أيتها العذراء ... أين الحياء؟
1- الحياء هو تغير وانكسار يعتري المء من خوف ما يعاب به
وعندما ترى الرجل يتحرج من فعل ما لا ينبغي ، أو ترى جمرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق ، فاعلم أنه حي الضمير زكي المعدن ، وإذا رأيت الشخص الصفيق بليد الشعور لا يبالي ما ياخذ وما يترك فهو امرؤ لا خير فيه ، وليس له من الحياء وازع يعصمه من اقتراف الأثام وارتكاب الدنيا خلق المسلم
ضياع الحياء أعظم عقوبة على المعاصي
قال ابن القيم
قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الّذي هو مادّة حياة القلب، وهو أصل كلّ خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (5/ 1798)
ولابد من فرق في البداية من الحياء والخجل
يقول علماء النفس الخجل هو ارتباك نتيجة موقف كسؤال الطالب للمعلم ، فنجد الطالب يخجل ولا يعرض رايه بوضوح وكخجله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا فَكَانَ فِيمَا قَالَ أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ (أو شهده أو سمعه) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ فِى يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ « يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِى يَدِهِ » . فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بِهِ . قَالَ لاَ وَاللَّهِ لاَ آخُذُهُ أَبَداً وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
* أن يشهد الرجل شهادة زور رغما منه أنه فعل ذلك حياءا من أحد أقاربه
* أن يصافح الرجل المراة الأجنبية رغما منه أنه استحيا منها لأنه مدت يدها لتصافحه
- عن مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ رَجُلٍ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ تَمَسَّهُ امْرَأَةٌ لَا تَحِلُّ لَهُ» رواه الطبراني
* أن تخرج المراة سافرة متبرجة فإذا نظر إليها أحمر وجهها وحاولت أن تستر جسدها
* أن يقرض رجلا مالا وهو لا يثق في أمانته ومع ذلك يستحي ان يستكتبه أو يشهد عليه أو يمكن سفيها من ماله
- عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ آتَى سَفِيهًا مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} [النساء: 5] رواه الحاكم وقال الذهبي «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ» ورواه البيهقي
فالخجل ناتج عن حين وهوف فالشخصية الخجولة ضعيفة ولكن الحياء عكس ذلك تماما فهو ناتج عن شخصية قوية كريمة تستشعر قيمتها
2- فضل الحياء
1- أعلى من شعب الإيمان
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ » . رواه البخاري وفي رواية مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ »
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ » متفق عليه
2- من أسماء الله
* عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلاَ إِزَارٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ » . رواه أبو داود وصححه الألباني
3- الحياء كله خير
* عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِى إِلاَّ بِخَيْرٍ » . فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ مَكْتُوبٌ فِى الْحِكْمَةِ إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَاراً ، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً . فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِى عَنْ صَحِيفَتِكَ رواه البخاري
4- قرين الإيمان
* عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الاخر»الحاكم (1/ 22) وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم وأقره الذهبي
5- خلق الإسلام
* عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني فالأخلاق كلها مرادها إلى الحياء ، فإنك لا تستطيع أن تبر والديك أو تحج أو تعتمر أو تعامل الناس بادب إلا غذا كنت حييا تستحي من الله لذنوبك الكثيرة
6- إذا نزع الحياء فانتظر الهلاك
* عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْداً نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتاً مُمَقَّتاً فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتاً مُمَقَّتاً نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِناً مُخَوَّناً فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِناً مُخَوَّناً نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيماً مُلَعَّناً فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيماً مُلَعَّناً نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلاَمِ » .رواه ابن ماجه ضعيف
7- الحياء خلق أجمع عليه العلماء
* عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ » رواه البخاري
8- الحياء أبهى زينة
* عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه»رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وابن ماجة وأحمد
9- الحياء خلق يحبه الله
* عن أشجّ عبد القيس أنّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فيك خلّتين يحبّهما اللّه- عزّ وجلّ-». قلت: ما هما؟ قال: «الحلم والحياء». قلت أقديما كان فيّ أم حديثا؟ قال: «بل قديما». قلت: الحمد للّه الّذي جبلني على خلّتين يحبّهما رواه أحمد وابن ماجه
3- أهل الحياء
1- رسول الله صلى الله عليه وسلم
* عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِى خِدْرِهَا . البخاري
2- موسى عليه السلام
* حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ عَوْفٍ عَنْ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سَتِيرًا مَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ وَإِمَّا آفَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا وَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام خَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى حَجَرٍ ثُمَّ اغْتَسَلَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ فَطَلَبَ الْحَجَرَ فَجَعَلَ يَقُولُ ثَوْبِي حَجَرُ ثَوْبِي حَجَرُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا وَأَبْرَأَهُ مِمَّا كَانُوا يَقُولُونَ قَالَ وَقَامَ الْحَجَرُ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ عَصَاهُ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا رواه البخاري
3- ابنة الرجل الصالح
* قال تعالى :[فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ][القصص : 25] تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء أَيْ: مَشْيَ الْحَرَائِرِ، كَمَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَتْ مستتَرة بِكُمِّ درْعها. وقال عمر جَاءَتْ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ، قَائِلَةً بِثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا، لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ (2) خَرَّاجة وَلَاجَّةً. رواه الحاكم هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
4- أمنا عائشة رضي الله عنها
* عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِى الَّذِى دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى فَأَضَعُ ثَوْبِى فَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِى وَأَبِى فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُ إِلاَّ وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَىَّ ثِيَابِى حَيَاءً مِنْ عُمَرَ . رواه أحمد هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
5- عثمان الذي تستحي منه الملائكة
* عَنَّ عَائِشَةَ أنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعاً فِى بَيْتِى كَاشِفاً عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَوَّى ثِيَابَهُ - قَالَ مُحَمَّدٌ وَلاَ أَقُولُ ذَلِكَ فِى يَوْمٍ وَاحِدٍ - فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ « أَلاَ أَسْتَحِى مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِى مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ » . رواه مسلم
6- ابن عباس
* عن عكرمة. عن ابن عباس أنه لم يكن يدخل الحمام إلا وحده ولم يكن يدخل إلا وعليه ثوب صفيق ويقول: إني لأستحي من «1» الله أن يراني متجردا في الحمام. الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (1/ 190)
7- أبو موسى الأشعري
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ إِذَا نَامَ لَبِسَ ثِيَابًا عِنْدَ النَّوْمِ مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ. الطبقات الكبرى ط العلمية (4/ 83)
8- فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم
* عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى فَاطِمَةَ بِعَبْدٍ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا قَالَ وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا فَلَمَّا رَأَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مَا تَلْقَى قَالَ « إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلاَمُكِ » . أبو داود
9- فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
* عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ تُبَايِعُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَزْنِينَ . الآيَةَ قَالَتْ فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى مِنْهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَقِرِّى أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ - أَقِرِّي مِنْ الْإِقْرَارِ - فَوَاللَّهِ مَا بَايَعْنَا إِلاَّ عَلَى هَذَا – قال تعالى :[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ][الممتحنة : 12]- . قَالَتْ فَنَعَمْ إِذاً . فَبَايَعَهَا بِالآيَةِ . رواه أحمد حديث صحيح، رجاله ثقات
10- ابن سيرين رحمه الله
* وَقَالَ محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله- يعني زوجته- قَالَ: وَقَالَ ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها. تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 419)
11- عمرو بن عتبة رحمه الله
* عن مولى لعمرو بن عتبة قال استيقظنا يوما حارا في ساعة حارة فطلبنا عمرو بن عتبة فوجدناه في جبل وهو ساجد وغمامة تظله وكنا نخرج الى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف فقلنا له أما خفت الأسد فقال إني لأستحي من الله أن أخاف شيئا سواه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (4/ 157)
12- الجراح بن عبد الله رحمه الله
