أفظع العظات
إن الناظر فيمن حوله ، والناظر في أحوال نفسه ، يجد كثيرا من الشروخ والتقصير في تعامله مع ربه جلا وعلا ،حتى صار أمر الدين عندنا أهون من أمر الدنيا ، وصار أمر الله عندنا أهون من أي شيء سواه ، وتعلقت قلوبنا بالدنيا بالعيش ، بالكسل حتى قلما تجد الموعظة تؤثر ، قلما تجد الطاعات تفعل ، قلما تجد خلو النفس من الطاعات والمشكلات ، والحالة المتردية التي وصلنا إليها في تعاملنا مع الله جل وعلا ، في انتهاكنا للحرمات ، فيم اجتنابنا للموبقات ، في تقصيرنا في فعل الطاعات ، في تقصيرنا في الصلوات ، تقصيرنا في غيرذلك من أي مظهر نتعامل فيه مع ربنا جل وعلا ، هذه الحالة تنبأ عن خطر عظيم ، وهي أن كانت بالمقام الأول تدل على انسلاخنا من العقل وتوجهنا إلى البهيمية ونسأل الله عز وجل أن يحفظنا من ذلك ، لما تحدثربنا عز وجل عن النار قال [وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أول صفة لهم لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ نضرب لذلك مثلا بين العاقل والبهيم
بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا في آخر الآية قال أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ][الأعراف : 179] نضرب لذلك مثلا بين العاقل والبهيم للفرق بين العاقل وغيره فيقولون ونطبق هذا المثال علي بيئتنا أنك كنت تركب سيارة وأردت أن تصل إلى وسط البلد ولكن يأخذ هذا الطريق المزدحم إنما سيأخذ الطريق الدائري وقبل أن يخرج بسيارته إلى الدائري وجد على مطلع الكوبري في هذا المكان مغلق
- الطريق مغلق – ماذا يصنع ؟ من الطبيعي أنه يرجع من هذا الطريق ويذهب إلى طريق آخر للذهاب للمكان الذي يريد ،هب ( تخيل ) أن مكان هذا السائق بهيمة حيوان هل سيقرأ هذه اللوحة لن يقرأها فعند أي مكان يقف قالوا عند مكان الإغلاق حين يصل إلى طريق مسدود سيقف هذا الحيوان ، هذا هوالفرق بين العاقل والحيوان ، اللوحة المثير الذي جعله الله عز وجل لنا في الدنيا هو كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ستجد الإعراض عنهما ، ما السبب ماقرأناهما ؟ ما السبب ؟ قال الله ، قال رسول الله هذه آخر شيء عند الكثير منا ،ترى هل نحن بذلك عقلاء أم حيوانات بهم ، مع احترامنا للجميع ، مصيبة وأيما مصيبة ، هذا المستنقع الذي نعيش فيه من الغفلة ، يوم أن تبدأ الخطبة تجد خمس المسجد ثم يأتي الجميع ، ورحم الله أبو حامد الغزالي حين قال أول ما ابتدع الناس في عصرنا هذا عدم التبكير إلى الجمعات لأن الصحابة كانوا يخرجون إليها بعد شروق الشمس مصيبة وأي مصيبة وقس على ذلك دروسالعلم والمواعظ وقلما تؤثر ، تدخين وسماع المحرم وترك الأنفاق في سبيل الله و الطريق بخلاف طريق الله ورسول مغلق ولكنا ما قرأنا هذه اللوحة والله عز وجل ذكرنا في كثيرمن الأشياء وأعظم هذه الأشياء وأعظم العظات التي ذكرنا الله بها هي لفت أنظارنا إلى الدار الأخرة هي الدار الآخرة حيث تجد أن كثير من الآيات تبين هذه الدار وحقيقتها وأن هناك جزاء ، أن هناك جزاء ، أن هناك موت ، أن هناك قبر ، أن هذه الحياة التي تعيشها هي حياة مؤقته سرعان ما تمر بك ، يوم أن وقف نوح عليه السلام يدعو قومه 950 سنة وجاءه الموت قيل له كيف وجدت الدنيا قال وجدتها مثل دار له بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر ، كيف تعيشها أنت ؟ ومع ذلك أنت على معاصيك وما زلت على شهوتك ، وما زلت على تقصيرك اليوم حديثنا عن منبه من منبهات الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يعد هذا المنبه أفظع العظات بكلام رسول رب الأرض والسماوات نأخذ فيه حلقةمن حلقات الدار الآخرة ونتحدذ عنها فلعل الحديث يفيد لأن الله قال [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ][قـ : 37]
أفظع العظات
هو حديثي مع حضراتكم اليوم بعد هذه المقدمة الطويلة نسبيا نتحدث فيه 3 نقاط
1- خوف عظيم 2- اقشعري يا جلود 3- أي العبدين أنت
أما ما هو أفظع العظات فهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي بسند حسن قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا رَأَيْتُ مَنْظَراً قَطُّ إِلاَّ وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ » . ولهذه الفظاعة وهذه الشدة كان سلفنا الصالح يعملون ، هذا الخوف الذي أرهق العلماء وحير الصديقين والشهداء وأقلق العظماء حتى كانوا منه في خوف بالغ ومن ملاقاته على رعب عظيم للدرجة التي أوصلت أحدهم وهو يبيت عند صاحبه ليلة ، فالمكان جديد عليه ما اعتاده فأخذيتقلب ناحية اليمين ثم ناحية الشمال لا يأتيه النوم فذكر أبيات ذكر منها أفظع العظات قال
إني أبثك من حديثي والحديث له شجون
فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون
القبـر أول ليلـةٍ بالله قل لـي كيف تكون
أول ليلة ستقضيها في قبرك كيف ستمر عليك ، هذا الذي أرعبهم هذا الذي خوفهم ، البراء بن عازب رضي الله عنه وأرضاه يحكي منطرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ بَصُرَ بِجَمَاعَةٍ فَقَالَ «عَلاَمَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ» . قِيلَ عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ.هل يمكن أن يحرك فيك ساكن؟ هذا حرك رسول الله قَالَ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَىْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ فَجَثَا عَلَيْهِ - قَالَ - فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لأَنْظُرَ مَا يصْنَعُ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا قَالَ «أَىْ إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا» . رواه أحمد وحسنه الألباني هذا أفظع العظات خوف بالغ حتى من رسول الله الذي أعطاه الله مفاتيح الجنة هذا الخوف البالغ الذي كان على عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث يحكي عنه َموْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلاَ تَبْكِى وَتَبْكِى مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ نحن في غفلة ، نحن في حمق ، نحن في غياب وعي فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ » هذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يذهب إلى المقابر وكانت هذه عادة السلف الصالح ونحن لا نذهب إلى المقابر إلا في الأعياد أو فيتشيع جنازة وخرج معه صاحبه ميمون بن مهران ( أبا أيوب) فلما وصل إلى المقابر وقف عليها فقال يا أبا ايوب هذه مقابر أبائي من بني أميه عبد الملك بن مروان ، الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ، وغيرهم خلفاء هذه قبور العظماء ، هذه قبور الخلفاء ذهبوا ودفنوا ونسوا كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في عيشاتهم ولذاتهم ، ذهبوا ذهب الملوك والأمراء والخلفاء والجبارون ولم يبقى غير الله أما تراهم صرعى قد خلت بهم المثلات ، واستحكم فيهم البلاء ، وأصابت الهوام في أبدانهم مقيلا ؟ ثم بكى حتى غشي عليه ، ثم أفاق فقال : انطلق بنا ، فوالله ما أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن عذاب الله .لماذا هذا الخوف من أفظع العظات ؟ لأنهم علموا وما علمنا وعملوا وما عملنا وعقلوا وما عقلنا فحق للجلود أن تقشعر إذا علمت فظائعه ، فحق للجلود أن تقشعر إذا علمت فظائع القبر فقشعري يا جلود من منظر القبر ، فأول ما تقشعر الجلود من وحشة المكان ألم ترى هذه الحفرة أنا وأنت سندخلها قد يكون اليوم أو غدا أو بعد أسبوع أو شهر أو سنوات قليلات ، لا تغتر أبدا فالمكان موحش ولا يقدر عليه أحد ، والله الذي لا إله غيره لو أن الواحد منا قيل لو في الدنيا ستظل في هذا المكان عقوبة لمعاصيك لأنك تدخن أو تسمع الغناء ............ سجنا في هذا المكان تأكل وتشرب وتلعب ولكن ستظل طيلة حياتك فإما أن تترك هذه الأشياء أوستسجن لتركها ، فالمكان موحش ومرعب وليس الأمر يتوقف على هذه الوحشة إنما تنظر إلى المكان يمنة ويسرة فتجده مكانًا ضيقا الواحد منا لايستطيع أن يعيش فيشقة مساحتها 60 متر والقبر طوله متران في متر وبعد ذلك تأتيك ظلمة المكان لا يأتيك فيه النور إلا من نور الله عليه - نسأل الله أن ينور قبورنا – لو أنك أغلقت عينيك لمدة ساعات بل لدقائق لظننت أن المكان موحش فاحمد الله على نعمة البصر وفجأة وسط كل هذه الظلمة وسط كل هذه الضيق وسط كل هذه الوحشة يأتيك ملكان لأول مرة في حياتك تلتقي بهما ، وليس صورة الملكين يمكن أن تطمئن ففي حديث البيهقي وغيرة أخبر عن صورة مرعبة لهما لأنهما فتنة منكر ونكير فما صفتهما يا رسول الله ، فاسمع ذلك وانصت جيدا لعل هذه الجلود أن تقشعر قال : ملكان أسودان أزرقان أنيابهما كسياطي البقر في شدتها وفي طولها يطأن الأرض بأنيابهما ، أصواتهما أشعارهما أعينهما ، كالرعد القاصف ، وأعينهما كالبرق الخاطف هذان هما الملكان حتى يضيف إلى وحشة القبور وحشة ، وحتى يضيف إلى شدة القبور شدة ، وبين كل هذه الفظائع والشدائد تريد أن ترى مخرجا ، تريد منجيا فتجد القبر يتحدث لك ، حتى القبر يتحدث لك هذا الذي نسيته يقول عبيد بن عمير رحمه الله والخبر روي بسند صحيح كما روى ابن أبي شيبة وأبو نعيم في الحلية عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال يجعل للقبر لسانا ينطق به فيقول يا ابن آدم كيف نسيتني أما علمت أني بيت الأكلة وبيت الدود وبيت الوحشة وبيت الوحدة بل إنه في الدنيا قد ذكر بعض سلفنا الصالح أنه يخاطبك كل يوم 5 مرات ،الأرض تخاطب كل واحد منا 5 مرات يا ابن آدم امشي على ظهري ومصيرك في بطني!! يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري، وتأكلك الديدان في بطني! يا ابن آدم تضحك على ظهري، فسوف تبكي في بطني! يا ابن آدم تفرح على ظهري، فسوف تحزن في بطني! يا ابن آدم تذنب على ظهري فسوف تعذب في بطني!
