tamer.page.tl
  أفراح القبور
 

تحدثنا في اللقاءات السابقة عن أفظع العظات ثم حقائق عذاب القبر بين الوهم والخيال ثم أغلال القبور وهي أهم الأسباب التي تتسبب في عذاب القبور واليوم سنتحدث

أفراح القبور

ويندرج الحديث فيه حول3 عناصر

1- تذكرة بكلام الإمام بن القيم عن عذاب القبر 2- حقائق من تحت التراب

3- بشريات ومنجيات

أما عن الأول تذكرة بكلام الإمام بن القيم عن عذاب القبر فإنها الكلمات التي كنا قد ذكرناها في الخطبة الماضية وقلنا فيها  كلام الإمام ابن القيم رحمه الله كلمات ذكر فيها عذاب القبر ، وأن عذاب القبر هذا لايستحق إلا من جهل بالله جل وعلا ، وضيع أمره وارتكب نهيه - وركز في هذه الكلمات جيدا - فإن ما بعدها ينبني عليها فلابد من أن تصل إلى مرض معين أن تعرف خطورته ومدى عظمه يقول ابن القيم رحمه الله : لا يكون عذاب القبر إلا من جهل بالله وضيع أمره وارتكب معاصيه   فلا يعذب الله روح عرفته وأحبته ، ولا جسدًا كانت فيه هذه الروح قال بعدها عن عذاب القبر ولما كان أكثرالناس على الذنوب مقيم وعليها مصر عن معاصي القلب والعين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل، ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل وقد قال السلف قديما ليس العجب فيمن هلك كيف هلك؟ إنما ولكن العجب فيمن نجى كيف نجى ؟

 فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات وفي باطنها الدواهى والبليات تغلى بالحسرات كما تغلى القدور بما فيها ويحق لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها وقدصدق الله حيث قال [وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ  ] [سبأ : 54] ([15][15]). الروح ص112-113 دخل أبو العاصم المقابر مع محمد بن واسع قال أبو عاصم فلما انتهينا إلى القبر وسلمنا على أهل المقابر وقف محمد بن واسع يبكي فقال له ما يبكيك  فقال يا أبا عاصم لا يغرك ما ترى من خمودهم - فأنا وأنت نرى تراب تحتها موتى ولكن الحقيقة التي يعيشون فيها بخلاف ذلك- فهم بين مسرورٍ ومغموم  إما مؤمن إما فاجر إما في روضة من رياض الجنة وإما في حفرة من حفر النار

هذه  الكلمات توضح أن أكثر المسلمين معذبين في قبورهم والناجي منهم قليل ، نسأل الله وإياكم أن نكون من هؤلاء الناجين ، بعد أن تقر هذه الحقيقة في قلوب الجميع ، قبل أن تعرف المنجيات من عذاب القبور يتخلل هذا عنصر لابد من بيانه ألا وهو حقائق من تحت التراب

