الفتن
ما هي الفتنة ؟
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِى كَافِراً أَوْ يُمْسِى مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا » . تحفة 13990 - 118/186 رواه مسلم والترمذي وقال حسن صحيح وأحمد وصححه الألباني
أولا قال رسول الله بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ قبل أن يأتي زمانٌ لا تستطيع فيه المرء أن يعمل صالحًا ولكن ما هي الفِتَن ُ ؟ الفَتن في اللغة بفتح الفاء بمعنى : الإبتلاء والإختبار وجاء في القرآن هذا المعنى اللغوي وقد جاء اصطلاحا في القرآن الكريم كما قال ابن الجوزي على 17 معنًا فمن الممكن أن تكون بمعني الشرك والقتل وهكذا سنذكرها بالتفصيل فيما بعد
شبه رسول الله الفتن التي ستكون في آخر الزمان بالليل المظلم .....إذن ما وجه الشبه ؟ ما العلاقة بين الليل المظلم والفتن ؟ قال السواد والظلمة في كلٍ .........ماذا يعني هذا الكلام ؟ إن الفتن التي ستكون في آخر الزمان ستكون سوداء مظلمة والظلام بطبيعة الحال إن الإنسان إذا دخل في الظلام لا يستطيع أن يتبصر الحقائق وهذا ما يحدث في زماننا ألسنا نرى الشباب متخبطين لا يعرفون من يتبعون الأخوان ولا السلفية ولا ............طيب في بعض الفضائيات الشيخ فلان يشتم الشيخ فلان والشيخ الذي تقول عنه أنه جيد يجرح في فلان وهكذا نمشي تبع من ؟ أي طائفة أليس هذا ما يحصل .
يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِى كَافِراً أَوْ يُمْسِى مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً كيف يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا والعكس قالوا العلماء باستحلاله للدم الحرام يصبح وقد حرم دم أخيه علي نفسه ثم يستحله في آخر النهار يقول مثلا في أول النهار هذا أخي في الله وفي آخر النهار هذا كافر اقتلوه والأن أصبح الموضوع بالهوى أنت أما معنا أو علينا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يمكن أن يبيع الإسلام بليلة يقضيها في الحرام في فندق أو في سهرة أو ممكن من أجل 100 دولار يبع نفسه
جائت الفتنة في القرآن بمعني كثيرة منها
الشرك قال تعالى : [ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ] [البقرة : 193] أي حتى لا يكون شرك في الأرض
كما جاءت بمعنى الإبتلاء والإمتحان قال تعالى : [أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ] [العنكبوت : 2] لا يقتنون أي لا يمتحنون
وجائت بمعنى الوقوع في الإثم أي الذنب قال تعالى : [وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ] [التوبة : 49] أي الآ في الإثم والذنب سقطوا
وجاءت الفتنة بمعنى القتل والهلاك قال تعالى : [إِِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً ] [النساء : 101] أي يقتلوكم أو يهلكوكم
وجاءت الفتنة كذلك بمعنى الحيرة والضلال قال تعالى : [وََمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً ][المائدة : 41] أي من يرد الله له الحيرة والضلال فلن تملك له من الله شيء
السؤال الأن لم جعل الله الفتن ؟ لأنك عليك أن تفهم أنك موجود في هذه الدنيا من أجل الإختبار ، فهذه الدنيا ليست دار مستقر إنما هي دار سفر ولن تمكث في الدنيا إلا بمقدار حط الرحال وما دمت أنت الأن في الإمتحان ما عليك إلا التركيز ، وكما نعلم أن الإنسان مخلوق من شيئين مادة وروح ، المادة مخلوقه من التراب والروح هي الجوهر والجسم الأرضي تجتذبه المادة أي هناك أشياء تجذبه للأرض مثل الأكل والشرب والنوم والشهرة .......أما الأشياء الروحانية مثل القرآن والسنة وذكر وعبادة ...........، تسمى مجموعة الماديات بالشهوات والغرائز التي تقذفك إلى الأرض قال تعالى عن بلعم بن باعوراء : [وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ] [الأعراف : 176] الشاهد أن الله جعل هذه الدنيا محك وجعلها دار اختبار ليعرف الله الصادق من الكاذب ؟ نعرف المؤمن من المنافق ؟ نعرف من عنده إخلاص ممن ليس عنده إخلاص؟ لابد أن تأتي محكات أو مطبات منها: إقبال الدنيا على المغنين والممثلين واللاعبين كيف تجدهم معهم أرصده في البنوك ملايين مكدسه وأنت العملية صعبة معاك ثم تجد الدعاة إلى الله لا يجدون ان يأكلوا وقد نرى رجال الأعمال معهم ملايين ولا يصلون ولا يدخلون المسجد فالناس تقول أنا أعبد الله ولا أجد أكل والآخر معه مالا لا يعرف أين يضعه . الله عمل ذلك لأن فتنة لك لكي تعلم أن الدنيا ليست النهاية وأن هناك يوم آخر لذلك انتبه جيدا للكلام قال تعالى : [ ُقُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ] [الأنعام : 12] ما الرابط بين كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وبين لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ قالوا لأنه من كمال وتمام رحمته أنه جعل يوم القيامة يوما للحساب لكي يقتص من الظالم للمظلوم ومن كان متعبا في هذه الدنيا يدخلون الجنة خالدين فيها أبدًا أليس هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم قال « يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِى النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْراً قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ . وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْساً فِى الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِى الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْساً قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِى بُؤُسٌ قَطُّ وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ » . تحفة 336 - 2807/55 رواه مسلم وابن ماجه وأحمد
