tamer.page.tl
  مجاهدة النفس
 

قال تعالى : [إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ]

مجاهدة النفس أساس الصلاح

فإنه لا غنى لمسلم عن أمرين إذا أراد إصلاح نفسه وتزكيتها

1-العلم الذي يزيل به الشبهات ، وبين أنواع الواجبات والمكروهات والمندوبات والمحرمات لذا كان الألللمر الراني الأول هو قوله تعالى :[ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ] [العلق : 1]

2-مجاهدة النفس لكبح  جماحهما وامتلاك زمامها ، ولذا كان أمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمومنين معه بقيام الليل والذكر الدائم بالنهار ، وهذا يحتاج إلى عزيمة قوية وإرادة إيمانية قال تعالى : [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ][العنكبوت : 69]

ما هي النفس وما معنى المجاهدة:

النفس هي : مجموعة الشهوات والغرائز التي أوجدها الله عز وجل في الإنسان .وهذه الشهوات على قسمين :

1-شهوات ظاهرة : شهوة الأكل والشرب والنوم والجنس وما إلى ذلك

2-شهوات خفية : مثل شهوات حب المدح ، الرياء ، حب الظهور .....

ما هي المجاهدة؟

المجاهدة كما قال ابن منظور هي مأخوذة من مادة جهد التي تدل على المشقة ويقال المجهود

اللبن الذيأخرج زبده لأنه لا يخرج إلا بتعب ومشقة ، ويسمى قيام الليل بهذا الإسم لما فيه من المشقة والتعب والمعانة وحمل النفس على ترك شهوة النوم

اصطلاحا فهي كما عرفها الجرجاني : هي محاربة النفس الأمارة بالسوء بتحميلها على ما يشق عليها بما هو مطلوب في الشرع وقيل هو بذل المستطاع في أمر المطاع وهو الله عز وجل ، وقيل عي : حمل النفس على أداء الواجبات والتزام المكاره والمراءات ، وترك المحرمات والمكروهات والترفع عن السفاسف والرغونات.

أنواع النفس

1-النفس المطمئنة : قال تعالى :[ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28)] [الفجر : 27- 28] والإطمئنان هو الإستقرار والثبات ، ولهذا اختلف في كيفية هذا الأستقرار فلوه وجوه كثيرة منها : أحدها أن تكون متيقنة بالحق فلا يخالها شك قال تعالى :[ َلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ] [ البقرة : 260 ]  وثانيها : النفس الأمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن ، ويشهد لهذا التفسير قراءة أبي بن كعب يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة ، وهذه الخاصة قد تحصل عند الموت عند سماع قوله : [ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بالجنة ][ فصلت : 30 ] وتحصل عند البعث ، وعند دخول الجنة لا محالة وثالثها : وهو تأويل مطابق للحقائق العقلية ، فنقول : القرآن والبرهان تطابقا على أن هذا الاطمئنان لا يحصل إلا بذكر الله     تفسير الرازي

2-النفس اللوامة : وهي النفس التي تلوم ذاتها على ما فات منها وهي النفس النقية المستقسمة فهيمهما أكثرت من فعل الخير يتمنى أن لو ازدادت من ذلك ومهما قللت من فعل الشر تمنت أيضا لو ازدادت من هذا التقليل

قال ابن كثير عن الحسن البصري في هذه الآية: إن المؤمن -والله-ما نراه إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قُدُما ما يعاتب نفسه.وعن الحسن أيضا ليس أحد من أهل السموات والأرض إلا يلوم نفسه يوم القيامة.

3-النفس الأمارة بالسوء : قال تعالى : [إِِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ][يوسف : 53] وهذه هي النفس الخبيثة التي تأمر صاحبها بالقبائح ، أمارة صيغة مبالغة أي ميالة إلى القبائح راغبة في المعصية . وما هنا بمعنى من أي إلا من رحم ربي قوله تعالى : [فَانكِحُواْ مَا طَابَ ] وقوله [وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ] أي إلا البعض الذي عصمه ربي وهم الملائكة أولإمارة السوء إلا في الوقت الذي يعصم فيه ربي

4- النفس الغافلة : قال تعالى : [مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً] [الإسراء : 18][ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ][الأعراف : 179]

