لا اله إلا الله فقال لا أستطيع قال كيف ذلك وعمرك كله تدعو الناس إليها قال ما قلتها مرة خالصة له" نسأل الله أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه
- ولك أن تختبر كل أمراض القلوب وتتخيل إذا انكشف الستر وظهرت هذه الأمراض أي رجل ستكون!!إن مشوه الوجه يستحيي أن يلقى الناس فما بالك بمشوه القلب إذا فضحه ربه!!!لكنه الستر
- قال ابن عطاء الله"من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستره فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك" وقال شارح الحكم"من أكرمك من العباد بعطاء أو محبة فإنما أكرم فيك جميل ستره تعالى أي ستره الجميل عليك فإنه لولا جميل ستره ما نظروا بعين الرضا إليك بل لو نظروا إلى ما فيك من العيوب لاستقذروك ونفروا منك وطرحوك فلا تبعثك رؤية إكرام الخلق لك لجهلهم بعيبك على حمدهم على ذلك دون حمد ربك فتضع الحمد في غير موضعه فإن الحمد لا ينبغي أن يكون إلا لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك وإنما تحمده من حيث إجراء الخير على يديه فقط لا من حيث إنه المكرم الحقيقي إذ ليس ذلك إلا الله قال تعالى :{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ{
رابعاً : ستر الباطن
وأقصد به ما بالإنسان من أعضاء داخلية " أمعاء ومعدة وكبد وكلى وغيرها" لقد سترها ربنا حتى لا ننفر من بعضنا البعض بشكلها، وسترها بالعظام واللحم والجلد حتى لا يعرضها لللتلف وذلك لخطورة وظائفها، وسترها حفظاً لعقولنا إذا رأينا فيها ما يبهرنا ويذهلنا من أعداد لا حصر لها من الخلايا والأمعاء وكريات الدم وغيرها
ومن ذلك
- في الكليتين (2) مليون وحدة تصفية طولها مجتمعة مئة كيلو متر
- توجد في المعدة حوالي 35 مليون غدة تفرز المواد الهضمية
- يبلغ طول الأمعاء في الإنسان البالغ حوالي 10 أضعاف طول جسمه
- يبلغ طول الأوعية الدموية إذا ما وضعت في خط واحد 97 ألف كيلومتر ينبض القلب في الدقيقة الواحدة من (60-80) نبضة بواقع (100000) مرة يومياً يضخ خلالها (8000) لتر (40 برميل ×200لتر)
- كرات الدم الحمراء لو صف بعضها إلى جنب بعض لزاد طولها على محيط الأرض ستة أضعاف (240000) كم لأن في كل مليمتر مكعب من الدم خمسة ملايين كرة حمراء تجول في جسم الإنسان يوميا ألفا وخمسمائة مرة تقطع فيها (1150)كم
ذلك بخلاف ستر أماكن الأعضاء التناسلية فما أجمله من خلق وما أعظمه من خالق، وصدق الله إذ يقول:
- وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" المؤمنون
- وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" التغابن (3)
خامساً : العقل ستر
هل فكرت يوماً في ستر الله عليك بالعقل، إن العقل جندي من جند ستر الله سبحانه حتى إن من معاني الستر في اللغة تطلق على العقل، ولو تأملت في ذلك لرأيت العجب ويكفيك من ذلك النظر إلى المجنون أو السفيه الذي لا يحكم أفعاله، لا تستطيع أن تتخيل نفسك أو أحد أقربائك في هذه الصورة ، ولهذا حين يكون بعض آبائنا وأمهاتنا في نهاية عمرهم ويردون إلى أرذل العمر نستحي من أفعالهم أو من نلتقي بهم بين الناس – وهذا من الخطأ لكنه الواقع – حتى لا يحرجونا، ما الذي نقص عندهم " ستر العقل" ولهذا جاء ::
- عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ"() وهذا يدل على تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الستر وخوفه من ذهابه عنه
- كذلك تبدو قيمة هذا الستر عند الغضب فالغضب يخرج المرء عن عقله فيتسبب في هلاكه وخسرانه لهذا جاء عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ »() لذا قال ابن القيم في الفوائد" أوثق غضبك بسلسلة الحلم فإنه كلب إن أفلت أتلف"
