tamer.page.tl
  الطريق إلى الجنة
 

الجنة

يقول رب العزة سبحانه: [وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ][آل عمران:133].

دعوة من الله سبحانه لعباده أن يسارعوا إلى كل خير وإلى كل عمل صالح، حتى يفوزوا بمغفرة الله والجنة. وقدّم المغفرة على الجنة - كما قال العلماء - لأن السلامة تطلب قبل الغنيمة وأصحاب الجنة هم المتقون.

لهذا فكما عودتكم سيكون الحديث مكثفا في هذه العناصر

1-مكان الجنة والنار. 2- أسماء الجنة. 3- لم خلق الله الجنة. 4- صفة الجنة وسكانها وخدمها. 5- أسباب دخول الجنة. 6- محطات التنقية لدخول الجنة

فما الجنة؟ ولماذا؟ وما صفة الداخلين إليها؟ وما صفتها؟ وما أسباب دخولها؟

أما الجنة:

فهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، دار رب الأرباب وملك الملوك، التي أعدها لعباده المؤمنين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأهل التوحيد من أمة محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن يطهرهم رب العزة سبحانه من ذنوبهم.

وسميت الجنة جنة، لأن الداخل إليها تستره بأشجارها وتغطيه.

وينبغي أن تعلم:

أن هاهنا إشكال أورده البعض في قول الله تعالى: [وجنة عرضها السماوات والأرض ]  [آل عمران:133]. فإذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين تكون النار. أورد ابن كثير رحمه الله تعالى رواية عن الإمام أحمد: أن هرقل كتب إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول: إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار ؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟))([1][1]). إذا جاء النهار غشى وجه العالم في جانب، ويكون الليل في الجانب الآخر، فكذا الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين([2][2]). كذا قال ابن كثير رحمه الله تعالى.

سمى رب العزة الجنة بأسماء باعتبار صفاتها:

أ- دار السلام: قال تعالى: [لهم دار السلام عند ربهم ][الأنعام:127]. ذلك لأن الداخل إلى الجنة قد سلم من كل آفة ومن كل بلاء ومن كل مكروه، فلا تنكيد ولا تنغيص. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويؤتي بأشقى أهل الدنيا من أهل الجنة، فيغمس غمسة في الجنة، فيقال له: هل رأيت شرا قط؟ قد مر بك شر قط؟ فيقول: لا والله، ما رأيت شرا قط ولا مر بي شر قط))([3][3]).

ب- جنات عدن: وصدق الله العظيم: [جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا ] [مريم:61]. العرب تقول: عدن الرجل في المكان: أي أقام فيه فلم يرتحل. وكذا الداخل إلى الجنة، لا يرتحل عنها أبدا، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((فيؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش، فيقال لأهل الجنة والنار: أتدرون ما هذا؟ فيقولون: نعم إنه الموت، فيذبح بين الجنة والنار، ويقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ويقال لأهل النار: خلود فلا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم))([4][4]). رواه البخاري والترمذي وأحمد والدارمي

ج- جنات النعيم: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ] [لقمان:8]. ذلك لما في الجنة من اللذائذ والأطايب التي أعدها رب العزة لأوليائه، ظاهرة وباطنة.

وأما لماذا الجنة؟ فلا بد من الجنة:

حتى لا يستوي الصالح بالطالح، ولا المحسن بالمسيء، ولا المؤمن بالكافر، ولا المظلوم بالظالم، وصدق الله العظيم: [أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ] [القلم:35-36]. [لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ] [الحشر:20].

فإذا كانت الموازين قد اختلت في الأرض.

يوما  تريك خسيس  النار مرتفعا            و يـوما تخفض العـانـي

أما  ترى البحر تطفو فوقه جيف            وتستـقر بأقصى قعره الدرر

وكم على الأرض أشجارا مورقة            وليس يرجم إلا من به ثمـر

فإن موازين السماء لن تختل أبدا: [ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ] [الأنبياء:47]. حتى يعوّض رب العزة سبحانه المحسن عن إحسانه، والمجاهد عن جهاده، والصابر عن صبره، والمحتسب وجه الله عز وجل في كل بلية جرت عليه. في الحديث القدسي يقول الله سبحانه: ((يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ فيقول: نعم، فيقول رب العزة: وماذا قال عبدي؟ يقول: حمدك واسترجع: (أي قال: الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون) فيقول رب العزة سبحانه: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسمّوه بيت الحمد))([5][5]).رواه أحمد

ويقول رب العزة سبحانه في الحديث القدسي: ((إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه أي بعينيه فصبر، عوضته منهما الجنة))([6][6]).رواه البخاري وأحمد وهذا أصل في التربية عظيم، بل هو البلسم الشافي لجراحات القلوب.

