tamer.page.tl
  في غمرات الموت
 

بعد تحدثنا في اللقاء السابق عن سكارى الغفلة ، وتحدثنا عن الغافلوان عن الدار الآخرة الذين قال الله عنهم [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ][الأنبياء : 1] واليوم موعدنا مع الحديث الثاني في هذه السلسلة الطيبة المباركة ، سلسلة التذكية العظيمة للنفس ، سلسلة المنظف الأكمل للقلوب التي صدأت بحرصها على الدنيا وطول أملها وغفلتها عن الآخرة ، هذا الحديث نقف فيه على الأموات على فراش الموت ، نرىفيه اللحظات الأخيرة لنا ولأمواتنا ،هذه اللحظات التي تفصل بين دنيا الإنسان وآخرته ولكن المصيبة كل المصيبة  هذا الفصل لا ينفصل أصحابه إلا إلى قسمين فريق في الجنة وفريقفي السعير  ، هذه اللحظات الأخيرةالتي توضح المحسن والمسئ  ، هي التي تفرق بين المؤمن والفاجر ، بين الذين تسوء خاتمتهم وتحسن خاتمتهم ، وسنتحدث اليومعن الشق الأول من هذين الفريقين عن أصحاب سوء الخاتمة نسأل جلا وعلا أن ينجينا من سوء الخاتمة ، هذا الحديث الذي نجعله بعنوان

في غمرات الموت

ذلك لأن الله عز وجل تحدث عن الظالمين فقال [وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ][الأنعام : 93] الذي تنظم الحلقةالأولى فيه في ثلاث نقاط :

1- معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم     2- أصحاب القلوب الغائبة من سوء الخاتمة        3- لماذا كل هذا الخوف ؟

ولئن الحديث حديث قلوب أسأل الله أن يحي قلوبنا ، وأن يوقظنا من سباتنا  فإنه لا قادر على ذلك إلا الله أما عن الأول فإن حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي طير قلوب الصديقين ، وحير أفئدتهم في كل حين ، حين ورد عليهم ذكر ما قاله سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم وغيره عن عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا لهذا كما قلنا طير قلوب الصديقين ، وحير أفئدتهم في كل حين ، لأنهم لا يعلمون على أي شيء يختم لهم ، لكن حكمة الله جل وعلا ققد اقتضت أنه من عاش على شيء مات عليه ، ومن مات على شيء بعث عليه ، حقا لقد قال رسول الله إنما الأعمال بالخواتيم ولكن هذا الحديث ليس فيه تقنيط لطائع وركز في هذا المفهوم جيدا - ليس فيه تقنيط لطائع الصالح أو فيه إطلاق العنان للعاصي لما شاء من المعاصي ثم يختم  له عمل صالح فليس هذا بمقصود للحديث لاتقنيط طائعين ولا إمهال العاصين وإطلاق العنان لهم ، ولكن المقصود الأول من الحديث هو بسبب أعمالنا يمكن إلا تقبل عند الله ، يمكن أن يكون قد عملها له وحده ، لهذا يفسرهذا الرواية الآخرى عند مسلم أيضا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هذه التي قال عنها ابن رجب الحنبلي ركز في هذا الكلام جيدا لأنه كلام غالي وثمين لو أحس به القلب لقشعرت الجلود خوفا من الخاتمة إن سوء خاتمة العبد لا تسوء إلا بسبب دسيسة باطنة لا يطلع عليها أحد من الناس  لا يمكن أن يطلع عليها إلا الله ، المصيبة كل المصيبة في من يري في نفسه الجنة ولكن المصيبة  أن الله يخرج ما أدفنه أو ما أخفاه ، شيء في القلب ، لا يعلمه أحد من الناس هذا الشيء يمكن أن يكون في قلبي وفي قلبك  إنها شهوة خفية مثل حبك للنساء أو حبك للجاه والمال والسلطان ، شهوة أن تظهر التواضع بين الناس ولا تظهر الكبر أمام الناس  ، شهوة أن تظهر العفة أمام الناس ولا تظهر الزنا ، شهوة الكذب أن تظهر الصدق بين الناس ولا تظهر الكذب أمام الناس ، فإذا كان يوم موتك  ظهرت هذه السرائر وظهر المخفي  في يوم الفضائح ، في يوم الموت لهذا  كان أصحاب النبي يخافون خوفًا شديدًا من ذه الدسيسة التي كانت في الباطن ، مع أن الكثير منهم بشر بالجنة من رسول الله فهذا عمر لا يخفى على الكثير منا حديثه مع حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله استأمنه رسول الله على أسماء المنافقين فجلس إليه عمر وقال أستحلفك بالله أسماني عندك رسول الله قَدْ نَاشَدَهُ عُمَرُ: أَأَنَا مِنَ المُنَافِقِيْنَ؟ يخاف عمر أن يكون هناك شيء في داخله خفى عليه فيظهره الله عز وجل عند الموت فيفتضح بذلك   فَقَالَ: لاَ، وَلاَ أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَكَ ولم يكن هذا دأب عمروحده ولكن كان شان أكثر أصحابه النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  كلهم
يخاف النفاق على نفسه وكأن المسلمين قد أخذوا التوقيع بالأمان فيما نراه بأعيننا في وسائل المواصلات ، لكن الصحابة كانوا يفطنون عن الله كما فطنوا عن رسول الله ، أوليس الكثير منهم قد حضر معه أحد  ،ومن لم يحضرها سمع بمشاهدها هذه الغزوة التي كان فيها رجل  من المسلمين اسمه قزمان هذا الرجل حينصف رسولالله أصحابه للقتال كان قزمان هذا أول من حضر الصفوف الأولى في القتال ورأه رسول الله وشاهده فقال إنه من أهل النار  » كان قد قاتل قتال الأبطال؛ قتل وحده سبعة أو ثمانية من المشركين وقتلى المشركون في هذه المعركة 32 قتيل أي أنه قتل ربع المشركين وحده  ـ وجدوه قد أثبتته الجراحة ، فاحتملوه إلى دار بني ظَفَر، وبشره المسلمون وعلى رأسهم قتادة بن النعمان فقال: والله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت، فلما اشتد به الجراح نحر نفسه ، وهذا أحد الدعاة كان يدعون إلى لا إله إلا الله و يُرَغِبُونَ الناس فيها ويحاولون أن يدخلونهم في حماها وحفظها ، ومع ذلك لما جأه الموت جلس عند راسه أحد أصحابه فقال له يا أخي قل  لا إله إلا الله اللهم اختم لنا بـ لا إله إلا الله قال فإسود وجهه وتغير وثقلت عليه لا إله إلا الله ما استطاع أن ينطقها فكرر يا أخي قل  لا إله إلا الله فقال لا استطيع أن أنطقها يا أخي قل  لا إله إلا الله عمرك كله كنت تدعو إلى  لا إله إلا الله  كيف لا تستطيع أن تقولها عند الموت ، قال لأني ما قلتها مرة خالصة لوجهه ، هذه هي الحقيقة المرعبة التي يجب أن نرتعب منها ، مهما وصلت إلى الطاعة فما بال العصاة ، مهما بلغت من الإيمان فما بال الذين يجاهرون الله بالمعاصي ، المؤمن لا يخاف على نفسه من الخاتمة فما بالنا نجاهر الله بالمعاصي ليلا ونهارا ، هذه هي الحقيقة المرعبة التي ذكرها النبي في حديث إنما الأعمال بالخواتيم  والتي كما قلنا لابد أن تأخذ بالحسبان ، وأن يحتذى بها خصوصا إذا رأيت أو سمعت عن قصص الظالمين وكان على رأس من يفعل هذا  أي يخاف من سوء الخاتمة سيدهم وسيدنا رسول الله كما أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة  رضي الله عنها تقول دَعَوَاتٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَا يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ هذا سيد البشر ، الذي أعطي مفاتيح الجنة في يده ، هذا أول من يدخل الجنة ، هذا الشفيع ، هذا المشفع ، هذا أول من ينشق عنه القبر ، هذا محمد الذي اصطفاه الله على العالمين ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ  لأنه يعلم أن التثبيت لا يكون إلا من الله  قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُكْثِرُ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ وَإِذَا شَاءَ أَقَامَه ُ  وكلنا يأمل إذا صلينا يوما أنناسندخل الجنة ،  أو إذا صمنا يوما أننا سندخل الجنة ، في زمرة الذينيحبهم الله ، ما نظرنا إلى معاصينا ، ما نظرنا إلى النظرة الحرام ، ما نظرنا إلى سماع الغناء ، مانظرنا إلى آفات ألسنتنا ، ما نظرنا إلى كثير من الموبقات ، وهذا رسول الله يكثر من قول  يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ  ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ لأنه لا يضمن وقلوب العباد بين أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يقلبها كيف يشاء ، وهذا عمرو بن العاص وما أدراك ما عمرو بن العاص الذي فتح الشام ، هذا الذي فتح مصر ، هذا الذي لما أسلم وقد أسلم مؤخرا قالرسول الله في فضله والحديث عند أحمد والترمذي بسند حسن  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، نأخذ هذا الحكم من فم الصادق المصدوق وصلى الله عليه وسلم ونسير به منحو العام السادس والأربعين من الهجرة لنرى عمرو بن العاص في اللحظات الأخيرة ، عمرو بن العاص وقد ختم له بصالح عمله ولكن انظر كيف يخاف الخاتمه جلس عنده بعض أصحابه وعند رأسه ابنه عبد الله بن عمرو بن العاص  القانت الأواب  فحول عمرو وجهه عن الناس فَبَكَى طَوِيلًا وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ يَا أَبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ تَشْتَرِطُ بِمَاذَا قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ وَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ وَلِينَا أَشْيَاءَ الفتنة بين سيدنا عليّ وسيدنا معاوية وكل الأمور التي حدثت بعد موت رسول الله  مَا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا ثم نظر إلى السماء فقال اللهم إنك قد أمرتني فعصيت ، وحددت لي فتعديت ، اللهم إني لا قريب فاعتذر ، ولا قوي فانتصر ، ولكني مذنب ومستغفر ، لا مقر ولا مستكبر ، وليس لي  إلا عفوك يا أرحم الراحمين  فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي رواه مسلم  الشاهد أن عمرو بن العاص الذي قال عنه رسول الله كما قلنا أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يخشى أن يختم له  بسوء عمله ، هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الحسن البصري رحمه الله أهل الطبقة الأولى من التابعين يعلمنا كيف كانت قلوب الخائفين من اللحظات الأخيرة من الخواتيم ، يمرعليه قومٌ يجرون قتيلا ، وهو في مجلسه ، أول ما نظر إلى هذا القتيل صرخ صرخة عظيمة ثم غشي عليه ، فلما أفاق قالوا له يا أبا سعيد ما الذي حصل ؟ فقال  إن هذا الرجل الذي مر من أمامنا كنت أعرفه  قالوا من هو ؟ قال هذا الرجل من كبار العباد وسادات الزهاد ، كان ديدنه المسجد ، ويوما وهو ذاهب إلى المسجد رأى جارية نصرانية ، ففتتن بها - هذه الفتنة  التي تسيطر على قلوبنا أو قلوب الكثير منا نسأل الله السلام من كل فتن الشهوات ، هذه التي تنكت في القلب نكته لا تخرج منه إلا بالتوبة الصادقة ، أو الفضيحة يوم الموت فراودها عن نفسها فأبت فأراد أن يتزوجها فأبت لا يحل زواجي منك لأني نصرانية وأنت مسلم قال فما العمل ؟ فقالت ليس لك إلا أن تتنصر فتنصر ليتزوجها و لما كان في اليوم التالي ، قال إنا على موعدنا ، قالت لا ، قال كيف وقد فعلت ما تريدين قالت لقد تركت دينك الذي ظللت عليه عمرك كله  من أجل شهوة تفني بعد لحظات  ، أنت تركت دينك لا خير فيك ، لكني كنت خيرًا منك تركت النصرانية طلبا لعز الأبد الذي لا ينفذ في جوار الأحد الصمد , ثم تلت قول الله تعالى :[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)][سورة الإخلاص] فتعجب الناس من حالها فقالوا لها ما الذي حدث؟ ، ما الذي غيرك؟  هل كنت تحفظين هذه السورة قبل هذا اليوم قالت لا والله ولكني بعد أن أعلن هذا الرجل كفره بالله جل وعلا نمت في الليلة الماضية فرأيت فكأن القيامة قد قامت  وإذا بخزنة النار يأخذوني إلى النار ، فإذا بي أراى مكان لي في النار قالت فأول ما رأيت مكاني في النار خفت خوفا شديدًا وإرتعبت إرتعاباعظيما ، وإذا بمالك خازن النار ، يقول لي لا تخافي ولا تحزني ، فقد قضى الله عليك بإخراجك من هذا المكان ، وأبدل مكانك هذا الرجل ، قالت فنظرت فرأيته مكاني في النار ، قالت ثم أخذني الملك إلى الجنة وأدخلني فيها فإذا قول الله تعالى [يمحو  يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)][الرعد 39] قال الحسن أول ما قالت هذه القصة مات الرجل أو قتل الرجل غيظا من ساعته فمات على الكفر عيازا بالله فاول مارأه الحسن البصري إرتعد من سوء الخاتمة ، وهذا سفيان الثوري  الذي كان الحسن البصري  وكان من سادات العباد والزهاد يعلمنا أيضا كيف كانت قلوبهم نحو الخواتيم ، وكأنهم كما قلنا  قد أخذنا توقيعا بالآمان من الحق جلاوعلا بالنجاة من النار ودخول الجنة ونسأل الله أن يحسن خواتيمنا وأن  يحقق رجائنا فيه ، المصيبة كل المصيبة  في الرجاء الذي لا يوافقه عمل لأنه أماني والأماني لا قيمة لها عند الله  يقول الحسن البصري: إن أقواماً ألهتهم أماني المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة! يقولون: نحن نحسن الظن بالله! يقول عنهم حسن البصري: كذبوا، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل فهذا سفيان الثوري على زهده وعلى طاعته وعبادته لله تعالى يبكي بكاءًا شديدًا فيسألونه ماذا يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فيقول لهم أبكي من الخاتمة ، فقالوا له أوتبكي على ذنوبك فقال : لا والله لا أبكي على ذنوبي ثم رفع تبنة من الأرض والله لو كانت ذنوبي مثل السماء لا تساوي هذه التبنة بجوار عفو الله عني ، لماذا إذن كل هذا البكاء قال أخاف أن أسلب التوحيد قبل أن أموت ضع هذه في قلبك تأمل أن تموت مصليا ، تأمل أن تموت وأنت تذكر الله ، مصيبة إذا سلب منك التوحيد قبل أن تموت ، ماذا تصنع ، نسأل جل وعلا أن يثبت قلوبنا على الإيمان وأن يرزقنا عند الموت حسن الخاتمة ، إنه لاقادر على ذلك إلا الله ، فإذا نظرنا إلى هذا الرعب العظيم وهذا الفزع العظيم للصحابة والتابعين تعجبنا لماذا  سوء الخاتمة ما حرك قلوب الكثير منا ؟   لماتحركت قلوبهم وخافوا كل هذا الخوف العظيم وما تحركت قلوبنا هذه هي حسرات الخاتمة التي فطنوها وغفلنا عنها ، التي أدركوها وما أدركناها  ، هذه الحسرات التي يقول أحد السلف الصالح عنها : ثلاثة من المحرومين حسراتهم أوجع حسرات المتحسرين أولهم رجل رجي أن يكتب له بحسن الخاتمة فأدركه عن الموت سوء الخاتمة  والثاني عبد كان يرجو التوبة و هو مصر على الخطيئة ومات على ذلك  .والثالث عبد يرجو اللحاق  بأولياء الله ..فحرمته المقادير بلوغ ما رجا . ترى ما هي الحسرات التي كملت في الخواتيم حتى أدركتها قلوب الصحابة وما أدركناها ، أربع حسرات لايوجد شيء في الدنيا يتحسرهن صاحب الخاتمة ويحق لصاحب هذه الحسرات أن تنطبع في قلب كل واحد منا ليخشى أن يسلب التوحيد قبل أن يموت .

أول هذه الحسرات والتي يتعلق بالخاتمة والتي يتحدث عن عظمها وهولها:  أن أمر الخاتمة هذا ليس بيدك لو أن هذا بالحفظ والتلقين مع أننا من السنة أن نلقن موتنا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، هذا إتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لابد أن يكون الأساس منطبع في القلب ، ولكن لابد أن يسلم أصل التوحيد في القلوب  ، لأن أمر التثبيت بيد علام الغيوب  سبحانه وتعالى فهو القائل [يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ][إبراهيم : 27] من الذي يثبت إنه الله يُثَبِّتُ اللّهُ أمر بيد سواك ليس بيدك لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من أن يدعو اللهم إنا نعوذ بك مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرْكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ أخرجه البخارى (6/2440 ، رقم 6242) . وأخرجه أيضًا : الحميدى (2/429 ، رقم 972) ، ومسلم (4/2080 ، رقم 2707) ، وأبو يعلى (12/14 ، رقم 6662) ، وابن حبان (3/294 ، رقم 1016)  لما تعرض شراح الحديث لقوله وَسُوءِ الْقَضَاءِ في الدنيا عام في النفس والمال والأهل والولد وأما في الأخرة فهو الموت علي سوء الخاتمة لذلك قال ربناجل وعلا يبين أنه  الواحد الأحد الذي يملك هذا الأمر [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ثم قال بعدها وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ يمكن أن يكون قلبك يتمنى التوحيد فيحول ربك بين ما تتمناه  وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ][الأنفال : 24] يمكن أن تتمنى النجاة فيحول ربك بين ذلك أوليس أعظم ما أدرك قلوب الخائفين من التابعين قول الله تعالى :[ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ][الزمر : 47] لذلك كان دعاء الصالحين من عباد الله  رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ هذا هو أول الحسرات أن الخاتمة بيد الله وحده وليس بيدك لذلك عليك أن تعمل على ذلك حتى يوفقك الله إلى ذلك  ، فمن صدق مع الله صدق الله معه

الثانية أنه في الخاتمة يصل المرء  إلى أضعف حالته   لماذا لأنك تعاني ألم النزع ، وشدة الهجرات ،وارتفاع الغمرات  ، والصياح بالأنين ، ونزول العبرات كل ذلك ممن حولك ، حالة ما أضعفها من حالة ، إذا كان الشيطان ونحن في الدنيا وفي أحوالنا هذه قد استولى علينا وقد حركنا كيفما يشاء ، وقدشغل قلوبنا عن شكر الله  وقدعصم جوارحنا وألسنتا عن شكر الله وذكر الله فكيف حالنا إذا انتقلنا إلى هذا الحال الضعيف ، كيف حالنا إذا وصلنا إلى فراش الموت ، إذاتقلبنا في اللحظات الأخيرة ، يا أخي أنت لاتملك أن تخالف الشيطان في نظرة إلى الحرام  ، تخالف نفسك في كلمة حرام ، في قرش حرام ، لا تملك هذه الأشياء مع كمال قوتك وكمال إدراكك ، وتمام عقلك ، فكيف إذا وصلت إلى فراش الموت مع كل هذه الشدائد التي يعانيها وبين قائل يقول إن فلانًا قد أوصى أن ماله قد يحصى ومن قائل يقول إن فلانًا قد سكت لسانه فلا يعرف جيرانه ولا يكلم إخوانه وأنت تسمع الكلام ولا تقدر رد الخطاب  ، كل هذا الضعف مع قوة الشيطان العظيمة ، لأن الشيطان يكون أقوى ما يكون على الإنسان عند الموت ، والإنسان يكون أضعف ما يكون عند الموت لأن الشيطان يعلم أنه إذا قضي هذا الرجل بحسن خاتمة فلن يدركه بعدها روي في الأثر  إذا مات الرجل أو جلس على فراش الموت قال الشيطان لبنيه فيقول دونكم هذا إذا أفلت منكم فلن تدركوه بعدها هذا الذي أطاع الله الأن يمكن أن يطيع الشيطان غدا ، لكن الذي  عصى الشيطان في الدنيا فسيعصاه في الموت ، لذلك ورد في الأثر أنه أي الشيطان يُمثل للميت في صورة أحد أقربائه في صورة أبيه أو أمه يقول له أن مت على اليهوديه فوجدتها خير الأديان فمت على اليهوديه ، لقد مت على النصرانية فوجدتها خير الأديان فمت على  النصرانية  من أجل هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من أن يستعيذ من فتنة المحي والممات بعد كل تشهد أخير ، بعد أن يختم التشهد يستعيذ بالله من عذاب القبر ،ومن فتنة المحيا والممات أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ رواه أحمد إسناده صحيح على شرط الشيخين

ثالث هذه الحسرات أن الموت يأتي بغته   يا من تعصي الله ، يا من ترتشي وتأكل أموال الناس بالباطل ، الكذابون والمغتبون والنمامون ، والذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ، الذين يحاربون الله بالمعاصي ، الذين يدخنون ، الذين ديدنهم الغناء ، الذين لا هم لهم  إلا المسلسلات والأفلام ، النساء المتبرجات ، العصاة جميعًا والعاصيات هل منكمأحد يعرف متى يموت ، هذه ثالث الحسرات أن الموت يأتي بغتة والمصيبة كل المصيبة حين يأتي بغتة ، فيجدنا على عصياننا قد كذبنا  بلقاء ا لله تعالى ، قال تعالى :[ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ][الأنعام : 31]  الموت يأتي بغته وعندها تبدأ الحسرات لا تنفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل  ذكر يسير الرقاشي رحمه الله أن جبار من جبابرة بني إسرائيل كان جالساً في منزله إذ نظر إلى شخص قد دخل إلى باب بيته فثار إليه فزعاً مغصباً فقال: "من أنت ومن أدخلك داري"؟! قال: أمّا الذي أدخلني الدار فربّها وأمّا أنا فالذي لا يمنعني الحجاب ولا أستأذن على الملوك ولا أخاف سطوة السلاطين ولا يمتنع عني كل جبّار عنيد ولا شيطان مريد... عندها سقط الجبار منكبّاً على وجهه ورفع رأسه مستعطفاً قائلاً: أنت إذاً ملك الملوك أنت ملك الموت  قال: "أنا هو" فقال: فهل أنت ممهّلي حتى أحدث عهداً (وصية) قال: هيهات كم من الموتى عند موتهم يتحسرون ؟ وكم منهم يتمنى الرجعة إلى الدنيا فلا يقدرون أوما قال الله [وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ]  انقطعت مدّتك وانقضت أنفاسك ونفذت ساعاتك فليس إلى تأخيرك سبيل...  قال: فإلى أين تذهب بي؟ قال: إلى عملك الذي قدّمته، وإلى بيتك الذي مهدّته.  قال: لم أقدّم عملاً صالحاً ولم أمهّد بيتاً حسناً، قال: فإلى النار إلى  لظى، نزاعة للشوى ثم قبض روحه... وسقط كأنه خشبة ، هذه الحسرة حين يأتي الموت بغتة تلحق بالذين تسوء خاتمتهم ، عرفت لماذا خاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون من الخاتمة لأنه عرفوا أنهذاالخاتمةبيد الله وحده ، ولأنهم أضعف ما يكونون عند الموت ولأن الموت يأتي بغتة

الحسرة الرابعة وأعظم هذه الحسرات ليت الأمر أن الإنسان يموت فقط إنما يبعث على ما مات عليه  ولو أنا إذا موتنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسال بعدها عن كل شيء  هذه الحديث الذي رواه الإمام مسلم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ » . رواه مسلم الحاج يبعث يوم القيامة ملبيا والمجاهد يدفن بثيابه ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِى اللَّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ » . رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي ومالك ، والذي مات مصليا لله يبعث يوم القيامة ساجدا لله نسال الله أن يبلغنا ذلك المصيبة كل المصيبة للعصاة والمذنبون أمثالنا ، للذين خلوا بمحارم الله انتهكوها ، بالله عليك وأنت جالس على موقع إباحي وقد خلوت بإمرأة أجنبية عنك لتفعل معها الفاحشة ، وأنت تدخن  ، وأنت تزني ، وأنت تفعل اللواط ، وأنت ترتشي ، وأنت تاركا للصلاة ستبعث يوم القيامة على هذه الصورة ، كيف تلقى الله على هذه الصورة ؟ إحدى العابدات تبكي بكاءا شديدا عند موتها فيقولون لها ما يبكيك؟ فتقول  والله لو عصيت آدميا لإستحييت أن ألقاه فكيف وقد عصيت رب الأرباب ومالك الملوك ، كيف تلقاه؟ تلقاه وأنت تزني ، تلقاه وأنت ترابي ، تلقاه والتدخين والمخدرات في فمك ، تلقاه وأنت وأنت تنظر إلى الحرام  ، كيف تلقاه وأنت على هذه الصورة وقد قال  يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ والذين طغوا في الدنيا والذين أعجبوا بسطانهم بجمالهم وليسمع كل المتبرجات الذين أقاموا الفتنة في المجتمعات وضيعوا الشباب ونسأل الله أن يعصم سائر نساء المسلمين كأمثال الذر  يطأهم الناس بأقدامهم ، وهكذا كل من أعرضعن منهج الله يحشر أعمي فيسأل لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا فيأتيه الجواب من قبل الله تعالى :[ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) ] [طه : 123-127] هذه هي أعظم الحسرات

نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال  وأن يحسن خواتيمنا

اللهم أحسن خواتيمنا

اللهم إنا نعوذ بك من سوء الخاتمة

ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات

 اللهم ثبتنا عند الموت

 اللهم طهر قلوبنا من دسائس بواطنها   

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free