- حفظ العقل من الضرورات التي أمر الله بحفظها – ليسمع ذلك كل مدمن خمر – وذلك لأنه ستر الله الذي يحكم سائر سلوكياتك وأفعالك ولا أدري كيف يشرب إنسان مخدرات وبه عقل، إن أي عاقل يرفض الخمر لما تصنعه بالعقل حتى ولو لم تحرم ولهذا قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام، وذلك أنه مرّ برجل سكران يضع يده في العذرة، ويدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها صرفها عنه فقال أبو بكر: إن هذا لا يدري ما يصنع، وهو يجد ريحها" حقا قبحها الله من هاتكٍ لستر الله على خلقه
سادساً : القرآن ستر
فإذا حافظت على قراءته سترك عن كثير من العالم التي تريد الإضرار بك سواء رأيها أو لم ترها ذلك لأن أعداءك من شياطين الإنس والجن كثر فأكرمن الله تعالى بالقرآن العظيم ساتراً لنا من كيدهم ومكرهم قال الله" وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا" وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: لما نزلت تبت يدا أبي لهب }أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول :مذمما أبينا * و دينه قلينا * وأمره عصينا والنبي صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها لن تراني وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال وقرأ { و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني فقال:لا و رب هذا البيت ما هجاك فولت وهي تقول : قد علمت
قريش أني بنت سيدها"()
سابعاً : حال عيشك كله ستر
- فالله قدر لك الرزق ستراً منه حتى لا يحوجك لأحد " ما حدش بيبات من غير عشاء"
- اللباس الذي تلبسه ستر"يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا" الأعراف والشيطان يريد كشف ستر الله عنك ليت سائر أخواتنا من المتبرجات يفطنَّ ذلك الله يريد سترك والشيطان يريدك ببنطلون وبدي وصدرك بادي ومفاتنك ظاهرة و....الخ الله يريد والشيطان يريد أنت مع أيهما؟!!!
- السكن ستر وتعرف ذلك حين ترى أو تسمع عمن يبيتون في الشوارع ولا مأوى لهم "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" النحل
وإذا نقص منك شيء طلبه الله لك بنفسه رغم معاصيك بل وجعل ذلك الطلب له رغم أنه لن يصل إليه شيء منه!!! ليتنا نتدبر
- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)
- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِى. قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِى عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِى. قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِى. قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى »()
ليس ذلك فحسب بل ويعذب من يهملك
- عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم قدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إلا إذا جاعوا وعروا مما يصنع أغنياؤهم ألا وان الله محاسبهم يوم القيامة حسابا شديدا ومعذبهم عذابا نكرا"()
وليس حال النعمة فقط هو حال الستر بل ما تراه أنت نقم قد امتلأ بصنوف الستر
- فالذي أنجب ستره الله فلم يحوجه للذهاب للأطباء والعرافين وكشف العورات هنا وهناك ، والذي لم ينجب ستره الله من عقوق الأبناء فلعل ولداً عاقاً يفضحه بل ويكون سبب تعاسته وهذا واضح لكل ذي عينين
- الغني ستره الله بالغنى فلم يحوجه إلى أحد والفقير ستره الله فألبسه لباس العافية
- المعافى ستره الله بالعافية والمريض أيضاً ستره الله بآفات الصحة كالبلطجة والسرقة والمخدرات وكم رأينا أناساً تركوا المخدرات بسبب المرض فدل على أن الذي أغراهم بذلك صحتهم
وهكذا حال المسلم كله ستر فإذا رأيت غير ذلك فاعلم أن الله عدل وأنه لا يبدأ بفضح عبده إلا إذا أراد هو ذلك
أما آن لك أن تشعر
إذا لم يحرك فيك كل ذلك ساكنا ولم يشعرك بربك فلتعلم أن هتك أستار الله لها عقوبات في الدنيا وعقوبات في الآخرة لعل ذلك ينبهك فإنه كما يقولون " من أمن العقوبة أساء الأدب" فأما التي في الدنيا فهي فضح من هتك ستر الله ولم يراع أنه مطلع على كل ما يعمل ولم يبال بنظر الله إليه
- أما بالنسبة لمحاولة كشف أستار الناس فجاء فيها عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِى بَيْتِهِ »()
