الأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ جَلَسَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِى بَيْتِهِ وَقَالَ أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ . وَاحْتَبَسَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَالَ « يَا أَبَا عَمْرٍو مَا شَأْنُ ثَابِتٍ أَشْتَكَى » . قَالَ سَعْدٌ إِنَّهُ لَجَارِى وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى . قَالَ فَأَتَاهُ سَعْدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ثَابِتٌ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّى مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتاً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ . فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . تحفة 343 - 119/187 رواه مسلم وأحمد
دروس نتعلمها من هذا الحديث :
1- يَا أَبَا عَمْرٍو نتستفيد منها أنه يستحب أن ينادى على الرجل بكنيته إذا كان الشخص يحب هذا .فعندنا الإسم هو ما وضع للمسمى أول وضع بعد الولادة مباشرة. أما اللقب هو ما أشعر بمدح أو ذم . مثل فلان البطل ثم الكنية هي المنادى بذكر أو أنثى مثال ذلك يا أبا محمد .إلا رسول الله فقد نهى أن يكنى احد بكنيته فتقول لشخص ما يا أبا القاسم فعن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم « تَسَمَّوْا بِاسْمِى وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِى » . قَالَ عَمْرٌو عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَلَمَ يَقُلْ سَمِعْتُ . تحفة 14434 - 2134/8 رواه مسلم والبخاري والترمذي وأحمد وابن ماجه وذلك لحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ نَادَى رَجُلٌ رَجُلًا بِالْبَقِيعِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ إِنَّمَا دَعَوْتُ فُلَانًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي رواه مسلم اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة عَلَى مَذَاهِب كَثِيرَة , وَجَمَعَهَا الْقَاضِي وَغَيْره : أَحَدهَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَهْل الظَّاهِر أَنَّهُ لَا يَحِلّ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم لِأَحَدٍ أَصْلًا سَوَاء كَانَ اِسْمه مُحَمَّدًا أَوْ أَحْمَد , أَمْ لَمْ يَكُنْ , لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث . وَالثَّانِي أَنَّ هَذَا النَّهْي مَنْسُوخ ; فَإِنَّ هَذَا الْحُكْم كَانَ فِي أَوَّل الْأَمْر لِهَذَا الْمَعْنَى الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث , ثُمَّ نُسِخَ . قَالُوا : فَيُبَاح التَّكَنِّي الْيَوْم بِأَبِي الْقَاسِم لِكُلِّ أَحَد , سَوَاء مَنْ اِسْمه مُحَمَّد وَأَحْمَد وَغَيْره , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك . قَالَ الْقَاضِي : وَبِهِ قَالَ جُمْهُور السَّلَف , وَفُقَهَاء الْأَمْصَار , وَجُمْهُور الْعُلَمَاء .
2- مَا شَأْنُ ثَابِتٍ أَشْتَكَى نتستفيد منها أنه يجب على من يسود جماعة من المسلمين أو على المسلم عموما أن يتتبع أخبار المسلمين فما الذي أعلم النبي بغياب ثابت إلا لإهتمامه بأمور أصحابه .أي لما شرعت الجماعة في المسجد لما لا يصلي كل واحد مع أهله في البيت ؟ للتعارف والتقارب وحتى نعرف أخبار بعض لذلك من السنة أن الإمام يعرف الناس التي تصلي معه أن يسأل عن من غاب عن الجماعات
3- إِنَّهُ لَجَارِى وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى أي أنه يعلم أخبار جاره ومتصل به
4- ثَابِتٌ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّى مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتاً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ . إن المرء لا يعاقب بما في ظاهره سوء الأدب إذا كان لا يعرف حكم هذا الأمر أو إذا كان سجية في الشخص. ولكن كيف يكون الأدب مع رسول الله ؟
أولا ما هو الأدب؟ هو معرفة غلونات النفس فمن عرف غلونات نفسه فقد أحسن الأدب أي أمراض النفس مثل حب الذات ، حب الشهرة ، الإعجاب النفس وقالوا من لمن يحسن الأدب عوقب بشيئين اثنين فرط في السنن ومن فرط في السنن فرط في الفرائض ومن عوقب بحرمان الفرائض عوقب بحرمان المعرفة .
