إيمان المحبين
هذا هو الموضوع الذي سنتحدث عنه ألا وهو إيمان المحبين وحتى تصل الرسالة وسوف نتحدث عنه من خلال هذه العناصر
1-عقيدتنا في الإيمان
2-كيف نحقق الإيمان
3-ما هي ثمرات الإيمان
عقيدتنا في الإيمان ما أقصده هنا هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، قضية الإيمان من القضايا الخطيرة التي ينبغي أن يركز حولها عقل المسلم لأن الإيمان هو مقصود الأمر وعليه يقوم الأمر ، وبه يقوم الدين وبه تكون النهاية ، وبه تكون الجنة أو النار ، فالإيمان لابد أن يتحقق في القلب وفق ما آمن النبي والصحابة وحين نقصد الإيمان هو التصديق المطلق للغيب فإننا علينا أن نؤمن بكل ما هو غيب ، إننا نؤمن بالله على العلم أننا لم نرى الله ، وما من لحظة أمنا فيها إلا تمنينا أن نراه ، ونؤمن بكتب الله المنزلة مثل التوراة والإنجيل والقرآن والزبور وما رأينا ملك الوحي جبريل عليه السلام حين نزل بها إلا أننا نؤمن بها أنها من عند الله ، ونؤمن باليوم الآخر وما فيه من جنة ونار وحساب وعرض وؤمن به وما فيه من فظائع وأهوال ،ونؤمن بالقدر ونؤمن بأنبياء الله كلهم إجمالا وتفصيلا مع أننا لم نرى منهم نبيا واحدا حتى رسول الله ما رأينا بأعيننا ونؤمن به بقلوبنا ، فنؤمن بكلام الله آية آية وحرفا حرفا , هذه هي أركان الإسلام الستة التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور والمعروف بين الناس حين سأله جبريل ما الإسلام يا محمد ؟ ثم ما الإيمان يا محمد عن َابْنَ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى - قَالَ يَزِيدُ لاَ نَرَى - عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ مَا الإِسْلاَمُ فَقَالَ « الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً » . قَالَ صَدَقْتَ . قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ ثُمَّ قَالَ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ قَالَ « الإِيمَانُ أُنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » . قَالَ صَدَقْتَ . قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ مَا الإِحْسَانُ - قَالَ يَزِيدُ - « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » . قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ » . قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَاتِهَا قَالَ « أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبِنَاءِ » . قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ . قَالَ فَلَبِثَ مَلِيًّا . قَالَ يَزِيدُ ثَلاَثاً . فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ » . قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ » . { 1/52 } تحفة 10572 معتلى 6610 رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد والدارقطني الإِيمَانُ أُنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ سماها علمائنا بأركان الإسلام الستة فنحن لم نرى الله ولا الملائكة حين نزلت ولا نرها حين ترفع ولا نرى الكتب ولا نرى الرسل و ما رأينا الجنة والنار وما رأينا القضاء والقدر إلا أننا آمنا بهذه الأمور فالإيمان هو التصديق المطلق بالغيب الذي لا تراه العيون ، فإذا أرادت أن تحقق الإيمان فعلماء السنة يقولون لابد أن يكون إقرار باللسان فكما قال البخاري الإيمان هو قول وعمل فهو قول باللسان كأن أقول أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وأمن بما قلته من أركان الإيمان الستة وتصديق العمل القلبي فهو أعتقاد بالقلب أي تصديق بالجنان وعمل بالجوارح فما دمت أمنت بالله وباليوم الآخر وبالرسل وبالقدر وبكل ما قلناه فلا بد أن يظهر ذلك على سلوكي فأكون عبدا ربانيا حققت حقيقة الإيمان فلا أزني ولا أكذب ولا أظلم ولا أشرب الخمر ولا أغتاب ولا أقتل أي انسان ولا أتعدى على أي انسان ولا اغتصب ولا انتهك ولا أشتم أي انسان ، فكل هذا يكون علي محرما ثم أصلي وأصوم وأزكي وأحج وأسعى إلى كل عمل يرضي الله فعمل الجوارح هو ما يظهر على الإنسان في سلوكياته وفي يديه وفي رجليه وفي كل تصرفاته فالإيمان إذن هو قول وعمل كما قال أهل السنة ، والإيمان لا نستطيع أنه نصفه بأحد فلا نستطيع أن نقول فلان مؤمن فلا يستطيع أحد ان يشهد لأحد بالإيمان فهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي يرويه عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَن سَعْدٍ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى رَهْطاً وَسَعْدٌ جَالِسٌ ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَىَّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَرَاهُ مُؤْمِناً . فَقَالَ « أَوْ مُسْلِماً » .