tamer.page.tl
  الإسلام دولة الغد
 

الإسلام دولة الغد

إن الأحداث الجارية في بلادنا تحتم على المسلم أن يقف حيالها موقف الايجابي المتفاعل الذي ينبغي أن يسود دينه وتسود شريعته وحضارته ذلك لأن أغلب سكان الدولة من المسلمين هذا من جهة, ومن جهة أخرى ليقيننا - نحن المسلمين وأي منصف على وجه الأرض- أن الإسلام يصلح لسيادة الدين والدنيا وقيادة ركب الإنسانية جمعاء إلى الهدى والخير والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة,ومن جانب ثالث لأن أعداءه الذين برزوا على الساحة الآن كثر والذين كان أكثرهم يخفي بغضه للإسلام فصار يجهر بذلك بغير حياء ولا خجل , فالعلمانيون والنفعيون والليبراليون وأتباع النظام الراحل والاشتراكيون والنصارى والجاهلون من أبناء أمتنا إضافة إلى العدو الخارجي كل هؤلاء يحاربون الإسلام ويخافون أن ينتصر في معركة الحاضر ولذلك تراهم يلقون الفتن في المجتمع ويبثون الإشاعات والأراجيف الباطلة وينشرون الألفاظ البراقة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ويتعاون الإعلام العالمي بل والعربي أحيانا معهم للوصول إلى هذا الهدف ,لأجل ذلك كله ينبغي على المسلم أن يتنبه لما يحدث حوله ولما يراد به وتكون له رؤية دقيقة ومتأنية في الحاضر والمستقبل إن أراد أن يحيا كريما ويحقق نصرة الدين التي لطالما تمناها وجاءت الفرصة لتحقق الآمال وطبق الأماني على أرض الواقع لذا كان هذا الحديث الذي يعبر عنوانه عما يتمنى كل مسلم رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ألا وهو }الإسلام دولة الغد{ وقد جعلت الحديث في هذا الموضوع الخطير يندرج تحت ثلاثة عناصر

1- بين جهل الأبناء وكيد الأعداء

2- لماذا يخافون الإسلام

3- الإسلام هو الحل ولكن كيف؟

أما عن الأول

فإن الحق الذي ينبغي أن يعرف أن الإسلام يتعرض للعداء ومحاولة المحو التام وللأسف الشديد نراه يدور في هذه الأيام بين مطرقة وسندان بين جهل الأبناء وكيد الأعداء,ولعل ذلك من أوضح الأمور في الواقع المعاصر ويبدو أشد ما يبدو في ترديد الشعارات البراقة التي دسها لنا الغرب الكافر وأعلنها كحقوق للإنسانية رغم أنهم أبعد الناس عن تطبيقها في بيئة الكفر التي يعيشون فيها ففتنَّا بذلك وجرينا وراء هذه الألفاظ التي نؤمن بها ونتوكل عليها ونثني عليها الخير كله بل وندافع عنها رغم أنها وافدة علينا ولا تدري هل ذلك لسوء نية أو لخبث طوية منا أم أنه لجهل لا ينبغي أن يكون!!!

في هذه الفترة رددت شعارات بعض المسلمين يطالبون بها والكثيرون يتحدثون عنها ولا يدرون كنهها وحقيقة ما يراد من إطلاقها في بيئتنا ومن ذلك

·       الدولة المدنية

وإني أتساءل أي شيء تعني هذه اللفظة؟!!!

إن هذا المصطلح من المصطلحات التي تتعدد معانيها تبعا لمقصود من أطلقها فأحيانا تطلق ويراد بها ما يقابل الدولة الدينية وهذا هو المعنى الذي أنشئ لأجله مصطلح الدولة المدنية في الغرب فعندما تسلطت الكنيسة في الغرب على الحياة العامة وكان يتم تقديس الباباوات باعتبارهم ظل الله في الأرض فهم يرحمون من شاءوا ويدمرون من شاءوا دون عقل أو شريعة نشأت كثير من ألوان التخلف والرجعية والظلم والاستبداد الذي كان يمارس باسم الدين فقامت الحركات الثورية بقيادة مارتن لوثر وغيره كاحتجاجات على ما يحدث من تسلط الكنيسة ونادى المحتجون بفصل الدين عن شئون الدولة ومن هنا نشأت الحركة التي نسميها بالعلمانية ولما كان هذا المصطلح مرفوضا عند كثير من المسلمين نظرا لافتضاح العلمانية العالمي ومجاهرتها بمحاربة الإسلام خاصة استبدل هذا اللفظ بالدولة المدنية حتى تستوعبه البيئة العربية والإسلامية وعلى ذلك فمن معاني الدولة المدنية الدولة العلمانية وهذا مقصود الكثيرين ممن يطلقها على الساحة الآن بل إن السادات أطلقها صريحة قبل ذلك فقال لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.

ومن معاني الدولة المدنية أنها في مقابلة الدولة العسكرية وهذا ما أشار إليه بعض الساسة في بلادنا تخوفا من الحكم العسكري فخرجت بيانات الجيش لتؤكد أن الحكم لن يكون عسكريا وإنما هي فترة انتقالية.