حقائق من تحت التراب

هذه الحقائق نحتاج إلى أن نعرفها كلنا

1-أول هذه الحقائق أن الموتي ينتفعون بأعمال الأحياء  ، كلنا فقد أحد أحبته أبوه وأمه ، فكلنا أصحاب هم واحد لأن الموت قد وصل إلى ديار كل منا ولم يَسْلم منه أحد فأول هذه الحقيقة أن الموتي ينتفعون بأعمال الأحياء  حتى تصل لهم دعوة خالصة أو صلاة خالصة ، حتى تصل لهم صدقة خالصة ، إذا كان أهلينا وأبائنا يمكن أن يكونوا بالظن الغالب من المعذبين في قبورهم  - نسأل الله أن يغفر لجميع المسلمين والمسلمات وأن ينجيهم من عذاب القبور فما بالنا ننسى أهلينا ، هل لأن العلاقة قد انقضت بيننا وبينهم  ، أو لأنهم قد ماتوا ، ألا يوجد عندك عزيز يمكن أن تتذكره فيخفف الله عليه من عذابه ، ألم تسمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيح « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رواه مسلم وأبوداود وابن ماجه وأحمد والدارمي وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ   يمكن أن يكون هذا الولد ليس بولدك ينتفع بدعائه أيضا ، لقد اعتدنا العقوق في الدنيا واعتدنا العقوق بعد الموت ، يمكن أن تبر بأبيك وأمك في حياتهما ولكن ماذا قدمت لهما بعد موتهما لقد بخلت عليهم بالدعاء الذي يمكن أن يملأ قبورهم نورا  أو أن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة ، الدعاء يخفف ذلك هذا الذي قاله رسول الله يمكن أن يكون دائم أو منقطع  وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى واعلم أن عذاب القبر يمكن أن يكون دائم أومنقطع الدائم هذا هو الذي تحدث عنه ربنا جلا وعلا عن آل فرعون فقال [النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ][غافر : 46] وتكون فيمن تحدث عنهم رسول الله في الحديث الذي ذكرناه في المرة السابقة حيث الرؤية العجيبة حديث سمرة بن جندب الذي بين فيه الملائكة لرسول الله من أكل الربا أو الزاني يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ، كما يمكن أن ينقطع العداب عن موتانا وقد أتم بن القيم كلامه فقال وأم المنقطع  فإنه لعصاة المسلمين فكل ٌ يحاسب حسب جرمه وقد ينقطع هذا العذاب بدعاء أو صدقة أو استغفار أو ثواب حج أو قراءة أو غير ذلك مما يصل إلى الميت  ، وهذا هو الذي وقع بالفعل أيام سلفنا الصالح فهذا بشار بن غالب يحكي عن أحد أصحابه الصالحين أيضا يقول كنت كثير الدعاء له فرأيته ليلة في منامي فقال لي يا بشار بن غالب - وركز في ها جيدا حتى لا ننسى موتانا  -هدايك تصلنا على أطباق من نور مخمرة بمناديل حرير قال فقلت له أو يصل إليكم دعائنا واستغفارنا وصدقتنا بهذه الصورة قال بلى إن الله عز وجل يجعل الدعاء والإستغفار والصدقة وغير ذلك  على أطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير  ثم يدعى صاحبها ويقال هذه هدية فلان بن فلان إليك -  بالله عليك إذا قلت الله اغفر لأبي مثلا واجعله رفيقا لنبيك في الجنة ، اللهم اعفو وتجاوز عن أمي عما  أحدثت اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات هذه توضع على أطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير  ثم يدعى صاحبها ويقال هذه هدية فلان بن فلان إليك إذن هل يصل نعم يصل هذا الذي أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال مرغبا في ذلك والحديث عند الطبراني بسند حسن واحفظ هذا الحديث جيدا حتى تعمل به أسأل الله العظيم أن نكون من العاملين به عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول  ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ) انظر كيف يرغبك رسول الله في الدعاء لا تنسى هؤلاء الأموات تذكرهم دائما بالدعاء تذكرهم دائما بالإستغفار سبحان الله تخيل تكتب لك حسنة بكل مؤمن ومؤمنة من لدن آدم إلى قيام الساعة  لأنك قلت فقط اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات لماذا هذا الجزاء العظيم ؟ حتى يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الميت ينتفع بأعمال الحيّ وأن أحوج ما يكون إليها منها في حياته فعلينا أن نفطن لهذه الحقيقة ، قال أحد السلف كنت إذا مررت على المقابر كل يوم أقول اللهم أنس وحشتهم واغفر ذلتهم وفرج كربتهم  قال وفي يوم من الأيام كنت متعجلا فمررت على المقابر ونسيت أن أدعو بالدعاء الذي كنت أدعو به قال فلما جن علي ّ الليل ونمت رأيت كأن أهل القبور كلهم قد خرجوا من قبورهم يقولون يا أخانا لم تركت هذا الدعاء الذي كنت تدعو به إلينا والله إن الله كان ليأنس وحشتنا به ويغفر ذلتنا به ويفرج كربتنا به قال فقمت فزعًا من نومي وما تركت هذا الدعاء الذي أدعو به أبدا فأول الحقائق التي ينبغي أن يعرفها الجميع أن الموتى ينتفعون بأعمال الأحياء