وهو على ثلاثة أشياء :
1-أدب مع الله: وهو أن تنقاد له ، وتخضع له ، وأن تزل له ، وأن تنكسر له ، لذلك قالوا التوحيد أن تفرد الله عز وجل بالعبودية وأن تفرد رسول الله بالطاعة . فالتوحيد أن ينفرد الله بالطاعة قال تعالى :[قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] [الأنعام : 162] وتجد في القرآن الكريم أمثلة كثيرة للأدب أنظر على سبيل المثال سيدنا أيوب عندما أصابه الضر ماذا قال [ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ] [الأنبياء : 83] يقول وأنت أرحم الراحمين وقد أخذ منه 11 ولد وكل أمواله وابتعد الناس عنه ومع ذلك يقول لله عز وجل وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وفي سورة ص يقول[وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ] [صـ : 41] هنا نسب المرض للشيطان مع أنه يعلم أن الله هو الذي أصابه تأدبا مع الله سيدنا عيسى يوم القيامة يسأله الله عز وجل فيقول له [وًَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ] [المائدة : 116] فانظر كيف يكون الرد [ ِإن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ] [المائدة : 118] وهنا قال إنك أنت الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لم يقل إنك أنت الغفور الرحيم لأن المقام هنا مقام تضرع فإن الله قد غضب فيه غضبًا لم يغضب مثله فكيف يفعل عيسى عليه السلام غير مراد الله . سيدنا ابراهيم يقول [ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) ] [سورة الشعراء 78-80 ] وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فنسب المرض لنفسه والشفاء مع الله مع أن الذي أمرضه إنما هو الله إنما ذلك تأدبا مع الله حتى الجن [وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ] [الجن : 10] فنسبوا الشر إلى مجهول فلم يقولوا إذا أراد الله بأهل الأرض شرا سيدنا يوسف وهو يتكلم مع أخوته [مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ] [يوسف : 100] هنا لم يقل إن أخوته قد رموه في البئر إنما نسب ذلك للشيطان وإنما كان ذلك من أدب يوسف عليه السلام مع إخوته .وستجد القرآن الكريم مليء بالأدب مع الله من الأنبياء حتى في الألفاظ والكلام
2-الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تقدم أمرًا على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنقاد لأمر رسول الله قال تعالى : [ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ] [النور : 51] قال تعالى : [وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ] [آل عمران : 132] قال تعالى : [ َإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ] [النور : 54] قال تعالى : [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ] [الأحزاب : 36]وقد نزلت هذه الآية في سورة الحجاب الذي نقول للبعض تحجبي فتقول ليس هذا مشكلة لما اقتنع انفذ [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ] [الأحزاب : 36] مع أن الله يقول[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ] [الأحزاب : 59] لذلك إذا سمعت آيه أو حديث صحيح فاعمل به حتى وإن كنت لا تفهم العلة واتهم عقلك ولا تتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يضرب بالعقل ولا يضرب بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ] [النساء : 65] اسمع ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ليس كما يقول البعض هذا يتضارب مع العقل حتى لو كان في صحيح البخاري كما قال جمال البنا حين أخرج كتاب بعنوان مستدركات البخاري ماأعجبه أخذ به وما لم يعجبه تركه
وهذا حدث أيام الصحابة: إذا كنت في مجلس رسول الله فلا تترك هذا المجلس إلا بعد إذن رسول الله قال تعالى : [ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ] [النور : 62] في غزوة الأحزاب كانوا يتركون الرسول دون أذن الرسول صلى الله عليه وسلم
إلا ترفع صوتك فوق صوت رسول الله طيب النبي صلى الله عليه وسلم قد توفاه الله وهو الأن في قبره ولكن هل إذا سمعت حديث رسول الله اعتدلت في جلستك فبعض الناس يسمع الحديث أمام الفضائيات وهو متأك على فراشه . لا بل من الأدب مع رسول الله أنه إذا ذكر رسول الله عندك أو أمامك أن تعتدل في جلستك . لذلك قالوا ان الإمام مالك ابن أنس لماذا رفع الله شأن مالك ؟ لتعظيمه لحديث رسول الله فكان إذا جاء مجلس الحديث يدخل فيغتسل ويلبس أحسن ثيابه ثم يدخل للتحديث لدرجة أنه قالوا أنه لدغته عقرب 10 مرات وهو لايستطيع أن يتحرك لأنه يُحدث عن رسول الله .