إذن انظر كيف دار مثل هذا اللفظ بين معنيين متباعدين وكيف وأن أعداء الإسلام حين أطلقوه أرادوا منه علمانية الدولة والقضاء على الإسلام وكثيرنا يجهل هذه الحقائق التي يراد منها إبعاد المسلمين عن هويتهم الإسلامية واعتزازهم بدينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله, ورحم الله الشيخ محمد الغزالي حين قال في مناظرة له مع فرج فودة عليه من الله ما يستحق" إنني أشعر أن هناك خلطا للأوراق بين من يتحدثون عن الدين يقولون لا نريد حكومة دينية ما معنى لا نريد حكومة دينية الأديان كثيرة هل تريدون حكومة بوذية أو هندوكية أو صليبية أو إسرائيلية أو إسلامية ما الذي تريدونه من هذه الكلمة الغامضة المبهمة؟!!ما الذي تريدونه من خلط الأوراق إن البوذيين يريدون أن يحكمهم بوذي بشريعة بوذا والهندوسيون كذلك والإسرائيليون كذلك بجوارنا يقولون في ضجة وفي صمت نحن الإسرائيليين نعطل أعمالنا يوم السبت استجابة لحكم التوراة فهل حكم التوراة يبقى والحكومة الدينية تكرم هناك فإذا طالبنا بحكومة إسلامية تساند الحق العربي المهيض والأمة الضائعة يقال لا للحكومة الإسلامية وحدها"هذا هو الكيد الذي نعايشه من أعدائنا ويستجيب له كثير ممن تسمَّى بالإسلام إما لنفاق أو نفعية أو جهل مزرٍ وحسبنا الله ونعم الوكيل

·       كذلك الديموقراطية

من الألفاظ البراقة الخداعة التي يهرف بها الكثيرون منا وإذا أردنا تعريفا دقيقا لها لتوقف الكثيرون عنه إنها تعني- في البيئة التي ولدت فيها- باختصار شديد" حكم الشعب للشعب بالشعب" دقق في هذه الكلمات أن تكون إرادة الحكم شعبية لا مانع من ذلك وما اعترض عليه الإسلام لكن أن تكون بالشعب بمعنى أن تكون وفق القوانين التي يختارها الشعب حتى ولو رأوا تولية شاذ أو امرأة أو يهودي أو.....الخ فهذا الذي يتوقف الإسلام في قبوله فلا يحكم المسلم إلا من خلقه ويوم أن يرضى بحكم مخلوق مثله أياً ما كانت مكانته فقد ضيع المكانة التي بوأه الله إياها ورضي بالدون والذي يرضى بالدون دنيء.

- هل يرضى المسلم الذي يقرأ في يومه ما يزيد على سبع عشرة مرة "إياك نعبد وإياك نستعين" ويقر بعالمية رسالة الإسلام ويؤمن بصلاحيتها لكل زمان ومكان هل يقر بهذا الهراء؟!!!إنه الجهل السياسي الذي عايشناه فأصبحنا نتبع كل ناعق وصدق رسول الله حين قال" لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ » . قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »متفق عليه

- إن الاستعمار العسكري خرج من بلادنا ليخلف استعماراً أخطر منه ألا وهو الاستعمار الفكري والثقافي الذي جعل شخصيتنا مشوهة وابتعدنا عن تراثنا الإسلامي ابتعادا غريبا ولذا  فلن يكمل لنا استقلال ولا نجاة من هذا الاستعمار إلا بالعودة إلى أصالة الشريعة الإسلامية الممزوجة بالمعاصرة الصالحة لكل زمان ومكان ,هذا بعض كيد الأعداء, استخدام ألفاظ ومصطلحات رنانة يقبلها أكثر المسلمين لأنها كما قلنا ظاهرها الرحمة لكن باطنها شر من السم الزعاف يدمر الحياة بمجرد المساس

إن الذي ينبغي أن يفهمه المسلم الآن أن الإسلام قضية حياة وأن كل الحضارات الحديثة تعمل على تشويهه أو محوه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا بل وترى فيه العدو الأول المهدد لها ومن كلماتهم التي أنطقهم الله بها حتى يدرك المسلم مدى هذا العداء

1- بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق

قال مرة" إن أخشى ما أخشاه أن يظهر في العالم محمد جديد يوحد المسلمين"

2- وثيقة " مؤتمر لوزان " وما حملت من شروط فرضتها بريطانيا يومها على تركيا ، حيث اشترطت بريطانيا على تركيا بواسطة هذه الوثيقة أنها لن تنسحب من الأراضي التركية إلاّ بعد تنفيذ الشروط الآتية :

أ- إلغاء الخلافة الإسلامية ، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله .

ب- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة .

ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام .

د- أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام ، فكان أن نفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة فانسحبت الدول المحتلة من تركيا ، ولما وقف كرزون وزير خارجية بريطانيا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا ، احتج عليه بعض النواب البريطانيين بعنف واستغربوا كيف اعترفت بريطانيا باستقلال تركيا ، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب ، فأجاب كرزون : " لقد قضينا على تركيا ، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ... لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين : الإسلام والخلافة"

3- يقول (بول أشميد) الرحالة الألماني في كتابه(الإسلام قوة الغد)(إن مقومات القوة في الشرق الإسلامي تنحصر في عوامل ثلاثة :

أ- في قوة الإسلام كدين وفي الإعتقاد به ، وفي مُثُله,وفي مؤاخاته بين مختلفي الجنس واللون والثقافة

ب- في وفرة مصادر الثروة الطبيعية في رقعة الشرق الإسلامي ، وتمثيل هذه المصادر العديدة لوجهة اقتصادية سليمة قوية ، ولاكتفاء ذاتي ، لا يدع المسلمين في حاجة مطلقاً إلى أوروبا أو إلى غيرها إذا ما تقاربوا وتعاونوا .…

ج- خصوبة النسل البشري لدى المسلمين ، مما جعل قوتهم العددية قوة متزايدة ، ثم يقول (أشميد) : ( فإذا اجتمعت هذه القوى الثلاث ، فتآخى المسلمون على وحدة العقيدة ، وتوحيد الله ، وغطت ثروتهم الطبيعية حاجة تزيد عددهم ، كان الخطر الإسلامي خطراً منذراً بفناء أوروبا وبسيادة عالمية في منطقة هي مركز العالم كله) ، ثم يقترح (أشميد) أن يتضامن الغرب شعوباً وحكومات ويعيدوا الحروب الصليبية في صورة أخرى ملائمة للعصر !! ولكن بأسلوب نافذ حاسم !!

