tamer.page.tl
  المشهد الأخير
 

المشهد الأخير

ها هو قد بدأ مسلسل الحياة وكانت البداية وأنت جنين في بطن امك ، ثم يسر الله لك الخروج والحياة ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس : 20] وها قد خرجت إلى عالم الإختبار ، خرجت إلى الدنيا ، تجذبك الشهوات تارة ، ويردك عقلك إلى التوبة تارة ، تركت الصلاة مرات وهجرت القرآن مرة وقرأت بخشوع مرات ، وأكلت الحلال مرة وأكلت الخرام مرات ، عطفت على المحتاجين مرة ومنعت خيرك مرات ، مرة طاعة ومرة معصية ، منا من غلبت حسناته سيئاته حتى صار ملائكيا ، ومنا من غلبت سيئاته حسناته حتى صار شيطانا مريدًا وكثيرا منا ما بين هذا وذلك ، يطيع الشيطان مرة ويطيع ربه مرة

ولكن آخر مشهد ترى هل يعجبك أن تموت وأنت تقرأ القرآن أم أن تموت وأنت تسمع الأغاني وتشاهد الحرام ، هل تريد أن تموت وأنت ساجد في بيت من بيوت الرحمن أم وأنت ساجد في الحمام هل تريد أن تموتوأنت ناطق للشهادتين أم وأنت معترض على رب المشرقين والمغربين 

ومع             المشهد الأخير

      عناصر اللقاء

1- طول الأمل                                          2- موت الفجأة                                            3- المشهد الاخير

طول الأمل

* جميل أن تحمل في قلوبنا أملا ً لكي نصلح الآرض ونعمر الكون فالإنسان مفطور على حب الحياة ، لكن لابد أن نحذر أن يحول طول الأممل بيننا وبين طاعة الله ، فإن صاحب الأمل الطويل يركن غالبا إلى الشهوات والملذات ، لذلك تجد قلبه لا يتحرك لآيات الله ولا كلام رسول الله ^

* ففي البخاري النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبن عمر « كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ » . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري والترمذي ابن ماجه وأحمد

* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك  رواه الحاكم وابن أبي شيبه في مصنفه

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه على شرط البخاري ومسلم

1.    قال الله من طول الأمل وساء العمل [[ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ][ الحجر : 3]

2.    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه  وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَالْآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ " الزهد والرقائق لإبن المبارك

* يا أيها الشيخ الكبير مضى العمر وفات ، وأنت ما زلت تترع على كأس الشهوات ، حتى متى ، أم إذا قيل مات .

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً رواه البخاري

فيا أخي

كم يوم غابت شمسه  *** وقلبك غائب
 وكم ظلام أسبل ستره *** وأنت في عجائب

 وكم أسبغت عليك نعمه*** وأنت للمعاصي توائب

 وكم صحيفة قد ملأها ***  بالذنوب الكاتب
وكم ينذرك سلب رفيقك *** وأنت لاعب

 يا من يأمن الإقامة *** قد زُمت الركائب

 أفق من سكرتك قبل حسرتك *** على المعايب

 وتذكر نزول حفرتك *** وهجران الأقارب

وانهض على بساط الرقاد *** وقل أنا تائب

 وبادر تحصيل الفضائل *** قبل فوت المطالب

 فالسائق حثيث والحادي مجد *** والموت طالب.

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (3/ 493، بترقيم الشاملة آليا)

3.    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ - أَوْ تَنْهَسُهُ - مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ، الْأَجَلُ الْمُحِيطُ، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ» سنن ابن ماجه (2/ 1414) وصححه الألباني

4.    عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ " رواه ابن ماجه وصححه الألباني

5.    وانظر إلى هؤلاء العباد ، الذين تعلقت قلوبهم بدار المعاد
وقال الثوري رأيت شيخا في مسجد الكوفة يقول أنا في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة لو أنتظر الموت أن ينزل بي ولو أتاني ما أمرته بشيء ولا نهيته عن شيء ولا لى على أحد شيء ولا لأحد عندي شيء

5.إحياء علوم الدين (4/ 456)

