tamer.page.tl
  الولاء لمن
 

الولاء لمن

1- مفهوم الولاء            2- هكذا فليكن الولاء                3- خطوات نحو الولاء المرتقب

يبدأ الأسبوع الذي نختم نهايته بحدث عظيم فرح له شعب مصر بل كل أو أكثر لاشعوب العربية بكل ظوائفها الكبار والصغار الرجال والنساء المتدينون وغيرهم .... وما من أحد إلا ذاق الفرحة ، ففي كل قطر وفي كل محافظة تجد الفرحة الشديدة العامرة التي عمت الطرقات في كل مصر  . هذه الفرحة فرحة حصول مصر على كأس الأمم الأفريقية 2008 م وذلك يوم الأحد الماضي

·       من الطبيعي أن يفرح الجميع وليس ذلك بالشيء المنكر إذ أن حب الوطن فطرة جبلت عليها النفوس البشرية من لدن آدم

·       ولعل ما يزيدها سلوك لاعبي مصر وظهرو مظهر شكر المنعم له بالنصر وهذا ما يجعل الأمر لا يعدو الوطنية بل يمثل الإسلام

·       ولكن إذا أخذ هذا الهتاف الوطنية  أكثر من الزائد عن حده أحيانا وما كان للإسلام ولاء من جمهور الفرحى يبدو ذلك وقت الفرحة إذ يخرج علينا كتاب من أنثى مسلمة يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنس ...... وتعاد مرة آخرى الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم  من الدنمارك ...... سبحان الله ماذا يريد هؤلاء في هذا التوقيت بالذات ؟

·       لقد كانت الإساءة الأولى عام 2006م ومع كأس الأمم الفريقية أيضا ..... وأبرز ما ظهر من لافتات من الجمهور وغيرهم إلا رسول الله وبعدها كأن شيئا لم يكن

·       وقد حدث هذا قبل ذلك ، وقتلوا صدام أو قتلوا الإسلام في شخص  صدام يوم فرح المسلمين يو الضحى وما كان لنا إلا التنديد والشجب  والإنكار والكثير منا قال أنه يستحق لأنه عراقي ظالم غاشم 

·       وغير ذلك من الأحداث إذا استرجعت التاريخ تجد كثير من الإهانات المتعمدة من أعداء الإسلام له وقت أن يفرح المسلمون ولعلهم يريدون بذلك إثبات مواتنا أ إثبت تفسخنا وعدم تحركنا لغيرنا  ما دام غير مصري أو غير عربي ؟

·        وهنا يكون السؤال الولاء لمن ؟ الولاء لمن مع كل هذه الأحداث الجارية الولاء لمن والكل فرح يقضاياه المصرية الوطنية والقومية العربية  حتى في هذا الفوز الكروي .. الولاء لمن  رسول الله يسب ليس من الكفرة فحسب بل من المسلمين الآن ... إن أعظم قضية يمكن أن يعالجها المسلم ويسعى لها ويحاول أن يجد له الحل هي قضية الولاء

·       الولاء الذي هو النصرة والمحبة والإكرام والإحترام والكون من المحبين ظاهرا وباطنا قال الله تعالى :[ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ][البقرة : 257]

·       قال شيخ الإسلام الولاية ضد العداوة والولاية تتضمن المحبة والموافقة، والعداوة تتضمن البغض والمخالفة   كتاب شرح حديث النزول  وقد أوجب الله موالاة المؤمنين ومحبتهم ونصرتهم والبراءة من المشركين وعداوتهم وليس في كتاب الله بعد التوحيد ونبذ الشرك وحكم عليه من الأدلة من هذا الحكم

·       قال الله [بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)][النساء : 138-139]

قال تعالى :[لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ] [آل عمران : 28]

قال تعالى : [تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ][المائدة : 80]