لأنها أمنية الصالحين، ومهوى أفئدة السالكين، فما دمع العين ولا حرقة القلب ولا انزعاج الجوارح إلى العمل بطاعة الله عز وجل، إلا لنيل تلك الجنان. فعند ذكرها تهون المصائب ويلذ الجهاد بل الموت في سبيل الله.

أخي إن مت نلق أحبابنا                     فروضات ربي أعدت لنا

وأطيارها رفرفت حولنا                     فطوبى لنا في ديار الخلود

عندما حضرت بلال رضي الله عنه الوفاة، قالت زوجته: واحزناه! قال: بل قولي: وافرحتاه! غدا نلق الأحبة، محمدا وصحبه.

وأما صفة الداخلين إلى الجنة:

في سنهم وخلقهم: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((يدخل أهل الجنة على سن ثلاث وثلاثين، على خلق آدم عليه السلام ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع))([7][7])رواه الترمذي وأحمد ، ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: وهذا السن أبلغ ما يكون العبد فيها من القوة، وبكمال القوة يكون كمال التلذذ والاستمتاع بما أعده رب العزة سبحانه.

في تنزههم عن الفضلات والأذى: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك))([8][8])رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد . سأل رجل من أهل الكتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عن أهل الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ويعطى الرجل في الجنة قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والجماع: فقال الرجل: يا محمد، أين تكون الفضلات بعد ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: تكون رشحا ويكون الرشح مسكا))رواه أحمد. تكون عرقا ويكون هذا العرق مسكا بقدرة الله عز وجل.

في تطهيرهم في ظواهرهم وبواطنهم: قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وعند باب الجنة شجرة، يخرج من أصلها عينان، إذا شربوا من الأولى جرت عليهم نظرة النعيم، وخرج منهم ما في داخلهم من كل بأس وأذى، وإذا اغتسلوا من الثانية لم تشعث أشعارهم أبدا))([9][9])رواه البيهقي.

قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أهل الجنة يدخلون الجنة جماعات جماعات لقول رب العزة سبحانه: [ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ])) [الزمر:73]

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: كل أهل طاعة يحشرون ويأتون الجنة كجماعة لحالها، وذلك مما يؤنس بعضهم ببعض ويقوى بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض. وأهل النار والعياذ بالله يساقون إلى النار جماعات: [ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ] [الزمر:71]. يقول ابن القيم: وذلك حتى يلعن بعضهم بعضا ويتهم بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا، وهذا أبلغ في الهتيكة والخزي بأهل النار من أن يذهبوا إلى النار واحدا واحدا.

وباب الجنة لن يفتح لأحد إلا أن يكون أول داخل إليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام: ((آتي الجنة فأستفتح أي فأستأذن فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: أنا محمد فيقول: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك))([10][10]).رواه مسلم وهذا تعظيم لقدر نبينا عليه الصلاة والسلام وتكريم له.

وأما صفة الجنة:

1- في أبوابها: فهي ثمانية، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من توضأ ثم أحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية))([11][11])رواه مسلم. فهي ثمانية أبواب. وكل باب قد خصه رب العزة بطاعة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان)). فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما على أحد من ضرورة أن يدعى من الأبواب كلها؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((لا، وأرجو أن تكون منهم))([12][12])رواه البخاري ومسلم ، أي: وأرجو يا أبا بكر أن تكون ممن يدعى من الأبواب الثمانية. قال تعالى : [وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ] [الزمر : 73]

2- وأما أرضها: فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، بلاطها طينتها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم))([13][13]). رواه أحمد والدارمي وصححه الالباني