2-الثانية أن الموتى يشعرون بزيارة الأحياء تخيل أباك أو أمك أو أي أحد من ذوي القربات وكان حيّ أكنت تقصر في زيارته ولو  لم تفعل ذلك لكنت عاقًا  إذا كنت تفعلها وهو حي لماذا هجرته بعد أن مات ؟ ماذا أصنع له؟ تذهب لتزوره ألم يقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمِ الْآخِرَةَ متى آخر مرة زرت المقابر؟ منذ أن شيعت جنازة آخر شخص تعرفه ، ما ذهبت إليها خصيصا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الموتي يشعرون بزيارة الموتي ويأنسون بهم ، هل يمكن أن يشعر الأموات بذلك هذا مادلت عليه سنة النبي  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوتذكر يوم بدر يوم أن ألقي رسول الله بالمشركين في قليب بدر والقليب هو بئر قديم أخذ يخاطبهم  والحديث في الصحيحين « يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّى وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِى اللَّهُ حَقًّا » . فَقَالَ عُمَرُ تُكَلِّمُ أَجْسَاداً لاَ أَرْوَاحَ فِيهَا فَقَالَ « مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا " »  النسائي وأحمد  ولما كانت هذه الحقيقة قال عند زيارة المقابر       السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ - وَفِى رِوَايَةِ زُهَيْرٍ - السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلاَحِقُونَ أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ . رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد ولا يكون السلام  إلا لمن يسمع ، هذه هي الحقيقة التي ضيعناها مع ذوي القربي من موتانا فهذا بلال رضي الله عنه بعد أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع أن يؤذن لأحد من بعده فذهب إلي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقال يا خليفة رسول الله - وأبو بكر هذا كان سيده أو الذي أعتقه أتأذن لي في أن أرابط في بلاد الشام فقال له يا بلال ألا تؤذن لنا مثلما كنت تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إن كنت قد أعتقتني لله فدعني وما أريد وإن كنت أعتقتني لنفسك أُأذن لك فقال بل لله فذهب إلى الشام مرابطا وانقضت مدة خلافة أبي بكر وجائت خلافة عمر بن الخطاب فلما كان زمان عمر رأي بلال رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه أنا أريدك أن تتخيل أن الذي يأتيك في المنام هذا أمك أو أبوك أو ابنك أو ذوي القربات ممن قاطعتهم بعد موتهم فقال   له رسول الله يعاتبه على عدم زيارته له ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني قال بلال فقمت فزعًا من نومي وجهزت راحلتي ونويت أن أسافر إلى المدينة -نسأل الله أن يرزقنا الزيارة في الدنيا وأن يرزقنا شفاعة صاحبها يوم القيامة قال فلما دخلت المدينة إذا أنا بالحسن والحسين رضي الله عنهما فأخذت أشمهمها وأضمهمها إلى صدري وأقبلهما وأبكي فقال له يا بلال أنا نشتهي أن نسمع منك الآذان الذي كنت تأذنه لرسول الله فلا يستطيع  أن يرد طلبهما فهما حبا رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما جاءوقت الصلاة صعد بلال رضي الله المسجد وأخذ يؤذن فأول ما قال الله أكبر ارتجت المدينة فأول ما قال أشهد أن لا إله إلا الله زاد الناس فأول ما قال أشهد أن محمد رسول الله  كل الناس يعرف صوت بلال قالوا أوبعث رسول الله حتى خرجت العواجز من النساء من بيوتهن فما رؤي  في المدينة يوم أشد على الناس يومئذ إلا يوم مات رسول الله  ما هذه الجفوة التي يراها أقاربنا وأصحابنا وأصدقائنا وذوي أقاربنا وذوي أرحامنا في عدم زياراتنا لهم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نوه على ذلك فقال إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ألاَ فَزُورُوهَا  هذه هي الحقيقة الثانية التي ينبغي أن يدركها الجميع أن الموتى يشعرون بزيارة الأحياء ويأنسونهم