4- مجلة روز اليوسف تنقل في عددها الصادر بتاريخ 29/6/1963م لأحد المسئولين في وزارة الخارجية الفرنسية ما قاله عام 1952م وقد جاء فيه ما يلي :" ليست الشيوعية خطراً على أوروبا فيما يبدو لي ، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي ، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي ، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم ، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة ، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد ، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية ، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في النطاق الواسع ، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين ، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية ، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ ، وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعوب المسلمة ، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة ، إن العالم الإسلامي عملاق مقيد ، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً ، فهو حائر وهو قلق ، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه ، وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن وحرية أوفر .. فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء ، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي والفني حتى لا ينهض ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف ، بإبقاء المسلم متخلفاً ، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه ، فقد بؤنا بإخفاق خطير ، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب ، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم "

وبعد أن رأينا كيف يكيد لنا أعداء الإسلام يأتي السؤال لكثير ممن ينتسبون إلى الإسلام فضلا عن غير المسلمين لماذا يخافون الإسلام؟

لقد تحدثت مع الكثيرين من إخواننا ممن يخافون أن تكون حكومة مصر إسلامية أو أن يتم الحكم في بلادنا بناءاً على الشريعة الإسلامية وتأملت في حال هؤلاء فوجدتهم من المسلمين العاديين الذين يحبون الإسلام وتعالمه ويصلون ويصومون لكنهم يخافونه فقلت سبحان الله!!! لماذا هذا الخوف ورددت على نفسي فقلت إما لجهلهم به أو لتأثرهم بما يتردد من تخويف أعدائنا لنا من الإسلام وإما من الأمرين معا وقلبت فكري لأستخرج أهم الشبه التي تجول في أذهان هؤلاء وغيرهم سواء من الداخل أو من الخارج عن أسباب خوفهم من الإسلام فوجدت أن أهمها ما يأتي:

أولاً : موضوع الحدود وأنها لا تصلح لأن تطبق في مصر

ولو نظرنا إلى هذه الشبهة وأردنا ردها لوجدنا أن

- الحدود في الإسلام شرعت لحفظ المجتمعات لا لتدميرها ولانتشار الأمن بين الناس بدلا من الفوضى وللتقليل من الجريمة بدلا من زيادتها ولهذا قال ربنا"وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 179]" كيف يكون الموت منتجاً للحياة تلك هي الحكمة من القصاص الذي إذا طبق كف أكثر الناس عن القتل خوفا من إزهاق أرواحهم وبهذا يخرج ربنا جل وعلا الحي من الميت ولو نظرنا إلى الواقع لرأينا أن الحدود لم تكن تطبق فهل رأينا الجريمة انتهت أو الزنا امتنع أو السرقة اندثرت أم العكس من كل ذلك هو الذي كان يحدث؟!!!

- أضف إلى ذلك أن بغض تطبيق الحدود من بعض المسلمين يرجع إلى أحادية النظرة بمعنى أنك تشفق على المحدود ويستدرُّ منظره الذليل عاطفتك سواء كان مقتولا أو مرجوما أو مجلودا أو مقطوع اليد وإني أتساءل كيف لو كنت أنت أو أحد ذويك المجني عليه؟!! يعني لو كان المقتول ابنك أو المسروق أنت أو المزني بها زوجتك أو ابنتك هل ستظل تشفق عليه أم بأي شيء تحكم عليه لو ملكت أمره؟!!! بالطبع يكون حكمك عليه بأقصى عقوبة عرفها البشر فلماذا تعترض على حكم الله حين ينتقم لك؟!!! لماذا نظرت إلى عقوبته ولم تنظر إلى جرمه, نظرت إلى عينيه تبكيان ولم تتخيل هاتين العينين حين أبتا أن يستجيبا لاستغاثات المقتول أو حين ملئتا فرحا بانتهاك عرضك وعرض أخيك وتمتعها بعوراتكما؟!!! ألأنك ما كنت تدرك ذلك أم أنك تريد أن تكون الجاني؟!!!ورحم الله الشيخ الغزالي حين تحدث عن الرحمة فقال"ليست الرحمة حنانا لا عقل معه أو شفقة تتنكر للعدل والنظام كلا إنها عاطفة ترعى الحقوق جميعاً , إن منظر المشنوق وجسمه يتأرجح في الهواء وعيناه تعشقان الضوء وتطلبان النجاة منظر قد يستدر العطف ولو أجيبت هذه العاطفة السريعة وأطلق سراح القاتل لامتلأت الأرض فوضى والرحمة الحقة في كبت هذا الشعور"

- وتأمل معي النسق القرآني حين بدأ ذكر القصاص صدره بقوله"كتب عليكم القصاص"وعليكم هذه للتكليف ومشعرة بالمشقة بل والخوف فلما كان الأمر كذلك دعا الله المسلم إلى عدم إغفال النظرة الثانية  فقال بعدها " ولكم في القصاص حياة" وكأن الله يقول للمسلم لقد أخذت حقك ممن ظلمك فقضيت عليه لأنه قضى على أغلى ما عندك ومن عندك فأي عظمة تضاهي عظمة الشريعة الإسلامية يمكن أن تجدها في أي نظام بشري مها بلغت شهرته والتغني به؟!! إن الذي ينتقم لك ممن ظلمك هو الله ذاته وفي هذا قمة الشرف والكرامة , ولهذا فإنني أجزم بأن أي منصف لا بد وأن يشيد بعظمة الإسلام خاصة في جانب الحدود كما أجزم بأنه لا يخافها من المسلمين إلا جاهل بالحكم التشريعية منها أو صاحب هوى يريد أن يسعى في الأرض فسادا دون أن يحكمه أحد

ثانياً: لو طبق الإسلام هيمنعنا من سماع الأغاني والأفلام والحب والمخدرات والذي منه!!!