معنى كلام الرسول لا تشهد له بالإيمان إنما قل هو مسلم فإن الذي يعلم الإيمان في قلوب العباد إنما هو الله فلا نشهد لأحد بالإيمان إلا من شهد له الله والرسول ، فالنبي قد شهد للعشرة المبشرين بالجنة ، وحين قال الرسول اشتاقت الجنة لعمار وبلال وصهيب فنحن نشهد لهم بالجنة ، وحين نقول أصحاب البيعة مؤمنون لأن الله شهد لهم قال تعالى [ َلقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ][الفتح : 18] أما نحن فلا ينبغي لنا أن نشهد لأحد بالإيمان من تلقاء أنفسنا فلا تقول العالم الفلاني مؤمن ، ولا نقول للرجل الذي مات هو شهيد فنقول مثلا الشهداء الفلسطنين ، إنما تقول نحسب فلانًا مؤمنا ولا نزكي على الله أحد ، نحسب فلانا شهيدا ولا نزكي على الله أحد ، فحين قال سعد إني لأراه مؤمنا قال الرسول أو مؤمنا لأن الذي يعلم الإيمان إنما هو الله فَسَكَتُّ قَلِيلاً ، ثُمَّ غَلَبَنِى مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِى فَقُلْتُ مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَرَاهُ مُؤْمِناً فَقَالَ « أَوْ مُسْلِماً » . ثُمَّ غَلَبَنِى مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِى وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ « يَا سَعْدُ ، إِنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِى النَّارِ » . وَرَوَاهُ يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِى الزُّهْرِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ . طرفه 1478 - تحفة 3891 - 14/1 رواه البخاري ومسلم معنى هذا الكلام أن النبي كان يعطي أناس ولا يعطي أناس فيعطي لرجل أقل في الإيمان ولا يعطى من هو أعلى في الإيمان لماذا ؟ حتى يتألفه لأنه إن لم يعطى غير المؤمن سخط فمن الناس من إذا لم يعطى سخط وإن أعطي رضي ، غمن الناس من إذا أعطاه الله أستقام ومن الناس من إذا ابتلاه الله سخط قال الله تعالى [وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ] [الحج : 11] أي من الناس من إن أعطاه الله الصحة والعافية والولد اطمئن إلى فضل الله فهو يقوم بالحج والصلاة لأن الله أعطاه الخير فهو مطمئن بالله أما إذا ابتلاه الله بسوء مات أحد أولاده أو ابتلاه الله بمرض أو لم يحصل على منصبه أو ابتلاه بخوف أو ..... سخط على الله انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ فمن الناس من لا يصلي فإن صلى وسرق نعله لا يصلي أبدا ، فهو لم يأتي لله وإنما جاء ليجرب الله يقول الناس صلي كي يرزقك الله ، صلي كي تنال النجاح ، إننا لا نجرب الله فنحن نصلي لأن الله أمرنا بالصلاة ونؤمن بالله لأن الله أمرنا بالإيمان حتى وإن ابتلانا الله بالخوف أو المرض أو فقد أحد أولادنا فأنت مؤمن على كل حال لا يغيرك عن الله أي وضع فلا تزيدك النعمة إيمانا ولا تزيدك السوء كفرانا هذا كلام من كثير من الناس ، هذه طامة عندما يعطيك الله تطيعه وتزيد وعندما يبتليك الله يقل عملك وتسخط على الله فمن الناس من إن أعطيته رضي ومن الناس من إن لم يعطى سخط ، وهذه ليست بصفة للمؤمن قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِى النَّارِ فلا بنبغى لأحد أن يشهد لأحد بالإيمان إلا من شهد له الله أو رسوله بالإيمان ، والإيمان يزيد وينقص فتأتي على الإنسان لحظات يتمنى ولو صام الدهر كله ولو قام الدهر كله وصبر على النوائب ، وفي بعض اللحظات عكس ذلك فتراه يميل إلى المعصية وترى الجهد الإيماني يقل لماذا؟لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ » . وَعَنْ سَعِيدٍ وَأَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ إِلاَّ النُّهْبَةَ . أطرافه 5578 ، 6772 ، 6810 - تحفة 14863 ، 13209 ، 15218رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد والحميدي والدارمي أي أن الإيمان يزيد وينقص والإيمان يتفاوت بين الناس ، فليس كل الناس في الإيمان سواء ، فمن الناس من إيمانه أعلى ومن الناس من إيمانه أقل ، فهل إيمان النبي كإيمان أبو بكر وعمر ؟