وداعا أيها الحبيب
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أخانا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون لقد ابتلينا يوم الاثنين الماضي بفقد أخ حبيب إلى قلوبنا ونفوسنا رجل ممن إذا رأيتهم ذكرت الله رجل ممن ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله رجل ممن إذا نسيت ذكرك وإذا ذكرت أعانك أحب شيء لديه خدمة بيته وأقرب شيء إلى قلبه قضاء حوائج خلقه وأمتع شيء لدى نفسه إسعاد الآخرين من حوله نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد ووالله الذي لا اله غيره لقد راعني خبره وأفزعني حتى تحيرت عن أي شيء أتحدث وذكره لا ينسى وفضله لا يخفى وسيرته ينبغي أن تحتذى فذكرت طرفا منها إلى أستاذي الدكتور زكي عثمان فدعا له بالرحمة فقلت له أريد أن أتحدث عنه فبأي عنوان أعنون لهذا الحديث فقال لي " وداعا أيها الحبيب" فاخترته عنوانا لهذا الحديث مع حضراتكم والذي يأتيكم في ثلاث نقاط
1-إن العين لتدمع
2-من بشريات خاتمة أخينا
3-رسائل غالية
أما عن الأول : فإنه جزء من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم لما مات ولده إبراهيم فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ فَانْطَلَقَ يَأْتِيهِ وَاتَّبَعْتُهُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ قَدْ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ فَقَالَ أَنَسٌ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ" متفق عليه
وعلى ذلك فدمع العين على من يموت ممن نعرف رحمة من الله جل وعلا ولكني سألت نفسي حين بكيت ورأيت حولي من يبكي لماذا يبكي الناس؟!!!
فرأيت أن سر البكاء يعود إلى
1- لصلته به
- سواء كانت هذه الصلة صلة قرابة وزوجية " زوج- زوجة- أب - أم- أبناء- إخوة وأخوات-
غيرهم" ويتفاوت حزن هؤلاء قوة وضعفا حسب قربهم من الميت وحاجتهم له وأغلب هؤلاء يبكي على حاله وما أجمل هذه القصة التي ذكرها علماؤنا عن رجل من صالحي البصرة حضرته الوفاة وحوله أهله فنظر الرجل إلى أبيه وقال له ما يبكيك ؟ قال أبكي لخوف فقدك وانفرادي بعدك وقال لأمه ما يبكيك؟ قالت لتجرعي مرارة ثكلك، وقال لزوجه ما يبكيك؟ قالت لملاقاة الذل والهوان بعدك وقال لأبنائه ما يبكيكم ؟ قالوا لذوقنا ذل اليتم بعدك فبكى وقال كلكم يبكي على حاله!!! وما بكى أحد لطول سفري ما بكى أحد لقلة زادي ما بكى أحد لمضجعي في التراب ما بكى أحد لما ألقاه من سوء الحساب ما بكى أحد لموقفي بين يدي رب الأرباب ثم شهق شهقة مات فيها
- الصداقة خاصة القائمة على الله ، وهذا من أكثر أسباب البكاء المفيد لأنه بكاء يمتزج بالدعاء وصدق الحسن البصري حين قال " ومن لك مثل الأخ الصالح يذهب أهلك يقتسمون ميراثك وهو منفرد بقبرك يدعو الله أن يرحمك" وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَذْكُرُ الأَخَ مِنْ إخْوَانِهِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَيَقُولُ : يَا طُولَهَا مِنْ لَيْلَةٍ ; فَإِذَا صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ غَدَا إلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ
2- فجأة الميتة وفظاعتها
فقد ترى أمامك حادثا جللا فظيعا فتألم له وتبكي على من فقد فيه لأن الموقف مؤلم جدا فيحز في نفسك هذا الألم الذي لحق بهذا الميت أو تتخيل نفسك مكانه وهذا البكاء سرعان ما يزول أنه ضعيف الأثر إلا من انتفع منه بتوبة صادقة والقصص الواقعي مليء بهذا البكاء وأثره
3- لما خلفه الميت بموته مما يستوجب الشفقة
زوجة حديثة زواج – أب وأم يعولهما – أبناء صغار" وهذا أيضا يمضي إلى حاله مع الأيام
4- الخير الحاصل بسبب الميت لما حوله ومن حوله والذي انقطع بسببه
ولعل هذا هو أفضل البكاء وأحقه وأنفعه للمسلم فلا يبكي المسلم أبدا على دنيا ولا على حظ زائل أو متاع منقطع وحزن كل الأسباب الماضية يبقى إلا هذا السبب فإنه يذكر كلما ذكر صاحبه ويرافقه الدعاء له بالمغفرة والرحمة وهذا ما أبكى كثيرا من أحبابنا على أخينا الأستاذ حسن
- ودليل خيره ونفعه ما جاء عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ فَقَالَا لَهَا مَا يُبْكِيكِ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا" أخرجه مسلم
- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ : لِيَبْكِ الإِسْلامُ بَعْدَكَ عَلَى مَوْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" الطبراني في الكبير بسند ضعيف
- وفي قصة موت سيدنا عمر "...فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ يُعْجَبُ بِهِ ، فَقَالَ : اُخْرُجْ ، فَانْظُرْ مَنْ صَاحِبِي ؟ ثُمَّ خَرَجَ فَجَاءَ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صَاحِبُك أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ ، غُلاَمُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَكَبَّرَ حَتَّى خَرَجَ صَوْتُهُ مِنَ الْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْهُ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يُحَاجُّنِي بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَكَانَ هَذَا عَنْ مَلأٍ مِنْكُمْ ؟ فَقَالُوا : مَعَاذَ اللهِ وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَزِدْنَا فِي عُمْرِكَ مِنْ أَعْمَارِنَا إِنَّهُ لَيْسَ بِكَ بَأْسٌ قَالَ : أَيْ يَرْفَأُ وَيْحَك اسْقِنِي فَجَاءَهُ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ حُلْوٌ فَشَرِبَهُ ، فَأَلْصَقَ رِدَاءَهُ بِبَطْنِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا وَقَعَ الشَّرَابُ فِي بَطْنِهِ خَرَجَ مِنَ الطَّعَنْاتِ ، قَالَوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، هَذَا دَمٌ اسْتَكَنَ فِي جَوْفِكَ ، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ جَوْفِكَ ، قَالَ : أَيْ يَرْفَأُ ، وَيْحَك اسْقِنِي لَبَنًا ، فَجَاءَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَلَمَّا وَقَعَ فِي جَوْفِهِ خَرَجَ مِنَ الطَّعَنْاتِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ عَلِمُوا أَنَّهُ هَالِكٌ قَالَوا : جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا ، قَدْ كُنْتَ تَعْمَلُ فِينَا بِكِتَابِ اللهِ ، وَتَتَّبِعُ سُنَّةَ صَاحِبَيْك ، لاَ تَعْدِلُ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا ، جَزَاك اللَّهُ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ ، قَالَ : بِالإِمَارَةِ تَغْبِطُونَنِي ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهَا كَفَافًا لاَ عَلَيَّ ، وَلاَ لِي..." ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفهما
- حتى الجمادات تتفاعل مع المؤمن ولا تتحرك للكافر
ولذا قال تعالى{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ" قال ابن كثير :
- لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم؛ فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم، وعتوهم وعنادهم
- وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي بسنده عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه" وتلا هذه الآية: { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ } وذُكر أنهم لم يكونوا عملوا على الأرض عملا صالحا يبكي عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب، ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم
وقال ابن أبى حاتم بسنده : عن عباد بن عبد الله قال: سأل رجل عليًّا رضي الله عنه: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال له: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إنه ليس [من] عبد إلا له مصلى في الأرض، ومصعد عمله من السماء وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض، ولا عمل يصعد في السماء، ثم قرأ علي، رضي الله عنه { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }وعن مجاهد، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] قال: كان يقال: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحًا وقال مجاهد أيضا: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحًا، قال: فقلت له: أتبكي الأرض؟ فقال: أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد، كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل؟ وقال قتادة: كانوا أهون على الله من أن تبكي عليهم السماء والأرض
ها هي البشريات
1- الموت يوم الاثنين
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَىُّ يَوْمٍ هَذَا قُلْنَا يَوْمُ الاِثْنَيْنِ. قَالَ فَأَىُّ يَوْمٍ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ قُلْنَا قُبِضَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ. قَالَ فَإِنِّى أَرْجُو مَا بَيْنِى وَبَيْنَ اللَّيْلِ. قَالَتْ وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ رَدْعٌ مِنْ مِشْقٍ فَقَالَ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُوا ثَوْبِى هَذَا وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ فَكَفِّنُونِى فِى ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ. فَقُلْنَا أَفَلاَ نَجْعَلُهَا جُدُداً كُلَّهَا قَالَ فَقَالَ لاَ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ. قَالَتْ فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ" أحمد بسند حسن
2- رضا الأم
عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ اَلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: رِضَا اَللَّهِ فِي رِضَا اَلْوَالِد وَسَخَطُ اَللَّهِ فِي سَخَطِ اَلْوَالِد" أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وحسنه الألباني
3- ثناء الناس عليه
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال" مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ وَجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا وَجَبَتْ قَالَ هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ" البخاري
4- الخوف من لقاء الله
عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم يروي ذلك عن ربه عز و جل أنه يقول : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين و أمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة و إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة" البيهقي في الشعب وصححه الألباني
5- الشهادة
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" أحمد وغيره بسند صحيح
رسائل غالية
1. الموت يأتي فجأة ، لمثل هذا فأعدوا ، ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا ...
2. أخوك في الله عض عليه بالنواجذ " أكثر المشيعين ممن عرفهم في الله" ولا كلفة في الأخوة في الله مقارنة بغيرها من العلاقات
3. كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول " وأعظم التضييع ما كان في جنب الله وقد رأيت أكثر أبناء المتوفى من أهل القرآن إضافة إلى الأخلاق التي يعرفها عنهم من يعرفهم
4. حاول ألا تنتهي حياتك بموتك فالناس ثلاثة
· ميت وهو حي " وهذا من لا فائدة فيه لا مع نفسه ولا مع أهل بيته ولا مع غيره
· من تنتهي حياته بموته " وهو من عاش لنفسه وأهل بيته فقط"
· خير الناس وهو من تبقى حياته ببقاء الدنيا وهو من عمل عملا يتعدى نفعه ويرجو به ثواب الله وأعظمه خدمة بيوت الله واني أرى أن حكمة الله اقتضت أن من خدم بيته في الأرض أبقى ذكره ولا بد وليس أحد أفضل منه فكما أن من منع مساجد الله... لا أحد أظلم منه فبالمقابلة من عمرها وسعى في إقامتها لا أحد أكرم منه ولعل أعجب الأحاديث الدالة على ذلك حديث المرأة التي كانت تقم المسجد حيث أرى – والله أعلم - أن الله قدر ألا يوقظ أبو بكر رسول الله لجنازتها ليسأل عنها بعدها فيخصها بالفضل ثم ليبقى ذكرها ما بقيت الدنيا فلله كم في الحديث من عبرة وسنده عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ قَالَ أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ" متفق عليه