tamer.page.tl
  نزول المسيح عيسى بن مريم
 

اللقاء السابع عشر : التصريح بما جاء في نزول المسيح
22ذو الحجة1432هـ الموافق 18/ 11/2011م

هذا هو اللقاء السابع عشر مع حضراتكم في سلسلة القلوب سلسلة الغيوب سلسلة الدار الآخرة وكنا قد توقفنا في اللقاء السابق عند ذكر صحيح المقال في فتنة المسيح الدجال وها نحن اليوم مع موعد مع التصريح بما جاء في نزول المسيح وذلك باعتباره علامة من علامات الساعة الكبرى تأتي مباشرة بعد ظهور المسيح الدجال بل إنه الذي سيقضي عليه ففي حديث النواس بن سمعان والذي ذكرنا طرفا منه في الجمعة الماضية وذلك فيما يخص الدجال وأذكركم به حتى نربط بين العلامة الماضية وهذه العلامة والحديث عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ « مَا شَأْنُكُمْ »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ«غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِى عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ - شديد جعودة شعر الرأس-عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّى أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِى الأَرْضِ قَالَ « أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِى كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ قَالَ « لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِى الأَرْضِ قَالَ « كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ فَيَأْتِى عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِى الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَىْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِى كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ- المهرودة : الحلة أو الشقة وقيل الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس والزعفران- وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ ....»أخرجه مسلم

والحديث عن هذه العلامة ينتظم في ثلاث نقاط

1- لماذا خص عيسى بن مريم بذلك؟

2- أدلة نزول المسيح عيسى بن مريم

3- مهام المسيح عيسى بن مريم عند نزوله

أما عن الأول لماذا خص عيسى بن مريم بذلك؟ فقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة

1- الحكمة من ذلك الرد على اليهود وبيان كذبهم في زعمهم قتل المسيح وأنه الذي سيقتلهم كما أنه يكذب بذلك النصارى المعتقدين لذلك

2- تكذيب النصارى والرد عليهم في ادعاءاتهم أنه ابن الله أو الله خاصة وأن أتباعه أكثر أهل الأرض فتنة بمتبوعهم

3- بيان لقدرة الله الباهرة وعظمته القاهرة حيث أخفاه طيلة هذه المدة ثم يبعثه بعد ذلك

4- إن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد كما في قوله تعالى"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" [الفتح : 29]فدعا الله أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل آخر الزمان مجددا لأمر الاسلام ولهذا ترجم الإمام الذهبي في كتابه تجريد أسماء الصحابة لعيسى بن مريم عليه السلام فقال" عيسى عليه السلام نبي وصحابي فإنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسلم عليه فهو آخر الصحابة موتا" ودل على ذلك أيضا أنه ينزل كحاكم من حكام هذه الأمة يعمل بشريعتها ويصلي خلف المهدي ليدل على أنه لم يأت بشرع جديد وإتنما هو متبع كما سيحج ويعتمر بالبيت الحرام وأدلة ذلك عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - قَالَ - فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ لاَ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ. تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ »أخرجه مسلم وأحمد ؛؛وعَنْ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِىِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا »أخرجه مسلم وابن حبان وأحمد

وكل هذه حكم اجتهادية وما خفي علينا من الحكم أعظم وأعظم وليس لنا الا أن نسلم بما جاء في

كتاب ربنا وتواتر على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم

أما عن أدلة نزوله فهي :-

أولا : القرآن الكريم

- قال تعالى :[وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"[الزخرف : 57-61]يقول ابن كثير" المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة،ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى: "وإنه لعَلَم للساعة" أي: أمارة ودليل على وقوع الساعة، قال مجاهد: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة [رضي الله عنه]وابن عباس، وأبي العالية، وأبي مالك، وعكرمة، والحسن وقتادة، والضحاك، وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى [ابن مريم]عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا"