الفرق بين وساوس الشيطان ودوافع النفس

الشيطان يوسوس للمعصية بداية ، فإن جاهدته أو رفضته تركك مباشؤة وذهب غلى معصية أخرى ، لأنه لا يريد منك معصية معينة بذاتها ، المهم عنده أن تذنب ،أي كان نوع الذنب ، أم النفس فإنهها مختلفة شأنها كالطفل تلح على معصية بعينها ، فإا وجدت نفسك تلح أو تداوم على معصية  بعينها فاعلم إنها نفسك وليس الشيطان ، فالبداية كانت وسوسة من الشيطان فتلقفته النفس ، ففعاته مرة ومرات حتى أحببته واعتادت عليه ، لذا بعض المذنبين وخاصة الزناة وهو يكره المعصية ولكنه يقع فيها لنه اعتاد فعلها ، ويظهر هذا واضح في شهر رمضان ، حيث تصفد الشياطين ، ومع ذلك تجد بعض الناس يفعلون من المعاصي والمحرمات أضعاف ما كانوا في رمضان لأنهم قد استأسسدت عليهم نفوسهم

قال تعالى :[ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)] [الشمس :7 -8]

أهمية المجاهدة

1-حتى تكون عبدًا ربانيا

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : لايكون العبد ربانيا حتى يستكمل جهاد النفس في أربع جوانب

1-مجاهدتها على تعلم الهدى ودين الحق

2- أن يُجاهدها على العمل بالهدى

3- أن يُجاهدها على الدعوة إلي الحق

4- أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق

قال الراغب الأصفهاني في الذريعة إلى مكارم الشريعة صـ 38

الذي يطهر النفس أمران وهما العلم   والعبادات  بالتعلم حتى يميز بين الحق والباطل في الاعتقاد وبين القبيح والجميل في الفعال.

وإصلاح الشهوة : بالعفة وإصلاح الحمية حتى يتم التحكم في أهواء النفس  

2-(حفاظا على الصحة )

نجد في الواقع بعض الأطباء يدخنون أو يشربون الخمور وهم أعلم الناس بضررها ولكن شهواتهم تغلبهم ، ولا يعقل أن يكون أصل فهم عن طريق شرح آثار التدخين ، ولكن لابد من تدريبهم على مجاهدة النفس 

3-( للإبداع والتميز)

لو جلس انسان في قاعات التدريس في أحسن الجامعات فتعلم فنون الخطابة أو قواعد السباحة أو آداب قيادة السيارات ، فلم يجدر ههذا العلم حتى يجاهد نفسه على مواجهة الجماهير أو ينزل في عباب البحر أو يتحرك بالسيارة في الطرقات وكل هذا يحتااج إلى مجاهدة

4-( النصوص والإستماع فقط لا يكفي )

أنت تسمع منذ سنين عن غض البصر ومع هذا لا تغض بصرك وربما تكون من طلبة العلم ، أنت منذ سنين تسمع عن حرمة الغيبة والنميمة ومع هذا أنت مغتاب نمام .

إن مواهجة ضغط شهوة الرجال إلى النساء والعكس والوصول إلى غض البصر وحفظ الفرج يحتاج إلى مجاهدة ، أما حفظ نصوص العفة وعقوبة الزنا لا تقف حافز أمام طوفان من سعار الشهوة

5-حتى في زيادة الإيمانيات وتحسين العلاقة مع الله

مهما توسع الأخ والأخت في حفظ النصوص الشرعية والأثار التربوية عن فضل قيام الليل والخشوع في الصلاة ، وسكب الدموع من خشية الله ، لن يحدث كل هذا إلا بمجاهدة النفس على القيام والتضرع ، عندئذ ستقوده للمحافظة على حلاوة الطاعة

قال أحد الصالحين : جاهدت نفسي في قيام الليل عامًا ، فذقت حلاوته عشرين عامًا وهو معنى قوله تعالى :[ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ][السجدة : 16]

قال سفيان الثوري ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي مرة لي ومرة عليّ

قال الحسن : ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك

6-وكانت وصاياهم بمجاهدة النفس الكثيرة

ذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله في جامع العلوم والحكم صـ 172

قال أبو بكر الصديق في وصيته لعمر رضي الله عنهما حين استخلفه : إنَّ أوَّل ما أحذِّرُكَ نفسك التي بين جنبيك . فبمجاهدتها يكون الفلاح والنجاح والفوز بالجنة

