سلبية مجتمع
إننا وفي هذه الأيام المباركات التي نعيشها ونعايشها في ظلال شهر رمضان تتنوع الموضوعلت وتتعدد الدروس والعبر المستقاة من هذا الشهر الذي خصنا الله به وفضله على سائر الشهور ولعل الكثيرين منا بالرغم من قربهم من الله في هذه الأيام إلا أننا نشعر بفجوة بين ما نفعله وبين ما أراده الله منا بفرضه علينا هذه الفريضة العظيمة وأعظم ما نفتقده في هذه الأيام عامة وفي هذا الشهر خاصة هو إحساسنا بمن حولنا من إخواننا ، إنها الأثرة إنه الاهتمام بالنفس ونسيان رابطة الأخوة الإيمانية حقا إنها "سلبية مجتمع" سلبية مجتمع يوم نرى كثيراً من إخواننا لا يصطلحون مع الله ومع ذلك ما كلفنا أنفسنا حتى مجرد نصحهم ، سلبية مجتمع حين تعرف أن بعض البيوت يمكن أن يخرب بسبب الضيق المادي ولا نتحرك لذلك رغم قدرة الكثيرين منا على الحل، سلبية مجتمع حين نعرف أن دخل كثير من الأسر حولنا لا يتعدى الـ"150" جنيه شهريا ومع ذلك يهملون، سلبية مجتمع يوم نرى كثيراً ممن حولنا ينخر المرض في عظامهم ولا نهتم بهم أو حتى نتعرف على أحوالهم وهذه الأخيرة خاصة عاتبنا فيها ربنا أشد العتب واستمع بأذني قلبك إلى الله وهو يتحدث إليك "عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِى قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِى عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِى قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِى قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِى »مسلم
إنه موضوع اليوم سلبية مجتمع والذي يتلخص في ثلاث نقاط
1- أمة واحدة
2- أفضل مجتمع عرفه التاريخ
3- نحو مجتمع إيجابي
أما الأولى فتعنى بالرابطة العقدية القوية بين المسلمين وبعضهم البعض والتي هي أقوى من رابطة النسب إنها رابطة الإسلام التي تحدث القرآن عن أفرادها فقال " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ" [الأنبياء: 92-93]
وقال أيضاً "إنما المؤمنون إخوة" بل والملاحظ في النداء القرآني يجد التعبير بالجمع دوما عند الخطاب الشرعي ليشعر بقيمة هذه الرابطة " يا أيها الذين آمنوا..." "فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً" [النور: 61] "وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" [الحجرات: 11] فعبر بالنفس عن رابطة الأخوة في الإسلام
وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" مسلم
وعلى ذلك فالمسلمون في المجتمع الواحد نسيج واحد فالكبير منهم رجل كان أو امرأة أب أو أم للصغير والشاب أخ والصغير ولد فإذا اشتكى أحد منهم ولم يغاث حوسب الجميع ، وما أفظع هذا الحديث للدلالة على خطورة الأمر عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى" أخرجه أحمد والطبراني وضعفه الألباني
ولقد فطن الصحابة إلى هذه الخطورة وهذه المسئولية فأنشأوا جيلاً علم الدنيا كلها التعاون والتكافل حتى عد أعظم جيل عرفته البشرية كلها وليس هذا بعجيب حين يكون أستاذهم ومعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علم الدنيا كلها الاهتمام بأفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم وأفكارهم لذا لما جاء فزعا عند نزول الوحي طمأنته خديجة بصفاته التي لا يمكن معها لربه أن يتخلى عنه
وفيه"فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال ( زملوني زملوني )فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر ( لقد خشيت على نفسي ) . فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق" البخاري ومعنى ( لتصل الرحم ) تكرم القرابة وتواسيهم ( تحمل الكل ) تقو بشأن من لا يستقل بأمره ليتم وغيره وتتوسع بمن فيه ثقل وغلاظة( تكسب المعدوم ) تتبرع بالمال لمن عدمه وتعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك( تقري الضيف) تهيىء له القرى وهو ما يقدم للضيف من طعام وشراب( نوائب الحق ) ما ينزل بالإنسان من المهمات والبلايا،وحق لهذا الجيل أن يكون خير الناس إذا كان معلمه هو ذاكم النبي لذا رأينا صوراً عجيبة من الإيثار والتكافل بين أفراد هذا الجيل ومن ذلك
- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ فَمَا سُقْتَ فِيهَا فَقَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" البخاري
- وهذا ابن عباس يعبر بمفهوم العبادة من معناها الضيق المتمثل في الصلاة والصوم وغيرها إلى جعل الشعور بحاجات المحتاجين في المجتمع نوعاً من أنواع التعبد لله إن لم يكن من أفضل العبادة عن ابن عباس : أنه كان معتكفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس فقال له ابن عباس يا فلان أراك مكتئبا حزينا قال نعم يا ابن عم رسول الله لفلان علي حق ولا وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه قال ابن عباس أفلا أكلمه فيك قال إن أحببت قال : فانتعل ابن عباس ثم خرج من المسجد فقال له الرجل أنسيت ما كنت فيه قال لا و لكني سمعت صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم و العهد به قريب فدمعت عيناه و هو يقول من مشى في حاجة أخيه و بلغ فيها كان خيرا من اعتكاف عشر سنين و من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه و بين النار ثلاث خنادق أبعد ما بين الخافقين" البيهقي وضعفه الألباني