لما كل هذا ؟ من أجل هذه [ َجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ] [الفرقان : 20] لذلك تفهم ذلك في قصة قارون ، لاحظ أنه كان من عامة الشعب قال تعالى : [ ِإنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى ] [القصص : 76] أي رجل عادي لا شأن له في قوم موسى ثم أغتنى ، هل تعرف المثل الذي يقول يشبع بعد جوع وقد بلغ به العناد أنه منع الزكاة فالدعاة قالوا له [أَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ] [القصص : 77] فرد عليهم قائلا [قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي] [القصص : 78] فانظر ماذا حدث أناس عندهم علم وأناس من العوام وقد خرج في حركة استفزازية للناس – كيف هذا – عندما تكون في ضنك شديد ولا تجد ما تأكله وتجد شخص يلبس أفخم الملابس ويركب أحسن السيارات فتكون متضايق منه ومغتاظ قال تعالى [خَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ] [القصص : 79] فرد عليهم الذين أوتوا العلم [وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ] [القصص : 80] ونأخذ من ذلك عبرة - أن الزجر ينفع مع العوام لا مع الخواص – أي أن الناس العوام العادية الشدة تأتي معهم نتيجة فقالوا ويلكم أما الطبقة العالية المفخمة مثل قارون لما كلموه كلموه بأدب – الشاهد أن الله أعطى المال لقارون فتنة لقومة ، في أناس فهموا ما حدث من ابتلاء وأناس لم يفهموا ذلك . أذن أول شيء نستفيد به أن الله جعل هذه الفتن للناس محكات وابتلاءات للناس ثانيا أعطاء الدنيا لمن لا يستحق لذلك فتجد العلماء ومن يحفظون القرآن والسنة لا يجدون رغيف العيش والمغنين والممثلين معه من الأموال أكوام . لأن المسألة كلها فتنة واختبار ثالثا قد يوقع الله عز وجل بالمؤمن الأذى ولا يجد له معينا ولا ناصرا كيف هذا ؟ تكون مثلا مضطهد ومسلوبة حقوقك وفي النهاية كل الناس ضدك مثل ذلك الرجل عندما يقبضون عليه تراه يرتد عند دينه ما لم يكن صادقا انظر إلى بلال رضي الله عنه عذبه سيده أمية وهو لا يقول إلا كلمة واحدة أحد أحد أراد أن يفتنه في دينه ففتنه هو في دينه. أذن الفتنة الثالثة في إذاء الصادق في دينه فإذا لم يكن صادق تسول له نفسه أنه على المعصية يقول تعالى في سورة العنكبوت [ وََمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ] [العنكبوت : 10] أول ما يؤذي يشرب سجائر وغيرها ولا يدخل المسجد مرة آخرى رابعا : الغربة أنك غريب وسط أهلك وأحبابك لأنك كلما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يتهموك بأنك متشدد و لا تعرف صحيح الدين وأنك متزمت أليس هذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .عنْْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيباً ثُمَّ يَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ » . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ « الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ » . { 4/74 } معتلى 5856 مجمع 7/278 » . تحفة 13447 - 145/232 رواه مسلم وابن ماجه وأحمد إذا مات لاعب كرة انقلبت الدنيا وإذا مات أحد الدعاة إلى الله الشيخ المسير مذلا لما مات لم يسمع أحد بموته وكذلك الشيخ عطيه صقر لم يسمع به أحد . لذلك عند قوله تعالى [ َوكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ] [الأنعام : 53] ذهبت صناديد قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد إذا كنت تريدنا أن نستجيب لأمرك فإطرد هؤلاء يقصون بلال وعمار وصهيب .......... هؤلاء من الفقراء ونحن من علية القوم فلا يصلح أن نجلس مع هؤلاء فالنبي صلى الله عليه وسلم كاد أن يستجيب لكلامهم فنزل عليه قول الله تعالى [وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ] [الأنعام : 52] وكذلك[ َوكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ] [الأنعام : 53] وكان عمر رضي الله عنه يريد هذا ثم أعتذر للنبي بعد ذلك [إِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ] [الأنعام : 54] إذن جعل الله الضعفاء فتنة للكافرين عن دخول الإسلام . وإذن عرفنا أن الناس ممكن أن تكون فتنة يجعل الأتباع فتنة للتابع ويجعل الفقراء فتنة للأغنياء ويجعل الضعفاء فتنة للأقوياء وقد يجعل الله عز وجل الفتنة في نفسك – إذن هناك فتنة داخلية وفتنة خارجية – أن يسلط عليك الشهوات فتكون محب للشهوات والغرائز – لا هم لك سوى هذه الشهوات.
لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان ستظهر الفتن وستكون عظيمة جدًا عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِىِّ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهَى قَالَ « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ » . وَقَالَ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ « نَعَمْ أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْراً أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ » . قَالَ ثُمَّ مَهْ قَالَ « ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ » . قَالَ كَلاَّ وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . قَالَ « بَلَى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ثُمَّ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ » . وَقَرَأَ عَلَىَّ سُفْيَانُ قَالَ الزُّهْرِىُّ « أَسَاوِدَ صُبًّا » . قَالَ سُفْيَانُ الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ تُنْصَبُ أَىْ تَرْتَفِعُ وفي رواية فأول الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه تبارك وتعالى ويدع الناس من شره . معتلى 6976 رواه أحمد وصححه الألباني وفي حديث حذيفة من اليمان - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْفِتْنَةِ قَالَ قُلْتُ أَنَا أَحْفَظُهُ كَمَا قَالَ . قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ لَجَرِىءٌ فَكَيْفَ قَالَ قُلْتُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْمَعْرُوفُ . قَالَ سُلَيْمَانُ قَدْ كَانَ يَقُولُ « الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ » . قَالَ لَيْسَ هَذِهِ أُرِيدُ ، وَلَكِنِّى أُرِيدُ الَّتِى تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ . قَالَ قُلْتُ لَيْسَ عَلَيْكَ بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ ، بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ . قَالَ فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ . قَالَ قُلْتُ لاَ . بَلْ يُكْسَرُ . قَالَ فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقْ أَبَداً . قَالَ قُلْتُ أَجَلْ . فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ سَلْهُ . قَالَ فَسَأَلَهُ . فَقَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - . قَالَ قُلْنَا فَعَلِمَ عُمَرُ مَنْ تَعْنِى قَالَ نَعَمْ ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً ، وَذَلِكَ أَنِّى حَدَّثْتُهُ حَدِيثاً لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ . أطرافه 525 ، 1895 ، 3586 ، 7096 - تحفة 3337 رواه البخاري والترمذي والحميدي لذلك قال العلماء استنباط من ذلك الحديث إذا جائتك الفتنة أياك أن تعترض لها – فلا تذهب في مكان فيه تجمع نسائي ثم تقول أنا ضامن نفسي أو أنا أدعوهم إلى الله – لا تضع نفسك في الفتنة – لذلك في الفتنة اعتزل الناس واهرب بدينك – إذن بموت عمر تفتح الفتن لذلك بعد موت عمر رضي الله عنه بدأت الفتن وقتل عثمان رضي الله عنه وحدثت معركة الجمل وصفين ودخلت الفتن على الأمة وفي رواية للحديث « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّياً لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ » . قَالَ أَبُو خَالِدٍ فَقُلْتُ لِسَعْدٍ يَا أَبَا مَالِكٍ مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا قَالَ شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِى سَوَادٍ . قَالَ قُلْتُ فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّياً قَالَ مَنْكُوساً . تحفة 3319 ، 10431 - 144/231 رواه مسلم وأحمد وقد تحدث النبي عن فتنة ستدخل كل البيوت قالوا هي فتنة التلفاز وقالوا التتار سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَهْوَ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ « اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ ، مَوْتِى ، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً ، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً » . تحفة 10918 - 124/4 رواه البخاري وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الفتن ستظهر من المشرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ فَقَالَ « هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ » . أطرافه 3104 ، 3511 ، 5296 ، 7092 ، 7093 تحفة 7242 رواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد فقال علماء التاريخ فعلا ثبت أن معظم الفتن خرجت من العراق .
