والوزن يومئذٍ الحق
لا يزال حديثنا موصولا مع حضراتكم في هذه السلسلة الطيبة الرقراقة المباركة، سلسلة الدار الآخرة، هذه السلسلة التي تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، والهدف الأعظم منها: تذكير الناس بالآخرة، في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانشغل فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات؛ عسى أن يتوبوا إلى الله جل وعلا، ويتداركوا ما قد فات، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون، ونحن اليوم على موعد مع اللقاء السادس والثلاثين من لقاءات هذه السلسلة الكريمة، هذا اللقاء الذي نحط فيه ركابنا عند مرحلة من أخطر مراحل الدار الآخرة، وحدث من أعظم أحداثها، وموقف من أفظع مواقفها، إنه موقف الميزان، يوم أن تقف بين يدي الملك الديان، فتوزن عليك كل أعمالك دقها وجلها، وصغيرها وكبيرها، وأنت تنظر بعينيك، لترى أي الكفتين ترجح، ترى ماذا سيكون حالك ، وكيف تستشعر هذا الموقف وما هي الأعمال التي تثقل بها ميزان حسناتك، هذا هو موضوع حديث اليوم الذي جعلته تحت عنوان"والوزن يومئذ الحق"هذا الحديث الذي يندرج تحت ثلاث نقاط
1- اقشعري يا جلود
2- أقسام الناس في الميزان
3- ما تثقل به الموازين
أما عن الأول: فإنه الحديث عن هذا الموقف المرعب الذي يحرك كل قلب به بقية حياة، إنه الموقف الذي لا يذكر فيه أحد أحداً، تخيل!!!
§ موقف لا تذكر فيه أبناءك قرة عينك
§ موقف لا تذكر فيه أباك وأمك أغلى الناس عندك
§ موقف لا تذكر فيه زوجك التي كنت لا تكاد تفارقها أو تستغني عنها
§ موقف تنسى فيه كل حبيب وكل قريب، وكل صديق، وكل حميم...الخ
§ فإذا كان بهذه الصفة فكيف يمكن أن يكون ولماذا؟
ç استمع الى هذا الحديث ليجيبك عن بعض ما تسأل عنه، فعَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِr « مَا يُبْكِيكِ » قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr « أَمَّا فِى ثَلاَثَةِ مَوَاطِنَ فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا : عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ
أَوْ يَثْقُلُ وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِى يَمِينِهِ أَمْ فِى
شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَىْ جَهَنَّمَ »([1])
ç عن الأصمعي قال: سمعت شابا يقول
ألا أيها المقصود في كل وجهة *** شكوت اليك الضر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي *** فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئة *** وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي ثم أين مخافتي
ثم سقط على الأرض مغشياً عليه، فدنوت منه، فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فرفعت رأسه في حجري وبكيت، فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا؟ قلت: عبيدك الأصمعي، سيدي ما هذا البكاء والجزع، وأنت من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة؟ أليس الله تعالى يقول [ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً]فقال:هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً، أليس الله تعالى يقول: [فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ]()
ç تتعجب وتقول: لماذا كل هذا التخلي، وكل هذه الشده؟ فأجيبك:
§ لأنه موقف فاصل بين السعادة والشقاوة، فعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ : إِنَّ الأَقْدَامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ النَّبْلِ فِي الْقَرَنِ، وَالسَّعِيدُ الَّذِي يَجِدُ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعًا يَضَعُهُمَا عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الشَّمْسَ تُدْنَى مِنْ رُؤُوسِهِمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رُؤُوسِهِمْ ، إِمَّا قَالَ:مِيلٌ، أَوْ مِيلَيْنِ، ثُمَّ يُزَادُ فِي حَرِّهَا بِضْعَةً وَسُتُّونَ ضِعْفًا،وَعِنْدَ الْمِيزَانِ مَلَكٌ إِذَا وُزِنَ الْعَبْدُ نَادَى:أَلاَ إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ قَدْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، وَسَعِدَ سَعَادَةً لاَ يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، إِلاَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ، وَشَقِيَ شَقَاءً لاَ يَسعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا()
§ ثم إن الأعمال توزن في ميزان يسع السماوات والأرض، فلا يخرج شيء منه أو يسقط فعَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّr،قَالَ:يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ..." ()
