ربح البيع
1- حالنا اليوم 2- من أبطال المهاجرين 3- ما العمل
تهب علينا الهذه الأيام برياح طيبة تملأ الجو بعبيرهاالفواح ، لا يمكن أن تمر هكذا دون أن يستشنق الإنسان عبيرها وتمتلأ جنباته بشذاها ويلتمس فيها المنبع الرشيد والطريق السديد الذي يرقى به من الثرى إلى الثريا ومن القاع إلى القمة ومن الدرك الأسفل إلى أعلى عليين تلكم هي رياح هجرة سيد البشر
وما أكثر هذه العطور وما أنواعها من زهور وما أعظمها من عبر وعظات يرتقي بعضها فوق بعضها ويعظم بعضها على بعض
وحديث اليوم محاولة الإستذكار بعض شذرات هذه الهجرة المباركة وكيف صنع الله عز وجل هؤلاء المهاجرين الأول كيف قبل هؤلاء عرض الله فباعوا أرواحهم له لما سمعوه يقول تعالى :[ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ][التوبة : 111] وبهذا ربح البيع
ربح البيع لأن المشترى هو الله والسلعة تشرف المساوم والمشترى
ربح البيع لأنهم صدقون عازمون على دفع الثمن فالباطل بعد لزوم العقد ظالم مفترى
ربح البيع لأنهم آثاروا الباقي على الفاني واختاروا الآخرة على الدنيا
كثيرا من شبابنا يتسم بالسطحية والسذاجة في الأمال والطموحات والأفكار
شبابنا يعيش فراغا فكريا .....يحيا أمية دينية بغيضة
لا يساوي في الإسلام جناح بعوضة ... أتخذ اللهو والمجونطريقا ومنهاجا
اتخذ اللعب والغناء وأهله قادة ومعلمين ...وليس هذا المرتجى إن شمس الشريعة الإسلامية لا تنتشر إلا على قوم هم أحق بها وأهلها والشباب الذي نرجوه لأمتنا ورفعتنا هو الشباب الذي اتخذ الإسلام سلوكا ومنهجا اتخذ القرآن هاديا وإماما اتخذ رسوله قدوة واسوة ، اتخذ صحابته أساتذة ومعلمين فكانت حياته ثمرة من ثمرات التقوى وآية من آيات التواضع ومشعلا في العلم والعمل نبراسا في اخذ الحياة بجد واجتهاد وغيجابية وعندها يقال لهؤلاء ربح البيع ربح البيع مثلما ربح بيع صهيب إذ أراد الهجرة (كان صهيب من قوم أغارت عليهم الروم فسبيّ وهو صغير وأخذ لأن الذين سبوه ثم تقلب في الرق حتى ابتاعه عبد الله بن جدعان ثم اعتقه ودخل الإسلام هو وعمار بن ياسر في يوم واحد )
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا، فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ [ص:558] تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ» وفي رواية قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى قال عكرمة وفيه نزلت { ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد } أخرجه الحاكم (3/450 ، رقم 5700) وقال : صحيح على شرط مسلم .وابن حبان [تعليق الألباني]
صحيح [تعليق شعيب الأرنؤوط] رجاله ثقات رجال الشيخين وهو مرسل
حقا لقد ربح البيع أمثال أبي يحيى ، ما ربح هو البيع ولكن هذا البيع ربحهه لم يكن صهيب متجها غلى المدينة في رحلة عابرة أو تجربة طائشة يمكن أن يضحي بكل ما يملك ولم تكن الديار إذ ذاك تضمن العوض لكل ما ترك ولكنه الإيمان والتصديق بالله ورسوله.
لقد قدم صهيب صهيب الدليل القاطع على فساد عقل اؤلئك الماديين الذين يزنزن حركات التاريخ وأحداثه كلها بميزان المادة فأين هي المادة فأين هي المادة التي يكسبها صهيب والتي ضحي من أجلها بكب ما يملك
وليسمع الشباب الذين لا هم لهم إلا المال والعيش الرغد أو الحياة الناعمة وحتى لو ضاع الدين سبيل ذلك ..........