وهذه شبهة أصحاب الهوى سواء قالوها بألسنتهم أو قرت في قلوبهم لكني أريد أن أقول لهؤلاء بل ولكل صاحب ذنب وكلنا أصحاب ذنوب- أن

- الإسلام يجعل أمر الطاعة والمعصية أمراً شخصياً لك الحرية فيه بينك وبين الله ما لم يؤثر بالسلب على المجتمع المسلم الذي تعيش فيه"وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"[الكهف : 30] إن هناك فرق بين تنظيم حكومة إسلامية والسير فيها بالسياسة الشرعية في بلد ما وبين الأفعال الشخصية لأفراد هذا البلد فالحكم الإسلامي يعمل على حفظ الأمن الاجتماعي داخل المجتمع مع حمايته له من أعدائه بالخارج أما أفعال الأفراد الشخصية فالحاكم فيها هو الله لأنها بينه وبين عبده ما لم تبث فتنة أو تنشر فساداً أو تؤثر على قيم المجتمع وأخلاقياته, ومثال ذلك الزاني وشارب الخمر وسامع الغناء........الخ ما دام فعلهم هذا مع أنفسهم فهم وشأنهم ولا دخل لدولة الإسلام بهم إلا ما كان من قبيل الأمر بالمعروف فالإسلام يحترم خصوصيات البشر ولا يجبرهم على ترك معاصيهم الشخصية حتى ولو كانوا مسلمين لكن إذا حاولت بث الفتنة بإفشاء هذه المعصية كأن تفتح بيتا للدعارة أو حانة لشرب الخمر أو نشر الغناء بين الناس في أواسط الطرقات هذا هو المحظور حفظا للأمن العام واحتراما للرغبات المتنوعة في المجتمع وأظن أن أي عاقل لا يرفض وجهة النظر هذه بل كل القوانين الوضعية غايتها في وضعها نشر الأمن الداخلي ومحاربة من يحاول خرق هذا السياج الأمني وقد حدثني أحد إخواننا ممن سكن فلسطين سنة كاملة أن إسرائيل لا تسمح داخل أراضيها بالقمار أوالمخدرات رغم أنها تصدرها للعالم كله قلت سبحان الله أيخاف أهل الإسلام من الإسلام ويرضى اليهود على أنفسهم بتطبيق ما في التوراة المحرفة من الأحكام

- إن الإسلام ضرب المثل الأعلى في احترام الحريات الشخصية لطالما لا تمس بالأمن المجتمعي أما بخصوص أنها معصية فذلك لله تعالى وحده فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ" أحمد والبيهقي بسند صحيح

- وفيما يخص الحاكم ورد عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، وَأَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ"الطبراني والبيهقي وأبو داود بسند صحيح

- وما أجمل هذه القصة التي حفظها لنا التاريخ الإسلامي لترد هذه الشبهة وتمثل التطبيق العملي لشريعة الإسلام في هذا الشأن يروى أن عمر بن الخطاب كان يمشي ليلة مع ابن مسعود رضي الله عنهما فسمعا لغطاً في أحد البيوت، فتسوَّر عمر حائطه، فإذا شيخ بين يديه شراب وقينة (مُغَنِّية) تغنِّي، فقال عمر: ما صحَّ لشيخ مثلك أن يكون على مثل هذه الحالة، فقام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين!! أنشدك الله، إلا ما أنصفتني حتَّى أتكلم، قال رضي الله عنه : قل، فقال: إن كنتُ عصيتُ الله في واحدة فقد عصيتَ أنت في ثلاث، قال: ما هُنَّ؟ قال: تجسَّست وقد نهاك الله فقال: {..ولا تجسَّسوا..}وتسوَّرت وقد قال الله: {..وليس البِرُّ بأن تأتوا البيوتَ من ظُهورِها ولكنَّ البِرَّ منِ اتَّقى وأْتوا البيوتَ من أبوابها..}، ودخلت بغير إذن وقد قال تعالى: {لا تدخلوا بيوتاً غيرَ بيوتِكُم حتَّى تستأنسوا وتسلِّموا على أهلها} فقال عمر: صدقتَ، فهل أنت غافر لي؟ فقال: غفر الله لك، فخرج عمر وهو يبكي ويقول: ويلٌ لعمر إنْ لم يغفر الله له, وفي رواية أخرى فبينا عمر بعد ذلك جالس إذ به - بالرجل - قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس، فرآه عمر فقال: عليَّ بهذا الشيخ، فأُتي فقيل له: أجب، فقام وهو يرى أن عمر سيسوؤه بما رأى منه، فقال عمر: ادنُ مني، فما زال يدنيه حتى أجلسه بجنبه، فقال: أدن مني أذنك، فالتقم أذنه فقال: أما والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما أخبرت أحداً من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود فإنه كان معي، فقال: يا أمير المؤمنين أدنِ مني أذنك، فالتقم أذنه فقال: ولا أنا والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا، فرفع عمر صوته يكبِّر، فما يدري الناس من أي شيء يكبر" كنز العمال

ولم يكن عمر يعس بالليل ليكشف العورات ولكن ليتفقد أحوال الناس وسائر ما ذكر عنه في عسسه يدل على ذلك

ثالثاً : أثبتت الدول التي قامت نظمها على الدين فشلها

وهذه شبهة العلمانيين الذين اتخذوا الغرب رباً من دون الله فصاروا يسمعون ويطيعون له والرد عليها

أوهى من بيت العنكبوت وذلك لأنها

- تشبه الإسلام بالأنظمة التي ادعت قيامها على الدين, ومن هذه الأنظمة

1.    الدولة الدينية في الغرب

والتي كانت كما أسلفنا تعتبر البابا ظل الله في الأرض وقامت الثورة ضد هذه الدولة فهل توجد هذه العصمة في النظام الإسلامي؟!! بالطبع لا