6.   من منا يعرف المكان الذي سيموت فيه ، أو الوقت الذي سيموت فيه أو العمر الذي سيموت فيه ، أو الحال التي سيموت عليها ....... إذن فلنحذر موت الفجأة

7.   فلان كان يصلي معنا بالأمس

8.   فلان كان يجهز للزواج

9.   فلان يستعد للعمرة

10.                     فلان ذاهب للسهرة

11.                     فلانة ذاهبة للقاء عشيقها

12.                     فلان يستقل سيارته ذاهب لعمله .......... وفجأة تقلب سيارته

13.                     فلان يلعب مع زوجته وأولاده وفجأة أصيب بسكتة قلبية

14.                     فلان يمر من الشارع فجأة تصدمه سيارة ............. ثم مات فلان

15.                     العمل يعمل في العمارة في لحظة يهتز يسقط ميتا

موت الفجأة

قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ][المنافقون : 9]

فكل مفرط يندم عند الإحتضار ، ويطلب الرجعة ، ولكن قد انقضت المدة [حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) ][المؤمنون: 99 - 104]
* قال تعالى :[ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ][النساء : 17]  
قال تعالى :[
فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ][الأعراف : 34]

قال تعالى :[ ْأينَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً] [النساء : 78]
*
عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ مَوْتَ الْفَجْأَةِ»
* الأمور الميسرة لقيام الليل (ص: 75)

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
أغتنم فى الفراغ فضل الركوع ... فعسى أن يكون موتك بغتة

كم من صحيح مات من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلتة (1)

_________

(1) - رواه البخارى (11/ 233فتح)

* قال (ابن حجر) وكان من العجائب أنه هو وقع له ذلك أو قريبا منه. لماذا الحديث عن الموت والآخرة (ص: 6)

* وجاء في لسان العرب  أن الأمر المفاجيء هو ما يهَجَمَ عليه من غير أَن يَشْعُر به: لسان العرب (1/ 120)
*
قال ابن حجر : وَمَوْت الْفَجْأَة وُقُوعه بِغَيْرِ سَبَب مِنْ مَرَض وَغَيْره ,

روى أحمد والبيهقي  عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: " رَاحَةٌ (2) لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ "  وفي رواية للكافر إسناده واه
* تفسير ابن أبي حاتم - محققا (10/ 3284)

عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَذُكِرَ عِنْدَهُ مَوْتُ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ «4» .تفسير ابن كثير

فلنكن دائما على استعداد للمشهد الخير ، فمتى جاءك الموت كنت مستعدا له

الموت يأتي بغته *** والقبر صندوق العمل

وومع                                                المشهد الأخير

1- القرآن أم الغناء
1- هل تحب أن تموت وأنت تقرا القرآن أم أن تموت وأنت تسمع الغناء
* كان أحد الصالحين يقرأ في سورة يسين حتة وصل إلى قوله تعالى : [إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ] [يس : 24] صعدت روحه إلى السماء فتعجب أصحابه من حوله وقالوا كان هذا الرجل صالحا فكيف يختم له بهذه الآية ، فرأه أحدهم في المنام بعد دفنه فقال له يا فلان إنك قد ختم لك بهذه الآية [إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ] [يس : 24] فكيف حالك مع الله فقال لما دفنتموني وتركتموني جاءني الملكان وسألاني من ربك ؟ فأكملت لهم القراءة فقلت [ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)]فقالا لي [ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ  ]فقلت [قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) ]

* شاب يسير بسيارته سيرا عاديا وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة ، ترجل من سيارته لإصلاح العطل ، وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة ، جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف ، وسقط مصابا إصابات بالغة ، يقول أحد العامللين في المستشفى  
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره. عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.

استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة. أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلاعي. فجأة سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه. لا شيء فارق الحياة.

نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني .. أخفيتها عن زميلي .. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات .. انطلق زميلي في بكاء .. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف .. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.

وصلنا المستشفى .. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل .. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم .. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه .. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه. اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى .. كان المتحدث أخوه .. قال عنه .. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية .. كان يتفقد الأرامل والأيتام .. والمساكين .. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية .. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين .. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها .. وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق .. إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته .. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية .. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها ..