وها هي المرأة الشابة المهاجرة أم سلمة هند بنت أبي أمية توفيت عام 59هـ وقيل 62هـ وعندها 24 أو 21 سنة قالت: لما أجمع أبي سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رحَّل لِي بَعِيرَهُ ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ، وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، ثُمَّ خَرَجَ بي يقود بعيرَه، فَلَمَّا رَأَتْهُ رجالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ، فَقَالُوا: هَذِهِ نَفْسُكَ غلبتَنا عَلَيْهَا، أرأيتَ صَاحِبَتَكَ هَذِهِ؟ علامَ نَتْرُكُكَ تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ؟ قَالَتْ: فَنَزَعُوا خطامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذُونِي مِنْهُ قَالَتْ: وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، رهْط أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالُوا: لَا وَاَللَّهِ، لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذْ نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا.
قَالَتْ: فَتَجَاذَبُوا بُنَيَّ سَلَمة بَيْنَهُمْ حَتَّى خَلَعُوا يَدَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الأسد، وحبسني بنو المغيرة عِنْدَهُمْ، وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمة إلَى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَخْرُجُ كُلَّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بالأبطَح، فلا أَزَالُ، أَبْكِي، حَتَّى أَمْسَى: سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتَّى مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمِّي، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ، فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ. أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ، فَرَّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا! قَالَتْ: فَقَالُوا لِي: الْحَقِي بِزَوْجِكَ إنْ شئتِ. قَالَتْ: وَرَدَّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إليَّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي.
قَالَتْ: فَارْتَحَلْتُ بَعِيرِي ثُمَّ أَخَذْتُ ابْنِي فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَتْ: وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خلق الله. قالت: أتبلَّغ بِمَنْ لَقِيتُ حَتَّى أقْدُمَ عَلَيَّ زَوْجِي، حَتَّى إذَا كُنْتُ بِالتَّنْعِيمِ1 لَقِيتُ عثمانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَخَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ فَقَالَ لِي: إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: أوَما معكِ أَحَدٌ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا والله، إلا الله ثم بنيَّ هَذَا. قَالَ: وَاَللَّهِ مَا لَكَ مِنْ مَتْرك، فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ، فَانْطَلَقَ مَعِي يَهْوِي بِي، فَوَاَللَّهِ مَا صَحِبْتُ رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطُّ، أَرَى أَنَّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ، كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي؛ حَتَّى إذَا نَزَلْتُ اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي؟ فحطَّ عَنْهُ، ثُمَّ قَيَّدَهُ فِي الشَّجَرَةِ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنِّي إلَى شَجَرَةٍ، فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا، فَإِذَا دَنَا الرَّواحُ، قَامَ إلَى بَعِيرِي فَقَدَّمَهُ فرَحله ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي، وَقَالَ: ارْكَبِي، فَإِذَا رَكِبْتُ وَاسْتَوَيْتُ عَلَى بعيري أتى فأخذه بخطامِه فقاده، حتى ينزل بِي حَتَّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرو بْنِ عَوْف بقُباء، قَالَ: زوجُك فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكَّةَ. سيرة ابن هشام
* إلى النساء الاتي لاهم لهن إلا التبرج والمجون حتى اتى الإسلام من قبلهن
* إلى الشباب الذين لا هم لهم إلا الجنس والغناء والشهوة
* إلى الدنيا كلها وهي تسمع أؤلئك الذين باعوا أرواحهم لله فاستحقوا ملك الدنياوالآخرة
* ليعلم الشباب أن شجرة الإسلام لا تروى بالماء وإنما تروى بالدماء
لقد وصل الإسلام على دماء هؤلاء وكثير غيرهم لأنهم بإيمانهم وثقتهم وبذلهم كسروا كسرى وقصوا متغير ودانت لهم المماليك وخضعت لهم البلاد ودان بدينهم العباد
1- يمكن أنقرر أننا لن نكون مثلهم لأنهم اختيار الله إذ صنعهم على عينه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ان الله اختارني و اختار لي أصحابا فجعل لي بينهم وزراء و أنصارا و أصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف و لا عدل ) رواه الطبراني ضعيف الألباني
2- وقد سئل أحد الأفاضل هل يمكن أن يأتي جيل مثل الصحابة فقال لا فقبل له لماذا ؟ فقال لأنهم يلزمهم أن يصحبوا شيخا مثل رسول الله
3- حقا فهو الذي رباهم فوعوا هذه التربية وكانوا قادة أفذاذ فرسان النهار رهبان الليل يحتار التاريخ حين يحكي عنهم كانك تسمع عن ابطال أسطوريين لا حقيقة لهم في عالم الواقع ولو أنه واقع لما صدقه عقل
4- المرتجى هو السير على هذا الدرب العمل لأجل هذا الدين محاولة الأوبة والرجوع إلى الله في زمن انتشرت فيه المفاسد وعمت فيه البلايا وعظمت فيه الفتن نحاول أن نستضيء بضياء الهجرة وأن نسير على الدرب فكيف السبيل؟
كيف السبيل؟
1- هجرة المعاصي :
قالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " رواه أحمد إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهجرة المعاصي بالرجوع غلى الله والشعور به " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار حتى تطلع الشمس من مغربها " مسند الروياني أهان عليك الله أوحى الله تعالى إلى داود يا داود لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظارى لهم ورفقى بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلى وتقطعت أوصالهم من محبتى يا داود هذه إرادتى في المدبرين عنى فكيف إرادتى في المقبلين على المنثور ابن الجوزي, الإحياء, مختصر منهاج القاصدين للمقدسي
· يعني يمكن ان أترك الغناء لله وأترك التدخين لله لا أكل الحرام لله أقطع علاقتي مع فلانه المحرمة لله أن تختمر المرأة لله أن أتعلم القرآن لله وأن احفظ لساني لله أن أعامل الناس معاملة حسنة لله
الباب مفتوح والطريق ممهد وربك يقبل عليك قال الله تعالى :[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) وْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) ] [الزمر 53-61]
2- فتح أبواب خير بينك وبين الله
لابد أن يكون لك شيء مع الله أن تجعل بينك وبين الله مفتوحا كما فعل اللص الذي لقيه سهل بن عبد الله في طريق الحج حينما خرج سهل بن عبد الله للحج فخرج عليه جماعه من اللصوص واخذوه واخذوا ماله وما كان معه من الطعام فلاحظ أن رئيس اللصوص لا يأكل فقال له لما لا تأكل قال اليوم الخميس واني صائم قال لص ويصوم رد عليه وقال أترك باب بيني وبين الله لعلي ادخله في يوم من الايام
فالصدقة باب وقيام الليل باب والصوم باب والقرآن باب
3- اجعل الدين أول اهتمامتك
فلقد كان هذا هم الجن قال الله عنهم [وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا إيجابية التفاعل فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ][الأحقاف : 29] ثم ماذا ذهبوا دعاة إلى قومهم [قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)] لأنهم قد فطنوا إلى رسالة التوحيد التي ارسل بها محمد صلى الله عليه وسلم وليس الجن وحده بل الكون كله إلا ابن آدم فهذا طائر لا يمكن أن لا يعقل قال تعالى :[ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ولكنه يضحي بكل ذلك من أجل رسالة الله ويعلم أنه النهاية هي القتل ولكنه التضحية من أجل الله (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ تخيل ما الذي أفزع الهدهد مصيبة مع أنه ما تكلف ذلك وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ سبحان الله من الذي فطن ذلك إنه الهدهد الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)][النمل :20-26] أين أنت من الهدهد كم بلغت دعوتك ؟ أنت تفضل سماع الكرة على الصلاة تفضل العمل للدنيا على العمل للدين فمل لو كالة الخطبة أو الصلاة بعض الوقت يمكن أن ندفع الكثير من أموالنا في سبيل الشيطان وللشهوات ولا نتنازل عن بعضها لإرضاء رب الأرض والسموات وقد صدق الله الذي هو أعلم بنفوسنا الخبيثة منا حيث قال [وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ ][النحل : 62] فما الحل يمكن أن أعلم غيري العلم – يمكن أن أحفظ غيري القرآن يمكن أن أفعل أي شيء للإسلام – فعليك من الأن أن تستعد للسؤال مذا قدمت لدين الله ولا تقلل من شئنك فكان الهدهد سبب في هداية بلقيس وسبأ قال الله عنا [وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ][آل عمران : 139] واجعل هذه في ذاكرتك دائما ولتذكر دائما قولة عمر نحن قوم أعزنا الله بافسلام ومتى ابتغيا العزة في غيره أزلنا الله