2.    الثورة الإسلامية في إيران

والتي قامت باسم الإسلام وهو منها براء لنظراً لتشيع إيران وبغضها للإسلام وأهله على وجه الأرض وليس أدل على ذلك من محاولة غرس الفتنة بإلقاء داعيتهم خطاباً أيام الأحداث المصرية يقول فيه إن هذه الثورة تشبه الثورة الإسلامية في إيران ورد الله كيده في نحره, والإسلام بريء أيضاً من هذا الشبه وهذه التهمة ولا يراد منها إلا القضاء عليه

- إضافة إلى ذلك لا بد وأن يعلم الجميع أن هناك فارق بين المنهج والتطبيق فسوء التطبيق للمنهج لا يعني الطعن في هذا المنهج وهذا مقرر عند كل العقلاء ففقد الوجدان لا يعني فقدان الوجود, أفصل هذه القاعدة فأقول إن أي حكومة إسلامية حدث فيها بعض الخلل أو الظلم أو سقطت تماما فلا يعني ذلك سقوط الإسلام أو لحوق الخلل به بقدر ما يدل على خطأ التطبيق للإسلام في هذه الحكومات وذلك على مدار التاريخ الإسلامي بدءاً بالدولة الأموية حتى العثمانية فهذه الحكومات قامت باسم الإسلام وما وقع من نقص فهو بسببها أما أن يتهم الإسلام بالنقص أو القصور فهذا هو الكفر الذي لا نماري فيه إن صدر من مسلم عاقل عالم بما يقول

ثم إن مصر جربت في الفترة الماضية كل الأيديولوجيات المعاصرة ملكية واشتراكية ورأسمالية فلماذا لا نجرب الإسلام بصورته الصحيحة الخالية من كل شائبة وما المانع أن يكون قد آن الأوان لعودة الخلافة الراشدة القائمة على منهاج النبوة أظن أن الفرصة قائمة لقيام هذه الخلافة بشرط أن يلتف المسلمون حول دينهم ويعملوا على العمل به في الداخل والخارج

رابعاً : الإسلام لا دخل له بالسياسة والرسول داعية وليس سياسي

وقديما قالها السادات والآن يرددها بعض المسلمين دون وعي لما تهدف إليه, وهذه الشبهة وحدها تحتاج للرد عليها إلى عشرات المجلدات التي تبين التلاحم والامتزاج بين الدين وكل شئون الدنيا فضلا عن السياسة أما بالنسبة للسياسة

- فقد ألفت عشرات المؤلفات تبين سياسة النبي صلى الله عليه وسلم بكل مناحيها وتندرج هذه المؤلفات تحت اسم السياسة الشرعية القائمة على أساس أن الإسلام دين ودولة ومن أمثلة هذه المؤلفات

1-   الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ت/276هـ

2-   الأحكام السلطانية للماوردي ت/450هـ

3-   الأحكام السلطانية لأبي يعلى الفراء ت/458هـ

4-   تهذيب الرياسة في ترتيب السياسة لأبي عبد الله القلعي ت/630هـ

5-   السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية لابن تيمية ت/728هـ

6-   الطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن القيم ت/751هـ

7-  حكومة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الحسن بن محمد بن علي الخز اعي ت/ 789هـ , وشرحه المحدث محمد بن عبد الحي والمشهور بالكتاني في كتاب سماه التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية

هذا كله من تراثنا القديم أما عمن كتب في النظام السياسي الإسلامي حديثاً فإنه أكثر من أن يحصى, كل ذلك إضافة إلى السيرة النبوية التي تعتبر التطبيق العملي الواضح لسياسة الدولة الإسلامية منقادة بنور الوحي الإلهي في كل جوانبها

- والقرآن نفسه بين أن السياسة من ضرورات الدولة المسلمة ومن اختصاصات الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله تعالى"إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا [النساء : 105] " وقوله"فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [الشورى : 15] " أوليس الحكم بين الناس من باب السياسة وكذا العدل بينهم إذ توضح الآيات أن مهمة الرسول مزدوجة وهي الدعوة والعدل وتحقيق العدل لا يكون بمجد الدعوة اليه ولكن لا بد من مباشرته وتنفيذه,أبعد ذلك يمكن أن يدعي أحد فصل الدين عن السياسة!!!

نعم نقرر أن الإسلام لم يحدد تفصيلات الحكم في طريقة الانتخاب أو ما يتعلق بالوزارات أو المحافظات والأحزاب ... وهكذا وهذا الأمر من ميزات الإسلام إذ أنه يبين عالميته ويرسم الخطوط العريضة للحكم الإسلامي كما أنه قد أرسى القيم الدستورية من الحرية والعدل والمساواة والتكافل وما يتعلق بالحاكم والمحكوم من حقوق وواجبات أما التفاصيل من كونه ملكا أو رئيس جمهورية أو أن يكون الحكم فترة مؤقتة أو متصلة وأن تكون الحكومة مركزية أو لا مركزية فذلك متروك لاجتهاد المجتهدين بما يناسب واقعهم ولا يتعارض مع الأسس العامة للإسلام

خامساً : الإخوان لو مسكوا البلد هيخربوها

هذا قول كثير من العامة الذين صار الإخوان عند بعضهم أبغض من أهل الكتاب بسبب التشويه الإعلامي لهم وبث الغرب وكذا أعوانه من الحكومات البائدة الدعاية ضدهم حتى صار كثير من الناس ترعبه سيرتهم ولن أتحدث عن الإخوان وتاريخهم ونشأتهم للرد على هذه الشبهة فهذا أمر يطول كما أنه قد لا يرضي الكثيرين منا ولكن دعنا نتكلم بالمنطق المجرد

- هل الإسلام يعني الإخوان هذا ما يعرفه الجاهلون بالإسلام في هذا البلد فما سبق أن ادعى حتى الإخوان أنفسهم أنهم الوحيدون الذين يمثلون الإسلام هذا شيء الشيء الآخر هل شعار الإسلام هو الحل حق أو باطل وهل هو حكر عليهم أم أنه عام للجميع؟أما الشعار فإنه حق وما قال أحد بأنه حكر عليهم حتى الأعداء فطنوا لذلك فحين يصنفون من على الساحة الآن يقولون إسلاميون وغير إسلاميين سبحان الله أيعقلون هذا عنا وما عقلناه عن أنفسنا!!!