لا تتحدث عن رسول الله باسمه مجردا نعم في الصلاة في أثر أنك تقول في التحيات .....على محمد وعلى آل محمد لأن هذا أمر النبي لنا ولكن في غير ذلك فلا .فإن الله ما نادى على نبي من الأنبياءه إلا باسمه المجرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : [قيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ] [هود : 48] قال تعالى : [يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ] [مريم : 12] قال تعالى : [قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ] [الأعراف : 144] قال تعالى : [وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ] [المائدة : 116] فما من نبي من الأنبياء إلا ناده الله باسمه المجرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في المرتين اللتين أخبر فيهما عن رسول الله دائما يا أيها النبي أو يا أيها الرسول قال تعالى : [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ] [الأحزاب : 40] لذا فقد قال تعالى : [لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] [النور : 63]
الصلاة على النبي إذا ذكر اسمه وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين » رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه ابن حبان في صحيحه
أيضا مما يستفاد من الحديث وهذا الحديث في باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله جاء به الإمام مسلم تحفيز لكي يكون المؤمن خائفا من أن يحبط عمله ليس المقصود الخوف مرادًا لذاته إنما هو وسيلة ليحجزك عن المعاصي وقد قال عمر بن العزيز « من خاف الله أخافه الله منه كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء » وقد تكلم القرآن عن من خاف الله لهم المغفرة والآجر العظيم قال تعالى : [إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ] [الملك : 12] وقد وعدهم الله بالنصر والتمكين في الدنيا قال تعالى : [وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ(13) وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)] [إبراهيم : 13-14] قال تعالى : [الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) ] [آل عمران : 173- 175 ] وتذكر عندنا خوف وخشية والخشية هي درجة أعلى من الخوف فالخوف لعوام الناس أم الخشية فللعلماء فهي خوف مع علم لذلك قال تعالى : [إِِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ] [فاطر : 28] لأن العلماء عرفوا الله في ملكه فعلموا أنه العظيم والنبي يقول من يخاف الله فيظل عرشه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » . أطرافه 1423 ، 6479 ، 6806 - تحفة 12264 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد وكذلك المخافة تفرج الكرب حديث الثلاثة من بني اسرائيل الذين أغلقت عليهم الصخرة «......... وَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّى كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ ، فَقَالَتْ لاَ تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ . فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ اتَّقِ اللَّهَ ، وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ . فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً ، قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ . ..............» . أطرافه 2272 ، 2333 ، 3465 ، 5974 - تحفة 8461 - 105/3 رواه البخاري وأحمد ابتغاء وجهك أي مخافتك انظر إلى الملائكة لأنهم عرفوا قدر الله خافوه لأنه كلما عرفت كلما زاد خوفك النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ « مَا لِى لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَاحِكاً قَطُّ قَالَ مَا ضَحِكَ مِيكَائِيلُ مُنْذُ خُلِقَتِ النَّارُ » . معتلى 249 رواه أحمد وقال عنهم الله قال تعالى : [يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ] [النحل : 50] لذلك تجد أعلى الناس خشية هم الأنبياء وكان نبي الله هو أشد الخلق خشية من الله عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى وَفِى صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ الْبُكَاءِ صلى الله عليه وسلم . تحفة 5347 وقد عبيد بن عمير أنه قال دخل هو وصاحب له على أم المؤمنين عائشة فقالا : الأ تحدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبكت « وقالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وقال يا عائشة إني لأحبك يا عائشة ! ذريني أتعبد الليلة لربي قلت : والله إني أحب قربك ، وأحب ما يسرك . قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي ، قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، قالت : وكان جالسا فلم يزل يبكي حتى بل لحيته . قالت : ثم بكى حتى بل الأرض . فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد أنزلت على الليلة آية ؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها : { إن في خلق السموات والأرض } الآية كلها »الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468خلاصة حكم المحدث: حسن والصحابة كانوا هكذا الذين هم أعلى منا منزلة ورتبة عن ابن عباس قال دخلت على عمر بن الخطاب في مرض الموت فيقول له هنيئا لك يا أمير المؤمنين :أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليت أمارة المسلمين فعدلت ومت شهيدًا ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ فنظر إليه عمر وقال : أعد علي مقالتك فأعادها عليه ابن عباس فقال إن المغرور من غررتموه والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت لأحببت أن أفتدي به من هول المطلع يوم القيامة