مقدمة 5
الحمد لله الذي جعل القرآن هداية للمقبلين , وجعل تلاوته بخضوع تهل دمع الخاشعين , وأنزل فيه من الوعيد ما يهز به أركان الظالمين , وأخبر فيه أن الموت نهايةٌ للعالمين , وأننا بعد الموت للحساب مبعوثين وأننا سنحاسب عما كنا فاعلين , وسنقف بذل وخضوع بين يدي رب العالمين , [ َوَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ] [الفجر : 23] [وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ] [إبراهيم : 49] ليس هناك فرق بين ملك معظم وانسان مهين , هذا جزاء من أخلص العمل لله رب العالمين , وهذا عطاء رب الأرباب مالك يوم الدين.
سبحانه من إله عظيم أعز الحق وأخرس المبطلين , سبحانه عدد ما دعاه عباده المساكين , سبحانه عدد ما انهمرت دموع المنيبين , سبحانه جواد كريم قوي متين
نشهد أن لا إله إلا الله وحده شريك له وأن محمدًا رسول الله ما جرا أثواب الحرير و ما مشى التاج من فوق الجبين مرصعًا ، جاءت له الدنيا فأعرض زاهد ًا يبغي من الأُخرى المكان الأرفعًا ، من ألبس السعادة حلةً فضفاضة لبس القميص مرقعًا ، و هو الذي لو شار ملئت كفه كل الذي فوق البسيطة أجمعا .
وكعادتي معكم أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإنها وصية الله لكم ولمن كان قبلكم [وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ] [النساء : 131]
قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ] [آل عمران : 102] [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] [النساء : 1] [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ] [الحج : 1] [وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ] [البقرة : 281] [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ] [الأحزاب : 70 ، 71 ] .
|