tamer.page.tl
  قبل أ تقول يا حسرتي
 

قبل أن تقول يا حسرتى

هذا هو اللقاء الثامن والعشرون في هذه السلسلة الميمونة المباركة سلسلة الدار الآخرة ، وكنا قد انتهينا في اللقاء الماضي من الحديث عن بعض أهل الذنوب من أمة محمدr والذين تتعلق ذنوبهم بحقوق العباد سواء ما يتعلق منها بدمائهم أو بأموالهم أو بأعراضهم ، وهذا الذي حذر منه r في حجة الوداع حيث قال " إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم".

واليوم يأتي الشق الثاني من الحديث عن الحقوق وهذا الشق متعلق بحق الله تعالى ، يوم أن تأتي وقد فرطت في جنب الله وضيعت حقه ، تأتي وعلاقتك مع الناس على خير ما تحب غير أنك ما التفتَّ الى علاقتك مع الله وهذا حال الكثيرين منا حيث تراه يحرص على أن يكون محبوبا من الناس متعاملاً معهم بكل الاحترام والتقدير والذوق الرفيع لأجل أن يحصل على نيشان ( فلان ذوق - فلان محترم - فلان ما بتطلعش منه العيبة - فلان خدوم) ويأتي السؤال لأمثال هؤلاء : أين قدر الله عندك؟ وأين حقه عليك؟ وما حدود علاقتك مع الله تعالى؟!!!

إن المفرطين في حق الله تعالى يأتون يوم القيامة يسكبون العبرات ويعاينون الروعات ويطلقون الحسرات على ما تهاونوا في حق رب الأرض والسماوات ولهذا دعاهم ربنا إلى التوبة قبل الممات فقال"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ"

لكن من هؤلاء المفرطون؟ وما ذنوبهم ؟ وما هو جزاء ذنوبهم هذه يوم القيامة؟ وهل يمكن لنا أن نستفيق من غفلتنا ونتوب الى ربنا من زلتنا فبل أن نبكي على حسرتنا ،هذا هو موضوع حديث اليوم الذي جعلته تحت عنوان " قبل أن تقول يا حسرتى " والحديث ينتظم الحديث في ثلاث نقاط

1-   إلى الذين استهانوا بالله

2-   حسرات المفرطين في حق الله يوم القيامة

3-   ذنوب نستهين بها

!  أما عن الأول : فإنه الحديث عن الذين استهانوا الله فلم يقدروه حق قدره ، استهانوا به فضيعوا حقه ، وذلك لأن المسلم عليه في حياته ثلاثة واجبات مشتركة والإخلال بواحد منها موجب لعذاب الله وسخطه وإن استقام الأخيران هذه الواجبات الثلاثة هي

1-   طاعات واجبة لله عليه كالصلاة والصيام وسائر فرائض الشرع" وهذا من حق الله "

2-  طاعات واجبة لله عليه تجاه الناس أيا ما كانت العلاقة معهم وذلك كبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار وحفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم

3-   طاعة واجبة لله عليه تجاه نفسه كحفظه لنفسه ولعقله ولماله ولعرضه مما قد يؤثر فيه

!  والناظر إلى الواقع يرى أن أعظم قسم لحقه تقصيرنا من هذه الأقسام هو حق الله ، وبدا ذلك في تضييع الصلاة وإهمال الزكاة والتقصير في الصيام والقرآن وذكر الله ومراقبته وحفظنا لأوامره ونواهيه ...الخ ، وهذا إن دل فإنما يدل على استهانتنا بالله تعالى، بالرغم من أنه تعالى خلقنا لعبادته وطاعته ، وما طالبنا برزق ولا بإطعام ولا بجهد فيما قدر لنا ، ومصيبة المصائب عندنا نسياننا لهذه الغاية بالرغم من أنه تعالى ذكرها لنا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فقال "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ([1]) وقال U في أَثَرٍ إِلَهِيٍّ"ابْنَ آدَمَ خَلَقْتُكَ لِعِبَادَتِي فَلَا تَلْعَبْ وَتَكَفَّلْتُ بِرِزْقِكَ فَلَا تَتْعَبْ ابْنَ آدَمَ اطْلُبْنِي تَجِدْنِي فَإِنْ وَجَدْتَنِي وَجَدْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِنْ فُتُّكَ فَاتَكَ كُلُّ شَيْءٍ وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ"([2])

!  وأسألك بالله قبل أن تتعرف على أصناف المفرطين في جنب الله أن ت تستمع الى هذا الأثر الإلهي لترى مدى استهانتنا بالله ومدى حلمه علينا" ومن أعظم مني جودا وكرما عبادي يبارزونني بالعظائم وأنا أكلؤهم على فرشهم إني والجن والإنس في نبإ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي من أقبل إلي تلقيته من بعيد ومن أعرض عني ناديته من قريب ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ومن أراد رضاي أردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيادتي وأهل

طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ومن آثرني على سواي آثرته على سواه الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها"([3])

ç   أما عن الذنوب المتعلقة بهذه الاستهانة وصور ومشاهد أصحابها يوم القيامة فأهمها :

1-   ترك الصلاة أو التقصير فيها

والصلاة أظهر ما يبدو فيه تقصيرنا مع الله تعالى والاستهانة به ، سواء بتركها بالكلية من بعض المسلمين أو بالتخلف عن جماعتها أو بعدم خشوعنا وحضورنا فيها ولعلي لا أبالغ إذا قلت أنه ما من مسلم إلا وعنده صورة من صور هذا التقصير نحوها ، على الرغم من أنها أول فرائض الإسلام بعد الشهادة كما أنها تمثل قنطرة العبور إلى الآخرة بسلام

!  فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِr يَقُولُ : أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ بِصَلاَتِهِ ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ"([4])

!    أما عن الصورة المروعة للمقصرين في شأن الصلاة يوم القيامة فعلى وجهين

الوجه الأول : الذين لا يداومون عليها ويفترون عنها فتراهم يصلون يوما ويتركون أياما ، أو يجمعون الصلوات إلى بعضها بلا داعٍ ، وهؤلاء يحشرون يوم القيامة مع أشر خلق الله ، مع صناديد الكفر على مدار التاريخ " فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف " فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّrأَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ : مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا ، وَبُرْهَانًا ، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ ، وَلاَ بُرْهَانٌ ، وَلاَ نَجَاةٌ ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ ، وَفِرْعَوْنَ ، وَهَامَانَ ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ"([5])

!    قال بعضهم"إنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه

أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون وإن

اشتغل بوزارته حشر مع هامان وإن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار بمكة"([6])

الوجه الثاني : وهذا للذين يتركون الصلاة أصلاً ، وما أقبح منظرهم وأبشع عقابهم وأعظم إهانتهم يوم القيامة ولترى معي صورة هذا العقاب وهذه الإهانة فعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ،عَنِ النَّبِيِّr قَالَ:"يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ"قَالَ:"وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ نَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ وَيَعْبُدُونَ فِي الدِّينِ، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلا مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى"، قَالَ:"فَلْيَنْطَلِقْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا"، قَالَ:"فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْيَاءُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ، وَإِلَى الأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ"، قَالَ:"وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌr وَأُمَّتُهُ" قَالَ:"فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأَتِيهِمْ فَيَقُولُ: مَا لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟"قَالَ:"فَيَقُولُونَ إِنَّ لَنَا لإِلَهًا مَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلامَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا هِي؟ فَيَقُولُونَ: يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ"، قَالَ:"فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ بِظَهْرِهِ طَبَقٌ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَياصِيِّ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ، وَقَدْ كَانَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ.... الحديث"([7])

2- المانعون للزكاة

من حقوق الله الكبرى الزكاة وهي حق المال ، ويوم يعطل هذا الحد يعم الفساد ، وينتشر الجشع والاستغلال ويكثر الفقراء ، وما ذلك إلا بمنع الأغنياء زكاتهم ، ألا فليعلموا أن ما آتاهم الله من مال إنما لهم ولإخوانهم من الفقراء فليس لهم عليهم منة وإنما هو حقهم وليتدبر كل صاحب مال أو تجارة هذا الحديث ليعلم أن منعه لزكاة ماله أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية التي نعيشها فعن علي قال قال رسول اللهrإن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم قدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إلا إذا جاعوا وعروا مما يصنع أغنياؤهم إلا وان الله محاسبهم يوم القيامة حسابا

شديدا ومعذبهم عذابا نكرا"([8])

!    وقبل أن نتعرف على عقوبات مانعي الزكاة يوم القيامة أنبه على أمرين اثنين

الأول : اعتاد الكثيرون منا إخراج زكاة المال في رمضان وهذا من الخطأ الشرعي والصحيح أن

العبرة بالحول فإذا ، أتم مسلم نصاب الزكاة مثلا في المحرم فيجب عليه الزكاة في المحرم الذي يليه ، ولو تم النصاب في رجب لأخرجها في رجب الذي يليه ...وهكذا ، والعبرة من ذلك هو إغناء الفقير دوما لأن الحول يختلف من إنسان لآخر فيظل المال رائجا بين المسلمين طيلة العام

الثاني : ما انتشر بيننا من اعتبار نصاب الزكاة (85) جرام ذهب فإذا وصل المال إليها وإلا فليس فيه زكاة ، والصحيح أن هذا الاعتبار لمن يملك ذهبا فقط أما حساب زكاة التجارة والصناعة وغيرها مما يدخل تحت الأموال فنصابه إما (600 جرام فضة ) أو (85) جرام ذهب ، وتحسب الزكاة على أقلهما لأنه الأنفع للفقير ، ولو حولنا الآن هذه الأنصبة إلى أموال لبلغ نصاب الذهب (85×300) = 25500 جنيه ، أما الفضة فأعلى تقدير لها (600×10) =6000 جنيه ، وعليه فالأنفع للفقير هو الحساب على نصاب الفضة فيكون كل من بلغ ماله (6000جنيه) وحال عليه الحول تجب عليه الزكاة،والذين لا يؤدون زكاة أموالهم يعذبون بهذه الأموال في الموقف العظيم، وقد أخبرت النصوص أن عذابهم بها على وجوه:

ç  الأول:أن يمثل لصاحب المال ماله شجاعا أقرع ، له زبيبتان ، فيطوق عنقه ، ويأخذ بلهزمتي صاحبه ، قائلا له أنا مالك أنا كنزك فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr « مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً ، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ ، لَهُ زَبِيبَتَانِ ، يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِى شِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ ، أَنَا كَنْزُكَ » ثُمَّ تَلاَ {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}([9])

ç  الثاني :أن يؤتى بالمال نفسه الذي منع زكاته ، فإن كان من الذهب والفضة جعل صفائح من نار ثم عذب به صاحبه ، وإن كان المال حيوانا ، إبلا أو بقرا أو غنما ،أرسل على صاحبه فعذب به

قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ

وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ

لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ"

!  وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِr« مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِىَ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ » قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالإِبِلُ قَالَ « وَلاَ صَاحِبُ إِبِلٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لاَ يَفْقِدُ مِنَهَا فَصِيلاً وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ » قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ قَالَ « وَلاَ صَاحِبُ بَقَرٍ وَلاَ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لاَ يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلاَ جَلْحَاءُ وَلاَ عَضْبَاءُ تَنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ... »([10])

3- المستخفون بالمعاصي

!    الذين يغلقون الأبواب وهم يعلمون أن الله لا يحجبه عنهم حجاب

!    الذين اعتادوا العادة السرية من البنات والشباب

!   الذين يمكرون بالمؤمنين ويذكرونهم في أعراضهم " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا"

!    الذين يصلون أفضل صلاة أمام الناس فإذا خلوا قاموا كسالى أو نقروها نقر الغراب

!  أهان الله علينا الى هذا الحد "أوحي الله إلي بعض أنبيائه أن قل لقومك أتستترون من الناس حين تعصون, ولا تستترون مني إن كنتم تظنون أني لا أراكم فقد كفرتم بي , وإن كنتم تظنون أني أراكم

فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم"([11])

!  أما عن موقفهم يوم القيامة فعَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّr أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"([12])

!    وقد جاء في الأثر "يؤمر بناس من الناس يوم القيامة إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها

ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعده الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها

فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا قال ذاك أردت منكم يا أشقياء كنتم إذا خلوتم بارزتمونى بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لى فاليوم أذيقكم العذاب مع ما حرمتم من الثواب([13])

4- المعجبون بأنفسهم

!  وهؤلاء هم الذين عبدوا ذواتهم وافتخروا بنعمة الله عليهم ورأوا لأنفسهم قدرا فراحوا يمشون في الأرض مرحا ويلبسون من الملابس ما يدعوهم إلى الخيلاء ويتبجحون في أقوالهم وأفعالهم ، وإن كانت الصورة السابقة ترشد إلى المرائين في المقام الأول فهذه الصورة تختص بالمعجبين والعجيب هو التشابه القوي بين الآفتين ، هذا التشابه الذي وصل إلى حد الإشراك وإن اختلف موجبه حتى قال ابن تيمية في الفتاوى " الرِّيَاءُ مِنْ بَابِ الْإِشْرَاكِ بِالْخَلْقِ , وَالْعُجْبُ مِنْ بَابِ الْإِشْرَاكِ بِالنَّفْس"

!  ولقد ذكر رسول اللهr صورة من صور عجب هؤلاء وبين موقفهم يوم القيامة وفي ذلك ما يغني عن استقصاء كل صور العجب فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِr مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا ، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا"([14])

!    وهذا تحذير شديد اللهجة لكل المعجبين بمظاهرهم

-    فالمتبرجة التي تبدي مفاتنها وزينتها تدخل تحت هذا الوعيد فتأتي أدوات الزينة التي تفتن بها الخلق وكأنها بنزين محترق يشتعل في وجهها وجسدها

-         والشباب الذين يفتنون بتخنثهم وحلق شعورهم بالقذع وملابسهم الشاذة كالبنطال الساقط والتي

شيرتات الضيقة جدا وغيرها مما تعج به مجتمعاتنا ، هذا كله من ثوب الشهرة الذي يبدل بثوب مذلة ثم يوقد الله فيه نارا

-    حتى المنتقبات اللاتي يخالفن اللباس الشرعي فتراها بنقابها تفتن أكثر من المتبرجة فالأكمام فراشة والنقاب خليجي مليء بالترتر والعباية ضيقة جدا تبدي ما تحتها...الخ ،وترى الأخبار بين

النساء بظهور نقابات على الموضة صفتها كذا وكذا،وإني أتساءل:أهذا هو النقاب الذي شرعه الله؟

-    إن شروط الساتر الشرعي ألا يصف ولا يكشف ولا يشف ولا يكون زينة في نفسه ولا يكون ثوب شهرة فأين ما نراه اليوم من هذه الشروط ، ولهذا كان الجزاء من جنس العمل فعجب المرأة والرجل بلباسهما وهيئتهما يصير يوم القيامة ثوب مذلة ثم يوقد الله فيه ناراً كما أراد صاحب هذا

اللباس بلباسه إشعال نيران الفتنة في المجتمع ولا يظلم ربك أحداً

ç  هذه بعض الذنوب والأهوال للذين استهانوا بالله تعالى وضيعوا حقه ، والآن مع ذنوب نعدها حقيرة وهي عند الله عظيمة ،إنها ذنوب تبدو في أعيننا صغيرة وقد تكون عند الله كبيرة ، والأدهى من ذلك أننا أحيانا لا نبالي بها أو نعتبرها من الذكاء في التعامل مع المجتمع،وقبل ذكر هذه الذنوب أذكِّركم بحديث رسول اللهrعن محقرات الذنوب لأن المسلم ينبغي عليه ألا يستصغر ذنبا مهما دق ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr قَالَ إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا"([15]) ومن هذه المحقرات عندنا

1- من تفل تجاه القبلة

!  قد تجد بعض الناس يتنخمون أحيانا ويخرجون هذه النخامة تجاه قبلتهم ، أو يتفلون ويقذفون بها أمامهم ، حتى أن ذلك يمكن أن يكون في الصلاة

!  ولعل البعض يستخف بذلك ويرى الأمر لا يستحق التنبيه إلا أن رسول اللهrحذر منه خاصة في الصلاة،وذلك يدل على وجوب احترام قبلتنا التي نصلي إليها

!  وليس ذلك في أمر البصاق أو النخامة وحدها وإنما حتى في قضاء الحاجة في الخلاء من الأدب ألا نستقبل القبلة أو نستدبرها فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ يَسْتَهْزِئُ بِهِ إِنِّي لأَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ قَالَ أَجَلْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِr أَنْ لاَ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ ، وَلاَ نَسْتَدْبِرَهَا ، وَلاَ نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا ، وَلاَ نَكْتَفِيَ بِدُونِ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا عَظْمٌ ، وَلاَ رَجِيعٌ"([16]) وتدبر كلمة يستهزئ لترى أن هذا دأب المشركين وأن المسلم ليس عليه إلا أن يقول لله ورسوله (سمعنا وأطعنا)

!    أما عن صورة المخالفين لهذا الأدب يوم القيامة

فعَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِr قَالَ « مَنْ تَفَلَ تِجَاهَ الْقِبْلَةِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَفْلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ..." ([17]) وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr يَجِيءُ صَاحِبُ النُّخَامَةِ فِي الْقِبْلَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ فِي وَجْهِهِ"([18])

2- الذي يسأل وله ما يغنيه

!    إن كثيرا من المسلمين اليوم قد اتخذ التسول حرفة يأكل منها العيش

!  والمصيبة أن أصحاب هذه المهنة أصبحوا يتفننون في أساليبها فأحيانا عن طريق توزيع أوراق فيها وصف الشكوى ، وأحيانا ببيع المناديل وغيرها ، وأحيانا بالإعاقة وأحيانا بالمظهر الأنيق مع الشكوى العاجلة وأحيانا أخرى بالقرآن

!  والذي يحزنك كمسلم أنك لا ترى سائلا من غير المسلمين بل الأحزن من ذلك أن ترى الرجل ملتحيا والمرأة منتقبة وفي الغالب الأعم إنما يسألون بغير حاجة فإلى الله المشتكى

!  إن هذا الجرم الذي يعتبره الكثيرون من الذكاء إنما هو من عظائم الذنوب ، ومن أعظم ما يدل على ذلك العقوبة المتعلقة به في الآخرة ومنها أنه يبعث يوم القيامة وله جروح وإصابات في وجهه يعرف بها فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr«مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا أَوْ خُمُوشًا أَوْ كُدُوحًا فِى وَجْهِهِ » قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ«خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ

قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ »([19])

!  أضف الى ذلك أن المسألة تشتعل في وجهه ناراً فعَنْ عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّr قَالَ:"مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ نَارٌ إِنْ أُعْطِيَ قَلِيلٌ فَقَلِيلٌ، وَإِنْ أُعْطِيَ كَثِيرٌ فَكَثِيرٌ"([20])

3- النائحة

!  والنائحة هي التي تولول على ميتها وتبدي كلمات الاعتراض على الله مثل ( ليه يا رب كده ، كنت أخدتني أنا ، يا رب استكترته على ) وغير ذلك من الألفاظ التي يصل بعضها أحيانا الى الكفر بالله

!    ولما كان هذا الفعل فعل المعترضين على الله الساخطين على قضائه كان موقف أصحابها مروعا

يوم القيامة وهذا الموقف يشترك فيه الرجال والنساء من أصحاب هذا الفعل، وله صور ثلاث بعضها أدهى من بعض

1- منظر مروع في خروجها من قبرها فتخيله!!!

!  عن أنس قال قال النبيr تخرج النائحة من قبرها شعثاء غبراء مسودة الوجه زرقاء العينين ثائرة الشعر كالحة الوجه وعليها جلباب من لعنة الله ودرع من غضب الله إحدى يديها مغلولة إلى عنقها والأخرى قد وضعتها على رأسها وهي تنادي يا ويلاه ويا ثبوراه ويا حزناه وملك وراءها يقول : آمين آمين ثم يكون من بعد ذلك حظها النار([21])

2- قطعتان من اللباس إحداهما من قطران حتى تشتعل فيه النار بسرعة والآخر من جرب يسلط على جسدها حتى يتقطع من الحكِّ

!  عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّr قَالَ « النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ »([22])

3- ينبحن كما تنبح الكلاب

!  عن أبي هريرة قال قال رسول اللهr هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين صفا عن اليمين وصفا عن الشمال ينبحن كما تنبح الكلاب في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يؤمر بهن إلى النار([23])

هذا والله تعالى أعلم ، والحمد لله رب العالمين



-[1] الذاريات

-[2] الداء والدواء

[3]- مدارج السالكين

[4]- أخرجه النسائي والترمذي بسند صحيح

[5]- أخرجه أحمد والطبراني بسند صحيح

[6]- الكبائر للذهبي

[7]- الطبراني والحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص

[8]- الطبراني في الأوسط

[9]- رواه البخاري

[10]- رواه مسلم ، والجلحاء : التى لا قرن لها،والعضباء : التى انكسر قرنها أو أذنها والعقصاء : ملتوية القرنين والقرقر : المكان المستوى]

[11]- جامع العلوم والحكم

[12]- أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني

[13]- الطبراني،وأبو نعيم والبيهقى في الشعب، وابن عساكر ، عن عدى بن حاتم وقال الهيثمي فيه أبو جنادة وهو ضعيف

[14]- أبو داوود وابن ماجة بسند حسن

-[15] أخرجه أحمد والطبراني وقال الأرناؤوط إسناده حسن

-[16] أخرجه الدار قطني وأحمد بسند صحيح

-[17] أخرجه أبو داوود وابن حبان بسند صحيح

-[18] أخرجه البزار وابن حبان بسند صحيح

-[19] أخرجه ابن ماجه بسند صحيح

-[20] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بسند صحيح

-[21] التذكرة للقرطبي

-[22] أخرجه مسلم

-[23] التذكرة للقرطبي

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free