tamer.page.tl
  رسالة إلى الذين أهانوا الله
 

إلي الذين أهانوا الله

العناصر

1- حول حقيقة المفهوم

2- من أي هؤلاء أنت

3- هذا قدرك عند الملك

4- عرفت فالزم

 

أما عن العنصر الأول فإن حقيقة مفهوم الإهانة يعني(الاستخفاف وعدم مراعاة القدر المستخف به ) لهذا يقال فلان أهان الأمر أو الشخص أي استخفَّ به فهو لفظ دال علي الخفة لذا قال الله تعالى[وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ][الروم آية (27)]

وقال كذلك[قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا][مريم آية (9)]

وهذا اللفظ وإن كان ثقيلاً علي آذان الكثيرين منا إلا أن السبب في هذا الثقل هو عدم معرفة حقيقة المفهوم هذا من جهة,ومن جهة أخري ظنهم أن هذا يؤثر في ذات الله عز وجل وعظمته ويعدُّ اعتداءً عليه سبحانه, وهذا غير واقع لأن القاعدة أن الله سبحانه لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية فـ"عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تعالى أَنَّهُ قَالَ « يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِى أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِى أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِى أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّى فَتَضُرُّونِى وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِى فَتَنْفَعُونِى يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِى فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِى إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِى إِنَّمَا هِىَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ » أخرجه مسلم وقَالَ سَعِيدٌ كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

لكن ما أحدثه هؤلاء من عدم المبالاة  بعظمة الله وجلاله إهانة وقد عاب الله علي أقوام يستخفُّون به ويضيعون أمره فقال تعالى[مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا]]ٍنوح : 13]وقال تعالى[وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ][الزمر (67)]

وعَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ قَالَ اللَّهُ U "يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" متفق عليه

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه  قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ« يَقُولُ اللَّهُ شَتَمَنِى ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِى وكَذَّبَنِى وَمَا يَنْبَغِى لَهُ أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لِى وَلَدًا وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ يُعِيدُنِى كَمَا بَدَأَنِى » رواه البخاري

ومعنى قوله( كذبني ) نسب إلي ما هو خلاف الحقيقة والواقع . ( شتمني ) وصفني بما لا يليق بي

هذه هي الإهانة التي أعني والتي هي أوضح من الشمس في  واقعنا المعاصر يبدو ذلك في معاصينا وجرأتنا وتقصيرنا في حق الله تعالى, في جعل الله أهون الناظرين إلينا قال ابن رجب"أوحي الله إلي بعض أنبيائه أن قل لقومك أتستترون من الناس حين تعصون, ولا تستترون مني إن كنتم تظنون أني لا أراكم فقد كفرتم بي , وإن كنتم تظنون أني أراكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم"جامع العلوم والحكم

ثانياً: من أي هؤلاء أنت؟

إن الذين أهانوا الله بالمعاصي كثر وأصناف عدة , وحين أتحدث عن هؤلاء لا أقصد غير المسلمين فليسوا معنيين بحديثي هذا لأن كفرهم البواح دالٌّ على مدى جرمهم ,أما الذين أعنيهم بالحديث فهم المسلمون إذ كيف يمكن أن يهينوا الله بالمعاصي وهم لا يستغنون عنه لحظة, ترى من هؤلاء الذين فعلوا ذلك وهل أنا أو أنت واحدٌ منهم؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى صدق الجواب واليك هذه الأصناف

أولاً : أهل البدع والأهواء

وهم الذين يحدثون في دين الله ما ليس فيه,والبدعة "أمرٌ محدثٌ في الدين يقصد به صاحبه المبالغة في التعبد إلي الله تعالى"أي يحدثون شيئا لم يكن رسول الله يفعله ودلت عموم النصوص على بدعيته

·       يطوفون حول الأضرحة

·       يستغيثون بالأموات

·       ينشئون أذكاراً من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان وتصير عند أتباعهم أقدس مما ورد به النص

