tamer.page.tl
  النميمة
 

النميمة

عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ » . رواه مسلم واحمد   وفي رواية  « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ »

ما هي النميمة؟

النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد ، وقيل هي إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه

الفرق بين الغيبة والنميمة :
الغيبة : هى التكلم خلف إنسان مستور بما هو فيه مما يكره .
النميمة هى نقل كلام صادر عن الغير بغية الإفساد .
الغيبة : قد تباح أو تجب فى بعض الأحيان لغرض شرعى أما النميمة فلم ينقل جواز إباحتها أحد .
من الغيبة ما يكون بالقلب بأن تظن السوء بأخيك وتصمم عليه بقلبك أما النميمة فلا تكون إلا باللسان أو ما يحل محله فى الكشف عن السوءات من كتابة أو رمز أو إيماء

حكمها :

وهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها أدلة كثيرة صريحة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين

1-قال تعالى :[ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ(11) ][القلم :10-11] وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان له عشرة من البنين وكان يقول لهم وما قاربهم لئن تبع دين محمد منكم أحد لا أنفعه بشيء أبداً فمنعهم الإسلام وعن ابن عباس أنه أبو جهل وعن مجاهد : الأسود بن عبد يغوث ، وعن السدي : الأخنس بن شريق .

2-قال تعالى :[ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ][الهُمَزَة : 1] فأما الهمزة فالذى ينم الكلام إلى الناس وهو النمام ، وأما اللمزة ، فهو الذى يلقب الرجل بما يكره     وقيل الهماز: بالقول، واللماز: بالفعل. وقال الربيع بن أنس الهمزة: يهمزه في وجهه، واللمزة: من خلفه. وقيل نزلت في الأخنس بن شريق. وقيل غيره. وقال مجاهد: هي عامة.

3-قال تعالى :[ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ][التحريم : 10] قيل كانت امرأة لوط تخبر الضيفان ، وامرأة نوح تخبر أنه مجنون

قال تعالى :[ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ][المسد : 4] قيل أنها نمامة نقالة للحديث وقيل أنها كانت تمشي بالنميمة وقد نزلت أم جميل بنت حرب

4-قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ][الحجرات : 6] في سبب نزول هذه الآية ، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة ، وهو أخو عثمان لأمه إلى بني المصطلق ولياً ومصدقاً فالتقوه ، فظنهم مقاتلين ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إنهم امتنعوا ومنعوا ، فهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيقاع بهم ، فنزلت هذه الآية ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لم يفعلوا من ذلك شيئاً

5- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العنت رواه الطبراني وابن أبي الدنيا

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ، ذُكِرَ اللهُ، وَشِرَارُ عِبَادِ اللهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ (2) وراه أحمد حسن بشواهده

7- عن جبير بن نفير الحضرمي ، أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : « أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه (1) بها يوم القيامة في النار » رواه ابن أبي الدنيا ضعيف الجامع للألباني

8- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن محمدا صلى الله عليه و سلم قال ألا أنبئكم ما العضة هي النميمة القالة بين الناس وإن محمدا صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا رواه مسلم

9- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « تَجِدُ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِى يَأْتِى هَؤُلاَءِ بِحَدِيثِ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ بِحَدِيثِ هَؤُلاَءِ » رواه البخاري ومسلم والترمذي

عقابها (عقاب النمام )

1- « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ » . رواه مسلم واحمد   قيل إنه محمول على المستحل ومعناه لَيْسَ عَلَى سِيرَتنَا الْكَامِلَة وَهَدْيِنَا . وَكَانَ سُفْيَانُ بْن عُيَيْنَة رَحِمَهُ اللَّه يحب أن يُمْسِك عَنْ تَأْوِيلِهِ لِيَكُونَ أَوْقَع فِي النُّفُوس

عن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله ، قال : « كانت لنا جارية أعجمية ، فحضرتها الوفاة ، فجعلت تقول : هذا فلان يمرغ في الحمأة . فلما ماتت سألنا عن الرجل ، فقالوا : ما كان به بأس ، إلا أنه كان يمشي بالنميمة » رواه ابن أبي الدنيا

2-عذاب القبر

في الصحيحين  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ « إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ » . ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً ، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ ، فَغَرَزَ فِى كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ « لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا » . قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا مِثْلَهُ « يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ » . أطرافه 216 ، 1361 ، 1378 ، 6052 ، 6055 - تحفة 5747  رواه البخاري ومسلم

خطر النميمة

1-التفرقة بين الناس

قال تعالى :[ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] [آل عمران : 103]

2-حاملة على التجسس

قال تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ] [الحجرات : 12]