3- ما يكون لأدنى أهلها منزلة وما يكون لأعلاهم منزلة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((يجيء آخر رجل ممن يدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم، فيقول له رب العزة: ادخل الجنة ،فيقول: يا رب وأين أكون وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟! فيقول له رب العزة سبحانه: أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت يا رب. فيقول له رب العزة: لك ذلك ومثله ومثله ومثله مثله. فيقول في الخامسة: رضيت يا رب، فيقول: لك ذلك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك)).وفي حديث آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنِّى لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْواً ، فَيَقُولُ اللَّهُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ . فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ . فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى . فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا . أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا . فَيَقُولُ تَسْخَرُ مِنِّى ، أَوْ تَضْحَكُ مِنِّى وَأَنْتَ الْمَلِكُ » . فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وَكَانَ يُقَالُ ذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً . طرفه 7511 - تحفة 9405    متفق عليه ورواه احمد وابن ماجه

وأما أعلاهم درجة فيقول رب العزة سبحانه: ((أولئك الذين أردت - أي اخترت - ختمت كرامتهم بيدي، وأعددت لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))([14][14])رواه مسلم.

4- وأما أنهارها، فهي أربعة أنواع من الأنهار، يقول رب العزة سبحانه: مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم [محمد:15].

وأعظم أنهارها الكوثر، قرأ النبي عليه الصلاة والسلام: إنا أعطيناك الكوثر [الكوثر:1]. فقيل: يا رسول الله، ما الكوثر؟ قال: ((نهر أعطانيه ربي حافتاه من الذهب، حصباؤه اللؤلؤ والياقوت، آنيته عدد نجوم السماء، ترد عليه أمتي يوم القيامة، لونه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا))([15][15])رواه الترمذي. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا الْكَوْثَرُ قَالَ « ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ - يَعْنِى فِى الْجَنَّةِ - أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِيهَا طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ » . قَال عُمَرُ إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رواه الترمذي وقال حسن وقال الألباني حسن صحيح

5- وأما حورها ونسائها: فإن سألت عن صفة الحور العين  قال تعالى : [وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)  ] [الواقعة : 22 - 23] قال تعالى :  [ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ] [الرحمن : 72] قال تعالى : [ َفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) ] [الواقعة : 22 - 23] َسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « لَرَوْحَةٌ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ - يَعْنِى سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيحاً ، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » . طرفاه 2792 ، 6568 - تحفة 561 - 21/4   رواه البخاري واحمد وصححه الألباني كما يعلمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام:

أ- عن مادة خلقهن: فيقول: ((خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران))([16][16]رواه الطبراني مرفوعا يقول ابن القيم: فإذا كانت الصورة الآدمية في حسنها وتناسقها مادة خلقها التراب: فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران هناك؟!

ب- في عفتهن: يقول رب العزة سبحانه: [ وعندهم قاصرات الطرف عين ] [الصافات:48]. عفيفات قد قصرن أبصارهن إلا عن أزواجهن، ذهب الحياء بخير الدنيا والآخرة.

ج-  في طهرهن: [ وأزواج مطهرة ] [آل عمران:15]. فلا حيض ولا نفاس.

د-  في حسنهن: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((يسطع نور في الجنة فيرفع أهل الجنة رؤوسهم فيرون حورية قد ابتسمت))([17][17])رواه ابن أبي الدنيا.

ه- في نكاحهن: قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وإن المؤمن ليصل في اليوم الواحد إلى مائة عذراء))([18][18]). ولكنه لا مني ولا إنزال ولا ما يوجب الغسل، قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا مني ولا منية))([19][19]) رواه الطبراني أي لا إنزال ولا موت يكون في الجنة.

6- وأعظم عطاء الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم: لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة: ودخل أهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه. فيقول أهل الجنة: ألم يبيّض وجوهنا؟! ألم يجرنا من النار؟! ألم يثقل موازيننا؟! فيكشف الحجاب، فينظرون إلى وجه الله الكريم، فما اعطوا عطاء أحب إليهم من النظر إلى وجه الله الكريم))([20][20]). وصدق الله العظيم: [ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ] [القيامة: 22-23]. للذين أحسنوا الحسنى أي الجنة- وزيادة [يونس: 26]. أي وأعظم من الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال الإمام مالك.