من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..

استقبل أول أيام الآخرة .. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا

 

سافر أحد المشايخ من مدينة آخرى ، واتفق مع سائق السيارة على أن يعطيه أجرة لراكب ومسجل السيارة مقابل عدم فتح أي شريط أغاني ، فوافق السائق على ذلك ، وفي الطريق أمر أحد الركاب بفتح شريط الأغاني ، فرد السائق على الركاب بالمعذرة وقال غن الشيخ قد دفع غيجار المسجل بحيث لا يفتح أي شريط أغاني وصااح الركاب جميعهم وقال للسائق ندفع لك إيجار هذا الرجل مع إيجار المسجل  ، ونزيدك أكثر مما دفعك وتفتح لنا الأغاني ، فوافق السائق ، فما ككان من الشيخ إلا أن أخذ ماله ونزل وركب سيارة آخرى  ، وعندما وصل إلى المدينة الآخرى ، وجد حادثا مروعا فنزل هو والركاب ينظرون إلى الحادث ، فوجد السيارة التي كان قد نزل منها قد صارت ركاما ومات سائقها وعدد من الركاب ولكن المسجل ما زال يدند على أغنية تقول : يا من يبايعني بقلبي أنا بياع
[
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ][لقمان : 6]

 

2- هل تريد أن تموت في بيت الله أم في بيت تعصي فيه الله

فها هو شاب من المنحرفين الذين كانوا يسافرون إلى بانكوك للفسق والمجون ، وبينما كان في سكرة غيه ينتظر خليلته ،وقد تأخرت عليه ، فما هي غلا لحظات حتى أقبلت عليه فلما رأها خر مساجدا لها تعظيما ، ولم ينهض من تلك الشجدة وإلا وهو محمول على الأكتاف قد فارق الحياة
[
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ][إبراهيم : 27
]

* وتأمل على العكس تماما شاب بلغ من العمر ستة عشر عاما ، وكان في المسجد يتلو القرىن وينتظر إقامة الصلاة
صلاة الفجر فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ، ثم نهض ليقف في الصف ، فإذا به يقع على الأرض فجأه مغمى عليه ، حمله بعض المصلين إلى المستشفى ، يقول الدكتور الخبير الذين عاين حالته أتى إلينا بهذا الشاب محمولا ، فلما كشف عليه فإذا هو مصاب بجلطه في القلب لو أصيب بها جمل لمات ، نظرت غلى الشاب فإذا هو يصارع الموت ، سارعنا إلى نجدته وتنشيط قلبه ، واوقفت عنده طبيب الإسعاف يراقب حالته ، فذهبت لإحضار بعض الأجهزة لمعالجته ، فلما أقبلت إليه مسرعا ، فإذا الشاب متعلقا بيد طبيب الإسعاف والطبيب قد الصق أذنه بفم الشاب ، والشاب يهمس في أذنه بكلمات ، فوقفت النظر إليهما لحظات ، فجاة أطلق الشاب يد ئطبيب الإسعاف وحاول جاهدا أن يلتفت ناحية اليمين ثم قال بلسان ثقيل أشهد أنَّ لا إله إلاَّ الله. . . محمدٌ رسول الله
   وأخذ يرددها تكرارا ونبضه يتلاشى وضربات القلب تختفي ، ونحن نحاول انقاذه ، ومات الشاب وعندها انفجر بالبكاء ، تعجبنا من بكائه, إنها ليست أول مرة ترى فيها متوفياً أو محتضراً فلم يجب و عندما هدأ سألناه ماذا كان يقول لك الشاب و مالذي يبكيك؟ قال لما رآك يا دكتور خالد تأمر و تنهي و تذهب و تجيء عرف أنك الدكتور المسؤول عن حالته فناداني و قال لي ((قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فو الله إني ميت ميت, والله إني لأرى الحور العين و أرى مكاني في الجنة الآن ثم أطلق يدي.
[
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)][الفجر : 27-30]