* كان بطلا شجاعا طوالا عابدا قارئا كبير القدر
* تركت الذنوب حياء أربعين سنة، ثم أدركني الورع «4» . وفي رواية:
تركت الذنوب حياء من الناس أربعين سنة. فلما جاوزت الأربعين أدركني الورع، فتركتها حياء من الله عز وجل. سير أعلام النبلاء ط الحديث (5/ 497)
4- أنواع الحياء
1- حياء الجناية ( حياء آدم عليه السلام )
* عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالاً فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ أَىَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ قَالُوا خَيْرَ أَبٍ . قَالَ فَإِنِّى لَمْ أَعْمَلْ خَيْراً قَطُّ ، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِى ثُمَّ اسْحَقُونِى ثُمَّ ذَرُّونِى فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ . فَفَعَلُوا ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ . فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ » رواه البخاري ومسلم
* شهد الفضيل بن عياض الموقف يوم عرفات فرفع رأسه إلى السماء وقد فيض على لحيته وهو يبكي بكاء الثكلى ويقول واسوأتاه منك وإن عفوت ، واخجلي منك حتى وإن غفرت لي حتى وإن تبت علي
* روى ابن الجوزي بسنده عن أبي حامد الخلقاني أنه قال: الإمام أحمد حينما دخل عليه شخص وقال له هذه الأبيات قال له يا إمام ما رأيك في الشعر، قال الإمام وأي شعر هذا، قال الرجل:
إذا ما قال لي ربي *** اما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي *** وبالعصيان تأتيني
قال أعد ما قلته
إذا ما قال لي ربي *** أما استحييت تعصيني..؟
وتُخفي الذنبَ عن خلقيَ *** وبالعصيانِ تأتيني
ألم أسمع مُنادي الموت *** يدعوني يناديي
فيا رباه عبدُ تائبُ *** من ذا سيؤويني؟
سوى رب غفور *** واسعُ للحقِ يهدييني
أتيتُ إليكَ فارحمني *** وثقّل في موازيني
فقال: أعد علىَّ، فأعدت عليه، فقام ودخل بيته، وردَّ الباب، فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول: إذا ماقال لي ربي
* احتضر الاسود بن يزيد رحمه الله تعالى بكى بكاء المرأة الثكلى, فدخل عليه بعض أحبابه وقالوا: ماهذا الجزع؟ لم هذا البكاء؟ فقال الأسود بن يزيد: ومالي لا أجزع, ومن أحق بذلك مني؟ ثم نظر إلى السماء وهو على فراش الموت وقال: والله وإن غفر لي ذنوبي لاستحييت منه مما صنعت يداي.إن الرجل ليكون بينه وبين لارجل الذنب لاصغير فيعفو عنه ولا يزال مستحيا منه
(يَا حسرة العاصين يَوْم معادهم ... وَلَو أَنهم سيقوا إِلَى الجنات)
(لَو لم يكن إِلَّا الْحيَاء من الَّذِي ... ستر الذُّنُوب لأكثروا الحسرات)
***
يا خشية العبد من إحسان سيده *** يا حسرة القلب من ألطاف معناه
فكم أسأت وبالإحسان قابلني *** واخجلتي واحيائي حين ألقاه
يا نفس كم بخفي اللطف عاملني *** وكم رآني على ما ليس يرضاه
يا نفس كم زلة زلت بها قدمي *** وما أقال عثاري ثم إلاه
2- حياء التقصير
كحياء الملائكة الذين يسبحون الله الليل والنهار فإذا كان يوم القيامة قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ سُجُودًا مُنْذُ خَلَقَهُمُ اللَّهُ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، تَرْعُدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ، وَقَالُوا سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ» .
3- حياء استشعار النعم
ويأتي هذا باستشعارك أن نعم الله عليك تغمرك من فوقك إلى تحتك ، فلا نعرف كيف نشكره عليها قال عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ رواه البخاري
4- حياء المحبة
وهو حياء المحب من المحبوبة ، حتى إنه إذا خطر على قلبه هاج الحياء من قلبه فظهر على وجهه وجوارحه ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ دَاوُدَ يُحَدِّثُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَعْبَدَ الْبَشَرِ رواه الترمذي قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
5- حياء العبودية
* حياء النبي من تحويل القبلة
رواه البخاري عن البراء بن عازب في الحديث المتقدم، قال: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، فصلّى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحب أن يتوجه نحو الكعبة، فأنزل الله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ. فقال السّفهاء من الناس، وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فقال تعالى: [قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ][البقرة : 142]
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ » . قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . قَالَ « لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ » . رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
6- حياء الإجلال والتعظيم
وهو يعود إلى كمال معرفة العبد وتعظيمه ربه وخوفه من مقامه
- كحياء جبريل في رحلة المعراج
- حياء النبي صلى الله عليه وسلم في أن يرده بين ربه وموسى
* قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ثم فرضت علي خمسون صلاة [كل يوم: حم خ]" [قال: "فرجعت: حم خ] فأتيت على موسى عليه السلام فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة [كل يوم: حم خ]. فقال: إني [والله: خ] أعلم بالناس منك إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك".