قال تعالى : [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ][النازعات : 40]

صور من المجاهدة للنفس

1-قوله تعالى :[ ألَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ][البقرة : 246] اجتاز قوم طالوت عليه السلام اختبارين ورسبوا في اختبار هوى النفس حتى مع المناخ حيث ادعى عشرات الآلآف إنهم يعزمون على الجهاد فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وهؤلاء القليل كانت عندهم شبهات علمية في فهم صفات القائد

قال تعالى :[ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ][البقرة : 249] وهذا اختبار في مخالفة الهوى والنفس ومجاهدنها ، رسب الكثير في الإمتحان ونجحت القلة ، هذه القلة رسب بعضهم في مجاهدة النفس في الصبر أمام الأعداء في ميدان الجهاد ، قال تعالى :[ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ] [البقرة : 249] ولم يبق إلا أصحاب الإيمان العميق الراسخ في مجاهدة النفس

2-عرب الجاهلية

3-أنس بن النضر

 روى البخاري ومسلم بمسندهما عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ غَابَ عَمِّى أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِى قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَالَ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِى أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ » - يَعْنِى الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ ، الْجَنَّةَ ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّى أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ . قَالَ سَعْدٌ فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ . قَالَ أَنَسٌ فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعاً وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ . قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نَرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِى أَشْبَاهِهِ ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ . طرفاه 4048 ، 4783 - تحفة 671 ، 4450 أ  رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد

وهذا يدل على مجاهدته لنفسه مجاهدة كبيرة حتى نال رضا المولى عنه

4-عمر والقضاء

ذهب عمر بن الخطاب إلى أبي بكر وطلب منه أن يعزله أتعلم ما السبب؟!

لأنه أمضى في القضاء سنتين ولم يأت إليه متخاصمان . فكيف صاروا ذلك وكانوا قبل ذلك جبابرة وطغاة إلا بمجاهدة النفس وحملهم لها على الخير والبر

5-عمر والبكاء

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطاً فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ وَبَيْنِى وَبَيْنَهُ جِدَارٌ - وَهُوَ فِى جَوْفِ الْحَائِطِ - عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَخٍ بَخٍ وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ .  مالك ، وابن سعد ، وابن أبى الدنيا فى محاسبة النفس ، وأبو نعيم فى المعرفة ، وابن عساكر

6-عمر والغنم

ويصعد أمير المؤمنين ذات يوم المنبر ويقول يا أيها الناس إني كنت أرعى الغنم بمكة ، كنت أغسل تحت الغنم وأحلب الغنم مقابل تمرات يعطونني إياها ، ثم نزل عن المنبر فقال عليّ : يا أمير المؤمنين ما أراك إلا قد وبخت نفسك فقال عمر : هذا ما أردت أحببت تأديب نفسي فقلت لها تذكري وأعلنت ذلك على الملأ.

7-علىّ وخطابه لنفسه

هذا هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يظل الليل يصلي وياتي في آخر الليل يمسك بلحيته ويبكي ويقول : يا دنيا غري غيري ، إليّ تشوفت قد طلقتك ثلاثا فخطرك عظيم وسفرك قصير آهآه من قلة الزاد وبعد المسير

8-ابن رواحة والراية

ها هو عبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة يرى أمام عينه أن كل من يأخذ الراية يقتل حتى جاء دوره في أخذ الراية فتردد في أخذها فسارع في دفع هواه وتهذيب نفسه وكان أحد بني مرة بن عوف، قال: فلما قتل جعفر أخذ عبدالله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ويقول:

 أقسمت يا نفس لتنزلنه * لتنزلن أو لتكرهنه

 إن أجلب الناس وشدوا الرنه * مالى أراك تكرهين الجنه !

قد طال ما قد كنت مطمئنه * هل أنت إلا نطفة في شنه

 يا نفس إن لا تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت

 وما تمنيت فقد أعطيت * إن تفعلي فعلهما هديت

 يريد صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم نزل.

فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم، فقال: شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت. فأخذه من يده فانتهش منه نهشة.

ثم سمع الحطمة (1) أي: النزال والمضاربة. في ناحية الناس فقال: وأنت في الدنيا ! ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه ثم تقدم، فقاتل حتى قتل رضى الله عنه.