بينما كل هذا تنظر يمنة ويسرة فلا تجد أحد ، شدة تضاف إلى الشدائد وحدة المكان لا أهل ولا أولاد لاأنيس ولاجليس ، الكل قد ذهب عنك ، الكل قد ودعك إلى غير رجعه ، تريد أن يؤنسك أحد ، فلا تجد ،أين زوجتك التي عققت أباك وأمك من أجلها ، أين زوجك الذي تحبينه وتعيشين في كنفه ، أين أولادك الذين تسعد بالنظر إليهم وتنسى همومك كلها إذا ضاحكتهم ولاعبتهم ، تسهر لسهرهم وتمرض لمرضهم ، وتحزن لحزنهم ، أين أبوك وأمك اللذان يحبانك أكثرمن أنفسهم بل ويفديانك بأنفسهم ، أين أصحابك ، أين أصدقائك الذين يشاركونك أفراحك وأحزانك ، الكل قد ذهب عنك بل الحقيقة أنك أنت من ذهبت عن الكل بغير رجعة وحيدٌ فريد ، لا أنيس ولاجليس في هذا المكان الموحش المظلم ووسط كل هذا تسمع نداء الله جل وعلا عبدي ذهبوا وتركوك وفي التراب وضعوك وللحساب عرضوك ولو بقوا معك ما نفعوك ولنينفعك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت اللهم نجينا من ويلات هذا المكان ، ومن وحشة هذا المكان ، ومن وحشة هذا المكان
ذهب أحد الصالحين يزور قبر صاحبه الذي كان يزوره في الدنيا ويأنس به فسلم عليه فلم يرد أحد فقال
مالي مررت على القبور مسلما ....................قبر فلم يرد جـــــــوابي
أحبيب مـــــــــالك لاترد جوابنا ................أنسيت بعدي خــــــــلة الأحباب
قال فهتف بي هاتف وأنا بجوار القبر رجل قال له بما يمكن أن يقوله له حبيبه لو أنطقه الله
قال الحبيب وكيف لي بجوابكم ......................وأنا رهــــــــين جــــنادل وتراب
أكل التراب محاســني فنسيتكم ................. وحجبت عن أهلي وعن أترابي
وتمزقت تلك الجلود صفائحا.................يا لطالما لبست هذه الجلود رفيع الثياب
وتفصلت تلك الأنامل من يدي................. ما كان أحسنها لخط كتابي
وتساقطت تلك الثنايا لؤلؤا ................ما كان أحسنها لرد جوابي
وتساقطت تلك العيون على الثرى .................. لطالما نظرت بها أحبابي
فعليكم من الســـــــلام تقطعت ...............مني ومنكــــم خلة الأحبــــــاب
لا أنيس ولا جليس ولا صاحب ولا أهل غير الله جل وعلا وبعد كل هذا ستجد أن الأمر لم ينتهي بعد ، ستضم ضمة القبر التي قال عنها رسول الله بعد أن دفن سعد بن معاذ يشيعه وهو مسرع يقول لعل الملائكة سبقتنا إليه الذي قال لقد نزل من السماء سبعون ألف ملك يشيعونه ، الذي قال عنه أن عرش الرحمن اهتز لموت بعض أصحابي فعلمت أن سعد بن معاذ بعد أن شيعه رسول الله وبعد أن دفنه وقف على قبره ثم بكى فقال له الصحابة ما يبكيك يا رسول الله فقال لقد ضم القبرسعد ضمه لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)) رواه أحمد وفي رواية: ((هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه))([5][5]). رواه الشيخان
السيدة عائشة بكت عندما رأت طفل صغير ذهبوا به ليشيعوه فقالوا لها ما يبكيك هذا الطفل ما فعل معصية حتى تبكين فتقول والله إني أبكي عليه شفقة من ضمة القبر ، ترى ماذا سيصنع معنا؟ سيضمنا أم ضمة الأم إذا عاد إليها ابنها الغائب أو تضمنا ضمة تختلق فيها أضلاعنا ، وبعد كل هذه الفظائع ستعلم أنه لا فرصة لمرة آخرى وقد أنذرك الله عز وجل في الدنيا وقد بعث إليك الرسالة تلو الرسالة والإشارة تلو الإشارة ، وما تنبهت لذلك ، إذا لا مجال لفرصة آخرى لذلك كان الربيع بن الخثيم قد حفر قبرا في بيته كلما ذهبت به الدنيا وقلما تأخذه وهذا الرجل الذي قال عنه عبد الله بن مسعود يا أبا يزيد لو رأك رسول الله لأحبك وننزل هذه الحفرة في المساء ويظل يبكي ويقول ربي ارجعون يارب فرصة آخرى ، يارب مرة آخرى ربي ارجعون ، حتى الصباح فيخرج منه ويقف على شفيره ويقول لنفسه ها قد رجعت يا ربيع إلى الدنيا كما طلبت فاعمل صالحا كما زعمت ، لأنه إذا دخلت هذا المكان في الحقيقة فلا مجال لفرصة آخرى ، قال تعالى :[حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)][المؤمنون : 99-108] هذه هي المصيبة ، هذه هي الطامة ، هذا هو المصير لمن عصى الله ، هذا هو المصير لكل من تكبر وتجبر ، هذا المصير لمن نسي الله ونسي أوامر الله جل وعلا ، هذا هو المصير اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إلى متى ؟ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ إلى متى سنظل في هذا القبر ؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مر النبى ( على قبر دفن حديثا قال... فذكره) ركعتان مما تنفلون أنتم لا تشعرون أنتم لا تحسون ركعتان مما تنفلون من السنة يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم أخرجه ابن المبارك وصححه الألباني من صحيح الجامع