7- فإن سألت عن اتساع الجنة  قال تعالى :[فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ] [الحاقة : 22] قال تعالى : [وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ] [آل عمران : 133]  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ جَلَسَ فِى أَرْضِهِ الَّتِى وُلِدَ فِيهَا » . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ . قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ « وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ » . طرفه 7423 - تحفة 14236 - 20/4  رواه البخاري ومسلم والترمذي واحمد وصححه الألباني

8- فإن سألت عن كيف حال ربهم معهم ( رضوان الله عز وجل )    عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ . يَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ . فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ . فَيَقُولُ أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . قَالُوا يَا رَبِّ وَأَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِى فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً » . طرفه 7518 - تحفة 4162  رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وصححه الألباني

9-فإن سألت عن حلى أهل الجنة  قال تعالى : [عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً  ] [الإنسان : 21] قال تعالى : [جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ] [فاطر : 33] عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْجَعِىِّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ أَبِى هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ وَكَانَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْلُغَ إِبْطَيْهِ فَقُلْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا هَذَا الْوُضُوءُ فَقَالَ لِى يَا بَنِى فَرُّوخَ أَنْتُمْ هَا هُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ سَمِعْتُ خَلِيلِى صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « تَبْلُغُ حِلْيَةُ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ » . تحفة 13398  رواه النسائي وصححه الألباني

10- فإن سألت عن طعام أهل الجنة  قال تعالى : [كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ] [الحاقة : 24] قال تعالى :  [ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلَاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ] [مريم : 62] قال تعالى :  [يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ] [الزخرف : 71 ]  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ » . تحفة 14655 - 2836/21  رواه مسلم وأحمد وصححه الألباني         عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلاَ يَتْفُلُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ » رواه مسلم وأحمد صححه الألباني

11- فإن سألت عن أشجار الجنة  قال تعالى : [وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً ] [النساء : 57] قال تعالى :  [ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) ] [سورة الرحمن 48-49] [ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ] [الحاقة : 23] قال تعالى : [فيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ] [الرحمن : 68] عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِى ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا » . تحفة 1199  رواه الترمذي وابن ماجه

12- فإن سألت عن خدم أهل الجنة  قال تعالى : [يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ] [الواقعة : 17] قال تعالى : [ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ] [الإنسان : 19] 

13-فإن سألت عن سادة أهل الجنة    عَنِ ابْنِ أَبِى نُعْمٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . تحفة 4134 - 3768  رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد قال الترمذي حسن صحيح وقال الألباني صحيح   عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ « هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلاَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ » . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . تحفة 1313 - 3664  رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد قال الترمذي حسن غريب وقال الألباني صحيح    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ قَالَ « تَدْرُونَ مَا هَذَا » . فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ » . تحفة 6159 معتلى 3733 مجمع 9/223  رواه أحمد وصححه الألباني

14- فإن سألت عن أول من يدخل الجنة    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ فَاخْتَلَفُوا فَهَدَانَا اللَّهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِى اخْتَلَفُوا فِيهِ هَدَانَا اللَّهُ لَهُ - قَالَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ - فَالْيَوْمُ لَنَا وَغَداً لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى »         رواه مسلم   صحيح

15- فإن سألت عن صفاتهم  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ ، مِنَ الْحُسْنِ ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا » . أطرافه 3246 ، 3254 ، 3327 تحفة 14678  رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني

16- وأخيرا هنالك في الجنة أمنيات تتحقق. جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((يا رسول الله، هل في الجنة خيل؟ فإنها تعجبني، فقال عليه الصلاة والسلام: إن أحببت أتيت بفرس من ياقوته حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت))([21][21]).رواه الترمذي

قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا استقر أهل الجنة في الجنة، اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيطير سرير هذا إلى سرير هذا، فيذكران ما كان بينهما في الدنيا ويقول له: أتذكر مجلس كذا، جلسنا فدعونا الله أن يغفر لنا فغفر لنا))([22][22]). رواه ابن أبي الدنيا

وأما أسباب دخول الجنة؟

فينبغي أن تعلم أن الجنة غالية، والأمر يحتاج إلى جد لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من خاف أدلج أدلج بالطاعة - ومن أدلج بلغ المنزل..)) ((ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))([23][23]). رواه الترمذي

والأمر يحتاج إلى تشمير، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((ألا من مشمّر للجنة، فإنها ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وزوجة حسناء، فقال الأصحاب: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: قولوا: إن شاء الله، فقال القوم: إن شاء الله))([24][24]).رواه ابن ماجه وابن حبان  

والأمر يحتاج إلى عمل: [ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعلمون ] [الأعراف:43].