3-الحقيقة الثالثة أن أرواح الموتى تتلاقي وتتزاور هذه الحقيقة أهميتها أننا نطمئن على موتانا إن كانوا من المؤمنين ونتمنى أن نحشر في قبورنا مع منهو مثلنا أو أحسن منا في أعمال الطاعات هذا الذي بينته سنة النبي صلى الله عليه وسلم  وقد قال ربنا جل وعلا [اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ][الزمر : 42] هذه الأنفس التي توفاها ربنا تقبل على التي مثلها من الأموات فتحشر معها وقد قال الإٌمام ابن القيم رحمه الله تعالى إن الأرواح المعذبة محجوبة عن التزاور والتلاقي أما أرواح المؤمنين والطائعين فإنها تتزاور وتتلاقى وما أجمل اللقاء المؤمنين مع بعضهم البعض يلتقون برسول الله صلى الله عليه وسلم  لأن الله جل وعلا قال [وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ][النساء : 69]يقول ابن القيم رحمه الله  وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي الدار البرزخ وفي دار الجزاء والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة  ولو لم تكن هذه الحقيقة للثبات على الطاعة لكفى بها أي تثبت على الطاعة 60 سنة ثم تلتقي بسيد البشر  صلى الله عليه وسلم وأصحابه لماذا لأن الأرواح تتزاور وتتلاقى هذه حقيقة غائبة عنا ، وهذه حقيقة ينبغى أن نضعها في الحسبان حين نقبل على معاصي الرحمن ممكن يمكن أن تحجب هذه المعصية بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الذي بينه الحديث الذي رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه  بسند صحيح موقوف عليه (أي هو الذي قاله فقط وليس النبي ) وقال الشيخ الألباني رحمه الله وهذا له حكم المرفوع ( أى مثل الذي قاله النبي )  لأنه لا يمكن أن يقبل صحابي على غيب إلا بوحي أو قول من رسول الله

ماذا يقول أبو أيوب إذا مات العبد المؤمن وصعدت روحه إلى السماء وعادت إلى قبره تلقى روحه أرواح المؤمنين الذين هم على مثل عمله في الدنيا كما يتلقى البشير  قال فيقبلون عليه ويهنيؤنه بما وصل إليه نسأل الله أن نكون من أصحاب هذه الأرواح فيقبلون عليه يسألونه فيقول بعض لبعض  انظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب  فيقولوا له : ما فعل فلان ؟ فإذا قال مات أما أتاكم أما وصل إليكم فيعرفون أنه قد هلك فيقولون إن لله وإنا إليه راجعون ثم قالوا : ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية  رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح مرسل  ترى أنا وأنت هل سيلقونا هؤلاء بالبشر والترحاب أم سيسأل عن حالنا فيقال عنا أنهم قد هلكوا نسأل الله أن ينجينا من عذاب القبور ، فأرواح الموتى تتلاقى وتتزاور وليس فضيحة المعصية تقر في الدنيا فقط ولكنها أمام أرواح الموتى وعلى رأسهم رسول الله هذه هي الحقيقة الثالثة التي ينبغي أن نضعها نصب أعيننا