ما الذي ضيعته في الأوقات وفي الصلوات ركعتان مما تنفلون من السنة يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم لماذا يارسول الله ؟ لأنه إذا رجع يحتاج إلى فرصة آخرى – أسأل الله جلا وعلا أن يحي قلوبنا من سباتها
دخل أبو العاصم المقابر مع محمد بن واسع قال أبو عاصم فلما انتهينا إلى القبر وسلمنا على أهل المقابر وقف محمد بن واسع يبكي فقال له ما يبكيك فقال يا أبا عاصم لا يغرك ما ترى من خمودهم - فأنا وأنت نرى تراب تحتها موتى ولكن الحقيقة التي يعيشون فيها بخلاف ذلك- فهم بين مسرورٍ ومغموم إما مؤمن إما فاجر إما في روضة من رياض الجنة وإما في حفرة من حفر النار
السؤال الذي يحتاج إلى صدق الجواب منا بالنظر إلى حال أنفسنا والذي يعيننا على تذكر هذه العظة دوما والبعد عن معاصي الله ويدنينا من طاعاته أي العبدين أنت؟
وإذا نودي حي على الصلاة اسأل نفسك أي العبدين أنت؟ وأنت تسمع الغناء أو المحرمات أي العبدين أنت؟ في السفور الذي تعيشين فيه أي العبدين أنت؟ قس على نفسك وحاول أن تكون كالعاقل الذي قرأ اللوحة الطريق إلى الله عز وجل مغلق إلا إذا خلف رسول الله هذه اللوحة بينها ربنا جل وعلا قال يا محمد وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا على كل باب ما فتحت لهم حتى يأتوا خلفك يا حبيبي فتنبه إلى هذا جيدا الطريق إلى الله عز وجل مغلق إلا إذا خلف رسول الله أما أي العبدين أنت؟ هذه قالها رسول الله الذي تفتح به الطرقات إلى رب الأرض والسموات ، من هما هذان العبدان ، حتى نجيب على هذا السؤال هذان العبدان ذكرهما رسول الله في الحيث الذي ذكره الإمام أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم حتى قال عنه العلامة ابن القيم حديث البراء هذا حديثٌ مشهور مستفيض صححه جماعة من أئمة الحفاظ ولا نعلم أحدًا من أئمة الحديث طعنه هذا الحديث يذكر في رسول الله صلى الله عليه وسلم العبدين : مؤمن وفاجر ، ما حالهم وما مألهم ، هذا الذي أخبر به رسول الله الحديث من أوله يقول فيه البراء
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ركز في هذا الحديث واحفظه جيدا فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللهم اجمعنا به في الآخرة وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ماحالهم كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ يوم أن تدخل اليوم المقابر تجد بعضهم يدخن في المقابرونحن ندفن ميت ، يا أخي أين عقلك أين قلبك أين آدميتك أصلا كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِى يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِى الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ » . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا هل هذا أنا وأنت؟ نسأل الله أن نكون هذا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِى إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ اللهم هون علينا سكرات الموت- قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِى السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِى ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ - قَالَ - فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ - يَعْنِى بِهَا - عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ معراج أتذكر معراج رسول الله لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِى تَلِيهَا وبين كل سماء وسماء 500 سنة حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِعند عرش ربك فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِى فِى عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّى مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى - قَالَ - فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ ليس المال ، ليس الهوى ، ليس شهوتك ، ليس زوجتك والناطق بذلك لسان الفعل لا لسان القول.