تاج الوقار
1- ما أجمله من تاج 2- تحت الأقدام بدلا من الرؤوس 3- خطوات خمس لنصل إلى العفاف
إن الله خلق الإنسان وسطا بين مخلوقين الملائكة والحيوانات حيث جعل الله للملائكة عقلا لا شهوة معه فليس منهم إلا السمع والطاعة أما الحيوان فقد جبل على الشهوة التي لا عقل لها لذا فإن همه كله الملذات بلا نظر في مصدر أو غاية أو وسيلة. والإنسان لما غلب عليه من طبع أحدهما فإن غلب عقله شهوته كان عبدا ملائكيا جديرا بتكريم الله له وإن تحكمت فيه الملذات والشهوات وقادته قود المالك المتحكم كان عبدا حيوانيا بل أسوأ حالاً من البهائم قال الله تعالى :[ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ][الأعراف : 179] لذا كان حديث اليوم عن البحث عن تاج الوقار الذي كرمنا الله به لنضعه على رؤوسنا علامة نتميز بها في الدنيا والآخرة وتفضل بها الملائكة هذا التاج هو العفة
وما أجمله من تاج يمكن أن يتحلى به المرء المسلم فإنها تعني طلب الحلال والكف عن الحرام والإستغناء عنه والصبر عليه حتى الوصول إلى الحلال
والذي أقصده خاصة في العفة هنا هو ما يتعلق بشهوة الفرج حيث إن الإنسان إذا تحكم فيها وأدارها فيما أراده الله كان هو الإنسان الذي كرمه الله وحباه ، إن الذي خلق هو أعلم بما خلق فقد خلق الله والشهوة في الإنسان ولم يجعلها هكذا هباءا كما لم يكتبها ويقضي عليها إن الإسلام في ذلك كان وسطا بين الرهبانية المغرقة والمادية الجشعة ، ومنح الله كثيرا من المنح إذا قوم الإنسان المسلم هذه الشهوة ولم يصر عبدًا لها
لك أن تسمع بقلبك إلى وعد الله للمتعففين بالغنى والكفاية يقول الله فيها :[ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ][النور : 33] ورسوله الذي يؤكد هذا فيقول في الحديث عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « ............... وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ » متفق عليه
وما أجمل أن يتدرب الإنسان على الصبر ومخالفة الهوى بالعفة ، حيث أنه يريد الوصول إلى شهوته ولكن [وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ][فصلت : 35] وبعد ذلك يعلم أنه هوى فيذكر قول الله [يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)][النازعات : 35] فينهى نفسه عن الهوى حتى لا يخزى في الدنيا والآخرة. يتعفف أو يتعفف عن الحرام بغض بصره وحفظ فرجه والصبر على هذه الشهوة الجامحة ، كذلك ليفرج الله كربه ليكون له رصيد عمل عند الله يسأل الله به إذا ألمتبهضائقةقائلا . يا رب إنك تعلم أني غضضت بصري وكنت أستطيع أن أنظر إلى فلانه وأمشي مع فلانه وأزني بفلانه لكن أتبعتك في قولك وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فرج عني فيفرج عنه وليس بأمل من صاحب الغار ففي الحديث الصحيح الذي رواه عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر مما كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلى أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم ............ وقال الآخر اللهم إنك تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بي سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين دينارا على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي من أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلته ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة عنهم حتى أنهم لا يستطيعون الخروج منها .............. رواه البخاري
وما أجمله من تاج يوم تشعر بحلاوة الإيمان يتجلى عليك الله بهما فيملأ بها قلبك لأنك تعففت عن الحرام ومن عادة الكريم المنان إنك لن تدع شيئا ابتغاء وجه الله إلا عوضك الله يقول ابن القيم للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر لكنها لذة يتقدمها ألم حبس النفس ثم تعقبها اللذة وأما قضاء الوطر فبالضد من ذلك وصدق رسول الله ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه) رواه الطبراني وفيه عبد الله بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف والحاكم من حديث حذيفة وقال صحيح الإسناد. ( ضعيف ) وذكره الألبانى في ضعيف الترغيب والترهيب 1194.وقال: ضعيف جداً. هذا الإيمان هو السكينة والطمأنية التي يمتلأ بها القلب المتعفف حتى إذا ما تعرض لشهوة محرمة أو لذة أثمة ثار ساكنه ووجل قلبه فلايرضى إلا بعودة هذا السكون وهذه الطمأنينة بالرجوع إلى ارتداء التاج تاج الوقار
* وفي قصة المرأة الصالحة التي استدرجها رجل، فأرادت أن تلقنه درسا لا يُنسى، فقالت له: هل أغلقت الأبواب جيدا؟ قال: نعم. قالت: أنظر، لعل بابا لم يُغلق. قال: لا، أغلقت كل الأبواب. فتقول له: ولكن باب الله لم يغلق، فحين يُذكر الله تتصاغر الشهوات في نفوس المؤمنين الصادقين، ويتحول الزاني إلى رجل خاشع لله.