4-الحقيقة الرابعة إن أعمال العباد تعرض على أقاربهم من الموتى  أنت ما كنت تدخن احتراما لأبيك وأمك  وخوفا وبعد أن مات أبوك دخنت ، بعد أن مات أهلك أصبحت تشرب مخدرات ، بعض أقاربك يمكن أن يعرف أنك تسمع الغناء أو أنك على علاقة محرمة ، ولكن أهلك وأقاربك الأموات يعرفون ، تخيل يوم أن يعرض على أقاربك  أنك مدخن أنك زاني ، أنك تفعل لواطا ، أنك كذاب ، أنك تارك للصلاة ، أنك نمام ، أنك تفعل كذا وكذا ، هذه مصيبة كان يخافها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  فهذا أبو الدرداء  يروي حديث النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح  إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى مَوْتَاكُمْ، فَيُسَرُّونَ وَيُسَاؤُونَ  تفسير الألوسي 14/213.والزهد: ابن المبارك (165 -[1777]-) ومن طريقه المنامات: ابن أبي الدنيا (4) أنت تحب أن تفرح أقاربك ، تحب أن تسعدهم في قبرهم أنت تفرح أهلك في حياتهم أتحزنهم ، لقد أحزنتهم وهم على قيد الحياة ، أتحزنهم بعد ما ماتوا ، وهل يحزنزن في قبورهم يحزنزن لحالك هذا الذي أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بسند صحيح  إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى مَوْتَاكُمْ، فَيُسَرُّونَ وَيُسَاؤُونَ   فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءَ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ:.«اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا يخزى به عبد الله بن رواحة» وكان عبد الله بن رواحة أخوه لأمه  رواه ابن أبي الدنيا  من أن يعمل عملا يفضح فيه لأخيه لأمه وكان يحفظ شعوره حفظا عظيما ، اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا يخزى به عبد الله بن رواحة إذا كان هذا يرعي شعور أخيه لأمه فما بالكوهذه أعمال تعرض على أبيك وأمك وعلى ذوي قربك وتعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضح ، أنت قد أغلقت الباب على نفسك وعصيت الله جل وعلا ، تذكر أن  الله جل وعلا مطلع عليك وتذكر أيضا أن هذا العمل سيعرض على رسول الله ، وهذا كان يفزع الصحابة والتابعين  من أصحاب المذهب القويم الذين تربوا على من تربى في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم هذا عباد بن عباس أحد السلف الصالح يقول له ابراهيم بن علي والي فلسطين دخل عليه عباد بن عباس فقال له ابراهيم يا عباس فقال أي شيء تريد أيها الوالي قال عظني قال بماذا أعظك أصلحك الله لقد بلغنا أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الأموات فانظر ماذا يعرض على رسول الله من عملك  بالله عليك اجعلها في ذهنك ،  اجعل هذا السؤال عن هذه الحقيقة في ذهنك دائما هل تحب أن يعرض هذا العمل على رسول الله ، إلي الذين يتركون الصلاة ، إلى المدخنين ، إلى الذين ديدنهم الغناء ، إلى المتبرجين ، هل تحبين أن يعرض هذا العمل على رسول الله ،  إن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الأموات فانظر ماذا يعرض على رسول الله من عملك  فبكى إبراهيم حتى بل لحيته ، هذا الذي كان يستشعره الصحابة والتابعون وهذا الذي افتقدناه فالحقيقة الرابعةأن الموتي يشعرون بأعمال الأحياء لأنها تعرض عليهم فانظرماذا يعرض على أقاربك وعلى رأس كل هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي الحقائق التي يجب أن توضع في الحسبان ، تأتي بعد ذلك البشريات التي تنجينا من كل ذلك ( عذاب القبور ووحشة القبور وفتنة القبور  ومن ضيق القبور وظلمة القبور ............نسأل الله أن يجعل قبور نا وقبور آبائنا وأمهاتنا روضة من رياض الجنة ولا يجعلهاحفرة من حفر النيران وأن ينجينا من عذاب القبور وأهوالها إنه لا قادرعلى ذلك إلا الله )

