tamer.page.tl
  مالي وللناس
 

مالي والناس

1- شج اسمه الناس                                             2- هذه حقيقتهم                3- وإن إلى ربك المنتهى (كيف يمكن ان أتخلص من هذه العوائق)

إن أعظم غاية يمكن أن توضع أماما المؤمن هي أن يكون الله عز وجل غايته وأما هذه الغاية توضع العوائق وتكثر العلائق ومن اعظمها تعلقا بالمسلم هي ما نراه فيما حولنا التعلق بالناس ونربط أعمالنا بهم ومراعاة نظرهم والإهتمام بآرائهم فيما نعمل ولله در أحد الحكماء حيث قال (( خرجت من بطن أمي وحدي ودخلت قبري وحدي وأحاسب وحدي فما لي والناس ))

نريد في هذا الحديث أن يكون هذا شعارا لنا في كل ما نعمل إذا عملت ولم تجد من الناس شكرا فقل لنفسك مالي وللناس وإذا عارض عمل ما رضا الناس فقل لنفسك مالي وللناس وإذا أرادك الناس على معصية فقل مالي وللناس وإذا رأيت من الناس نقدا أو جفاء مع استقامتك فقل مالي وللناس نسأل الله أن يخرج من قلوبنا كل مراقبة للناس وأن يجعل مراقبتنا له وحده سبحانه

الواقع يضج بذلك ويتمثل في أمرين :

* العمل من أجل الناس حتى أرضيهم

 يتعلم العلم من أجل أن يحظى عند الناس ، ينفق ليقال منفق ، يصلي ليقال مصلي يفعل كثيرا من الأشياء التي يتعب فيها نفسه حتى يقولوا صالح مجاهد خدوم جدع ما له مثيل    أي غفل ركب فينا ونحن نتعب أنفسنا لنرضي الناس وقد علم بالتجربة أن رضا الناس غاية لا تدرك ومع ذل رضا الناس غاية لا تدرك ومع ذلك نقصد ذلك إن مدحونا فرحنا وإذا ذمونا حزنا نخدمهم ليحيونا ونسارع في تنفيذ أوامرهم ولو في ذلك غضب الجبار ليكون لنا حظوة عندهم .... إن من عمل للناس نال أجره منهم لأن الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك

قال رسول الله « إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ . قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ . فَقَدْ قِيلَ . ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ . قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ . وَقَرَأْتَ الْقَرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ . فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ . وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ . فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ » رواه مسلم والنسائي

قال تعالى : [مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا][الكهف : 17]

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ » . رواه مسلم وابن ماجه

عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ شَىْءَ لَهُ » . فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ شَىْءَ لَهُ » . ثُمَّ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصاً وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ » رواه النسائي حسن صحيح وحسنه الألباني

* مراعاة الناس في العمل

أعصي الله عشان الناس أعرف ان هذا حرام ولكن الناس ... أعرف أني مخالف لكن الناس الناس تلبس بناطيل علشان كل الناس كده .... ممكن مصليش فيس جماعة عشان مكسوف من الناس  ن حتى في الطب والهندسة عشان الناس تقول طبيب أو مهندس أما علوم الدين فهي أخر حاجه عنده في القائمة

* كثيرا من الملتزمين ظاهريا في فرحه يأتي بمنهيات ومنكرات DJ   لماذا ؟ الناس كده وبعدين الناس حتقول ده فرح ولا ميتم

* في المأتم تقام السرادق ويجأ بالمقرأئين مع العلم بان صاحب الميت ممكن أن يكون من أكثر العاقين للميت بس الناس بس لعز فلان

* اعلم أنت أكبر شيء يظهر فيه تدين  المتدين عند فرحه وحزنه .... كلنا يدعي محبة الله وطلب رضاه لأن هذا بيننا وحالنا يدل أما إذا وحل في ذلك تغير الأحوال الوجدانية مع اجتماع شياطين الأنس  إلىَّ كان الوضع مخالفا ...........أراعي الناس مهملا رسول الله

عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . رواه الترمذي وقال الترمذي (2007)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف (345)

قال الحارث المحاسبي : الصادق: هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله، ولا يكره أن يُطلع الناس على السيء من عمله؛ فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين. هذه حقيقتهم

هل يمكن أن يراعي الناس ذلك وأن يحسنوا  لي ؟ هل يشعر بي الناس ويصنعوا ألف حساب مثلما أصنع أنا اهل فيهم عوض لما افعل ؟ هذه حقيقتهم