وهل إيمان أبو بكر وعمر كإيمان الصحابة ؟ وهل إيمان الصحابة كإيمان التابعين؟ وهل إيمان التابعين كإيمان تابع التابعين ؟ وهل إيمان تابع التابعين كإيماننا نحن ؟ وهل إيمان العامة كإيمان الخاصة والعلماء ؟ فالناس تتفاوت درجاتهم فكما في الحديث عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَىَّ ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ أي ثياب مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِىَّ ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ ، وَعُرِضَ عَلَىَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ » . قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الدِّينَ » . أطرافه 3691 ، 7008 ، 7009 - تحفة 3961 رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد والنسائي وأحمد والدارمي والإيمان له حلاوة يشعر بها من حققها فيجدها في قلبه ولسانه عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً » . تحفة 5127 - 34/56 رواه مسلم والترمذي وأحمد وفي الحديث الآخر في الصحيحين عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ » . أطرافه 21 ، 6041 ، 6941 - تحفة 946 - 11/1 رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد فمن أهل العلم قال الحلاوة حلاوة حسية أي يجد طعمها في حلقه ومنهم من قال هي حلاوة معنوية أي يجدها في قلبه ، فعندما تتحقق هذه الصفات الثلاث أن يكون الله ورسوله أحب إليك من أي خلق ، وعندما تحب الناس لله لا لمصلحة ، وعندما تكره الكفر كما تكره النار حينئذ تشعر بحلاوة الإيمان ، فاللهم ارزقنا حلاوة الإيمان فمن الناس لا يجد هذه الحلاوة فعلا تجد كثير من الناس لا يجد هذه الحلاوة بل أنا أقول معظمنا لا يجد هذه الحلاوة لأننا نصلي ولا نصلي ونصوم ولا نصوم ونزكي ولا نزكي ونحج ولا نحج فالمعاصي هي المعاصي والذنوب هي الذنوب والناس هم الناس والطبيعة هي الطبيعة فكيف نشعر بحلاوة الإيمان هذه طبيعتنا؟ إن حلاوة الإيمان هي صفة يعطيها الرب لمن حقق عبودية الله وهل حققت الأمة عبودية الله ؟ فإنك تخاف من الإنسان أكثر مما تخاف من الله ، وتخاف على أكل عيشك أكثر مما تخاف على حرمة دينك إذن كيف تشعر بحلاوة الإيمان ، فما شعورك لو ذهبت إلى عملك فوجدت أنك فصلت من لعمل ما شعورك ؟ تحس بالمرارة وتشعر بالألم والوجع وتشعر كأن الدنيا اسودت أمام عينيك لأنك فصلت من العمل كيف تأكل وكيف تشرب ؟ وأنت ملتزم بإلتزامات مادية ماذا اصنع وقد فصلت من العمل ولكن ما شعورك لو أصبحت فوجدت اليهود قد حطموا المسجد الأقصى وقلبوه رأسا على عقب وبدؤا في بناء الهيكل فكيف سيكون ألمك بالله عليك ؟ هل يستوي حزنك على وظيفتك كحزنك على المسجد الأقصى ؟ إذا سمعت أن لاعبا للكرة مات وهو على بساط الملعب أستحزن أكثر أم إذا سمعت أن عالما من العلماء المعددين قد مات ؟ أيهما سيألمك أكثر ؟وكن صريحا مع نفسك فالله لا يحب أن يضحك العبد عليه ، إننا نخاف على مصالحنا أكثر من خوفنا على ديننا ثم يأتي بعد ذلك ونبحث عن حلاوة الإيمان ، إذا مات ولدك هل ستحزن عليه أكثر أم على عالم؟ مع أن الحقيقة تقول إن العالم هو سر حياة الأمة فإذا مات العالم ماتت الأمة أما ابني فهو سر حياتي أنا وحدي فلا بد أن أحزن على العالم أكثر . نحن نقيم جنازة عسكرية عند موت لاعب كرة ونحزن والإعلام يقيم الدنيا ولا يقعدها أما عند موت عالم لا يسمع بوفاته إلا عدد قليل الناس ثم نطلب بعد ذلك حلاوة الإيمان كيف تطلب الأمة حلاوة الإيمان وهي لم تسعي لأسباب تحقيق الإيمان فكيف نحصل الإيمان حتى نحصل الحلاوة؟
كيف نحقق الإيمان؟
أيها الأخوة إن لكل شيء سبب يقوم به ، وإن الإيمان له أسباب تقوم به :