§ وأشد من كل ذلك،دقة هذا الميزان، فتخيل نفسك وأنت واقف عليه بقلب خافق محزون، وجل مرعوب، وطرف خائف، خاشع ذليل ،ولون متغير ،وجوارح مرتعدة مضطربة ، ترتعد حين تراه لا يترك كلمة قلتها، ولا كبيرة اقترفتها، ولا صغيرة أتيتها، ولا بليَّة كسبتَها ولا مخبأة أسررتها، فكم لك من حياء وخجل وجبن من المولى الذي لم يزل إليك محسناً، وعليك ساتراً، فبأي قدم تقف غداً بين يديه، وبأي نظر تنظر إليه، وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم الجليل ومساءلته وتوبيخه ،وبأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك؟!!فكم من بلية قد نسيتَها قد ذكَّرك إياها ؟ وكم من سريرة قد كنتَ كتمتها قد أظهرها وأبداها ؟ وكم من عمل قد ظننتَ أنه قد خلص لك وسلم بالغفلة منك إلى ميل الهوى عما يفسده قد رده في ذلك الموقف عليك وأحبطه بعد ما كان تأملك فيه عظيماً ؟ فيا حسرات قلبك وتأسفك على ما فرطتَ في طاعة ربك ، وقد أبان عن مخالفتك إياه، وقلة هيبتك له، وحيائك منه، ومبارزتك له بالمعاصي، قال الله"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"
! وعن عائشة أَنَّ رَجُلاً قَعَدَ بَيْنَ يَدَىِ النَّبِىِّr فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِى مَمْلُوكَيْنِ يُكْذِبُونَنِى وَيَخُونُونَنِى وَيَعْصُونَنِى وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ « يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لاَ لَكَ وَلاَ عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلاً لَكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ » قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِى وَيَهْتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِr«أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ) الآيَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِى وَلِهَؤُلاَءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلَّهُمْ"()
! وروي أن عيسى عليه السلام مر بقبر فوكزه برجله و قال : يا صاحب هذا القبر قم بإذن الله فقام إليه رجل ، و قال : ياروح الله ما الذي أردت فإني لقائم في الحساب منذ سبعين سنة حتى أتتني الصيحة الساعة أن أجب روح الله ، فقال عيسى : يا هذا لقد كنت كثير الذنوب و الخطايا ما كان عملك ؟ فقال : و الله يا روح الله ما كنت إلا حطاباً أحمل الحطب على رأسي آكل حلالاً و أتصدق ، فقال عيسى : يا سبحان الله حطاباً يحمل الحطب على رأسه ، يأكل حلالاً و يتصدق ، و هو قائم في الحساب منذ سبعين سنة ، ثم قال له : يا روح الله كان من توبيخ ربي لي أن قال : اكتراك عبدي لتحمل له حزمة ، فأخذت منها عوداً فتخللت به و ألقيته في غير مكانه امتهاناً منك بي ، و أنت تعلم أني أنا الله المطلع عليك و أراك"()
لقد حق لجلود المؤمنين أن تقشعر، وحق لقلوبهم أن تحترق، خوفا من هذا الموقف الرهيب، وبعدما
رأينا من فظائعه وشدائده، يأتي السؤال؟ هل كل الناس توزن أعمالهم؟ وللاجابة على هذا السؤال أقول لحضراتكم: إن الناس في الميزان يوم القيامة أصنافاً أربعة
الصنف الأول : من لا يقام لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان، ولا قيمة لأعمال الخير إن عملوها، لأنهم لا يملكون بطاقة دخول هذا الامتحان، وقد أتوا بما لا ينفع معه ميزان، وهو الشرك بالرحمن سبحانه وتعالى،نعم تحصى عليهم أعمالهم، ويقررون بها، ويعترفون، ويخبرون بها على رؤوس الخلائق يوم القيامة، قال الله تعالى"قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً"وهكذا بعد أن يعترف الكافر بأعماله ، يرمى به في النار عياذاً بالله تعالى
الصنف الثاني : المسلمون الذين سعدوا في الدنيا والآخرة فثقلت موازينهم ورجحت حسناتهم على سيئاتهم، وهؤلاء في الجنة بفضل الله تعالى ومنه وكرمه، قال الله" فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ"
الصنف الثالث : المسلمون الذين شقوا في الدنيا والآخرة فخسروا أنفسهم، وخفت موازينهم، وزادت سيئاتهم على حسناتهم، فحكم عليهم بالهاوية" وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ" وهؤلاء تحت مشيئة الله ، إن شاء غفر لهم فأدخلهم الجنة ، وإن شاء عذبهم في النار ثم أدخلهم الجنة
الصنف الرابع: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فمنعتهم حسناتهم من دخول النار، ومنعتهم سيئاتهم من دخول الجنة، فحبسوا على جبل بين الجنة والنار ، حتى يقضي الله بين الخلائق، فيحكم فيهم بما شاء، وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين أنزل الله سورة كاملة باسمهم في القرآن العظيم
عن سعيد بن جبير،عن ابن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قول الله" فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ"ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أصحاب النار قالوا"رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "فتعوذوا بالله من منازلهم قال: فأما أصحاب الحسنات، فإنهم يعطون نورًا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد يومئذ نورًا، وكل أمة نورًا، فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة. فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا"رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا "وأما أصحاب الأعراف، فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع، فهنالك يقول الله تعالى: { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } فكان الطمع دخولا قال: وقال ابن مسعود: على أن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ثم يقول: هلك من غلبت واحدته أعشاره()