·       يعتبرون النقاب عادة, مع أن الآيات والأحاديث تدير حكمه بين الوجوب والاستحباب

·       يعتبرون الحجاب تخلف ورجعية وهو أمر فرضه الله من فوق عرشه

وهذه إهانة لله تعالى لأنه اعتداء علي تشريعه واتهام لرسوله الذي وقف يوم الحج الأكبر وتلا علي أصحابه قول الله عز وجل [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ][ [المائدة : 3] لذا قال رسول الله "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ"رواه ابن ماجه بسند صحيح

ثانياً:أهل الكبائر

وهي كل ما جاء عليها وعيد شديد في الكتاب وسنة رسول الله الصحيحة وما أكثرها من ترك الصلاة وتضييع للزكاة وزني وشرب الخمر بكل ما تحمله الكلمة وسرقة وغيبة ونميمة وأكل الربا والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل ...إلخ

وأكثرها شهوات بطن أو فرج أو لسان نستصغرها أيما استصغار "يعني إيه شربت خمر"" يعني إيه زنيت" "يعني إيه غيبة أو نميمة...هذه كلمة"

وصدق أنس رضي الله عنه حين قَالَ "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِىَ أَدَقُّ فِى أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - من الْمُوبِقَاتِ"البخاري

وعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسوُلُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله - تَعَالَى - فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيَِعُوهَا ، وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا ، وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا ، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ لَهَا رَحْمَةً لَكُمْ فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا" البيهقي والطبراني والدار قطني بسند صحيح

ثالثا: المجاهرون بالمعاصي

·       هذا مدخن أهان الله بتدخينه

·       هذا يسمع الغناء بالموصلات ........ أهان الله بذلك

·       هذا يكلم البنت بتاعته طول الليل ويقابل أصحابه يقول لهم كل ما حدث

·    إضافة إلي ذلك (السب,والشتم ,والقذف ,والديجيهات, وخروج الكاسيات العاريات ,وإصرار المتبرجات علي محاربة رب الأرض والسماوات,وأخذ الحواجب ووضع الماكياجات)

كل ذلك مؤاخاة للشيطان الذي اتبعناه بدعوته إلي ذلك وأعرضنا عن أمر الله القائل[أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ][يس (60)]

قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد"  يا من هو من أرباب الخبرة هل عرفت قيمة نفسك إنما خلقت الأكوان كلها لك,يا من غذى بلبان البر وقلب بأيدي الألطاف,كل الأشياء شجرة وأنت الثمرة, وصورة وأنت المعنى ,وصدف وأنت الدر,ومخيض وأنت الزبد,منشور اختيارنا لك واضح الخط ولكن استخراجك ضعيف,متي رمت طلبى فاطلبني عندك, اطلبني منك تجدني قريبا ولا تطلبني من غيرك فأنا أقرب إليك منه, لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي,إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك فوا عجبا كيف صالحته وتركتنا, لو كان في قلبك محبة لبان أثرها علي جسدك"

إذا أبيت إلا المجاهرة بالمعاصي وافتخارك بها فلتسمع هذا الحديث من فم الذي لا ينطق عن الهوى

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ" متفق عليه

·    والذين يشيعون الفواحش في المجتمع ويعملون علي نشرها ضمن هؤلاء قال الله [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ][سورة النور19-21]

رابعاً:السلبيون

فالذين لا يبالون بمعاناة الناس,ولا يشعرون بحاجاتهم,ولا يحسون بآلامهم ,ضمن من أهان الله لأن الله جعل امة محمد كالجسد الواحد, قال الله [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ][ الحجرات :10] وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" مسلم

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِى. قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِى عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِى. قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِى. قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى ». مسلم

خامسا المستخفون بالمعاصي

·       الذين يغلقون الأبواب وهم يعلمون أن الله لا يحجبه عنهم حجاب

·       الذين اعتادوا العادة السرية من البنات والشباب

·    الذين يمكرون بالمؤمنين ويذكرونهم في أعراضهم " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا" النساء108

·       الذين يصلون أفضل صلاة أمام الناس فإذا خلوا قاموا كسالى أو نقروها نقر الغراب

أهان الله عليك إلي هذا الحد!!! ولم جعلته اهون الناظرين إليك!!!