لا دار للمرء بعـد الموت يسكنها             إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فـإن بناهـا بخير طاب  مسكنه              وإن بناها بشـر خاب بانيهـا

لا  تركنن إلى الدنيـا و زينتهـا              فالموت لا شـك يفنيها ويبديها

واعمل لدار غدا رضوان خازنها              و الجار أحمد و الرحمن بانيها

قصورها  ذهب و المسك طينتها               و الزعفران حشيش نابت فيها

وتنافس في أعلى مقامات الجهاد: قال تعالى: [ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ] [التوبة:111]. فالمشتري هو الله، والبائع هو المؤمن، والسلعة هي الأنفس والأموال، والثمن هي الجنة، والطريق هو الجهاد.

وعلى الجهاد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم، حتى صار الموت في سبيل الله تعالى أسمى أمنياتهم وأغلاها، وهذا صحابي جليل ممن اشتاق إلى لقاء الله تعالى على أكرم صورة، هي شاهد صدق على حب الله تعالى الذي اختلط بدمائهم وعصبهم ولحمهم، هو الصحابي عبد الله بن جحش رضي الله عنه وفي غزوة أحد يرفع يده ويدعو، وبماذا يدعو؟! ويا عجبا لما يدعو! يقول: اللهم إنك تعلم أنه قد حضر ما أرى، أي من التقاء الجيشين، فأسألك ربي أن تبعث إلي رجلا كافرا صنديدا قويا يقتلني ويجدع أنفي وأذني ويضعها في خيط، (زيادة في النكاية والتمثيل) ثم آتيك ربي فتقول: فيم ذاك يا عبد الله؟ فأقول: فيك يا رب، أي لأجلك يا رب قد فعل بي هذا.

ومن أبواب الجنة هو الإنفاق: يقول رب العزة سبحانه: [ لن تنالوا البر أي لن تدخلوا الجنة حتى تنفقوا مما تحبون ] [آل عمران:92]. قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((عندما خلق الله الجنة قال لها: تكلمي، فقرأت: [ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون واللذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون ] ، فقال رب العزة سبحانه: وعزتي وجلالي، لا يجاورني فيك بخيل))([25][25]) رواه أحمد والترمذي والنسائي.

ثم الصلاة: في الفرض يقول جرير بن عبد الله: كنا عند النبي عليه الصلاة والسلام، وكان القمر بدرا، فكان عليه الصلاة والسلام: ((إنكم سترون ربكم كرؤيتكم القمر أي في الوضوح- لا تضامون في رؤيته أي لا تملون- فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا))([26][26])رواه البخاري ومسلم- أي صلاة الصبح وصلاة العصر وما أكثر تضييعنا لها.

في النافلة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتا في الجنة: ركعتان قبل صلاة الصبح، وأربعا قبل الظهر، واثنتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء))([27][27]).رواه مسلم  

في قيام الليل: [ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون  فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ] [السجدة:16]. قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))([28][28]). رواه الترمذي وقال حسن صحيح

ثم أن تلزم ذكر الله سبحانه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من قال: سبحان الله والحمد لله، غرست له نخلة في الجنة))([29][29])رواه الترمذي. وللحديث: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وإنها قيعان وإن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر))([30][30])رواه الترمذي.

الخلق الحسن: للحديث: ((ألا أخبركم برجالكم في الجنة: النبي في الجنة، والصديق في الجنة والشهيد في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة، ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في زوجها ثم تقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى))([31][31])رواه النسائي.