قال: "فرجعت إلى ربي عز وجل فسألته أن يخفف عني فجعلها أربعين.
ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين. فقال لي مثل مقالته الأولى".
فرجعت إلى ربي عز وجل فجعلها ثلاثين.
فأتيت موسى عليه السلام فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي فجعلها عشرين ثم عشرة ثم خمسة.
فأتيت على موسى فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى.
فقلت: إني أستحي من ربي عز وجل من كم أرجع إليه؟ [ولكن أرضى وأسلم: حم خ]. ف [لما نفذت: حم] نودي" وفي رواية: "نادى مناد: [حم خ] ): أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشر أمثالها". رواه أحمد
· قَالَ عَمْرٌو بن العاص فَوَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا مَلأْتُ عَيْنِى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ رَاجَعْتُهُ بِمَا أُرِيدُ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيَاءً مِنْهُ رواه أحمد
7- وأعظمها : الحياء من الوقوف أمام الله
· تذكر أنك ستقف يوما ما أمام الله عاريا وحيدا فريدا وجلا
· قال علي رضي الله عنه : والله إني لأعلم أقواما سيسقط لحم وجوههم حينما تعرض سيئاتهم
· قال الشيخ الغزالي :
أما إذا سقطت طبيعة الحياء عن الوجه ، كما تسقط لاقشرة الخضراء عن العود العص ، فقد أنت الحياة الفاضلة بالضمور ، وتهيا الحطام لاباقي أن يكون حطبا للنار كما قيل " إذا لم تستح فافعل ما شئت "
وفي بعض الأخبار القدسية: قال ابن رجب"أوحي الله إلي بعض أنبيائه «إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم، فالخَللُ في إيمانكم، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فلِمَ جعلتموني أهون الناظرين إليكم؟» . جامع العلوم والحكم
· والأن فتخيل نفسك إذا تطايرت الكتب ونصبت الموازين وقد نديت باسمك على رؤوس الخلائق أين فلان بن فلان ......... استعد للوقوف بين يدي الله هلم للعرض على الله وقد وكلت الملائكة بأخذك قربتك إلى الله لا يمنعها ارتباط الأسماء أبيك أو جدك فإذا علمت أنك المقصود بالدعاء وإذا قرع النداء قلبك وعلمت أنك المقصود فارتعدت فرائصك واضطربت جوارحك وتغير لونك وطار قلبك لعلمك أين يراد بك ...وتخطى بك الصفوف إلى ربك للعرض على الله و الوقوف بين يديه وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم
· فقال لك الله : عبدي ما غرك بي ، عبدي أظننت أنك ستقابلني أم نسيت ذلك اليوم ، أما استحييت مني ، عبدي ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بها إلى الحرام ، ألم أكن رقيبا على قدميك وأنت تمشي بها إلى الحرام ، عبدي ألم أكن رقيبا على على يديك وأنت تلمس بها الحرام ، عبدي أكنت تتجمل للناس وتأتيني بالقبيح
ثم يقول الملك جل في علاه : إقرأكتابك ، فتمر بالسيئة فيسود لها وجهك وتمر بالحسنة فيبيض لها وجهك فتقول يا رب : يا رب أنا لا اقبل شهادة الشاهدين الملائكة ، الكتب ، فيقول الله فماذا تريد؟ فيقول لا اقبل إلا شهادة نفسي ، فيقول الله نعم فيختم على لسانه وتتكلم الجوارح [الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ][يس : 65] عندئذ تعاتب جوارحك فتقول [وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)][فصلت: 21، 22] فيقول الله : اذهب يا عبد السوء فعليك لعنتي فلا أقبل منك أبدا [وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) ] [فصلت: 23 - 25]
قال ابن القيم: مدارج السالكين (31/ 3)
هب البعث لم تأتنا رسله *** وجاحمة النار لم تضرم
أليس من الواجب المستحق *** على ذي الورى الشكر للمنعم