1-تحصيل البيئة الإيمانية التي تهيئ لك الإيمان ، ولكن أين نجد البيئة الإيمانية إنك إذا ذهبت إلى المشرق والمغرب فلن تجد البيئة الإيمانية إلا في مكان واحد إنه المسجد – بيت الله – في أي أرض كان ، وفي أي زمان كان ، فهو المكان الذي يُخَرِج الرجال ، في سورة النور ضرب الله مثلا ً لقلب المؤمن حينما يضيء بالإيمان يكون كالزيتونة التي لها زيت يكاد يضئ الزيت ولو لم تمسسه نار ، فالإيمان في قلب المؤمن نور أناره الله وإن لم تمسسه نار تضيئه ، وإنما أنار بنور الله قال تعالى [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ][النور : 35] نور على نور يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ أين يتحقق هذا النور ؟ أين يُوجد ويولد هذا النور؟ في مكان واحد [ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(38)][النور :36- 38] رجال يقومون بحدود الله ويحفظون أوامر الله يحافظون على شعائر الله يملؤن بيوت الله لماذا ؟ يخافون يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار قال المصطفى في الحديث الذي يرويه أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » . أطرافه 1423 ، 6479 ، 6806 - تحفة 12264 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد وقال أيضا عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِى الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . تحفة 1946 رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني عن أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ » . تحفة 13389 رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني وتبشبش أي فرح الله به كما يفرح أحدكم بعودة الغائب بعد طول سفر
2-الصحبة الصالحة : فأنت لن تستطيع أن تسير في طريقك لوحدك ، فالطريق إلى الله بعيد ، وليست بعيدة وفقط بل بعيدة وشاقة وأنت على الطريق تجد العقبات وتجد الصعوبات وتجد العثرات وتجد الأمور التي تخيفك ، ففي طريقك إلى الله أنت تحتاج إلى عناء وجهد ومللت أما إن كنت في صحبة الأخيار فأنت لا تلتفت ورائك ، موسى عليه السلام هل أنا أو أنت أكرم على الله من موسى عليه السلام أو أشد إيمانا من موسى ، حينما عرض الله عليه أن يذهب إلى أهل مصر وإلى فرعون أنه طغى ، طلب من الله عز وجل طلبا انظر ماذا طلب قال تعالى :[ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي (29) أي اجعل لي معينا لي من أهلي هَارُونَ أَخِي (30) لماذا؟ يا موسى اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً (35) ] [طه :25-37 ] فموسى عليه السلام يطلب من الله أن يجعل له عون على دعوته فأنا وحدي في الطريق أقع يا رب وأموت ولكني مع صحبة الأخيار أسير ، آه من طريق توصل إلى النار – طريقك إلى الالقمر أو النجوم سهل ولكن طريقك إلى الله صعب ، ابراهيم بن أدهم يجلس ذات مرة مع رجل فيسأله كم عمرك ؟ فقال الرجل ستون سنة . فقال ابراهيم : آه ستون سنة وأنت تسير إلى الله ولم تصل بعد يوشك أن تصل واعلم أن صحبة الأخيار يوم القيامة منفعة قال تعالى :[ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ][الزخرف : 67] الصاحب الذي كان صاحبك في الدنيا هو يوم القيامة عدو لك لماذا؟ لأنه ما دلك على طاعة الله ، وما دليته أنت على طاعة الله أنت جرته إلى المعصية وهو جرك إلى المهالك ، أنت قدته إلى الخطر وهو قادك إلى السواد فيوم القيامة سواد في سواد إلا المتقين إلا من صاحب بعضهم على بعض في حب الله وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، كان سعيهم ومشيهم كله في الله ، قال النبي في الحديث الذي يرويه أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ » . تحفة 14625 معتلى 10315 » رواه أحمد والترمذي وأبو داود والبيهقي في شعب الإيمان وقال الترمذي حسن غريب وقال النووي اسناده حسن ، أخي أهيب بك أن تصحب الزاني وشارب المخدرات أو مشاهدة المسلسلات والأفلام العارية أو من يجعل وقتك كله ضياع في ضياع وإلا جئت يوم القيامة ووجدت نفسك في ضياع ويوم القيامة لا ينفع الندم ، اسمع في سورة الصافات يقص الله علينا أهل الجنة وأهل النار بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، هناك رجل من اهل الجنة يقص على أخوانه أخباره في الدنيا أنه كان لي في الدنيا صاحب يقول لي هل أنت مصدق أننا بعد أن نموت نعود إلى الآخرة مرة آخرى إلى جنة ونار تعال بنا نلعب ونلهو فيقول الله بعد أن يسمع حوارهم الآ تحبون أن تروا أهل انار الآن فيقولون نعم يا ربي فيطلعهم الله على أهل النار فإذا بالرجل الذي يتحدث عن صاحبه يجده في النار فيقول لو كنت تبعتك لأضللتني وكنت معك في النار ولكن حمدا لله أن أنقذني منك بعد أن كنت ستضيعني والقرآن واضح وصريح اسمع قال تعالى [فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)] [الصافات : 50-74] قال تعالى [وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29)] [الفرقان :25-29] يا الله نشكو إليك شبابنا ، نشكو إليك نسائنا، نشكو إليك رجالنا ، أرأيت مؤمنا يعلن الحرب على الله ، أرأيت مؤمنا يتحدى مولاه ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29) هل أعددنا لهذا اليوم لقد هجرنا الله والقرآن