أنا أرى أنه من الواجب على المسلمين في مصر أن يعيدوا الصياغة لفكرهم نحو قضية الإخوان خاصة وأنها قد أصابها زخم هائل من  التشويه والتشويش والزيف الإعلامي والبطش الحكومي

والإنصاف يقول أنا قد سمعنا كثيرا عنهم فبقي أن نسمع منهم

- على أي حال فليست هذه هي القضية وليس ذلك من باب الترويج لهم وإنما نريد أن نرى صورتنا الآن كما يراها أعداؤنا إسلاميون وغير إسلاميين أيا ما كان فكرهم سلفيون إخوان أزهريون أنصار سنة أيا ما كانوا المهم أن جميعهم تحت مظلة العقيدة الصحيحة والشريعة الجامعة نحن تماما كالإخوة لأب واحد يمكن أن يكون لكل منا فكره نتناحر ونختلف فيما بيننا لكن إذا حدث مساس لوالدنا وقفنا كلنا للدفاع عنه ليتنا نفهم الآن أن والدنا هو الإسلام

سادسا : بس الكورة والمصايف والسياحة كل دا هيتلغي

وذلك من عشاق الكرة أو من يعيشون على السياحة أو غير ذلك ولقد اتصلت تليفونيا بأخ لي يعمل في مجال السياحة فقال لي لو طبقت الشريعة مش هنلاقي نأكل علشان هيحرموا السياحة, فقلت له وهذا ينبغي أن يفهمه الجميع- هتشتغل أحلى شغل لأن الإسلام سيقوم اعوجاج السياحة ولا يلغيها وكذا أي شيء مما نتعلق به الكورة المصايف... ودليل ذلك:

1- هناك قاعدة في الإسلام تقول الأصل في الأشياء الإباحة وهذا يجعل دائرة الحظر دائرة ضيقة يبتعد عنها المسلم ليبدع فيما سواها ومن هنا نشأت الحضارة الإسلامية بفنونها المعمارية وابتعدوا فقط عن تصوير ذوات الأرواح وكذا في كل مجال اجتماعي حضاري حيث فاقوا الدنيا بأسرها في كل مجال لفهمهم أن الله ما حرم الذي حرمه إلا ليعليهم ويرفعهم ويعطي الفرصة لعقولهم أن تسبح في بحار الإبداع والتميز

2- الناظر في الشريعة يجد أن الله ما حرم شيئا إلا وعوضنا خيرا منه ولله در ابن القيم إذ يقول" ومن تأمل أسرار الشريعة وتدبر حكمها رأى ذلك ظاهرا على صفحات أوامرها ونواهيها باديا لمن نظره نافذ فإذا حرم عليهم شيئا عوضهم عنه بما هو خير لهم وأنفع وأباح لهم منه ما تدعو حاجتهم إليه ليسهل عليهم تركه كما حرم عليهم بيع الرطب بالتمر وأباح لهم منه العرايا وحرم عليهم النظر إلى الأجنبية وأباح لهم منه نظر الخاطب والمعامل والطبيب وحرم عليهم أكل المال بالمغالبات الباطلة كالنرد والشطرنج وغيرهما وأباح لهم أكله بالمغالبات النافعة كالمسابقة والنضال وحرم عليهم لباس الحرير وأباح لهم منه اليسير الذي تدعو الحاجة إليه وحرم عليهم كسب المال بربا النسيئة وأباح لهم كسبه بالسلم وحرم عليهم في الصيام وطء نسائهم وعوضهم عن ذلك بأن أباحه لهم ليلا فسهل عليهم تركه بالنهار وحرم عليهم الزنا وعوضهم بأخذ ثانية وثالثة ورابعة ومن الإماء ما شاءوا فسهل عليهم تركه غاية التسهيل وحرم عليهم الاستقسام بالأزلام وعوضهم عنه بالاستخارة ودعائها ويا بعد ما بينهما وحرم عليهم نكاح أقاربهم وأباح لهم منه بنات العم والعمة والخال والخالة وحرم عليهم وطء الحائض وسمح لهم في مباشرتها وأن يصنعوا بها كل شيء إلا الوطء فسهل عليهم تركه غاية السهولة وحرم عليهم الكذب وأباح لهم المعاريض التي لا يحتاج من عرفها إلى الكذب معها البتة وأشار إلى هذا ص - بقوله إن في المعاريض مندوحة عن الكذب وحرم عليهم الخيلاء بالقول والفعل وأباحها لهم في الحرب لما فيها من المصلحة الراجحة الموافقة لمقصود الجهاد وحرم عليهم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وعوضهم عن ذلك بسائر أنواع الوحوش والطير على اختلاف أجناسها وأنواعها وبالجملة فما حرم عليهم خبيثا ولا ضارا إلا أباح لهم طيبا بإزائه أنفع لهم منه ولا أمرهم بأمر إلا وأعانهم عليه فوسعتهم رحمته ووسعهم تكليفه

3- أما بخصوص النساء فلهن  في الإسلام شأن وما أكرمهن مثل الإسلام وهذا الأمر لا يحتاج إلى مزيد بيان فقد دلت عليه السنة والقرآن ويكفي للدلالة على ذلك قول سيد بني الإنسان"... إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" أخرجه الترمذي وأبو داود بسند صحيح

وذلك حتى يزال الخوف من تطبيق الشريعة عند النساء, نعم توجد بعض الأحكام تخالف فيها الرجال وذلك راجع إما لعدم ملائمة طبيعتها لذلك أو لكرامتها أو لأسباب أخرى وما منعها الإسلام من شيء إلا عوضها ما هو خير منه فلا حاجة لفتح هذا الملف الذي أعيا أعداء الإسلام أن يدخلوا إلى الإسلام عن طريقه

