وابك على خطيئتك
1- الذنوب جراحات 2- البكاؤون 3- من شؤم الخطيئة ( لماذا البكاء ؟)
ما من مسلم إلا وهو يقترف الذنب بل غن رسول الله عمم ذلك فقال « كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » .رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني وقد أمر رسول الله ضمن حلول النجاة من الفتن ومصائب الزمان أن يبكي الإنسان على خطيئته ، فطالما بكى عليها فقد شغل بها وطالما شغل بها فهذا طريق الإصلاح مع الله بأن يسير نحوه ولا يستشعر إلا هو . كثيرنالا يعمل بهذا النهج النبوي إما لأنه لا ينظر إلى أنه يخطئ أو لأنه يستصغر أخطاءه لذا عمل الشرع على أن يستعظم الإنسان خطأه مهما كان صغيرا لأن الله قد أخفى غضبه في معصيته
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وقد ورد إن الله تعالى أخفى ثلاثا في ثلاث : أخفى رضاه في طاعته وأخفى سخطه في معصيته وأخفى أولياءه في عباده . أي فربما كان رضا الله تعالى عنه معلقا على طاعة لا يؤبه لها لقلتها وسهولتها وربما كان سخطه تعالى في معصية صغيرة في رأي العبد لا يتنبه لها غالب الناس وربما كان ذلك الشخص الذي ازدريناه في عيننا من أولياء الله تعالى فيمقتنا الله تعالى فوجب على كل عاقل الإقبال على فعل كل مأمور والإدبار عن فعل كل منهي وتعظيم كل مسلم بطريقه الشرعي فإن الله تعالى إنما كلفنا بنهى المسلمين عن كل منكر ولم يبح لنا ازدراءهم العهود المحمدية (ص: 171)
أسباب عدم البكاء على الخطيئة
1- نسيانها [يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ][المجادلة : 6] قال الله [وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]
2- استصغارها يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: " بقدر ما يعظم الذنب عندك يصغر عند الله تعالى، وبقدر ما يصغر عندك يعظم عند الله عز وجل، ثم قرأ قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) نوح 13"
* في الأثر أوحي الله إلي بعض أنبيائه «إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم، فالخَللُ في إيمانكم، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فلِمَ جعلتموني أهون الناظرين إليكم؟». جامع العلوم والحكم قال تعالى :[ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ][الزمر : 67]
3- أنه لا يخطيء وهذا أكبر حق وجهل
* قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ» رواه ابن ماجه وصححه الألباني
4- يستمر عليها فيظلم قلبه قال تعالى :[ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ][المطففين : 14]
* قال تعالى :[ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ][الحديد : 16]
* قال ابن القيم رحمة الله تعالى :وما ضُرب عبد مصيبة أعظم من مصيبة قسوة القلب ، وما جعل الله النار إلا للإذابة القلوب القاسية ، ولابد للقلب أن يتقطع إما أن يتقطع في الدنيا وأما أن يتقطع في النار إذا ظهرت الحقائق
أسباب البكاء على الخطيئة
* فنحن يجب علينا أن نبكي لأننا لا نعلم بأيها نأخذ قال تعالى : [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ][الزمر : 67]
* نبكي لأننا َمَا قَدَرُنا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إذ عصيناه قال الله في الأثر أوحي الله إلي بعض أنبيائه «إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم، فالخَللُ في إيمانكم، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فلِمَ جعلتموني أهون الناظرين إليكم؟». جامع العلوم والحكم
* قال الله [فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ][لقمان : 33]
* قال حاتم الأصم
"لا تغتر بمكان صالح فلا مكان أصلح من الجنة ولقي فيها آدم ما لقي
ولا تغتر بكثرة العبادة فإن إبليس بعد طول العبادة لقي ما لقي
ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام بن باعورا لقي ما لقي وكان يعرف الاسم الأعظم
ولا تغتر بلقاء الصالحين ورؤيتهم فلا شخص أصلح من النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أعداؤه والمنافقون". مدارج السالكين (15/ 4)
* قال ابن القيم:
الذنوب جراحات, ورب جرح وقع في مقتل. الفوائد (2/ 58)
كل هذه الأشياء وغيرها أرقت السلف وأحزبتهم وأبكتهم على خطاياهم التي لا تكاد تذكر بالنسبة لنا حتى صار البكاء لهم سجية فوصلوا بها إلى الله
رحلوا إلى موالهم وبقينا *** وتمتعوا بواصالهم وشقينا
فتجمعوا أهل القطيفة والجفا *** نبكي شهورا قد مضت وسنينا
· عمر بن الخطاب كان بكاؤه يسمع من آخر الصفوف، فقد قال عبد الله بن شداد: (سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ )إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ( [(86) سورة يوسف]).