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : يَا صَاحِبَ الذَّنْبِ لِمَا تَأْمَنُ سُوءَ عَاقِبَتِهِ وَلِمَا يَتْبَعُ الذَّنْبَ أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ ؟

1.    َقِلَّةُ حَيَائِك مِنْ مَلَكِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ وَأَنْتَ عَلَى الذَّنْبِ : - أَيْ بَقَاؤُك عَلَيْهِ بِلَا تَوْبَةٍ - أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي عَمِلْتَهُ

2.    َفَرَحُك بِالذَّنْبِ إذَا ظَفِرْتَ بِهِ أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ

3.    ضَحِكُكَ وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ

4.    َحُزْنُك عَلَى الذَّنْبِ إذَا فَاتَك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ

5.  َخَوْفُك مِنْ الرِّيحِ إذَا حَرَّكَتْ سِتْرَ بَابِك وَأَنْتَ عَلَى الذَّنْبِ وَلَا يَضْطَرِبُ فُؤَادُك مِنْ نَظَرِ اللَّهِ إلَيْك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ" أبو نعيم في الحلية  بسند ضعيف

قال رسول الله "  لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا

فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا" ابن ماجه بسند صحيح

وبعد أن عرف كل واحد منا مدى تقصيره مع الله وعرف مكانه في الذين أهانوا الله بالمعصية لا بد وأن نعرف قدرنا عند الملك لنرى الفارق بين تعامل الله معنا وتعاملنا معه, وهذا قدرك عند الملك

أولاَ: قدرك كإنسان

لقد خاصم فيك الله ملائكته

وذلك لعظم قدرك عنده فعن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة قالوا: ربنا، خلقتنا وخلقت بني آدم، فجعلتهم يأكلون الطعام، ويشربون الشراب، ويلبسون الثياب، ويتزوجون النساء، ويركبون الدواب، وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا من ذلك شيئًا، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة. فقال الله عز وجل- بالله عليك تدبر ما قال الله- قال لا أجعل من خلقته بيدي، ونفخت فيه من روحي، كمن قلت له: كن، فكان".تفسير ابن كثير

لقد طرد لأجلك إبليس

قال الله [إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ][سورة ص : 71-83]

ألم تَقْلُ السماء : يارب! ائذن لي أن أسقط كِسَفاً على ابن آدم؛ فقد طَعِم خيرك ، ومنع شكرك .

وقالت الأرض : ائذن لي أن أخسف بابن آدم؛ فقد طَعِم خيرك ، ومنع شكرك .

وقالت الجبال : ائذن لي أن أسقط على ابن آدم .

وقال البحر : ائذن لي أن أغرق ابن آدم الذي طَعِم خيرك ، ومنع شُكْرك .

هذا هو الكون الغيور لله تعالى يريد أن يعاقب الإنسان ، لكن الله سبحانه رب الجميع يقول : دعوني وعبادي ، لو خلقتموهم لرحمتموهم ، إنْ تابوا إليَّ فأنا حبيبهم ، وإنْ لم يتوبوا فأنا طبيبهم » تفسيرالشعراوي

 

لقد كرمك الله على سائر ما خلق ومن خلق

قال الله[وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا][ الإسراء(70)]

لقد سخر الله عز وجل لك كل ما في الكون حتى يخدمك فأبيت إلا أن تكون أنت الخادم له

قال الله[اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)[الجاثية :12-13],كل هذا قدرك عند الملك كإنسان,أما قدرك عنده كمسلم فلو أنك ترعاه حق رعايته لما فتر لسانك عن ذكر الله ولا قلبك عن شكره ولا جوارحك عن طاعته,ومن هذا القدر:

·       جعلك من أمة سيد البشر

وهذا فضل ما بعده فضل حين تكون من أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, قال الله[لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)][آل عمران 164]

ولتتدبر محبة رسول الله لك وخوفه عليك في قوله سبحانه[النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ][ [الأحزاب : 6] و أجمل أن يستشعر المسلم هذا الحديث الشريف"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي }وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ) مسلم

قال ابن رجب في لطائف المعارف(فهدى الله المؤمنين بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما جاء به من الهدى و الدين الحق و أظهر الله دينه حتى بلغ مشارق الأرض و مغاربها فظهرت فيها كلمة التوحيد و العمل بالعدل بعد أن كانت الأرض كلها ممتلئة من الشرك و الظلم فالأميون هم العرب و الآخرون الذي لم يلحقوا بهم هم أهل فارس و الروم فكان أهل فارس مجوسا والروم نصارى فهدى الله جميع هؤلاء برسالة محمد صلى الله عليه و سلم إلى التوحيد و قد رؤي الإمام بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال : لولا النبي لكنا مجوسا قال : فإن أهل العراق لولا رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لكانوا مجوسا وأهل الشام و مصر و الروم لولا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لكانوا نصارى وأهل جزيرة العرب لولا رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لكانوا مشركين عباد أوثان ولكن رحم الله عباده بإرسال محمد صلى الله عليه و سلم فأنقذهم من الضلال كما قال تعالى : [و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ]

·       فضلك الله كمسلم على سائر الأمم

فعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ فَعَمِلْنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ فَأُعْطِينَا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ أَيْ رَبَّنَا أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ وَأَعْطَيْتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَا قَالَ فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ" رواه البخاري وابن حبان وأحمد

وعَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَهْزِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِنِّى حَلَفْتُ هَكَذَا وَنَشَرَ أَصَابِعَ يَدَيْهِ حَتَّى تُخْبِرَنِى مَا الَّذِى بَعَثَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ. قَالَ « بَعَثَنِى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالإِسْلاَمِ ». قَالَ وَمَا الإِسْلاَمُ قَالَ « شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ أَخَوَانِ نَصِيرَانِ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ قَالَ « تُطْعِمُهَا إِذَا أَكَلْتَ وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِى الْبَيْتِ ». ثُمَّ قَالَ « هَا هُنَا تُحْشَرُونَ هَا هُنَا تُحْشَرُونَ هَا هُنَا تُحْشَرُونَ - ثَلاَثاً - رُكْبَاناً وَمُشَاةً وَعَلَى وُجُوهِهِمْ تُوفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ أَوَّلُ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ ». قَالَ ابْنُ أَبِى بُكَيْرٍ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ « إِلَى هَا هُنَا تُحْشَرُونَ ».رواه أحمد بسند حسن

·       قدرك عنده  في المصيبة

حتى في المصيبة ميزت أمة محمد بشيء لم تعطه أمة أخرى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"

أعطيت أمتى شيئا لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون (الطبرانى وابن مردويه عن ابن عباس) وقال الهيثمى فيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف

·       قدرك عند الملك حين تذنب

وهذا من أوسع ما أعطى الله للمسلمين ومن أرحمه بهم ولتتأمل هذا الأثر"عن ابن مسعود أن المسلمين قالوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أبنوا إسرائيل كانوا أكرم على الله منا ؟ كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أذنك اجدع أنفك افعل كذا .