أبو هريرة رضي الله عنه يدخلون عليه في مرض الموت ويقولون له ما يبكيك يا أبا هريرة فقال لأني أصبحت في قعور ولاأدري أيأخذ بي إلى الجنة أم إلى النار. عبد الله بن غوثه قاضي أهل الكوفة صلى بهم يوما صلاة الفجر فقرأ سورة المدثر فلما بلغ قول الله تعالى : [فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) ] [المدّثر : 8-9] فظل يكررها حتى طلع سقط مغشيا عليه فوجدوه قد فارق الحياة الأحنف بن قيس كان إذا جاء الليل يقوم لله قائما مصليا ذاكرا وأشعل المصباح ويظل يحاسب نفسه وكلما مر على ذنب أو معصية وضع يده على المصباح حس حس يا احنف ألك صبرٌ على هذا أتطيق هذا إن كنت لا تقدر على حر المصباح فكيف ستصبر على حر نار جهنم المفروض أن قلبك يتحرك من أجل الله أن يمكر الله بك فيقلب حالك فقبل موتك تسوء حالتك فتموت على سوء خاتمة فإنه َلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف : 99] في الحديث الذي في الصحيحين ٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ - رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َقَالَ « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . أطرافه 4202 ، 4207 ، 6493 ، 6607 - تحفة 4780 - 45/4 رواه البخاري ومسلم وأحمد والحميدي لذلك الآية التي في سورة ابراهيم [يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ] [إبراهيم : 27] كثيرٌ من الشيوخ عند الموت لا يستطيع ان يلفظ هذه الكلمات لا إله إلا الله - محمد رسول الله لأن الله هو الذي يثبت عند الموت فدائما تذكر وأنت ذاهب إلي المعصية أنها قد يكون هي المعصية التي يقبضك الله وأنت عليها فتكون سؤء خاتمة ويكون الله قد مكر بك عياز بالله تعالى اسأل الله أن يحسن خواتيمنا لذلك الإمام سفيان الثورى رحمه الله تعالى في مرض الموت فزع فزعا شديدًا فكان عبد الرحمن بن مهدي أحد الحاضرين فقال له يا إمام أذنوبك كثيرة قال والله لذنوبي أهون علي من هذا وأخرج قشة من الأرض ولكني أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت فدائما أنت خائف من الله أن يمكر بك .الأمر الثاني وأنت تقرأ القرآن نستشعر الآيات انها لك فعندما تسمع [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ] [الصافات : 24] هذا الكلام لك ليس لأحد آخر وأنك ستقف وستسأل أمام رب العلمين من لا تخفى عليه خافية من يعلم السر وأخفى [ ِإذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ] [غافر : 71] تستشعر لذلك عن الحسن البصري أنه كان صائما فقرأ عليه قوله تعالى : [ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) ] [المزّمِّل :12 - 13] فتذكر عذاب يوم القيامة وحر النار وكان صائما وقرب إليه طعام الإفطار فلما سمع الآية قلصت يده ( أي لم تستطع أن تتحرك يده ) فقال أرفعوا عني الطعام فرفعوه فأصبح في اليوم الثاني صائما فجيء له الطعام فتذكر الآية فقلصت يده فقال احملوا عني الطعام وفي اليوم الثالث أصبح صائًما فقدم له طعام الإفطار فتذكر الآية فقلصت يده فما كان منهم إلا لما رأوه أشرف على الهلاك إلا أن ذهبوا إلى أبي حازم صاحبه وبعض الزهاد وقالوا أدركوا أبانا فقد أشرف على الهلاك وكاد أن يهلك نفسه فجائوا إليه وأرغموه على أن يشرب شربة لبن ، لأنه سمع آيه صام عن الطعام والشراب ثلاثة أيام.المفروض وأنت تسمع القرآن أن يتحرك قلبك فتخاف من الله عز وجل . الخوف من الحوادث الكونية فعندما تسمع صوت الرعد أو البرق أو زلزال أو هزه أرضية أو ....تستشعر بالقهار الذي قهر أقواما بهؤلاء وهو قادر أن يقهرك لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه بسند صحيح أنه كان إذا رأى غيما أو ريحا فزع عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا رَأَى غَيْماً أَوْ رِيحاً عُرِفَ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ . قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ . قَالَتْ فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا ( هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) » . تحفة 16136 معتلى 11527 رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد فمن الذ ي عرفك يمكن البرق أو الرعد لك أنت [وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ] [الرعد : 13] الذي دمر تسونامي قادر على أن يدمرك و لا ماذا ؟ [وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ] [هود : 102] إن تتذكر جهنم التي يقول عنها قال تعالى : [إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً(12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً َاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)] [الفرقان : 12-14] قال تعالى : [ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ] [الأحقاف : 34] قال تعالى : [وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ ] [الأحقاف : 20] لذلك يقول القاسم بن محمد كنت يوما في سفر مع عبد الله بن المبارك فقلت بما فضل عليَّ بن المبارك لإن كان يصوم إنا لنصوم ولإن كان يحج إنا لنحج ولإن كان يطعم وينفق إنا لنطعم وننفق فبما اشتهر هذه الشهرة حتى صحبته يوما في سفرٍ جهاد ٍ إلى بلاد الشام وعندما نزلنا في أحد الأماكن للعشاء فبيننا نحن نأكل في بيتٍ وقدم لنا العشاء إذا المصباح قد إنطفأ فذهب أحدنا ليحضر سراجًا آخر أو ليشعل السراج قال فلما ذهب وعاد نظرت إلى وجه ابن المبارك إذا بالدموع قد انهمرت على لحيته قلت بهذا فُضِل علينا هذا الرجل ولعله لما رآى الظلمة تذكر ظلمة يوم القيامة . نحن نريد أن الذي يحركك لترك المعصية هو الخوف قال تعالى : [وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ] [الرحمن : 46]