سابعا : بس إحنا عايشين مع غيرنا خاصة النصارى فكيف نحكم بالشريعة

وأنا حين أسمع ذلك لا أعجب أن يصدر من غير مسلم فلعله يدافع عن دينه رغم أنه نسي حكم الأغلبية ولكني أعجب من مسلم يردد ذلك ترى ماذا دعاه إلى ذلك أهو الجهل بالإسلام أم الكفر المستتر في ثياب الإسلام؟!!!إن غير المسلمين ما وصلوا إلى الراحة والطمأنينة إلا حين عاشوا في كنف الإسلام في الوقت الذي لا تستطيع فيه الأقليات المسلمة في أكثر العالم أن تؤدي شعائرها بل ولا أن يسموا أبناءهم أسماء إسلامية!!!واسمع إلى هذا الخبر, ذكرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 22 /3/1985م، ص10 أن المسلمين في بلغاريا- دولة بقارة أوربا على حدود اليونان وتركيا يتعرضون لضغوط تعسفية وصلت إلى حد إجبارهم بالقوة على تغيير أسمائهم أو إضافة لاحقة بلغارية إلى أسمائهم فيصبح اسم محمد (محمدوف) وأحمد (أحمدوف)، وتحرم السلطة البلغارية إطلاق الأسماء الإسلامية أو غير البلغارية على المواليد الجدد ، وتحرم كذلك أداء الفرائض الدينية الجماعية كصلاة الجمعة والعيد(وجدير بالذكر عدد السكان: يبلغ عدد السكان 7.262.675 نسمة منهم 82.6% مسيحيون أرثوذكس, 12.2% مسلمون, 1.2% مسيحيون آخرون وغيرها من الديانات الأخرى),وذكرت الجريدة نفسها بتاريخ السبت 11/5/1985م ، ص14أن الأقلية المسلمة في الهند قد تعرضت لهجوم الأغلبية الهندوكية مرات عديدة منذ استقلالها حيث آلاف المسلمين في مدن جبل بور وأحمد آباد ، ومراد آباد ، وبومباي ، وأخيراً ما حدث في أسام حيث دمرت قرى المسلمين وذبح الرجال والنساء والأطفال على الرغم من أن أعداد المسلمين في الهند 100مليون يمثلون نسبة 15% فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد للأقليات الغير مسلمة في المجتمع الإسلامي رغم أنهم يعيشون بحرية تامة, وليس ذلك زيفاً أو ادعاءاً عصبيا للإسلام ولكنه الحق الذي أقره التاريخ ونطق به غير المسلمين أنفسهم وأورد بعض الأدلة الشرعية والتاريخية على ذلك حتى يعي هذا الأمر المسلم المفتون أو النصراني المغبون خاصة في أحداث الفتن الواقعة في بلادنا في هذه الأيام بين المسلمين والنصارى

1- قال الله" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"

2- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" البخاري

3-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة ، ألا ومن قتل معاهدا حرم الله عليه ريح الجنة ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا » البيهقي

4- ذكر أبو عبيد في كتاب الأموال: أن عمر - رضي الله عنه - مر بباب قوم وعليه سائل يسأل - شيخ كبير ضرير البصر - فضرب عضده من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت؟ فقال يهودي، قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم ووضع عنه الجزية وعن ضربائه

5- يقول مالك بن أنس" بلغني أن نصارى الشام كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون هؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا"

6- معروف في التاريخ أن مصر فتحت أيام أمير المؤمنين عمر وكلمة فتح في الإسلام تطلق على البلاد التي سعى أهلها إلى أن يدخل عليهم المسلمون ويحكمونهم وهذا ما حدث بالنسبة لمصر حيث أراد الأقباط التخلص من الحكم الروماني الغاشم رغم أنه كان نصراني الديانة لكنهم كانوا يعيشون في كنفه قمة الظلم والاستبداد ويكفي من ذلك أن المصادر التاريخية تقول إن الرومان فرضوا على الأقباط في مصر أربع عشرة ضريبة فضلاً عن الظلم السياسي والتعذيب البدني فهل يجهل الأقباط هذا التاريخ؟!!! بل إن الواقع يتماشى مع القاعدة الشرعية عندنا والتي تقول" لهم ما لنا وعليهم ما علينا" إذاً أين مظاهر الظلم والاضطهاد لهم في واقعنا الحالي, إنها أكذوبة نسجها لهم الغرب وأعانه عليها خونتهم من الداخل وأسأل الله أن يبصرنا جميعا بالحق والرشاد,هذه هي أهم الشبه التي تلقى على الإسلام من أهله أو من ينتسبون إليه بقي أن نعرف أن الإسلام هو الحل ولكن كيف؟

أولاً : تعميق معنى الإسلام في النفس وتطبيقه على القلب والفعل كما هو قول اللسان

فكلمة أنا مسلم تعني الاستسلام لله رب العالمين كما أن هذه نسبتك إليه فلابد من الوثوق بهذا النسب إن أعداء الإسلام يريدون التشكيك في نسبك هذا تماما كمن قال لك " أنت مش ابن أبوك وأمك"رغم أنك على يقين من صدق أبيك وعفة أمك فماذا تصنع تصدقه أو لا تلقي لكلامه بالاً أو ترد عليه وتبحث عن الحقيقة أما الأول فلا يتبعه إلا ضعاف النفوس ولو استجابوا لكل مشكك لما استراحوا في عيشهم لأنهم سيشكون في كل ما حولهم وأما السلوك الثاني فهو السلوك العاقل المؤمن والثالث سلوك الواثق لكنه باحث عن الحقيقة إذا كان هذا موقفك في قضية يتطرق إليها الشك فكيف بما لا يقبل الشك إن الله أخبرنا أن أهل الكتاب يعرفون رسول الله كما يعرفون أبناءهم فقال" الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" وهذا خطاب للمسلمين جميعاً فلا تكونن من الممترين