3- هذه نهاية الزنا

* يقول أحد الأطباء كنت في إحدى المستشفيات في كندا -وهو مسلم- وفي يوم من الأيام لفت انتباهي في أسماء المرضى في العناية المركزة شاب اسمه فلان بن فلان، اسم من أسماء المسلمين، يقول: ففرحت، فذهبت إليه ونظرت إلى حالته، وللأسف! إنه مصاب بالإيدز وهو ينتظر الموت.يقول: فجلست عنده، واتصلت على أمه بالهاتف، سألتها عن حال ابنها

قالت: نحن محافظون ومن أسرة متدينة، ابني كان عفيفاً وكان مستقيماً، ومرت الأيام ولم ينحرف إلا بعد أن تعرف على تلك الفتاة، قلت هل كان يصلي قالت لا ولكنه كان ينوي أن يتوب ويحج في آخر عمره ، يقول: وذهبت عند رأسه وكانت حالته سيئة، يفيق ساعة ويغيب ساعة أخرى، ويتألم ألماً شديداً، والأطباء عند رأسه يقول: فلما أفاق رأيت وجهه قد اسود وأظلم، وعيناه تدمعان، فأخذت أكلمه وأقول له: قل: لا إله إلا الله أتعرف ماذا كان يقول؟ كان يقول: أين صديقتي؟ كنت أقول له: قل: لا إله إلا الله، فيقول لي: أين صديقتي؟ ولا زال على هذه الحال، وكان يقول: أريد مسكناً والألم شديد، فقلنا: لا ينفع معك مسكن ولا غيره، هذه اللحظات الأخيرة، وأنا أقول له: قل: لا إله إلا الله، وهو يقول: أين صديقتي؟ ائتوني بصديقتي، وهو يبكي على صديقته، حتى خرجت روحه وهو يقول: أين صديقتي؟ فلما مات انفجرت بالبكاء وارتمت على صدره تصرخ وتصرخ وأني ينفع صراخها

[وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ][الإسراء : 32]

4- هذه نهاية التدخين والحبوب المخدرة
1- رجل من الزمالك يموت في الحمام

5- وهذه نهاية العشق ( الحب الحرام )
* فتاة في العشرين من عمرها على فرس رهان هي حلم كثير من اللاهثين وراء الدنيا ، يرن جرس الهاتف قبل صلاة الفجر ، وتقوم الأم وهي مثقلة الخطى ، وترفع السماعة مستغربة هذا المتصل في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، وإذا بالمتصل ضابط المرور يقول ابلغي والد ابنتك بمراجعتنا ، قالت منابنتي فال الله ولا فالك ، أنت أخطأت الرقم ، ابنتي نائمة في غرفتها واقفلت السماعة في وجه رجل المرور ، وبعد لحظة يعيد الإتصال ، وإذا به نفس الرجل وهنا يؤكد عليها ويقول أليس هذا بيت فلان فقالت نعم قال أنا لم أخطيء ، ابنتك عندنا فيالمستشفى فأبلغي والدها لمراجعتنا قالت العجوز : يا بني إن ابنتي نائمة في غرفتها منذ البارحة اقفلت السماعة وطرقت الباب بشدة وهي تنادى فلانه وتصرخ وتضرب الباب بقدمها ولكن لا حياة لمن تنادي ، أيقظت والدها ، طرقا الباب سويا ولكن بدون جدوى بحثنا عن المفتاح الإحتياطي ، ووجداه بعد عناء ، وفتحا الباب ، فإذا ليس في الغرفة أحد عندها سقطت الأم فقال الأب ما الخبر  فأخبرته بالخبر السيء ويسرع الأب إلى القسم ويركض إلى الضابط المناوب  ما الخبر قال اهدأ قليلا . قال ما الخبر اخبرني قال إنى لله وإنا إيه راجعون كيف خرجت ابنتي وكيف ماتت وأين ماتت ، قال إنها قصة مأساوية ، اجتمع نفر من الشباب في فلة والد واحد منهم وأخد كل واحد يحكي بطولا ته مع الساذجات فقال أحدهم أتحدى من يحضر لنا صديقته في هذا المجلس ، وأعطيه عشرة الآف ريال ، فسارع أحدهم إلى الهاتف  واتصل بصديقته  وأخبرها فلبت ندائه ولبست ملابسها ، والتقت مع صديقها ، وما هي إلا لحظات حتى ركبت معه سيارته الفخمة وانطلق بها ليكون أول من يحضر صديقته ، زملائه قالوا الذي يحضر صديقته أولا له عشرة الآف ريال وفي منتصف الطريق ونظرا لسرعته العالية انحرفت السيارة لتصطدم باحد الأعمدة ، وما هي غلا لحظات حتى سكن كل شيء إلا المسجل الذي كان يصيح بألغاني ، ومات وماتت الفتاة
قال تعالى :[
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ][البقرة : 165
]
*  ما اسطاع حبيبها أن ينجيها ولا ينجي نفسه [
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)] [ق: 19، 20]