* و سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رجلا يتهجد في الليل و يقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى : { إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع }
قال عمر : قسم و رب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه
· علي بن أبي طالب
· ثابت البناني رضي الله عنه الذي قال عنه أنس بن مالك ما أشبه عينيك بعين رسول الله فكان دائم البكاء فكان يبكي إذا أمسك المصحف ويبكي إذا طاف بالبيت الحرام ويبكي إذا مشى في الطريق ويبكي إذا سمع موعظة. بكى رضي الله عنه حتى قرحت عيناه فجاؤا له بالطبيب فقال له الطبيب ليس عندي إلا علاج واحد قال دلني عليه قال أن تترك البكاء قال لا أستطيع فلا خير في عينٍ لا تدمع .
· عن الحسن البصري أنه كان صائما فقرأ عليه قوله تعالى : [ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) ] [المزّمِّل :12 - 13] فتذكر عذاب يوم القيامة وحر النار وكان صائما وقرب إليه طعام الإفطار فلما سمع الآية قلصت يده ( أي لم تستطع أن تتحرك يده ) فقال أرفعوا عني الطعام فرفعوه فأصبح في اليوم الثاني صائما فجيء له الطعام فتذكر الآية فقلصت يده فقال احملوا عني الطعام وفي اليوم الثالث أصبح صائًما فقدم له طعام الإفطار فتذكر الآية فقلصت يده فما كان منهم إلا لما رأوه أشرف على الهلاك إلا أن ذهبوا إلى أبي حازم صاحبه وبعض الزهاد وقالوا أدركوا أبانا فقد أشرف على الهلاك وكاد أن يهلك نفسه فجائوا إليه وأرغموه على أن يشرب شربة لبن ، لأنه سمع آيه صام عن الطعام والشراب ثلاثة أيام
· دخل أحدهم على الحسن البصري فكنت كثيرًا ما أجده يبكي فأجده يبكي إذا كان مع الناس وأجده يبكي في الصلاة وأجده يبكي عند المواعظ ويبكي إذا حدث أحد فقلت له علاما كل هذا البكاء ؟ قال :يا ابن اخي وماذا يصنع العبد إذا لم يبكى ؟ إن العبد يبكي بين يدي سيده لعله يرحمه. إن العبد يبكي بين يدي سيده لعل الله ينظر له في ساعة رضا ومغفرة ورحمة له فإن الأم إذا رأت وليدها أكثر من البكاء رحمته. فلعل الله أن يرحمنا ببكاءنا .
· مر الحسن البصري على أقوام يضحكون وقد لاحظ فيه الغفلة والضحك والقهقهة فقال لأحد الشباب : يا بني هل ضمنت النجاة من سؤال الملكين في القبر ؟قال : لا قال : هل ضمنت النجاة من أهوال يوم القيامة ؟ قال : لا قال :هل ضمنت المرور على الصراط . قال : لا قال : هل ضمنت دخول الجنة والنجاة من النار قال : لا . قال : فعلام الضحك لا إلى الصراط مررت ولا إلى الجنة تأخذ بك ولا من النار تنجو قال فما رؤي هذا الشاب بعدها ضاحكًا
· الحسن وعلي ابنا طارق بن يحي كان الحسن يقرأ في المصحف ويبكي ويتضرع إلى الله في الليل فإذا جاء السحر انفرط في البكاء ، وكان أخوة يظل في غرفته يبكي ، وكانت أمهما كذلك تظل الليل كله قائمة وهي تبكي فمات الثلاثة يقول خلف بن تيميم فرأيت الحسن في المنام فقلت له ما فعل الله بالأم قال : أبدلها الله بالحزن الطويل سرورًا الأبدًا ، قال وكيف حال علي قال هو بخير والحمد لله ، قال ما فعل الله بك أنت قال وهل نتكل إلا على عدله
(بَكَى الْبَاكُونَ لِلرَّحْمَنِ لَيْلا *** وَبَاتُوا دَمْعُهُمْ لا يَسْأَمُونَا)
(بِقَاعُ الأَرْضِ مِنْ شَوْقٍ إِلَيْهِمْ *** تَحِنُّ مَتَى عَلَيْهَا يَسْجُدُونَا)
3- من شؤم الخطيئة ( لماذا البكاء ؟)
1- حرمان الرزق
* فالزوج رزق والعمل رزق والأولاد رزق والزوجة رزق لعلك حرمت ذلك بشؤم معصية ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِى الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ » رواه أحمد حسن لغيره
2- فقد لذة الطاعة والمناجاة
فلتبك على ذنب حال بينك وبين الله
فتقول له يا رب لكم عصيتك ولم تعاقبني وكأني بالله يقول لك لكم عاقبتك دون أن تشعر ألم أحرمك من لذة مناجاتي