·       ظلم وكفر

قال تعالى : [اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)][ابراهيم : 32-34]

هذا هو الإنسان هؤلاء هم الناس كان عمر بن الخطاب يقول اللهم اغفر لي ظلمي وكفري فكلموه في ذلك فذكر هذه الآية

·       ناس ظلموا أنفسهم وكفروا بنعمة ربهم

 هؤلاء لا ينتظر منهم الخير إلا من رحم الله جحد بنعمة الله وعصى خالقه- برغم بره به نسيه برغم ذكره له تجرا عليه  رغم ستره له  - راعى غيره رغم عدم غيابه عنه تعلق بغيره رغم عدم غناه عنه لحظة أهذا يراعى ؟!!!

·       لا يؤثر منه

ننتظر رضاهم ومدحهم وثنائهم  وليس لهم في ذلك شيء

جاء رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ حَمْدِى زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّى شَيْنٌ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «ذَاكَ اللَّهُ تَعَالَى» . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. رواه الترمذي

ومعنى الحديث: رجل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

إن مدحي زينٌ --- وإن ذمي شينٌ

قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ذاك الله)) رواه الترمذي بسند حسن وأحمد

معنى الكلام عندما أمدح أحد فهو الممدوح في المجتمع فإذا كنت رئيسا في مجلة وذكرت أحد بخير ذكره المجتمع كله بخير، وكذلك من ذممته فهو مذمومٌ عند الناس، فسمعه رسول الله فقال له ذاك الله الذي إذا مدحك مدحت في العالمين ووضع لك القبول في الناس وإذا ذمك الله فأنت مذموم عند الناس ولو كنت أعظم العظماء، فهل سعيت أن يكون لك قدر عند الله؟ فالله عز وجل لا ينظر إلى غناك وفقرك فربما تكون أثرى الأثرياء تلبس أفخم الثياب وتركب أفخم السيارات، وتعيش في أحسن عيشه، ومع ذلك ليس لك عند الله حجم، قال رسول الله كما في حديث أبو هريرة «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» رواه مسلم

قال ابن القيم : وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: إن مدحي زين وذمي شين, فقال:" ذاك الله عز وجل". فازهد في مدح من لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه, وليس ذاك إلا لله

·       مجموعة من صفاتهم

قال وهيب بن الورد : خالطت الناس خمسين سنة فما وجدت واحدًا منهم غفر لي ما بيني وبينه، ولا ستر علي عورة، ولا أمنته إذا غضب، فالإغترار بهؤلاء حمق كبير فأن يتوجه قلبك إلى الناس هذا من حمقك

·       لن يغنوا عنك شيئا

هل يمكن إن سخط عليك الله أن يرضى عليك أحد من خلقه وان يحميك من غضبه تعلقنا باصحاب المناصب جيبي مليان كروت اللواء فلان العميد فلان المستشار فلان واتقرب من هذا وأرجو رضا ذاك وأسفاه لو رضي هؤلاء وسخط الله

 عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا أَنِ اكْتُبِى إِلَىَّ كِتَاباً تُوصِينِى فِيهِ وَلاَ تُكْثِرِى عَلَىَّ . فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ » . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ . رواه الترمذي بسند صحيح

  قال تعالى :[ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)][غافر : 47-48]

تخلص من العلائق

أولا اجعل الغاية « رضوان الله وحده »

* الشيخ معمر ياسين قبل موته بايام يسألونه ما أملك فقال « أملي أن يرضى الله عني »

* قال بن القيم  في قوله تعالى :[ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى][النجم : 42] وتحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به وإلا فهو مضمحل منقطع فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إلا الله وعليه فأن القلب لا يستقر ولا يطمئن ويسكن إلا بالوصول إليه وكل ما سواه مما يحب ويراد فمراد لغيره وليس المراد المحبوب لذاته إلا الله

* وقال أيضا إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها, وحمل عنه كل ما أهمه, وفرغ قلبه لمحبته, ولسانه لذكره, وجوارحه لطاعته. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها! ووكله إلى نفسه, فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق, ولسانه عن ذكره بذكرهم, وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم, فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره, كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره. فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بل بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى: [ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ] [الزخرف 36. ]

من أصبح و همه غير الله فليس من الله في شيء

قال تعالى :[ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) ][المؤمنون : 87-87]