محطات التنقية

قال تعالى [ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ] [الزمر : 54-59 ]
كلنا يبحث عن السعادة ... ولكن لا توجد سعادة كاملة فى الدنيا ... الدنيا زائلة ... والسعادة الحقيقية فى الجنة ونعيمها ... ولكن لن يدخل الجنة إلا من كان نقي تماما من المعصية ... لا يوجد به ذرة خبث أو إثم ... فالجنة مصممة للأنقياء فقط ... لن يدخل الجنة من يحقد على أحد ... أو من توجد بعينه نظرة حرام ... أو شخص بداخله غل من الناس ... أو يعامل الناس بجفوة .أو يحقد على الناس ... أو يغتاب الناس ... لن يدخل الجنة إلا من كان نقىً تماما. لن يدخل الجنة من فى لسانه كلام حرام ... أو فى قلبه ذنوب ... الجنة للأنقياء فقط ...وقد قال تعالى [ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ] [ الزمر(73) ]
و طبتم تعنى نُقيتم من المعاصى و الذنوب ... أى أنكم إذا لم تكونوا قد طبتم فلن تدخلوا الجنة .وفى آية أخرى يقول تعالى [ "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ] [ النحل (32)] أى أن شرط دخول الجنة أن نكون أنقياء من الذنوب ... لا يوجد بنا ذرة معصية ... كيف ذلك؟ .كلنا بنا ذنوب و معاصى ... هل معنى ذلك أننا لن ندخل الجنة !!بكل تأكيد لن يدخل الجنة إلا الأنقياء فقط ...
ولكن الله عز وجل برحمته الواسعة وضع لنا 11 وسيلة تنقية لنُنقى بها.
 ..
.4 فى الدنيا و 3 فى القبر و 4 يوم القيامة 11 محطة تنقية حتى نصل إلى الصراط . إذا كنت قد نُقيت من الذنوب ... تعبر الصراط ... وإن كنت مازلت غير نقي ... لن تستطيع عبوره!!!!!!  الصراط ... أدق من الشعرة ... وأحد من السيف ... بعرض جهنم ... من يمر عليه يدخل الجنة . ومن لا يستطيع المرور يسقط فى جهنم .
محطات التنقية فى الدنيا
1- التوبة        .2- الاستغفار  3-  حسنات تمحو السيئات .   4- مصائب مكفرة .
أولا  التوبــة : التوبة عبادة و قربة قبل أن تكون إستعتابا ورجعة ...بل هى من أعظم العبادات وأجلها ... بها ننال محبة الله تعالى   كما قال سبحانه [: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ] " (222) البقرة فالتوبة تُغفر الذنوب كما قال تعالى [ : "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" (82) ] طه فالتوبة تُقلب بها السيئات إلى حسنات ... كما قال سبحانه وتعالى [ : "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" (70) ] الفرقان
ثانيا الاستغفار : الاستغفار عن الذنوب التى نتذكرها وما لا نتذكره ... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر فى اليوم مائة مرة (لن تستغرق إلا نصف دقيقة)  هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . أعلم الخلق بربه واتقاهم له ... وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ... وهو مع ذلك أكثر الناس توبة واستغفارا...يقول عليه الصلاة والسلام "والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة" أخرجه البخارى  .وقال ابن عمر رضى الله عنهما: إنا كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم يقول: "رب أغفر لى و تب على إنك أنت التواب الرحيم" أخرجه أبو داود و الترمذى.
ثالثا - حسنات تمحو السيئات : إتباع السيئات بحسنات ... عن أبى ذر بن جندب بن جنادة وأبى عبد الرحمن بن معاذ بن جبل رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذى وكما قال تعالى : [ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ] [هود(114)]لذلك يجب ألا نضيع أى فرصة خلال اليوم لاكتساب الحسنات ...بدلا من "هاي" أو "باي" نقول السلام عليكم ... نستغل وقت الفراغ فى الذكر ... نذكر الله ونحن جالسون فى السيارة وفى كل وقت . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لديه طموح لاكتساب الحسنات ...ففى يوم الهجرة عندما أعد أبو بكر الصديق رضى الله عنه راحلة الرسول صلى الله عليه وسلم رفضها وقال إلا بالثمن ... مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما يقبل الهدية ... وذلك حتى لا يضيع ثواب الهجرة ... يحب أن يأخذ ثواب الهجرة كاملا. نحن نحتاج إلى حسنات كثيرة فى كميتها ... كم كبير من الحسنات ... وكيفيتها ... حسنات نافعة وأعمال عظيمة ... مثل بر الوالدين ... قيام الليل ... صلاة الفجر ... الصلاة فى وقتها ... الحجاب ... إحسان العمل.
رابعا مصائب مكفرة : يبتلى الله عباده بالمصائب لينقيهم و يطهرهم من الذنوب وليدخلهم الجنة ونحن نتعامل مع المصائب (ليه يا رب عملت في كده). ومن لم يتب من ذنوبه ... ولم يستغفر ... ولا قام بعمل حسنات كثيرة ... ولم يبتليه الله بمصائب مكفره ... أى لم ينُقى فى الدنيا ... له فرصة أخرى للتنقية فى القبر ... لم تنقى فى الدنيا و أنت تحى تنقى فى القبر بعدما تموت ... يا لروعة هذا الدين العظيم ... وإن لمن بساطة دخول الجنة و رحمة الله الواسعة يمكن لنا أن نقول أنه لن يدخل النار أحد
محطات التنقية فى القبر
5 - صلاة الجنازة      6- فتنة القبر .    7-ما يهديه إليك الأحباء من هدايا .
خامسا- صلاة الجنازة : العبرة فى الصلاة ليست بعدد المصلين وإنما بالمؤمنين الصالحين .فلنحاول جمع الصالحين فى صلاة الجنازة ... فدعاء المؤمنين الصالحين لأخيهم المتوفى ينقيه ... مات و ما زال ينقي من الذنوب.
سادسا - فتنة القبر : سؤال الملكين ... ما ربك؟ ... ما دينك؟ ... ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم؟ ... وخوفك و أنت واقف بين يديهم .ووحدتك فى القبر ... وظلمة القبر ... وخوفك والقبر يقفل عليك .. كل ذلك تنقية للذنوب. من نُقى فى الدنيا لن يتعرض لفتنة القبر ..يقول النبى صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ...فالقبر ليس دائما ظلمة ووحوش ... قد يكون روضة من رياض الجنة.
سابعا - ما يهديه إليك الأحباء من هدايا : المسلم يموت و ما زال يكتسب حسنات تكفر عنه ... وينقى بفضل هذه الهدايا ... وبإجماع علماء الأمة يصل للميت الحج والعمرة و الدعاء. و عنه أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم.
إذا كنت تحب شخص قد مات ... قم بأداء عمرة له أو حج عنه ... أو أخرج عنه صدقة من مالك الخاص ... وكلما كانت الصدقة أنفع للمجتمع ثوابها يزيد ... وأنت أيضا ستأخذ ثواب. هناك من كان سوف يعذب فى القبر و عمل له شخص عمرة فنُقى ... وسيكون من أهل الجنة .ما هذا الدين العظيم؟
.
محطات التنقية الأربع فى يوم القيامة :
8 - اهوال يوم القيامة . 9-   الوقوف بين يدى الله عز وجل.    10- شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.   11- عفو الله عز وجل.    