* وروي أن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها وأورعهم خرج من المدينة حاجا ومعه رفيق له حتى نزلا بالأبواء فقام رفيقه وأخذ السفرة وانطلق إلى السوق ليبتاع شيئا وجلس سليمان في الخيمة وكان من أجمل الناس وجها وأورعهم فبصرت به أعرابية من قلة الجبل وانحدرت إليه حتى وقفت بين يديه وعليها البرقع والقفازان فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر وقالت أهنئني فظن أنها تريد طعاما فقام إلى فضلة السفرة ليعطيها فقالت لست أريد هذا إنما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله فقال جهزك إلى إبليس ثم وضع رأسه بين ركبتيه وأخذ في النحيب فلم يزل يبكي فلما رأت منه ذلك سدلت البرقع على وجهها وانصرفت راجعة حتى بلغت أهلها وجاء رفيقه فرآه وقد انتفخت عيناه من البكاء وانقطع حلقه فقال ما يبكيك قال خير ذكرت صبيتي قال لا والله إلا أن لك قصة إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها فلم يزل به حتى أخبره خبر الأعرابية فوضع رفيقه السفرة وجعل يبكي بكاء شديدا فقال سليمان وأنت ما يبكيك قال أنا أحق بالبكاء منك لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها فلم يزالا يبكيان فلما انتهى سليمان إلى مكة فسعى وطاف ثم أتى الحجر فاحتبى بثوبه فأخذته عينه فنام وإذا رجل وسيم طوال له شارة حسنة ورائحة طيبة فقال له سليمان رحمك الله من أنت قال له أنا يوسف قال يوسف الصديق قال نعم قال إن في شأنك وشأن امرأة العزيز لعجبا فقال له يوسف شأنك وشأن صاحبة الأبواء أعجب
وأجمل ما في العفة أن صاحبه يأتي في ظل الله ورسوله عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا، لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: أَنَا أَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وابن خزيمة وغيرهم قال أبو علي الدقاق مَنْ مَلَكَ شَهْوَتَهُ فِي حَالِ شَبِيبَتِهِ صَيَّرَهُ اللَّهُ مَلِكًا فِي حَالِ كُهُولَتِهِ كَيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أجر الْمُحْسِنِينَ قال الله عن يوسف [وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ][يوسف : 56]
الواقع المر
بعيدا عن العفة بدلا من النظرات التي لا حساب لها والتبرجالمشين والعلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات فنادرا ما تجد شاب وفتاة إلا من رحم الله – فاضي- غير مشغول لأن الكل على علاقةبالكل وهنيئا لشركات الإتصال وكافيتريات الأماكن الرومانيسية وباعة الورد والفل المتجولين وأمثالهم
وبعد ذلك المثيرات الجنسية والأفلام الإباحية التي لايكاد يخلو منها كمبيوتر أودش ويسمعها ويشاهدها الكبير والصغير والرجل والمرأة ، فوجئت مرة بأخ يحكي لي عن موقف حدث له بوجود محمول كاميرا أي وجد محمول اتصل عليه صاحبه فإذا هي فتاة فأخبرها بمكانه فقالت له أنهاستمر عليه لتأخذ المحمول في فترة انتظارها أخذ يقلب فيه فوجده مليء بالصورة العارية والأفلام الخليعة ثم جأت الفتاة لتأخذ التليفون
* الإهتمام بالمظهر المطغي عندالشباب ساعات أمام المرآة ولا يصبرعلى لحظات الصلاة إن كان يصلي والمرأة أعظم من ذلك ما بين عناية بوجه ورموش وعيون شفايف .........هلم جرا وبعد ذلك المظهرالخارجي الذي يجعل الأعمى يثار لا تدري لأي شيء كل هذا الإغراء – لكنها العفة المفتقدة – كأن هؤلاء ماسمعوا تحذير الرسول من ثوب يدل على شهوة وأن معير صاحبة مشين عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ حتى ولو كان خمارا شرعيا لمن يزينونه ويجملون ليلفتوا به الأنظار أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ » . رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد
أسلمنا الله من الصيف وبلاويه والملابس الضيقة التي تبين ما تحتها من الداخلية للنساء مع لبس الكثيرمن البناطيل الضيقة التي تحتاج إلى اثنين مساعدين عند خلعها وإذا رأيت فرحا وجدت فيه من السفور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر ،
لماذا كل هذا الضياع؟ أين العفة ؟
إن كثيرًا من البنات يظن أن ذلك سيزوجهن وهي غافلة غبية إن اعتقدت ذلك لأنالمعروف أن الشاب مهما وصلت درجة انحلاله لايرضى بفتاة منحلة إضافة إلى أن الزوج الصالح رزق وقد حرمت نفسها منه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : نفث روح القدس في روعي أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته قال الألباني ( حسن صحيح ) وقال أيضا عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِى الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ » . رواه ابن ماجه وأحمد
وتتعقد في هذا الواقع المشين فترى السؤال الأول عما فيه هو المرأة
في أي مصيبةهتك عرض أو زنا أوضياع عفة لابد وأن يكون مسؤلها الأول هوالمرأة ، كثيرا مايصور الرجل بأنه ذئب بشري ، مخادع ، مراوغ ، ضحك عليها وعشمها بالزواج وغير ذلك وبعد كده غدر بها ، ولكن جل الحالات الغائبة عن العفة إن لم تكن كلها سببها المرأة ، وقد صدق الرافعي حين قال : لو عاقب الرجل الذي يفعل الفاحشة مرة لعاقب المرأة مرتين مرة لأنها خدشت حياءها والثانية لأنها تسببت له فيما صنع ولولا نتنتها ما ضاع .
* لذا تجد كثير من الأحاديث تشير إلى عظم خطر المرأة عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » . متفق عليه
* قال سعيد بن المسيب وهو ابن 84 سنة وقد عيت إحدى عينيه والأخرى قد عميت إن أشد ما أخاف علي نفسي فتنة النساء وما المدينة بيت أو خلة إلا بيتي وبيت ابنتي
* هذا ليس تحميل على المرأة أو ظلم لها ولكن يدل على أهميتها وقيمتها ، إن رسول الله يقول .........وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ » . متفق عليه وأنا قانع بأن المجتمع عضو إذاصلح صلح المجتمع كله إنه المراة
* إنالأمر المموجهكلما زاد على أحد الأمرينكلما دل على أهميته والإهتمام به لذا لما تعرض ربنا لبيان ما بع العفة عند الرجال والنساء خاطب الرجال بالغضض وحفظ الفرج قال تعالى :[ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] [النور : 30] ولكن المرأة لايكتفي بذلك منها أمرها الأول بالغض والحفظ قال تعالى :[قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ] ثم بعد ذلك بالخمار الشرعي[ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ]ثم حدد الأصناف التي يمكن أن ترى ما يبدو منها عند المهنة [وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء] ثم بعد ذلك بين عظم تأثيرها حتى فيما خفي منها فيحرمه [ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ][النور : 31] ويقضي حتى على مؤثر ات صوتها إن حرك [يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ][الأحزاب : 32] ثم يحملها رسول الله المسؤلية خرجت متعطرة ليشم ريحها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِىَ زَانِيَةٌ » . رواه النسائي وأحمد والدارمي رواه الحاكم أيضا وقال صحيح الإسناد
بعد كل هذا التدقيق وكل هذا الإهتمام وكل هذه الخطابات حتى تتقي الله في الرجال – تحد التبرج والسفور والخلاعة والعلاقات والنظرات والمزاح ............. إعراضاعن اللهورسوله ووضعً التاج عفتهاتحت قدمها بدلا من أن نضعه فوقرأسها وجريا وراء الشهوات وملذات سرعان ما تنفذ لكن ليعلم الشباب والشابات الغارقون في الشهوات والملذات المحرمة من نظرات وسماع الأفلام الجنسية وما به من علاقات محرمة وشهوات الحديث مع النساء .........................