- قال الله"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" [النساء : 157-159]فالآيات دليل على أن اليهود لم يقتلوا عيسى عليه السلام كما تدل أيضا على أن من أهل الكتاب من سيؤمن به حين ينزل في آخر الزمان كما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة

- ومن السنة أحاديث كثيرة تأتي في العنصر القادم وأكتفي هنا بإيراد حديث واحد للتدليل على نزوله عليه السلام وعلى ما يصحبه من علامات باهرة وآيات ظاهرة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ دِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ - بين الطويل والقصير-إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطٌ- مسترسل الشعر- كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الإِسْلاَمِ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ في الأَرْض حَتَّى تَرْتَعَ الإِبِلُ مَعَ الأَسَدِ جَمِيعاً وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ بِالحَيَّاتِ لاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ»أحمد بسند صحيح

وأما عن أهم مهامه فهي

1-  القضاء على ما انتشر عند النصارى من عبادتهم للصليب وتحليلهم للخنزير

2- وضع الجزية فلا يقبل من أحد سوى الإسلام أو القتال

ومن الأحاديث التي وردت لتحدد هذه المهمة

- عن سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ أنه سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" متفق عليه

- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَنْ يَنْزِلَ حَكَماً قِسْطاً وَإِمَاماً عَدْلاً فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً »فَأَقْرِئُوهُ أَوْ أَقْرِئْهُ السَّلاَمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأُحَدِّثُهُ فَيُصَدِّقُنِى فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ أَقْرِئُوهُ مِنِّى السَّلاَمَ"أخرجه أحمد

- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً عَدْلاً فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَيَتْرُكَنَّ الْقِلاَصَ فَلاَ يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيُدْعَوُنَّ إِلَى الْمَالِ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ »أخرجه أحمد

قال الحافظ ابن حجر في الفتح

قوله حكما أي حاكما والمعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ بل يكون عيسى حاكما من حكام هذه الأمة وللطبراني من حديث عبد الله بن مغفل ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد على ملته قوله فيكسر الصليب ويقتل الخنزير أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس لأن الشيء المنتفع به لا يشرع وقوله ويقتل الخنزير أي يأمر بإعدامه مبالغة في تحريم أكله وفيه توبيخ عظيم للنصارى الذين يدعون أنهم على طريقة عيسى ثم يستحلون أكل الخنزير ويبالغون في محبته"

وقال النووي: ومعنى وضع عيسى الجزية مع أنها مشروعة في هذه الشريعة أن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى لما دل عليه هذا الخبر وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية بل نبينا صلى الله عليه و سلم هو المبين للنسخ فإن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ( ويفيض المال ) بفتح أوله وكسر الفاء وبالضاد المعجمة أي يكثر وينزل البركات وتكثر الخيرات بسبب العدل وعدم التظالم وتقيء الأرض أفلاذ كبدها كما جاء في الحديث الآخر وتقل أيضا الرغبات لقصر الآمال وعلمهم بقرب القيامة"أهـ.

ولعل كل هذه الأحاديث تثبت أهم مهامه التي ذكرناها أما عن أخطرها وهي كسر الصليب فإنه ليثبت أنه ما قتل وما صلب وهذه الحقيقة التي ذكرها القرآن الكريم بل وذكرتها حتى نصوص الإنجيل نفسه وهذا يدل على فاجعة كبرى تهدم دين النصرانية من أصله إن تدبر أهل الإنجيل في نصوصه وأعملوا العقل فيها لقد أعطى الكثيرون لأنفسهم الحق في اقتحام نصوص العهد القديم وتفسيرها وفقا لمعتقداتهم الشخصية ، وادعوا في جرأة يحسدون عليها أن اليهود والأنبياء لم يفهموا نصوص العهد القديم ، وأنهم هم فقط دون كل البشر من عهد "آدم عليه السلام" وإلى قيام الساعة الذين لديهم مفاتيح الحقيقة ، أي أنهم وقفوا ضد التاريخ وضد المنطق وضد البشر ! لماذا لا نعطى لأنفسنا نحن أيضا الحق في اقتحام النصوص ذاتها ، ولن نكون ضد المنطق ولا التاريخ ولا البشر ؟ سنفاجأ بأن المسيح لم يصلب بشهادة العهد القديم والعهد الجديد معا على السواء

