فضائل العشر من ذي الحجة
إن الله فضل بعض بعض الشهور على بعض ، كما فضل بعض الأيام على بعض ، كما فضل بعض الليالي على بعض ، كما فضل بعض الرسل على بعض ، كما فضل بعض الملائكة على بعض ، كما فضل بعض البقاع على بعض ، ففضل رمضان على باقي الشهور ، وفضل ليلة القدر على باقي الليالي وفضل العشر من ذي الحجة على باقي الأيام وفضل المسجد الحرام على باقي البقاع وفضل جبريل علي الملائكة وفضل النبي صلى الله عليه وسلم على باقي الأنبياء والمرسليبن فجعله النبي الخاتم للبشر أجمعين.
فضل هذه الأيام :
سأل الإمام بن تيمية أيهما أفضل الأيام العشر من ذي الحجة أم الليالي العشر من رمضان فقال إذا سألت عن الأيام فإن العشر من ذي الحجة أفضل من العشر أيام الأخيرة من رمضان وإذا سألت عن الليالي فاليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من الليالي العشر من ذي الحجة
وإليك الدليل على فضلها :
1- قال تعالى : [وَلَيَالٍ عَشْرٍ ] [الفجر : 2] فقد أقسم الله هنا بالفجر وهذه الأيام على قول جمهور المفسرون . ولله أن يقسم بأي مخلوق من خلقه وقت شاء وعندما يشاء ولكن المخلوق لا يقسم إلا بالله .
2- قال تعالى : [وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ] [البقرة : 203] اختلف العلماء في أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ على 3 أقوال :
1- هي 10 أيام من ذي الحجة
2- هي أيام التشريق 10 ، 11 ، 12 ، 13
3- هي أيام التروية وعرفة والنحر أي 8 ، 9 ، 10
3- قالوا هي تتمتة 30 ليلة التي وعدها الله لموسى عليه السلام فقد كانت 30 يوم من ذي القعدة و10 من ذي الحجة قال تعالى : [وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ] [الأعراف : 142]
4- الأجور فيها مضاعفة ٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ » . يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ » . تحفة 5507 ، 5604 ، 5614 رواه الترمذي وقال حسن صحيح و أبوداوود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني
فدائما ما يحقر الله من أمر الدنيا ويرفع من أمر الآخرة ويطلب منك أن تسارع إلى الآخرة قال تعالى [وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ] [آل عمران : 133] قال تعالى : [سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ] [الحديد : 21]
الشاهد هنا أن المسلم هنا لابد أن يستفزه موسم الطاعات فيكثر منها قال الحسن البصري : من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فاجعلها في نحره
5-فيها يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّى أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ » . قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ . قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى قَتَادَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ . تحفة 12117 - 749 رواه الترمذي وقال حسن وابن ماجه قال الشيخ الألباني : صحيح
6- هو اليوم الذي أتم الله في الدين عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، آيَةٌ فِى كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيداً . قَالَ أَىُّ آيَةٍ قَالَ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) . قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِى نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ . أطرافه 4407 ، 4606 ، 7268 - تحفة 10468 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد والحميدي
7- فيها يوم النحر وهو أفضل أيام الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ » . رواه الترمذي وأحمد وأبو داوود وقال الشيخ الألباني صحيح والقر من القرار قال الإمام الحافظ بن حجر : لإجتماع أمهات العبادة في هذا اليوم
8- « أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفر وجهه في التراب وذكر يوم عرفة فقال يوم مباهاة »
الراوي: جابر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 4/20
خلاصة الدرجة: إسناده حسن ورجاله ثقات
الواجب على المسلم في هذا الأيام:
من السلوك اللازم عمله وأنت قادم على الله أنت تتحلى بأمرين هما التخلية والتحلية
فلابد أولاً من تخلية نفسك من المعاصي والذنوب ثم تحليتها بالقرب من الله بالطاعات وذلك كالتالي:
1- ابدأ صفحة جديدة مع الله فأقلع عن المعاصي والذنوب وتتوب إلى الله ، فتقف مع نفسك وقفة ، وأن تترك المعاصي والشهوات المحرمة من أجل الله .