ثامنا - أهوال يوم القيامة : رؤية الشمس تقفل و النجوم تنفر و البحار تتفجر و الأرض تزلزل كل ذلك يكفر الذنوب  .
تاسعا - الوقوف بين يدى الله عز وجل : الوقوف بين يدى الله ... والله يسأل عبدي ألم أنعم عليك ... ألم أرزقك مالا .. ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بهما إلى الحرام ...ألم أكن رقيبا على قدميك وأنت تمشي بهما إلى الحرام ... ألم أكن رقيبا على لسانك وأنت تتكلم به الحرام ... عبدى إستهونت بلقائى .أكنت عليك هين ... أتجملت للناس و أتيتنى بالقبيح ... ما غرك بى عبدي؟.هذه الوقفة تنقية للذنوب.
عاشرا - شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبى دعوة مستجابة تعجل الأنبياء دعوتهم وأجلت دعوتى ليوم القيامة رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد   ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت له الشفاعة " رواه مسلم.
الحادي عشر- عفو الله عز وجل : وهى أعظم محطات التنقية ... شفع الأنبياء ... شفع المرسلون ... شفع المؤمنون..فيقول الله عز وجل أفلا أعفو أنا. أكيد كلنا فى الجنة بعد كل ذلك إن شاء الله ... ومع كل ذلك ... هناك من سيسقط من على الصراط ... إنه يستحق الوقوع فى النار ... ما الذى فعله فى الدنيا ولم ينقى بعد 11 محطة تنقية ... يسقط فى جهنم بالمعصية و الخبث الموجودين فيه ...كآن النار ستقوم بتنقيته ... وحينما يُنقى يُخرج من النار ... كالذهب لا نحصل عليه إلا بعد تعرضه للنار ... الذهب الأنقى أو العيار الأعلى يحتاج للمكوث فى النار مدة أطول ليتخلص من الشوائب ...يسقط من على الصراط فى النار و يبقى بها حتى يصير ذهبا عيار24 ... مقدار البقاء فى النار يكون بمقدار الخبث المتبقى فى الإنسان .وبعد التنقية من كل الخبث تقول له الملائكة [طبتم فادخلوها خالدين ].  وفي الختام : نمتلك فى أيدينا ثلاث مما ِسبق ... التوبة و الاستغفار و حسنات يذهبن السيئات ... فلنكثر من التوبة ومن الاستغفار ومن عمل الحسنات ... وتذكر أنك لن تتعرض لفتنة القبر و أهوال يوم القيامة إن كنت مؤمنا.



 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free