إني أوتيت لكل مأوى في الحياة  ***  فما رأيت أعــز من مـأواكــا
ثانيا راقب ربك

تراعي الناس وأنت معهم وبينهم وتذهب عنهم فيتغير حالك هل عاملت الله مثلما تعاملهم ؟ هل هذا يدل على ان الله معك في كل لحظة وانك تخشاه وتراقبه

إن اليقين بان الله معك ويراقبك ويعلم ما توسوس به نفسك وأقدر عليك من الناس وأنفع لك من كل الناس وهو الذي يوصلك إليه ويجنبك مراعاة الناس وهذا هو أعلى مقامات الدين الإحسان قال تعالى :[ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا][النساء : 108]

وقال محمد بن علي الترمذي اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك وأجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمة عنك وأجعل طاعتك لمن لا تستغنى عنه وأجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه

  ثالثا ما قدرك عند الله

إن التفكير في هذا السؤال يجعل الإنسان مقيلا على الله غير مكترث بثناء الناس أو ذمهم خصوصا إذا تيقن أن مقاييس البشر لا يعامل بها رب البشر

 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّه لَيَأْتِى الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَقَالَ اقْرَءُوا ( فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) » متفق عليه

عن سهل الساعدي قَالَ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَا تَقُولُونَ فِى هَذَا الرَّجُلِ قَالُوا رَأْيَكَ فِى . هَذَا نَقُولُ هَذَا مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا حَرِىٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ . فَسَكَتَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَا تَقُولُونَ فِى هَذَا » . قَالُوا نَقُولُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِىٌّ إِنْ خَطَبَ لَمْ يُنْكَحْ وَإِنْ شَفَعَ لاَ يُشَفَّعْ وَإِنْ قَالَ لاَ يُسْمَعْ لِقَوْلِهِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لَهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا » . تحفة  4720 رواه ابن ماجه البخاري وابن ماجه

* عبد الله بن البجادين

وكان عَبْدُ اللَهِ ذُو البِجَادَيْنِ من مُزَيْنَة ؛ وكان يتيماً لا مال له. قد مات أبوه فلم يورثه شيئاً. وكان عمّه مَيِّلاً فأخذه وكفله حتّى كان قد أيسر، فكانت له إبل وغنم ورقيق. فلمّا قدم رسولالله صلّى الله علیه وآله وسلّم المدينة، جعلت نفسه ( تشتاق إلی زيارة رسول الله ) ، وتتوق إلی الإسلام؛ ولايقدر علیه من عمّه، حتّى مضت السنون والمشاهد كلّها، فانصرف رسولالله صلّى الله علیه وآله وسلّم من فتح مكّة راجعاً إلی المدينة.

فقال عَبْدُ اللَهِ لعمّه: يا عمّ! قد انتظرت إسلامك فلاأراك تريد محمّداً! فائذن لي في الإسلام!

فقال عمّه: والله لئن اتّبعت مُحَمَّدَاً ، لاأترك بيدك شيئاً كنت أعطيتكه إلاّ نزعته منك حتّي ثوبيك.

فأخذ كلّ ما أعطاه، حتّي جرّده من إزاره.

فأتي عبد الله أُمّه فقطعت بِجَادَاً لها باثنين ( البجاد كساء فيه خطوط ) فائتزر بواحد، وارتدي بالآخر. ثمّ أقبل إلی المدينة وكان بوَرِقَان ( جبل من رحمي المدينة ).فاضطجع في المسجد إلی السحر. ثمّ صلّي رسولالله صلّى الله علیه وآله وسلّم الصبح. وكان رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم يتصفّح الناس إذا انصرف من الصبح، فنظر إلیه، فأنكره.

فقال: من أنت ؟ فانتسب له ، ( وقال: اسمي عبد العزّي. ) فقال رسولالله صلّى الله علیه وآله وسلّم: أنت عَبْدُ اللَهِ ذُو البِجَادَيْنِ! ثمّ قال: انزل منّي قريباً. فجعله من أضيافه ، وكان يعلّمه القرآن حتّي قرأ قرآناً كثيراً.

خرج مجاهدا في تبوك فقال لرسول الله ادع الله بالشهادة قال رسول الله: أبلغني لِحاء سمُرَة ( قشر شجرة سمرة ) فأبلغه لحاءَ سَمُرة. فربطها رسولالله صلّى الله علیه وآله وسلّم علی عضده، وقال: اللَهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ دَمَهُ علی الكُفَّارِ! فقال: يارسولالله ! ليسأردت هذا.