وروي عن بعض الصالحين() أنه قال : أخذتني ذات ليلة سنة فنمت فرأيت في منامي كأن القيامة قد قامت و كأن الناس يحاسبون ، فقوم يمضي بهم إلى الجنة و قوم يمضي بهم إلى النار قال : فأتيت إلى الجنة فناديت أهل الجنة بماذا نلتم سكنى الجنة في محل الرضوان؟ فقالوا: بطاعة الرحمن ومخالفة الشيطان،ثم أتيت إلى باب النار فناديت يا أهل النار: بماذا نلتم النار؟قالوا: بطاعة الشيطان ومخالفة الرحمن قال : فنظرت فإذا أنا بقوم موقوفون بين الجنة والنار، فقالوا لي: لنا ذنوب جلت وحسنات قلت، فالسيئات منعتنا من دخول الجنة والحسنات منعتنا دخول النار وأنشدوا
نحن قوم لنا ذنوب كبار *** منعتنا من الوصول إليه
تركتنا مذبذبين حيارى *** أمسكتنا من القدوم عليه
ç وفي النهاية نتعرف على ما تثقل به الموازين،وهذا أهم ما تهفو إليه قلوب الصادقين،الذين يرجون ثقل الميزان لينعموا بالجنان،ويأنسوا بمصاحبة النبي العدنان،ويغرقوا في بحار لذة الدخول على الرحمن نسأل الله أن يجعلنا منهم، وأهم هذه الأعمال:
1- شهادة التوحيد
وشهادة التوحيد أعظم ما تثقل به موازين العبيد، وما لقي أحد ربه تبارك وتعالى بمثل هذه الشهادة قولاً وعملاً وحالاً، وما أجمل هذا الحديث الماتع، في فضل هذه الشهادة وعظمها ،فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنَّ رسولَ اللهr قال: إنَّ الله سَيُخَلِّصَ رجُلا مِنْ أُمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة،فيَنْشُرُ له تسعة وتسعين سِجلا،كلُّ سِجلّ مِثْلُ مدِّ البَصَر، ثم يقول:أتُنْكرُ من هذا شيئا؟ أظلمَك كتبتي الحافظون ؟ فيقول: لا ، يا ربِّ ، فيقول : أفلَك عذر ؟ فيقول: لا يارب، فيقول الله تعالى« بلَى إنَّ لك عِندَنا حسنة، فإنه لا ظُلْمَ اليوم ، فتُخرجُ بطاقة فيها : أشّهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمدا عبدُه ورسولُه ، فيقول:احضُرْ وزنك، فيقول:يا ربِّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنَّك
لا تُظْلَمُ فتُوضَعُ السجلاتُ في كفَّة،والبطاقة في كفَّة،فطاشت السِّجلات،وثَقُلَتِ البطاقةُ، ولا يثْقُلُ مع
اسمِ الله شيء »()
2- ذكر الله تعالى
وذكر الله تعالى على العموم من أعظم ما يثقل به ميزان الحسنات يوم القيلمة، وصدق الله تعالى حيث قال" وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، فهو أكبر من كل ما عداه، ومن أبرز الأذكار التي تثقل الميزان
! سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّr قَالَ"كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ"()
! سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ[ثلاث مرات صباحا ومساءاً]
فعَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّr خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّr لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ"()
! التسبيح والتحميد والتهليل
عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr«الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ...»()
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr"التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لَيْسَ لَهَا دُونَ اللَّهِ حِجَابٌ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ"()
3- المحافظة على الأذكار دبر الصلاة المفروضة
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّr قَالَ"خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ
وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ..." ()
قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ : وَرَدَ التَّسْبِيحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَعَشْرَةً وَثَلَاثًا وَمَرَّةً وَاحِدَةً وَسَبْعِينَ وَمِائَةً ، وَوَرَدَ التَّحْمِيدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَعَشْرَةً وَمِائَةً ، وَوَرَدَ التَّهْلِيلُ عَشْرَةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ وَمِائَةً قَالَ الْحَافِظُ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ : وَكُلُّ ذَلِكَ حَسَنٌ وَمَا زَادَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى : وَجَمَعَ الْبَغَوِيُّ بِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ صُدُورَ ذَلِكَ فِي أَوْقَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ التَّخْيِيرِ أَوْ يَفْتَرِقُ بِافْتِرَاقِ الْأَحْوَالِ .