- وأما مع الله في عدم الحياء منه فيقول ابن القيم في الفوائد"للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك الستر الذى بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس
- ويقول يحيى بن معاذ الرازي يقول : من خان الله عز و جل في السر هتك الله ستره في العلانية
-هذا في الدنيا ،وأما في الآخرة فعَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ : « لأَعْلَمَنَّ
َقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ». قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ : « أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا »()
ما أروع ستر الله على المؤمنين في الدنيا والآخرة فتأمل بعيني قلبك أن القيامة قد قامت ونودي عليك باسمك بين يدي الملك ليتقدم فلان ابن فلان للعرض على الملك الجبار ، وهما قسمان لا ثالث لهما إما مفضوح وإما مستور ترى من أيهما تكون؟!!!
إن فضل الله عظيم وكرمه واسع ولكن بشرط الوقوف على بابه والرجوع إليه فإذا رضيت بذلك فخذ هذه البشريات لتزيدك بالله إحساساً وفيه حباً وله ذكراً
1- عن قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِىِّ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِى مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - آخِذٌ بِيَدِهِ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ ، فَقَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى النَّجْوَى فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُدْنِى الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَىْ رَبِّ . حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِى نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِى الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ . فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ »((
2- وقال أبو هريرة : يُدني الله العبدَ يومَ القيامة ، فيضع عليه كَنَفَهُ ، فيسترُه مِنَ الخلائق كُلِّها ، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر ، فيقول : اقرأ يا ابنَ آدم كتابَك ، فيقرأ ، فيمر بالحسنة ، فيبيضُّ لها وجهُهُ ، ويُسرُّ بها قَلبُه ، فيقولُ الله : أتعرِفُ يا عبدي ؟ فيقول : نعم ، فيقول : إنِّي قبلتها منك ، فيسجد ، فيقول : ارفع رأسَك وعُد في كِتابك ، فيمر بالسيِّئة ، فيسودُّ لها وجهه ، ويَوْجَلُ منها قلبُه ، وترتعدُ منها فرائصُهُ ، ويأخذه من الحياء من ربِّه ما لا يعلمُه غيرُه ، فيقول : أتعرف يا عبدي ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : إنِّي قد غفرتُها لك ، فيسجدُ ، فلا يرى منه الخلائقُ إلاَّ السُّجود حتى ينادي بعضهم بعضاً : طوبى لهذا العبد الذي لم يَعصِ الله قطُّ ، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبينَ ربِّه ممَّا قد وَقَفَهُ عليه"((
لكن هذه البشريات للمؤمنين فما الذي يضمن لي أني منهم أقول لك استمع إلى هذه البشارة
- عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أصاب حدا فعجل الله له عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة و من أصاب حدا فستره الله عليه و عفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه "((
- المجالسة وجواهر العلم,أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي
- متفق عليه من حديث النعمان بن بشير
- أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ، باب تحريم ظلم المسلم
- تفسير ابن كثير ، الجزء الأول
- البخاري، باب التعوذ من فتنة الدنيا
- أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وقال الذهبي قي التلخيص : صحيح
- أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط
- ابن ماجه وصححه الألباني
- ابن ماجه وصححه الألباني
- هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وقال الذهبي في التلخيص : صحيح الإسناد