والله إن نسبتنا إلى الإسلام ومعرفة أنه الدين الحق أوثق من نسبتنا لآبائنا لأن الذي أخبرنا بذلك هو الذي خلقنا وثبت بالتواتر عن طرق الذي لا ينطق عن الهوى وقد ذكر أهل التفسير أن عمر رضي الله عنه سأل عبد الله بن سلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أنا أعلم به مني بابني ، قال : ولم؟ قال : لأني لست أشك في محمد أنه نبي وأما ولدي فلعل والدته خانت فقبل عمر رأسه فلا تخدع بتشكيك المشككين

إن اليهود آمنوا بقضيتهم فدافعوا عنها وفعلوا كل ما فعلوا لنجاحها رغم بطلانها عند سائر أمم الأرض فضلا عنهم فما بال المسلمين يشكون في نجاح قضيتهم وصلاحيتها لكل زمان ومكان إن الخلل في ذلك ينبغي أن تتهم به عقولنا وليس الإسلام لأنه قضية رابحة في يد محامي فاشل

إن العالم العربي يعيش الآن أكذوبة كذبها اليهود على العالم ثم على أنفسهم وصدقوها إلا وهي أنهم شعب الله المختار وأن لهم من النيل إلى الفرات وأن لهم الحق المقدس في فلسطين فهل ينجح الكذابون المغتصبون ويشك أهل الحق فيما عندهم

لقد أصبح الإسلام في قفص الاتهام عند الكثيرين من أتباعه رغم أنه المجني عليه تحول المجني عليه الذي يستحق الدفاع عنه ممن هضم حقه إلى جان توجه إليه أصابع الاتهام بالظلم والاستبداد والتخلف والجمود وغيرها من التهم وما حدث ذلك إلا حين تخلى عنه أتباعه وعمل بعضهم على اتهامه والطعن فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله فالله الله في الإسلام تصديقا واعتقادا ودفاعاً

ثانياً :اجتماع علماء المسلمين ودعاتهم في بلادنا على كلمة سواء

ألا وهي تحكيم شرع الله ومحاولة الإصلاح وفق رؤية إسلامية نجمع عليها ونذيب ما بيننا من خلافات في بوتقة هذه الرؤية ولا يكون ذلك فقط بالدعوة إلى هذا الإصلاح أو إعداد منهج إصلاحي متكامل أو نصح من يتولى قيادة الدولة بهذا الإصلاح ولكن بإعداد من يقوم من بيننا بهذا الإصلاح بإعداد رئيس للجمهورية من بيننا الإسلاميين أيا ما كان تصنيفه وكفانا أن ندعي الزهد في هذا المنصب أو أنا نقوم بنصح ولي الأمر لأن الوقت ليس وقت مساندة ولكنه وقت تزكية إنني أرى أن الفرصة الآن سانحة لذلك وأنه قد حانت اللحظة التي يكون الحاكم فيها من داخل التيار الإسلامي ما دامت تلك إرادة غالبية الشعب فلا داعي للتخوف من ذلك عندنا نحن المسلمين ولا داعي للمواربة وادعاء الزهد عند من يصلح من الإسلاميين وهم محاسبون أمام الله إن سنحت الفرصة ولم يغتنموها قال الله على لسان يوسف عليه السلام" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"

ثالثاً : انصهار التيارات الإسلامية في بوتقة الإسلام

فلقد كنا نحلم بأن يتحد العرب جميعا ويلتفون حول الإسلام ويذبون عن حياضه,وهذه الأحلام كان يمازجها الكثير من اليأس في تحقيق ذلك نظراً للواقع المر أما اليوم ومع الأحداث الجارية فإني أرى أن هذا الحلم يمكن أن يتحول إلى حقيقة ولكنه مشروط بأن ننسى خلافاتنا الفرعية فيما بيننا خاصة في التيارات الإسلامية المختلفة وعلى دعاة هذه التيارات دعوة أتباعهم إلى نبذ الخلافات والالتفاف حول مائدة الإسلام وتقدير دعاته وإني أعتقد أنه لو تحقق ذلك فستعود الخلافة التي على منهاج النبوة وتعود للمسلمين مكانتهم في مدة وجيزة تماما كالتي بدأ بها الإسلام حين نقل أكثر العالم إلى مملكته وكان هذا الواقع كالحلم المزعج بالنسبة لكل الإمبراطوريات التي قوض ملكها ودمر ظلمها

رابعاً : البناء الداخلي

وصدق من قال " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم" وأذكر نفسي وإياكم بهذا الابتلاء الخطير ابتلاء الاستخلاف قال الله" وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ* قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"

خامسا : الدعاء

ولله در الإمام أحمد حين قال "لو كانت لي دعوة مستجابة لادخرتها للحاكم لأن به صلاح الدنيا" فالدعاء أقوى سلاح قادر على ذلك وقد رأيناه في الأحداث التي يستحيل بمنطق أي سياسي أن تنتهي على ما انتهت عليه ولكنه الدعاء فالزمه بأن يولي ربنا جل وعلا أمورنا خيارنا وأن يسود شرعه وذلك لك ولأبنائك وذويك فضلاً عن المسلمين جميعاً إن المرحلة القادمة أولى بالدعاء من المرحلة الماضية لأنها مرحلة بناء ولا يخفى على أحد ما الفارق بين الهدم والبناء من صعوبات

وأختم بكلمة للتاريخ أقول فيها :أعتقد أنه لو لم يثبت المسلمون ولاءهم للإسلام وصحة نسبتهم إليه بالقيام به والدفاع عنه في المرحلة القادمة فلن تقوم له دولة بعد ذلك إلا أن يأذن الله فأفيقوا أيها المسلمون قبل أن تدفعوا الجزية

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free