ومن الأدلة على عدم صلب المسيح عليه السلام من الإنجيل

1- وفق الشريعة اليهودية فإنه :"ملعون كل من علق على خشبه"

وإليكم النص الذي في سفر التثنية :"إن ارتكب إنسان جريمة عقوبتها الإعدام ونفذ فيه القضاء وعلقتموه على خشبة ، فلا تثبت جثته على الخشبة بل ادفنوه في نفس ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله"تثنية (21 :22 - 23)فمن يقبل أن يكون المسيح ملعونا من الله ؟ أم إن اللعنة قد لحقت بيهوذا كما جاء في نبوءة المزامير السابقة :"بل أحب اللعنة فلحقت به " مزمور ( 17/109)

2- جاء في إنجيل يوحنا"وكما علق موسى الحية في البرية ، فكذلك لابد من أن يعلق ابن الإنسان"يوحنا (3 : 14)والحية عندهم رمز للشيطان ، فمن الذي يرمز للشيطان المسيح أم يهوذا ؟ وقد جاء في إنجيل لوقا :"ودخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطى"لوقا (22:3)

3- المسيح يطلب من الله النجاة والله يستجيب

لقد علم المسيح أصحابه قاعدة عامة هي" كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه " متي/21 ،22"ولا يعقل أن يعلم المسيح أصحابه هذه القاعدة ويكون هو خار ج دائرة تطبيقها !!!ولهذا كان المسيح عليه السلام يخشى أن يقبض عليه ، وسجد لله سبحانه وتعالى وصلى لكي ينجيه من أيدي الأشرار ، فكيف يقال بأنه جاء ليخلص العالم من خطيئة آدم بالصلب والقيامة؟ قال مرقس في إنجيله :"وبدأ يشعر بالرهبة والكآبة ، وقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت ، ابقوا هنا اسهروا" . ثم ابتعد قليلا وخر على الأرض ، وأخذ يصلى لكي تعبر عنه الساعة إن كان ممكنا وقال "آبا" ، أي أبى ، كل شيء مستطاع لديك فأبعد عنى هذه الكأس ، ولكن ... ليكن لا ما أريد أنا ، بل ما تريد أنت !"مرقس (14 : 33 - 36) فقد صلي وطلب من الله النجاة وهو الذي علم أصحابه" كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه "- يجب ألا تشك أبدا في أنه نال النجاة والأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلي الصراخ والدموع والتضرعات إلي الله فجاء بالنص " إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه" رسالة بولس إلي العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 ، أي تهديد هذا الذي دعا المسيح الله أن يخلصه منه إن لم يكن التهديد بالموت صلبا وقتلا !!! ،فما معني أن يطلب يسو ع من الله الخلاص من الموت وسمع له ! ؟ المعني الوحيد الذي يقبله العقل أن الله تعالي نجاه من الصلب والقتل لأن هذه تضرعات إنسان مهدد بالقتل بل يعرض علينا إنجيل لوقا كيف كانت توسلات المسيح إلي الله طالبا النجاة فيقول : " وإذا كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة علي الأرض" لوقا:22/44واستجاب الله للمسيح وسمع له فكانت النتيجة : " سلام أترك لكم سلامي أعطيكم" يوحنا14/71

4- قبل وقائع الصلب المزعوم وما قبله من أحداث

قال المسيح لأصحابه " وأما الآن فأنا ماض إلي الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي" يوحنا :5 /61"وقد جاء بالنص : " مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنهم علي أياديهم يحملونك لكي لا تصطدم رجلك بحجر" لوقا :4/1"فهل الذي يحفظ رجله من أن تصطدم بحجر يسمح بأن يعلق علي الصليب وتدق في يديه المسامير ويطعن جنبه بالحربة! والنجاة واضحة في هذا النص" فطلبوا أن يمسكوه فخر ج من بين أيديهم" يوحنا:1/61"