3- بشريات ومنجيات

المنجيات ثلاثة أول هذه المنجيات واحفظها جيدا

منجية عامة ألا وهي العمل الصالح في كل عمل صالح تعمله ،في كل خبيئة تجعلها بينك وبين الله تبارك وتعالى في كل أمر تريد به وجه الله جل وعلا وتريد أن يفرج كربك ، إن الذي فرج الكرب عن أصحاب الصخرة حتى زالت عنهم وخرجوا يمشون على أقدامهم لجديرٌ بأن يفرج كربك من ظلمات القبور وكرباتها إذا أخلصت العمل لله جل وعلا وأكثرت من العمل الصالح صلاة ، صيام ، قيام ، قراءة قرآن ، صدقة ، استغفار ، ...... أي عملٍ صالح تجده أنيسا في قبرك ، تجده جليسك في قبرك ، لا أنيس ولا جليس إلا العمل الصالح هذا الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البراء في حديث العبدين  الصالح والكافر ولما تكلم عن المؤمن في قبره قال َ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ بالله عليك تخيل معي  هذه الصفات تدخل عليك في قبرك  ، كنت تصلي والناس ينامون ، كنت تصوم والناس يفطرون ،  كنت تقرأ القرآن وتذكر الله والناس غافلون ، فالجزاء من جنس العمل وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت : 46] فيقول العبد المؤمن  مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ أنيسك في قبرك صلاتك ، أنيسك في قبرك صدقتك ، أنيسك في قبرك صيامك ، أنيسك في قبرك قراءتك القرآن ،  أتحب أن يؤنسك في قبرك هذا الغناء أو ترك الصلاة أو الكذب أو أو الزنا أو غيرذلك من المعاصي والموبقات ، إذا فعلت معصية فتذكر أنها ستكون معك في قبرك ستظهر لك كأقبح ما يكون من البشر  أما على الجانب الآخر ولما كانت قرة عين الأنبياء الصلاة كانوا يصلون في قبورهم تخيل الذي يؤنس الأنبياء في قبورهم صلاتهم هذا في الحديث الذي ذكره الإمام البزار والبيهقي بسند صحيح عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون لماذا لأن الصدق المصدوق قال و قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ماهي قرة عينك أنت حتى تكون معك في قبرك لما كانت قرة عينه في الصلاة أثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء يصلون في قبورهم ، العجيب بعد هذا الحديث أن ثابت البناني الذي روى عن أنس مر ة لحميد الطويل أحد التابعين قال يا حميد هل بلغك أن أحدًا غير الأنبياء يصلون في قبورهم  وهذا الأثر ذكره أبو نعيم في الحلية بسند صحيح ص 319 الجزء الثاني هل بلغك يا أبا عبيد أن أحدا يصلي في قبره [ إلا الأنبياء ] قال لا قال ثابت وثابت هذا كانت قرة عينه في الصلاة وكان إذا دخل الصلاة لا يشعر متى ينتهي منها  اللهم إن أذنت لاحد أن يصلي في قبره غير الأنبياء فاجعلني منهم  فأذن لثابت أن يصلي في قبره تخيل أي شيء يريده في قبره أم تكفيه صلاة الدنيا بل أنه يريد أن يأنس بها في قبره ، يموت هذا الرجل ويخبر عنه التابعي الجليل صاحب عبد الله بن عباس  سعيد بن جبير بخبره فيقول أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني لحده ومعي حميد الطويل أو رجل غيره شك محمد قال فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره والأثر صحيح لماذا لأنه على هذا عاش وعليه مات فلابد وأن يكون أنيسه في قبره  فقلت للذي معي ألا ترى قال اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا أتينا ابنته فقلنا لها ما كان عمل أبيك ثابت فقالت وما رأيتم فأخبرناها فقالت كان يقوم الليل خمسين سنة فاذا كان السحر قال في دعائه اللهم إن كنت أعطيت احدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها فما كان الله ليرد ذلك الدعاء ، هذا الذي بين الصادق المصدوق في حديث الذي رواه الإمام الطبراني في الأوسط والحاكم  وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني رحمه الله تعالى بالله عليك تذكر هذا الحديث جيدًا هذا الحديث ذكر فيه رسول الله أن عندك أربعة حصون منيعة والأعمال الصالحة كثير ولكن هذه أهمها فهي أربعة حصون منيعة للمؤمن في قبره قال فيه رسول الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ بالله عليك لو كنت لا تصلي تذكر هذا جيدا تدافع عنك الصلاة إذا جائك العذابمن قبل الرأس ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ فَعَلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ [ص:381] وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ، وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ وَقَدْ أُدْنِيَتْ لِلْغُرُوبِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشَهَّدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَيَقُولُونَ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ، أَخْبَرَنِي عَمَّا نَسْأَلُكُ عَنْهُ، أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشَهَّدُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ عَصَيْتَهُ، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، وَيُعَادُ الْجَسَدُ لِمَا بَدَأَ مِنْهُ، فَتَجْعَلُ نَسْمَتُهُ فِي النَّسَمِ الطِّيِّبِ وَهِيَ طَيْرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ» ..............  وهناك آثر آخر شم رأسه فيشم رأسه فيقول أجد في رأسه القرآن نسأل الله أن يحشرنا مع أهل القرآن العاملين به فيقال له شم قلبه فيقول أجد في قلبه الصيام فيقال له شم رجليه فيقال أجد في رجليه القيام فيقول دعه فإن هذا عبد حفظ الله فحفظه الله فهذه هي الأعمال الصالحة المنجيات وأهمها الصلاة والزكاة والصيام والبر وحسن الخلق مع الناس وصلة الرحم والإحسان إلى الناس والمحافظة على قراءة القرآن وقيام الليل  هذه أول المنجيات