قال النبيّ صلّى الله علیه وآله وسلّم: ( يا ذا البجادين )! إنّك إذا خرجت غازياً في سبيل الله، فأخذتك الحمّى ، فقتلتك، فأنت شهيد! وَوَقَصَتْك دابّتك فأنت شهيد! لاتُبالِ بأيّةٍ كان!

فما هي إلا أيام حتى مرض بالحمى ثم توفى ومات عبد الله بن البجادين فحفروا له ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وأبز بكر وعمر يدليانه إليه وهو يقول أدليا لي أخاكما فأدلوه إليه فلما هيأه لشقه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه فقال عبد الله بن مسعود يا ليتني كنت صاحب الحفرة

رابعا محبة الناس في إرضائك للناس

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري وقد وثقه الذهبي

ذكر ابن ابي حاتم عن الحسن البصري، رحمه الله قال: قال رجل: والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائما يصلي، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج، فكان لا يعظم، فمكث بذلك سبعة أشهر، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا: "انظروا إلى هذا المرائي" فأقبل على نفسه فقال: لا أراني أذكر إلا بِشَرّ، لأجعلن عملي كله لله، عز وجل، فلم يزد على أنه قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: رحم الله فلانا الآن، وتلا الحسن: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }

 بعد موت عمر بن عبد العزيز تولى يزيد بن عبد الملك فسار غير سيرة سلفه كان عمر بن هبيرة الفزارى واليا على العراق وأضيفت إليه خراسان في عهد الخليفة الأموي : يزيد بن عبد مالك وكان يزيد يرسل إليه بالكتاب تلو الكتاب ويأمره بإنفاذ ما في هذه الكتب ولو كان مجافيا بحق أحيانا فدعا ابن هبيرة كلا من الحسن البصري وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي يستفتيهما في ذلك وهل له من مخرج فيدين الله ؟

فأجاب الشعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة ومسايرة للوالي والحسن ساكت فالتفت عمر ابن هبيرة إلى الحسن وقال : ما تقول أنت يا أبا سعيد فقال : يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ، ولا تخف يزيد في الله ، واعلم أن الله عز وجل يمنعك من يزيد ، وأن يزيد لا يمنعك من الله ... يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ لا يعصى الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، حيث لا تجد هناك يزيد ، وغنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد ... يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والآخرة ، وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى فإن الله يكلك إلى يزيد .

واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائناً ما كان في معصية الخالق - عز وجل - فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته ومال عن الشعبي إلى الحسن ، وبالغ في إعظامه وإكرامه ، فلما خرجا من عنده توجها إلى المسجد ، فاجتمع عليهما الناس ، وجعلوا يسألونهما عن خبرهما مع أمير العراقين ، فالتفت الشعبي إليهم وقال : أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله - عز وجل - على خلقه في كل مقام فليفعل ، فوالذي نفسي بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولاً أجهله ولكنى أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة ، وأراد فيما قاله وجه الله ، فأقصاني الله من ابن هبيرة وأدناه منه وحببه إليه.

خامسا كيف إذا نجوا وهلكت

من اترك العملاء لأجله .......... من أسمع الغناء لأجله ... أتعلم واحفظ واقرالأجله كيف بي إذا نجا كل هؤلاء وهلكت ودخلوا الجنتة ودخلت أنت النار

الإمام بن الجوزي حين يموت يجلس تلاميذه حوله فيقولون له يا إمام ما يبكيك فقد علمت وعملت وفعلت كذا وكذا فيقول أما والله وإني أخشى أن أكون فرطت ونافقت فأتي إلى الله فإذا بقول الله [وََبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ] [الزمر: 47] وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل.

ويحق لمن تلمح هذا الإنعام أن يرجو التمام. وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي والله لقد تاب على يديه في يوم واحد أكثر من 200 ألف مسلم ولقد أسلم على يدي أكثر من 200 نفس. يقول جلست يوما أتأمل وحولي ما يزيد على 10 ألآف ما من احد إلا وقد رق قلبه أو دمعت عينه فقلت في نفسي: كيف بي إن نجو وهلكت أنا ثم صحت بلساني حالي يا سيدي ومولاي إن حكمت علي بالعذاب فلا تعذبني أمامهم لا لأجلي أنما صيانة لجودك حتى لا يقولوا عذب الله من دل عليه

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free