فسكت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فنزلت[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)]

فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( ألا أخبركم بخير من ذلك فقرأها عليهم ) وبيّن أنهم أكرم على الله منهم حيث جعل كفارة ذنبهم الاستغفار" أسباب النزول للواحدي

قال عبدُ الرازق : أخبرنا جعفرُ بنُ سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : بلغني أنَّ إبليسَ حين نزلت هذه الآية { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ } بكى ويُروى عن ابن مسعودٍ قال : هذه الآية خيرٌ لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها وقال ابنُ سيرين : أعطانا الله هذه الآية مكان ما جعل لبني إسرائيل في كفارات ذنوبهم"جامع العلوم والحكم

·       وهذه أمة محمد يوم القيامة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا"رواه  مسلم

·       أجمل عطاء الله

وهناك أشياء خصنا بها ربنا تبارك وتعالى أعتبرها شخصيا أجمل عطاء الله وإذا أردت أن تعرف ذلك فاقرأ الحديث أو اسمعه بقلبك.

1.  عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"متفق عليه

2.  وعَنْ مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : مَنْ آَذَى لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَقَّ مُحَارَبَتِي ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرَائِضِي ، وَإِنَّهُ لَيَتْقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي بِهَا يَمْشِي ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ ، وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ ، إِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَكْرَهُهُ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ. البخاري وأحمد

3.  أوحى الله تعالى إلى داود يا داود لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظارى لهم ورفقى بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلى وتقطعت أوصالهم من محبتى يا داود هذه إرادتى في المدبرين عنى فكيف إرادتى في المقبلين على" المنثور ابن الجوزي, الإحياء, مختصر منهاج القاصدين للمقدسي

بالله عليكم ماذا ننتظر بعد كل هذه الحفاوة وهذا الإكرام

يقول القائل : أنا أحب أن أشعر بالله, أن أصل إليه ,ألا أعصيه, لكن ماذا أفعل؟ هذا هو العنصر الأخير,عنصر العلاج ماذا نفعل؟ والذي سميته عرفت فالزم ويتمثل العلاج في أربع نقاط:

أولاً : استشعر أسماءه

ذلك لأن أسماء الله الحسنى اشتملت على علاج تنقية القلب من كل ما يتعلق به ولذا يجد فيها كل صاحب نفس ما يناسبه لتقويمها

فهناك عبد الإحسان

الذي إذا أحسنت إليه ذكر ذلك وحفظه, وكلما أراد أن يصنع سوءاً مع من أحسن إليه تذكر إحسانه إليه, وما أجمل أدب يوسف عليه السلام مع ربه قال الله[وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ][يوسف :100]

والله عز وجل لطالما أحسن إليك, في زوجة في صحة في أموال في أولاد, ويكفيك هذين المثالين

- انظر إلي مريض الفشل الكلوي كم يغسل كليتيه في الأسبوع ؟ ثلاث مرات

 تغسل لك أنت المعافى من ذلك 36 مرة في اليوم ، ثمن الغسلة الآن في المستشفيات 120 × 36 = 4320 جنيه يومياً غسيل كلي، هذه لله عندك

- تتنفس الأكسجين يومياً ويستغرق الإنسان العادي في هذا التنفس شهيقا حوالي 2880 لتر يومياً سعر اللتر 14 جنيه إذا ضربت في هذا  العدد 14×2880 = 40320 جنيه هذه لله عندك يومياً في تنفسك للأكسجين .

- وغير ذلك الكثير والكثير وصدق الله [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ][النحل : 18] وهناك عبد الحياء

الذي يمكن أن يخطئ لكن كلما تذكر زلته ازداد حياؤه ممن فعل معه هذه الذلة, فإذا كانت مع الله فلتذكر أنه طالما سترك, طالما أمهلك, طالما أخفى عن الناس فجورك ومعاصيك, قال ابن عطاء الله" من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستر الله عليك فالحمد لمن سترك وليس لمن أكرمك وشكرك" وتأمل هذا الأثر العظيم"روي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه فقالوا يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفا أو يزيدون فقال موسى عليه السلام إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعا والشمس إلا حرارة فقال موسى إلهي إن كان قد خلق جاهي عندك فبجاه النبي الأمي محمد صلى الله عليه و سلم الذي تبعثه في آخر الزمان فأوحى الله إليه ما خلق جاهك عندي وإنك عندي وجيه ولكن فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم فقال موسى إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفا أو يزيدون فأوحى الله إليه منك النداء ومني البلاغ فقام مناديا وقال يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدا خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله وقال إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعا فاقبلني فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب فقال موسى إلهي وسيدي بماذا سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد فقال يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم فقال موسى إلهي أرني هذا العبد الطائع فقال يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني"التوابين لابن قدامة