الثانية هي قراءة سورة الملك تحفة من النبي صلى الله عليه وسلم أتحفنا بها ، لا يعجز عنها إلا عاجز ، ولا يتركها إلا غافلً لاهي ، بشرى من بشريات النبي صلى الله عليه وسلم ساقها عبد الله بن عباس  عن رسولنا صلى الله عليه وسلم  وقالها الإمام الترمذي وصححها الألباني هذا الحديث يبين هذه البشرى ويوضح هذه التحفة واحفظها جيد والحديث للرجال والنساء هذه البشرى التي تنجي من عذاب القبر هي سورة في كتاب الله تعالى لاتتعدى الثلاثين آية ، سورة ممكن أن تنجي من عذاب القبر  نعم هي سورة الملك لاتحتاج في قراءتها إلى عظيم جهد لكنها الغفلة أو الجهل منا نسال الله أن يعلمنا ما جهلنا هذه السورة قال عبد الله بن عباس يروي عن رسول الله عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لَا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ضَرَبْتُ خيمتي خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ وَأَنَا لَا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ  يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكِ قرأها في الدنيا فقرأها في قبره  حَتَّى خَتَمَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تخيل سورة تبارك 30 آية الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ لذلك قال ابن عباس لأحد أصحابه ألا أحدثك بحديث تفرح به وكان الذي يفرحون به ليس مثلنا نفرح بعطاء ٍ دنيوي أو عطاء مادي ولكن كانوا يبشرون بعضهم البعض  ببشريات الآخرة وما عند الله وما أخبر به رسول الله قال بلى يا ابن عباس قال سورة الملك أخبر رسول الله أنها المانعة والمنجية والمجادلة تجادل وتخاصم  عن صاحبها يوم القيامة حتى ينجو من عذاب النار  وفي القبر فإذا استطعت فعلمها أهلك وعلمها أولادك و علمها غلمانك وعلمها جيرانك وحافظ على قرائتها كل ليلة فقد روي عن رسول الله أنه كان لاينام ليلة حتى يقرأ تبارك الذي بيده الملك وقال رسول الله   وددت لو أنها في قلب كل مؤمن  وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الألباني

أظن أن الأمر سهل ولكنه يسير على من يسره الله عليه

المنجي الثالث والأخير هو السلاح القوي الذي جعله ربنا  واسطة بيننا وبينه ولم يشرك في هذا السلاح حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ][البقرة : 186] الدعاء  وأهم المنجيات من عذاب القبر وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها يوم أن أخبرتها اليهوديتان من عجائز اليهود أن الموتى يفتنون في قبورهم قال رسول الله إن هذه الأمة لتفتن في قبورها الشاهد فما روي بعدها النبي يصلي صلاة إلا ويتعوذ بالله من عذاب القبر وقد علمنا رسول الله بعدأن يفرغ من التشهد أن تقول  :  اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ    هذا الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم

فالمنجيات الأعمال الصالحة عموما وأهمها الصلاة والزكاة والصيام وأعمال البرمع الناس والمتمثلة حسن الخلق مع الناس مع المحافظة على قراءة القرآن وقيام الليل  ، حفظ سورة لملك ومحاولة قرائتها ما استطعت وأفضل شيء قراءتها كل ليلة ، الدعاء الذي علمنا إياه رسول الله أن نتعوذمن عذاب القبر وأهمه ما كان بعد التشهد الأخير 

هذه هي منجيات وأفراح القبور أسأل الله أن نكون من الناجين من عذاب القبر ولا ننسى أبدا أهلينا الموتي بالدعاء والزيارة عسى أن تصل إليهم دعوة يفرج الله بها الكرب وينفس بها عنهم الهم ويزيل عنهم بها العذاب ولاننسى هذا الدعاء  اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات

 

اللهم نجنا من عذاب القبور

 اللهم إنا نعوذ بك من وحشة القبور

 اللهم إنا نعوذ بك من ضيق القبور

اللهم ارحمنا إذا ما كان الدود أنيسنا ،   وأرحمنا إذا كان الملائكة جليسنا ، اللهم ارحمنا إذا صار التراب مضجعنا ، اللهم ارحمنا إذا وارانا التراب واندرس رسمنا وفارقنا الأهل والأصحاب وعرضنا يا ربنا للحساب ، لا منجي ساعتها إلا أنت فاللهم نجينا ساعتها من سوء العذاب

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free