وهذه الوقفة تحتاج إلى رجولة وأعني بذلك الرجولة وليس الذكورة فقد أثنى الله عز وجل على الرجال في مواطن كثيرة ولم يثني على الذكور قال تعالى : [رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ] [النور : 37] قال تعالى : [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ] [الأحزاب : 23] فإذا لم تستطع أن توقف تلك المعاصي والذنوب فأنت لست رجلا
2- التوبة الصادقة وهي أن ترد الحقوق إلى أهلها وتندم على ما فعلته ثم العزم على عدم العودة فمهما كانت ذنوبك فإن الله تعهد بمغفرتها قال تعالى : [قُـُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ ] [الأنفال : 38] هل تعلم ان المنافقين والكافرين أيضا لم يتركهم الله قال تعالى : [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146)] [النساء : 145- 146] قال تعالى : [وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)] [الفرقان : 68- 71] قال تعالى : [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ] [الزمر : 53] قال تعالى : [وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] [آل عمران : 135] فمن لنا سوى الله
أفضل الأعمال في هذه العشرة
وكما نعلم أن أفضل الأعمال فيها هو الحج – بلغنا الله وأياكم إن شاء الله – ولكن الله جعل لنا بدائل :
1- النية الصادقة : النبي صلى الله عليه وسلم عندما سافر إلى غزوة تبوك جاءه جماعة من الصحابة أطلق عليهم اسم البكائون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا أجد ما أحملكم عليه فحزنوا على ذلك ولكن الله جبر خاطرهم قال تعالى : [ وََلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ] [التوبة : 92] وفي العودة قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه « « إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَاماً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ « وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ » . طرفاه 2838 ، 2839 - تحفة 708 - 10/6 » . طرفاه 2838 ، 4423 - تحفة 610 رواه البخاري وأبو داوود وابن ماجه و أحمد وقال الشيخ الألباني : صحيح وقد روي الإمام ابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِى كَبْشَةَ الأَنْمَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « مَثَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِى مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِى حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ كَانَ لِى مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِى يَعْمَلُ » . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « فَهُمَا فِى الأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ فِى مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِى غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْماً وَلاَ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ كَانَ لِى مِثْلُ مَالِ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِى يَعْمَلُ » . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « فَهُمَا فِى الْوِزْرِ سَوَاءٌ » . تحفة 12146 رواه ابن ماجه وأحمد قال الشيخ الألباني : صحيح
2- عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم عن ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا « مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّى مَعَنَا » . قَالَتْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحاً نَنْضِحُ عَلَيْهِ قَالَ « فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِى فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً » . تحفة 5913 - 1256/221 وفي رواية « حجة معي » رواه مسلم وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وأحمد والنسائي والدارمي قال الشيخ الألباني : حسن صحيح وقال الترمذي حسن غريب
3- تذكر الله من بعد الفجر حتى الشروق ثم تصلي ركعتين بعد الشروق تحصل على حجة وعمرة تامة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ » . قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . تحفة 1644 - 586 رواه الترمذي وقال حسن قال الشيخ الألباني : حسن
4- التطهر في البيت ِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ تَطَهَّرَ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً » . تحفة 13415 - 666/282 رواه مسلم
5- المحافظة على الفرائض والناس في ذلك على 3 أصناف مقصرون ومأدي للواجب ومحبين
فالمقصر تفوته تكبيرة الإحرام
المؤدي للواجب يدرك تكبيرة الإحرام
المحبين يدرك الأذان ومثله التابعي سعيد بن مسيب رضي الله عنه
6- الإهتمام بالنوافل عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ » . تحفة 14222 رواه البخاري ، وكذلك المحافظة على 12 ركعة وهي : 2 قبل الفجر و4 قبل الظهر و2 بعدها و2 بعد المغرب و2بعد العشاء عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَلَّى فِى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ أَرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ » . قَالَ أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ عَنْبَسَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عَنْبَسَةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ . تحفة 15862 – 415 رواه الترمذي وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ
9- الصيام والمقصود صيام التسعة أيام من ذي الحجة لحديث عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِى الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ . تحفة 18389 رواه أبو داوود والنسائي وأحمد وقال الألباني صحيح ومع ذلك نوضح قضية قالوا فيها كيف إذن يتعارض هذا مع حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ الْعَشْرَ قَطُّ . تحفة 16001 رواه مسلم وأبوداوود والترمذي و ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني
وللجمع بينهما 3 أقوال للعلماء
1- أنه احتمال أنه فعلها سنة وتركها سنه حتى لا تفرض
2- يأخذ كلام الإثبات على كلام النفي
3- كان النبي يصوم الغالب
10- قيام الليل ولو باليسير حتى ولو بربع في الركعتين
11- الإكثار من ذكر الله لحديث « ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير » الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: العراقي - المصدر: التقييد والإيضاح - الصفحة أو الرقم: 473
خلاصة الدرجة: رجاله مخرج لهم في الصحيح . أوله مشهور من حديث ابن عباس وآخره غريب من حديثه ، وإنما يعرف آخره من حديث ابن عمر وقال وكذلك رواه أحمد حسن وكذل
12- الدعاء في هذه الأيام وخاصة يوم عرفة فالدعاء مستجاب لحديث ٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ » . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . تحفة 8698 - 3585 رواه الترمذي وقال حسن قال الشيخ الألباني : صحيح فالظاهر أنه مستجاب إن شاء الله
13- الصدقة المهم كل يوم تخرج ولو القليل كل يوم حتى تتعلم البذل والعطاء وان أقترح ان تخرج في الصباح ربع جنيه في الصباح وربع جنيه في المساء حتى يكون أول شيء طاعة وآخر شيء طاعة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً » . تحفة 13381 رواه البخاري ومسلم وأحمد
14- الأضحية فيها أقوال منهم من يملك نصاب الزكاة ومنها من معه مال وهي سنة وقال المالكية واجبة لمن يملك ثمنها ومن آدابها على المضحي ألا يحلق شعره ولا شيء من جسده ولا يقص أظفاره لحديث عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ رَأَى هِلاَلَ ذِى الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّىَ » . تحفة 18152 - 212/7 رواه النسائي قال الشيخ الألباني : صحيح وكذلك في صحيح مسلم أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ » رواه مسلم
واليكم بعض أحكام الأضحية منقوله من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق
يسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول : بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا عن فلان - ويسمي نفسه - فإن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ذبح كبشا وقال : بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا عني وعن من لم يضح من أمتي " . رواه أبو داود والترمذي . فإن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره ، فإن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لفاطمة : يا فاطمة ، قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملته ، وقولي : " إن صلاتي ونسكي ( 1 ) ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " . فقال أحد الصحابة : يا رسول الله ، هذا لك ولاهل بيتك خاصة أو للمسلمين عامة ؟ قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : بل للمسلمين عامة .
وقت الذبح : ويشترط في الاضحية ألا تذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد ويمر من الوقت قدر ما يصلى العيد ، ويصح ذبحها بعد ذلك في أي يوم من الايام الثلاثة في ليل أو نهار ، ويخرج الوقت بانقضاء هذه الايام . فعن البراء ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إن أول ما نبدأ به في يومنا ( 4 ) هذا أن نصلي نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لاهله ليس من النسك في شئ "
ما لا يجوز أن يضحى به : ومن شروط الاضحية السلامة من العيوب ، فلا تجوز الاضحية بالمعيبة ( 1 ) مثل : 1 - المريضة البين مرضها 2 - العوراء البين عورها 3 - العرجاء البين ظلعها 4 - العجفاء ( 2 ) التي لا تنفي رواه الترمذي وقال : حسن صحيح . 5 - العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربعة لا تجزئ في الاضاحي : العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقي " .
( هامش ) ( 1 ) المعيبة : المقصود بالعيب الظاهر الذي ينقص اللحم ، فإذا كان العيب يسيرا فإنه لا يضر . ( 2 ) العجفاء التي ذهب مخها من شدة الهزال . فقه السنة - 21 ويلحق بهذه : الهتماء ( 1 ) والعصماء ( 2 ) والعمياء والتولاء ( 3 ) والجرباء التي كثر جربها . ولا بأس بالعجماء والبتراء والحامل وما خلق بغير أذن أو ذهب نصف أذنه أو أليته والاصح عند الشافعية لا تجزئ مقطوعة الالية والضرع لفوات جزء مأكول وكذا مقطوعة الذنب . قال الشافعي : لا نحفظ عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في الاسنان شيئا .
عمرها : وروى مسلم عن جابر أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " لا تذبحوا إلا مسنة ، فإن تعسر عليكم فاذبحوا جدعة من الضأن " . والمسنة الكبيرة هي من الابل ما لها خمس سنين ، ومن البقر ما له سنتان . ومن المعز ما له سنة ، ومن الضأن ما له سنة وستة أشهر ، على الخلاف المذكور من الائمة . وتسمى المسنة بالثنية.