فأنا لا أتهم الآن عشاق الكرة بالولاء لغير المسلمين حاشا الله  ولكن أريد أن ابحث في داخل نفسي وأنفس الجميع هل نحن بصدق نوالي الله ورسوله هل نوالي صدق الإنتماء لله ورسوله ؟ الواقع يصحح وجوهنا ليرد كل ما حققناه بصدق والبعد شاسع بين الصدق والإدعاء  وبين القول والعمل وبين الواقع والأماني

·       أمين الأمة

أبو عبيدة  عامر بن عبد الله بن الجراح يسبق إلى الإسلام بعد أبي بكر ويعاني ما عانى المسلمون في مكة وتأتي الهجرة غلى المدينة فيهاجر بامر رسول الله ثم يلتقي المسلمون والمشركين في أول معركة كبرى بدر

انطلق أبو عبيدة فيها يصول بين الصفوف صولة من لايهاب الردى فحذره كل فرسان قريش وهابوه إلا أن رجلا واحدا جعل يبرز لأبي عبيده في كل اتجاه فكان أبو عبيده يتنحى عن طريقه ويتحاشى لقاءه حتى أكثر هذا الرجل التعرض لأبي عبيدة فانقض عليه ضاربا رأسه بالسيف ضربة فلقت رأسه نصفين فسقط الرجل صريعا بين يديه

ترى من يكون هذا الرجل  من ذوي أبي عبيدة لأن عنف التجربة يفوق حسبان الحاسبين الحاسبين ويجاوز خيال المتخيلين حين تعلم أن هذا الرجل  هو عبد الله  بن الجراح أبوه .......... إنه يعلن الولاء لله ورسوله لم يقتل أبو عبيده أباه وإنما قتل الشرك في شخص أبيه

·       أبو بكر

يسلم إبنه عبد الرحمن بعد بدر بفترة فيقول لأبيه كنت أراك يوم بدر فأتحاشاك حتى لا نلتقي فيقول له والله لو رأيتك وقتها لقتلتك ،  الله أكبر يظن من يسمعها هذا أبٌ غير حان أو أن الإبن عاق .........كلا والله ولكنه الولاء لله ورسوله

·       مصعب

يكون أخوه أبو عزيز بن عمير من الأسرى يوم بدر وكان حامل لواء المشركين بعد النضر بن الحارث فيمر مصعب به وقد أسر أبي اليسر رجل من الأنصار -  فيقول مصعب شد يدك فإن أمه ذات متاع لعاها تفديه منك يقول له ابو عزيز يا أخي هذه وصايتك بي فيقول له مصعب إنه أخي دونك إنه مسلم وأنت مشرك ولا إخوة لمشرك ، 

إنه الولاء لله ورسوله

وصدق الله حين أنزل قرآنا في هؤلاء وأمثالهم قرآنا يتلى إلى قيام الساعة

[لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ][المجادلة : 22]

إنا نريد أن تكون هذا الإحتفال وهذه الفرحة نذير خير  بان نستغل لتعميق الشعور بالإيمان والإسلام في قلوبنا ........... ملايين الجنيهات للفريق القومي في وقت لا يجد فيه المواطن أو كثير من أبناء المسلمين ما يقتاتون به أو يعيشون

مناصب عظيمة توكل بأبناء هذا الفريق وقت أن نضيع تماما أي شخصين لأي رجل يحمل الدين بين جنباته

الولاء الكامل لمثل هذه الأشياء مهما حدث فيما من ضياع أو فساد وفقد أي انتماء أو ولاء لله ورسوله

تحتاج الأمة إلى اليقظة فديننا يحارب وأمتنا تباد وولاءنا يسحق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هل يمكن أن يكون هناك حل نغتنمه في ظل أفراح هذه المناسبة يحقق لنا الوصول إلى الولاء الكامل لله ورسوله     

هذه خطوات الوصول

أولا : تعميق الشعور بالله ورسوله

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد

قال تعالى :[ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ][البقرة : 165]