3-مجالسة العلماء الربانين من أمة سيد المرسلين ففي الحديث الذي رويه مسلم والنسائي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِى الطُّرُقِ ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ . قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا . قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِى قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ . قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِى قَالَ فَيَقُولُونَ لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ . قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِى قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً ، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيداً ، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحاً . قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِى قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ . قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا . قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصاً ، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَباً ، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً . قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ . قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْهَا . قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَاراً ، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً . قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ . قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ . قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ » . رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ . وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم . تحفة 12342 ، 12802 ، 12400 - 108/8 رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد واسمع هذا الحديث عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِى الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ . قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ . قَالَ أَمَا إِنِّى لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثاً مِنِّى وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ « مَا أَجْلَسَكُمْ » . قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا . قَالَ « آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ » . قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ . قَالَ « أَمَا إِنِّى لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِى جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ » . تحفة 11416 - 2701/ 40 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد فمجالسة العلماء تشعل الإيمان قال عمر رضي الله عنه : جالسوا التوابين ترق قلوبكم أيها الأخوة النظر في أهل الطاعة طاعة ، والنظر في أهل المعصية معصية ، والجلوس في جلسة أهل الطاعة طاعة والجلوس في جلسة أهل المعصية معصية
أحب الصالحين ولست منهم --- لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارتهالمعاصي --- ولو كنا سواء في البضاعة
فتجلس مع أهل العم تشعر بالزهد ، فتتذكر النبي والصحابة فتشعر بحال هؤلاء فتجتهد لقيام الليل وقراءة القرآن وتنشط للطاعة والعبادة وتكره الكفر والفجور والعصيان والمعاصي ويمتلأ قلبك بالإيمان والحب والود أما إن جلست مع غيرهم فسد قلبك
إن لله عباد فطنا--- طلقوا الدنيا وخافـوا الفتنا.
نظــروا فيهـا فلما علموا--- أنها ليـست للـحي وطنا.
