الشرك
عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ « أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ » . قَالَ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ « أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ » . قَالَ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ « أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ » فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَهَا ( وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ) تحفة 9480 - 86/142 رواه البخاري ومسلم و أبو داوود وأحمد وقال الألباني صحيح
معاني الكلمات الصعبة :
1- ندًا : أي نظير
2- حليلة : زوجة وسميت بذلك لأنها تحل لك
أسباب النزول الآية :
نزلت في وحشي رضي الله عنه ومن معه , عن ابن عباس قال: أتى وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كنت أحب أن أراك على غير جوار فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله قال: فإني أشركت بالله وقتلت النفس التي حرم الله تعالى وزنيت هل يقبل الله مني توبة فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل " وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ " إلى آخر الآية فتلاها عليه فقال: أرى شرطاً فلعلي لا أعمل صالحاً أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت " إِنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذَلِكَ لَمَن يَشاءُ " فدعا به فتلاها عليه فقال: ولعلي ممن لا يشاء أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت " قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَّحمَةِ اللهِ " فقال: الآن لا أرى شرطاً فأسلم.
الحديث يتحدث عن 3 أشياء :
أولا : الإشراك : هو صرف العباده التي لا تكون إلا لله لغيره من المخلوقات
أسباب الشرك :
1- الغلو في الصالحين
2- الغلو في المدح والإفراط فيه
3- بناء المساجد عى القبور وعليها تصاوير( صور معلقة )
4- اتخاذ القبور في العيد ( زيارة القبور في العيد )
على المرأة ألا تكثر من الذهاب إلى القبور & كذلك غير متبرجة
5- الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها
عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِىَّ يَقُولُ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّىَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ . رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي وقال الترمذي حسن صحيح وقال الألباني صحيح
أنواع الشرك :
3 انواع الشرك الأكبر الشرك الأصغر ويدخل منه الشرك الخفي
الشرك الأكبر: أنواعه
1- شرك في الدعوة : أن تدعو غير الله عز وجل ولا تلجأ إلى الله إلا في وقت الشدة قال تعالى : [ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ] [العنكبوت : 65]
2- شرك الإرادة والقصد هو لا يريد بعمله الله إنما الدنيا قال تعالى : [ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) ] [الشورى :20-21 ]
3- شرك الطاعة : وهو أنك تطيع فلان فيما يحب ويكره دون دليل شرعي مثاله إطاعة الرهبان في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله قال تعالى : [اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ] [التوبة : 31]
4- شرك المحبة :أن تحب فلان كحبك الله قال تعالى : [وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ] [البقرة : 165]
الشرك الأصغر له صور منها : بالقول مثل الحلف بغير الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر- رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ » . أطرافه 3836 ، 6108 ، 6646 ، 6648 - تحفة 7625 وفي روايه. وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا فَقَالَ « لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ » . تحفة 7125 - 1646/4 م رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد صحيح
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ لاَ وَالْكَعْبَةِ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَفُسِّرَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ قَوْلَهُ « فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ » عَلَى التَّغْلِيظِ . تحفة 7045 - 1535 رواه أبو داود والترمذي و أحمد وصححه الألباني وحسنه الترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم قال صحيح على شرطهما
المشيئة عَنْ قُتَيْلَةَ - امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةَ - أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ وَالْكَعْبَةِ . فَأَمَرَهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا « وَرَبِّ الْكَعْبَةِ » . وَيَقُولُونَ « مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ » . تحفة 18046 - 7/7 رواه النسائي وأحمد قال الألباني صحيح
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ . وَلَكِنْ لِيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ » . تحفة 6552 رواه ابن ماجه وأحمد وقال الألباني حسن صحيح
بالفعل مثل تعليق التمائم والتشائم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا قَالَ « إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً » . فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَبَايَعَهُ وَقَالَ « مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ » . معتلى 6082 مجمع 5/103رواه أحمد وصححه الألباني
الشرك الخفي ومنه الرياء وقد علمنا رسول الله التعوذ منه حيث قال حدثنا عباس النرسي قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا ليث قال أخبرني رجل من أهل البصرة قال سمعت معقل بن يسار يقول : انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من جعل مع الله الها آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره قال قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم سند الحديث : قال الألباني : صـحـيـح
فروق بين الشرك الأكبر والأصغر:
1- صاحب الشرك الأكبر مخلدٌ في النار
2- صاحب الشرك الأكبر محبط عمله
3- صاحب الشرك الأكبر يخرج صاحبه من الإسلام
4- صاحب الشرك الأكبر مباح الدم والمال
5- صاحب الشرك الأكبر يوجب العدواة بينه والمؤمنين
قال تعالى : َ[وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً ] [الإسراء : 31] قال تعالى : [ ُقلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] [الأنعام : 151]
وقوله تعالى « من إملاق » قال ابن عباس وقتادة والسدي وغيره هو الفقر أي ولاتقتلوهم من فقركم الحاصل وقال في سورة الإسراء « ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق » أي لا تقتلوهم خوفا من الفقر في الآجل ولهذا قال هناك « نحن نرزقهم وإياكم » فبدأ برزقهم للإهتمام بهم أي لا تخافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو على الله وأما هنا فلما كان الفقر حاصلا قال « نحن نرزقكم وإياهم » لأنه الأهم ها هنا والله أعلم
فوائد الحديث :
1-أكبر المعاصي هو الشرك
2-حرمة قتل الولد مخافة الرزق
3-معرفة القاعدة أن الرزق لا يأتي إلا من عند الله و أن الله تكفل رزق العباد
4- حرمة الزنا وأنه من أكبر الكبائر
5-حرمة الزنا بزوجة الجار خاصة