أنواع الفتن التي ستظهر في آخر الزمان
1- فتنة الإختلاف والتفرق بين المسلمين قال تعالى [وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ] [آل عمران : 103] وقد اتفق المسلمين على ألا يتفقوا - حتى في قضية فلسطين كانوا ينادون اجعلوها قومية عربية أي 23 دولة عربية . طيب لما لا تجعلوها اسلامية في نطاق 56 دولة يقولون إن المسألة مسألة أراضي وحدود ولا يجتمع العرب إلا إذا اتخذوا الإسلام ديننا وعنوانا قال تعالى : [إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ] [الأنعام : 159] وقال تعالى [وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ] [الأنفال : 46] أليس هذا ما يحدث ؟ وإسرائيل واثقو من أن العرب لن يتحركوا حتى على المستوى الشعبي لا نستطيع أن قَالَ صلى الله عليه وسلم « سَأَلْتُ رَبِّى ثَلاَثاً فَأَعْطَانِى ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِى وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّى أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا » . تحفة 3886 - 2890/20 رواه مسلم وأحمد لذلك دائما ما تجد العالم الغربي يرفع راية من رفع راية الإسلام يقتل والأ تقوم قوة اسلامية نووية
2- فتنة المرأة وهذا هو الوتر الحساس الذي يلعب عليه أعداء الإسلام فلا هم لها إلا الأزياء والموضة والحب . عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ » . وَفِى حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ « لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ » . تحفة 4345 - 2742/99 رواه مسلم
3- فتنة المال قال تعالى : [وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ] [الفجر : 20] [ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ] [التغابن : 15] قال النبي صلى الله عليه وسلم « فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّى أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ » . طرفاه 3158 ، 6425 - تحفة 10784 رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم وجعلت فتنة أمتي في المال »
كيف ننجو من الفتن؟
1-الإعتصام بالكتاب والسنة فإذا وجدت شيئا في الكتاب والسنة وتحدث عنه أحد من السلف فخذ به وإلا فلا قال تعالى : [وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ] [آل عمران : 132] قال تعالى : [وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ] [الأنفال : 46] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما : كتاب الله وسنتي » الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 2/251 خلاصة الدرجة: صحيح
2- لزوم جماعة المسلمين قال تعالى : [وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ] [آل عمران : 105] وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم « إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ويد الله على الجماعة ومن شذ شذ إلى النار » الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/27
خلاصة الدرجة: وإن لم يكن لفظه صحيحا فإن معناه صحيح سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَمَاتَ ، إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً » . طرفاه 7053 ، 7143 - تحفة 6319 رواه البخاري ومسلم وابو داوود وأحمد وفي رواية عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْراً خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ » . تحفة 11908 معتلى 8018
3- الصبر على الفتنة قال تعالى : [وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ] [إبراهيم : 12] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . تحفة 1107 - 2260 رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني وكذلك بني إسرائيل عندما قالوا لموسى بعد ابتلاء التعذيب من فرعون قال لهم [قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128]
4- أكثر من الطاعة في زمن الفتنة لأن الطاعة تمثل حائط الصد ضد الفتن عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَدَّهُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْعِبَادَةُ فِى الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَىَّ » . تحفة 11476 - 2948/130 م رواه مسلم
5- الدعاء فتقول مثلا اللهم نجني من الفتن ما ظهر منها وما بطن
6- أمسك لسانك عن عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه « بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكروا الفتنة أو ذكرت عنده قال : إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت له كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك قال الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة » الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 11/172خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
7- التثبت في نقل الخبر
8- العزلة وترك الناس وخاصة عند قتال المسلمين بعضهم والبعض