9-مالك بن دينار

وكان مالك بن دينار يطوف بالبصرة في الأسواق فينظر إلى أشياء يشتهيها فيرجع فيقول لنفسه: أبشري فوالله ما حرمتك ما رأيت إلا لكرامتك علي.

كيف نجاهد أنفسنا :

1-إحياء حب الله في القلب :

أي حتى يكون حبه سبحانه أحب من النفس والأهل والولد والمال ، وذلك بالإكثار من النظر في الكون المنظور والكتاب المقروء ودوام الذكر ، والتلذذ بالأوراد اليومية من صلاة في الليل وصيام بالنهار

2-قوة الإرادة والعزيمة:

وذلك بتقوية جناحي الخوف والرجاء والرغبة والرهبة واليقين أن العبد مهما كانت صفته إذا لجأ إلى ربه واستعان به أعانه ففي قصة يوسف عليه السلام [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ][يوسف : 33] فإحتمل السجن بهمة عالية مظلومًا ، وانشغل في سجنه بنشر دعوته حتى كتب له التمكين بتقواه وحسن صبره

قال الشاعر

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ------------فما انقادت الآمال إلا لصابر

وقال آخر

أبارك في الناس الطموح ------- ومن يتلذذ ركوب الخطر

ومن لا يحب صعود الجبال ------ يعيش أبد الدهر بين الحفر

ومن لم يعانق شوك الحياة -------- تبخر في جوها واندثر

وقال آخر

لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله -------- لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر

النبي صلى الله عليه وسلم ظل يدعو في مكة 13 عاما وما آمن معه سوى مائه وثلاثين رجلا وامرأة ومع ذلك بقوة الإرادة ةوالأمل فتح مكة

3-صحبة أخ من المجتهدين في الطاعة

قال بعضهم كنت إذا اعتراني فترة من العبادة نظرت إلى وجهه محمد بن سرين ، فإذا وجهه كالثكلى

كان الناس إذا رأوا محمد بن سيرين ذكروا الله عز وجل

4-سماع أخبار المجتهدين

1-قال أبو النعيم كان داود الطائي يشرب الفتيت وبها يأكل الخبز فقيل له يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز قال بين مضع الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية

ودخل رجل عليه يوما فقال : إن سقف بيتك جذوعا مكسورًا فقال : يا ابن أخي إنه هكذا منذ عشرين سنة فانظرت إلى السقف

2- قال محمد بن عبد العزيز جلسنا إلى أحمد بن رزين من غدوة إلى العصر فما ألتفت يمنة ولا يسرة فقيل له ذلك فقال : إن الله عز وجل خلق العينين لينظر بهما العبد إلى عظمة الله تعالى ، فكل من نظر بغير اعتبار كتبت عليه خطيئة

3-قالت امرأة مسروق: ما كان يوجد مسروق إلا وساقاه قد انتفختا من طول الصلاة

وقالت : والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له

4-كان الأسود بن يزيد كان مجتهدا في العبادة يصوم حتى يخضر جسده ويصفر وكان علقمة بن قيس يقول له لم تعذب هذا الجسد قال راحة هذا الجسد أريد

5- كان ثابت البناني قد حببت إليه الصلاة يقول اللهم  إن أذنت لاحد أن يصلي في قبره فأذن لثابت أن يصلي في قبره

6-قال عبد الله بن داود يقول كان أحدهم إذا بلغ أربعين سنة طوى فراشه

7-كان كهمس بن الحسن يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة فإذا مل قال لنفسه: قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة قط.

5-إحياء الخوف من الله

وهذا بمطالعة أحوال الفاسقين والظالمين ومهالك المجرمين ، فيتهم الإنسان نفسه ويعظم الخوف عنده

ابراهيم التميمي قال : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين? قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي

6-المجاهدة عند العوائد

1-إن كان من طبيعتك الميل إلى الصمت حتى أنك توغر صدرك فجاهد نفسك في الإلتفات إلى الكلمة الطيبة صدقة

2-أن تترك نوعا من الطعام على المائدة هو أحب الأنواع إليك

3-من اعتاد الشرب المتكرر للقهوة والشاي فليجاهد نفسه إلا يكون أسيرا لها

4-من اعتاد عدم القراءة ، فليجاهد نفسه على القراءة

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free