4- الصبر والاحتساب على فقدان الولد الصالح
فعَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِr أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr قَالَ"بَخٍ بَخٍ خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ وَقَالَ بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْحِسَابِ()
5- حسن الخلق
من أعظم الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة حسن الخلق،فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّr "يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ"()
فما أحوج الأمة بحكامها وعلمائها وشيوخها ودعاتها ورجالها ونسائها وشبابها إلى حسن الخلق! فإن حسن الخلق الآن منهج نظري منير، ونرى بوناً شاسعاً رهيباً بينه وبين سوء خلق كمنهج واقعي عملي مرير،فأين أخلاق الإسلام؟!! أين أخلاق محمد عليه الصلاة والسلام؟!أين الصدق؟! أين الإخلاص؟! أين الأمانة؟! أين الرفق؟! أين الحلم؟! أين العفو؟! أين الصلة؟! أين البر؟! أين الرجولة؟! أين الشهامة؟! أين الكرامة؟! أين الحياء؟! أين أخلاق محمد بن عبد اللهr ما أحوجنا إلى محاسن الأخلاق! وما أحوجنا إلى مكارم الأخلاق! يا شباب! أيها المسلمون! أقول دائماً: لقد نجح المصطفىr في أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر وسط صحراء تموج بالكفر موجاً، فإذا دولة الإسلام بناء شامخ لا يطاوله بناء، نجح المصطفى في ذلك يوم أن طبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوي الإسلامي العظيم، ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الأوراق، وإنما طبعها على صحائف القلوب بمداد من النور، فحول أصحاب النبيr المنهجَ الأخلاقي الإسلامي إلى واقع عملي، يتألق سمواً وروعةً وجلالاً في دنيا البشر، فذهلت البشرية بهذا المنهج.
أقول: إن أعظم حجر يقف الآن في سبيل الإسلام في الشرق والغرب هو أخلاق المسلمين، فإن الرجل في الشرق والغرب ينظر إلى المسلمين هناك، فيرى المسلم يزني، ويبيع الخنزير، ويشرب الخمر، ولا يحافظ على الصلوات، فينظر هذا الرجل إلى هذا المسلم الذي يتغنى بالإسلام، فيرى أنه قد يفوقه خلقاً سيئاً، فالحجر الكئود والعقبة الكئود في طريق الزحف الإسلامي في الشرق والغرب هي أخلاقنا إلا من رحم ربنا.
6- الصلاة على الجنازة وإتباعها حتى يفرغ من دفنها
فعَنْ أُبَيٍّ عَنْ النَّبِيِّr قَالَ"مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ"()
7- طول الصمت
عن أبي ذر أن رسول اللهr لقيه، فقال: يا أباذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله قال: "عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها"()
8- الصدقة من الحلال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِr مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلْوَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ"()
9- الوقف في سبيل الله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ r قَالَ : مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ ، وَتَصْدِيقًا لِوَعْدِ اللهِ كَانَ شِبَعُهُ وَرِيُّهُ وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"()
وحتى تتم الفائدة أذكر لحضراتكم أهم الأعمال التي تخسف بميزان المسلم وتجعله خفيفا، وهي:
1- الرياء
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِr إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللهِ وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ ؟ قَالَ : الرِّيَاءُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا ، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً()
! وعن سمرة بن عطية قال:يؤتى بالرجل يوم القيامة للحساب،وفي صحيفته أمثال الجبال من الحسنات، فيقول رب العزة تبارك وتعالى : صليت يوم كذا وكذا ، ليقال: فلان صلى، أنا الله لا إله إلا أنا،لي الدين الخالص،صمت يوم كذا و كذا،ليقال:صام فلان،أنا الله لا إله إلا أنا،لي الدين الخالص، تصدقت يوم كذا و كذا ليقال:تصدق فلان،أنا الله لا إله إلا أنا،لي الدين الخالص، فما زال يمحى شيء بعد شيء حتى تبقى صحيفته ما فيها شيء، فيقول ملكاه:ألغير الله كنت تعمل؟()
2- انتهاك الحرمات في الأستار
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّr أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"([23])
3- حقوق العباد
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr قَالَ« أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ » قَالُوا:الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ فَقَالَ« إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ »([24])
- أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني
- أخرجه أحمد وأبو يعلى والبيهقي وابن حبان بسند صحيح