3-حاملة على القتل

عن حميد : « أن رجلا ساوم (1) بعبد ، فقال مولاه : إني أبرأ (2) إليك من النميمة ، فقال : نعم ، أنت بريء منها ، قال : فاشتراه ، فجعل يقول لمولاه : إن امرأتك تبغي وتفعل وتفعل ، وإنها تريد أن تقتلك ، ويقول للمرأة : إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ، ويتسرى عليك ، فإن أردت أن أعطفه عليك فلا يتزوج عليك ، ولا يتسرى ، فخذي الموسى فاحلقي شعرة من حلقه إذا نام ، وقال للزوج : إنها تريد أن تقتلك إذا نمت ، قال : فذهب فتناوم لها ، وجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه ، فأخذ بيدها فقتلها ، فجاء أهلها ، فاستعدوا ، فقتلوه »رواه ابن ابي الدنيا

4-حاملة على قطع أرزاق الناس

5-قلق القلب

* ماذا يجب عليك إذا نقل إليك أحدهم أن فلانا يذكرك بسوء

1-ألا تصدقه لأن النمام فاسق وهو مردود الشهادة

2-أن تنهاه عن ذلك وتنصحه وتقبح له فعله

قال تعالى :[ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ][لقمان : 17]  عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » .

3-أن تبغضه في الله فإنه بغيض عند الله تعالى

4-ألا تظن بأخيك الغائب السوء [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ]

5-ألا يحملك ما حكى لك على أن تتجسس والبحث للتحقق قال تعالى :[ وَلَا تَجَسَّسُوا ]

6- الأ ترضى لنفسك ما نهيت من النمام عنه

الأمور التي تساعد على النميمة:
إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:
1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.

2-ما في النفس من غل وحسد.
3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
4-أرادة التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.
من صفات النمام:
قال تعالى: [ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ(11) ][القلم :10-11]
الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.
الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.
الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.
الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.
الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.
السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.
الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والغضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.
التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.
علاج النَّميمة:
1-يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.
2-واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" سورة الحجرات
3-أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام.......... ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ » . البخاري ومسلم  قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.
4-إعلم أن الله مطلع عليك قال تعالى :[ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ][المجادلة : 7] قال تعالى :[ َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ] [البقرة : 235]

5-هل ترضى أن تأتي يوم القيامة مفلسا  عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  ( أتدرون من المفلس ؟ ) قالوا : المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )  إسناده صحيح على شرط مسلم
ماذا يفعل الشخص الذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟
عليه أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:
أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.
ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.
ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.
رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.
خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.
سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.
سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.
ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.
تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة

نصيحة لمن يستمع للنمام
يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف على مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمدى مقابلته بالغائب وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة التي أنّت منها البيوت والمجتمعات .
واكتوى بنارها الزوجان والإخوان والأصدقاء والخلان لأننا كنّا آذانا صاغية لكل من يباعد بيننا وبين من نحب
ألم نعلم أننا أربحنا بضاعتهم وجعلنا سوقهم رائجة !
فيا أحبابنا :ـ احذروا ثم احذروا ودققوا ومحّصوا وتابعوا وقابلوا وتحققوا ولا تتعجلوا ولاتصدروا حكما أو ظلما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من حسناتكم التي تعبتم في جمعها وقبل ذلك مواقف الذل التي تقفونها !!
واعلم أخلا الحبيب
أن المجتمع المسلم يتميز بصفات المحبة والأخوة؛ تزين المحبة القلوب وتُجمل الابتسامة الوجوه.

السلف والنمامون

1-  زار بعض السلف أخوة فنم له عن صديقه. فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وجئتني بثلاث جنايات بغضت إليّ أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة

2- كان سليمان بن عبد الملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا. فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام.

3- روى عن عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ أنّه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية}إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {سورة الحجرات: وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية}همَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ{سورة القلم: ، وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا.

4- قال رجل لعمرو بن عبيد: إن فلانًا ما يزال يذكرك في قصصه بشر.
فقال له عمرو: يا هذا، مارعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعمنا، والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين

5- قال رجل لعبد الله بن عامر وكان أميراً -: "بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرتك بسوء". قال: "قد كان ذلك", قال: "فأخبرني بما قال لك حتى أُظهر كذبَه عندك", قال: "ما أحب أن أشتم نفسي بلساني، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال, ولا أقطع عنك الوصال".

6- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل نقل إليه حديث سوء عنه: "يا هذا نحن نسأل عما قلت: فإن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أن نقيلك أقلناك. فقال: أقلني يا أمير المؤمنين".

7- وسعى رجل بزياد الأعجم إلى سليمان بن عبد الملك فجمع بينهما للموافقة فأقبل زياد على الرجل وقال فأنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا فخنت وإما قلت قولا بلا علم فأنت من الأمر الذي كان بيننا بمنزلة بين الخيانة والإثم

وقال بعضهم: "لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترىء بالشتم عليك، والمنقول عنه أولى بحلمك لأنّه لم يقابلك بشتمك

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free