تأثر السلف بالقرآن
روى أبو علي القشيري في تاريخ الرقة في ترجمة ميمون بن مهران ، وكان كاتباً لـعمر بن عبد العزيز ، قال ميمون بن مهران لابنه عمرو: ....انطلق بنا إلى دار الحسن البصري ، قال ابنه -راوي القصة-: فانطلقت بالشيخ -يعني أباه- أقوده إلى الحسن ، قال: وبينما نحن ذاهبون إلى دار الحسن اعترضنا جدول ماء -يعني قناة- ولم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعل الولد نفسه قنطرة فعبر والده على ظهره إلى الجانب الآخر، ثم قام وأخذ والده وانطلق حتى أتى بيت الحسن ، وطرقوا الباب فخرجت الجارية وقالت: من؟ قال: ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شقي! ما أبقاك إلى هذا الزمان السوء؟ فبكى ميمون وعلا بكاؤه، فلما سمع الحسن بكاءه خرج إليه، فسلم عليه واعتنقه، فقال ميمون : يا أبا سعيد ! شعرت أن في قلبي غلظة فاستلن لي، فقل لي شيئاً يرققه، فقال الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:205-207]، فأغشي على ميمون ، أي: أغمي عليه، وجعل الحسن البصري يتفقد رِجله كما تتفقد رِجل الشاة المذبوحة يظن أنه قد مات، ثم تركه ودخل الدار، فأفاق ميمون ، فقالت لهم الجارية: اخرجوا فقد أزعجتم الشيخ!! ويفهم من ذلك أن الآية زلزلت الحسن أيضاً فدخل يبكي هو الآخر؛ لأن الآية أثرت فيه: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:207]. فخرج ميمون وابنه عمرو ، وفي عودتهم قال عمرو لأبيه: يا أبت! هذا الحسن ؟! قال: نعم. قال: ظننته أكبر من ذلك! يعني: ما الذي قاله؟ قرأ آيتين أو ثلاثاً من سورة الشعراء، أنا أحفظها، فضرب صدر ولده وقال: يا بني! لقد قرأ آية لو تدبرتها بقلبك لتصدع قلبك، ولكنه لؤم فيه، وهذه الآية لا تغادر سمعك إلا وتجرح قلبك.
نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن :
1) قال عبدالله بن عروة ببن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : ( تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله )
2) سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع } قال عمر : قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه..
أولا نتعلم قرائته بالتجويد
ثانيا نختمه ختمه مصحوبه بالتفسير وأسباب النزول
ثالثا الجلوس مع من يقرأون القرآن ويفسرونه و التعلم منهم
..
لكي نتأثر هكذا لا يجب أن نقرأ القران كأنه جريدة إنما بتدبر وخشوع
|