5- هناك هروب عجيب لأنه هروب جماعي كما قالت النصوص

" حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا" متي:56/26"والأشد عجبا أن كون من بين الهاربين من ألفوا

إنجيلا كاملا عن المسيح !!! وإلا فما تعنيه كلمة " كلهم" في النص السابق" تركه التلاميذ كلهم و هربوا"أحيانا أصحاب المبادئ الأرضية يقاتلون من أجل مبادئهم حتى الموت وكثيرا ما سردت علينا الأسفار قصص المؤمنين من أتباع الرسل وكيف آثروا الموت والاستشهاد من أجل إيمانهم والدفاع عن الرسل والرسالات التي جاءوا بها فهل يعقل أن يكون المسيح وحده هو الأسوأ حالا فيتركه جميع أتباعه ويهربون !!! ؟؟؟ العقل يقول الجميع تركوا المعلق علي الصليب وتخلوا عنه وهربوا لأنه ليس المسيح وذلك هو الشيء الوحيد الذي يحمي جميع تلاميذ المسيح من وصف الارتداد والكفر وأيضا هذا التخلي المطلق والهروب يعني شيئا آخر فهل كان المسيح

الوحيد من بين الرسل الذي ساء حظه فباعه أحد تلاميذه والباقون تركوه وهربوا !!!

6- التضارب في موعد الصلب

يقول مرقص في إنجيله أصحاح 15 عدد 25:" فكانت الساعة الثالثة فصلبوه "ويقول يوحنا في إنجيله أصحاح 19 عدد 14-15 كلام آخر مغايرا تماما : " ونحو السادسة قال بيلاطس لليهود " هو ذا ملككم فصرخوا خذه خذه واصلبه "ففي الساعة الثالثة حسب مرقس صلبوه وفي السادسة أي بعد الصلب بثلاث ساعات حسب يوحنا يقولون لبيلاطس خذه واصلبه أي لم يكن قد صلب بعد !!!

7- لماذا الصلب ؟

إن الله تعالي لم يرض لإبراهيم أن يذبح ولده وفداه بذبح عظيم ، فهل يرضي أن يذبح رسوله علي الصليب ؟وقالوا مات وبعد ثلاثة أيام قام فما الذي حدث وأين الفقد والتضحية وهو مجرد غياب مؤقت ثم يعود وكأن شيء لم يكن والمضحي يفقد الشيء إلي الأبد هل الصلب للخلاص من الذنب الموروث؟إذا ثبت أن الخطيئة لا تورث فيصبح الصلب لا أساس و لا مبرر لوجوده وقد ثبت ذلك فعلا :- ففي سفر حزقيال "2/81"النفس التي تخطئ هي تموت والابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن بر البار سيكون علي نفسه وشر الشرير يكون عليه "

وهذه الأدلة غيض من فيض مما ذكرته الأناجيل مشيرة إلى إبطال قصة الصلب وبالتالي إبطال ما انبنى عليها من عقيدة الفداء والخطيئة الموروثة ووصولا إلى ألوهية المسيح أو أنه ابن الله أو غير ذلك من الأكاذيب وإذا سلمنا بأنه لا يوجد لا في القرآن ولا في الأناجيل أدلة على إبطال الصلب ففي العقل الكفاية وما أقوى هذه الصواعق التي يرسلها الإمام ابن القيم إلى النصارى يخاطب فيها عقولهم ليبين لهم بطلان هذه العقيدة فاسمع إليها بقلبك وعقلك وكم أتمنى أن يسمعها كل نصراني وأسأل الله أن يهدينا جميعا سواء السبيل