إن شأن هذه المتع شأن الكافرين وصدق الله [إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)][محمد :12] قال تعالى :[ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)][الأحقاف : 20]
العلاج وخطواته :
1- صوم النافلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ » . رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد والنسائي والدارمي والصوم يصنع شيئين :
- يوثق العلاقة المسلم بربه فكلما ازادت هذه العلاقة زاد إيمانه لذا قال يوسف عليه السلام :[ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ][يوسف : 33]
- شهوة الفرج تابعة لشهوة البطن فكلما جاع الإنسان كلما ضعف عن الوقاع والعكس
2- البعد عن الإختلاط والمثيرات الجنسية والسفور والتبرج : سواء كان ذلك مسموع أومرئيا أو اختلاطا آثما ولايسمع أبدًا لمايتردد من أن الإختلاط يذهب الكبت عن الشباب ويولد الملل عن المرأة لأنهذه دعاوى شيطانية وأي ملل في شهوة متجددة وصدق سيدنا عيسى عليه السلام حيث قال : كثرة النظر إلى الحرام تورث الشهوة ولو كانت مللا لكل الزوجين الآخرين ولكن العكس يحدث
* أضف إلى ذلك ما نراه في الجامعات وغيرهامن مساويء الإختلاطأوفي بييوتنامن علاقة الأبن ببنت عمه أو بنت خاله أو خالته اعتبار الثقة المتبادلة . إن الإسلام يجعل من البعد عن هذا طبا وقائيا بحفظ الأسرة وإلا لما عن الأخ والأخت عند العاشرة في الحديث المشهور للجميع حيث قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ » . رواه أبو داود وأحمد وقال الألباني حسن صحيح ولما قال الله عن الصغار مع آبائهم :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ][النور : 58]
3- احذر الفراغ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » . رواه البخاري والترمذي وبن ماجه وأحمد والدارمي
* نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
يعني في المواصلات إقرأ وأسبح مع البنات الجديدة محدود وأهرب منه بسرعة في البيت لو أي فارغ أحاول أن أشغل نفسي بأي شيء إن لم يكن مندوبا فبالمباح ....... هكذا
4- كما تدين تدان
قصة الشاب الذي أغرى فتاة وبعدما حملتمنهسفاحا سألتهالستر فرفضحتى فكر مع إلحاحها في حيلة قال لهاأميفي المكانكذا فاذهبيإليهافإن رضيت تزوجتك وكان قد أعد ستة من أصحابه لإغتصابها وبعد ذلك يدخل عليها ليتبرأ منها – سبحان الله – تعب أخوها الصغير فذهبت به إلى المستشفي واتصلتبأختعشيقها وكانت صديقتها ولا تعرفشيء عن الذي بينهما وقالت لها اذهبي إلى مكان كذا إلى أمها لتنتظر أمها وتأجل الموعد فلما ذهبت البنت أخذ الستة في اغتصابها فلما جاء أخوها واكتشف أنها أخته فما كان منه إلا أن أخرج مسدسا وضرب نفسه بالرصاص ومات عاصيا
كما تدين تدان وأترضاه لأمك
5- أسئلة خمسة تحتاج إلى جواب
ذكر ابن الجوزي أن امرأة جميلة كانت بمكة وكان لها زوج فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به قال نعم قالت من قال عبيد بن عمير قالت فائذن لي فيه فلأفتننه قال قد أذنت لك قال فأتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر فقال لها يا أمة الله استتري فقالت إني قد فتنت بك قال إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك قالت لا تسألني عن شيء إلا صدقتك قال أخبريني 1: لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة قالت اللهم لا قال صدقت قال 2: فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 3: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 4: فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 5: فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال اتقي الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك قال فرجعت إلى زوجها فقال ما صنعت قالت أنت بطال ونحن بطالون فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة فكان زوجها يقول مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة
رسالة تستحق القراءة
وعن أحمد بن سعيد العابد عن أبيه قال كان عندنا بالكوفة شاب متعبد لازم المسجد الجامع لا يكاد يفارقه وكان حسن الوجه حسن القامة حسن السمت فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به وطال عليها ذلك فلما كان ذات يوم وقفت له على الطريق وهو يريد المسجد فقالت له يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها ثم اعمل ما شئت فمضى ولم يكلمها ثم وقفت له بعد ذلك على طريقه وهو يريد منزله فقالت له يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها فأطرق مليا وقال لها هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعا فقالت له والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك ولكن معاذ الله أن يتشوف العباد إلى مثل هذا مني والذي حملني على أن لقيتك في مثل هذا الأمر بنفسي لمعرفتي أن القليل من هذا عند الناس كثير وأنتم معاشر العباد على مثال القوارير أدنى شيء يعيبها وجملة ما أقول لك إن جوارحي كلها مشغولة بك فالله الله في أمري وأمرك قال فمضى الشباب إلى منزله وأراد أن يصلي فلم يعقل كيف يصلي فأخذ قرطاسا وكتب كتابا ثم خرج من منزله وإذا بالمرأة واقفة في موضعها فألقى الكتاب إليها ورجع إلى منزله وكان فيه بسم الله الرحمن الرحيم أعلمي أيتها المرأة أن الله عز و جل إذا عصاه العبد حلم فإذا عاد إلى المعصية مرة أخرى ستره فإذا لبس لها ملابسها غضب الله تعالى لنفسه غضبة تضق منها السموات والأرض والجبال والشجر والدواب فمن ذا يطيق غضبه فإن كان ما ذكرت باطلا فإني أذكرك يوما تكون السماء فيه كالمهل وتصير الجبال كالعهن وتجثوا الأمم لصولة الجبار العظيم وإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري وإن كان ما ذكرت حقا فإني أدلك على طبيب هدى يداوي الكلوم الممرضة والأوجاع المرمضة ذلك الله رب العالمين فاقصديه بصدق المسألة فإني مشغول عنك بقوله تعالى وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأين المهرب من هذه الآية ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت له على الطريق فلما رآها من بعيد أراد الرجوع إلى منزله كيلا يراها فقالت يا فتى لا ترجع فلا كان الملتقى بعد هذا اليوم أبدا إلا غدا بين يدي الله تعالى ثم بكت بكاء شديدا وقالت أسأل لك الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ثم إنها تبعته وقالت امنن علي بموعظة أحملها عنك وأوصني بوصية أعمل عليها فقال لها أوصيك بحفظ نفسك من نفسك وأذكرك قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار قال فأطرقت وبكت بكاء شديدا أشد من بكائها الأول ثم إنها أفاقت ولزمت بيتها وأخذت في العبادة فلم تزل على ذلك حتى ماتت كمدا فكان الفتى يذكرها بعد موتها ثم يبكي فيقال له مم بكاؤك وأنت قد أيأستها من نفسك فيقول إني قد ذبحت طمعها في أول أمرها وجعلت قطيعتها ذخيرة لي عند الله تعالى فأنا أستحي منه أن أسترد ذخيرة ادخرتها عنده تعالى