- وعن أنس بن مالك، قال: "بينما عمر رضي الله عنه يعس بالمدينة إذ مرّ برحبة من رحابها فإذا هو بيت من شعر لم يكن بالأمس، فدنا منه فسمع أنين امرأة، ورأى رجلاً قاعداً فدنا منه فسلم عليه، ثم قال: "من الرجل؟"، فقال: "رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب فضله"، فقال: "ما هذا الصوت الذي أسمعه في البيت؟"، قال: "انطلق يرحمك الله لحاجتك"، قال: "على ذاك ما هو؟"، قال: "امرأة تمخض"، قال: "عندها أحد؟"، قال: فانطلق حتى أتي منزله، فقال لامرأته أم كلثوم بنت عليّ - رضي الله عنها -: "هل لك في أجر ساقه الله إليك؟"، قالت: "ما هو؟"، قال: امرأة غريبة تمخض ليس عندها أحد. قالت: "نعم. إن شئت"قال: "فخذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن، وجيئيني ببرمَة وشحم وحبوب" قال: فجات به، فقال: "انطلقي"، وحمل البرمة، ومشت خلفه حتى انتهى إلى البيت، فقال لها: "ادخلي إلى المرأة" وجاء حتى قعد إلى الرجل فقال له: "أوقد لي ناراً"، ففعل، فأوقد تحت البُرمة حتى أنضجها، وولدت المرأة، فقالت امرأة: "يا أمير المؤمنين، بشّر صاحبك بغلام"، فلما سمع يا أمير المؤمنين كأنه هابه فجعل يتنحى عنه، فقال له: "مكانك كما أنت"، فحمل البُرمة فوضعتها على الباب، ثم قال: "أشبعيها"، ففعلت، ثم أخرجت البرمة فوضعتها على الباب، فقام عمر رضي الله عنه فأخذها فوضعها بين يدي الرجل، وقال: "كُلْ وكُلْ قد سهرت من الليل"، ففعل ثم قال لامرأته: "اخرجي، وقال للرجل، إذا كان غداً فاتنا نأمر لك بما يصلحك"، ففعل الرجل فأجاره وأعطاه"
- وعن أبي بكرة قال: "وقف أعرابي على عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقال: يا عمر
يا عمر الخير جزيت الجنة ... أكس بُنَيَّاتي وأمهنّه ...أقسمت بالله لتفعلنه قال: "فإن لم أفعل يكن ماذا؟"، قال: "إذاً أبا حفص لأذهبنه"، قال: "وإذا ذهبت يكون ماذا؟"، قال:يكون عن حالي لتسألنّه يوم يكون الأعطيات هنه إما إلى نار وإما إلى جنة قال: فبكى عمر رضي الله عنه حتى أخضل لحيته، وقال لغلامه: "يا غلام أعطه قميصي هذا، لذلك اليوم لا لشعره ثم قال: والله ما أملك غيره"
- عن ابن عباس قال : قحط الناس في زمان أبي بكر فقال أبو بكر : لا تمسون حتى يفرج الله عنكم فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال : لقد قدمت لعثمان ألف راحلة برا وطعاما قال : فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج إليهم وعليه ملاءة قد خالف بين طرفيها على عاتقه . فقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : قد بلغنا أنه قدم لك ألف راحلة برا وطعاما بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة فقال لهم عثمان : ادخلوا فدخلوا فإذا ألف وقر قد صدت في دار عثمان فقال لهم : كم تربحوني على شرائي من الشام ؟ قالوا : العشرة اثني عشر . قال : قد زادوني . قالوا : العشرة أربعة عشر قال : قد زادوني قالوا : العشرة خمسة عشر قال : قد زادوني قالوا : من زادك ونحن تجار المدينة ؟ قال : زادوني بكل درهم عشرة هل عندكم زيادة ؟ قالوا : لا قال : فأشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة
- والأشعريون خصهم رسول الله بمزيد الفضل لما بينهم من الشعور ببعضهم البعض فعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا- فني زادهم- فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ" متفق عليه
وبعد هذه الأمثلة العابرة آن لنا أن نشعر بحاجات إخواننا ممن يعيشون بيننا وذلك نحو مجتمع إيجابي فماذا نصنع؟
1. الأمر بالمعروف
وهذا من أهم أسس الإيجابية والتكافل
- قال الله" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"[التوبة : 71]
- عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا »البخاري
2. الاهتمام بالسؤال وتفقد الأحوال
فكثير من الناس ينتظر الكلمة ولأمي دعوة غريبة فطرية تقول فيها دوماً " الله يحوجني لكلمتكم وما يحوجني للقمتكم" فتفقد الأحوال من الأهمية بمكان لذا كان الصحابة إذا غاب أدهم وافتقدوه في صلاة سألوا عنه وعن حاله فلعله مريض أو أصابه ضيق أو غير ذلك وما أجمل هذا الحديث عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن للمساجد أوتادا هم أوتادها لهم جلساء من الملائكة فإن غابوا سألوا عنهم و إن كانوا مرضى عادوهم و إن كانوا في حاجة أعانوهم المستدرك ـ للحاكم (2/ 432)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين موقوف و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم
3. قضاء الحاجات
فإن كانت فقراً أزلته أو ديناً قضيته أو هما فرجته أو كرباً نفسته
- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ... " مسلم
- قال الله " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" [الضحى : 6-11]فالله يبين لك أنه أعطاك ما أعطاك لتعطي غيرك وتعينه على ما فيه ولا تنسى ما مضى من حالك فلله الفضل والمنة
- ووالله وقت أن تكون إيجابياً في مجتمعك متفاعلاً مع أهله مشاركاً لهم أفراحهم وأتراحهم ستشعر بسعادة ما بعدها سعادة هذه السعادة شعر بها أبو جعفر المنصور فقال "لبست صنوف الثياب فما وجدت لخشنه من ناعمه لذة وضاجعت النساء فما ودت لأجملهن من أقبحهن لذة وأكلت صنوف الطعام فما وجدت لحلوه من مره لذة وما وجدت شيئاً أسعد عندي من لقمة أضعها في فم جائع"