                           1- أعباد المسيح لنا سؤال *** نريد جوابه ممن وعاه؟

                           2- إذا مات الإله بصنع قوم*** أماتوه فما هذا الإله؟

                           3- وهل أرضاه ما نالوه منه؟*** فبشراهم إذا نالوا رضاه

                           4- وإن سخط الذي فعلوه فيه*** فقوتهم إذا أوهت قواه

                           5- وهل بقي الوجود بلا إله  *** سميع يستجيب لمن دعاه ؟

                          6- وهل خلت الطباق السبع لما *** ثوى تحت التراب وقد علاه؟

                          7- وهل خلت العوالم من إلـــــه *** يدبرها وقد سمرت يداه؟

                          8- وكيف تخلت الأملاك عنـــــه *** بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟

                          9- وكيف أطاقت الخشبات حمل *** الإله الحق شد على قفاه؟

                        10- وكيف دنا الحديد إليه حتـــى *** يخالطه ويلحقه أذاه؟

                        11- وكيف تمكنت أيدي عــــــداه *** وطالت حيث قد صفعوا قفاه ؟

                        12- وهل عاد المسيح إلى حيــاة  *** أم المحيي له رب سواه؟

                        13- ويا عجبا لقبر ضم ربــــــــا   *** وأعجب منه بطن قد حواه

                        14- أقام هناك تسعا من شهـــور  *** لدى الظلمات من حيض غذاه

                        15- وشق الفرج مولودا صغيرا   *** ضعيفا فاتحا للثدي فاه

                        16- ويأكل ثم يشرب ثم يأتــــي    *** بلازم ذاك هل هذا إله؟!!