6-  خاتمة رائعة
يقول الدكتور خالد الجبير
اتصل بي أحد الأخوة صباح يوم الخميس وقال لي : يا شيخ نريدك أن تغسل أبانا انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الخميس ، قلت ومتى ستصلون عليه ، قال إن شاء الله صلاة الظهر ، فتوجهت إلى منزله قبل أن يصل جسمانه من المستشفى ، وقمت بتجهيز لوازم الغسل انتظارا لوصول الرجل ، وعندما جاء قمنا بإدخاله إلى مكان الغسل ، وكان مكان الغسل ليس مهيئا لذلك لعدم وجود تهوية وعدم وجود إضاءة ، وكان مكان الغسل تحت سلم المنزل فكانت الإضاءة عكسية من الناحية الآخرى قلت لإبنه ، إن مكان الغسل غير جيد فقال لي نريد أن نصلي عليه صلاة الظهر وليس هناك مكان احسن من ذلك ، فقمنا بوضع الميت على خشبة الغسل ، وكان الميت ملفوفا بملابس المستشفى ، فقمت بتجريده من ملابسه ، وعندما كشفت عن وجهه وجددت إضاءة مشرقة تشع من وجهه ونور يشع من وجهه لدرجة أن شاهدت جسده كاملا من ذلك النور الذي يشع من وجهه ، فأردت أن أتأكد من هذا فقمت بوضع قطعة قماش على وجهه ليحجب الضوءلأعمل ظل لأتأكد من هذه افضاءة ، وسبحان الله عندما وضعتها كانت تشع أكثر وأكثر من وجهه ، وكانت اكثر مما سبق بالرغم من وجود حاجز بينهم وبين الإضاءة .... ثم لما قمت بتوضئته وجدت مشيرا بالسبابة بكلمة التوحيد ، فحاولت أن اثني هذا الأصبع لأنه سوف يعيقني عند تكفينه ن وذلك عند وضع يده اليمنى على اليسرى ، فقمت بتوضئته وهو مسبل يدييه ، وقد حاول معي بعض الأخوة أن نثني يديه بكل ما أوتينا من قوة ، ثم بعد الإنتهاء من الغسل أردنا حمله من خشبة الغسل إلى مكان التكفين ، وعادة بعد وضع الميت على الأكفان يقوم أقرب الناس بدهن ميتهم بعطر العود أو أي عطر يقوموا بدهن مواضع السجود التي كان يسجد عليها ، ولكن الرجل إلى دكة التكفين وقبل أن نضع عليه أي طيب صدرت من الميت ريح ريح لم أشمها في حياتي كلها هي ريحة عود ولا مسك ولا عنبر اختلطوا جميعهم مع بعض ، فاردت التأكد فقمت بمسح عن جبينه واشتممت هذه الريح جهة أنفي فوجتها عالقة في أنفي لم تزل لأكثر من ثلاثة ايام وبعد أن ذهبنا به غلى المسجد إذا بجميع من في الصف الأول يشمون هذه الرائحة ، ثم ذهبنا به إلى القبر ، فلما وضعناه في القبر إذا بهذه الرائحة تكون أشد نظرا لضيق المكان وصدق الله إذ يقول [
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)] [الواقعة: 83 - 89]

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free