وهناك عبد لئيم

لا يؤثر فيه الإحسان ولا يحركه الحياء يتجرأ على الله بالمعاصي ولا يبالي فإن كنت ترى نفسك من هذا الصنف فلتذكر أن الله جبار قهار متكبر يمكن أن يدمرك ولا يبالي, ولتضع هذه الحقائق نصب عينيك

- جبريل بصيحة دمر قوم سيدنا صالح " فكانوا كهشيم المحتظر"

- جبريل وقرى قوم لوط

- إعصار كاترينا في المكسيك كانت سرعته 225كم في الساعة وارتفاع الأمواج 9 م دمر آلاف المساكن

- إعصار في أمريكا في الستينات كانت سرعته 1000كم دمر مدينة بأكملها حتى إن أحد أهلها خرج إلى عمله فرجع ولم يجدها أخذ يبحث عن شيء من ممتلكاته فل يعثر إلا على محرك سيارته على بعد خمسة كيلو مترات

- إعصار تسو نامي وأنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها

كل هذه الأشياء بعض آثار قدرة الله التي لا تتناهى وبعض جنوده التي لا يعلمها إلا هو, يقول ابن القيم" يا مغرورا بالأماني لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها, وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها,وحجب القاتل عنها بعد أن رآها عيانا بملء كف من دم,وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل, وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة سكر وأبان عضوا من أعضائك بثلاثة دراهم ,فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه ولا يخاف عقباها دخلت امرأة النار في هرة,وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب,وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار لو قدمت لقمة وجدتها ولكن يؤذيك الشره كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب سوف ولعل وعسى كيف الفلاح بين إيمان ناقص وأمل زائد ومرض لا طبيب له ولا عائد وهوى مستيقظ وعقل راقد ساهيا في غمرته عمها في سكرته سابحا في لجة جهله مستوحشا من ربه مستأنسا بخلقه ذكر الناس فاكهته وقوته وذكر الله حبسه وموته لله منه جزء يسير من ظاهره وقلبه ويقينه لغيره" الفوائد

ثانياً :احذر هذه الحجب الخمسة

إنها حجب القلب التي إذا زالت عنه سعد في الدنيا والآخرة وإذا غشيته خسر الدنيا والآخرة هذه الحجب ذكرها ابن القيم فقال عنها" ولا تتم سلامة القلب مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء من شرك يناقض التوحيد وبدعة تخالف السنة وشهوة تخالف الأمر وغفلة تناقض الذكر وهوى يناقض التجريد والإخلاص وهذه الخمسة حجب القلب عن الله"

ثالثاً : تذكر الخاتمة

فعَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ».مسلم

أتى عمر بن عبد العزيز لأحد العلماء فقال : إنَّ الملوك يجعلون العيون على الخليقة ، وأنا أجعلك عينا على الخليفة ، خذ بتلابيبي وقل : اتق الله يا عمر فإنك ستموت

رابعاً : التوبة العاجلة الصادقة

وهي واجبة على الفور قال الله [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ][النور : 31]

وعن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِى فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى . ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا - قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ- أَوْ أَذْنَبْتُ - آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِى فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِى - ثَلاَثًا - فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ"رواه البخاري

وأخيرا أهديك هذه الهدية من رسول الله صلى الله عليه وسلم

عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِىِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا - رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ كُنْتُ رَجُلاً إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا نَفَعَنِى اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِى وَإِذَا حَدَّثَنِى أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِى صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِى أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ». ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ) رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free