                        17- تعالى الله عن إفك النصارى   *** سيسأل كلهم عما افتراه

                        18- أعباد الصليب لأي معنــــــى   ***  يعظم أو يقبح من رماه؟

                        19- وهل تقضى العقول بغير كسر *** وإحراق له ولمن بغاه ؟

                        20- إذا ركب الإله عليه كرهـــــــا  *** وقد شدت لتسمير يداه

                        21- فذاك المركب الملعون حقــــا   *** فدسه لا تبسه إذ تراه

                        22- يهان عليه رب الخلق طــــرا   *** وتعبده فإنك من عداه

                        23- فإن عظمته من أجل أن قــــد   *** حوى رب العباد وقد علاه

                        24- وقد فقد الصليب فإن رأينــــا    *** له شكلا تذكرنا سناه

                        25- فهلا للقبور سجدت طـــــــــرا   *** لضم القبر ربك في حشاه

                       26- فيا عبد المسيح أفق فهـــــــــذا   *** بدايته وهذا منتهاه

3- أما مهمته الرابعة فهي قتل المسيح الدجال ومن معه من اليهود ففي الحديث"...فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِى الْعُكَرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّى بِهِمُ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِى الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّى بِالنَّاسِ فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ. فَيُصَلِّى بِهِمْ إِمَامُهُمْ فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ افْتَحُوا الْبَابَ. فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِىٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِى الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ لِى فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِى بِهَا. فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِىِّ فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ فَلاَ يَبْقَى شَىْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِىٌّ إِلاَّ أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّىْءَ لاَ حَجَرَ وَلاَ شَجَرَ وَلاَ حَائِطَ وَلاَ دَابَّةَ - إِلاَّ الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لاَ تَنْطِقُ - إِلاَّ قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ هَذَا يَهُودِىٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ ..» مسلم وأحمد وابن ماجه واللفظ له , ومن أعظم البشريات وأجملها كمقدمة لهذا النصر ما جاء في جريدة آفاق عربية بتاريخ 15/05/2002م "اتصلنا بالشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الذي أكد أن ما حدث من نطق الحجر في رام الله هو إحدى بشارات النصر الكثيرة وليست هي الأولى فبعض شهدائنا الذين سقطوا في الميدان عند دفنهم كانت رائحة المسك تفوح من أجسادهم ودمائهم حتى ان بعض الاخوة غمسوا المناديل في دماء هؤلاء الشهداء واحتفظوا بها وما زالت رائحة المسك تفوح حتى الآن وأكمل الشيخ :إن بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بنطق الحجر والشجر تحققت وسيشهد المستقبل غيرها من البشارات وهو ما يؤكد لنا أن نصر الله قادم لا محالة ويعزز ذلك من معنوياتنا المرتفعة ويعد تقوية لصفوف المقاومة الفلسطينية ويعني لنا بلا شك أن عدونا سينهزم ويندحر بإذن الله تعالى فنحن نوقن بحديث رسول الله فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ »أخرجه مسلم؛وأشار الشيخ أن نطق الحجر والشجر هو بداية فقط تؤكد أن أهل الحق سينتصرون ولن يضرهم متخاذل أو متهاون مصداقا لحديث رسول الله عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ « بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ » أخرجه أحمد؛؛وتعود تفاصيل الواقعة إلى ما حدث في حوالي الساعة الثامنة صباحا في أحد أيام الهجوم الصهيوني على رام الله حيث خرج ثلاثة شبان فلسطينيون في طريقهم الى المستشفى المركزي الموجود في رام الله ليتفقدوا مصابا لهم أصيب في قصف جوي قامت به قوات العدو الصهيوني إلا إنهم عند منتصف الطريق رأوا مستوطنا يهوديا يقف على أحد الأرصفة فنظروا إلى بعضهم وقرروا قتله وبدأوا يقتربون منه بهدوء حتى لا يشعر بهم لكنه فر منهم قبل أن يصلوا إليه قاموا بمطاردته حتى أدخلوه أحد الشوارع المغلقة ليتمكنوا من محاصرته ولكنهم لم يجدوا أحد وكأنه ما دخل هذا الشارع وعندما يئسوا من وجوده وقرروا ترك هذا الأمر إذا بصوت يناديهم فلما التفوا إلى مصدر الصوت لم يجدوا أحدا فظنوا أنه يخيل لهم إلا أنه تكرر أكثر من مرة فاستطاعوا في المرة الأخيرة تحديد مصدره وعرفوا أنه آت من خلف أحد الأشجار القريبة منهم فظنوا أنه أحد المصابين من جراء القصف الصهيوني يستنجد بهم إلا أنهم لما وصلوا إلى الشجرة سمعوا صوتا غامضا يأمرهم بالنظر خلفها لرؤية اليهودي وقتله فلما نظروا خلفها وجدوا اليهودي المطارد وعاجله أحدهم بعدة طعنات حتى فارق الحياة وانطلقوا من المكان حتى لا يراهم أحد من جنود الاحتلال وذهبوا إلى المستشفى وأخبروا المسئولين بما حدث,وفي غضون ساعات قليلة ذاع الخبر في رام الله ووصل إلى اليهود وأربكهم كثيرا وأثارت الظروف الغامضة التي قتل فيها هذا الجندي مخاوف أصحابه حتى إن بعضهم ترك موقعه, وقد أذاعت قناة الجزيرة القطرية وقتها هذا الخبر الذي تصدر نشراتها الإخبارية واعتبرته إيذانا بظهور إحدى علامات الساعة في فلسطين كما أثار الخبر كثيرا من موجات التفاؤل بين صفوف الفلسطينيين مبشرا بأن نصر الله قريب

وتعليقا على ما ذكره الشيخ أحمد ياسين قال الدكتور عبد العظيم المطعني أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر"إننا لا نتردد في قبول ذلك فهناك حديث وارد بهذا المعنى والرواية لا تتعارض مع الحديث لأنه لم يحدد أن الشجر إذا نطق فالساعة ستقوم غدا وليس من شك أن ما مضى من عمر الدنيا أكبر مما بقي ولذلك يجب ألا نشكك في حدوث ذلك خاصة إذا صدر من رجل كالشيخ أحمد ياسين وهذه إحدى بشارات النصر إن شاء الله

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free