جــعلوها لجــة واتخذوا--- صالح الأعمـال فيها سفنا
4- رياضة النفس :أي ترود النفس على الطاعة ، وأن ترود نفسك على ترك المعاصي ، وترود نفسك على الرضا بقضاء الله ، يقول شيخ الإسلام بن تيمية نقلا عن الشيخ عبد القادر : ولا بد من سار في طريق الله من ثلاثة أحوال لابد من فعل المأمور أي تقعل ما أمرك الله به ، وترك المحذور أي تترك ما نهاك الله عنه فاعلم أنك إن أنتهيت عما حرم الله فقد فعلت ما أمرك الله ، والرضا بالمقدور ابتلاك الله بالفقر أو بالمرض أو غير ذلك لابد أن تصبر فالصبر واجب عليك ولكن الرضا ليس أمرا واجب فهو بين المندوب والواجب وهو لايتحقق لأي انسان بمعنى أن الله ابتلاك بمرض ستصبر لماذا ؟لأنك هكذا أو هكذا ستصبر ولكن نريد انسانا راضي أي والله يا رب أنا راضي عنك فيما فعلت بي فأنا عبدك تفعل بي ما تشاء إن كان يا رب مرضي في رضا لك فأمرضني وإن كان مرضي فيه غنايّ فيه رضا لك فأغنني ّ وإن كان موتي رضا لك فامتني فأنت مستسلم لله فهل رضيت عن الله ، فإذا ضاقت بك الدنيا فلا تشكو الله إلى الخلق فعيب عليك أن تشكو مولاك إلى عبيده ، فمن أنت حتى أشكو الله إليه ، يا أبا بكر هل رضيت عن الله ومن أنا حتى أرض عن الله ، يقول ابن تيمية والنفس لا تقع في المعصية إلا إذا اشربت المعصية وبعدت عن الطاعة حينئذ تكون فريسة للشيطان ورياضة النفس يحتاج إلى تربية ومربي وقدوة وتفكر النفس في كل الأحوال ويحتاج إلى مصابرة القرآن ومجالسة أهل العلم والعلماء ويحتاج إلى جهد وليس من السهل أن تكون انسانا إنما من السهل جدا أن تكون حيوانا بهيميا
ما هي ثمرات الإيمان؟
1-الله يدافع عن المؤمنين قال تعالى :[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ][الحج : 38] فالله يدافع عن الذين امنوا فإذا كان الله معك فمن عليك
2-ولاية الله للمؤمنين قال تعالى :[ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ][يونس : 62] فمن هم أولياء الله [الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) ][يونس : 63-64]
3- الله ينصر المؤمنين قال تعالى [ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ][غافر : 51]
4-الله يثبت المؤمنين عند نزول القبر وعند سؤال القبر فأنت عند الموت لا تملك شيئا تقدمه فأنت في غيبوبة لأنك في سكرات الموت فعند الإحتضار يأتي الشيطان إلى الإنسان فيقول يا فلان أطعني ويأتيك بماءٍ كي تشرب يا فلان أطعني فإن كنت ممن وحد الله في الدنيا تقول له بل أطيع الله أما إن كنت ممن عصى الله واتبع الشهوات في الدنيا كنت تقول له اسقيني حتى أرتوي فتشرب وتشرب وما ترتوي ثم تموت على الكفر والعياذ بالله قال تعالى :[ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ][إبراهيم : 27] أتظنون أن التثبيت عند السؤال أمر هين والله لا يثبت الله إلا من أمن به يقول النبي في حديث عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِى يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِى الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ » . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِى إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ - قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِى السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِى ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ - قَالَ - فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ - يَعْنِى بِهَا - عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِى تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِى فِى عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّى مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى - قَالَ - فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِىَ الإِسْلاَمُ . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ . فَيُنَادِى مُنَادٍ فِى السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِى فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ - قَالَ - فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِى قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ - قَالَ - وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ . فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى وَمَالِى . قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِى إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ - قَالَ - فَتُفَرَّقُ فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِى تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ ) « فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِى سِجِّينٍ فِى الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً » . ثُمَّ قَرَأَ ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ ) « فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ . فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ » . { 4/288 } تحفة 1758 معتلى 1118 مجمع 3/50 رواه أحمد وصححه الألباني
5- الله ينجي الذين أمنوا فالله ينجي المؤمنين ويدخلهم الجنة قا ل تعالى :[ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50)][الحجر 45-50] قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا . أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ » . تحفة 12469 ، 12513 - 54/93 رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه