على جسر جهنم
بعد أن يفرغ الناس من الوقوف ومن الحساب فمن الناس من يؤتى كتابه باليمين ومنهم من يؤتى كتابة بشماله من وراء ظهره .ساعتها يأمر الله الصراط أن ينصب على ظهراني جهنم في هذه الساعة بعد أن فرغت من الحساب ومن الناس من هو يحمل أوزاره على ظهره هذه الأوزار التي ستمر بها على جسر فوق جهنم , فإما أن تمر بسلام وأمان أو تسقط في نار جهنم , ولكن السؤال هل كل الناس سيمرون على هذا الجسر ؟ لا الذين سيمرون على هذا الجسر هم صنفان من الناس فقط هم الموحدون الصادقون ومعهم المنافقون إذن فأين يذهب باقي الناس ؟ باقي الناس سيجعل لهم الله عز وجل قبل أن يمد الصراط اختبارًا وامتحانًا وهذا الإمتحان ستكون عاقبته إلى النار . عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِىِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ نَاساً قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « هَلْ تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ » . قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « هَلْ تُضَارُّونَ فِى الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ » . قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئاً فَلْيَتَّبِعْهُ . فَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فِى صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِى يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ- والسؤال كيف عرفوا أن هذه ليست صورة الله عز وجل؟ والجواب من الدنيا فقد عرفوا أوصافه فإن الله لا يشبة الحوادث ليس كمثله شيء - هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ . فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى فِى صُورَتِهِ الَّتِى يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا وفي رواية آخرى فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ إَلاَّ وَقَعَ سَاجِدًا ولا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ رِيَاءً وَسُمْعَةً إلا وَقَعَ عَلَى قَفَاهُ. فَيَتَّبِعُونَهُ وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَىْ جَهَنَّمَ – ما هو الصراط؟وما هي الصعوبات التي سنواجهها على الصراط ؟وما هي أحوال الناس على الصراط؟وما هو السبيل للنجاة من أهوال الصراط؟
ما هو الصراط؟ الصراط هو جسر موجود على ظهر جهنم أدق من الشعرة وأحدُ من السيف عليه كلابيب وخطاطيف وشوك كشوك السعدان وهذا الصراط كما قال عنه عبد الله بن مسعود والله هو أدق من الشعرة وأحدُ من السيف هذا الصراط يأمر الله الخلائق أن يمروا عليه ( والمقصود طبعا الموحدون والمنافقون ) لكن ما هي الصعوبات التي سنواجهها الناس وهم يمرون على الصراط ؟ وتخيل حالك وأنت مثقل بأوزارك وتحمل ذنوبك على ظهرك قال تعالى : [وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ] [الأنعام : 31] تخيل وقد أصابك الكلل والتعب ومررت بسرعة على هذا الصراط فتجده دقيقا ضيقا طويلا على ظهر جهنم وأمامك ملائكة عظام غلاظ بنيانهم قويه وأجسامهم عظيمة الواحد منهم المسافة بين شحمة أذنيه وترقوته مسيرة 700 عام مع كل واحد منهم كلابيب وخطاطيف وأنت تمر وحدك مثقل بأوزاك تنظر أمامك فلا ترى إلا الطريق طويل وتنظر من خلفك فترى نارًا تلظى قد أشتد لهيبها تريد أن تلتهم أي أحد فماذا سيكون حالك وأنت تضع قدمك على هذا الجسر؟ الناس يشاهدون حلبات السيرك وأنتم ترون الاعب كيف يمشي على الحبل دون أن يقع والناس يصفقون له لأنه أجاد المرور ؟ كيف لهذا العبقري أن يمر على هذا الحبل الطويل لأنه قد تدرب على هذا شهورا طويلة وأنت وحدك تحمل أوزارك ولم تتدرب على عبور هذا الجسر وإذا سقطت ستهوي في نار تلظى فماذا ستصنع ؟ فيا له من طريق ما أطوله ويا له من مرتقى ما أصعبه ويا له من جسر ما أضيقه ؟ فأول ما تضع قدمك ترى أهوالا عظاما – ما هذه الأهوال؟ هذه الأهوال التي جعلت المصطفى صلى الله عليه وسلم يذكر أنه لا يذكر أحد أحدا عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « مَا يُبْكِيكِ » . قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « أَمَّا فِى ثَلاَثَةِ مَوَاطِنَ فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَداً : عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِى يَمِينِهِ أَمْ فِى شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَىْ جَهَنَّمَ » . قَالَ يَعْقُوبُ : عَنْ يُونُسَ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِهِ . تحفة 16058 رواه أبو داود وضعفه الألباني هذا الموطن الذي خاف منه الملائكة الكرام وهم الذين لا يحاسبون يوم القيامة في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك » ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ) ( صحيح لغيره ) بل إنه من هول الصراط يقف خير ولد آدم يشفع لهم فيه يقف المصطفى على الصراط شفاعة للمؤمنين في حديث أنس بن مالك أنه قال قلت لرسول الله أسألك أن تشفع لي يوم القيامة فَقَالَ « أَنَا فَاعِلٌ » . قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ قَالَ « اطْلُبْنِى أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِى عَلَى الصِّرَاطِ » . قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ « فَاطْلُبْنِى عِنْدَ الْمِيزَانِ » . قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ « فَاطْلُبْنِى عِنْدَ الْحَوْضِ فَإِنِّى لاَ أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلاَثَ الْمَوَاطِنَ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . تحفة 1624 - 2433 رواه الترمذي وأحمد قال الترمذي : حسن غريب قال الشيخ الألباني : صحيح بل إن أعظم من ذلك أنك ستقف على الصراط وهو مظلم يلقى الله على الموقف كله الظلمة فلا يرى أحدٌ شيئًا . إذن كيف نمر على الصراط ونحن أصلا لا نرى شيئا ؟ يجعل الله لكل موحد نورا على قدر عمله ، وفي هذه اللحظة ينادي المنافقون على الموحدين فيقول رب العالمين وهو يقص حالهم [يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) ] [الحديد : 12-16] يلقي الله الظلمة على الموقف ليظهر المؤمنين من المنافقين ويظهر الصادقين من الكاذبين يقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان مولى رسول الله فَجَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ . فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَالَ لِمَ تَدْفَعُنِى فَقُلْتُ أَلاَ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ الْيَهُودِىُّ إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِى سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اسْمِى مُحَمَّدٌ الَّذِى سَمَّانِى بِهِ أَهْلِى » . فَقَالَ الْيَهُودِىُّ جِئْتُ أَسْأَلُكَ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَيَنْفَعُكَ شَىْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ » . قَالَ أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ مَعَهُ . فَقَالَ « سَلْ » . فَقَالَ الْيَهُودِىُّ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « هُمْ فِى الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ » . رواه مسلم بل من الأهوال أيضا الكلاليب الموجودة على الصراط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكملة الحديث الأول الذي بدأناه فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِى أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الرُّسُلُ وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ . وَفِى جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ » . قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ – يقول حيي بن عمير والله إن الخطاف الواحد ليأخذ من الناس ما بين ربيعة ومضن أي يسقط في المرة الواحدة مئات الألوف كذلك من المصاعب والشدائد في هذا الموقف الأمانة والرحم تحاجان يوم القيامة على جانبي الصراط تقول الأمانة يا رب سل هذا فيما ضيعني ضيعك الله كما ضيعتني وتقول الرحم سل هذا فيما قطعني وأنت تحاول أن تمر بأية طريقة ولكن تقف لك الأمانة التي ضيعتها في الدنيا حين تركت أولادك وهم يقفون على المقاهي وأمام التلفاز وغيرها وحين استخدمت وظيفتك لتعصي رب الأرض والسموات وكل منح الله هي أمانات أنت ضيعتها ستسأل عنها عَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » . أطرافه 2409 ، 2554 ، 2558 ، 2751 ، 5188 ، 5200 ، 7138 - تحفة 6989 رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد ومن الجانب الآخر الرحم التي قطعتها أمك وأبوك الذيت عققتهما ولم تصلهما وعمتك وخالتك كلهم يجتمعون عليك يريدون أن يأخذوا حقهم َ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ » . تحفة 17351 - 2555/17 رواه مسلم وأحمد ولكن ما هي أحوال الناس على الصراط؟ على أربعة أصناف الصنف الأول يمرون بسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَالصنف الثاني من ينجو ويقع نَاجٍ مَخْدُوشٌ ولكنهم يمرون والصنف الثالث يظل محبوسا على الصراط إلى ما شاء الله تحته لهب النار يشاهد كل شيء حتى يأتيه الأمر من الله بالمرور فيمر عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « َمَنْ رَمَى مُسْلِماً بِشَىْءٍ يُرِيدُ شَيْنَهُ بِهِ حَبَسَهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ »رواه أبو داود والترمذي وأحمد .وصححه الألباني وقال الترمذي حسن تحفة 11291 والصنف الرابع هم الذين تخطفهم الكلاليب وتهوي بهم في النار وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ، وهم على 3 أشكال منهم المنكوس والمكدوس والمقوقس ما المنكوس الذي يسقط على رأسه وقدميه إلى أعلى ، والمقوقس هو الذي يقيد قدماه ورجلاه ويلقى في النار ، والمكدوس وهو الذي يدفع ويلقى في النار قال تعالى [يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً ] [الطور : 13] هذه أهوال الناس على الصراط وهذه أشكالها ولكن كيف يكون حال آخر شخص على الصراط يقول عنه النبي كما في صحيح مسلم من حديث أبو هريرة وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِى عَنِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِى رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِى ذَكَاؤُهَا فَيَدْعُو اللَّهَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَهُ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ . فَيَقُولُ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ . وَيُعْطِى رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ أَىْ رَبِّ قَدِّمْنِى إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لاَ تَسْأَلُنِى غَيْرَ الَّذِى أَعْطَيْتُكَ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ . فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ لَهُ فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ . فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ . فَيُعْطِى رَبَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالسُّرُورِ فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ أَىْ رَبِّ أَدْخِلْنِى الْجَنَّةَ . فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ . فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ . فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ فَإِذَا ضَحِكَ اللَّهُ مِنْهُ قَالَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ تَمَنَّهْ . فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنَّى حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِىُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ » . قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ لاَ يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئاً . حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ وَمِثْلُهُ مَعَهُ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا حَفِظْتُ إِلاَّ قَوْلَهُ ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَشْهَدُ أَنِّى حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ . فضحك ابن مسعود فقال : ألا تسألوني مما أضحك ؟ فقالوا : مما تضحك ؟ فقال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تسألوني مما أضحك ؟ فقالوا : مما تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك ربي حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول : إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قدير قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ . تحفة 4156 ، 14213 - 182/299 رواه البخاري ومسلم وأحمد والحميدي وأول من يمر على الصراط هو النبي صلى الله عليه وسلم وأول من يمر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم فقراء المهاجرين ثم الناس على قدر الأعمال ولكن كيف النجاة من هذه الكرب والأهوال ؟ العجيب في أمر الصراط عندما تقرأ بعض التفاسير عن قوله [ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ] [مريم : 71] أن المقصود بالورود هنا هو الدخول في جهنم بل إن ابن عباس رضي الله عنهما كان يجادل أحد الحواريه فقال له [لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ] [الأنبياء : 102] أي لا يدخل أحد جهنم فقال له ابن عباس ويحك أمجنون أنت أما قرأت فول الله تعالى [ فأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ] [هود : 98] وقوله [ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ] [مريم : 71] إلا أن ما قاله النووي وأكثر المفسرون وأهل العلم هو المرور من على جهنم ولكن ما يعنينا ما قاله أبو ميسرة العابد حين ما كان يبكي كل ليلة ويقول ويلك أبا ميسرة ليت أمك لم تلدك فتقول له زوجته لماذا تقول هذا وقد أنعم الله عليك بالإسلام يا أبا ميسرة؟ فقال لها : لأن الله أخبرنا واردين النار ولم يخبرنا إن كنا سننجو أم لا إن الأمر عظيم يحتاج إلى تفكر وتدبر أول شيءٍ للنجاة من هذا خوف يملأ القلب الناس في زماننا هذا أصبحوا يخافون من الناس ويرهبون الناس أكثر من خوفهم من الله عز وجل ولكن الله عز وجل أخد على نفسه وعدا أنه لا يجمع في قلب عبده خوفين ولاأمنين إن هو خافه في الدنيا أن أمنه في الأخرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة رواه ابن حبان في صحيحه ( حسن صحيح ( وصدق الله إذ يقول [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)] [النازعات :40-41] قال بعض الناس لصاحب له رأه يضحك هل بلغك أنك وارد على النار فقال نعم قال هل بلغك أنك ستنجو منها قال لا قال فلما الضحك قال فما روي هذا الرجل ضاحكًا بعدهاحتى مات وكان عبدالله بن رواحة رضي الله عنه يكثر البكاء فتبكي إمرأته فيقول لها ما الذي يبكيك فتقول بكيت لبكائك فقال لها أبكي لأني بلغني أني سأمر على النار ولم يبلغني أن سأنجو منها تفكر في أمر الصراط وفي مرورك وحدك ليس معك والد ولا زوجة ولا أي أحد يصحبك إن كنت طائعًا مررت هكذا وإن كنت عاصيا مررت بذنوبك على الصراط ولاتكن كمن جاءه أسد ليأكله ولا ينجيه إلا حصن حصين على بعد أمتار غير أنه لا يفعل شيئا إلا أن يقول أعوذ بالله من هذا الأسد ولا يتحرك من مكانه وهذا حال كثير من الناس يبكون في الجميع والخطب ولا يتحركون للأخرة إنما نريد خوفا يحبسك عن معاصي الله نريد رجاءًا تحسن الظن بالله وطاعته فنحتاج إلى خوف يملأ القلب ثانيا الدعاء إنك تدعو الله في اليوم 17 مرة ليهديك الصراط المستقيم في الدنيا فكما تدعوه لينجيك في الدنيا أدغوه لينجيك من الصراط وأهواله يوم القيامة وليثبتك على الصراط فإنه لا يثبت في هذه الساعات إلا رب الأرض والسماوات ثالثا الإستقامة على الأمر والنهي فتقول لي صلي فتقول ربنا ينفعك ببركاتك يا شيخ قال عمر بن الخطاب لما سئل عن الإستقامة هو أن تستقيم الجوارح على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب فإذا أتاك دليل من الكتاب والسنة تريد أن تجد لك مخرجا لذلك قال ابن تيمية رحمة الله تعالى أعظم كرامة لزوم الإستقامة وقال بعض العارفين كن طالبا للإستقامة لا طالبا للكرامة فإن ربك عز وجل يطلب منك الإستقامة وأنت تطلب لنفسك الكرامة قال الله وقال رسوله وفعل السلف الصالح فعلت هذا كنت من المستقيمين [ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ] [فصلت : 30] لذلك بن ورد الذي قال عنه سفيان الثوري عندما فرغ من درسه إذهبوا إلى طبيب القلوب بن ورد الذي أخذ على نفسه العهد والميثاق ألا يراه الله أو أحد من خلقه ضاحكا حتى يعلم هل هو من أهل الجنة أم من أهل النار ، كان يأتيه أحدهم ويقول له رأيتك في المنام أنك من أهل الجنة فيبكي ويقول أخشي أن تكون هذه من الشيطان فلما وضعوه على خشبة الغسل رأوه متبسما ضاحكا ، الحارث بن عبد المطلب وهو على فراش الموت وهم يلقونه الشهادة يقول لهم إليكم عني فإن لم أرتكب خطيئة منذ أسلمت ، شيخ الإسلام بن دقيق العيد قال ما قلت قولا ولا فعلت شيئا إلا أعددت له جوابا بين يدي الله ، رابعا من أعظم المثبتات على الصراط تفريج كروبات المسلمين بعض الموظفين يستهينه به يقرأون الجرائد ويأكلون ويشربون .............. ثم يقضون حوائج الناس كل هذا من باب تفريج كروبات المسلمين قال النبي صلى الله عليه وسلم : من مشى في حاجة أخيه حتى يتمها له ثبت الله عز وجل قدميه يوم تزول الأقدام رواه الأصبهاني واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه وحسنه الألباني
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 1/457 خلاصة حكم المحدث: [فيه] سكين بن أبي سراج شيخ يروي الموضوعات عن الأثبات والملزقات عن الثقات
الأمر عظيم والخطب جلل وساعتها ستكون إما ان تكون من الناجين أو من الهالكين وساعتها ستندم وستقول [يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ( 27 ) يَا ويْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28)][الفرقان : 27- 28]
|