وقال منصور بن عمار سمعت في بعض الليالى بالكوفة عابدا يناجى ربه وهو يقول يا رب وعزتك ما أرد بمعصيتك مخالفتك ولا عصيتك إذ عصيتك وأنا بمكانك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولا لنظرك مستخف ولكن سولت لى نفسى وأعاننى على ذلك شقوتى وغرنى سترك المرخى على فعصيتك بجهلى وخالفتك بفعلى فمن عذابك الآن من يستنقذنى أو بحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عنى واسوأتاه من الوقوف بين يديك غدا إذا قيل للمخفين جوزوا وقيل للمثقلين حطوا أمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط ويلى كلما كبرت سنى كثرت ذنوبى ويلى كلما طال عمرى كثرت معاصى فإلى متى أتوب وإلى متى أعود أما آن لى أن أستحيى من ربي فتلا منصور هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } قال منصور فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسا و مضيت فلما كان من الغد رجعت فاذا جنازة قد أخرجت و إذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني فقالت هذا رجل لا جازاه الله خيرا مر بابني البارحة و هو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله فتفطرت مرارته فوقع ميتا
3- سوء الخاتمة
الحسن البصري رحمه الله أهل الطبقة الأولى من التابعين يعلمنا كيف كانت قلوب الخائفين من اللحظات الأخيرة من الخواتيم ، يمرعليه قومٌ يجرون قتيلا ، وهو في مجلسه ، أول ما نظر إلى هذا القتيل صرخ صرخة عظيمة ثم غشي عليه ، فلما أفاق قالوا له يا أبا سعيد ما الذي حصل ؟ فقال إن هذا الرجل الذي مر من أمامنا كنت أعرفه قالوا من هو ؟ قال هذا الرجل من كبار العباد وسادات الزهاد ، كان ديدنه المسجد ، ويوما وهو ذاهب إلى المسجد رأى جارية نصرانية ، ففتتن بها - هذه الفتنة التي تسيطر على قلوبنا أو قلوب الكثير منا نسأل الله السلام من كل فتن الشهوات ، هذه التي تنكت في القلب نكته لا تخرج منه إلا بالتوبة الصادقة ، أو الفضيحة يوم الموت – فراودها عن نفسها فأبت فأراد أن يتزوجها فأبت لا يحل زواجي منك لأني نصرانية وأنت مسلم قال فما العمل ؟ فقالت ليس لك إلا أن تتنصر فتنصر ليتزوجها و لما كان في اليوم التالي ، قال إنا على موعدنا ، قالت لا ، قال كيف وقد فعلت ما تريدين قالت لقد تركت دينك الذي ظللت عليه عمرك كله من أجل شهوة تفني بعد لحظات ، أنت تركت دينك لا خير فيك ، لكني كنت خيرًا منك تركت النصرانية طلبا لعز الأبد الذي لا ينفذ في جوار الأحد الصمد , ثم تلت قول الله تعالى :[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)][سورة الإخلاص] فتعجب الناس من حالها فقالوا لها ما الذي حدث؟ ، ما الذي غيرك؟ هل كنت تحفظين هذه السورة قبل هذا اليوم قالت لا والله ولكني بعد أن أعلن هذا الرجل كفره بالله جل وعلا نمت في الليلة الماضية فرأيت فكأن القيامة قد قامت وإذا بخزنة النار يأخذوني إلى النار ، فإذا بي أراى مكان لي في النار قالت فأول ما رأيت مكاني في النار خفت خوفا شديدًا وإرتعبت إرتعاباعظيما ، وإذا بمالك خازن النار ، يقول لي لا تخافي ولا تحزني ، فقد قضى الله عليك بإخراجك من هذا المكان ، وأبدل مكانك هذا الرجل ، قالت فنظرت فرأيته مكاني في النار ، قالت ثم أخذني الملك إلى الجنة وأدخلني فيها فإذا قول الله تعالى [يمحو يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)][الرعد 39] قال الحسن أول ما قالت هذه القصة مات الرجل أو قتل الرجل غيظا من ساعته فمات على الكفر عيازا بالله فاول مارأه الحسن البصري إرتعد من سوء الخاتمة
4- منصرف الناس يوم القيامة
* قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ][الحج : 1]
* تذكر وقوفك يوم العرض عريانا *****مستوحشا قلق الاحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق****على العصاه ورب العرش غضبانا