أي ليس شيء تحفظه ثم تقوله فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِىَ الإِسْلاَمُ . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ . فَيُنَادِى مُنَادٍ فِى السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِى من القائل صدق عبدي أنه الله فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ - قَالَ - فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِى قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ - قَالَ - وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ طالما صبرت على المعاصي ، وطالما صبرت على الطاعات هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ أنا صلاتك أنا صيامك للمرأة أن عفافك أنا حجابك أنا أدبك أنا احترامك يقول لك واحد منا أنا حفظك لمحارم الله ، أنا حفظك لطاعة الله أنا أدائك للصلوات والزكوات . فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى وَمَالِى . قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ هذا العاصي الفاجرقد يكون أكثرنا نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ الثياب الخشنه التي تقطع الإنسان إذا وضع فيها فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ اخْرُجِى إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ - قَالَ - فَتُفَرَّقُ من الخوف والهلع فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ مثل قشه دخلت في صوف مبلول فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِى يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِى تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِى كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ ) « فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِى سِجِّينٍ فِى الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً » . ثُمَّ قَرَأَ ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ الله أم الهوى ، الله أم زوجتك فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ ) « فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى . فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِى يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ . فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِىءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ أنا ترك للصلاة أنا سماعك للغناء أنا تدخينك أنا شربك للمخدرات فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ لأن هذه مقدمة عذاب وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ » . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ترى أي العبدين أنت؟ ترى هل ستقول رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ أو ستقول رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ هذا المؤمن وهذا الكافر الجواب أنت من سيجيبه أي العبدين أنت؟ وتذكر في كل عمل ستعمله هل تحب أن تكون العبد الصالح أم تحب أن تكون العبد الآخر
أتيــت القبور فساءلتــــــها *** أين المعظم والمحتقر؟!
وأين المــــذل بسلــــــطانه *** وأين القوي على ما قدر؟!
تفانوا جميعاً فما مــــــخبر***وماتوا جميعاً ومات الخير!!
فيا سائلي عن اناس مضوا *** أما لك فيما مضى معتبر؟!
تروح وتغدو بنات الــــثرى *** فتمحو محاسن تلك الصور!
نسأل الله العظيم الكريم أن نكون من المؤمنين الصالحين ، وأن يحشرنا مع الصالحين
اللهم توفنا على التوحيد ، اللهم توفنا وأنت راض عنا
اللهم هون علينا سكرات الموت اللهم إنا نعوذ بك من ضيق القبور ووحشة القبور وظلمة القبور ومن وحدة القبور ومن ظلمة المرور ومن ضمة القبور ، اللهم ارحمنا إذا صرنا في قبورنا ،اللهم ارحمنا إذا ذهب أهلونا وتركونا وفي التراب وضعنا وللحساب عرضونا ولو ظلوا معنا ما نفعونا ولن ينفعنا إلا إياك يا الله ، ولن ينفعنا إلا إياك يا الله ، ولن ينفعنا إلا إياك يا الله ، اللهم ارحمنا ساعتها ، اللهم ثبتنا عند السؤال ، اللهم اجعلنا من أهل الجنة وزحزحنا عن النار