لقد لذة هذا الشعور تجعلهم يضحوون بالنفس  والنفيس من أجل الله ورسوله 

·       فمصعب يلبس أهاب كيس بعد العز والنعيم والذي دعاه إلى ذلك حب الله ورسوله

·       عمر بن الخطاب يشاهد العباس فيكلمه العباس بشدة فيقول له عمر والله يا عباس لإسلامك يوم أسلمت أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم لأني أعلم أن ذلك إسلامك أحب إلى رسول الله  من إسلام الخطاب

ثانيا لا يؤتى الإسلام من قبلك

فالمتبرجة سلاح ضد الإسلام والشاب المدخن أو الماجنة سلاح ضد افسلام شاربو المخدرات سلاح ضد الإسلام مقيموا العلاقات المحرمة سلاح ضد الإسلام تذكر وأنت تصنع أي معصية يراك عليها الناس أن ذلك ليس بمعصية بينك وبين الله فحسب ولكنها قلم وضرب للإسلام نفسه فاحذر أن يؤتى الإسلام من قبلك 

وليكن قدوتك في ذلك عبد الله بن حذافة السهمي وما فعله مع امبراطور الروم سنة 18 هـ  احداث هذة القصة تمت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب اذ ارسل عمر جيشا لملاقاة الروم ومن ضمن الجيش عبد الله بن حذيفة وتمت الحرب واسر من اسر وكان من ضمن الاسرى عبد الله بن حذيفة اذ اسرة جند الروم وكان قيصر يعلم ان المسلمين عندهم من التضحية والثبوت على الحق وعزة النفس وهذا ما يميزهم فجمع الاسرى في مجلسة ونظر قيصر مليا الي عبد الله وقال له اني اعرض عليك ان تتنصر ونطلق سراحك فقال له هيهات ان الموت لي احب لي مما تدعوني اليه فقال له قيصر اعطيك نصف ملكي مقابل ان تتنصر فقال له عبد الله وهو متبسما والله لو اعطيتني ملكك كله مقابل ان اترك ديني ماتركت فقال له قصير اذا اقتلك فرد عبد الله قائلاا انت وماتريد , ثم امر رجاله فصلبوا عبد الله وامر قيصر رجاله بأن يضربوة في يدية وقدمية ففعلوا وهو كما هو ثابت على دين ثم امر قيصر ان يحضروا قدرا ضخما ويحمى بداخلة الزيت وامر بأحضار احد الاسرى المسلمين والقوة في الزيت فلم يبقى منه سوى عظامه
وايضا لم بتخلى عبد الله عن دينة ولم يتزحزح عنه فأمر قيصر رجاله بألقاء عبد الله في الزيت فأخذوة وعندما وصل ليلقوة في القدر هنا بكى عبد الله فقال له قيصر اجزعت وتراجعت فقال له لا والله لم ابكي من الخوف وانما ابكي لان لي نفسا واحدة وودت ان يكون لي بعدد مافي جسمي شعر انفس فتلقى كلها في الزيت في سبيل الله فقال له قصر الطاغية هل لك ان تقبل رأس في سبيل ان اترك صراحك
هنا قال له عبد الله وانما في سبيل ان يترك كل اصحابي فقال له الطاغية لك ماتريد وتقدم عبد الله وقبل رأس الطاغية وذلك ليفدي نفسة ويفدي اصحابة معه فتحيلوا انفسكم في نفس هذا الموقف هل لنا ان نتذكر احدا غير انفسنا هل لنا ان نفكر في من معنا ام نقول انا اولا ومادون ذلك فليس مهم على كل
ترك سراح جميع الاسرى المسلمين وذلك مقابل مافعله عبد الله وعادوا الي ديار المسلمين سالمين وهنا بلغ عمر بن الخطاب مافعله عبد الله فقال
حق على كل مسلم ان يقبل رأس عبد الله بن حذافه وانا ابدأ بذلك ثم قام وقبل رأسه
هل في احد منا ان يفعل ما فعل عبد الله اخواني والله هذة القصة تزخر بكل المعاني الجميلة اللتي نفتقدها فيما بيننا هلموا اخواني الي ان نفيق وان نتخذ هؤلاء الاخيار اللذين تربوا على يد النبي محمد صلى الله علية وسلم القدوة لنا وان نتعلم منهم معاني الوفاء
يقول الله تعالى ويأثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه

ثالثا تربية الأبناء على حب هذا الدين 

يتمنى كثير منا لو كان ابنه مثل أبو تريكة أو زيدان أو .......... حتى يكون مشهورا مستريحا غنيا والله ممكن أن يحدث لك ذلك لو شرب ابنك لبن أمه ممزوجا بالإسلام لأن الذي تكفل بذلك هو الله ولقد اقتضت حكمته وحكمه إن من هزم دينه بصدق أراحه الله في الدنيا والآخرة أوليس الله هو القائل [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ][النحل : 97]

والقائل في الحديث القدسي أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك                                حلية الأولياء

ألا يعترينا دائما فقد الثقة واليقين في الله

1- لابد أن نعلم  أبناءنا القرآن كتاب الله فنحن مسئولون عن ذلك أمام الله

2- نعلمهم سنة النبي ومغازيه وسيرته  محمد بن سعد (بن أبي وقاص) أنه قال: "كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه ويعدها علينا ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها"              مرويات غزوة الحديبية

وروي عن علي بن الحسين أنه كان يقول: "كنا نعلَّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن"       مرويات غزوة الحديبية

ولعل الإعلام صاحب الدور الأعظم في ذلك فقد حفظ أطفالنا مواعيد بطولات كرة القدم ومرات الفوز وأسماء اللاعبين والهدافين .............إحصائيات من الصعب على أن يحفظها الكبار ولكن كثرة التكرار تعلم الصغار ............ ولا نملك أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل

3- نعود أبناءنا على ذكر الله  لأن من تعود  شيئا بلسانه ألفه حتى يصل غلى قلبه وبعدها ينضح على جوارحه

فها هي أم سليم  تعلم ولدها وتفطمه فتقول يا بني قل لا إله إلا الله ، قل: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال لها زوجها الكافر: لا تفسدي علي ابني، لا تفسدي علي ابني. وهي تقول: إني لا أفسده ! إني أعده لأمر عظيم أو صحبة النبي صلى الله عليه وسلم

وكانت أول كلمة نطق بها لسانه لا إله إلا الله محمد رسول الله

وها هو سهل بن عبد الله التستري قال كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما ألا تذكر الله الذي خلقك فقلت كيف أذكره قال قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي ، الله ناظر إلي ، الله شاهدي فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال قل في كل ليلة سبعة مرات فقلت ذلك ثم أعلمته فقال قل ذلك كل ليلة إحدى عشر مرة فقلته فوقع في قلبي حلاوته فلما كان بعد سنة قال لي خالي احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة في سري ثم قال لي خالي يوما يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده أيعصيه إياك والمعصية فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المكتب فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع فمضيت إلى الكتاب فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى أهل البصرة لأسأل عنها فأتيت البصرة فسألت علماءها فلم يشف أحد عني شيئا فخرجت إلى عبادان إلى رجل يعرف بأبي حبيب حمزة بن أبي عبد الله العباداني فسألته عنها فأجابني فأقمت عنده مدة انتفع بكلامه وأتأدب بآدابه ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصادا على أن يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر على أوقية كل ليلة بحنا من غير ملح ولا أدم فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمسا ثم سبعا ثم خمسا وعشرين ليلة فكنت على ذلك عشرين سنة ثم خرجت أسيح في الأرض سنين ثم رجعت إلى تستر وكنت أقوم الليل كله ما شاء الله تعالى قال أحمد فما رأيته أكل الملح حتى لقي الله تعالى

 

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free