اقرا كتابك يا عبد على مهل******فهل ترى فيه حرفا غير ما كان
فلما قرات ولم تنكر قر اءته******واقررت اقرار من عرف الاشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتى***وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
العاصون غدا فى النار يلتهبوا***والموحدون لدار الخلد سكانا
* عمر بن عبد العزيز والجارية
وأتته جارية له تقول له: يا أمير المؤمنين! رأيت فيما يرى النائم وكأن الصراط قد نصب على جهنم، ورأيت أناساً يتساقطون فيها، ورأيتك يا أمير المؤمنين وقد جيء بك، فلم تتم كلمتها حتى غشي عليه، فجعلت تصيح في أذنه: رأيتك والله قد نجوت، رأيتك والله قد نجوت.
5- وحيل بينهم وبين ما يشتهون
* عن سمير الرياحي عن أبيه قال شرب عبد الله بن عمر ماءًا باردًا فبكى فاشتد بكاءه فقيل له ما يبكيك فقال تذكرت آية في كتاب الله عز وجل [وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ] فعرفت أن أهل النار لا يطلبون شيئا شهوتهم الماء وقد الله عز وجل [أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ] [الأعراف : 50]
* علي بن الفضيل بن عياض الذي كان يلقب بقتيل القرآن كان أبوه إذا رأه يصلي خلفه لا يقرأ بآيات الدواهي ( آيات العذاب ) وكانت أم علي تقول للفضيل ارحم علي فإن قرأتك قد قطعت كبده وفي يومٍ من الأيام صلى خلف أبيه ولم يدر أبوه بحاله فقرأ الوالد قوله تعالى [أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) ] حتى وصل إلى [لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ] سورة التكاثر فسقط مغشيا علىه وما أفاق حتى نصف الليل ، هل تعلمون ما الذي أمات العليّ بن الفضيل ؟ ما الذي أهلكه ؟ كان يصلي يوما خلف أبوه وأبوه لا يدري بحاله فكان يقرأ سورة الصافات فبلغ قول الحق جل جلاله [احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) ] [الصافات : 22 - 24] سمع الآية فما أطاق وصلت من أذنيه إلى قلبه فتفتت القلب وتفتت الجوارح فمات ، أنت لم تحس الآية أنت غير مستشعر لها ولكن يوم القيامة ستستشعر هذا الموقف عندما تقف أما الملك ، هذا الملك الذي عصيته كثيرًا كثيرًا ، وسترك كثيرًا كثيرًا وما هتك سترك ، كنت تخاف الناس وما كنت تخافه ، كنت تستحي من الناس وما كنت تستحي منه [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)]
6- الجنة ورسول الله
* قال الله تعالى :[ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] [آل عمران : 133]
* قال تعالى :[ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)][القيامة :22-25]
* عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَاراً أَوْ قَصْراً فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا فَقَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ . فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ » . فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ أَىْ رَسُولَ اللَّهِ أَوَعَلَيْكَ يُغَارُ رواه مسلم
جزاء ذلك كله
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئاً مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ - إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ » . رواه ابن ماجه ضعفه الألباني
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَعْيُنٍ: عَيْنًا غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَعَيْنًا سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَيْنًا يَخْرُجُ مِنْ مَلْمَعِهَا مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ دُمُوعٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ " رواه الأصبهاني والمنذري [حكم الألباني] (ضعيف)
* المطلوب منك
1- استراق الدمعة
2- اجعل لك موعدا تبكي فيه
3- فإن لم تبكي فتباكى